لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-13, 05:31 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

3 - نار من قلب الماء

كادت تصل إلى الأرض الصلبة حين أمسكتها يدان قويتان و شدتاها بقسوة إلى أن توقفت عن المقاومة. ومالت نحوه بعجز , وقد غاب الذعر ليحل الإرهاق و الخجل مكانه.
قال أليكس بهدوء:"لا بأس عليك...لا بأس يا لانث...أنت آمنة"
ردت بصوت مخنوق:"أعلم"
و حاولت أن تبعد عنه فقد كان من السهل الاستسلام دون تفكير لقوته و سلطته.
و قالت لقلبها الخافق :"هذه مواساة بسيطة ليس إلا"
لقد منحها الشئ الوحيد الذى تحتاجه فى تلك اللحظة...دعمه و مساندته.
استدار بسرعة و أجبرها على أن تستدير معه بحيث وفرت لها كتفاه العريضتان غطاء من النظرات الفضولية. ثم تركها فألقت حولها نظرة سريعة أنبأتها بأن أحداً لم يلاحظ ما حدث. و أحست بارتياح جزئى لتفاديها بعض الإذلال.
لكن حين نظرت إلى أليكس مجدداً لم تستطيع الخلاص من هاتين العينين اللغز....عينان خطفتا أنفاسها و خدرتا حواسها . تمتمت :"لا تشفق علىّ"
و ظهر فى عمق عينيه الباردتين وميض وحشى و هو يقول :
ــ أشفق عليك؟ أنا لا أشفق عليك لانث براون. بل أنا أبعد ما يكون عن ذلك.
شدت أصابعه على ذراعها , و أدارها نحوه ليدس يده تحت مرفقها و يضيف:
ــ حسناً جداً....سنسير تحت ظلال الأشجار.ما هى أنواع الطيور التى تصادفينها عادة فى هذه البحيرات؟
فأجبرت لانث نفسها على الرد:
ــ أعشاش طير الزقزاق تنتشر على الرمال و فى الربيع و الخريف تشكل البحيرات ملجأ مؤقت للطيور المهاجرة.
بدا لها صوتها و هى ترد كليلاً عادياً...لكن ما أن وصلا إلى المنزل حتى أضحى الذعر الذى أنتابها طىّ النسيان
قالت:"أود الجلوس فى الخارج"
انتظر أليكس حتى اختارت مقعداً قديماً مريحاً ثم أسند نفسه على حافة الشرفة وراح ينظر إليها قبل أن يسألها :
أخبرينى لما تختار امرأة تخاف الماء الإقامة فى مكان لا يبعد عنه سوى خمسة و عشرون متراً
إنها تدين له بتفسير لكن كل ما استطاعت أن تقوله :"أنا بحاجة لأن أعتاد على الماء مجدداً"
و اخترقت نظرته الثاقبة قوقعة هدوئها الهشة, فمزقتها إرباً...و بعد صمت متوتر فاق طاقتها سألها:
ــ ألم تتمكنى من السباحة منذ هاجمك القرش؟
فردت بصوت أجش:"لا, و الأمر لا يتعلق بالماء....بل بالأسنان...فأنا أحلم بالدلافين, أراها تلعب و تبتسم ثم تنقلب الابتسامات فجأة إلى أسنان...و...أحس بخوف من أن يمسك بى شئ ما,و يجرنى نحو الأعماق..."
قال بصوت عميق :"لانث"
و تقدم ليجلس إلى جانبها و يمسك يدها بيده القوية الدافئة .
تخبط قلبها بين ضلوعها و تمتمت بسرعة :
ــ أنا لا أخشى الماء...فأنا أستخدم المغطس كما أقود سيارتى فوق جسر الميناء دون أن يرف لى جفن. حتى أنى اسير على طول الشاطئ..لكن إذا ما....حسناً جداً لقد رأيت بنفسك.
ــ إذن...جئت إلى هنا لتتغلبى على خوفك؟
ارتجفت لانث للسخرية القاسية فى صوته, فأجابت و قد سمرت عينيها على سطح البحيرة :
ــ تعلمت السباحة هنا. وهنا كنا أنا و تريسيا نلعب فى المياه الضحلة.. ثم علمتنا أمها السباحة و بدا لى من الطبيعى جداً أن أعود إلى هنا, لأكون فى منتديات ليلاس أمان تام. فى أول صيف لنا أمضيناه سمحت لنا بالسباحة حتى الجدار و كان هناك أمامنا مغرياً و محرماً....
ــ ماذا تعنين بالجدار؟ أعتقد أنه حدود المياه العميقة, فلقد لاحظته...إنه واضح بشكل مذهل.
ــ إن قعر البحيرة هو تحت مستوى البحر.وهذا العمق , وصفاء المياه, و بياض الرمل اللامع عوامل تجمعت كلها لتكون (الجدار)
أشاحت بوجهها و حاولت سحب يدها من يده. كانت نبضاتها تتسارع فى شرايين معصمها الرقيقة الهشة, وحين نظرت إلى يده لاحظت أصابعه النحيلة الطويلة.
فكرت بدهشة أنها ليست مسترخية, لا....فقد ظهر التوتر فى تلك الأصابع السمراء و تكاد تشعر به حول أصابعها...وهى لا تلومه فلابد أنها تحرجه جداً وهو لا يستطيع الابتعاد بسرعة.
استقامت فى جلستها و سرحت بنظرها بعيداً دون أن ترى شيئاً ثم أكملت حديثها :
ــ كانت السباحة عبر ذلك الجدار أشبه باختراق حاجز ما....و كلما توغلت كلما أحسست بنشوة أكبر. وفى تلك اللحظة التى اخترقت فيها الجدار و انطلقت إلى المدى الأزرق الواسع, أحسست أننى قوية و مختلفة و أننى شخص يستطيع صنع المعجزات.
قال بحزم:"أنت فعلاً من النوع الذى يستطيع فعل أى شئ ...و ما تشعرين به أمر مؤقت إنه رد فعل طبيعى على المحنة و الألم و الصدمة و الرعب"
و تصاعد الغضب فيها....مفاجئ , حار, و شرس.
ــ أنا عاجزة حتى عن وضع قدمى فى الماء! كنت آمل أن يساعدنى الحضور إلى هنا .
ــ إذن..لم تنجحى بعد.أعطى نفسك بعض الوقت و سوف تنجحين.
وقف على قدميه و سار نحو الحافة و استند إليها و راح ينظر إلى البحيرة.
راحت لانث تراقبه وهو يتحرك برشاقة و قالت ببرودة:"بدأت أتساءل حول جدوى ذلك...لقد رأيتنى حين زلت بى القدم....هذا ما يدعى نوبة ذعر"
ــ أنت تتوقعين الكثير و فى وقت قصير جداً. هل استشرت أحداً؟
هزت رأسها :"ما عدا تريسيا لا أحد"
ــ لماذا؟
حملت نبرة صوته تجهماً مكبوتاً فشدت يديها فى حجرها. وركزت على الشمس التى عكست أشعتها عليهما فأبرزت بشرتها الشاحبة.
قالت ببطء :"لأننى أشعر أنى....ناقصة, على ما أعتقد.و لم أدرك هذا حتى جئت إلى هنا...فأنا لا أواجه مشكلة فى بركة السباحة....كنت أعرف أن البحر يخيفنى, إلا أننى لم أكتشف السبب. ظننت أننى بحاجة إلى أخذ الأمور بروية فأصبح على ما يرام بعد وقت قصير"
أدار رأسه لينظر إليها و قد بدت عيناه كشعلتين فى ظلام وجهه.
ــ لا يجب أن تكونى وحدك....أين عائلتك؟
ــ أمى متوفية...و أبى مشغول بزوجته الثانية و عائلته الثانية....على أى حال لست بحاجة إلى أحد....و ماذا بإمكانهم أن يفعلوا؟
منتديات ليلاس
رفعت رموشها الثقيلة و تمكنت من لوى شفتيها بما يشبه الابتسامة و أضافت:
ــ فى الواقع بدأت اليوم الخطوة الأولى...بقيت فى الماء جزءاً من الثانية و لم أصب فعلياً بالهستريا.
قال بحدة :"لقد رأيت كم كلفك هذا....أنت بحاجة إلى المساعدة و ليس إلى العزلة و قوة الإرادة. هل هناك من يمكنه أن يقيم معك؟ تريسيا مثلاً صديقتك؟
ــ لا.....أنها متزوجة و لها طفل صغير و حياة خاصة.
ثم غطت تثاؤبة بيدها و قالت:"أنا آسفة لكننى متعبة فعلاً"
فقال بلهجة آمرة تقارب نفاذ الصبر :"إذن أدخلى و نامى"
تهاوت و هى تقف. لكنها كانت مستعدة لليد الرشيقة التى امتدت هذه المرة لتساندها...و كررت :"آسفة"
ــ لِمَ الأسف ؟ أ لأنك حاولت البقاء فى المياه بالرغم مما يكلفك هذا معنوياً و عاطفياً؟ ربما كان هذا غباء لكنه يثير الإعجاب هل ستكونين على ما يرام لوحدك؟سابق هنا لو أردت ذلك.
رأت لون عينيه يزداد عمقاً فتراجعت و أجابت :"لا! لا.....أنا بخير"
أجبرتها قوة أرادتها على الصمت. وأبقاها الصمت الثقيل جامدة و لم تلتفت إليه....لكن عيناها لاحظتا ارتجاف عضلة فكه.
و قال بعد حين :"حسناً جداً. لا تعودى إلى الماء مرة أخرى"
هل يظن حقاً أنه يحق له إصدار الأوامر و هل يتوقع منها أن تطيعه؟
قالت و هى تتنفس بسرعة:"قد تكون الصدفة أمراً جيداً"
اجبرها على إقفال البابين الأمامى و الخلفى و بعد أن غادر جلست تنتظر إلى أن سمعت صوت مركبه يبتعد. ثم ترنحت حتى دخلت إلى غرفة النوم حيث ارتمت على السرير الضيق و نامت نوماً عميقاً.
حلمت بالدلافين....ناعمة لامعة لعوبة, رشيقة قوية و غامضة, عيونها بلون البحر ساعة الفجر و قاومت لتستيقظ...لأنها تعرف ما سيحدث.
لكن, و فيما هى تسبح معها انقلبت إحداها إلى حورى بحر...أمسك بيدها و سحبها نحو الشاطئ, فتوقفت عن المقاومة و غرقت فى عينيه الشاحبتين الشفافتين.
حين استيقظت تململت متعبة و فكرت بقلق أن معنى هذا الحلم جلى....و سرت رعشة فى جسدها...فمثل هذا التجاذب الفورى لم يحصل لها من قبل.لكنها سمعت ما يكفى عن (الانجذاب) و أعراضه لتتقبل هذا الأمر بسهولة.

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 07-03-13, 05:33 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


لم يبد أليكس أى دلائل على أصابته بالأعراض نفسها...لكن هل ستتعرف على هذه الأعراض إذا ما أظهرها؟ فقد حرصت هى على إخفاء ردة فعلها...و هو أكثر تماسكاً منها.و كائناً من كان لم يكن يكشف الكثير من أفكاره أو مشاعره كما لم تكن انفعالاته تبدو على وجهه الرائع القسمات أو فى تلك العينين النافذتين و ذلك الفم المميز.
استلقت لفترة و تركت جسمها المسترخى يبرد تدريجياً و حرارة عواطفها تموت إلى أن التفتت إلى ساعتها لتجد أنها السادسة إلا ربعاً و فى تلك اللحظة و فيما كانت تفكر فى الاستحمام تذكرت أين رأت اسم أليكس كونسيدين من قبل.
لقد رأته فى صفحات الأعمال فى إحدى الصحف حين كانت تستعيد عافيتها بعد الجراحة التى أجريت لساقها...أليكس كونسيدين الذى يعيش فى عزلة عن العالم ...أليكس كونسيدين الفاحش الثراء الذى بدأ حياته من الصفر فى المدرسة الثانوية و قبل أن يتخرج حيث جمع ثروة من أقراص الكومبيوتر و استمرت ثروته فى التزايد لأنه كان الأفضل فى ميدان عمله.
شغلت ذكرى أسمه و الصورة المرفقة له عقلها....و أدركت بأن الحياة سمحت بأن يجتمعا فوقفت على عجل و استحمت بماء بارد مؤكدة لنفسها بأن صدمة المياه الباردة ستفيدها....ثم أدارت جهاز التلفزيون لتشاهد الأخبار بتركيز يائس.
و بعد حين أطفأت لانث الجهاز و توجهت إلى المطبخ لتحضر العشاء.
إذن أليكس كونسيدين ينتمى إلى عالم الأثرياء حسناً جداً لقد أدركت ذلك منذ البداية....حين رأت منزله و لاحظت ثقافته العالية.
لذلك لا داعى لهذا....لهذا العذاب الغبى إنها تهواه لكن يمكنها أن تتغلب على مشاعرها هذه و سرعان ما ستنساه فهى لن تراه مجدداً .
ثم هناك أمور أخرى تشغل فكرها و فكرت فى أنها خطت خطوة أولى....لقد وقفت فعلاً....أوه....حصل ذلك صدفة و كادت تفقد الوعى رعباً لكن و لبضع ثوان بقيت قدمها فى الماء .
ستعيد الكرة فى الغد, ستتعمد ذلك هذه المرة و ستتمكن فى النهاية من الوقوف فى البحيرة, دون أن يثقل ذلك الرعب الشنيع كاهلها و حين ستتمكن من هذا سيكون الأسوأ قد مر و انتهى و ستعود إلى المحيط دون أن تخاف من المجهول القادم من تحت الماء....مجهول يحمل الدم و الألم و الموت المشؤوم بين فكيه.
لم تستطيع الاسترخاء بعد العشاء و لعل السبب يعود إلى أنها نامت نوماً ثقيلاً خلال النهار....حين تلاشى آخر شعاع من نور الشمس وراء التلال راحت تتأمل السماء الصافية المرصعة بالنجوم و كان سطح البحيرة يلمع بلون أسود و كأنه زجاج بركانى. و سعت لانث للتخلص من قلقها فخرجت تتمشى على الشاطئ.
قبل حلول عيد الميلاد بأسبوع هب أول إعصار أنعش الأراضى الزراعية...و حمل الهواء الرطب عطر الخضار النامية بدلاً من رائحة التبن الحارة الجافة....و تغلغلت هذه الروائح فى مسام لانث و داعبت أعصابها و كأنها تدعوها و تغويها لتخرج إلى الرمل البارد اللامع و تعدها ببهجة سرية و لذة خفيفة مثقلة بالذنب.
صاحت بصوت مرتفع :"أن هذه المشاعر مجرد انجذاب مثير للأعصاب, لكنه بسيط...إنه رجل و هى امرأة...
وراحت تقنع نفسها و هى تتحرك دون هدى على الرمل الأبيض...بأنه لن ينجذب إلى امرأة تعانى من هذه الندبة البشعة فى ساقها...امرأة عرجاء تفتقر إلى الرشاقة و تعجز عن الرقص و الجرى...فبإمكانه الحصول على أى امرأة فى العالم حتى وإن لم يكن ثرياً بهذا القدر.
بدأت ساقها تؤلمها فاستندت إلى جذع شجرة بضع دقائق قبل أن تعود أدراجها...إن استعادة قدرتها السابقة أمر مهم, لكن يجب ألا تبالغ.
وعلى بعد حوالى مئة متر من منزلها تصلبت....لماذا تتصرف كالقطة حين تشعر بخطر ما يهددها . وعلى الفور تبدل الخوف إلى شعور آخر . فقد تعرفت إلى الرجل الواقف عند حافة البحيرة, هامة طويلة أنارت جزء منها النجوم و غطى الجزء الآخر الظلام...أخذ الترقب يضج فى دمها و قلبها يختلج بين ضلوعها.
لم يتكلم...و بقيت هى صامتة لكنهما سارا معاً نحو الشرفة ولم يجلس أى منهما بل وقفا بعيدين عن بعضهما خطوات قليلة كعدوين ينتظر أحدهما استسلام الآخر.
قال أليكس باقتضاب جاف :"كان يجب أن أعرف أنك على ما يرام"
ــ بالطبع أنا على ما يرام.
ــ هذا صحيح.
أخذ قلب لانث يتخبط فى صدرها...لو بقى بعيداً لما رأته مرة أخرى عرفت هذا كما تعرف كل غرزة فى جرحها على طول ساقها .
يجب أن تتراجع بطريقة ما و تقفل هذا الباب بحزم ورائها...لتصد الشوق المغوى فهى ترفض الانغماس فى علاقة رومانسية قصيرة...لا سيما مع رجل مثل أليكس كونسيدين.
لكنها قالت بصعوبة :"لطف كبير منك أن تأتى...لكن لم يكن هناك داع لذلك...فأنا بخير"
اعتادت عيناها على ظلمة الليل فرأت الابتسامة القلقة الى وجهها لها و لمحة ومضة عينيه قبل أن يسدل عليهما رموشه.
قال :"انا لست شخصاً لطيفاً فى العادة...و ما فعلته غير منطقى"
قالت بحدة :"غير منطقى بقدر إخفاء هويتك عنى؟"
فهم على الفور ما عنته فازدادت قساوة وجهه و ضاقت عيناه مما أعطاه مظهراً خطيراً :"هل أنت من النوع المتكبر لانث؟"
ــ لا.
منتديات ليلاس
ــ إذن...هل شكل الأمر فارقاً؟
ــ أعتقد أنه من الصعب أن تقول للناس إنك ملك أقراص الكمبيوتر"
ــ هذا غير مهم
و أخذ يراقبها باهتمام .
صحيح....الأمر لا يهم....ما عدا أن المعلومة بددت بعض أحلامها, قالت :"لا أعتقد أن هذا مهم"
و تمنت لو أنها تتمتع بما يكفى من التعقل لتصمت.
ــ إذن...ألا زلنا صديقين؟
و هل كانا صديقين؟ أسر لها قلبها أن الصداقة آخر ما تريده منه...و عارضه عقلها, فمن المؤكد أنها بداية صداقة لأن لا شئ آخر يمكن أن يجمع بينهما.
قالت بثقة:"طبعاً"
و أعطت رنة خشنة خفية القوة لضحكته الهادئة و قال:
ــ إذن , لن أتجاوز حدودى....ليلة سعيدة لانث.
ــ ليلة سعيدة.
شعرت لانث أنها عاجزة عن الحراك و أن جسمها كله يتألم من أمر لا تريده, فأجبرت نفسها على البقاء على الشرفة إلى أن هدرت سيارته مبتعدة....لماذا جاء ؟ الإحساس بالمسؤولية, هو السبب بالطبع. كان يحتاج لأن يتأكد بنفسه من أنها استعادت عافيتها بعد سقوطها فى الماء. و الآن و بعد أن أتم واجباته رحل و لن تراه من جديد
أجل....لابد أن الأمر كذلك و أى فكرة خطيرة أخرى يجب أن تبعدها عن ذهنها .
دخلت إلى المنزل مرتجفة و ساقها تتقطع ألماً و أقفلت الباب ورائها و كأنما تحاول بذلك أن تبعد مخلوقاً ليلياً متوحشاً.

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 07-03-13, 05:36 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


قالت المرأة الجالسة خلف الصندوق و هى تحسب ثمن الأغراض التى اشترتها لانث :"هل تخزنين الطعام استعداداُ للإعصار؟"
سألتها لانث مقطبة :"أى إعصار ؟ لقد مر بنا واحد لتوه..."
ــ ألم تسمعى بالخبر؟ قالوا فى أخبار هذا الصباح أن إعصاراً آخر...قد يكون أكثر قوة من ذاك الذى هب قبيل الميلاد....يتكون فى بحر المرجان.
ــ لم تحدث ثلاثة أعاصير فى سنة واحدة من قبل!
بدت المرأة متجهمة و هى تقول :"أعتقد أن السبب هو التغير المناخى فى كوب الأرض"
بعد أن ودعتها حملت لانث مشترياتها و غادرت المتجر . فى الخارج كامن الشمس مرتفعة تسطع فوق الماء , فى سماء زرقاء صافية و كانت الحرارة مرتفعة و بدا لها أن هبوب إعصار أمر غير محتمل.
حين تصل إلى المنزل ستسير نحو الماء و تضع قدميها فيه...لا , ربما عليها أن تفعل هذا هنا حيث يلعب الأولاد شقت طريقها على الرمل و هى تعرج و قد أمسكت كيس مشترياتها البلاستيكى بيدها .
تطلب منها السير نحو طرف الماء جهداً و قوة إرادة....وقفت على قدميها على بعد خطوات قليلة من الماء لكن دواراً هدد بأن يدفعها على ركبتيها. وقفت هناك متجهمة و حنجرتها و فمها جافين و قلبها يخفق و أشعة الشمس تحرق رأسها ثم انحنت لتخلع صندالها و تضعه على جانب كيس مشترياتها....استقامت و أخذت نفساً عميقاً و خطت خطوتها الأخيرة .
تسربت المياه من تحت أصابع قدميها, ثم إلى باطن القدمين و ارتفعت لتصل إلى كاحليها...تملكت رهبة وحشية جسمها و غمرتها بحيث كادت تتحول رعباً.
كبتت الاندفاع الغريزى المذعور الذى كان يدعوها للهرب, وتراجعت بحدة لتخرج من الماء الضحل, و أجبرت نفسها على الاستدارة و السير ببطء.
أخذت تفكر بعناد:"واحد....أثنان"...خطوتان هما كل ما يلزمها..."و الآن توقفى...هنا تماماً"
جاهدت رئتاها لتتنفسا...شهقت و تساءلت عما إذا كان هناك ما يستحق هذا العذاب.
تقدمت منها فتاة فى سن يقارب الخامسة و هى تتمايل....عينان سوداوان كبيرتان شعر بلون الكستناء المشوى و بشرة تلمع سمرة....قالت بصوت صغير صارم اخترق ذهول لانث:"يجب أن تعتمرى قبعة"
ابتلعت لانث ريقها و ردت بصوت خشن :"أعرف"
ــ أمى تقول :"لا تخرجى أبداً دون قبعة"
ــ أمك على حق.
ــ و هل لديك قبعة؟
ــ أجل....لدى قبعة....قبعة قش كبيرة و عليها زهور.
تراجعت سرعة نبضات قلبها و تضاءل رعبها و عادت أنفاسها إلى وتيرتها الطبيعية.
فقالت الفتاة تردد كلام أمها :"لا فائدة منها فى السيارة...لن تمنع عنك الحروق أن تركتيها هناك"
نظرت لانث إليها نظرة تهذيب و سألتها:
ــ ماذا لو وعدتك بألا أخرج مرة أخرى بدون قبعتى؟
وبختها صديقتها الجديدة و يدها فوق فمها لتمنع نفسها من الضحك:"تأكدى من ألا تفعلى"
و شاركت لانث الصغيرة الضحك.
قالت الفتاة و قد بدا عليها الجد فجأة :"أوه...لك ساق مزعجة....ماذا حصل لها؟"
ــ لقد جرحتها بشئ حاد جداً.
ــ تبدو مزعجة!
انقباض عضلات ظهرها جعلها تستدير و ماتت ابتسامتها حين توقفت سيارة على الطريق المحاذى للشاطئ لينادى رجل بصوت ناعم:"لانث"
نظرت الفتاة إلى أليكس و سألت :"أتعرفينه؟"
نزل من السيارة أنيق فى ثيابه الرائعة التفصيل و قد أخفت نظارة عينيه المذهلتين.
قالت :"نعم"
منتديات ليلاس
تمنت لو توجهت مباشرة إلى المنزل و تمنت لو أن هذه الفتاة المرحة لم تلهها...لكانت الآن آمنة, بدلاً من أن تقف هنا و أليكس يسير بخفة و رشاقة نحوها.
قالت الصغيرة :"تقول أمى إنه يجب ألا أركب السيارة مع أحد"
فقال أليكس مبتسماً :
ــ أمك على حق...لا تركبى السيارة مع شخص غريب. لكننى لن أعرض عليك أن تصعدى فى السيارة معى, ولانث صديقتى.
تخبط قلب لانث فى صدرها و باستسلام راقبت الفتاة الصغيرة تقع بدورها تحت سحره الباهر . فمنحته ابتسامة عريضة لامعة و قالت:"إنها لا تعتمر قبعة , ولا أنت"
قال أليكس :"لن أبقى خارج السيارة كثيراً . ومن الآن فصاعداً ستتأكد لانث أن تحمل قبعتها معها أينما ذهبت"
لم يلتفت إلى لانث بل صب اهتمامه على الصغيرة التى سألت :
ــ و هل ستعرض عليها أن تركب معك السيارة؟ ساقها مزعجة يجب أن تقبلها لتشفى...أمى تقول...
ــ كليون ....كليون! تعالى إلى هنا.
قالت الفتاة :"هذه أمى...يجب أن أذهب الآن...وداعاً"
ابتسمت لكليهما و ركضت فوق الرمال البيضاء بخفة تحسد عليها.
و بعد نظرة سريعة إلى وجه لانث قال أليكس:"إنها مجرد طفلة...."
قاطعته :"لا يزعجنى ما يقوله الأولاغد...إنهم صادقون, صريحون, ويريدون معرفة الحقيقة. ما أكرهه هو الشفقة من الناس الذين يشعرون بالأسى من أجلى, إذ تؤكد لى هذه الشفقة أن هذه الندبة ستبقى علامة فارقة فى حياتى و أنها ستُنقص من قيمتى كإنسانة و أنا أرفض مثل هذه الشفقة"
ألقت بكلماتها الأخيرة بحدة قبل أن تدرك و قد اعتراها الإحراج إنها تكلمت بسرعة و أن الغضب تملكها فجأة.
التوى فم أليكس بابتسامة غريبة و قال :"أنا لا أشفق عليك"
فردت مرتبكة :"انا لم أقصد أن أعظك...ستصبح ساقى بخير بعد عملية جراحية أخرى و بعد تقوية عضلاتها . الحقيقة أن قدرتى على الاحتمال قد نفدت فاسترسلت قليلاً أنا آسفة"
قال ساخراً:"وأنا أيضاً أميل إلى الاسترسال هل جئت إلى هنا سيراً؟"
ــ أحل.
ــ و هل تريدين أن أوصلك؟
ــ سيكون هذا عظيماً.
لقد قصدت حقاً تمرين ساقها لعادت مشياً....لكن الطريق مغبرة و محفرة و هى متعبة...ذاك التعب يغمرها كلما واجهت ذعرها, لكنه تلاشى مع وصول أليكس و قالت لنفسها بسخرية إن عليها أن تتوقف عن الاحتجاج و خلق الأعذار.
فقد تكون هذه الصدفة آخر لقاء لهما فهى لا تنوى تعزيز صداقتهما....و هو لا يأتى بحثاً عنها.
بينما كان يلتقط كيس مشترياتها نفضت الرمال العالقة على قدميها و انتعلت صندلها و عندما كادا يصلان إلى السيارة تذكرت ما قالته صاحبة المتجر فسألته :"هل تعلم أنه من المتوقع هبوب إعصار آخر؟"
هز رأسه مقطباً :"ألم تعرفى؟"
ــ لم أكن أعرف.
ــ ألا تشاهدين التلفزيون أو تستمعين إلى الراديو؟"
هزت كتفيها :"نادراً ما أشاهد التلفزيون...و أطفئه قبل النشرة الجوية"
ــ من الأفضل أن تبقى عينيك عليه من الآن و صاعداً.
و فتح الباب لها ثم ناداها بعد أن أصبحت داخل السيارة:"لانــث"
أثار المرح الواضح فى صوته أعصابها :"مـــاذا؟"
ــ فى المرة القادمة حين تخرجين تأكدى من اعتمار قبعة.
ضحكت ضحكة مرتجفة و استقرت فى مقعدها و وضعت حزام الأمان بينما وضع كيس الطعام فى الصندوق .
ما أن جلس إلى جانبها حتى شغل المحرك .
ــ رأيتك فى الماء....هل أنت بخير؟
ــ أنا بخير...لم يكن الأمر سهلاً...و كنت أرتجف حين خرجت....لكن سرعان ما بددت كليون هذا.
نظر إليها بقسوة:"لكنك لازلت بيضاء كالزنبقة . تناولى الغداء معى"
أى شخص متعقل سيرفض...لكن ما الضرر؟ فالغداء مع رجل مثير للاهتمام ليس من الأمور التى يُفترض تجنبها حتى و أن كان فاحش الثراء ..بالرغم من أنها كانت تدرك أن عليها أن ترفض ليرتاح بالها فى المستقبل, قالت:"أود هذا كثيراً"
قال :"جـــيــــــد"
و انطلقت السيارة فقالت :"يجب أن أغير ملابسى"
ــ أنت رائعة كما أنت.
كان قميصها المائل إلى الصفرة و بنطلونها القصير يناسبانها و هما قديماً لكنها تبقيهما فى خزانة ملابسها بسبب الراحة الفائقة التى يوفرانها و فكرة متجهمة فى أن منزله يدل على حبه للأناقة الهادئة الرفيعة المستوى لهذا فهو يستمتع برفقة المرأة الأنيقة على الأرجح المرأة الجميلة التى تواكب الموضة و تفهم معنى الأناقة.
إذن, لم يدعوها بدافع الشفقة بل دفعه إلى ذلك إحساسه القوى بالمسؤولية... و هى قبلت دعوته لأنه جعلها تشعر بالحياة مجدداً.

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 07-03-13, 05:40 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


و بعد عشر دقائق كانت تتنعم فى هدوء و برودة جو منزل أليكس كونسيدين...أكثر الرجال إثارة للاهتمام و لأنها لم تستسلم لسحره المحموم ستتمكن من الاستمتاع بالوقت الذى ستقضيه معه و ستكمل بعدها طريقها دون ندم.
تناولا الطعام على الشرفة و كانت الوجبة لذيذة.....
راحت تختزن الذكريات كما يخزن السنجاب طعامه حفظت تعابير وجه أليكس الأسمر الذكى و هما يتحدثان فى مواضيع متنوعة...الكتب, مستقبل الإنترنيت, طعامهما المفضل, مستقبل العالم.
وسع ذهنه الدقيق السريع آفاقها و أحبت طريقة ضحكه و أحبت أن تدفعه إلى الضحك....استفهم أكثر عن عملها فتحدثت بحماسة عنه و سعدت بأسئلته و تعليقاته الذكية الماكرة.
راقبت لانث خلسة انعكاس الشمس على بشرته البرونزية و لاحظت و هما يشربان القهوة بتناغم صامت أن قسمات وجهه أشبه بتلك الموصوفة فى الأساطير و المنسوبة إلى منتديات ليلاس الأبطال و الأمراء
و تماشت قلة كلامه مع مظهره و فكرت بسخرية أنه رجل غامض و حاولت انقاذ نفسها من هذا المزيج الخطير . فها هى تترك تعقلها و تسعى وراء خيال محفوف بالمخاطر وراء فارس أسود مجهول.
سألها متكاسلاً و صوته العميق يشق الجو الساكن:"هل ترغبين فى السير قليلاً؟"
تجاوبت لانث مع الفكرة بامتنان:"ما دمنا فى ظل الأشجار"
اقترح و هو يراقبها بعينين نصف مطبقتين :"يمكننا أن نقترب من الماء لبضع دقائق"
أجفلت لانث و بعد لحظة قالت خجلة من التردد الذى ظهر فى صوتها :"حسناً جداً"
لم يلمسها و هما يسيران نحو حافة البحيرة ...خلعت صندلها و شدت على أسنانها و أخذت تنظر إلى الماياه الشفافة على الرمال اللامعة المحرقة.
راحت تشجع نفسها....و حين خطت خطوة صغيرة إلى الأمام قال لها أليكس :"استرخى"
ــ القول أسهل من الفعل .
لكنها لم تعد تفكر فى ضربات قلبها المتزايدة أو فى خوفها المتصاعد لأنه يقف بالقرب منها.
مد يده ليمسك بيدها...فشقت لمسته طريقها فى شراينها كالبريق و خطت الخطوة الأخيرة فوقفت و أصابع قدميها فى الماء.نقلت نظراتها دون أن ترى شيئاً على سطح المياه الزرقاء القاتمة و قاومت إحساسها بالغثيان و ببرودة الذعر.
قال :"لديك الشجاعة الكافية لانث"
وترك يدها متجاهلاً تعلق أصابعها بأصابعه
ــ لا لست بهذه الشجاعة.
و ارتجف صوتها لكنها بقيت صامدة و المياه الهادئة بالكاد تبلل قدميها أخذت نفساً عميقاً أحست من بعده بقشعريرة ارتياح صغيرة لأنها تمكنت من التحمل
أكمل:"أوه....بلى....لقد تحملت أسوأ اختبار يحدث لإنسان و أنت مصممة على التغلب على آثاره و هذا يتطلب شجاعة فائقة"
أخذت بضعة أنفاس قصيرة أخرى فقال بحدة:"المبالغة فى التنفس لن تفيدك"
ــ أنا لا أفعل هذا إنه مجرد تمرين نفس.
ــ و هل يساعدك؟
منتديات ليلاس
اتسعت شفتاها فى ابتسامة ساخرة و اجابت :"لم أهرب راكضة صارخة من الماء,إذن هذا يفيد"
لكن, كأن الكلمات فكت عقدة الخيط الرفيع الذى يثبت سيطرتها على نفسها فاستدارت و خرجت مضطربة من المياه الزرقاء الدافئة لتقف مرتجفة و تنظر نحو أشجار الصنوبر دون أن تراها و الرمل يحرق باطن قدميها.
قال أليكس بخشونة :"يا إلهى....أنا آسف لقد ظننت و بكل غرور أن وجودى سيسهل الأمور"
رفعها بحركة سريعة قوية و حملها إلى ظل الأشجار الخضراء القاتمة و تهاوت حين أنزلها على قدميها فأمسك بها و رفعها مجدداً و تمسكت لانث به و شعرت تحت أصابعها الحساسة بحركة عضلاته من فوق قماش قميصه القطنى.
و وقفا هناك للحظات بدت و كأنها دهر و ضمها إلى صدره الواسع فتبدد خوفها و شعرت بقوة ذراعيه حولها و برائحته الدافئة اللطيفة.
أحست كذلك بقوة عضلاته و بدقات قلبه المتسرعة و بردة فعله على قربها, فذابت بين ذراعيه و قد اضرم النار فى كيانها , نار حادة محرقة اجتاحت كيانها و أحاسيسها.
قال بكلمات عميقة مثيرة فيها هدوء :"لا بأس عليك لانث"
و توقفت أنفاسها فى حلقها و انتظرت
عندها...أطلقت غريزة قديمة فيها صيحة إنذار...ورفضت الانجراف الشرس المحفوف بالمخاطر....فتراجعت إلى الوراء و للحظة اشتد طوق ذراعيه حولها,ثم تركها....أشاحت بوجهها و تراجعت خطوتين إلى الوراء نحو الأمان.
قالت بصوت أجش:"آسفة"
ــ أنا آسف.....ما كان على أن أقنعك بالنزول إلى الماء.
كان الغضب يحترق تحت كلماته الهادئة و نظرت إليه نظرة لا تحمل سوى الصدق:
ــ أنت لم تقنعنى كان على أن أفعل ذلك و إذا لم أتغلب على خوفى هذا لن أتمكن من العمل ثانية. على الأقل لم أشعر بالغثيان هذه المرة و هذا يعتبر تقدماً.
بذلت جهداً لتتجنب النظر إلى اللمعان المتوحش فى عينيه لكنها كرهت الابتسامة الساخرة التى حلت مكانه.
ــ إنه تقدم فعلاً.
و سارا معاً تحت ظلال الأشجار نحو المنزل.
كان مارك بانتظارهما و لم تتغير أساريره حين سأله أليكس:"ما الأمر؟"
ــ أتصال هاتفى سيدى.
ــ سأرد عليه من مكتبى
ــ حاضر سيدى
و استدار ليذهب فقال أليكس :"أحضر للآنسة براون شراباَ...أرجوك"
قالت:"لا....شكراً لا أحتاج إلى شراب"
أدركت أن صوتها متصلب لكنها كانت تشعر بالضعف و التوتر و لا ترغب بأن يحضر لها مارك أى شئ.
تفرس أليكس فيها ثم هز رأسه و رافق مارك. بدا جلياً أنه صرفها من تفكيره حين قال لها مارك شيئاً بصوت خفيض و كانا لا يزالان قريباً منها, فلاحظت لانث أن كتفى أليكس قد تصلبا.
رمت بنفسها فى أحضان مقعد خيزران بارد و هى تفكر....اللعنة...أوه اللعنة...ماذا حدث لها فى تلك اللحظات التى أمضتها بين ذراعيه؟ لقد تبدل عالمها كلياً...تغير بشكل مربك و كأن القطبين بُدلا موقعهما فما كان شمالاً أصبح الآن جنوباً.

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 07-03-13, 05:43 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

4 – ستأتين معى



نظرت لانث إلى الطاولة الفخمة أمامها و إلى جمال الغرفة البسيط المنظم و قالت لنفسها بحدة :"لا يمكن أن يكون هذا حباً فالحب يتكون ببطء و يترافق مع التفاهم" و قد عرفت لانث الحب فى الماضى و ذاقت بهجته و هى تتذكر كم عانت حين انتزع منها و هذا الشوق المحموم الذى يغمرها و الذى يستفزها و كأنها كتلة أعصاب مكشوفة و معرضة للخطر هو مجرد انجذاب.
تثاءبت و هى تحاول تحليل مشاعرها المعقدة المحيرة لتعيدها إلى مهدها الأساسى لقد انجذبت إلى أليكس كونسيدين منذ رأته للمرة الأولى .
شكل هذا الشعور تجاوباً بسيطاً مع موقف بسيط و ليس هناك ما تخشاه...بالرغم من أنها لم تختبر من قبل شوقاً بمثل حدته و قوته الغامرة
منذ خمس سنوات كان كريغ....
اشتد ضغطها على فكها حتى تذكرة لذعة الحزن . أجل كان انجذاباً فورياً ازداد عمقاً حتى أصبح حباً , حين التقت بـ كريغ الضاحك المتألق لكنها رفضت الاستسلام لمشاعرها حتى يرتبطا رسمياً.
لم يحضرها ماضيها لهذه المشاعر الجامحة التى تؤلمها الآن, وتصل إلى عظامها و تجرفها لتغرقها فى بحر من العسل الحار.
لقد مالت إلى أليكس و احترق التعقل و المنطق أمام النار الشاحبة فى عينيه و أمام تلك الهالة التى تحيط به و ستعترف كل امرأة تلتقيه أنه عاشق رائع , رجل يتمتع بالقدرة و الهيبة اللازمتين ليعتنى بها و بأولادها.
هزت لانث رأسها قليلاً و نظرت إلى يدها الشاحبة كطقس الشتاء على ذراع المقعد...حاولت يائسة أن تستجمع أفكارها المشتتة و قد أرهقها التوتر الذى يتملكها كلما حاولت مواجهة خوفها من الماء . لكنها أدركت أن أفكارها تدور حول محور وحيد.
حتى كريغ لم يوقظ فيها مثل هذه المشاعر العميقة...كان محبوباً مرحاً , ذكياً قوياً..و حين مات ظنت أنها ستموت أيضاً لفرط حزنها.
و استعادت عافيتها بعد حين...إنما سيبقى موته جرحاً فى روحها.
وهى تفكر فيه الآن بحب و ندم فقط.
لكن هذا الشعور الجامح لم تختبره من قبل .
قال أليكس من خلفها :"آسف للمقاطعة"
هبت مجفلة و تمنت ألا يكون قد لاحظ انفعالاتها التفتت إليه فرأت تجهما فى عينيه و هالة متحفظة باردة تحيط به.
قالت بسرعة و هى ترتجف برداً:"لا تأسف....فى الواقع يجب أن أذهب إلى المنزل"
قطب حاجبيه و قال:"أتوقع مخابرة أخرى و قد تستغرق بعض الوقت. هل ترغبين فى الاستلقاء؟"
لكن أين مارك؟ لابد أنه قرأ السؤال فى عينيها إذ تابع يقول:
ــ لقد ذهب مارك إلى دراغافيل....لو عرفت أنك تريدين المغادرة....
فقاطعته بهدوء:"لا بأس"
منتديات ليلاس
هاهى تخترق أولى وصايا النساء المتعقلات إذ ليس لديها وسيلة نقلها الخاصة.....و عليها أن تدفع الثمن.
ــ سأجلس هنا فى الخارج لأتمتع بالمناظر الطبيعية.
فقال بنظرة ثاقبة مقيمة:"تشتد حرارة هذه البقعة من الآن و صاعداً....تعالى إلى الداخل, فغرفة الجلوس أبرد...كما أن هناك سريراً فى إحدى الغرف, يمكنك استخدامه"
و كان التعب قد غلبها....لكنها غطت تثاؤبها بيدها, ورفعت نظرها لتحدق فى عينيه الصافيتين , اللامعتين و الباردتين مثل نور الشفق و قالت على مضض :"أنا أزعجك"
ــ هذا كلام سخيف.
و مد يده ليساعدها إلى الوقوف.
تجنبت يده قدر استطاعتها, و سارت قربه نحو غرفة نوم مفروشة بأناقة بسيطة كسائر غرف المنزل....و نظرت إلى السرير و تشوقت لأن تستلقى عليه و تنام.
قال أليكس:"يمكنك الاغتسال إذا أردت فالحمام هناك"
و أشار برأسه إلى باب فى الجدار و خرج....وقفت لانث للحظة و قد سمرت عينيها و شدت قبضتيها على طول جسمها ثم أخذت نفساً عميقاً و توجهت نحو الحمام.
مكان حماماً ضخماً فيه نافذة كبيرة تطل على البحيرة و كانت المناشف معلقة بترتيب....فهل يتوقع ضيفاً؟ وبخت نفسها بشدة لأن الأمر لا يعنيها.
و بعد أن غسلت قدميها رفعت الغطاء الناعم عن الفراش و استلقت و أطبقت جفنيها المثقلين و غفت على الفور.

منتديات ليلاســــ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, forbidden pleasure, دموع ودماء, دار الفراشة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روبين دونالد, سلاسل روايات احلام, سلاسل روايات احلام المكتوبة, سلسلة, robyn donald
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t185375.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-07-14 07:02 PM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 05:37 AM


الساعة الآن 09:43 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية