كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: العشق أنفى للعشق ، للكاتبة : مشاعل
الجزء الرابع عشر ..
:
:
:
"أنجبي لي ثلاثه"
:
:
ما ان اختلى به حتى نهره ...بل تمالك نفسه حتى لم يد يده عليه فهو لم يعاقبه بالضرب يوما ولن يفعل لطالما عامله كرجل ..."أنت جنيت ياوليد ...جنيت ..انت مين ...مين ...و مروى و بنتا ....تبي غره ...انا طلبت غره ...طلبت ديه حتى ...انا كنت بأعفي ...الله يكسر ظهرك انت وامي مثل ماكسرتوا ظهري .....ماهو انا اللي اثني كلمة لعيالي في مكان ....تقوم تقول بها دوك يبه هاك في وجهك وتكلم لا كنت شاطر ....شيوخ انتم يامال الهلاك ...شيوخ ...كلمتكم بألف حساب ...."
:
:
:
رفع احد حاجبيه بحنق ...."يوبا تدري انوه مروى ما بيوم جازت لي ...وشيوخ خلها لعياد ...وهذا مطلبي كلوه مابي غير غره تخلف لي ثلاث اولاد احطهم بين يدين جدتي ..."
:
:
مسح وجهه بتعب ..."جدتك ياملا الماحي ماطلت بعمك فياض ولدا من دما ولحما ...بتطل فيك ولا بولادك ....عمرا جدتك قالت لك اشوف بنتك ..مرتك ...وانت لانا مو راضيا على مروى مارضيت با ابد ولا دخلتا بيتنا ...اش ناقصا مروى ..اش ناقصا..."
:
:
هز رأسه بعدم اقتناع ....هامسا ..."عمرك ماتفهمني يا يوبا ..."
:
:
نظر اليه بحسره ..."يابيي انت دمي ...دمي بعروقي مايفهمك غيرير ليوم الدين ...وهه هاك وجهي لا رجعت ندمان محد واقف معك غيري ..وهاتها الغره عساها تخلف لك كود بنات ...وتشوف غلا الضنا ان ماشفتو في بنتك الضعيفه ..."
:
:
عندها نطق عمه الذي ان تحدث أسكت ....وجهه حديثه الى ثلاب .."ياثلاب خلك منه ...كل مين يتحمل نتيجة اخطاءه ...الزواج مو لعبة وبيوم راح يتحسر ويموت من الندم ...جسار وانا عمك ..عمر للي حولك مايدوم لك ..."
:
:
رفع يديه كنية عن ما يفعله ...."هه رفعت يدي من الموضوع ...لكن اول من تجري له ندمان هو انا ابوك ياجسار ...وفوقنا رب ....فوقنا رب وانا ابوك ..."
:
:
:
نظر الى ابيه ببرود وهو يخرج الى المكان ...."دوك مروى طلقتا وراحت بعثه ...وبنتا عند اوما ...واللي ما ارضا عليه لايمكن بيوم ارضى عليه يبه ..."
:
:
غضب وهو يرمي ما امامه مكان وقف ذاك الذي اختفى وهو يهمس بغضب ...."اقهرك بالله يامال الوجع ...يامال الهلاك ..."
:
:
نهره اخيه ..."ثلاب ...انت والد لاتدعي ..."
:
:
دلك جفنيه بتعب ...."اللحين نرد سكاكا ...والله ماعاد لي طبه للانبار ليوم الدين ماعاد لي وجه ...."
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تعدل من لفة صغيرها وهي تراقب اكبر خلفتها واصغر خلفته ..ومن بعدها قد أتى الولد المنشود ..لطالما كرهت ان تترك الكوفه لتأتي وتعيش معه هنا ..
لكن ضحت من اجل ابنتها ...وهي زوجته الرابعه ..وقد تعلق قلبه بها ..
همست لها بحنان ...انها جميله للغايه بملامح طفوليه وشعر اسود ناعم ....بيضاء بجسد ممشوق انها عراقيه جميله كما ينبغي ...
"يومه حبيبتي ..قومي ناديلي خالتش ميمونه ..برضاي عليش .."
:
:
وقفت ...وهي تمثل عدم الرضا .."هاي خالتي ميمونه شو عندا ..هسا خارجه منا ..شو امي؟؟ قررتي تشترين لي الايباد .."
:
:
غضبت امها .."همينه على السالفه يابنتي ...هسه انقلعي نادي لي خالتش ..عسى ما ميمونه عسى ماعلي ...."
:
:
أستغربت انفجار امها ...حاولت تهدئتها .."على الهونه يومه ما كولنا اشيء الله يصلحش ..."
:
:
وقفت لتخرج لولا دخول خالتها ثاني زوجات ابيها بملامح وجه لاتفسر ...
:
:
أبتسمت للجميله امامها بتوتر ..."بنتي حبيبتي ...روحي هسه شوفي لتش شغله منا ولا منا ...اكولش روحي يم ابوش شوفي يريد اشيء لولا يحتاج اشيء..."
:
:
نظرت لها ولامها ..."حاظر ...على راسي ..اني شنو هني لولا خدامه ..سودا ..."
:
:
قالتها وهي تخرج من المكان ...لم تتمالك امها نفسها وهي تغرق في دموعها ..."شكد كلبي ضايج يا ميمونه ...خذوني اني بدالها ...خذو ولدي بدالها هاي بنتي ...الله لا يوفقك ياعلي ..اكو واحد عقله براسه يوكتل ثلاث رجال اخوان ..اني لولا شو مايسوي هاي بنتي مو معطيتها احد بنتي صغيره ياميمونه ماتفتهم سوالف حريم وشيوخ وثار ومدري شو ..هاي اقصاها تناجر تبغي ايباد ...والله حرام ..عمرها 18 بس ..."
:
:
نهرتها من تبحث عن مصلحة زوجها وقبيلته ...."هسا كل لحظه تكولين صغيره مش عارفه ايش ...دخلتش هوايا نحنا كم كان عمرنا يوم دخل علينا هاي علي...؟؟دخلتش كنا نفتهم اشيء...؟؟ريلنا علمنا كل اشيء...هسا اللحينا منو اهم رقبة ابوها وقبيلتا ولا اهي ..والله ابوها وقبيلته اهم ...معليه ضنا بتروح سنه... سنتين ....عشر ...بترجع غره هاي ...اني والله لو باقي لي بنات فدوه لابوهم مابقى غيرها ..."
:
:
غضبت تلك بين بكاءها ..."شو لاتكولين غره كلبي ينشلع ...بنتي لا يا ميمونه الله يخليكم ....شوفوا الكم حل ...ديه ..رقبة علي ..اي اشيء الا بنتي ...والله لا ادعي على ابوها ليل نهار .."
:
:
عندها دخلت ابنتها كعاصفه ..."امي ..هاي شنو غره ما غره ....اني اللحين اريد ارد الكوفه ..اللحين ...مدرستي ..صديقاتي كول اشئ هناك ..هانا اني وانتي وهاي المسودن ولدش غرب ..غرب يا امي ..شو غره ما غره وسعوديه ومدري شو ..انا حدى الانبار هه حولنا حولينا ..مكه الله وكيلتش عمري مازرتا كعبه ما باوعتها...تكولين لي سعوديه وغره ومره ..."
:
:
عندها انفجرت امها ببكاءها ...نهرتها خالتها ...."سودا على هالوجه ....بنتي هاي ابوك ...قبلتك ...شو ماتفتهمين ...عيب مره انتي هاي كبرش ما شاء الله ..امتش يوما كبرتش كان عمرتش 4 سنوات ..."
:
:
لازالت في ثورة غضبها ولم تفهم أي مما يحدث ..."خالتي شكد انتي ماتفتهمين ..اكولتش اني اريد ارد الكوفه هسه ...اريد خوالي ...انتو بدو صكه ...كرهتوني عمري ...."
:
:
:
دخل ابيها بثورة غضب عارمه ..جرها من شعرها الحرير يلفه حول يده ...
"شو بنت فطيم ...شو اشوف كلش مو على مودك حنا ...عيال تشلب في عينك حنا ..."
:
:
وقفت بتعب وقد ولدت منذ يوما فقط لتذود عن ابنتها العقاب..."الله يخليك لالنا يا علي ماتمد ايدك عليا بنت صغيره ماتفتهم هاي ..."
:
:
ازاحها عن طريقه ..."أبعدي ...هاي نهايتش دلالتش ..باوعي ...هاتش ..هاي بنتش ...مره بعقل جاهل ...الله شاهدي ...هسا بهدوما ارميها بحضن ثلاب وعياله ..هسه..."
:
:
مسحت دموعها وهي تراقب ابنتها تتلوى تحت بطش يد ابيها ...
اقتربت منه ..."ابوس القاع تحت ريلوك ياعلي ..الله وكليلي و وكيلك ماتاخذ بنتي والله صغيره هاي ماتفتهم الله يخليك ..اني اروح ..خذو هاي الولد معليه بداله ولد ...بنتي ضعيفه مسكينه ماتفتهم ..."
:
:
كانت تستنجد بأمها من بين بكاءها ...وهي تمسك يدا ابيها التي التفت خصلاتها حولها ...
"والله لو على موتي ما اروح ..الله ياخذها قبيله وياخذك ابو ...."
:
:
حينها لم يستطع منع نفسه من ضربها ..كيف سمحت نفسها بالدعاء على اغلى مايملك ..
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
كانو يقفون امام سيارتهم يستعدون للرحيل ..لولا ان التفت ثلاب لبكاء ..لم يستطع غض بصره وهو يراقب علي يتجه اليهم بانثى بين يديه لم ترتدي عباءتها حتى ببنطلون جينز وكنزه ورده وقد تبعثر شعرها السود ...تذكر لوهله سلطانه ..أخر ما يوده رؤيتها في هذا المنظر ...
:
:
ومن خلفه لحقته اخرى ترتدي عباءه على رأسها دون ان تغطي وجهها ..
رماها عليهم ..فأبتعد فياض عن الموقف ..
أحتضنتها امها ..فأزاحها عنها..."عوفيها اكولش..."
:
:
نظر الى ثلاب بعين مكسورة ..."هاي غرتكم والوجه من الوجه ابيض ..."
:
:
لازال ثلاب مشدوها بما يحدث امامه ..جر ذاك امها وهي ترفض تتشبث بصغيرتها لاخر لحظه ..
أخرج من جيبه ظرفا ..."هاك هاي اورقها ...ولازم حد يتزوجها حتى تخرج من الحدود .."
:
:
سحب زوجته لاخر مره ..تشبثت ابنتها بها ...جرها وهو يبتعد فلم يتبقى سوى عباءه امها في المكان ..وقفت لتسقط نادت .."امي ما اريد اروح ..امي اريد ارجع الكوفه هسه .....امي ..."
:
:
كانت ستلحق امها ..لولا هم ذاك الطويل بمنعها وهو يجرها مع عضدها ...
حاولت ابعاده عنها ..فشلت وهي تحاول ان تتحرر من قبضته فلم يتبقى سوى اثار اظافرها الداميه على ظاهر كفه ...
شدها بخفه وهو يحملها ...
وضعها في السياره ومن ثم ابعدها ركب واغلق الباب ..
بركوب ابيه تحرك عمه ..
:
:
:
وهي تراقب المنزل يختفي خلفها باكيه تحتضن عباءة امها المغبره...
وقد نزفت شفتها لحدة ضرب ابيها ..علمت انها منذ هذه اللحظه ستنسى كل دلالها القديم ..وحضن امها ..
أحست بكسره غريبه تجتاح قلبها ..
غرقت في صمت ولازالت دموعها تتحدث عنها ..
راقبت من جرها الى السياره بثوبه الاسود وغترته البيضاء لم يكن وجهه يبين لها وهو يتأمل الطريق من نافذته ..
كان يحرك قبضته لتخلص من وخز الجروح التي تسببت بها ...
حقدت عليه ..
كرهته تمنت انها تقتله هذه اللحظه ..
:
:
:
التفتت اليها بوجه لاينوي الا شرا ...همس لها ...من بين اسنانه ..."تغطي لا اكسر هالراس ..."
:
:
مسحت دموعها وهي تنظر اليه بخوف لم يهددها احد قبلا ..لم يضربها احد قبلا سوى اليوم ...
استترت بعباءه امها تحتضنها ..تستنشق رائحتها......
فلا يبقى سوى رائحتها ..
:
:
اطالوا المكوث حتى ينهون اوراق خروجها ...شهقت وهي تستلم لنومها ..
او لاغماءه تعب شعرت بها ..
لم تبتعد عن امها لحظه في حياتها ..
وهاهي بين ثلاثه رجال يسدون المكان بوسع هاماتهم لاتفهم ماذا يريدون منها ..
تمنت ان تستيقض بالقرب من امها كالعاده ..
لولا انها فتحت عينيها على اسوار شائكه ..وجنود ببذلات عسكريه تراها للمره الاولى حملوا أسلحتهم بأيديهم ..
وجهاز امني مكثف ..يبعد الراحه ..التفتت للصخري بجانبها ..كان يعدل غترته ..
وهو يفتح نافذته ليحدث رجل الامن في الخارج ...
شددت من على عباءه امها وهي تراقب المشهد بهلع ...دعت في قلبها كثيرا ان يعيدوها للعراق ..
الا ان عينيها غصت بدموعها وهم يبتعدون عن المعبر ..
:
:
:
التفت اليها الوقور بالشعر الرمادي في كرسي الراكب ...تأملها بشيء من حزن ومن ثم اعاد نظره للطريق ..
:
:
:
غطت في نومها او غيبوبتها المتفاجأه ..
:
:
أستيقضت على احدهم يربت على كتفها بقسوه ....كان الطويل ذا الثوب الاسود الذي ابعدها عن امها ..
مدها بوجبه في يده ..تركتها واخذت الماء فقط ..
شربته دفعه واحده ..أحست بصداع والم في بطنها يغزوها ..
مسحت شفتيها المتشققه فنزف جرها الذي سببه لها ابيها ...مسحته بعباءة امها وقد اختلط بدموعها ...
:
:
شعرها الاسود الحريري لازالت اطرافه تحافظ على جديله شدتها لها امها صباح اليوم ..
تبادلوا اماكن القياده بعدما اراتاحوا قليلا ...
راقبت الذي يبين انه اصغرهم سنا وقد قاد لمده طويله يجلس في مقعد الراكب ويغطي وجهه بساعده الايمن ...
ركب بجانبها الوقور الهاديء ..الذي يبدو بأنه لايحبذ شيئا من كل هذا ..
والطويل ذو العينا السوداء استلم المقود ..
انها لاتستوعب ايا مما يحصل وكأنها ستعود الى حضن امها الأن ..
وكأن كل ما كان كابوس ..لولا الم رأسها وبطنها لصدقت كليا بأنها في كابوس ........
انها من قو صدمتها بالكاد تفتح عينيها لنصف ساعه متواصله ..
لاتعلم مالذي ينتظرها ..او ما المطلوب منها ..
هي تعلم فقط بأن ابيها استغنى عنها لانها فتاه ....
لديها اخوات من ابيها كثر الا ان اخرهن قمر قد تزوجت منذ شهرين وهي تصغرها بثلاث سنوات ..
ولم يتبقى في وجه المدفع سوى هي ..
مالذي يلزمه ليضحي بأبنته ...أي ابوه هذه التي يدعي ..
:
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::
جالت المجلس بكل الاتجاهات وهي تراقب الخادمه ترتب المكان ..
لماذا لا يرد عليها ...أ مكروها قد صابه ...؟؟ لا معاذ الله لقد احاطته بدعواتها منذ ان خرج ....
لماذا اذا لا يرد ...عسى ن تكون شريحته لاتقبل فقط ..انه بخير ان شاء الله ..
لقد اطال الغياب حقا ..
خرجت الخادمه من المكان ...التفتت الى ام عياد ..وكانت ترتشف قهوتها ببرود ..
لقد غاب ابنها ليومان ولم يتكلم او يتصل ليبرر ..الا تشعر ..ان كنت عروسته فهذه امه أي قلب تحمل ...
:
:
لقد تمللت وعصفت بها الهواجيس من طول الخط ...لإكرت كثيرا ان تهرب عندما يتوقفون للصلاه او لاي غرض اخر ...لكن اين ستذهب ...اين تختفي ...
انهم جنتها في جحيم الغربه هذا ...
كما انها تشعر بالبرد وهي في المركبه كيف لو خرجت ..
توقفوا في محطه ضخمه ومتطوره ...نزلت لتصلي العصر والظهر وقد المتها رجليها ولفح البرد جسدها المتعب ..كانت لاتزال بحذاء المنزل ..و عباءه امها تحميها دون غطاء رأس كانت حالتها مزريه للغايه كدمات ضرب ابيها تحولت للون البنفسجي ...
بكت في صلاتها بكاء المظلومين ..تمنت لو تتمدد على ارضية المسجد وتفارقها روحها لترتاح من هذه الحرب المخيفه الصامته ..
:
:
عادت الى السياره بخطوات متردده وكسوله ..
ما ان استقامت جالسه حتى فتح الطويل الباب من جهتها ..ورماها بعباءه وغطاء جديده ...
:
:
بدون ان يحدثها او يشرح لها ..أخذت غطاء الرأس فقط ولفته ..لن تترك عباءه امها ابدا ...
يبدو بأن المغرب قد اقترب عندما دخلت السياره منطقه زراعيه بارده والغيوم تكسو سماءها ..
لم يلبثو كثيرا حتى دخلو الى ملكيه فخمه توفرت فيها الخصوصيه والعمران المنسق فبدت كقصرا او منزلا ضخما لأحدهم ..
أيعقل بأنها لهم ؟؟
:
:
:
توقفت السياره امام الباب الضخم..اخذو لحظه قبيل ان يترجلوا ...لازالت تراقب المنظر مستفهمه ...لولا ان فتح ذاك الذي كرهته الباب وجرها ...لتقف بجانبه ...خافت لفعله ...أستكون معهم في منزل ..لا ...
ارجوك ياربي هناك شيء مغلوطا يحدث هنا ..
:
:
بكت وهي تحاول ان تتحر من يده ..الا انه جره بخفه ليقتحم بها مجلسا كبيرا ..رماها في منتصفه فوقفت عجوزا في اخره ..
أشار اليها بأستحقار ..."غره ياجدتي ...من يمناتس ليسراتس ..."
:
:
وقفت وهي تراقب منظر محيا ثلاب بهلع ..وقد جر اينه الذي لا يطيقها في يده انثى ..
كاد ان يتوقف قلبه لما نطقه ..
أتجهت لا اراديا الى ثلاب ..
مسحت على كتفه وهي تقبله ...خافت من ملامحه ..التي لاتفسر ..قبلت كتفه مره اخرى وهي تهمس لها ..."ثلاب انت طيب ؟؟"
:
:
راقب منظر امه المتشفيه بحزن ..وهو يحاوط كتفها بذراعه ...
كانت تلك تبكي على الارض وقد ارتطم ساعدها بقوه عندما رماها ذاك ..
أقتربت منها الجده بهدوء ..وكزتها بعصائتها بلؤم ...."غره لنا تسمعين ...هذا رجلتس ..وراعيتس ..."
قالتها وهي تشير على جسار الذي يقف بالقرب منها يكتف يديه ببرود ...
"غره بثلاث اولاد شيوخ ولا انسي ترجعين لاهلتس وبتظلين خدامه لوه ولاهلوه ...سامعه ..."
:
:
تسارعت ضربات قلبها وهي تراقب الصغيره المتألمه على الارض ...
أتجهت اليها ...
لتتفحصها لربما تأذت كثيرا ...
رفعت وجهها الذي اطرقته باكيه ..وهي تزيح خصلاتها السوداء عن محياها الطفولي الجميل ..
همست لها بلطف ..."طالعيني ...طالعي ياروحي ...تحسين حاجه تعورك حاجه .."
:
:
كانت لازالت دموعها تعميها وشهيق بكاءها يكاد يوقف قلبها ...
نهرتها عمتها ..."سلطانه ابعدي عنها لاتوطين نفستس لها الاشكال ..."
:
:
غضبت امومتها حينها ..."حرام مسكينه هاذي شزفي وجهها كيف ..اش اشكال ما اشكال انسانه هاذي ..؟؟"
:
:
نهرتها بغضب ..."سلطانه انا الكبيره هنا وانا اللي امري مسموع ...انتي نسيتي انتي من ؟؟"
:
:
رفعت سلطانه احد حاجبيها وقد اضهرت قوتها التي اخفتها كثيرا ..."انا الشيخه سلطانه ...انا مرة الشيخ ثلاب وكلامي مسموع واعرف من انا و اشهو مقامي ...."
:
:
همس ابنه بتسلطه ..."خليها ياجدتي ترتاح ....باقي سواد وجهها ماجا ...."
:
:
كانت ام عياد تراقب الموقف بعينا تتطاير شررا وقد بان لها ند جديد قد يكسر كلامها ..
وهذه الجميله لها اقوى ظهر هنا ثلاب ..
:
:
رفعت نظراتها الى ثلاب تستنجيه همست بأسمه .....وقد غمرت عينيها نظرات الا تخذلني ارجوك....
"ثلاب ساعدني ارفعها حرام مسخنه وتعبانه .."
:
:
أنها انسانه هذا مابدر في قلب ثلاب قبل عقله ...
انها مترفه بأنسانيتها فرأت ضعف هذه الصغيره الذي لم يره احدا غيرها ..
و وقوفها في وجه امه متشبثه برأيها ..
انها ليس كما ضن حقا ..
:
:
تقدم منها ساعدتها لرفعها ولكنه حملها بخفه ...
وجه حديثه لامه وابنه .."دخيل بيت الشيخ ثلاب ماينضام سمعتوا ....وهاذي الضعيفه تتعامل مره لولد الشيخ لا خادمه والا غره ...وانا لها ضيموها وتعرفوني يوما ...."
:
:
قالها وهو يغيب عن نظرهم ..
آزرته وهي تضع يدها بين كتفه ..انها رجلها الان ستحميه وتحمي معتقداته بدمها ..
يكفيها انه لم يثني كلمتها امام امه وابنه ..
وهذه الصغيره ياحسرتي ما قصتها ...
تقدمته وهي تفتح غرفة كادي ..."هاتها هنا ياثلاب ..."
:
:
وضعها على السرير وهو يراقب الموقف بأرهاق ..
نزعت عباءتها ورتبت السرير حولها لتريحها ..
لقد شعرت بالكثير من المسؤلييه بأتجاه هذه الدخيله ..
لاتكاد تستوعب شيئا من المشهد الدرامي السريع الذي حدث في المجلس ..
كرهت ام عياد كرها جما على فعلتها ..وجسار هل هذا انسان ؟هل هذا يعيش بقلب شاب ..؟؟
ماللذي هيئة له نفسه ليجلب هذه الريحانه الصغيره بهذه الطريقه ..
ألتفتت الى ثلاب يقف خلفها...همست ..."نايمه ..بس ياعيني تعبانه ...اتوقع مسخنه .."
:
:
قالتها وهي تقف بجانبه تراقبها مدفونه في السرير الوثير ..
ألتفت اليها بأمتنان.."يجزاتس بالخير ياسلطانه انتبهي لها بروح انام ...طول طريقي انود ...وشغلي وقف ..."
:
:
أبتسمت له بدفء وهي تحتضن عضده لقد رأت الكثير من التعب والارهاق يعلو هندامه ومحياه ..
:
:
"روح ارتاح تكه والحقك ..تامر شيء ..تبي تاكل تبي شيء..؟؟ناقصك شيء.."
:
:
هز رأسه بالنفي وهو يبتعد عنها صامتا ..
راقبت خروجه لقد عاد لصومعته التي كرهت قبلا ..
ألتفتت لها تأن وقد دمعت عينيها ..
سمحت لنفسها ان تعتني بها ..نزعت ملابسها المغبره ..و مسحت اطرافها بمنشفه مبلوله بماء بارد عسى ان تخف حرارتها ..
البستها احد ثيابها القطنيه القديمه ..
اعادت ترتيب شعرها الناعم ..الذي كان يندسل من بين اناملها فيصعب تحكمها به لشدة نعومته ..
نادت الخادمه الخاصه بها أمرتها بلطف ...
"أيجا انتبهي لها ..هيا مسخنه ...بس تصحى قولي لي ..أي أحد يدخل الغرفه قولي لي طيب ..."
:
:
أشارت على ملابسها ..."وقولي لعابده تغسل ملابسها ..وشوفي كم مقاس ...بكرا بدي الصبح مع رياض تطلعين سيتي ماكس هنا قريب وجيبي لها ملابس طيب .."
:
:
أيجا خادمة سلطانه المخصصه لن يأمرها احدا غيرها ..ولن يفتقدها احد غيرها ..
مؤخرا باتت سلطانه تجد محاسن هذه الخدمه و اولها العنايه بهذه الصغيره ..
وهي ليست حمقاء او جاهله ..عرفت كيف تستفيد من موقعها ..
:
:
خرجت من المكان بهدوء ..أتجهت الى غرفتها ..كان يخلد في نومه وحتى لم يستقيم في استلقاءه بل كان شبه جالسا ..وقد القى بمنشفته المبلوله على الارض ..
:
:
كانت الغرفه بارده وهو عاري بخصلات رطبه ..
أغلقت النوافذ ..وفتحت التدفئه ..
لم تطيل حمامها ..خرجت تلف جسدها بالمنشفه ..راقبته وهي تجلس على كرسي التسريحه ...تشعر بمسؤؤليه اتجاهه ...وكأنه زوجها منذ ان عرفت الحياه ..وكأنه ابنها ..
:
:
ارتدت قميص حريري بلون اللافندر بقصه ناعمه ..
جلست بجانبه في السرير ..
أقتربت منه بهدوء ..كانت ستدفن رأسه في حضنها لولا انه شعر بوجودها ..فتح عينيه يحارب تسرب الضوء الخفيف لها ..
أبتسمت له بحنان لم يجربه قبل ..همست له .."تمدد زين ياثلاب بتعورك رقبتك كذا...."
:
:
جال بنظره في الغرفه لم يتسوعب وجودها ..دلك عينيه بطريقه ارهقت قلبها ..كطفل يبحث عن امه وسط نومه ...
ومن ثم دفن رأسه في حضنها ...المكان الذي بات يريحه مؤخرا ..
رتبت خصلاته الرطبه وهي تجر الغطاء فوقه وفوقها ...
انها انثى تعطي كل هذا بدون طلب ..كيف وهي تراقب الحيره والتعب في عينيه وهو لا يستحق ..
قبلت جبينه وهي تشدد على وجوده في حضنها ..
أغمضت عينيها ببطء وقد غرقت بوجوده قربها ...
:
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تجلس مع عذبى وجاملا في طاولة مقهى وقد انهت كوبها للتو بسعاده بالغه وهي تراقب الجمع حولها ..
:
:
أبتسمت عذبى وهي تبدي رأيها ..."تدرين انوه فكرة الخلق عن الهنود مغلوطه ....."
:
:
أقتربت منها كادي مبتسمه لحوارتها الجميله التي تفتحها ...."ليه قلتي كذا ؟؟صحيح كلامه بس ليش أستنتجتي هالفكره...؟؟"
:
:
تحدثت عذبى بألق حديثها الجميل المنمق ...."مانعرف عنهم الا افلامهم ...وهي اكيد ماتنقل لنا ثقافتهم ولا تفكيرهم ...يعني علاج سينمائي خيالي لحياتهم ...
:
:
هزت كادي رأسها بالايجاب ..."تمام هذا اللي احاول اوصله لصديقاتي قبل ....انه زي ما احنا مانعرف عن الهنود الا افلامهم زي لمن العالم مايعرف عن السعوديه الا نفطها ..."
:
:
شددت عذبى على كنزتها تحتمي من نسمة شتويه ...."صحيح شعوب كثيره مانعرف عنا الا اللي يوصلوه الاعلام لنا ...والاعلام ماعندوه أي مصداقيه .....لكن اللي انا مستصعبتوه انوه انتي بخليط هالثقافات الشمال ومكه والمدينه والهند كيف قادره توفقين ..."
:
:
أخذت كادي نفسا عميقا تشرح لها ...."تعودت وبعدين انا اخذه من كل حضاراتي جزء ولا احس بأي تشتت ..وبالعكس قربي كل هالسنين من عمة سلطانه نساني اشياء كثير من اللي كنت اعيشه مع امي وجدتي الله يرحمهم ..."
:
:
شاركتها الترحم عليهم ..عادت للتأمل الشارع الذي يعج بالوفود ..القصص المتداخله بين الخطى ..الذكريات التي لا تبارح العقول السارحه ..وبقايا ثلوج الاسبوع الفائت ...
:
:
عدن الى البيت ..قد تركت عذبى التدفئه مفتوحه فكان دافئا و حميميا للغايه ..
أبتدأت جاملا بهدوءها في تحضير العشاء ..
بينما جلبت عذبى كتابها وجلست بجانب كادي ..التي تشاغلت في برنامج قومي يعرض على التلفاز ..
:
:
ألتفتت اليها تؤازرها ...."كيف نفسيتس لبكرا ...؟؟"
:
هزت رأسها بالرضا مبتسمه ..."الحمد لله ...متوتره بس الحمد لله ...راح تزوريني كل يوم صح ؟؟"
:
:
أبتسمت لها ..."أكيد يابعدي ...واتركتس وحدتس .."
أبتسمت لها كادي بأمتنان ..عذبى انثى قويه للغايه ان دل فقد يدل على انها كانت مسلوبه الاراده فيما مضى ...تخجل من أن تسألها اين فياض من الصورة وهي التي لاتذكره بتاتا في سير حديثها العفوي ...
أين هي من الخلفه ...أنثى كعذبى ستكون اما رائعه ولكنها كما يبدو تهمش موضوع الاطفال انها تحدثت اكثر من مره انها لاتستطيع التأقلم مع الاطفال ..
عذبى تسرح كثيرا بحزنها رغم قوتها ..
عذبى لها قلب مكلوم ..
عذبى لها ملايين القصص في عينيها ..
عذبى انثى تتحلى بالصمت لتنسى ..لتتأقلم ..
:
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::
كان مرهقا للغايه حتى بعد عودته من صلاة الفجر ..عاد للنوم على غير عادته ..
:
:
لبست فستان ابيض قصير زادها انوثه قررت الا تكحل عينيها اكتفت بالماسكرا واحمر الشفاة الوردي ...
:
رشت كثيرا من عطرها الرقيق ..
جهزت الفطور بالقرب من النافذه ..ومن ثم اتجهت اليه يستسلم لنومه ..لديه مشكله مع اكمال ملبسه ..
أبتسمت وهي تقترب منه ..
رفعت الغطاء عنه ..وهي تجلس بجانبه ..همست بأسمه برقتها ..
همهم لها بكسل ...أكملت .."ثلاب قوم افطر معايا ..."
:
:
أخذ نفسا عميقا ومن ثم فتح عيينه بنعاس ...راقبها بصمت ..كانت تبتسم له بطريقه لا تليق الا بها وبمواقفها ..
وقفت وهي تجر يده ...أشارت له برأسها على مكان السفره ..."قوم افطر هيا ..."
:
:
سبقته للسفره رتبت المكان لأخر مره ..احست بقلبها تعلو نبضاته وهو يقترب منها يرتب خصلاته الرماديه ..جلس قبالها صامتا لازال يغرق في ملكوت نعاسه ...
مدته بكوب الحليب ....قربت منه طبقه وهي تراقبه مبتسمه ...
في الواقع هو يشعر بتوتر كبير ..لقربها لكل الافعال التي تحيطه بها ..
الافعال التي يشهدها لاول مره ..
:
:
بادرها بفتح الحوار ..سألها بأهتمام مقتضب ..."كيفها ضيفتنا ..؟؟"
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."الحمد لله بس للحين مو راضيه تصحى من النوم ..."
:
:
هز رأسه بالرضا وهي ينظر الى ماوراء النافذه ..
سألته متردده ...."ثلاب هاذي مين ؟؟و اش حكاية الغره ؟؟"
:
:
الفتت اليها متأملها بصمت ..."هاذي جاهده ...اعتبريا زوجة جسار وبدون كلمة غره ..."
:
:
تلعثمت بحديثها ..انه لا زال فتيا بغض النظر عن سنوات عمره ...لاتستوعب ان يكون له ابن متزوج ...تخيلي يرزق بأحفاد ..
:
:
نظر الى افق السماء الصحوه على غير عادتها أخر اسبوع ....ألتفتت اليها وقد وقف ..."ألبسي بنطلون و تذري عن البرد والحقيني ..."
:
:
وقفت مستغربه طلبه ..."حاظر ..."
:
:
ارتشف من كوبه وهو يتجه الى خزانته ..وبيد واحده اخرج ثوب اسود شتوي و جاكيت بني فاتح ..
:
:
لبسها بخفه بينما كانت هي مشتته من قربه لتختار ما ترتديه ..
تناول غترته ..واخرج حذاء طويل العنق مخصص لما سيفعله من خزانته..
:
:
استعجلها متسألا ..."يالله ياسلطانه ...؟؟"
:
:
همست له ..."طيب هيا ..."اخرجت جينز و حذاء شتوي وكنزه عوديه ..أرتدها على عجل ..
وهي تتناول شال كشميري بيج ..لحقته في خطواته الواسعه ..
فتح باب المنزل فترددت في لحاقه ..
الفضول يخترق نبضات قلبها وتفكريها ..
مد يده يستحثها ..."يابنت ما هنا احد تعالي ..."
:
:
سارعت خطاها وهي تقترب منه ..سمحت لنفسها ان تحاوط عضده ..بكفيها ..لتجاري خطاه الواسعه ..
رفعت رأسها للتأمله ..على طولها الفارع الا انه اطول منها ..نايف قبله كانت في نفس طوله ..
الا هذا الشامخ الفخم ..لا يشابهه رجل ..
اطال المشي وهو صامت ..قطعوا مسافه طويله ..كادت ان تفتر رجليها ...
لولا انه اشار لها على مبنى بني ذو وتيره بنائيه واحده..."قربنا ..."
:
:
تحمست مبتسمه لقوله ...ما ان اقترب ..حتى توقفت تراقب مايفعله ..
ادخل رقما ما وفتحت البوابه البيضاء الضخمه ..
أبتسمت وهي تقترب وقد بان لها صفوف لا منتهيه من ما اخفته البوابه وحافظ عليه برقم سري ..
كانت اسطبل لخيولا عربيه ..يقف كل منهم شامخا ابيا في مقصورته ..
:
:
لفت حول نفسها وهي تتأملهم ...أقتربت منه وهي تحاوط ذراعه وقد اقترب من خيلا بنيه بخصلات غامقه وعينا مرسومه ..
:
:
كان يمسح على مابين عينيها السوداء ..مدت يدها بتردد أخذ يديها يستحثها ..."اقربي عادي مهوب ماكلتس ..."
:
:
أبتسمت وهي تمسح على ملمسه الناعم ..همست .."سبحان الله ما اجملها ...."
:
:
جرها مع يدها يستحثها للحاقه ..
اوقفها امام اخر مقصورة ..همس لها .."وهاذي كمالة مهرتس ...."
:
:
أتسعت حدقتيها وهي تراقب جميله فضيه لامعه ..كنجمة سقطت على اربع قوائم ..
رشيقه وغضه ..أقتربت منها وقد أسرت نظراتها ...
كانت اجمل ما قد اهداها احدهم يوما ..
مدت يدها ..فأقتربت تلك متردده ...مسحت على شعرها الناعم الرمادي ..
ألتفتت اليه ..."ثلاب هاذي لي ....جميله ...سبحان الله ....طالع عيونها ...."
:
:
أقترب خلفها حتى التصق بها ..."من يوم شفتا نويتا لتس..."
:
:
دمعت عينيها دون قصد ....وهي تتأمله تلك اللامعه امامها ..
كانت جميله كقيمة من اهداها اياها ....
كانت جميله وعربيه وبدويه واصيله وموجعه ..
وكأنه اهداها معلقه شعر بحروف من ذهب بأسمها ..
:
:
:
:
:
ولي بكم لقاء قريب ان شاء الله اعذروا تأخيري وقصر الاجزاء لكن اوعدكم بتعويض ...
:
:
وتسلم لي الردود الجميله اللي ما يطلعها الا التأخير ...
:)
|