لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-13, 03:07 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


كانوا فى منتصف الطريق حين قالت السيدة شاندون :"ها هو بونى!"
تقدم نحوهم كلب أبيض و أسود راكضاً فخففت لانث من سرعتها و أنزلت السيدة شاندون زجاج النافذة و صاحت بصوت علاه صوت المطر :"فتش عن روب....فتش عن روب!"
تردد الكلب ثم أنطلق نحو النهر و هو يلتفت إلى الوراء و كأنه يتساءل عما إذا كانوا سيلحقون به.
قالت السيدة شاندون :"هناك بوابة فى مكان ما هنا"
حين أوقفتا السيارة خلف الجرار نزلت السيدة شاندون و ركضت إلى الأمام لتدفع البوابة و تفتحها .
حدقت لانث فى النهر الثائر الذى لطالما كان خيطاً من الماء غير مؤذٍ, يمر بين ضفتين منخفضتين لكنه بدا بدا الآن خطيراً و قد فاضت مياهه لتغمر العشب.
أخذ أليكس يحرك المصابيح الكاشفة فوق الماء...وسرعان ما صرخت السيدة شاندون و لانث معاً:"ها هى هناك....ها هى العربة!"
كان روب شاندون على بعد أمتار من النهر حين انقلبت به العربة رأساً على عقب....و ركز اليكس النور على المركبة المنقلبة . لم يكن الفيضان قد وصل إليه بعد, لكنها مسألة وقت فقط.
قال أليكس :"هناك شئ ما يتحرك"
كلب آخر , ابيض و أسود مثل بونى خرج من تحت العربة مطلقاً نباحاً متواصلاً , رد عليه بونى.
شهقت السيدة شاندون :"هذا بيو"
حرك أليكس الضوء و قال بحدة و هو يثبته :"ذاك اللمعان تحته....ما هو؟"
خفق قلب لانث :"إنه المعطف الواقى من المطر إنه يعكس الضوء"
كبتت السيدة شاندون شهقة بكاء و قالت :"أنه يتحرك...حمداً لله"
ثبت أليكس الضوء على الكومة المظلمة و تراجع بيو ليبقى بجانب سيده.و عبر غلالة المطر الكثيفة شاهدوا ذراعاً ترتفع بحركة ضعيفة لكن روب شاندون لم يحاول النهوض.
سألت لانث و هى تنظر بخوف إلى النهر الجارف الذى يفصل بينهم:
ــ كيف سنصل إليه....أيمكن للجرار أن يعبر النهر؟
هزت المرأة رأسها و قالت:"لا....فالمياه تجرى بقوة, وستحمل معها جذوع الأشجار المقطوعة على أى حال المياه عميقة جداً....و روب لن يدعك تفعل ذلك"
نظرت لانث إليها بإعجاب فيما حول أليكس الضوء إلى الضفة المقابلة ليوقفه عند نقطة لا تبعد أكثر من أربعة أمتار عن العربة المقلوبة.
سألت السيدة شاندون :"هل يمكن أن تربط حبلاً حوله؟"
ــ سنضطر إلى ذلك"
كشف ضوء الجرار عبوسه و هو يقدر عرض النهر ....حوالى أربعون قدماً فقط , تفصلهم عن المزارع و كلبه . لكن المياه كانت شديدة السرعة .
قال أليكس :"لدى حبل سأربطه فى وسط الضفة وأحد طرفيه فى الرانج روفر ثم بالجرار كى لا تنتزعه الماء من يدرك. لا تدعه يلامس الماء, و ابقيه مشدوداً قدر استطاعتك و أنا سأقطع النهر"
نظرت السيدة شاندون بصمت إلى الآلة المكومة التى يرزح زوجها تحتها, بينما اعترضت لانث :
ــ هذا الأمر خطير جداً يا أليكس.
سأل أليكس زوجة المزارع :"كم يبلغ عمق الماء فى العادة؟"
ــ متر....و ربما أكثر بقليل.
نظر إلى لانث و قال:"لن تبلغ المياه رأسى و إذا وقعت يمكنكما جرى من الماء"
اهتز كل كيانها احتجاجاً لكن قبل أن تتلفظ بأى كلمة قال:"إذا ما بقى هنا طوال الليل فستنخفض حرارته كثيراً"
استدارت لانث إلى السيدة شاندون و سألتها:
ــ أليس هناك طريقة أخرى للوصول إلى هناك؟ أليس هناك طريق عبر التلال ؟
هزت المرأة رأسها نفياً
رفعت لانث نظرها مهزومة إلى عينى أليكس فرأت فيهما الثقة و البرودة و القسوة و أدركت أنه الوحيد القادر على مساعدة روب شاندون.
ولم ترغب فى أن تقف مكتوفة اليدين, تراقب رجلاً يموت لكن جزءاً منها كان يخشى على سلامة أليكس.
بعد عشرة دقائق كانت تقف و زوجة المزارع بعيدتان عن بعضهما و لفافة الحبل أمامهما تجرانها . ركنت السيارتان بشكل يسمح بتسليط الضوء على النهر و على العربة المنقلبة و الرجل المحجوز تحتها.
و همست بصوت:"أرجوك ربى..."
لكن أليكس تابع طريقه ببطء و تصميم و تقدم فىالماء المتدفق دون وجل.
أخذت المياه ترتفع من حوله بشراسة حتى وصلت إلى خصره...أوه...يا إلهى... و أمسكت أصابع الرعب قلبها تعصره وهو يتعثر لكنه استعاد توازنه و أكمل مسيرته ببطء.
و بالرغم من السيل الجارف تمكن من الوصول إلى الضفة الأخرى فخرجت أنفاس لانث التى كانت قد حبستها سريعة متفجرة.
و رأت أليكس عبر المطر و هو ينطلق راكضاً نحو العربة و أسيرها .
ركع أمام الرجل و أطلقت شتيمة على المطر الغزير الذى منع عنها الرؤية. وبدا لها أن أليكس يخلع ملابسه.
لذع المطر وجهها و تغلغل شعرها ثم تسلل بقطرات إلى جسمها لكنها وقفت ثابتة تراقب أليكس.
سادت لحظة ارتباك حين وقف الرجلان على قدميهما. لم يكن روب شاندون بطول أليكس , لكنه أضخم جثة.
و سارا معاً ببطء فوق الأرض المشبعة بالماء.
و بسرعة ركضت لانث نحو الجرافة و لفت الحبل حول قضيب الجر.
وشدته بقوة مذعورة كى يشكل للرجلين دعماً ضد التيار القوى ...:ان الحبل مبتلاً و ثقيلاً لكن الخوف أعطاها قوة وحشية و سرعان ما شدت الحبل بقدر ما أوتيت من قدرة.
بعد ذلك ركضت لتساعد السيدة شاندون فلفت المرأتان الطرف الآخر من حول دفاع الروفر ثم عادتا نحو النهر و لحقت بهما الكلبة بونى و عيناها الذكيتان الحذرتان مركزتان على وجه السيدة شاندون .
بتوتر راقبت المرأتان الرجلين و هما يتوجهان نحو النهر و بعد نزولهما إليه ساعد أليكس رفيقه على الإمساك بالحبل و بدأ الاثنان رحلتهما البطيئة نحو الضفة الأخرى . قالت المرأة و قد اُغرورقت عيناها بالدموع:" لست أدرى من يكون...لكنه شجاع و ذكى . و سأكون ممتنة له بقية حياتى"
شهقت المرأتان معاً حين تعثر روب و تمسك جيداً بالحبل بينما امتدت يدا أليكس القويتان لتشدانه إلى فوق.
ركضت لانث و هى تضع يدها على فمها لتمنع صيحة صدرت عنها مع تعثر المزارع مجدداً. هذه المرة كاد يغرق....لكن أليكس عاد و سحبه.
صاحت بلهفة :"أسرعا! أخرجا من هناك!"
تقدم الرجلان بحذر شديد و فى النور الساطع للأضواء الأمامية رأت لانث وجه المزارع الشاحب من الألم والبرد و رأت أن أليكس قد أستخدم قميصه ليربط له ذراعاً.
و لم تستطيع نزع عينيها عن الرجلين, فأحدهما يتعثر باستمرار فيما لا يزال الآخر يحتفظ بشئ من قواه.
ثم أصبحا على بعد خطوتين فتعثر روب شاندون مجدداً و جر أليكس معه.
اندفعت لانث إلى المياه المتقلبة و هى تصرخ :"لا !"
أمسكت بالحبل المشدود بيدها فيما امتدت الأخرى لتمسك روب شاندون و أطبقت أصابعها على شعره و شدت رأسه إلى أعلى خارج الماء. ورافعته بمساعدة زوجته من كتفه السليمة إلى ضفة النهر ليتنفس.
استدارت لانث مذعورة, لكن أليكس كان يقف على قدميه و هو يسعل و قد تسارعت أنفاسه.
مدت له يدها:"هيا"
ضحك وأضاءت وجهه بهجة شديدة وأمسك بيدها قائلاً:"أنت فى الماء"
ضرب التيار قدميها و ساقيها و أفقدها توازنها لكن أليكس شدها إليه ليحميها من دفق المياه. كانت عيناه تلمعان بالانتصار . ووقفت لانث و الماء من حولها لا تشعر سوى براحة شديدة لأن أليكس بخير.
قالت: "نعم"
منتديات ليلاس
يداً بيد خاضا فى المياه المتجمعة عند الضفة و هما يضحكان بخفة مفاجئة. وعانقت لانث أليكس فبادلها العناق ببهجة.
و بعد حين قال أليكس لـ روب شاندون بلهجة آمرة :"دعنا نوصلك إلى منزلك"
و التفت إلى لانث :"خذى آل شاندون و سأقود الجرار"
قالت محتجة :"لابد أنك تشعر بالبرد. عد بالروفر ففيه تدفئة"
ــ لا....إذا تركنا الجرار هنا سيجرفه الفيضان.
كان التيار الكهربائى مقطوعاً فى منزل المزارع لكن السيدة شاندون قادت فرقة الإنقاذ الصغيرة بسهولة و كفاءة و ساعدت زوجها على دخول غرفة النوم ثم التفتت نحو لانث التى كانت ترتجف و هى تمسك بالمشعل و قالت لها:
ــ خذى المشعل الصغير الموضوع قرب السرير لتقصدى غرفة الغسيل . هناك مصباح غاز فى الخزانة قرب المغسلة .
قطب أليكس حاجبيه و هو ينظر إلى لانث ثم قال:"و اخلعى عنك هذه الثياب"
قالت متصلبة :"أنا الأقل تأثراً بينكم"
قالت السيدة شاندون :"لا....إنه على حق. خذى ما تشائين من الثياب المكوية على رف غرفة الغسيل و خذى بعض المناشف و جففى نفسك, ستجدين ثلاث قوارير للماء الساخن فى الخزانة السفلى املئيها فى أسرع وقت ممكن"
وجدت لانث المصابيح و أشعلتها و حملت واحداً منها إلى غرفة النوم حيث كان أليكس و المرأة ينزعان ثياب زوجها.رأت آثار الصدمة جلية على وجهه فأدركت أنه كلما أسرع فى الخلود إلى النوم ز الزجاجات الساخنة من حوله كلما كان أفضل له.
عادت لانث إلفى المطبخ المعتم الكبير, أشعلت الغاز ووضعت أبريق ماء فوقه ثم نزعت ملابسها المبللة التى التصقت بجسمها و جففت نفسها راحت ترتجف و هى تتخلص من قميصها و تنورتها قبل أن ترتدى ثياباً جافة.
غلت المياه فسارعت لصبها فى الزجاجات الخاصة.
سمعت حركة عند الباب فأدارت رأسها و دخل أليكس بصمت إلى المطبخ فانعكس نور المصباح الأصفر على جسمه البرونزى
أخذ نبضها يتسارع لكنه كان يرتجف .فقالت و هى تملأ الإبريق مجدداً :"يجب أن تبدل ملابسك"
ــ هذا ما أنوى أن أفعله....أين المشعل؟
التقطته عن المقعد و أعطته إياه كانت يداه باردتين فقالت سآخذ الماء الساخن إلى السيدة شاندون"
و لم تبق فى الغرفة سوى لحظة فقد كان المزارع فى فراشه شاحباً مرهقاً عيناه مغمضتان و فمه خيط رفيع من شدة الألم.
عادة لانث إلى المطبخ و أصغت إلى صوت المطر يضرب ألواح الحديد على السطح و يكتم كل صوت آخر ما عدا الصوت الأجش المنخفض الذى كان يصدر عن روب شاندون بينما زوجته تعالج له ذراعه.تمنت لانث و هى تصر على أسنانها أن يسخن الماء بسرعة.
عاد أليكس و حاجباه مقطبان كان من المفترض أن يبدو مرهقاً لكن طاقته وحيويته تغلبتا على تعبه و سألته لانث بحدة لم تقصدها :"هل كل شئ على ما يرام؟"
و اختفى العبوس عن وجهه و هو يقول :
ــ أجل...إنه بخير....لكنه لا يزال يتألم كثيراً و سيكون بخير إذا ما وفرنا له الدفء اللازم.
ــ تبدو و كانك تشعر بالبرد.
ــ لا تقلقى علىّ. أنا أشد قسوة مما يبدو علىّ.
و أخطات حين رفعت نظرها إليه فقد بدا راضياً بعينيه البراقتين و عكس وجهه شجاعة تتعدى الشجاعة الجسدية الصرفة.
أما هى فقد سيطر عليها طويلاً خوف مرضى غبى...ترى هل يعنى خوضها فى النهر اليوم نهاية هذا الخوف؟ أوه....كم تتمنى هذا!.
سألته:"ألا زلت ترتجف؟"
ــ لا...أنا بخير يا لانث...لا تقلقى.
أمسكت زجاجة الماء الساخن و ملأتها فأخذت منها أصابع رقيقة ثم أمسكت بمعصمها :"كيف حالك أنتا؟"
ــ لم أبرد كثيراً كان المطر دافئاً كما لم أبق فى النهر طويلاً.
كان لونه فى الواقع قد عاد إلى طبيعته و لم يظهر أى أثر للشحوب حول فمه.
أكمل بصوت متغير:"أنت مصابة بقروح"
ــ بسبب الحبل.
توقف قلبها و هو يرفع يدها ليقبل التورم الصغير فى راحتها :"لقد قمت بدورك جيداً. أنت لا تخافين...و هذه ميزة نادرة"
و تركها ليخرج من المطبخ.

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-03-13, 03:10 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


وقفت لانث ساكنة للحظات و راحت تضغط بكفى يديها المقرحتين على خديها المحمرين ثم تابعت عملها.
و بعد ساعة حملت الشاى إلى السيدة شاندون الجالسة قرب زوجها النائم ثم عادت لتشرب فنجانها فى المطبخ مع اليكس. وبعد أن شكرها على الشاى التزم الصمت و عادت الحواجز لترتفع بينهما و بدا وجهه صارماً قاسياً و كأنه يمنع أى محاولة تواصل بينهما.
و بعد أن حضرّت السيدة شاندون السندوتشات و أصرت على أن يأكلاها , أقترح أليكس أن يتناوبوا على مراقبة الرجل النائم و حين اعترضت قال أليكس بلطف:
ــ لا نعرف كم ستبقى الطريق مقطوعة لذا ستحتاجين إلى بعض الراحة.
فقالت السيدة شاندون :"سأستلقى قرب روب لأدفئه...و قد أنام قليلاً"
ــ أيقيظنى إذن بعد أربع ساعات و إذا احتجت إلى المساعدة.
ابتسمت المرأة و قالت:"حسناً سأفعل"
قالت لانث :"لا توقظيه....أيقظينى أنا"
التفتت إلى أليكس:
ــ لقد قمت أنت بما عليك الليلة و تحتاج إلى الدفء و للنوم أيضاً لابد أنك مرهق.
بدا المرح فى صوت السيدة شاندون و هى تقول :"إنها على حق ....و تعرف هذا سأوقظها هى"
رفع أليكس جفنيه المثقلين و ابتسم قائلاً:"حسناً"
نظرت السيدة شاندون إلى ساعتها و قالت بتعجب:"إنها الساعة العاشرة فقط . بدا لى أننا قضينا معظم الليل على ضفة النهر"
سألتها لانث :"هل أنت بخير؟"
ــ أجل...و ممتنة لكما فلولا وجودكما لما استطعت الوصول إلى النهر ناهيك عن رفع العربة عن روب.
قال أليكس :"كنت ستتمكنين من ذلك...فمن المذهل ما يمكن للمرء أن يفعله حين تكون حياة من يحب فى خطر"
ابتسمت السيدة شاندون و ردت :"أعرف...و الآن أذهبا و ناما قليلاً"
اختارا غرفتى نوم متقاربين , غرفتا أولاد أسرة شاندون. وعند باب غرفة لانث قال أليكس:"هل أنت بخير؟"
ــ أنا بخير....ماذا عنك؟ أستطيع أن أسخن لك بعض الماء لتغتسل.
ــ ليس الأمر ضرورياً فأنا لم أصب بالبرد كــ روب.
نظر غليها فى ضوء المصباح المعلق فى الردهة الضيقة فحبست أنفاسها فى حلقها فجأة.
قالت بسرعة لتقطع الصمت:"إن إنقاذ روب عمل بطولى"
هز كتفيه و أجاب :"هذا ما كنت لتفعلينه لو لم أكن موجوداً"
ــ أشك فى ذلك.
كانت ساقها تؤلمها, إنما ستؤلمها ذراعاها و كتفاها فى الغد وأحست بالسخط مجدداً لأن هجمة القرش جعلتها عاجزة.
عندها قال:"أتمنى لك ليلة سعيدة"
ــ ليلة سعيدة.
استدارت لانث و دخلت غرفتها على عجل لأنها كانت تعلم أنها ستتصرف بغباء إذا ما بقيت.
وضبطت ساعتها ثم خلعت تنورتها و خلدت إلى النوم.
حين انطلق رنين منبه الساعة تسللت من سريرها و تردت للحظة قبل أن تتوجه مرتجفة و بساقين عاريتين إلى الباب و بالرغم من أن المطر قد توقف إلا أن هبات الريح القوية كانت لا تزال تضرب المنزل رأت شعاع نور فضى يتسلل من تحت باب غرفة النوم الرئيسية . ترددت مرة أخرى ثم تابعت طريقها إلى المطبخ و أشعلت النار . وما أن اشتعلت حتى استغلت وهجها لتملأ وعاء الماء و تضعه على النار.
ــ لانث؟
صوت اليكس المنخفض جعلها تجفل.
ــ أنا هنا.
أقفل الباب خلفه و تقدم نحوها قائلاً :"ألم تتمكنى من النوم؟"
ــ فكرت فى أن أعيد ملء الزجاجات بالماء الساخن.
صمت للحظة ثم قال :"سأفعل هذا فى المرة القادمة"
ــ لا داعى لذلك.
و ابتعدت عنه لشدة قربه منها.
قال :"أنا أؤمن بالمساواة سأحضر إحدى الزجاجات"
عاد بعد دقائق فسألته لانث :"كيف حاله؟"
ــ لا زال يتنفس بصعوبة....لكنه تحسن...و أنا مسرور لأن زوجته تدرك ما تفعل .
حين نظرت غليه رأته يتأمل ساقيها البارزتين بغموض على وهج النار الخفيفة الدافئة.
فكرت فى أن عليها أن تتحرك أن تخفى ندبة الجرح من عينيه لكنها وقفت مسمرة . لقد رآها من قبل...كما أنه لا ينظر إلى جرحها.انتظرت ساكنة بينما تحركت نظرته الثاقبة إلى الأعلى لتحرك معها مشاعر خفية , جارفة غريبة جعلتها تحترق فى عمق عينيه الصافيتين.
سرت الحرارة فى أوصال لانث و ازداد احمرار بشرتها و كان أليكس يراقبها بجفنين نصف مغمضين يرسلان رجفة فريدة فيها.
قال بصوت خشن واضح :"تبدين كحورية البحر...أقسمت ألا ألمسك و ألا أدعك تؤثرين فىّ...لكن كان الأوان قد فات بعد أن رأيتك للمرة الأولى...وقفت فى تلك الغرفة و رفعت ذقنك و رأيت الكدمات التى تسبب بها مارك فى معصمك فوددت أن أقتله"
منتديات ليلاس
هزت لانث رأسها محتارة مصدومة و ضحك هو بهدوء و دون مرح وازداد قسوة و هو يحاول كبح جماح مشاعره.
قال:"لابد أن المياه سخنت بما يكفى"
تمتمت :"تقريباً"
ومدت يدها لتأخذ الزجاجة

منتديات ليلاســـ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-03-13, 03:14 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


مددت لانث جسمها المتألم ببطء و استيقظت. لقد تحول قرع المطر المتواصل على ألواح الحديد إلى نقر خفيف, وتناهت إلى مسامعها زقزقة عصافير منتديات ليلاس الصباح.
هبت بسرعة من فراشها بعد أن ألقت نظرة سريعة على ساعتها . ارتدت التنورة التى استعارتها ثم ركضت عبر الردهة . وكانت على وشك أن تقرع باب غرفة النوم الرئيسية حين فتحت السيدة شاندون الباب و هى تتثاءب و تدعك عينيها.
سألتها لانث :"كيف حاله؟"
كان الرد مرتسماً على وجه السيدة شاندون و لم تكن ابتسامتها خالية من القلق لكنها لم تكن تحمل الخوف الذى رأته فى الليلة السابقة.
ــ محموم و متألم لكنه سينجو...آمل أن تفتح الطرقات لتنقله إلى المستشفى...أتريدين فنجان شاى؟
ــ أود ذلك
أغلقت المرأة الباب وراءها و سارت مع لانث فى الممر
ــ شكراً لك على كل ما فعلته من أجلنا.
ــ لم يكن شيئاً يذكر....هل نمت جيداً؟
دخلت المضيفة إلى المطبخ و قالت بابتسامة و هى تدير الغلاية الكهربائية :
ــ لقد غفوت مراراً و قد عاد التيار الكهربائى والى الساعة الرابعة و نصف من هذا الصباح عندها كان روب يتنفس بسهولة أكبر و بدت حرارته طبيعية لهذا نهضت من الفراش و غسلت ثيابكما و وضعتها فى النشافة قبل أن أعود غليه مجدداً بعد ذلك نمت ملء جفنى...إذا أردت كى ثيابك فهى لا تزال فى النشافة.
قالت بامتنان :"أوه....شكراًلك..."
و بعد أن شربتا الشاى شرعت لانث تكوى ثيابها كانت قد انتهت من عملها و ارتدت بنطلونها و قميصها حين أصابتها قشعريرة فالتفتت خلفها .
وقف أليكس بالباب و هو لا يرتدى سوى البنطلون الذى ارتداه فى الليلة السابقة و قال بصوت من صحا من النوم لتوه:"صباح الخير"
ابعدت لانث نظرها عن صدره و قالت بما استطاعت من هدوء:
ــ مرحباً...لقد جربت السيدة شاندون خط الهاتف و لا يزال مقطوعاً....هل أحضرت معك الهاتف النقال ؟ يجب أن نعرف ما إذا كانت الطريق مقطوعة أم لا.
هز رأسه إيجاباً...لم يزعج لانث أن تكون السيدة شاندون قد رأت شعرها المشعث لكن هذا الأمر أقلها الآن.
قال:"لا يزال فى الروفر سأذهب لأتصل بخدمات الطوارئ. لكنهم لن يتمكنوا من إخلاء الطريق بسهولة سيحتاجون إلى جرافة . وبما أنها مستخدمة كلها على الأرجح فى دراغافيل لإبقاء نهر وابروا تحت السيطرة سنضطر إلى طلب طوافة"
ــ هل تريدينى أن أكوى لك ثيابك فيما تتصل أنت؟ لقد غسلتها السيدة شاندون و جففتها ليلة أمس حين عاد التيار الكهربائى.
منتديات ليلاس
رد ببطء و كأنه يفكر فى كل كلمة يقولها :"لا....سأفعل هذا بنفسى"
و تركته لانث مسرعة و هى تعى أن عرجها ببؤس.
بعد خمس دقائق كانت متوجهة إلى منتديات ليلاس المطبخ بعد أن غسلت وجهها و جدلت شعرها حين سمعت أصواتاً فى غرفة الغسيل . ترددت ثم تبعت الصوت فوجدت اليكس يقف جانباً و ينظر متسلياً إلى مضيفته و هى تكوى الثياب بمهارة اكتسبتها عبر السنين . كانت تقول:"يريد أن يراك"
و أدارت رأسها لتشير إلى لانث :"كلاكما....حين تستعدان طبعاً"
جذبت السيدة شاندون القميص عن لوح الكوى بحركة سريعة و ناولته أياه قائلة :"هاك...إذا انتظرت لحظة سأكوى لك السروال"
ارتدى القميص و زرره بعينين لامعتين :"لانث تعتقد أنه على أن أكويه بنفسى"
قالت لانث :"سيكون هذا أفضل لشخصيتك"
فردت المضيفة :"توقعت أن تكون شخصيته قد تكونت الآن"
و أخذت تكوى السروال بيد خبيرة لتقول بعد حين :"ها قد أنهيته....سأعد الفطور"
قال أليكس :طسوف أرى إذا كان بالإمكان طلب مساعدة فرق الإنقاذ مرة أخرى"
فالتفتت إليه السيدة شاندون بابتسامة خجولة قائلة :"أذهب لمقابلة روب أولاً...من فضلك"
ما بدأ كمقابلة مرتبكة تحول إلى حوار سهل بفضل لباقة أليكس...و خلال دقائق أدركت أن المزارع معجب بالرجل الذى أنقذه و أن هذا الشعور متبادل
قال أليكس:"كلنا تعاونا...هل تمكنت من نقل الماشية قبل أن تنقلب بك العربة؟"
ــ أجل ...ولا أعلم بالضبط ما الذى حصل...لا أتذكر.
ــ هذا بسبب الضربة على رأسك
قالت لانث:"لا تحتاج إلى ضربة...فالصدمة كفيلة بهذا"
فهى بالكاد تذكرت أن القرش هاجمها , لكنها رأت الفيلم الذى صور المشهد لهذا تعرف ما حدث....إنما الحادثة نفسها مُحيت من عقلها....و تظن احياناً أنها كانت تتعامل مع الحادثة بشكل أفضل لو أنها تتذكرها.
نظر اليكس إليها نظرة ثاقبة ثم هز رأسه و عاد ليتدث إلى روب :"لا تقلق المهم أنك سالم و الماشية كذلك"
و ذكرته لانث:"و الكلبين"
لمع المرح فى عينى اليكس حين قال روب :"أجل....بحق السماء!"


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-03-13, 03:20 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

7 – بين الحب & الواجب

منتديات ليلاس


كانت الطريق لا تزال مقطوعة . و قال أليكس بحزم للشخص الذى على الطرف الآخر من الخط:"فلتكن طوافة إذن"
كانت السلطة جلية فى نبرة صوته و حين حاول الشخص الآخر التملص قال دون أن يلين:
ــ هذا لن يفيد يجب أن يصل إلى المستشفى فى أسرع وقت ممكن و كفى...
أصغى قليلاً ثم أضاف :"أجل....سننتظرها"
ابعد الهاتف النقال و قال سيصلون بعد نصف ساعة"
استمعت السيدة شاندون للجدال و هى تجلس قرب زوجها ثم هزت رأسها و قالت :"سأضطر للبقاء...يجب أن يعتنى أحدنا بالقطيع"
و سأل روب :"ماذا عن السيارة؟"
فأجابه أليكس :"سنعيدها إلى هنا , فى الواقع نستطيع أن نفعل ذلك الآن"
ساد الصمت خلال رحلة العودة إلى المنزل قرب البحيرة . و أحست لانث بالكآبة فما أن تُفتح الريق حتى يعيدها إلى منزلها و لن ترأه مجدداً و بدا أن أليكس ليس لديه ما يقوله.
قادت الروفر إلى المنزل و لحق بها اليكس فى سيارة أسرة شاندون....
و فيما عبرا بوابة المزرعة سمعا صوت محرك هليكوبتر قريبة.
و بعد أن ودعا روب شربا الشاى مع السيدة شاندون التى شكرتهما,و أكدت لـ أليكس أنها ستطلب منه المساعدة إذا احتاجت لذلك...ثم عادت و شكرتهما مجدداً.
ترددت لانث فى خرق الجو المشحون . فقد انطوى على نفسه و بدت قسماته قاسية , متجهمة...حين استدار نحو البحيرة , سألت :"هل يمكن للرانج روفر أن تسلك الطرقات الوعرة فى المزرعة؟"
ــ لا سيصعب سلوك هذه الطرقات حتى الغد على الأقل . ستضطرين للانتظار حتى تنظف الطرقات قبل أن تتمكنى من العودة إلى منزلك.
هزت لانث رأسها و أملت أن تفتح الطريق قريباً.
فى لحظة ما فى الساعات الأربع و عشرين الماضية خطت مشاعرها خطوة عملاقة نحو المجهول....و حتى الأمس , كانت تقنع نفسها بأن مشاعرها لا تتعدى الانجذاب
لكن بعد أن تبادلا الأحاديث فى الليلة الماضية و بعد أن رأته يمازح السيدة شاندون على أثر خروجه من النهر و بعد ذاك العناق الذى غمرها ببهجة و بعد رؤيته غير حليق الذقن عارى الصدر فى الصباح الباكر لم تعد تفهم مشاعرها.
إن الإنجذاب أمر يسهل التعامل معه يمكن تجاهله و تحمل ألمه فسيتلاشى فى النهاية . لكن الحب....ذلك المزيج المعقد من المشاعر , من الحاجة و الوعد و الأمل من الشوق و الاحترام و الإعجاب ...أوه...الحب أمر أكثر صعوبة
لكن الوقت لم يتأخر بعد....راست نفسها بهذا وهما يركنان السيارة تحت الظليلة المسقوفة...لأن تنسى أليكس, لكن حين تفترق عنه سوف تتغلب على مشاعرها.فتحت باب السيارة متجاهلة وخزة الألم فى قلبها و نزلت....استندت للحظة على الباب لتريح ساقها و نظرت إلى السماء.كانت السحب الثقيلة تتحرك , تبتعد, وتتشتت
قالت لانث ممتنة لعثورها على موضوع محايد :"لقد نجونا هذه المرة....أتساءل عما إذا كان الإعصار قد تسبب بأضرار فى الجنوب"
نظر إلى ساعته و قال:"يمكننا أن نسمع الأخبار على الراديو"
قال لهما صوت المذيع اللطيف أن هناك بعض الفيضانات لكن الإعصار الشهير ابتعد عن مياه بحر كاسمان بسرعة و تشتت مركز قوته بسبب التيارات الباردة القادمة من القطب الجنوبى.
بدأت لانث تقول :"هذا خبر مفرح..."
ــ أصمتى!
التفتت إليه مجفلة لترى أن حاجبيه انعقدا و هو يسمع المذيع يقول :"تورط الجيش فى الاضطرابات فى اليريا حيث ينظم آلاف المواطنين و منذ ثلاثة أسابيع مظاهرات احتجاج ضد الإدارة الحالية . وقد سمع إطلاق نار كثيف فى أنحاء المدينة و طُلب من الأجانب المغادرة"
منتديات ليلاس
مال أليكس إلى الأمام و أطفأ الراديوم ثم سألها :"أترغبين فى فنجان قهوة؟"
ترددت لانث و أجابت :"ليس الآن....شكراً لك"
لم يتغير الوجه المتسلط القاتم لكنها أحست بمشاعر جياشة تستتر خلف هدوئه. و انقلب الثلج فى عينيه إلى فولاذ...سألته:"أخبرتنى أن عائلتك فى اليريا ماتت كلها...لكن ألا زالت تعرف أشخاصاً هناك؟"
نظر إليها بقسوة:"و لماذا تسألين؟"
برزت لكنته مجدداً و إن بشكل خفيف.
ــ يبدو لىّ أنك مهتم جداً بما يجرى هناك.
لم يقل شيئاً. وفى الخارج أطلق طائر نورس صيحة طويلة شقت الصمت الذى كان صداه يلف لانث و يجمد عظامها.
و أخيراً قال :"أنا اليرى...."

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-03-13, 03:27 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


فغرت فمها لكنها لم تنطق بأى كلمة . وضاقت عيناه اللامعتان و هو يسألها :"الم تخمنى ذلك بعد؟"
قالت بغباء :"لا...ظننتك إيطالياً"
ــ لقد تربيت فى اليريا فى قرية جبلية صغيرة حتى بلغت العاشرة من عمرى. و حين أسر الشيوعين أبى ,اضطررت أنا و أمى للهرب و أنتهى بنا المطاف فى أوستراليا
أرادت معرفة المزيد لكن رعباً مفاجئاً صدمها . و سألت بهدوء :"أنت من عليه أن يعود إلى هناك...أليس كذلك؟"
و ساد الصمت من جديد....و تحولت نبضات قلبها إلى خفقات بطيئة تضج فى أذنيها. حدقت فيه لترى رجلاً مختلفاً....طاقة مشتعلة متحدية و أدركت أنه سيغادر ليحقق مصيراً لا دور لها فيه.
مدت يدها إليه و قد عجزت عن السيطرة على مشاعرها :"أليكس....أليكس....ستنشب الحرب هناك"
ــ قد أتمكن من وقفها.
أمسكت بمعصمه تهزه :"لن تستطيع...أنت رجل واحد ! حسناً...لديك السلطة و المال...لكنها حرب أهلية و قد تُقتل!"
أطبقت يده على يدها و قال:"لا أظن لك"
و أضاف و هى تفتح فمها لتتكلم :"يجب أن أذهب"
اعترضت بشراسة :"أنت ليست مسؤولاً عنهم"
اخترقت عيناه عينيها بضراوة و قال ببساطة :"بلى...أنا مسؤول"
أطلقت زفرة حادة لكنها بقيت صامتة و لم يقل هو شيئاً كما لم يحاول مساعدتها و هى تنظر إليه مشدوهة مرتاعة.
و بعد لحظات تمتمت :"أنت....الأمير....الضائع....أليس كذلك؟"
التفت إلى وجها المصدوم الشاحب و قال بخشونة :
ــ أنا أبنه....و أتمنى و أتمنى أن يكون ميتاً...و إن لم يكن ميتاً فهو فى سجن الشيوعين منذ أربع و عشرين سنة.
أبعدت يدها عن معصمه و كأن بشرته مشحونة و عظامه حارة كالجمر .
أخذت نفساً عميقاً ثم همست :"سيقتلونك إذا عدت"
ــ و لِمَ سيقتلوننى؟ هم مثلك..فالشيوعيون السابقون و الطبقة الحاكمة لا يصدقون أنى قد أهتم بشؤون اليريا....على أى حال إنى أتمتع بسلطة أكبر و ثراء أعظم...فما الذى سيغرينى للعودة إلى بلاد صغيرة, غير مستقرة و فقيرة؟
كانت ابتسامته خشنة غير مرحة و قد ترافقت مع الكلمات التى تردد صداها بسخرية باردة جارحة و أكمل :"...إن كنت سأتعرض لأى خطر لتلقيت تهديداً ...أنا لم أطلع أى شخص على هويتى من قبل لكن الشعب سمع إشاعة تفيد أن أحد أفراد أسرة كونسيدين لازال حياً. لهذا يتظاهرون...و أنا أشعر بأنى مسئول عنهم...على أى حال لن أعود لأطالب بالعرش . و الله أعلم بأنى لا أريد هذا النوع من السلطة...لكن إذا لم تُتخذ إجراءات سريعة قد يُقتل الآلاف فى حرب أهلية لا طائل منها . و قد أتمكن من وقف المزيد من سفك الدماء"
ــ كيف ؟
هو كتفيه و استدار مبتعداً
ــ لقد أتصل بى أشخاص عديدون من أصحاب النفوذ اللذين لم يقطعوا الأمل من أن أحد أفراد أسرة كونسيدين سيعود يوماً ليستعيد العرش... وهم يؤمنون أننى أملك نوعاً من السلطة على الناس نظراً لنسبى. و الجيش هو مفتاح الحل و إذا عدت قد يقتنع قادة الجيش بضرورة الإطاحة بالطبقة الحاكمة و مساعدة الشعب على تشكيل حكومة ديموقراطية .
قالت غاضبة:"أو أن الطبقة الحاكمة ستقتلك"
ــ هذا غير محتمل
ــ بحق السماء....هؤلاء الناس يحاولون التمسك بالسلطة إن ثروتك و شهرتك و قوتك لن تحميك...و أنت تعرف ذلك. فالرصاص يقتل المشاهير مثلما يقتل العا...
وضع يده على فمها ليوقف دفق الكلمات الفزعة فابتعدت لانث عنه و جاهدت لتسيطر على نفسها و على نفسها و على عينيها اللتين اغرورقتا بالدموع. و بهدوء شديد قال أليكس :"يجب أن أذهب يا لانث"
عضت على شفتها وقالت بحدة :"لا يحق لى أن أمنعك"
و آلمت الكلمات حنجرتها و قد أثقلتها دموع لم تذرفها و قال:
ــ أنا مدين لهم بهذا . على أن أحاول وقف المجازر التى تشاهدينها على شاشة التلفزيون كل ليلة..أى نوع من الرجال سأكون لو بقيت بعيداً و تركت كل هذا يحدث؟
ــ ستكون رجلاً متعقلاً
خرجت هذه الكلمات من أعماقها بعنف .
فرد بقسوة:"لكن دون شرف"
و رأت ان لا سلطة لها عليه ليغير رأيه فتنهدت :
ــ لا....و عديم المسؤولية كذلك و هذا هو الأمر الأهم بالنسبة لك...المسؤولية.
هز كتفيه و قد أصبح فجأة غريباً عنها...ثم قال بهدوء :"هذا ما ربيت عليه...هل أنت جائعة؟"
فردت بدهشة :"لا....كم الساعة الآن؟"
ــ تقارب الواحدة . سنتناول الغداء ثم سأرى إذا كانت الطريق مفتوحة بما يكفى ليمر الروفر.
سيعيدها إلى البانش و يودعها و لن تراه من جديد إلا على شاشة التلفزيون.
و فى المطبخ الحديث حضرت لانث المكرونة فيما حضر أليكس السلطة و أخرج الفاكهة.
لم تكن شهيتها . لكن لترضيه أخذت تأكل على مهل.
منتديات ليلاس
جلسا على الشرفة فراحت تراقب المياه و هى تستعيد لونها الطبيعى مع اختفاء الغيوم تدريجياً و اخترق أشعة الشمس لها . علقت فى حنجرتها غصة صلبة ثقيلة و بينما هما يشربان القهوة رن جرس الهاتف.
التقطه أليكس مقطباً و قال:"مارك؟ كيف الأحوال عندكم؟"
أصغى قليلاً ثم قال :"تأكد من أن شقيقتك لاتحتاجك"
بدا أنها لم تكن تحتاجه لأنه قال إنه سيعود ما أن تفتح الطريق . أراحت لانث عضلات و جهها المشدودة و كان التوتر قد بدأ يظهر عليها و أحست بقلق أليكس فهو يود التخلص منها سريعاً. و لتبتعد عنه قالت:"ساقى تؤلمنى... سأستلقى إلى أن يتوقف الألم"
ــ طبعاً...هل ترغبين فى مسكن للألم؟
ــ لا....سرعان ما يخف.
ذكرت لانث نفسها و هى تتجه نحوغرفة النوم :"لن يتحطم قلبك فقد حزنت من قبل و شفيت. ولعل ما تشعرين به الآن هو الإحباط ليس إلا لأنك تحبينه و تعلمين أنه سيرحل"
لم تتطور علاقتهما و لن تتطور لكنها لن تنسى اليكس أبداً .
كما أنه لن يُقتل فى تلك الإمارة الصغيرة فى النصف الآخر من العالم و لن يكون القدر ظالماً إلى هذا الحد.
ارتجفت رغم الحرارة العالية و الرطوبة فأبعدت الأغطية عن الفراش و خلعت حذاءها و ثيابها و اندست فى الفراش الكبير المريح....
و راحت تتذكر كل لحظة منذ التقت أليكس , كل كلمة قالها , كل تعبير استطاعت حل لغزه. وحين غالبها النعاس عقدت صفقة مع المستقبل . لن تتعلق به , لن تقول له إنها وقعت فى حبه , لن تبكى أو تحزن,على أن يبقى حياً , فهذا كل ما تطلبه.
استيقظت على قرع بابها و صوت أليكس كافحت لتجلس مستوية على الوسادة فقالت بصوت أجش متكسر دون وعى و بارتباك:"أدخل"
و دخل أليكس من الباب ثم توقف و هو يرأها مستلقية على السرير فاشتعلت عيناه اشتعالاً بعث الدم إلى و جنتيها كان الغطاء الذى تدثرت به أثناء نومها وقع عنها . يجب أن تشد الغطاء إلى فوق صدرها , أن تخفى صدرها عن النار فى عينيه....و يجب أن تخرج من منزله فى أسرع وقت ممكن....
فما من مستقبل لهما معاً و مع ذلك أبقاها خوفها عليه و قلقها من ألا تراه مجدداً فى مكانها
قالت بصوت أجش ملئ بالشوق :"أليكس؟"
أغمض عينيه ثم فتحهما على الفور نظراته الممعنة و اشتعال عينيه بهذا البرق أرسل أحاسيسها فى إنطلاقة سريعة و بصوت خشن مكتوم قال :"أنت جميلة جداً"
و كاد قوله يكون اتهاماً... هزت رأسها و قالت ببساطة :"و أنت و سيم..أنت أوسم رجل رأيته فى حياتى"
شد على يديه فى قبضتين و قال بحدة و شراسة :"هذا تهور .... يا لانث"
ابتلعت غصة فى حلقها وهى تقول:"أعلم"
ــ يا إلهى.... باستطاعتى احتمال أى شئ ما عدا الحزن!
تقدم نحو السرير بخطوات سريعة صامتة و جلس على حافته و ارتجفت يداه و هو يلامس وجهها .
أشعلت هذه الحركة البسيطة مشاعرها فرفعت يدها لتبقى يده على خدها و التقت عيناها بعينيه بشئ من الخجل و الالحاح
ظهرت لهفة حارة فى عينيه جعلت النار تسرى فى شرايينها و تحطم كافة حواجز المنطق السليم و الحذر و الحزن.
ثم وجدت نفسها بين ذراعيه يعانقها بشوق محموم و ما كان منها إلا أن بادلته عناقه بآخر مشبع بمزيد من الشوق.
و قال بصوت أجش:"شعرك كأشعة الشمس و هو أول ما لفتنى فيك...كان كثيفاً مليئاً بالنور و فيه خصل خفية نارية بلون النحاس اللماع و انجذبت إليك يومها...."
دفن وجهه فى شعرها ففكرت لانث مبهورة فى أنها لن تقصه ثانية .
و أخذت يد متملكة تمر بكتفيها فعنقها على اليشرة الحريرية الملمس .
علقت أنفاس لانث فى حنجرتها و تاقت لضمة أخرى من ذراعيه . لكنه هب واقفاً فجأة و قال بخشونة :"لا !"
صرخته المتوحشة صدمتها وقضت على أحاسيسها المتفتحة و امتدت أصابعها تلقائياً مرتجفة خرقاء إلى ساقها تتلمس أثر الجرح . لوم تستطيع أن ترفع عينيها إليه و تمنت أن يخرج و يتركها مع ذلها وحيدة فأدارت رأسها و ركزت نظرها على الأشجار خارج النافذة.
قال بحدة و قد لاحظ ردة فعلها اللارادية :"الأمر لا يتعلق بساقك"
فردت بصوت رفيع متوتر :"لا تشغل بالك . أعرف أنه بشع... و سأجرى له جراحة تجميلية فى السنة المقبلة.... لكنه سيترك أثراً دائماً...لا بأس بهذا"
و أغمضت لانث عينيها و هو يلامس أثر الجرح بأصابع ثابتة . و ارتجفت و هى تشعر بلمسته تسرى فى عروقها.
قال بعناد:"أنت مخطئة...أنظرى إلىّ"
ماذا يريد بحق السماء...أن يدمى قلبها أن يستخف بها؟
كرر كلامه :"انظرى إلىّ"
جاء صوته هذه المرة خفيضاً قاسياً و أمراً حاملاً فى طياته إصراراً خطيراً يطلب الإذعان.
أدارت رأسها و رفعت رموشها....كان وجهه قناعاً عنيداً منحوتاً بخطوط عدوانية تثير الاضطراب.
قال بصوت هادئ بارد :"أى رجل ينفر من هذه الندبة لا يستحقك. أنت كالنار السائلة تحت أشعة الشمس , فالعسل يتدفق من صوتك, وضحكتك الدافئة تذيب الجليد و تحوله إلى بخار"
أوه.....كم تريد أن تصدقه و أخفضت نظرها لتتأمل يده السمراء التى وضعها على جرحها و همست :"لماذا إذن....ابتعدت...عنى؟"
ضاقت عيناه الزرقاوان و قست خطوط فمه و هو يقول :
ــ لن أقيم معك علاقة كجندى متوجه إلى الحرب , فأنا لا أستطيع أن أقدم لك شيئاً.
كانت كلماته باردة و لاذعة كضربات السوط على قلبها و أكمل:
ــ ولا مستقبل لنا....حتى أننى لا أستطيع ان أقدم هدية لك لأننى سأغادر نيوزيلاندا فى وقت متأخر من هذه الليلة.
هذا هو إذن الإحساس بتمزق القلب إلى قطع صغيرة...أوه... لطالما حذرها عقلها من أنها لن تحصد سوى الدمار من ذلك التجاذب الجامح بينهما . لكنها كانت تأمل....و الآن حل الأسى المرير مكان تلك الآمال .
قالت مجدداً:طلا بأس .... لا تقلق أليكس.....أفهمك"
حاول أن يتكلم , لكنه عاد و صمت ... و سمعت ضربات قلبها المتسارعة و أنفاسها المتقطعة. و فكرت يائسة بأنها لا تستطيع الاحتمال .
كتمت مشاعرها لأنه الحل الوحيد و قالت :"اليكس....أجدك جذاباً جداً...لكننا لا نعرف بعضنا جيداً...لا نعرف بعضنا أبداً فى الواقع"
قال ساخراً :"إذن سيكون النسيان سهلاً؟ هذا ما أرجوه . لن أقيم معك علاقة لانث , لأنك تستحقين أكثر مما أستطيع أن أعطيك"
و قطع الغرفة ليقف كالشبح فى الباب ثم قال دون تركيز :
ــ لكن لا تظنى أبداً أننى لا أريدك.... بل أريدك أكثر مما أردت أى شئ فى حياتى.....بل على الأصح , أكثر مما سأريد أى شخص آخر فى المستقبل
... كما أخشى.
فتح الباب و خرج ليقفله خلفه دون صوت. ورمت لانث بنفسها على الوسائد و قلبها يخفق بعشوائية ....أوه.....لقد عنى ما قاله.....لهجته التى عبرت عن مدى توقه إليها أشعلت كل كلمة قالها بالنار .
جلست تحتضن نفسها و تتأرجح إلى الوراء و إلى الأمام هذا الإعتراف هو كل ما ستناله من اليكس . ودت لو تذرف الدموع المحتبسة فى داخلها
خرجت من السرير بسرعة و استحمت و ارتدت ملابسها و فكرت بحرقة أنها تفضل مواجهة ذلك القرش مرة أخرى على أن تدخل غرفة الجلوس لتودع اليكس....لكنها مضطرة لأن تفعل و عزاؤها الوحيد أنها ستعود إلى منزلها قريباً.


منتديات ليلاســـ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, forbidden pleasure, دموع ودماء, دار الفراشة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روبين دونالد, سلاسل روايات احلام, سلاسل روايات احلام المكتوبة, سلسلة, robyn donald
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t185375.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-07-14 07:02 PM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 05:37 AM


الساعة الآن 09:23 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية