لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-13, 03:55 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


و قبيل منتصف الليل فتحت لانث باب غرفة نومها الواسعة فى دار الضيافة و بالرغم من الإسم الرسمى لم يكن حفل الاستقبال رسمياً, لكن أليكس لا يحتاج إلى مثل هذه المظاهر لأن فتنته الطبيعية تغنيه عنها
قالت لنفسها و هى تنظف وجهها و تفرك أسنانها : لقد أنتهى الأسواء فعلاً و ما عليها سوى أن تعمل فى الأسابيع القليلة القادمة لتعود بسرعة إلى نيوز يلاندا و تعتنى بأحلامها المسروقة بسلام.
و مر شريط الذكريات فى ذهنها و كثرت الأفكار و الصور فجافاها النوم...و مع حلول الظلام فوق أليريا مات صوت المدينة و استلقت فى سريرها مفتوحة العينين متململة و قد شوشت عقلها أفكار ما أنفكت تنصب على الموضوع عينه.
أليكس من الأسرة المالكة ثرى و له نفوذ و من المتوقع أن يتزوج زواجاً جيداً...وجود اللايدى صوفيا الارستقراطية التى ترعاها أمه جيداً خير دليل على ذلك.
هل يخطط ليرضى رغباته بغرام سرى؟ هل هذا ما تعنيه تلك النظرة الملتهبة فى عينيه؟ لقد انجذب إليها فى نيوزيلاندا فهل يعتقد أن هذه الفرصة مؤاتية ليكمل ما لم يبدأه؟
أحست بالغثيان لهذه الفكرة التى راودتها و قالت لنفسها:لا...أنت تحملين نظرة واحدة أكثر مما تستحق.
استدارت إلى جانبها و حاولت أن تسترخى فأخذت تعد و تتنفس بعمق إلى أن عاودتها الأفكار المعذبة مجدداً.
لقد أحبت أليكس و هى تحبه الآنو لن تقيم أى علاقة سرية معه لأنها ستفسد حياتها و لن تستطيع إصلاحها فيما بعد.
تركت أخيراً الفراش و سارت نحو النافذة.منذ ألتقت أليكس أمضت ساعات تنظر إلى الخارج..و كانها امرأة سجنها ضعفها فى برج و لزمها بعض الوقت لتكيف ناظريها مع الظلمة....و من فوق الأسوار العالية رأت الأنوار مضاءة فى ثلاث نوافذ دون ستائر.
أليكس؟
لا.... فكرت بغضب و هى توبخ نفسها لبد أنه ينام قرير العين مع أو بدون اللايدى صوفيا.
و تساءلت بانقباض : إذا طلب منها أن تصبح عشيقته فماذا سيكون ردها؟
أغلقت الستائر بحدة و عادت إلى سريرها مصممة على أن تنام .
كانت تأمل أن تطوى رحلتها إلى أليريا صفحة الماضى و أن تضع الأختام على تلك الأيام التى وقعت فيها فريسة جاذبية أليكس التى لا تقاوم....وبدلاً من ذلك اتجهت و بشكل محتم نحو الخطر إلى حقل المعركة المدمر , نحو الحب.
* * *
قال بيل يمازحها و هما على مائدة الفطور :"عيناك كعينى الباندا محاطتان بالسواد"
ــ أعرف.... لم أستطيع أن أنام . لكن لا تقلق سأنام الليلة دون حراك.
قال:"لعل السبب كثرة الإثارة . بدا أنك و الأمير لديكما قواسم مشتركة"
ردت بصوت بارد ثابت :"تكلمنا عن الدلافين...إنها مهمة جداً بالنسبة لشعبه"
هز رأسه:"إنها رمزهم و نحن لن نجرح أحاسيس أحد...اقترح علىّ بعض مستشارى الأمير جولة سياحية لكن حين سألت أليكس كونسيدين لم يلتزم بشئ"
مال المصور فوق الطاولة ليأخذ قطعة توست و قال :"قد يعتقد المرء أنه يسعى جاهداً لجذب الناس إلى هنا و كلما كثر عدد السياح كلما كان أفضل فـ أليريا تبدو فقيرة جداً"
هز بيل كتفيه و قال:"هى كذلك فعلاً, و هو يريد أن يحولها إلى دولة مثالية لكن حسب شروطه . أمام الأمير عمل شاق و ضخم و هو لم يصل إلى القمة فى دنيا الكمبيوتر بالعناد أو التسرع. لقد رأى أخطاء الحكام الآخرين و لن يدعها تحدث فى دولته الصغيرة..."
ثم نظر إلى الجالسين حول الطاولة و أكمل:"...سنغادر بعد نصف ساعة لذا كونوا مستعدين"
امتدت النصف ساعة إلى ما لا نهاية...البقاء...القصر...و التساؤل أين أمضت الليدى صوفيا ليلتها...كاد يدمر أعصاب لانث و كلما رفعت نظرها نحو القصر كانت ترأه يبتسم أمام عينيها...و فكرت فى أنها ما أن تخرج من البلدة حتى تنسى أوهامها.
كانت السيارة تنتظرهم فى الفناء الخارجى.
قال بيل لـ لانث و هما يخرجان من الباب:"هذا هو المرافق, سيمهد لنا الطريق إذا جاز التعبير"
ما أن تترك المدنية و تبتعد عن اليكس و قصره المهييمن حتى يخف هذا الألم و تنشغل بعملية التصوير لكن هذا ما لم يحدث.
لقد انشغلت فعلاً فالبحث عن الدلافين و تصويرها أخذ كل وقتها و اهتمامتها بالرغم من أنها كانت أكثر جبناً من تلك التى اعتادت عليها , إلا أنها تمكنت من إقامة علاقة مع المجموعة حتى اعتادت أكثر على المركب , و انجذبت لانث أكثر فأكثر إلى الغموض الذى يلف حياة الدلافين و سارت عملية التصوير بشكل جيد مع بعض المحاولات الفاشلة التى أثارت غضب بيل.
لكن كمنت وراء سعادتها ظلمة أشد حلكة تتربص بها و بمشاعرها.
كانت أليريا فى الربيع رائعة جداً فقد امتدت الألوان من الوادى إلىالجبال لتخفى سحب الشتاء الرماديةو بدت البحيرة لامعة و حدائق المنازل فى القرية متألقة.
قال بيل:"أنه طقس رائع للتصوير"
ففكرت لانث فى أنهم إذ ما أنهوا العمل بسرعة سيتمكنون من مغادرة البلاد بسرعة و ستبتعد عن أليكس.
و كان الرجال يُقيمون فى كوخ فى قرية صيادين صغيرة قرب شقة خُصصت لـ لانث .
قال لها لوتشيو :"لن تكونى وحيدة"
قال له:"أنها جميلة"
و تمتعت بخلوتها لكن اكثر ما أعجبها فى الأمر جيرانها فكلما كانت تصعد إلى شقتها أو تنزل منها كانت ترى شخصاً ما , المرأة او الجدة المحنية الظهر التى فقدت أسنانها كلها, او ولدين صغيرين فى الفناء الملئ بالزهور.
فى البداية كان الجميع خجولين و لكن حين أخذت تحييهم راحوا يصححون لفظها . و أصروا على أن تتكلم إليهم بالأليرية لتتعلم لغتهم.
خلال العشاء ذكرهم بيل بأن أليكس سيأتى معهم فىاليوم التالى وحذرهم من أن الأمير يرغب فى أن تكون زيارو ودية.
أرادت لانث أن تهرب أن تختفى فى ظلمة الليل و ألا تعود إلى الظهور إلا فى نيوزيلاندا لكنها وبخت نفسها ساخرة و غادرت السرير , أنت جبانة تافهة , ملوعة بالحب, ومثيرة للشفقة! إكبرى!
نظرت من نافذة غرفتها و راحت تسخر من الصورة التى تخيلت فيها نفسها مسجونة فى برج...كان الظلام مخيماً لكنها رأت أنواراً خافتة متفرقة فى الساحات و هب من حولها هواء عليل عابق بعطر الزهور , برد خديها الدافئتين
منتديات ليلاس
كان بإمكانها أن ترى البحيرة من موقعها و مالت إلى الأمام لترى ما يحرك سطح الماء الساكن. لكنها لم تشعر بريح يلامس وجهها قد تكون الدلافين و استقامت لتتبين الأمر رغم عتمة الليل.
و بعد عشر دقائق كانت تمر بهدوء قرب المبنى الحجرى تحت أشجار الساحة و قوارب الصيد القابعة على الرمال.
و تذكرت بحيرة أخرى أصغر من هذه و أكملت طريقها مقطبة , إنها تعانى من أزمة رومانسية لم تتح لها الفرصة لتتعرف إلى أليكس جيداً لكن شخصيته كانت نافذة جداً فاستسلمت لها و وقعت فى فخ الأيام الرائعة التى قضياها معاً
إلا أنها لم تقع فى حب أليكس الثرى , صاحب السلطة , الأمير....بل فى حب الرجل و هى تعرفه على حقيقته متسلط, متعجرف, شجاع و قوى و....عطوف و شريف فهو لم يحاول إقامة علاقة معها لأنه يعرف أن لا مكان لها فى حياته . فهل قرر أن يخصص لها مكاناً؟ مكاناً سرياً بالطبع بعيد عن اعين الناس؟
و انفطر قلبها...لا...اعترف أننى أحبه لكننى أستحق أكثر من هذا .
و جفلت حين أحست بحركة فى المياه فتقدمت خطوة لتتأملها م تلاحق التموجات التى تدل على وجود الدلافين.
و شعرت فجأة بشئ من الخوف حين لمحت حركة على الشاطئ.
فاستدارت و عرفت على الفور الشخص الذى كان يسير نحوها بالرغم من الظلمة الحالكة. انتظرت و هى عاجزة عن تحمل نبضات قلبها المتسارعة وراحت تتذكر ليلة أخرى و بحيرة أخرى و عالماً بعيداً و رجلاً ينتظرها خفية كما يفعل الآن تحت النجوم فى الظلام.
همست:"أليكس"
ابتسم فبانت أسنانه بيضاء لامعة :"اود أن أموت و أنا أصغى إليك تهمسين اسمى بهذه الطريقة"
سألته :"و أين اللايدى صوفيا؟"
ــ فى إنكلترا...لقد ابتعدت عن القرية....ألا تؤلمك ساقك؟
ابتلعت ريقها لتهدئ صوتها ثم قالت:
ــ لا...إنها على ما يرام....حرصت على أن أكون بحالة جيدة قبل أن أعود إلى خليج الجزر و قد تابعت التمارين.
رد و كان شيئاً أخر يشغل تفكيره:"عظيم"
فكره مشغول بالطبع و ها قد عدت تعلقين أهمية كبيرة على كل ما يقوله.
قطع حبل أفكارها بقوله:
ــ صوفيا أبنة صديق لى و حسب. جاءت إلى هنا لتقضى عطلة قصيرة لأن قلبها محطم....و....لا...لم أحطمه أنا . ولقد قررت العودة لتواجه الأمور بدلاً من أن تهرب منها.
و سألته بسرعة وغيرة :"و ماذا عن المرأة الفرنسية ؟"
فقال بنفاد صبر:" مجرد شائعات . لانث, أنت تعرفين جيداً أن الناس يطلقون الشائعات و هذه إحدى سيئات الشهرة"
ــ وهل الأمر أكثر سوءاً الآن و أنت الأمير الحاكم؟
ــ معظم الشائعات لطيفة فى أليرياو أنا لا أهتم ببقية العالم.
لا....بالطبع لا...فثقة أليكس بنفسه تمكنه من تجاهل الشكوك و الشائعات و الأكاذيب التى تحيط بالأثرياء فهو سيد عالمه.
قال :"ما رأيك بـ أليريا و قد مرّ عليك شهر كامل فيها؟"
فردت عليه بصدق:"لقد أحببتها إنها بلاد جميلة و الشعب ودود جداً لقد تقبلوا وجودنا كلياً"
قال بصوت ازداد عمقاً :"كنت آمل أن تعجبك....لانث....أنظرى إلىّ"
رفعت عينيها المتسعتين إليه و لمع نور النجوم الباهت فوق شعره الأسود وعلى قسمات وجهه فابتلعت غصة كبيرة فى حلقها.
قال بصوت حساس أجش:
ــ أعرف أن الوقت مبكر...وكنت انتظر إنقضاء أسبوعين آخرين...و لو لم نلتق هنا صدفة لانتظرت.
حسناً....سيطلب منها أن تكون عشيقته و ضغطت بيدها على قلبها و كأنما لتبقيه فى مكانه.
أكمل:"لكنك حطمت حصونى و لا أستطيع الانتظار أكثر"
ــ أليكس...لا تقل هذا.
جاءت كلماتها مؤلمة قاسية باردة.
و ساد الصمت ثم سأل بخشونة :"هل أنا مخطئ؟"
همست :"ارجوك"
أسكتها بلمسة على ذراعها و أدارها نحوه فرأى فى ضوء النجوم الدموع تتلألأ فى عينيها
قال و الكلمات تخرج مخنوقة من حلقه :
ــ لانث...رحمة بى....لانث حبيبتى الصغيرة....لا تبكى....كنت اعلم ان مجيئك إلى هنا مغامرة أدركت كم ستكرهين الحياة هنا لكننى كنت آمل....
نظرت لانث إليه و أحست بالهدوء فى عينيه ثم أدركت فجأة كم يبذل من الجهد ليسيطر على نفسه و يحافظ على هدوئه و فاض قلبها و كبتت شهقة بكاء عظيمة.
قال بصوت أجش و قسماته تزداد قسوة :"لا بأس عليك"
فقالت يائسة:"أنا أحبك كثيراً, و مستعدة أن أعيش معك إلى الأبد....لكن ألن يحتقرك شعبك لو أتخذت عشيقة؟"
فرد بشراسة و حدة:"لا أريدك أن تكونى عشيقتى! حين أتذكر كم قاومت و تعذبت كى لا أتصل بك لأن هذا لن يكون عدلاً لاسيما و انا أعرف مشاعرك نحو الحياة التى يجب أن أعيشها..."
فجأة فقد سيطرته على نفسه و لم تعد عيناه باردتين و قال بصوت منخفض:
ــ أحبك....و قد أحببتك منذ وقعت عيناى عليك....و خلال نصف ساعة نظرت غليك و تبدد العالم من حولى....بطريقة ما , ودون أن تحاولى ذلك وجدت لنفسك مكاناً فى قلبى ...و قد حاولت و من أجل مصلحتك أن أبعد عنك فلم أتمكن من ذلك. لانث , فى آخر يوم لنا معاً فى نيوزيلاندا قلتِ إننا لا نعرف بعضنا جيداً.
قالت و كأنها توبخ نفسها :"كنت أحاول أن أقنع نفسى"
ــ وهل لازلت تعتقدين ذلك؟
ــ لا...أشعر و كأننى كنت أنتظرك طوال حياتى.
وقف مستقيماً و كأنه يشدد عزيمته ورفع رأسه الأسود المتعجرف لكن صوته لم يكن سوياً:
ــ و أنا كذلك...لانث هل تمنحينى شرف أن تصبحى زوجتى؟ أعرف أنك ستجدين الحياة هنا صعبة....
أخيراً بدأت تصدق ما تسمعه فردت بحرارة:
ــ أوهـ....أليكس....بالطبع سأتزوجك! و أنا أحب اليريا. لكن , حتى و ان لم أحبها, سأكون معك و هذا كل ما أريده.
أرجع رأسه إلى الوراء و ضحك ثم أطبق ذراعيه حولها كقضبان حديد و عانقها بحرارة وشوق .

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-03-13, 04:03 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

10 – الحب هو أن تختار


ظنت لانث أن العالم قد توقف عن الدوران و أن النجوم تتأرجح بجنون و الجبال تميد من حولها ثم سمعت صوت حركة فى ماء البحيرة انتشلتها من أحاسيسها المرتبكة.
رفع أليكس رأسه و استدارا معاً وهناك شاهدا مجموعة من الدلافين التى كانت تسعى لعقد معها و مرت من امامهما ثم استدارت و سبحت عائدة قبل أن تختفى فى عتمة الليل .
قالت لانث و هى ترتجف مصدومة :"اعتقدت أننى رأيتها من قبل من نافذة غرفتى و لهذا جئت إلى هنا"
ــ و أنا أيضاً رأيتها....أتظنين أنها تلعب دور الخاطبة؟أظنها أعطتنا موافقتها...ألا تعتقدين ذلك؟
قالت بجياء:"أعتقد هذا...و ما الذى سيحدث الآن؟"
قال:"سأعيدك إلى القرية...هل هناك برنامج محدد للتصوير؟"
هزت رأسها و قالت :"كنا نتوقع حضورك غداً . هل ستبقى هنا؟"
ابتسم و امسك بيديها بخفة ز انتظرته ليتكلم بمزيج من الفرح و الارتياح و الرغبة.
قال :"لدى فيلا قريبة من هنا و لم أستطيع النوم و خيل إلىّ بغباء أنك تنادينى فجئت إلى هنا و جلست على الصخرة أفكر أنك هنا و ان احد هذه الأنوار يشع من غرفتك و غداً سأراك... و فجأة رأيتك كأفروديت تتقدمين نحوى فوق الرمال"
ضحك ساخراً :"توقعت أن تنمو الورود تحت قدميك أو البنفسج الذى تحملين أسمه"
ــ كنت أشعر و كأننى ميتة سألها بلهفة :"لابد أنك كنت تعرفين أننى احبك"
ــ لا....بل عرفت أنك تشعر بميل نحوى
ــ إذن....اعتقدت أننى جئت بك إلى هنا لتكونى عشيقتى
ــ جئت بى إلى هنا؟
فسألها بسخرية و تسلية :
ــ أولم تعرفى هذا؟ و لماذا برأيك طلبت من شخص أثق به أن يتصل بشركة الإنتاج و يقترح عليهم الاهتما بمسألة الدلافين؟
ــ لم أكن أعرف...و لم يقل لىّ بيل هذا!
ــ لم يكن يعرف, لعله ارتاب بالأمر بعد وصولك إلى هنا...كنت كتوماً جداً. لكن , كان علىّ أن أراك مجدداً و بدت لى هذه أفضل طريقة.
سألته :"وهل أجبرته على اختيارى لتقديم الفيلم الوثائقى؟"
و حاولت جذب يدها من يده لكن أصابعه شدت عليها و قال بصوت جعله السخط خشناً :"أنا لم أظهر فى المفاوضات أبداً"
كانت سعيدة منذ لحظات و لا زالت إنما قالت له:"هذا نوع من المراوغة "
حين عرفت أنها لم تأتى إلى أليريا بسبب مواهبها و قدراتها , أحست بغصة أسى و حزن.
ــ لم تكن بحاجة إلى هذا كله , فلو طلبت منى المجئ لفعلت...لكن يبدو انك لا تحسب لى حساباً.
أمرها بعناد :"توقفى عن هذا"
و احتوى جسمها المتصلب المقاوم بين ذراعيه و قال بتصميم شديد:
ــ أنت متكبرة جداً لانث....أصغى إلىّ لقد اقترح بيل أسمك و أخبرنى مساعدى الكتوم أنه قال إنك الشخص الوحيد الذى يقترح استخدامه لأنك محترفة و لأنك على علاقة وثيقة بالدلافين . فلم ليست متأكدة من قدراتك؟
ــ أنا ليست كذلك...فأنا عالمة جيدة.
هزها قليلاً, وقال :
ــ أنت ليست عالمة جيدة و حسب....بل أنت جميلة بشكل يحرك القلوب. أنت لطيفة و متعقلة و ذكية جداً و ابتسامتك تخطف الألباب و ضحكتك تعتصر قلبى و صوتك يثير أحاسيس لن أعترف بها كرجل...لماذا لا تتقبلين هذا؟ لقد أثر عليك والداك حقا.... أليس كذلك؟
تمتمت و قد أذهلها بعد نظره :"حسناً جداً حين تركنا أبى اختلطت مشاعرى...لكننى كبرت"
ضمها إليه بقوة أكبر فتدفقت الحرارة فى شرايينها.
قال :"أظن أن هناك فتاة صغيرة فى داخلك لا تزال تعتقد أن والدها تركها بسبب غلطة ارتكبتها"
أزعجتها دقة تحليله .... هل سيتمكن دوماً من قراءة مكنوناتها بهذا الوضوح, و هذه السهولة؟ و رفعت نظرها لترى الحب فى عينيه و هدأ ذلك الجزء المضطرب فى نفسها....نعم....يمكنها أن تثق فيه...قالت:
ـت كما أن هناك صبى صغير فى داخلك لا يزال يؤمن بأن الواجب و المسؤولية هما أهم شئ فى الحياة؟
التوى فمه بابتسامة سريعة و أجاب :"تعادلنا"
ــ و إذا ما قررت ألا أتى مع الفريق؟
ــ فكرت فى أن أخطفك.
و أشتد ضغط يده على ظهرها
فضحكت ضحكة مصدومة :"كل ما كان عليك أن تفعله هو أن تطلب!"
ــ أوهـ ....لكنى لم أكن أعرف هذا !
و تلاشى غضبها و قبلت خده و هى تتنشق عطره الرجولى الرقيق.
ــ أيعقل ألا تعرف...لابد أنك أكتشفت مشاعرى نحوك....كنت تعرف قبل أن تغادر نيوزيلاندا
وداعب النسيم الناعم خصلة شعر على وجهها فدفع بها خلف أذنها...و بهدوء و ثبات كاد يخيفها و قال:
ـت عرفت أنك تجديننى جذاباً و فى البداية ظننت أن هذا كل شئ و حاولت جاهداً أن أقتنع بأن ما أشعر به نحوك هو مجرد انجذاب جامح لكننى ابتعدت عنك لبضعة أيام و أدركت مدى خطئى.
هزظت رأسها و تنهدت :"أعرف....و أنا كذلك"
شدها إليه أكثر, بحيث شهقت . فأراح ذقنه على رأسها و قال بتردد:
ــ بعد مرور حوالى الأسبوع على وصولى إلى أليريا قررت أن أعطى نفسى مهلة سنة لأرتب الأمور هنا... ثم أطلب منك المجئ أردتك أن تشاهدى أليريا و أن تفهمى طريقة العيش هنا قبل أن تختارى و كى لا أحرجك, فكرت أن أفضل طريقة هى استخدام الدلافين.
قالت ممازحة :"أيها المنافق"
ــ لقد كانت سنة من أطول سنوات عمرى و أصعبها فقد أدركت أننى أحبك لكن لم أكن أعرف كنة مشاعرك و يجب أن أعترف أن تصرفاتك حين وصلت شجعتنى. كنت متصلبة و رسمية جداً و كان الشرر يتطاير من عينيك الذهبيتين كلما نظرت إلى صوفيا المسكينة!
قالت بلهجة حزينة :"شعرت ببؤس شديد"
ــ أكره أن أراك غاضبة....إذن هل تعتقدين أنك قد تعشين سعيدة هنا؟
قالت باقتناع تام :"يمكننى ؟أن أكون سعيدة إينما كان معك"
ــ حسناً...سنعيش فى هذه البلاد لم تبقى من عمرنا إلا إذا قرر الشعب أنه يريد نموذجاً آخر من الحكم. لقد كانت بدايتك جيدة...سمعت أنك أصبحت تفهمين اللغة.
ــ تقريباً!
منتديات ليلاس
ــ لم يقولوا لىّ هذا و تتكلمين بلكنة ساحرة و قد أحبك القرويين.
ابتسمت و رأسها على كتفه ثم قالت :"لديك جاسوس....لوتشيو!"
فرد باقتضاب :"ليس جاسوساً....كنتم بحاجة إلى من يتفاهم مع القرويين و أرادت أن أتأكد من أن التصوير يسير على ما يرام كما أرادت أن أعرف ما إذا كنت سعيدة"
رفع ذقنها و نظر إليها بشغف واضح جعلها ترتجف.
قال:"لقد أملت أن تحبى الناس هنا"
و أن يعجبوا بى؟لكنها لم تعبرّ عن أفكارها بل خفضت نظرها و قبلت أصابعه .
و أضاف بصوت عميق متهدج:"كنت اعرف أنهم سيعجبون بك..."
قبل جبينها بحنان فتأكدت من أن الحواجز التى كانت تفصل بينهما قد سقطت أخيراً...لكن وو بالرغم من أنه جرها إلى عالم الأحاسيس العسلية العطرة إلا أنها أحست أن أمراً ما يكدره و اعتقدت أنها تعرف السبب.
و حين نظر إليها و أبعدها عنه على مضض قالت:
ــ أليكس....لقد قلت لك أنى أكره الحياة العلنية لكننى لم أكن أعرف أنها ستكون حياتك....حبى لك شكل الفارق و لسوف أعتاد على هذه الحياة...لكننى لن اعتاد أبداً على العيش من دونك.
ارتجفت عضلة فى فكه و أمسك بيدها و سارا معاً على الرمال عائدين إلى القرية و بعد لحظة قال :"
ــ تبين لى خلال السنة الماضية أن حياتى من دونك باردة و مخيفة...لكن يجب أن أعترف لك أكثر حين غادرت نيوزيلاندا كان على أن أتأكد من أنك بخير و سعيدة.
فجأة أدركت ما يعنيه فسألته :"لهذا وفرت لى التمويل اللازم؟"
استحال صوته قاسياً و هو يقول:
ــ أجل....كنت مضطرباً يا حبى أردتك أن تكونى سعيدة . كنت متأكداً من أنك ستتغلبين على خوفك من الماء و عرفت أنك سترغبين فى العودة إلى الدلافين لذا رتبت أمر المال لك.
كان يجب أن تغضب لكنها قالت :"ارتبت بالأمر, و سأسامحك....لكن هل تعرف أنى أتوقع منك ان ترعى من سيأخذ مكانى هناك ؟ فى الواقع لدى فكرة عمن ستكون....الطالبة التى حلت مكانى تحب الدلافين مثلى, و الدلافين تحبها كثيراً"
توقفا و قال بصوت خشن:"طبعاً سأفعل....أفعلى ما تشأئينه فكل ما أملكه لا يساوى شيئاً إذا لم أستطيع أن أجعلك سعيدة"
سألته :"إذن , هل سنعود إلى القرية؟"
شد يده على يدها و قال بصراحة:
ــ حبيبتى أود أن أبقى معك إلا أننا لا نستطيع ذلك....سنعلن خطوبتنا حين ينتهى تصوير الفيلم و نتزوج بعد شهرين و لسوء الحظ نحتاج لهذا الوقت للتحضير للعرس و حتى ذلك الحين يجب أن تقيمى مع أمى....فهى تريد أن تأخذك تحت جناحها و تعلمك بعض الأمور...البروتوكول....التصرف فى البلاط...لن تبقى وحيدة.
قبل راحة يدها فقالت خجلة:"أوهـ ....ظننت....."
ضحك إنما دون مرح:"
ــ الأليريون شعب تقليدى و سمعتك مهمة و لهذا السبب تركت القصر حين وصلت فى أول ليلة.

منتديات ليلاســ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-03-13, 04:09 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


قرعت الأجراس فى القرية كلها ابتهاجاً و دون تناغم لتعلن عن فرح الأليريين بالزفاف و التتويج فبعد إعلان زواجهما توج رئيس الأساقفة لانث بتاج فضى أثرى التصميم , بدت معه و كأنها صورة لأيقونة
ثم جن جنون الأجراس و عبر أبواب الكاتدرائية المفتوحة سمعت الهتاف المتصاعد فلمعت عيناها .
أمسك أليكس يدها و ضغط عليها فردت حركته بامتنان و أخذ رعبها يتلاشى كالغيم فى يوم صيفى.
و سارا معاً فى الممر بين مقاعد الكنيسة ثم صعدا السلم إلى الخارج.
و تعالى الهتاف و هما يبرزان إلى أشعة الشمس و كانت الأرض قد فرشت بسجادة من غصون الصنوبر لتشكل ممراً لهما نحو العربة المفتوحة.
و تصاعدت رائحتها الزكية العطرة تستقبلهما فتذكرت لانث أشجار الصنوبر حول البحيرة فى نيوزيلاندا .
قال أليكس بعد أن استقرا فى العربة :"هذا تقليد ليبقى زواجنا أخضر على الدوام"
و احتفظت بهذه الفكرة طوال الطريق المؤدى إلى القصر و خلال الاحتفال الرسمى
و انتهى الأمر....أخيراً, سيصبحان وحيدين...هى و أليكس...
قالت لووالدة أليكس بلغتها الأليرية المتعثرة :"هل أذهب الآن؟"
ــ أجل....لقد حان الوقت.
و ابتسمت لزوجة أبيها التى سألتها أن تصعد و تساعدها على ارتداء ثيابها و وافقت لانث بدهشة و سرور.
كانت الخادمة فى انتظارها و قالت والدة أليكس:"كان الفرح عظيماً يا لانث "
و عادت إلى ضيوفها.
كانتا قد تعرفتا إلى بعضهما جيداً فى الشهرين المنصرمين . و أخفت سيرينا كونسيدين قسوتها الداخلية تحت غطاء أنيق ارستقراطى.و لابد أنها تساءلت عن سبب إصرار أبنها على الزواج من فتاة مجهولة , لكنها لم تظهر لـ لانث أى نفور أو قلق .
و فى الغرفة التى ستشاركها قريباً مع أليكس قامت زوجة أبيها و الخادمة بمساعدتها على خلغ ثوب العرس الضيق الأنيق , كان الثوب مصنوعاً من الحرير العاجى اللون الذى أبرز بساطة طرحة الدانتيل القديمة التى اختارتها
و للسفر اختارت بذلة بلن النحاس الصافى زادت من بروز لون شعرها و كانت تتأمل صورتها فى المرآة حين قرع أحدهما الباب .
قالت زوجة أبيها و هى تقبل خدها :"تبدين رائعة كونى سعيدة يا لانث كما كنت أنا سعيدة مع والدك"
فتحت الخادمة الباب و أطل أليكس ليسأل :"جاهزة؟"
تقدمت لانث تلاقيه مبتسمة و قالت :"نعم جاهزة"
استقرت عيناه للحظة على فمها ثم قال:"لقد أنتهى الأسوأ بضع دقائق أخرى فقط"
نزلا السلم معاً و تدفق الضيوف إلى ردهة القصر و تعالت الدعوات و التمنيات الطبية و نثر أوراق الورود و الملبس ثم صعدا إلى السيارة التى شقت طريقها عبر شوارع ازدحم فيها أفراد الشعب بوجوههم المتوردة المتهللة و سواعدهم الملوحة.
قال أليكس حين وصلا إلى مشارف المدينة:
ــ سنبدل السيارة عند كوخ للصيد فى مكان ليس ببعيد من هناو سأقود أنا.
قررا أن يقضيا شهر العسل فى أليريا لكن أليكس رفض أن يحدد وجهتهما و اكتفى بالقول بأنها ستكون عطلة عفوية جداً
امتدت الطريق حول البحيرة بضعة كيلو مترات قبل أن ترتفع عند سفح هضبة لتشق بعدها وادياً صغيراً كان أحد الجانبين مغطى بأشجار كثيفةو نحو هذه الأشجار اتجهت السيارة تاركة أشعة الشمس البراقة وراءها لتلج عتمة زكية الرائحة.
كان كوخ الصيد فيلا رائعة مشيدة على هضبة تصب الشمس أشعتها البهية على كل جوانبه و وقفت السيارة عند أسفل الدرج .
لم يخرج أحد لملاقاتهما حين توقفت السيارة بل غادر السائق السيارة مبتسماً مشجعاً لانث و هو يفتح لها الباب تسارعت نبضات قلبها و انتظرت و هى تنظر بإعجاب إلى السلم الذى يؤدى إلى الأبواب الخشبية الواسعة فيما قام السائق بنقل أمتعتها من سيارة إلى أخرى
و أخيراً أصبحا و حيدين .
سألته لانث و هما يبتعدان عن كوخ الصيد :"إلى أين نحن ذاهبان؟"
ــ إلى مكان مميز جداً
حتى تلك اللحظة لم يلمسها أليكس . أما الآن فقد أمسك بيدها و قبل باطن معصمها وقال بهدوء:
ــ إلى مكان قريب من حيث أمضيت أول عشر سنوات من حياتى....
ــ ظننت هذا المكان قرب البحيرة.
ــ ليست هذه البحيرة بحيرتى أصغر بكثير.
ــ لا زالت أجد صعوبة فى أن أصدق أنك عشت هنا عشر سنوات دون ان يفتضح أمرك.
ــ حين أستولى الشيوعيون عن الحكم كان أبى و أمى قد تزوجا حديثاً و يمضيان عطلتهما حيث نحن ذاهبان و لم يستطيعا مغادرة البلاد حتى و إن عبرا الجبال و ذلك بسبب حرب العصابات كما لم يخطر لهما ذلك على أى حال لأن والدى كان يعتقد أنه لا يحق له أن يترك شعبه لهذا بقى هنا و لم ترض أمى بأن تتركه فولدت أنا .
لاعجب إذن أن يحب الأليريون والدته.
ــ ثم وشى بكم أحدهم؟
منتديات ليلاس
هز رأسه و أجاب:"وشى بنا أحدهم . لكننا تلقينا تحذيراً بأنهم آتون للقبض علينا. وأدرك والدى أن لا أمل لنا بالهرب دون محاولة تضليل ولم يقبل بأن يتولى السكان المحليون هذه المهمة فقد كان لهم أقارب رهائن . لذا جعل من نفسه طعماً ليعطينى و أمى فرصة للفرار عبر الجبال إلى إيطاليا"
ــ و لم تعرفا أبداً ما حصل له.
منتديات ليلاس
ــ بل أعرف....لقد ألقى القبض عليه و قتل مع ما يقارب الخمسين
وصدرت عن لانث تنهيدة أسى فقال مكملاً كلامه باكتئاب :"حصل هذا منذ زمن بعيد لكنه كان أحد الأسباب الرئيسية التى دفعتنى إلى العودة حتى و أنا أعرف أننى أتخلى عن فرصة الزواج منك لم أستطيع أن أتخلى عنهم مجدداً لقد بقوا على إيمانهم بنا و أحسست أننى أدين بذلك لذكرى أبى"
و لن يكون الرجل الذى أحبته أن اختار الطريق السهل قالت:"أفهمك"
و فيما راح يقود السيارة عبر الحقول المزروعة و الأحراج تحدثا عن التغييرات التى ينوى اليكس القيام بها و لا سيما شبكة النقل.
أخيراً مرا بدرب تتلوى بين جبلين و من الأعلى شاهدت لانث بحيرة أخرى صغيرة رائعة الجمال و تحولت الطريق إلى درب ضيق انحدر نزولاً بين غابات كثيفة إلى أحد جوانب البحيرة .
كان المنزل واسعاًَ و حدثياً أضيفت إليه لمسة محلية ليتناسب مع محيطه و ما أن سارت فوق أرضه المبلطة و خرجت إلى الشرفة حتى أكتشفت هدف أليكس.
قالت تهمس بتنهيدة :"أوهـ ....أليكس!"
رأت امامها و فى موقع يطل على مياه البحيرة مقعداً عريضاً من الخيرزان مفروشاً بأرائك بيضاء تحت ظليلة من عرائش العنب .
قال من خلفها :"أردتك أن تكونى فى مكان يذكرك بـ نيوزيلاندا.... وسنتمكن من المجئ إلى هنا غالباً و سيكون مكاناً مناسباً لأولادنا"
فرددت:"أوهـ أليكس"
و قاومت الدموع المحرقة فى عينيها .
قال :"لقد تخليت عن الكثير"
فهزت رأسها نفياً و أجابت :"أنا لم أتخل عن شئ بل كسبت الكثير...و جل ما أريده هو أنت"
و بالرغم من لمسة يديه على كتفيها كانت رقيقة إلا أنها أحست بالقوة العظيمة التى يضبطها و يكبحها.
قبلت إحدى يديه ثم الأخرى قبل أن تستدير و تخبط قلبها بين ضلوعها لم تشعر بالخوف أو بالترقب و هى تنظر بعينيه اللامعتين
أما هو فضحك بصوت عميق و دفن رأسه فى عنقها و أطال العناق حتى اشتعلت نيران حبها و أتت على حواسها .
رفعت لانث وجهها فدابعت رائحته الحارة الخفيفة حواسها و حولت مشاعرها إلى سيل جارف.

منتديات ليلاســـ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-03-13, 04:13 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


وقف جامداً ثم أخذ نفساً عميقاً و عانقها بشغف جعل رأسها يدور....نعم هذا ما أرادته....أوهـ ....أجل.... هذا ما كانت تنتظره
رفعها عن الأرض و حملها إلىالداخل إلى غرفة أنزلها فيها فوق سرير و قال بتردد:
ــ أريد أن أمون حنوناً معك....و ان تجرى الأمور ببطء... لكننى لا أستطيع.
أحست و كأنها ترمى نفسها فى دوامة كمن تركب إعصاراً , كمن ترتفع إلى سماء منتصف الليل الشفافة على أجنحة من نار.
فيما بعد و حين استيقظا على سماء تتلألأ فيها النجوم الساطعة قال لها متكاسلاً :
ــ أرجو أن أكون أخر أمير لـ أليريا....إذا سار كل شئ على ما يرام سيتولى الشعب مصيره قبل أن أموت و سيتمكن أولادنا من أن يفعلوا ما يحلو لهم.
و تساءلت لانث حول إمكانية ذلك . إذ بدا لها أن ولاء الأليريين للأسرة الحاكمة لا يمكن أن ينتهى فى جيل واحد.
قالت :"أنا ليست قلقة حول هذا . فجأة لم أعد أهتم كثيراً بالمستقبل.فالحاضر مثير بما يكفى"
استلقى دون حراك و أحست بدقات قلبها تتسارع تحت خدها....قال دون أن يلين:
ــ توقفى عن إغوائى....أحتاج ان أقول هذا . أعرف أن زواجك منى تغيير ضخم يبعدك عن عملك لكن على الأقل يمكن أن تدرسى الدلافين هنا.
مررت أصابعها بخفة على صدره و قالت بهدوء:
ــ أليكس....لقد حصلت عليك أنت... و الدلافين شئ إضافى جميل... لكن, حتى و أن لم يكن هناك أى منها لكنت بقيت كان من الممكن أن أدير ظهرى لك و لـ أليريا و أن أبقى فى خليج الجزر ....لكن الحب يعنى أن تختار شخصاً...و عادة حين تختار يجب أن تتخلى عن أشياء أخرى....أنت فعلت هذا حين قررت العودة إلى اليريا و قرارى بالبقاء معك كان سهلاً , فقد أدركت أننى لا أستمتع بالحياة التى أعيشها من دونك و أنا أحبك... المسألة واضحة جداً....والدك أحبك و أحب أمك بما يكفى ليضحى بحياته من أجلكما....و أنا يساورنى الشعور نفسه.
تسارعت أنفاسه...و ابتلت عيناه , فأخفت رموشه الكثيفة اللامعة اللون الأزرق الساحر.
ضمها إليه بقوة ....و بقى صامتاً للحظات طويلة حين تكلم أخيراً كان صوته منخفضاً و متوتراً :
ــ حياتى لا تعنى شيئاً...لا شئ....من دونك...لطالما آمنت بالحب ...أبى و امى تحابا و لقد ضحى بحياته من أجلنا ....و أنا مستعد للموت من أجلك زهرة منسية...لكن و لسبب ما لم أكن أتوقع أن أجد حباً مثل حب أبى و أمى.
ضمت وجهه بين يديها و قالت:"أحبك أكثر من أى شئ آخر فى حياتى....أنا لم أكن أؤمن بالحب فعلاً عرفت أنه موجود...و الدى و زوجته سعيدان جداً معاً و كنت أحسد تريسيا لأن والديها كانا سعيدين معاً . لكننى كبرت و أنا أعتقد أن الإنسان يدفع ثمن الحب غالباً إلى أن التقيتك حين سافرات , أدركت أننى على استعداد لدفع الثمن"
أدار رأسه يقبل يدها :
ــ كنت أعرف أن هناك خطب ما . لقد كنت مراوغة جداً....أثرت إحساس الصياد فى داخلى منذ البداية لكننى كنت أعرف أننى لا أستطيع الاستمرار...كنت جميلة إلى حد كبير , إنما ضعيفة . وكان على أن أقرر ما إذا كنت سأعود إلى أليريا أم لا....أتصل بى أناس كانوا مقتنعين بأن البلاد لن تلملم جراحها إلا حين أحكمها لكن لم يكن راغباً فى التخلى عن كل ما عملت جاهداً لتحقيقه . ووقفت أنت فى طريقى و اعترضت أفكارى و دفعتنى إلى الجنون بعينيك الذهبيتين و بشرتك البيضاء و شعرك العسلى .
قالت ببطء و قد صدمتها المشاعر الثائرة فى صوته:
ــ لم أكن أعرف ....كنت واثقاً جداً من نفسك و مسيطراً على أعصابك .
ــ حاولت... لم أصب من قبل بمثل ذلك الإحباط الذى التهم شجاعتى و ظلل أحلامى و دفعنى إلى الجنون حتى لم اعد أستطيع أن أفكر, لم أعد أستطيع أن آكل دون أن أرى وجهك و أن أسمع صوتك....حاولت الابتعاد و أرسلت مارك ليتفحص أحوالك حين كان الإعصار قادماً . لكن دون فائدة كان على أن أرى بنفسى و أنت كنت باردة بشكل لعين!
قالت :"كنا كلانا نتهرب أدركت أن مشاعرى لم تكن من طرف واحد لكننى لم أكن أرغب فى أن أحب أحداً"
ــ ولا حتى خطيبك السابق؟
ــ لقد أحببت كريغ....لكنه حب ضعيف....كنت خائفة جداً من أن أتألم , لذا وضعت حدوداً لنفسى...كان رجلاً مرحاً كثير الضحك و لا أظنه عرف كم كان حبى له محدوداً
قال باكتئاب :"يا للمسكين..."
هزت لانث رأسها :"ارتجف الآن حين أفكر فيه...لأننى كنت سأتزوجه و سيتغير كل شئ بعد وقت قصير"
ـت لو أنك تزوجته لوجدتك و خطفتك منه.
رمقته لانث بنظرة حادة. إن مثل هذا التصرف مقبول فى العصور الوسطى لكن ليس فى أيامنا هذه , ومع ذلك مات التعليق على شفتيها و فكرت فى أنه كان ليفعل ذلك.
قالت:"هذا غير مناسب سياسياً , وأنت تعرف ذلك....لكن لدى إحساس بأننى كنت لألحق بك إلى آخر العالم . لهذا كنت قلقة جداً حين التقيت بك لأن حدسى أنذرنى بأن لك القدرة على جعلى أحبك و دون تحفظ. لقد حطمت الدرع الذى لطالما أستخدمته فلم يعد لدى ملاذ أختبئ فيه من قلبى.... و لهذا السبب أعتقد أنى تركت بيل يقنعنى بالمجئ إلى هنا...أوهـ.... قلت لنفسى إننى أحتاج إلى نوع من النهاية...لكننى بساطة أردت أن اكون قربك"
أبتسم ابتسامة عريضة و قال:"و انا عانيت الأمرين لأغويك بالمجئ إلى هنا....خططت لأن أتحرك ببطء و مكر...و لأن اصطادك بسهام ذهبية و شباك حريرية "
ــ و بدلاً من ذلك كنت فظا....و تركت القصر كى...
ــ كى ل أحطم الباب و أدخل عليك كالمجنون.
و ضحك لاحمرار وجهها و أكمل :"أما بالنسبة للفظاظة فأنا لم أكن أتوقع رؤيتك تلك الليلة...حتى تلك اللحظة كنت أظن أننى قادر على السيطرة على نفسى لكن نظرة واحدة إلى وجهك المتعب و أردت ان أمحى كل الإعياء عنه و أن أحملك إلى فراشك لترتاحى"
ــ ظننتك تكرهنى
ــ كنت قد قررت أن أدعك و شأنك حتى ترى بنفسك كيف نعيش و أى نوع من الناس نحن و حتى تكونى فكرة عما إذا كنت قادرة على قضاء بقية حياتك هنا.
تمتمت :"أنت شريف جداً"
ــ بصعوبة...نواياى النبيلة لم تدم أكثر من شهر حين ألتقينا على شاطئ البحيرة تلاشت الأفكار النبيلة و القدرة على الانتظار...كما لم تقصى شعرك...و اعتقدت أن هذه علامة شعاع صغير من الأمل.
همست:"كانت فعلاً إشارة"
و قبلت رموشه ثم وجهه الجميل و داعبت أذنيه بأناملها.
اشتدت طوق ذراعيه حولها :"إذا ما استمرت هكذا.... فيا ويلك...لقد أعتقدت أننى لن أنجب أولاداً و سيضطر الأليريون إلى إيجاد عائلة أخرى...لكننى أريد أطفالك"
تأكدت لانث من أنها تحتل المكانة الأولى فى قلبه فاحنت رأسها تقبله و سألته ببراءة :
ــ إذا استمريت بماذا؟ أما بالنسبة للأولاد....فسيجدون طريقهم الخاص....كما فعلاً نحن.
من الآن فصاعداً سترتبط حياتها بحياة أليكس فى عقدة يستحيل حلها...ستكون حياتهم كقماش محبوك و ستتحول مع الأيام إلى سجادة كبيرة رائعة و جميلة محبوكة بالحب و المرح و العمل الجاد و بخيوط الرغبة المشعة والحب المشبوب .
و قبلته مجدداً مبتسمة فقال و عيناه تلمعان بالسعادة :
ــ هذا يكفى...يجب أن أرد عليك الآن.
و فعل فتنهدت مستسلمة للشوق الذى سيبقى مشتعلاً فيها إلى الأبد و فكرت فى أنهما سينالان ما يريدانه طالما بقيا معاً

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-03-13, 04:19 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

تمت بحمد الله
أتمنى أن الرواية تكون نالت أعجبكم
و فى أنتظار ردودكم و تفاعلكم معها
&
شكراً لك من شرفنى بالزيارة و ضغط على أيقونة الشكر أو أضاف تعليق على الرواية

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, forbidden pleasure, دموع ودماء, دار الفراشة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روبين دونالد, سلاسل روايات احلام, سلاسل روايات احلام المكتوبة, سلسلة, robyn donald
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t185375.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-07-14 07:02 PM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 05:37 AM


الساعة الآن 03:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية