لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات أونلاين و مقالات الكتاب
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أونلاين و مقالات الكتاب روايات أونلاين و مقالات الكتاب


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-03-13, 08:47 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي رد: د. أحمد خالد توفيق يكتب.. في شارع المشاط (5)

 
دعوه لزيارة موضوعي

د. أحمد خالد توفيق يكتب.. في شارع المشاط (6)





فتحت لمياء الباب ونظرت إليّ في دهشة وحيرة (رسوم: فواز)




هكذا فتحت لمياء الباب ونظرت إليّ في دهشة وحيرة.. ابتسمت ملطفا ورفعت حاجبيّ بمعنى (أنا هو ذلك الرجل.. هل تذكرين؟)، ثم تهلل وجهها قليلا ودعتني للدخول.. لا بد أنها حسبتني من رجال الشرطة، فقلت لها بصوت خفيض:
- هناك أشياء أريد أن أسألك عنها..
قالت في ارتباك:
- تفضل واسأل..

بالطبع ليس هذا هو المكان ولا الزمان.. إن ما لديّ هو حديث طويل وأتوقع منها حديثا أطول، لو كان هناك شيء فعليها أن تخبرني به.. وإن لم يكن فعليّ أن أرهقها وأزعجها بالأسئلة إلى أن أؤمن أنها لا تعرف..

- أولا كم سنك؟
- سني خمسة وعشرون عاما.. وما زلت لا أفهم.
- هل يمكن أن نتكلم في مكان منفرد بعيدا عن هنا؟
- لا.

قالتها في بساطة وبراءة ومن دون حدة أو غضب.. كأنها تقرر حقيقة مطلقة، وأدركت أنها بالتأكيد تحسبني أريد ما يريده أي شخص آخر يراها، الغزل.. أن أخبرها كم أنا مقروح الجفن مسهود، وأضحى التنائي بديلا عن تدانينا.. إلخ.

الحقيقة أنني كنت أتمنى ذلك، لكن هذا ليس وقته كما ترى، كنت بحاجة إليها لأنني أرى أمامي جدارا محكما شديد القوة والصلابة.. هناك جزء هش نوعا أو هو أقرب إلى الصلادة، وأنا أريد أن أطرق على هذا الجزء فقد أجد ثغرة.. لمياء هي الجزء الهش في الجدار أو هذا ما حسبته..
لم أتكلم.. لم أبحث عن كلمات..
فقط استدرت لأبتعد، وفي نفس اللحظة تقريبا انغلق الباب بصرامة من خلفي..
-14-

قلت لك ألا تسألني ثانية عن أحلام..
أنا لا أمزح.. من السهل أن تثير غضبي فأكف عن سرد هذه القصة؛ لقد أنذرتك من قبل..

أنا لا أذكر إن كانت أحلام أنثى أم لا.. أعني أنها كانت حاملا وكانت تلفظ أنفاسها الأخيرة؛ لا بد أنها كانت أنثى إذن، لكن لم أرَ فيها أي أنثى؛ رأيت كيانا سقيما شاحبا وبين ساقيها كانت بركة من الدم تنزف، هناك إلى جانب الطريق كانت ملقاة، ووقف عدد من عابري السبيل يخشون أن يساعدوها أو يمدوا لها يد العون؛ بدت لهم مخيفة، بدت هي الموت نفسه ينتظر من يمد يده ليخطفه معه..

كان هذا هو الشارع الرئيسي.. لم أعرف وقتها أن هذه الفجوة بين بنايتين تقود إلى شارع المشاط..
لم أكن أصلا أعرف أن هناك شارعا بهذا الاسم..
وكانت سيارتي العتيقة من طراز 1100.. انحنيت وحملت الجسد المنهك النازف لأضعه في المقعد الخلفي، ونظرت إلى الناس في قرف.. ماذا تخشون يا أيها المشئومون؟ هل تتوقعون أن هذه الفتاة لص متنكر سوف يذبحكم؟ تبا لكم وللامبالاتكم..

حتى قبل أن أبلغ المستشفى أدركت من منظر ساقيها أنها تلقت ركلات كثيرة جدا..
قصة واضحة.. الحامل لا تتلقى ركلات إلا لو كانت حاملا بشكل غير شرعي، وبالتأكيد معظم هذه الركلات لنساء مسنات؛ الرجال لا يملكون أبدا الأعصاب الكافية لركل امرأة حامل، النساء يستطعن.

من أنت؟
من أنت؟
عرفت من شفتيها الجافتين أن اسمها أحلام.. هذا كل شيء..
وعرفت أنها فقدت جنينها..

وما لم تقله هو أنها جاءت من شارع المشاط.. عبرت تلك الفجوة بين الجدارين لتصير في الشارع العمومي.. ثم سقطت أرضا..
ولكن..
قلت لك ألا تذكرني بهذه القصة.. انسَها وانسَ أنني ذكرت شيئا منها..
***



وجدت طبقا صغيرا بحجم طبق فنجان القهوة (رسوم: فواز)

كما قلت لك، لم أستطع الوصول إلى شيء مع الفتاة لمياء، لكي أعرف أي شيء فلا بد أن أنفرد بها؛ بالطبع لن أستطيع معرفة أي شيء في وجود الغراب المسن أمها، لكنني على كل حال مسرور لأن الموت لم يحدث في بيتهم في المرة السابقة، احتمال فقدها كان 50% وهو احتمال مقلق لو كنت تفهم ما أعنيه..




واصلت الحياة بعيدا عن شارع المشاط.. تصور هذا! هناك مشاجرات في السلخانة، وهناك سرقات سيارات، وهناك سطو مسلح، وهناك من يجدونهم قتلى في بيوتهم، تصور هذا! هناك عالم كامل عملاق خارج شارع المشاط، وهذا العالم قادر على جذبي داخله..

كنت غارقا في هذه التفاصيل، دعك من أنني أحب عزة زميلتي فعلا، أعتقد أنني سأخطبها عما قريب، لكن لنبقِ هذا سرا، المشكلة هي أن لمياء تظهر كالشبح بيننا كلما دنوت منها..
دق جرس الهاتف فرفعت السماعة..
الصوت الذي عرفته جيدا من مجرد الشهيق، من مجرد التنفس، يقول لي:
- هناك هدية لك في صندوق القـ...

لم أنتظر للفهم.. طبعا لم يكن الهاتف مراقبا؛ هذا الوغد يتصل بشكل غير منتظم وعلى فترات متباعدة جدا، وهكذا هرعت أركض في الشارع لأبحث في صندوق القمامة عن هديتي..
مزقت اللفافة بسرعة وفتشت فيها..

هذه المرة وجدت طبقا صغيرا بحجم طبق فنجان القهوة، طبقا من فضة..
حملت اللفافة مسرعا عائدا إلى المكتب، وطلبت عزت، ثم تذكرت..
الفضة.. خمسة وعشرون! يا للمصيبة! اليوبيل الفضي، خمسة وعشرون عاما..
عندما جاء صوته صحت في جنون:
- عزت.. سوف يقتلون لمياء! عمرها هو.. تصرف من فضلك!

كان قلبي يتواثب حتى صرت واهنا جدا.. لو جريت لفقدت وعيي وسقطت أرضا.. لا بد من أحد يفعل لي هذا..
قال عزت مهدئا:
- صبرا.. لا بد أن الشارع يعج بمن هم في نفس السن، لا يوجد دليل..
- هناك دليل، أنا منحوس! بالتأكيد ستموت هي..

قال كأنه يكلم طفلا:
- صبرا.. الحقيقة هي أن لديّ ستة رجال يحومون في هذا الشارع أو حوله.. سوف أرسل رجلين يراقبانها الآن.. لن يحدث لها شيء.

قلت وأنا أرتجف:
- على الأرجح سيكون كل شيء قد انتهى، انتهى كما في كل مرة..
انفجر في غيظ:
- يمكن أن أنقذها لو كففت أنت عن تضييع وقتي والبكاء كالمطلقات في محكمة الأسرة.

هكذا وضعت السماعة وأسرعت أضع سترتي وأدير محرك سيارتي قاصدا شارع المشاط اللعين.. لقد تلفت أعصابي فعلا؛ سوف أتحاشى الرد على أي مكالمات في المرة القادمة..
ترى كيف ماتت؟ مشنوقة أم مذبوحة أم سقط شيء ثقيل على رأسها؟ سنعرف حالا..

عندما وصلت عند المنزل رقم 50 أدركت أن هناك مصيبة فعلا..
كان عزت يقف مهموما أمام البيت ذي الأرانب.. وهناك رجلا شرطة يتكلمان وقد بدت الخطورة على وجهيهما، وفي الخلفية رأيت ما توقعته: السيدة العجوز.. الأم.. حية.. تبا!
من الواضح أنها قلقة ولا تفهم ما يحدث..

دنوت من عزت ولامست ذراعه.. نظر إليّ في جدية ثم قال:
- الفتاة ليست هنا.. غادرت الدار منذ ساعة مع صديقة لها.. الرجال يبحثون..
ابتلعت ريقي..
لن تكون جولة هادئة إذن.. لا بد أن القاتل سينهي مهمته الآن مع مجيء رجال الشرطة.
هنا سمعت ضوضاء ورأيت ما أثار ذهولي..
يُتبع..

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 16-03-13, 08:50 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي رد: د. أحمد خالد توفيق يكتب.. في شارع المشاط (5)

 
دعوه لزيارة موضوعي

د. أحمد خالد توفيق يكتب.. في شارع المشاط (الأخيرة)





كان رجلا شرطة يحملان ما بدا لي كجثة فتاة (رسوم: فواز)




المؤلف: والآن حان الوقت كي نتفرق.. لن نبقى جميعا في مكان واحد. قد أقدم لك نهاية لا تروق لك، لذا أنصحك من اللحظة الأولى أن تختار النهاية التي تناسبك، وتريح نفسك من قراءة نهايات أخرى..

هذا ليس اختراعا خاصا بي.. معظم قصص إيلري كوين البوليسية كانت تضم أكثر من نهاية. لو كنت قد قرأت جوهرة النجوم السبعة -التي ترجمتها أنا منذ فترة- لرأيت أن برام ستوكر اختار لها نهاية كئيبة مخيفة، وبعد وفاته قام مؤلف آخر بكتابة نهاية باسمة، وأنت تختار النهاية الأنسب حسب مزاجك السوداوي.

هناك قراء يحبون طراز قصص الفنديتا والمنتقم العائد.. أقترح أن يطالعوا النهاية "أ".. ساعة الانتقام..

هناك قراء مولعون بالرعب والجو الشيطاني لذا أنصحهم بالنهاية "ب".. اليوبيل..

هناك قراء يحبون النهايات المفتوحة المستفزة التي لا تقول شيئا وتترك لخيالك الكثير.. أنا شخصيا من هذه الطائفة، لذا أقترح النهاية "ج".. اللعبة.

هناك قراء لا يحبون أي شيء أكتبه.. حسن.. لا أملك لهم سوى الاعتذار..

*******************
النهاية "أ" ساعة الانتقام

عندما رأيت الموكب قادما من بعيد أدركت من يحيطون به..
كان رجلا شرطة يحملان ما بدا لي كجثة فتاة.. صرخت الأم في هلع وارتمت على ركبتها، لأن ساقيها لم تعودا قادرتين على حملها..

عندما دنوت أكثر رأيت الوجه الجميل نائما نومته الأخيرة.. وأدركت أن الرأس تهشم تماما..
كانت دموعي تسيل بلا توقف.. هذه المرة فقدت وقاري وانحنيت أطوقها بذراعي، وسمعت عزت يكرر السؤال:
- أين صديقتها؟
- كانت وحدها..

صاح في الأم بجنون:
- ما اسم صديقتها؟ أين تسكن؟
لم ترد المرأة.. كانت قد تحولت إلى نوع من النباتات العاجزة عن الكلام واتخاذ قرار..

لقد وجد رجال الشرطة الفتاة عند تلك الفتحة التي تقود للشارع الخارجي. يبدو أنها كانت تحاول العبور عند المنحدر وبائع الفول إياه.. هناك كان القاتل ينتظرها ووجه لها ضربة عاتية على رأسها.. خمسة وعشرون عاما انتهت في لحظة..

لقد فشلنا.. فشلنا مرارا.. القاتل أقوى مننا بمراحل..

-15-
كان هذا منتصف الليل وأنا في بيتي.. أحملق صامتا في نار الموقد الذي وضعت عليه بعض الشاي.. لقد جف الشاي تماما لكني صرت عاجزا عن اتخاذ قرار.. لا أستطيع أن أطفئ النار..

دق جرس الباب فاتجهت لأفتحه متسائلا عمن يكون هناك..
كان عزت يقف هناك.. بدا لي مهموما ومعه كل الحق في ذلك..
سمحت له بالدخول، ثم بحركات آلية أعدت ملء البراد لأعد له الشاي من جديد..

وقف على باب المطبخ يراقب ما أقوم به، ثم قال في حرج:
- أنت كنت تميل لها.. أليس كذلك؟
هززت رأسي موافقا أن بلى.. بعد صمت اتجه إلى شطيرة محشوة بالجبن الرومي على الموقد، وتناولها وقضم منها قضمة كبيرة.. سألته إن كان يريد أن يأكل فقال:
- لا.. لم أظفر بشيء من الطعام منذ الصباح.. قضيت معظم اليوم مع أم لمياء هذه.

نظرت له في حيرة، فقال:
- عرفت منها أشياء كثيرة.. عرفت أن أهل الشارع يعتقدون أن لعنة حلت بهم، بسبب سوء معاملتهم لفتاة حملت سفاحا.. كانوا يكرهونها ويشعرون أنها ساحرة شريرة.. ثم اكتشفوا حملها فعاقبوها بشكل جماعي قاس.. ضربوها بقسوة وألقوا بها خارج الشارع.. أنت تعرف كيف تكون هاته النسوة ساديات قاسيات.. كان اسم الفتاة أحلام. هنا تذكرت شيئا.. تذكرت قصة حكيت لي عنها عن فتاة أنقذتها وأخذتها إلى المستشفى لكنها ماتت في يوم عيد ميلادها.. كان اسمها أحلام.. أنت وجدتها قريبا من الشارع، لكننا لم نعرف أي شيء عن كونها من شارع المشاط..

نظرت له في تحد وتساءلت:
- ماذا تريد قوله؟
- أعتقد أنك ارتبطت بهذه الفتاة أحلام جدا.. ولم تتحمل فكرة موتها بين ذراعيك. عندما ماتت.. حسن.. لم يحدث شيء.. لكن هل تعرف أننا كنا نراقب هاتف الجريدة منذ فترة؟ لم يتصل بك أي شخص اليوم ولا أمس.. أعتقد أن أحدا لم يتصل بك قط!

ثم ابتسم في شيء من الشفقة وقال:
- هناك فتاة اتصلت بنا وقالت إن رجلا دفع لها مالا كي تذهب لبيت لمياء وتصحبها معها إلى نقطة عند نهاية الشارع.. رحلت بعدها فلم تعرف ما حدث، لكن الرجل الذي وصفته يشبهك كثيرا.
بدأت أتراجع.. بالفعل أنا لا أفهم عن أي شيء يتحدث.. الشاي يواصل الغليان على الموقد..
- هناك شيء آخر.. في كل زيارة للشارع كنت تتعرف بالناس.. هذا معقول.. لكنك مهتم جدا بمعرفة سنهم.. هل تعرف سببا لهذا؟

ثم أردف وهو يواصل المضغ، حتى شعرت بدهشة بسبب الحزن المرتسم على وجهه مع أنه مستمر في الأكل..
- هناك اثنان من رجالي رأياك في الشارع صباح الجريمة.. لم يبد لهما هذا ذا أهمية.. أنت تتردد على لمياء منذ فترة.. لكنك لم تقل قط إنك قابلتها يوم الحادث
- لم ألقها..

- هذا أثار عدة أسئلة.. طلبت رأي طبيب نفساني.. هل تعلم ما قاله لي؟ قال إن هناك احتمالا أنك عشت طفولة قاسية وكنت طفلا منبوذا.. مشهد موت الفتاة البريئة قد هز توازنك النفسي ، وقد تمرد جزء من عقلك الباطن ليجعل منك قاتلا.. قاتلا ينتقم من سكان ذلك الشارع.. هكذا كان القاتل يرسل لك تلميحا صعبا من وقت لآخر. طبعا كنت تتخيل أن هناك اتصالا تم بك.. يضع لك الهدية في الصندوق لتخمن وتحاول أن تمنع.. الفارق هنا هو أنك كنت تقتل أولا ثم تهرع لتبعث بالإنذار لنفسك.. وكان الجزء الثاني منك يجري من الجريدة مذعورا ويحذرنا وهو في هذا صادق..

كنت أرتجف بلا توقف.. هذا هراء.. كلام فارغ بالتأكيد..
لكن.. في الوقت نفسه ثمة جزء من ذاتي يعرف أن هذا حقيقي.. حقيقي تماما..
قال عزت في أسى:
- أرجو أن ترتدي ثيابك وتأتي معي.. أنا آسف.. لو كنت بريئا سيكون علي أن أثبت هذا
لم يكمل العبارة.. كنت قد تناولت براد الشاي وقذفته في وجهه.. سمعت الصرخة الشنيعة وهو يغطي ملامحه ويتلوى ألما.. فتحت باب الشقة واندفعت جريا قبل أن أبدل ثيابي..
أحلام.. لمياء.. شارع المشاط.. الانتقام.. من أنا؟

أريد أن أنفرد بنفسي لأحاول الفهم.. ولكي أستطيع الفهم يجب أن أفر إلى مكان بعيد. لا يجب أن أسمح لهم بالقبض عليّ الآن.. ربما فيما بعد..
سامحني يا عزت.. أنت تعرف أنني لست على ما يرام..
يجب أن أعود لشارع المشاط بحثا عن إجابات. يجب..

تمت
*********************
النهاية "ب" اليوبيل

رأيتهم قادمين..
وعرفت على الفور أن رجلي الشرطة يجران فتاة يلوون ذراعها خلف ظهرها وهي تبكي.. لمياء بالذات.. ومن خلفهما كانت فتاة أخرى منكوشة الشعر تتحسس حلقها وتتهانف. صحت في عصبية محاولا منعهما:
- صبرا.. سوف تهشمان ذراعها!

أمرهما عزت بأن يخففا الوثاق، وهرعت الأم تصرخ وتولول فأمرها في خشونة أن تصمت.. استدار لرجليه فقال أولهما:
- كانت هناك عند نهاية الشارع بين الجدارين، وكانت تلف الإيشارب حول عنق صديقتها الأخرى.. أعتقد أننا جئنا في الوقت المناسب!

هل هذا صحيح؟ نظرة واحدة لوجه لمياء كانت كافية لتخبرك أن هذا صحيح..
ولكن كيف؟ لمياء استدرجت صديقتها لتخنقها.
لمياء هي القاتل..

كنت أنا في حالة مزرية من الحيرة والدهشة. ولا أعرف كيف ولا متى وجدت أنني أنقض على لمياء لأضربها.. كنت غاضبا وشعرت بالإهانة لأنني مخدوع. لكن رجال الشرطة أمسكوا بي فورا، ورأيت عزت يغطي وجهه في إرهاق بكفه، ثم يقول لي وهو يلهث:
- أرى أن ترحل الآن.. أنت بالذات سوف تسبب مشاكل لو بقيت هنا..

ومن جديد لا أعرف كيف وجدت نفسي في سيارة شرطة تنهب الأرض لتعيدني لبيتي.. كانت في رأسي بؤرة مجانين.. لمياء هي القاتل؟ كيف ولماذا؟ هل استطاعت هذه الرقيقة أن تقتل هذا العدد ومنهم رجال أقوياء وأطفال؟ وما دوري أنا؟

ارتميت في الفراش في شقتي بثيابي وحاولت النوم..
-15-

اتصل بي عزت وطلب أن ألحق به في مكتبه بمديرية الأمن حالا..
لم أفهم ما يريد، لكنه طلب معتاد على كل حال.. صحفي الحوادث يذهب لمديرية الأمن أكثر مما يذهب لبيته..

بعد ساعة كنت هناك، ودخلت مكتبه.. لأجد أن هناك اثنين معه، وكانت العجوز أم لمياء جالسة ترتجف.. وأمام العجوز كانت فتاة نحيلة ضامرة لها وجه سقيم كئيب لم أرها من قبل.. والكل كان يبكي كأنه مهرجان للعويل..

قال عزت في لهجة انتصار:
- السيدة أم لمياء قد تكلمت.. خوفها على ابنتها جعلها تحطم جدارا سميكا..
نظرت للسيدة في عدم فهم فأضاف عزت وهو يشير للفتاة السقيمة:
- سامية.. من سكان شارع المشاط.. كانت لها أخت ربما سبق لك أن عرفتها.. اسمها أحلام.
سقط الاسم عليّ كالصاعقة فانتفضت.. لو كان هذا فيلم سينما لسمعت صوت ضربة الوتريات الشهيرة.. ما معنى هذا؟ ما دور أحلام هنا؟

قال عزت:
- سامية رأت أختها تموت وأرادت أن تنتقم من الشارع كله.. كانت تعرف عنوانك وعملك وتعرف أنك حاولت إنقاذ أختها؛ لذا بدأت ترسل لك هذه الرموز لعلها تساعدك في الفهم.. كانت تتحدث بالرمز لأنها خافت أن تكون صريحة جدا..

قلت معترضا:
- لكن صوت المكالمــ...
- لا مشكلة في أن تجعل رجلا يتكلم بدلا منها طلبا للتمويه.. طبعا نفس الرجل في كل مرة
ثم أشار إلى العجوز التي راحت تحملق فينا بعينين لا تريان تقريبا وقال:
- ما تحكيه أم لمياء يعود لزمن بعيد.. كل سكان شارع المشاط يعرفون أن التضحية الكبرى قادمة، والسبب هو أنهم يمتون لعقيدة قديمة.. ليس هذا دينا سماويا نعرفه.. إنهم يعتبرون أنفسهم خطاة.. منذ قرن ينتظرون هذه الأيام. وعندما يلتقي الحكماء في بيت أحدهم ليلا ينفخون في البوق المصنوع من قرن الخروف.. معنى قرن الخروف بالعبرية هو اليوبيل.. كان العبرانيون يمارسون هذا في أسبوع الأسابيع كما يقولون. واليوبيل هو الاحتفال.. وهكذا يختارون الضحية القادمة ويختارون قاتلها.. طبعا لديهم قائمة بسن كل سكان الشارع.

نظرت للعجوز في ذهول.. لا أفهم. القاتل هو..
قال عزت:
- القاتل هو كل أهل الشارع.. كل جريمة قتل كان لها قاتل مختلف من سكان الشارع.. يقتل صاحب الرقم المختار.. معظم سكان الشارع لا يعرفون السر إلا وقت التنفيذ، وعندها يجد القاتل نفسه تحت تأثير المخدرات.. مع تهديد بنبذه وانتحاره اجتماعيا.. هكذا بعد أيام من الضغط يفعلها.. لمياء لم تكن تعرف أساطير الكبار ثم عرفتها.. وقضت أياما تجاهد نفسها إلى أن اقتنعت ونفذت..

ثم أشار إلى سامية وقال:
- واحدة فقط حاولت خرق صمت الشارع.. السبب أنها لم تغفر لهم قتل أختها.. القتل الذي لم يتلق أي واحد عقابا عليه.
كانت الفكرة أقوى مني..
إذن سكان الشارع كانوا ينتظرون مصيرهم كالخراف.. كانوا يعرفون أن الذبح قادم لهم. ولماذا؟ من أجل عقيدة لا نعرف عنها أي شيء..

لمياء كانت مرغمة على أن تقتل.. تقتل فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها.. صديقتها ومن أترابها..
قال عزت وهو يشير للمخبر كي يأخذ العجوز:
- سوف يستغرق الأمر الكثير من العمل.. تحقيقات لا حصر لها.. لكننا سوف نصل للنتيجة. أعتقد أن مشكلة شارع المشاط قد انتهت.

نظرت لسامية طويلا.. بالفعل أرى ملامح أحلام.. أحلام البائسة التي حولوها لجسد دام باك على قارعة الطريق.. القساة..
قالت سامية بصوت مبحوح:
- أنا اعتبرتك أخا لي.. برغم أنك لا تعرفني..
لم أرد وغادرت المكان مهموما..

-16-
جاءت المكالمة الهاتفية وأنا في الجريدة.. رفعت السماعة فسمعت ذلك الصوت المميز يقول:
- هديتك في سلة المهملات!
هل جن الجميع؟ لقد انتهت القصة.. سامية كانت ترسل الطرود.. صحيح أنهم لم يقبضوا عليها لكن لا أعتقد أنها ستعود لتمارس عملها بهذه السرعة..

نزلت إلى الصندوق وبحثت.. أخرجت العلبة وفتحتها.. كانت تحوي قطعة من شعبة مرجانية جافة.. نحن نتكلم عن المرجان إذن.. هل أبلغ عزت؟
عدت لمكتبي وجلست أرمق القطعة. مرت عزة جواري فقالت ضاحكة:
- كل عام وأنت بخير.. سوف يصير عمرك ستة وثلاثين عاما بعد أسبوع! أردت أن أستبق الأحداث وأهنئك!

ابتسمت في عصبية..
مرجان.. خمسة وثلاثون.. هل هي صدفة؟ أنا اعتبرتك أخا لي برغم أنك لا تعرفني.. هكذا قالت سامية.. هل يعني هذا شيئا؟ هل يعني أنهم يعتبرونني من سكان شارع المشاط ويسري عليّ ذات العهد؟
هذا احتمال خطر لو أردت رأيي..

سأظل قلقا لفترة إلى أن أتخلص من عقدة الخمسة والثلاثين عاما هذه..
أين ذهب الجميع؟ المكتب خال.. هذا ليس معتادا في هذه الساعة. بيني وبينك أنا أشعر بقلق بالغ.. يجب أن أرحل بسرعة..
خمسة وثلاثون.. مرجان..
شيء مقلق فعلا..
تمت
******************

النهاية "ج" اللعبة

كانت لمياء قادمة مع رجلي الشرطة..
ممتقعة الوجه منكوشة الشعر لكنها حية وسليمة..
لما رأتني هتفت في دهشة:
- ماذا هناك؟ لماذا يلاحقونني؟

برغمي ركضت نحوها وأمسكت بيدها.. قلت لها:
- كنت خائفا.. حسبت أنك الضحية القادمة.
لم ترد ونظرت لي طويلا.. كانت ترتجف كورقة.. ترتجف أكثر مما يمكن أن يفسره الذعر من شرطيين. هل حدقتاها متسعتان أم أنني أتخيل؟ أطرقت إلى الأرض ورحت أنظر لقدميها. القدمين الصغيرتين كقدمي يمامة.. عندما تكون قدما الفتاة رقيقتين كهذه فإنها تقابل عددا هائلا من الرجال الخجولين المطرقين لسبب لا أعرفه! غير أنني لم أكن أنظر إلى القدمين.. كنت انظر إلى الحذاء الأسود، وأقسم أنني أرى عليه قطرات دم..
ابتلعت ريقي.. وحاولت أن أنسى..

بعد ساعة بالضبط جاء رجلا شرطة يخبراننا أن البيت رقم 23 فيه مشكلة خطيرة.. هناك فتاة شابة مذبوحة.. الفتاة في الخامسة والعشرين من عمرها، ويبدو أن الذبح تم من الخلف.. هناك من وقف خلفها ثم مرر النصل تحت ذقنها..

لا.. لا يوجد سلاح جريمة.. القاتل تخلص منه أو أخذه معه..
ابتلعت ريقي من جديد مع خواطري.. لن أندهش لو عرفت أن القتيلة صديقة لمياء. لم نعرف اسمها بعد لكن لمياء سوف تكتشف الاسم وتصرخ..
-15-
كنا نمشي على كورنيش النيل، ونحن نعرق كوزي الذرة الساخنين..
لمياء الجميلة التي تغلغلت في حياتي.. لا أريد شيئا سوى أن أهجر العالم وأعيش معها في شارع المشاط للأبد.. حكيت لها عن حياتي وعن وحدتي. حكت لي عن.. لا شيء.. هي لا تعرف شيئا في العالم سوى أمها وقطتها والأرانب..

قلت لها إنني أريد الزواج منها.. أريد الحياة في شارع المشاط.. أريد أن أربي الأرانب معها ونجلس في العصر نراقب الشارع الهادئ..
قالت متحاشية النظر لي:
- للشارع سر.. سر مخيف.. صدقني لن تحب الحياة فيه.

سألتها:
- هذا يتعلق بجرائم القتل تلك؟
قالت وهي تقذف بقايا كوز الذرة:
- نعم.. لكن ليس الأمر كما تتخيل.. هناك قصة أعقد..

نظرت في عينها بثبات وسألت:
- أنت قتلت تلك الفتاة.. في اليوم الذي جئت لك ملهوفا..
لم تتكلم.. كأن كلماتي صفعتها. لكن كلماتي كانت صادقة.. أعرف هذا.. هي لم تذبح أرنبا قبل أن تأتي لتقابلني يومها لكن حذاءها كان ملوثا بالدم.. لماذا كانت مذعورة؟

قالت بصوت كالفحيح:
- أنت تعرف أشياء كثيرة.. أنا أريد شيئا واحدا.. أن تلحق بي في الشارع الليلة.. هناك أشياء لابد أن تراها..
وعدتها بذلك وحددنا مكان اللقاء..
وعند منتصف الليل كانت واقفة في الظلام على بعد أمتار من بيتها..
لما رأتني رفعت إصبعها لتسكتني ثم مضت مسرعة وأنا ألحق بها..

رأيتها تدخل مدخلا مظلما بين بيتين. ثم أننا وجدنا سور شرفة صغيرا يطل على خرابة خلفية فوثبت لتكون بالداخل.. لحقت بها وقلبي يتواثب.. لا أعتقد أنها ستقتلني لكن لو فعلت فلن ألومها.. وقفت جوار باب شرفة موارب.. خلف الباب هناك غرفة واسعة مظلمة تنيرها بضعة شموع.. دنوت منها وحبست أنفاسي..

أستطيع أن أرى داخل الغرفة خمسة أو ستة أشخاص ملتفين حول مائدة..
أسمع كلاما غريبا يقال.. ثم سمعت صوت رجل يقول:
- نفخنا في اليوبيل قرن الخروف.. والآن فلتمد أختنا يدها في الجوال وتلتقط الوحي القادم.

ثم سمعت جلبة خافتة.. بعدها جاء الصوت يقول:
- العاج.. لقد تكلم بعل.. سوف يكون العاج اختيارنا..
رفعت لمياء يدها من جديد تشير لي أننا سنعود.. ثم وثبت من جديد في خفة لتخرج من الشرفة، ولحقت بها في الظلام.. كانت تركض لاهثة متجهة نحو بيتها وأنا أركض خلفها..

وقفت تلتقط أنفاسها المتقطعة ووضعت رأسها على كتفي وهمست:
- هل فهمت؟ هل فهمت؟
- هذه طقوس ما...
- هذه طقوس اختيار الضحية القادمة طبقا لاختيار اليوبيل.. العاج.. سوف يبحثون عن ضحية في الرابعة عشرة من عمرها بين سكان الشارع.. هذا نوع من القربان يتم بصورة دورية. لديهم تاريخ ميلاد كل سكان الشارع. القاتل سيكون من أبناء الشارع.. لا نعرفه لأنهم سيكلفونه بالمهمة قبلها بيومين.. أنا مثلا لم أكن أعرف أنني سأقتل ولم أكن أعرف موضوع اليوبيل هذا، ثم خضعت لضغط نفسي وعلاج بالعقاقير حتى صرت جاهزة..

- لكن لماذا؟
- لأن معظم سكان الشارع من عبدة بعل. وهذا قربان قديم..
- هذا مخيف.. معناه أن دورك آت يوما ما.. لا بد أن هناك أكثر من قطعة فضة عندهم..
- هذا وارد.. الآن تفهم.. لو جئت لتعيش معنا في الشارع فعليك أن تقبل المرور باللعبة.. كم عمرك؟
- خمسة وثلاثون.
- المرجان. المرجان سوف يحدد مصيرك يوما ما..

سألتها في حيرة:
- ولماذا تصلني هذه الطرود؟ ولماذا ينذرونني أنا بالذات؟
- أنت مددت يد العون قديما لفتاة من الشارع اسمها أحلام.. أعتقد أن واحدا من أقارب أحلام أو أخوتها يحاول أن يوقف الجرائم ويرسل لك تلميحات كي توقف هذه الجرائم..
كانت عيناها واسعتين خائفتين..

تذكرت شوارع القاهرة الكئيبة.. تذكرت الزحام والدخان.. تذكرت الجريدة.. تذكرت حياتي..
الحقيقة أنني أنتمي لشارع المشاط.. أنا من سكانه..
ربما أتلقى طردا فيه قطعة من المرجان وربما لا.. هذه مقامرة لا تستحق أن أفقد لمياء خوفا من خسرانها.. وبعد قليل سوف أفلت من قبضة المرجان.. سوف أتقدم في العمر وأدخل دائرة الياقوت..
ربما لا يصلني الطرد أبدا..

ثم ما أروع هذه الإثارة! لعبة خطرة تشبه الروليت الروسي.. لن يكون هناك ملل في الحياة بعد هذا.. تصور أنك مهدد بالقتل في كل دورة جديدة.. وعندما تموت الضحية التالية تتذوق أنت الحياة كما لم تتذوقها من قبل.. حياتي قبل شارع المشاط كانت هباء فعلا..
سوف أبقى..
ولثمت أنامل لمياء الرقيقة وهمست:
- هل أمك متيقظة في هذه الساعة المتأخرة؟
تمت

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 21-05-13, 12:33 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 238526
المشاركات: 56
الجنس ذكر
معدل التقييم: احمد خميس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
احمد خميس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي رد: د. أحمد خالد توفيق يكتب.. في شارع المشاط - كاملة

 

متميزه كالعاده

 
 

 

عرض البوم صور احمد خميس   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احمد خالد توفيق, شارع المشاط
facebook




جديد مواضيع قسم روايات أونلاين و مقالات الكتاب
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:06 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية