كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: العشق أنفى للعشق ، للكاتبة : مشاعل
العشق أنفى للعشق..
..
..
بسم الله الرحمن الرحيم ..
..
..
الجزء الأول ..
أعجب من مريدك وهو يدري بأنك في الورى أم العجاب ..
ولولا أن لي معنى جميلا لبعت المكث فيها بالذهاب..
...................
.........
أغلقت حاسبها المكتبي أمامها ..مدت يدها لترتب الملفات التي تركتها لصديق مهنتها اللذي سيتناول دوره الأن ..
إلا ان وقف عجوز وطفله خلف جهتها من النضد ..
راقبت الصغيره تسعل ..
همست له بود ..
"تعال ع الشباك الثاني ياعم "
رغم انها انهت دورها اللذي أستلمته منذ الساعه السابعه صباحا للتو إلا أن مرؤتها تهزم تعبها ...
فتحت باب يؤدي للجزء الأخر من المكان وقفت على شباك صديقها وهي تدخل بيانات العجوز في حاسبه وتناوله الفتوره ..
راقبته يصعد السلم متجاهلا المصعد ..
دخل ذاك مكانه المخصص ..
بعمليتها اللتي أعتادها .."ادخلت بيانات مريض توي ..اتمنى ما تتأخر بعد كذا ..."
راقباها بلا مباله وهو يضع هاتفه بالشاحن عادت مره اخرى ووضعت ملفات على مكتبه ..
تجاهلت نظره الاستفهام في عينيه وهي تعدل حقيبتها على كتفيها ...
..
..
جلست على مقاعد الانتظار الخارجيه بتعب ..وهي تنتظر سائقها اللذي سينقلها للجانب الاخر من المدينه الجانب الفقير ..
الجانب الحقيقي والحسي أكثر من أي شيء..
..
..
رن هاتفها المتواضع ..
ردت بأبتسامه تعيد ترتيب ملامح وجهها تحت حجابها الساتر .."هلا ياروحي ..."
ردت تلك بتوتر .."عمه هذا زوجك جاء اليوم ..وجلس يهزء ويهاوش عندالباب بس فجأه صوته اختفى ...خايفه مرا "
..
تنهدت بحزن على عجزهن .."لاتخافين هو اكيد شاف واحد من الجيران اليوم ملكه بنت ابو عبد الله
يعني العماره مليااانه وخاف وانقلع .."
استشعرت من رد صغيرتها الحزن ...
..
..
طمئنتها بأن حضورها قريب ..واغلقت السماعه والغضب يعتريها لابد من حل ماللذي يحدث ..هل تهاتف خالها ..لا لن يهتم ابدا لديه مايشغله حقا ...
هل تهاتفه هو ...لا بل سيزيد اصراره وسيترصدها بالخطر..
هل تكذب عليه لا كيف وهو اللذي يصم اخبارها ..
لماذا عاد بعد كل هذه السنوات مالذي يخبيه في جعبته خبثا ...
الله يستر ..
......................
..........
راقبت سائقها من جنسيه عربيه في سيارته المتواضعه ينتظرها بملل ركبت بعد ان القت السلام ...
تذكرت وجود ابنه اخيها الصغيره في البيت وحيده ...متألمه يعلم الله ما اعانيه كي اتركها كل يوم هكذا ..
أنا اعلم انقطاعها الاجتماعي يؤلمها ...والله ليس بيدي حيله في توفير نطاق اجتماعي كيف وانا المنبوذه في المبنى الحقير هذا ...
تتذكر تهديد قاطنيه لها بألم ....وخيبه وخذلان ...من جيران ابيها القدماء ...
تذكرت تهديد زوجه المالك ..."شوفي ياروحي حنا عارفين مستواك وحاجتك وصعوبه انك تلقين لك سكن جديد لكن ...هذا مايمنع انك تلفين حول رجالنا ..هم خلقه منجنين فيك ...عشان كذا نبيك تجلسن هنا بشروطنا حنا ....عزايمنا ولا تطبينها مناسباتنا ولا نشوفك ...خرجه دخله بعد الساعه 9 مافي ...اتوقع ذا كرم منا ..."
اتذكر صدمتي كما انني اعيش فيها الأن .."هاذي خصوصياتي واتوقع كلكم تعرفون تربيتي وانه لايمكن اضر نفسي او احد منكم ..."
ردت زوجه الجار الأخر ...بترفع ..."هيه تراكي مطلقه .....لا تسوين علينا دور احسن وحده ..."
لامحاله انني منذ سمعت اخر كلماتها شعرت بصفعه على وجههي ..."لكن انتم من جنسي تفهموني ...تفهمون ضيم الرجال ..."
راقبت التعالي والنبذ في محيا كل واحده منهم ....ماللذي سأقوله لهن ...يبدوا انهن متيقنات بأنهن في الجانب الصحيح من المعادله ...
و أنا ...انا معادله خاطئه بأكملها حقا لا اعرف ماللذي يحدث وكيف اثبت نفسي والرياح دائمه الهبوب ..العجز يقيد حريتي ..يقيد عطائي ومكانتي ...
..
..
بـت أشعر مؤخرا ان لا فرجا قريب ابدا ...
احتاج ان لا اعود للمنزل الا ان كادي هناك وحدها ..وانا خير العالمين بما يمارسها من وحده وألم ...
..
همست مقترحه لسائقي .."عم محمد تقدر توديني الحرم عشان الحق صلاة العشاء لكن اول امر البيت اخذ بنت اخوي.."
هز رأسه بالأيجاب ..تكللت اساريري بفرح ..تناسيت تعبي لأخفف على تلك الصغيره ,,
..
..
أنهت للتو أستحمامها ..تمرست على وحدتها منذ سنتين ...سارت معتمده على نفسها أكثر لا تحتاج الى مساعده في كل حركه ..
..
..
أعتدلت على كرسيها المتحرك ..اللذي لازمها كقدميها ..
عدلت من وضعيه رجليها و اسدلت ثوبها الشتوي فوقيهما ..
انحنت ب ظهرها تلبس جوربيها ...
حركت كرسيها وواجهت المرأه .. وهي تجفف شعرها بمنشفتها القديمه ..
..
..
دفعت كرسيها بتمرس متجهه لخزانتها الصغيره تخرج كتابا ..
الا انها سمعت صوت اغلاق الباب ...
أبتسمت متوجهه اليه ...قابلتها في منتصف الطريق ...
مبتسمه ..."هيا بسرعه البسي عباتك بنروح الحرم ...ثم نقضي للبيت خبرك اليوم 26 .....الراتب وصل امس .."
راقبت تهلل وجه جميلتها ..وهي تشكرها متحمسه متوجهه لغرفتها تحضر عبائتها ..
جلست على كنب الصاله تراقب تحركاتها ...يالله ..مايؤلمني هو ازدياد جمالها يوما بعد يوم ..وذبول رجليها ...
..
الخارج ...علاجها في الخارج ,,كيف وانا اللتي لاتحمل مؤونه السفر لجده ..اذهب بها للخارج ...اربع عمليات وعلاج فيزيائي يفصلها عن حلمها ..كيف ..؟؟ كيف اوفر لها حلمها كيف ..
..
..
من حسن الحظ بأنهن يقطن في الدور الاول ..معاناه حيث توصلها للسياره ..نزل العم محمد وحمل الكرسي المتحرك ووضعه في خلفيه السياره ...
..
..
اخر خروج كان لها منذ 3 أشهر عندما فتحت تقويم اسنانها اللذي عانت الا ان اتتها منحه حكوميه لأصلاحها ..
..
تعشق الحرم ..روحها معلقه فيه...او الخيار الاسهل لانها من سكان طيبه ...لطالما كان وقود ارواحهم الحرم....
ساعدها كل من عمتها والسائق للنزول ..راقبت الجموع تتجه للساحه القريبه ...
التفتت لعمتها تتفق مع السائق على العوده ..
وقفت خلفها تدفع كرسيها للأمام ..رفعت رأسها تراقب المباني الشاهقه ..
والهدوء في الاعلى عكس الصخب حولها واختلاط اللهجات ...
..
نعم الهدوء فضيله ..
الصمت فضيله ..
العقل فضيله ..
الا ان الوحده ليست بفضيله ابدا ....
..
تقدر جهود عمتها سلطانه في رعايتها نفسيا الا ان للتعب والاجهاد دور ..
فهي تستيقظ الظهر ..وتعيش وحدتها حتى المغرب تأتي عمتها يتسامرن قليلا لتجد طاقة عمتها بدأت تخفت عند الساعه الـ11 مساء ..فتمارس وحدتها مجددا ...
..
..
توقفت عمتها اخيرا في مكانا مناسب ما أن جلست بجانبها حتى نادى المؤذن للصلاه ..
همست لها عمتها بود .."بروح اجيب مويه زمزم واجي .."
هزت رأسها بتفهم ..
كبرت لتصلي ركعتيها ...
..........
....
كانت ترفع عربه ابنه اخيها فوق عتبه الباب ...لولا ان اتاها اتصالا تجاهلته ...
التفتت للأكياس خلفها تدخلها البيت ..
اغلقت باب الشقه القديم ..
..
..
رتبت الاغراض بمساعدة كادي المتواضعه التي لن ترفضها خوفا على مشاعرها ..
..
..
توجهت لغرفتها تخرج ملابسها من الخزانه...رفعت من صوتها .."كادي انا بدخل اتحمم حطي جوالي بالشاحن شكله طفي .."
سمعت رد تلك البعيد ب"ان شاء الله .."
دخلت ووزنت المياه دخلت تحت سيرها الهادر ..
أبعدت خصلات شعرها السوداء للخلف ...
الا ان المياه اعادتها الى مكانها مصره ..
اغمضت عينيها وقادها التفكير ...
مثلها لا يغمض عينيه دون سطوة الماضي ..وجبروته ..
..
..
يقول العرب ضاقتفلما استحكمتحلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج...لا ...حقا أي فرج..وانا منذ عرفتها وهي تضيق تضيق حتى قيدت تنفسي..حتى بت لا استطيع استرجاع هواء اطلقته في زفره ..
..
..
حتى الاماني تحطمت والاحلام احتضرت ..حتى الروح سلبت ..حتى الجسد اغتصب ..
..
من اين أبدأ..وفاة ابي ..لا وفاة امي ..بل وفاه ابو كادي اخي الوحيد عبد الرحمن ..ولا شلل كادي اللذي يقيدها منذ 6 سنوات ..
بل زواجي طفله في الـ17 وطلاقي منذ 4 سنوات ...وهاهو يعود مجددا ...مالذي يريده انا احرم عليه حتى انني لم اتزوج غيره كي اعود له ..كيف يفكر ..لابد ان نفسه الخبيثه تحرضه على منكر..
..
أم كادي ..همي الوحيد وألمي الأكبر الزهره الميته في صحراء مجدودبه ..
الحطام ..الوحده..الاحتياج ..وغربه الروح ...
عودتها من مكه بعد وفاة امها ثم ما أن استقرت لأشهر حتى توفي ابيها وفقدت هبتها في المشي ..
وبدأت في فقد هبات روحها تدريجيا ..
..
وكأن الدنيا تقول لا يكفيك ياصغيره سأحطمك ...ثم احرقك ..ثم سأنثر رمادك على الشوك ...
..
..
مايؤلم اكثر بأن جمالها يزداد مؤخرا ..وفتنتها تضاعفت ...لانها تصافت مع روحها اخيرا ..
بياض بشرتها ازداد نقاوه ..وخصرها ازداد نحتا ..شعرها الفاتح ازداد طولا ..شفتيها الممتله تغازلها الابتسامه كلما فتحت احد كتبها ..وجنتيها النافره كستها الحمره ..عينها الوساعه الممتده للأعلى برموش طويله ..بريقها اصبح كبريق قلب عاشق..حاجبيها المقوسان لم يقتربا الما او جزعا من بعضيهما مؤخرا ..
..
|