كاتب الموضوع :
حبر الايام
المنتدى :
الارشيف
رد: وادي الملوك
السلام و عليكم و رحمة الله و بركاته
اولاً اريد ان اشكر كل شخص رد في هذه الرواية،فخامة قلمكم هي التي شجعتني على
المواصلة بالكتابة و بحمدالله انهيت الفصل الثاني من الرواية
الجزء الثاني
الكتاب القديم الانيق أمسك بالكتاب القديم و قلبه يخفق بشده جلس على مكتبه ، فتح الكتاب كاد قلبه يخرج من ضلوعه من شدة التوتر و الترقب ،كان مدون على الصفحة الأولى مقدمة الكاتب و كتب فيها" عزيزي يا من تقرأ هذا الكتاب ، اعلم انك وقعت على كنز ثمين، إذا كنت تهوى المغامرة فهذا يوم سعدك ، أو إذا كنت قارئ نهم فهذا الكتاب العظيم وسام شرف يضاف لمكتبتك، يا سيدي توخى الحذر و لا تدع هذا الكتاب يقع في يد الأوغاد ، هذا الكتاب يحوي الكثير من الأسرار ،اسرار حملها على عاتقه العبد الفقير إلى الله أنا ، من أكون فهذا سر لأني لو بحت باسمي سوف اقتل ، لا تخف و لا تذعر لن يضروك إذا بقيت صامتاً، لذلك انتبه و لا تخبر أحداً بهذا الكتاب ، حتى لأقرب الناس إليك لأنك قد تعرض حياتهم للخطر ،واعلم أنه ليس هناك صاحب لهذا الكتاب، مما يعني انك لو فقدته و أخذه احد منك هذا يعني انه لم يعد لك إنما هو له،لذلك اعتبر هذا الكتاب ابنك، ولا تفقده ، ولا تدع هذا الكتاب يقع في يد الأشرار ، لأنك بهذه الطريقة سوف تجعلهم يفسدون بالأرض، ، إن الجميع يريد هذا الكتاب ليس فقط البشر ، حتى الجان يبحثون عنه و الحيوانات ربما ، اعلم يا سيدي ان هذا الكتاب يحوي على اسرار كثيرة و خطيرة عن كنز ثمين و مملكة أطيح بها منذ زمن بعيد، وأختم هذه المقدمة ، استمتع بالكتاب." ،جحضت عينا راشد من الصدمة ، لماذا هو ؟؟هل هو ذلك الكهل في المكتبه، هل هو كاتب هذا الكتاب؟؟ . شعر فجأءة كأن كل شئ ضده لم يستطع ان يكمل ، لا يريد ان يعرف المزيد ، يكفيه هذا الكم من الفزع و الرهبة، نظر حوله شعر كان هناك أعين غريبة تجرج من جدار الغرفة تراقبه ،وضع يديه على قلبه ليخفف من خفقان قلبه، من يظن نفسه هذا الكتاب ليتحكم بحياته بهذه الطريقة و يقرر له ما يريد، هذا ما شعر به ، يبدو ان هذا الكاتب إنسان مخرف هذا ما كان يقوله راشد في قلبه، كان يعرف تماماً انه ليس مخرف و لكن كان يريد ان يواسي نفسه ، أعاد الكتاب لمكانه كان يتمنى ان يتخلص منه ، ان يقطعه ، أو حتى يحرقه، و لكن كان هناك ذلك الشعور القوي بداخله الذي لم يسمح له بإتلاف كتاب ثمين مثله. ومر يومان على هذه الحادثة،و إذا به اتصال لراشد من تراه يكون "مرحباً"، "مرحباً سيد راشد ، أنا موظفة المكتبة اتتذكرني لقد جأت للمكتبه منذ أيام و بلغت عن كتاب مفقود" قالت الموظفة بسرعه، "اجل أتذكر ذلك" رد بجفاء و ارتباك ،"اجل أرجوك تعال للمكتبه الآن و احضر الكتاب معك فلقد وجدنا صاحب الكتاب"، استغرب راشد الأمر ، هل هناك صاحب لهذا الكتاب و لكني أنا صاحب الكتاب،"حسناً أنا قادم في الحال" رد بنبرة مشككة ، كان يريد ان يفك غموض هذا الكتاب ، كان يريد ان يقابل ذلك الشخص الذي ادعى انه صاحب الكتاب ، يبدو ان الجانب المتهور من راشد بدأ يتغلب على الجانب الآخر الجبان المتردد، أخذ راشد الكتاب ووضعه في كيس و وضع معه كتب أخرى كان يريد إعادتها للمكتبه، و ارتدى ثوباً نظيف و لبس قبعته و نظارته الشمسية على عجل و خرج مسرعاً من المنزل، كان يتمنى راشد ان يلتقي بالكهل بالمكتبة ليعيد له كتابه أو كما يعتقد بان الكتاب يعود للكهل ربما، كان يقود سيارته و سارح تماماً،لا يعرف كيف وصل للمكتبه بهذه السرعة ، دخل للمكتبه حتى وصل للاستقبال هناك وجد الموظفة "عذراً سيدتي لقد جئت و معي الكتاب اين هو صاحب الكتاب " ،قالها بجدية و شدد على كلمة صاحب ، ""أوه هناك ذلك الرجل الذي يرتدي النظارات" أشارت الموظفة إلى رجل بشعر اسود طويل حتى كتفيه ،يرتدي نظارة طبية مستديرة ، اقترب راشد من الرجل"عذراً سيدي " رفع الرجل رأسه بابتسامته،لم تكن ابتسامه عاديه كانت ابتسامه ماكره كابتسامة الثعالب،كان رجل في الاربعينيات كما يبدو بشعر بني كان على قدر من الوسامه ، كانت تفوح منه رائحة كريهه أو هذا ما شعر به راشد كانت رائحته تشبه الموت، "لابد انك السيد راشد أنا ادعى فيصل ال...... " و مد يده لمصافحة راشد "تشرفنا "قالها بتردد و مد يده لمصافحة فيصل، يا إلهي ان يده باردة باردة كالجليد ، كيف لم يلاحظ راشد ذلك ليست فقط رائحته التي تشبه الموت إنما حتى بشرته الشاحبة و البقع السوداء اسفل عينيه كل شئ كان يعبر عن الموت ،"أنا آسف يا سيد راشد فلقد نسيت كتابي على احد الارفف و يبدو انك أخذته عن طريق الخطأ" نظر له راشد بشك و لم يقتنع بكلامه ، خبأ راشد الكيس خلف ظهره "" عذراً سيد فيصل سامحني و لكن الكتاب لم يعد بحوزتي " قالها بابتسامة متعذرة مبالغ فيها "ماذا تقصد؟" رد فيصل بشئ من الغضب و الانفعال " اقصد أني عندما لم اعرف من هو صاحب الكتاب قررت ان أعيده لاحد الارفف على أمل ان يأتي صاحبه ليأخذه"قال ذلك بسرعه، نظر له فيصل لفتره طويلة كانت نظره تفحصيه ، و أجاب بهمس لراشد بعدما لمعت عيناه مكراً "همم حسناً يبدو انك يا سيد راشد لن تذوق طعم النوم من الآن فصاعداً" ابتسم بخبث و ربت على كتف راشد بهدوء و رحل،و ترك راشد في حيرته و عيناه قد توسعتا نتيجة الصدمة ، للحظه خفق قلبه بسرعه لا يعرف كيف تجرأ و تحدث معه، عاد للمنزل و هو لا يزال يشعر بالخوف القلق و الهلع ، نظر حوله شعر و كأن الجدران قد تحولت لوحوش مفترسة تريد اكله، جلس على اقرب كنبه بيأس شديد، جلس كالتمثال يائس منصدم و متحجر،"راشد ماذا جرى لك يا بني " نظرت له والدته بعينين قلقتين ، "أنا بخير يا أمي فقط إرهاق بسيط" قالها بتعب شديد و كانه اصبح بالخمسين من عمره فجاءه، "لا ترهق نفسك يا بني كثيراً انت تسهر في الليل و تنام ابداً" قالتها بعتاب قلق،"لا تقلقي يا أمي العزيزة " قبلها على رأسها كان يريد ان يخفف من قلقها، و لا يريدها ان تشك بشئ فهو لا يريد اقحام اسرته في هذا كله، فُتح الباب بقوة و كأن إعصار قد حط في المكان و كانت هذه أخت راشد مريم ،"أخخخخ ان الجو حار جداً " قالتها بتذمر و هي تخلع حجابها ، نظر لها راشد بتعب كان يريد ان ينتقد طريقة دخلتها الهوجاء، و لكنها آخرسته في لحظه"راشد أيها الأحمق الم يكن من المفروض ان تصطحبني من الجامعة " نظرت له بغضب شديد، كانت مريم ذات شعر مجعد غجري ناعم بلون اسود فاحم و عينان لوزيتان بلون العسل ، و بشره بيضاء كالحليب و خدين موردين ،ممتلئة قليلاً متوسطة الطول، فهي تشبه راشد كثيراً ، أما راشد كان يتمتع بطول جيد كان نحيلاً بعض الشئ ببشره تميل للحنطية و عينان عسليتان و شعر اجعد قليلاً بلون اسود، كان راشد يتمتع بوسامة لا بأس بها ، و لكن مريم كانت تتمتع بجمال كبير ، نظر لها راشد و فجأءه و كأنه تذكر شيئاً فعلاً لقد نسي تماماً كان يجب ان يذهب للجامعة و يحضر محاضرته و يصطحب أخته فيما بعد ، يبدو انه نسي كل شئ بسبب هذا الكتاب الأحمق ، "أنا آسف" قالها بشئ من البرود ، "اهههههههه هذا الغبي يريد قتلي هل تعرف ماذا حدث لي لقد انتظرتك اسفل هذه الشمس الحارقة انت أكثر الناس بلادتاً في هذا العالم" قالتها و تصرخ بغضب شديد ، مريم بيطبيعتها ،لسانها طويل تعشق المغامرة ، و دائماً ما توقع نفسها بالمشاكل على عكس راشد البارد ، فهي تمثل النار و هو الجليد فهما نقيضين ،فهي متمردة تماماً عكس راشد المسالم الذي لن يؤذي ذبابه حتى ، نظر لها نظرة برود و استدار لانه متعب و يريد ان يعود لغرفته بسرعه ، فهو لا يزال يريد حل لغز الكتاب يريد ان يعرف اين الحلقة المفقودة ،فمقابلة فيصل لم يكن بالأمر الهين، هو ليس من النوع الذي بهول الأمور، و لكن هذا كان تهديداً صريحاً من فيصل ، لا يزال يستطيع تذكر همسته التي تشبه فحيح الأفعى ،عاد لغرفته و استلقى على سريره ، بدأ يستعيد الاحداث اتصلت له الموظفة و أخبرته ان هناك رجل ، لحظه هذه الموظفة كيف عرفت من يكون؟ فهو لم يفصح عن اسمه و لحظه من اين أخرجت رقمه؟، ثم ذلك السيد فيصل على ما يبدو انه ليس إنساناً شريفاً او طيباً أبداً انه أمر لا يحتاج لتخمين، يا الهي أنهم يراقبونه و لا بد أو ان السيد فيصل متواطئ مع هذه السيدة أو ان هي متواطئة معه، ما هذا تبدو هذه المؤامرة محبوكة بشكل عنكبوتي ذكي، أو ان هو يهول الأمور و يكبرها ، و لكن تهويل الأمور ليس من اطباعه ،شعر بألم شديد في رأسه أمسك رأسه بقوه يريد ان ينسى ما حدث ، لا يريد ان يتذكر ، يريد حياته السابقة عندما كان أكبر همومه دراسته، لقد أصبحت الآن هي آخر همومه.
ماذا تتوقعون سيحدث فب الجزء الثالث من الرواية؟
من هو كاتب الكتاب؟
من يكون السيد فيصل؟
مريم هل سوف تحدث تغييراً في الرواية؟
الكتاب ما الذي يحويه بالضبت؟
هل سوف يتغلب راشد على جانبه الجبان؟
و شكراً
|