..
...
الجزء الخامس..
عن كل نجم ظهر بسدل أجفاني
:
لعل ما عيش حزني لحظة غروبه
:
وعن كل خل طويل الصمت كفاني
:
الصاحب اللي قليل الهرج عذروبه
:
وعن كل ثوب جديد بالبس أكفاني
:
وأدله ولا ألقى رسايل هم في جيوبه
:
أنا الجفا ليه أخاف الناس تجفاني
:
وأنا الحبيب الذي من يعشق عيوبه
:
راعي الوعد وأن صدق مرة ولاقاني
:
يحتار بين السراب وقلب محبوبه
:
يامن عذابه يشققني ويرفاني
:
فرقاك غصب علي بالحيل مكتوبه
:
خبرت نصف تعب من نصفه الثاني
:
بعضي الرماد وبعضي نار مشبوبه
................................
.................................................. .....
كانت تتدثر بشالها الكشمير ..وتندس في سريرها العملاق ..
الاإطيه مرتبه ..والديكور برجوازي ..
ألا أن كآبة المستشفيات تغللتها ...بمحلول يتدلى على يسار السرير ..
وجهاز متصل في يدها يقيس ...شيء ما يخاف من نقصانه او زياده ..
احتراز للنظافه و وسواس من جرثومه متطفله ..
..
..
همست للمرضه ...من جنسيه عربيه ..."لو سمحتي ...؟؟معليش اشيل الجهاز ...بكره او نهايه الاسبوع..."
..
..
ردت تلك بعمليه يغلفها ود ..."إن شاء الله بس كذا لما تستقري وتريحي نفسك حتبئي كويسه ..وحنسحب القهاز ...أوكي ......"
..
..
هزت رأسها بالأيجاب .....وقد أنتابها اليأس ...
..
الموت أقترب ...لقد صفيت حساباتي مع الدنيا ..وبقيت أختي ...
عند رؤيتي لها ...سأسلمها عهدتي ...وسأرتاح أخيرا .......
..
..
دخل الغرفه مبتسما .....رؤيته بلسما لقلبها العليل ...كيف وهي ...حاميها ..وسيدها ..ورجلها الذي تثق به ...
علاقتهما لاتفسر .........سيطر عليها الأحترام وتملكها ...فأصبحا كجسد واحد ...كمكملا لبعضيهما .......الغريب في الأمر هنا ......أنه لاحب .......تشبه علاقه طالب العلم ...بشيخه ..
تشبه علاقه خيل بفارسها ..
وفاء ...والكثير من الأحترام ...
..
قبل رأسها بخفه وجلس بجانبها ........
وهو يتأملها بصمت ...
هذا الرجل الغامض ....سيد الغموض ومولاه ...الصامت حتى إشعار أخر ...ملك المتاهات وسلطان الرزانه ......
..
:
تأملها لوهله ....لم تكن بذاك الجمال الفاتن ....كانت اقرب لأن تكون عاديه الملامح..سمراء ...ازداد نحلها ..مؤخرا ..
لطالما كانت تحافظ على طول شعرها لحد رقبتها فلايزيد ولاينقص ..وتحافظ على لونه الطبيعي ..
..
..
ألا انها كانت تملك عينان طفوليه ...تريح دواخل من يحادثها ..
ليست مميزه ابدا ان رأيتها مره من المحتمل أن تنساها بعد مده....
..
..
لكن ان تجلت لك حكمتها ...وغصت في عذب صفاتها ..
لن تنساها مهما حييت ...
فمثلها نادر جدا ...
..
..
قطعت تأمله للبعيد ........وهي تبتسم بطريقه يحببها قلبه..."ثلاب.....ها قولي وش صار على موضوع الارض ....؟؟"
..
كانت كعادته تستفسره عن اخر نزاعات وخلافات قبيلته اللتي كان يجزم فيها ...
فهو المتزعمهم بعد الله ...
وقد ساندته هذه على الكثير من القضايا المشابهه...
..
..
أبتسم لها ........"خلنا من الهم ...بشريني عنتس...؟؟"
..
تنهدت بسعاده...."أخر الأسبوع أختي بتكون يمي ....مدري كيف بتعدي المواجهه بيننا........."
..
أطرق برأسه متمهلا وهو يتأملها ويحارب أبتسامه ....
..
أستفهمته بملامح وجهها...
..
حرك كتفيه..."سلامتس ...لكن وشوله حنوكتس ألتون..."
الترجمه"لاشيء لكن مابال لهجتك التوت..."
..
ضحكت ........."ما من لويه.... "
الترجمه"لم تتغير ... "
..
مدت يديها تنشد كفه...
:
فهمها وهو يقترب منها ....وبتسأل محاولا ان ينسيها الحزن ........"إيه ...وخطارتس =ضيوفك -متى بيشرفونا ........."
..
..
أخذت نفسا عميقا وأغمضت عينيها كانت تستعد للنوم ......ربتت على كفه..
"أحجز لهم على اخر الاسبوع.........يوم الثلاثاء او الاربعاء..وانا ببلغهم ..."
..
..
وقف وهو يقبل رأسها ويهمس..."تأمرين يالغاليه........."
..
..
خرج وهو مازال ملقي نظره على جسدها المتعب......
ستترك مكانا كبيرا ..
..
..
.................................................. ...........
يوم الأثنين الساعه الـ8 والنصف صباحا ...
..
كانت قد انتهت نسبيا من ترتيب المنزل وتجميع الصناديق في المجلس الضيق...
..
عندها سمعت صوتا عذبا هادئا يخرج من غرفه كادي...
عندما اتجهت اليها ...
كانت قد تحت صندوقها الخشبي المطعم بنقوش هنديه ويبطن بجوخ احمر ...
..
وقد لبست أساورها لجدتها على يديها ....
..
..
أبتسمت عندما لمحتني اقبل عليها...
:
وبراحبه من تمرس على العرض...
.......
أشارت لمسجلها الذي يصدح بنغم يحفظه جسدها..
"زمان مارقصت لأحد على هالاغنيه..........أسمها سلام ..."وحركت يديها بطريقه هنديه للتحيه ...وأكملت بغرام..."من فيلم أمرؤ جان لريخا .........امي كانت تحب هالفيلم....أجلسي..."
..
..
قالتها وهي تشير على طرف سريرها....
...
..
كنت أتأملها وهي تحرك جذعها ويديها بحرفنه ...واحاول تخيلها واقفه..كم كانت لتكون جميله...
..
..
كانت تحرك أناملها بحركات كانت لتكون مفهومه لي لو كنت من بني جنس جدتها ....
..
..
أنهت مقطوعتها ....وهي تتنفس الصعداء مبتسمه ...
..
..
لولا عجزها لحلقت من فرط فرحها ...كادي ككتاب مفتوح امامي ....فهي تمارس سعادتها بهذه الطريقه بتذكرها للماضي ..ومحاوله العيش فيه ...لأن مستقبلها مجهول تماما ..
..
..
.................................................. ..........
..............................
الشمس غابت وكلن دور سراجه**والشوق جمر ما حر الشوق لا جمر ..
:
وانت تعرف يا بعد حيي مـن تواجـه** بيضان الافعال لا مـن الزمـن سمّـر
:
انضاقوا اعنف من البحر ومن امواجه ** وان راقوا اركد من الخرمان لا عمّـر
:
بيت عتق في الباب مزلاجـه ** وكم شيخ امـارة قبـل تعينـه مؤمّـر
:
وكـم حاتمـي تكفـي فلـة حجـاجـه ** وشلون للضيف لو عن ساعـده شمّـر
:
وان مـر تاريخهـم متلبـس تـاجـه ** كم عاشق كيٍـف وكـم حاسـد زمّـر
: