كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: العشق أنفى للعشق ، للكاتبة : مشاعل
..الجزء الثاني عشر ..
:
:
:
"الحياة الجديده.."
:
:
لم تكن مقتنعه في المكان لتتخذه مكان لمعيشتها الدائمه ..
خرجت مع عذبى من الغرفه ..بادرتها ..."ألبس بس واعدل حالي وأنزل أسلم على عمتي ...."
:
:
أبتسمت لها عذبى بحماس ..."ألبسي من جهازتس طيب ..."
:
:
أبتسمت لقولها ..."عذبى الخلا ..أنا في وادي وانتي في وادي ...."
:
:
ترجتها ..."الله يخليتس ....ياعمري ...جعلني فدا وجهتس ....ألبسي من جهازتس ..أصلا لو تقابلينا بدون ذهبتس بتقوم الدنيا مو مقعدتا ..."
:
:
رفعت سلطانه أحد حاجبيها ...."عن جد العيله هاذي غريبا ....والله ماهمني بلبس من لبسي ..ولاذهب ولا شيء ..."
:
:
كشرت عذبى تمثل الحزن ..."ترفضين هديتي ياعمتي الشيخه ..."
:
:
ضحكت سلطانه لقولها ..."على شانك بس ....تعالي اش البس ..."قالتها وهي تعيدها الى الغرفه ...
:
:
فتحت سلطانه الخزانه فقط مرضاة الى عذبى فهي لا تريد مدها بشعور أن كل مابذلته من جذه لا يهم ..
:
:
تأملت الخزانه وجرت قطعه عشوائيه ..."خلاص هذا أش رايك .."
:
:
كانت عذبى تقف امام التسريحه تنسق قطع ذهب ...رفعت رأسها لفستان ضيق أسود بفتحه صدر كبيره ونقوش على اطرافه بألوان غامقه...."بيطلع على جيدتس يهوس ..هيا البسيه ...بسرعه زمان المجلس أمتلى عند عمتي ..."
:
:
توترت لقول عذبى ..."طيب لحظه بس اروح اجيب داخلي من شنطتي ..."
:
:
أبتسمت عذبى بخبث ...ضحكت سلطانه لردة فعلها ..."عذبى مو من جدك حتى الداخلي ..."
:
:
أبتسمت عذبى معتزه ..."أنا ملقفه وكادي رفلا ...لو أسق شنطتس بكبرا قداما مو ب رافعه راسا من الكتاب بيدا ..."
:
:
أبتسمت عذبى وهي تتجه الطرف الأخر من الخزانه فتحته ...فكشف عن ثياب ذاك الغامقه الفخمه مصفوفه بترتيب ..تذكرت ..."آآه صح موب هنا ...."أغلقت الخزانه ولازالت تلك تراقب ماخلف بابها ...فتحت الابواب في الجهه المقابله ...
أبتسمت .."تنااااا ...أش رايتس جميلا .....؟؟"
:
:
راقبت الخزانه الغارقه بشيء لن تفكر تلبسه ..فهي بالكاد أحتملت ان لاتفقد وعيها امامه وهي شبه عاريه ..
:
أتسعت حدقتيها وهي تغلق بابها من وراء عذبى .."ولاتفكرين ....أش هذا ...أستحي اطالع ...."
:
:
ضحكت عذبى ...."والله لا تلبسينها ان جا وقتا ...نبي لنا شيوخ صغار اربعه مايكفون ....مقاسس مديم ولا .."
:
:
أتسعت حدقتيها ...وهي تنهرها .."والله ما البسها ...ومالك وما مقاسي ..."
:
:
كشرت عذبى ..."حرام عليتس والله كنت مبسوطه وانا اشتريها لتس..."
:
:
تنهدت سلطانه وهي تبتسم ..عذبى حقا كريمه وشفافه الا انها محمله بألم وحسره غريبه ..."علشانك بس راح البس من اللي اشتريتيه ومن الذهب طيب ..لكن هالاشياء أحلمي ألبسها ..."
:
:
زمت شفتيها بعدم أقتناع ...."حرام عليتس ..كسرتي بخاطري ..."
:
:
ثنت الفستان على ساعدها وهي تفتح باب الخزانه ..هزت رأسها ببديهيه .."أستقبل البس هاذي الاشياء اللي صراحه جميله ...لكن مو في وضعي هذا ..."
أخرجت زوج من الملابس الداخليه ...أبتسمت لعذبى تجاريها ..."بس كمان ممكن البسها اذا كان عندي مصلحه معلقه ...."
:
:
:
ضحكت عذبى لقولها ..."هذا اللي اقصدوا يابنت الناس والله ما البسا والله مدري وشو سنعي عمرتس ..."
:
:
أبتسمت سلطانه بتشمت ..."شر البلية مايضحك ...طيب اروح انا البس عشان الحق انزل تحت ..."
:
:
أبتسمت عذبى لها ..."صراحه المجموعات جبت لتس اللي احبن ماعرف غيرا ..."
:
:
رفعت سلطانه حاجبها بأستغراب أي نشاط وحماس التزمها هذه الايام القليله تأثث جهاز عروسه كامل ...."عذبى والله انتي تخجليني اش هذا ..راح تتعبيني معاكي ..."
:
:
أبتسمت لها عذبى ....و ببساطتها المحببه .."سلطانه انتي ريحة شما ..و انا شما غاليه علي واجد ..وانا والله احبتس من حوبا ...وهذا اعتبريه ولا شيء ياشيختنا الين ربي يفرجها وتجهزين عمرتس أحسن من تسذا ..."
:
:
راقبت ملامح سلطانه الخجله الممتنه وهي تبتعد متجهه الى الباب ..."زاد أسيبتس انا اللحين على راحتس لا نهجتي انا تحت عند عمتي ..."
:
:
راقبت غيابها مبتسمه وقد أخجلها كرمها ..انها لم تعرفها سوى منذ شهر ...وهذا مافعلته كيف لو عرفتها لسنوات ...
:
:
تأملت الغرفه حولها غريبه على روحها تماما كغربتها عن كل مايحدث لها وحولها ..
أتجهت الى دورة المياه ..فتحت بابها كانت ولاتريد ان تبالغ ربما اوسع من شقتها في المدينه في قاع عمارة قديمه متهالكه بالكاد يغلق بابها لشدة صدءه ..
:
:
ألتفتت للمستحضرات المصفوفه بأناقه ...أقتربت منها..جرت ازاحت المرآه لليمين ..فبانت لها مقتنايته ..حتى في هذه رسمي وغامق ..روائحها قويه ورجوليه ..
مدت يدها لزجاجة العوده ..هناك شيء غريب دفعها لفعلها ..
رجولته صاخبه و راقيه وهادره ...وجوده في زمن مضى في المكان فقط ..جعل منه له ألق خاص لا يشبه به مكانا آخر ..
لم يلتزمها الا ان تفتح الغطاء .. تسربت الرائحه في المكان ..أرتجفت متخيله قربه ..أغلقتها و أعادتها الى مكانها ..
توترت لمجرد وجود رائحته في المكان ..
:
:
راعت الا تبتل ضمادتها تحت سير المياه الساخنه ..
لفت جسدها بالمنشفه ..وقفت أمام المرآة الضخمه الملتحقه بالخزانه ..
تأملت جسدها و آثار المعارك القديمه عليه ..
آثر طولي باطن فخذها الايسر ..شاهدا على عقاب ارداها به مستخدما عقاله لأنه شك به يوم العيد أن تكون قد قابلت أخيه ..
:
:
أبعدت طرف المنشفه ..
آثر عرضي أقصى أسفل يمين بطنها ..شاهدا على أرتطامها في طرف ديكور سريرها الحديدي ..عندما دفعها بعدما أنهال عليها ضربا عند شكه بأنها قد تكون خرجت في غيابه ..
:
:
:
هدها الحزن للذكر المؤلمه ..لماذا ...أنا شاكره لك ياربي
:
:
..تراها كيف كانت ستكون حياتي لو كانت ممله واعتياديه و أمنه ..أمنه ومستقره ..يومها مثل امسها مثل غدها ...
:
:
حياه بلا نايف او ثلاب او كل هذه الذكريات التي تخنقها ..بدون عجز كادي و بدون وحدتها ..بدون يتمها ..بدون كل حياتها الماضية وما يحدث الان ..
:
:
أخذت نفسا عميقا ..وهي تبعد نظراتها عن ندوبها ..
جففت شعرها ..أرتدت الفستان ..توقفت للحظه تتأمل نفسها نسيت أن جسمها جميلا لهذه الدرجه ..
:
:
فتحت الخزانه ..راقبت الاحذيه الانيقه مصفوفه بترتيب ..أختارت كعب أبيض ..فهي انيقه وذوقها عالي الا انها لم تعد تهتم بنفسها مؤخرا ..فلا اهل ولا اصدقاء وهمها همان ..
:
:
أبتسمت وقد أكتشفت للتو بأن عذبى حتى أقتنت لها عباءات فخمه ..وبعضها بألوان غامقه غير الاسود ..سحبت طرحه فخمه وناعمه من الجوبير الاسود الداكن ..وضعته على كتفيها ففتحة الفستان واسعه ..حتى وان كان كمه محتشما ...
:
:
وقفت أمام المرآه ..سرحت شعرها بطريقه كلاسيكه ...ارتدت خاتما و سلسال ..وأسورة أستغلتها لتكون خلخال ..فلا تقتنع بكمال أناقته الا به..
أعادت على أحمر الشفاه التي جربته مسبقا ...رسمت عينيها بكحل باهض الثمن ..لم تكن تقوى ميزانيتها على شراءه ..ماسكرا ..مدت يدها الى عطر جذبها شكله ..
كانت رائحة خفيفه ..وصباحيه ...رشت منه القليل ..نظرت حولها ..ومن ثم خرجت من الغرفه ..أستوقفتها جميله مرت من امام المرآه في الصاله ..
عادت لتقف مجددا ..لم ترى نفسها هكذا منذ مده ..لطالما كانت اجمل حزينه ...الا انها نست كي تبدو ..
أ حقا من تقابلني على المرآه هذه أنا ...؟؟
يبدوا بأن هذا شكلي عندما اتجرد من الفقر الذي عرفته وعرفني منذ زمن...
:
:
فتحت الباب ..أتجهت لغرفة كادي ..فتحتها كانت كادي لازالت تغط في نومها يبدو بأنها متعبه للغايه ..
:
:
تأملت الدرج الضخم الطويل ..نظرت الى كعبها ...طلبت المصعد في أخر الممر ..
:
:
ما ان فتح باب المصعد حتى اختنقت برائحة البخور المميزه ..
وضعت الطرحه على رأسها ..
توجهت الى المجالس البعيده عن المصعد ..
:
:
دخلت وهي تلقي السلام ..ألتفت الجميع أليها ..أي نعم تزوج شيخنا لكن لم يتوقعون بأنه ارتبط بأخت زوجة السابقه الفاتنه ..التي لفتتهم في ايام العزاء..
:
:
يبدو بأن هذه الشقيه ثبتت نفسها في هذا المنزل ..ومن لاتفكر بأن ترتبط بشيخ القبيله ..
فتعيش في كرمه حتى وان انفصلت عنه ..
:
:
أبتسمت ام عياد لدخولها بفخر ..فهي تليق بمقام أبنها ..
كان المجلس يعج بالضيوف وكن أجمعهن من طبقات مرموقه كما يبدو ..
لايبدو بأنه اجتماع القبيله التى حكت لها شما عنه ..جلست بجانب عمتها صامته ..دخلت حينها عذبى بألقها الشمالي الذي لا يليق الا بها ..
حتى وان كانت عذبى اكبر من سلطانه في العمر الا ان ملامحها طفوليه ..وعيناها كبيره بالمقارنه ببقية ملامحها ..وتحمل عزه بنفسها فلا يهمها احدا ....بمكانه اجتماعيه ساميه وبشهادات من جامعات مرموقه بل انها عضو تدريس في الجامعه هنا ..
عذبى تماما كما تبدو للرائي منذ اول وهله ...انا ومن بعدي الطوفان ..يبدوا بأن هناك درسا علمها أن تكون هكذا ..
:
:
جلست بجانبها مبتسمه ..
ألتفتت اليها ..."أش هالجمال ...؟؟والدليل الكل معطيتس طاف ..."
:
:
أبتسمت سلطانه وهي ترفع احد حاجبيها ...سلطانه ايضا لمن لا يعرفها تبدو أنثى تبطن الشر دائما ..بينما هي لا يهمها احدا ولاتفكر ان تحتك بأحدا ..
:
:
حتى نظراتها الخاطفه تبدو وكأنها تقييم شديد ..بل انها تحمل فخامه خاصه بها وملامح حاده قد لاتريح من يلتقيها اول مره لضنه بأنها تضمر فكرا عدوانيا ..
:
:
أنفض المجلس وبدين ينقصن شيئا فشيء ..ولم يبقى سوى عذبى و سلطانه وام عياد في المجلس ...ألتفتت لها ام عياد مبتسمه ..."مبارك يا شيختنا ..."
:
:
خجلت لقولها ..."الله يخليكي ياعمه ..."
:
هزت رأسها لها بالنفي محذره ..."يمه ..."
:
تلعثمت ...وهي تراقبها غير مستوعبه ..."نعم؟؟"
:
:
كررتها لتؤكدها ..."يمه ...ناديني يمه ..."
:
أم عياد لاتبدو أبدا بأنها عجوزا ..طويله وعريضه ..وبيضاء بملامح جمال قديمه ..تغرق عينيها ذات النظرات الحاده في الكحل ..وتصف بناجرها الثمينه اللامعه حتى ثلث ساعديها ..و تترك طرحتها الكبيره مفتوحه فوق رأسها دون ان تلفها ..وأنيقه بطريقه تليق بعمرها ..وتضع الحناء في باطن كفها كمن يستعد لمناسبه ..لونها احمر قاني وملفت للغايه ..وتقتني عصاة في يدها ..لا لحاجتها اليها الا لغرض في نفسها ..
:
:
وقفت عذبى مستأذنه .."طيب اطلع انا اللحين ..ألم اغرضي ..يمكن الرحله تكون اليوم ..أو باكر ..."
:
:
أبتسمت لها أم عياد ..."الله معتس ياوليدي ...."
:
:
أتعست حدقتيها وأمتلئت بدموعها أ سترحل عنها كادي بهذه السرعه ..
:
:
ألتفتت الى أم عياد ..راقبتها تلك بتقييم ...همست لها ...وبطريقه متسلطه غريبه ...."الشيخ ثلاب دخل عليتس ..."
هزت رأسها بالايجاب ..الا انها فهمت ماتقصده رمشت جفنيها من هول وقع قولها
:
:
تلعثمت ..."أأ ...أممم ..لا.."
:
:
:
:
تغيرت ملامحها وهي تراقبها ...بطريقه غريبه ..."لا تقصرين في حق الشيخ ياسلطانه ...ولدي للحين صغير ..جيبي له الضنا وبيشيلتس عن عزاز الارض شيل ....ام جسار حتى بعد ما طلقا عايشا بنعمتو ...وانتي مكسب مانفرط فيتس أبد ..."
....
:
:
مالذي تقصده بقولها ..تهددني اولا ومن ثم تعرفني بقيمتي ..
هذه العجوز قويه للغايه ..
أبتسمت لها وهي تراقب الباب .."قابلتي الشيوخ ...واخوان عيالتس ان شاء الله ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي لها وهي تبلع ريقها تحول نظرتها من العجوز الى الباب ...
:
:
ما ان لبثت حتى دخلوا ثلاثه شبان سدو المكان بمناكبهم ...أرتجفت اطرافها وهي تشعر بوجود ذاك ..
الا ان دخل اخرهم ...وسبحان من خلقه كان لايشبههم ..واعرض واطول منهم ..انه حتى مخيف اكثر من ابيه ..
:
:
وقفت جدتهم مبتسمه فخوره بهم ...كانت قد تعلقت نظراتها بهم وارتجفت اطرافها فهي لم تكن مع اكثر من رجلين من قبل في غرفه ..بالكاد من رأوها قبلا يعدون على الاصابع ..وفجأه كل هذه الهيبه تزحم مكانها ..
:
:
عرفتها أم عياد بأخر من دخل منهم ...لاحظت توتر غريب ...وتلك تربت على كتف من قبل يديها ...وتنظر الى اول من دخل ..."هذا الشيخ جسار ...بكر ثلاب ..."
:
:
رفع ذاك عينيه لها وكان يرفع احد حاجبيه أرتجفت لشر وجبروت في عيينه...
مد يده اليها ...ترددت وهي تمد يدها اليها ..شدد على اناملها وهو يجرها اليه ..همس لها ...وهو لازال يرفع حاجبه وبتهديد غريب ..."شيختنا...نورتينيا ..."قالها وهو يبتسم بطريقه غريبه ....
:
:
:
انه كمن يقول انا اراقبك ووجودك هنا مؤقت ..أبتعد عنها وقف بجانب جدته ولم ينظر اليها ..
أقترب ثانيهم كان وقورا للغايه ويشبه لأبيه الا انه حتى هو رمقها بنظرات استحقار ....قبل رأس جدته ....أبتسمت جدته له وهو يمد طرف يده لتلك ..."وهذا الشيخ عياد ..."
:
:
اومأت برأسها اليه ...لحقه شبيهه في فعله ...الا انه كان مبتسما بود خلافا لهم ..."وهذا الشيخ معتاد سمي جدو وشبيهو ..."
:
:
أبتسمت له بدورها فهو يبدو ودودا ...أقترب اخيرهم خجلا ...مد يده لها وهو لاينظر اليها ...مررت جدته كفها على خده ..."وهذا تربية رحمن ...هذا الشيخ طالب ...."
:
:
:
:
رمشت بعينيها وهي تجلس صامته كانت تشعر بهم يراقبونها ..
:
:
كانوا يتبادلون احاديثا بينهم متجاهلينها ..لكن اغربهم جسار كان صامتا يراقب الوضع ناقما ..
:
:
وقف فجأه ..رفعت جدته رأسها اليه ...سألته بحنان ..."وين ياعين أبوي ...؟؟"
:
:
رفع عينيه بطريقه غريبه لسلطانه خلفها ...."راجع الرياض يا جِدتي ..أرجع لتس أخر الشهر ...سلموا لي على شيخكم ..."
:
:
شيخكم ..هذا الشاب غريب ..يضمر الكثير ..ونظراته لأخوته غريبه خصوصا لمن يكنى عياد ..
ولماذ قد يطلق على ابيه هذا اللفظ بهذه النبره ..
أنه ناقم للغايه ..
:
:
:
وما خصني انا ..فليذهب الى الجحيم ..لكنه كما يبدو غير مقتنع بي ..ماهذه النظرات ..
وبدون ان تلاحظ كانت تبادله نظرات الاستحقار ..
خرج من المجلس ..اللعنه انه اكثر رجل مغرور رأيته في حياتي ..ان كان غرور أبيه جاذبي فهذا غروره منفر ...
:
:
:
وقفت مستأذنه فهي تريد قضاء يومها مع كادي ليس مع هؤلاء العمالقه ..
:
:
التفت الجميع لوقوفها حتى خروجها ..سبحان من سواها انها جميله ومفلته ..
أنها تليق بمقام ثلاب و جاذبيته للغايه ..
أنها كمقتنى ثمين و مميز لا يشاركه غيره به ابدا ....
:
:
:
صعدت السلم بهدوء وهي تتأمل الواجهه الزجاجيه العملاقه ..الجو صحو في وقت متأخر فقد بدأ مغيب الشمس ..
:
:
دخلت غرفة أبن أخيها لم تكن موجوده ...وقفت أمام نافذة الغرفه الضخمه ..
مغيب الشمس ترك لمعانا ذهبيا على المسطحات الخضارء بجوار المكان ..
همست نفسها لنفسها ..."لربما ما اعيشه حاليا هو استجابة الله لدعواتي ..بوسعة الرزق والسند القوي ...يبدو بأنني دعيت كثيرا حتى أحضى كل هذا ..."
:
:
فُتح باب دورة المياه فألتفتت اليه كانت كادي ويبدو بأنها للتو أنهت استحماها حيث انها مجهده للغايه ...
:
:
أبتسمت لها فبادلتها تلك أبتسامة الاعجاب ..."اش هالحلاوة ياعمه ..."
:
:
تأملتها بصمت ...ألفتت تراقب الغروب ...
أستغربت صمتها ..تأكدت من خلو ذهنها ...."عمه ...أكلمك ...عمه؟؟"
:
:
ألتفتت اليها بعدما ايقضتها تلك من سرحانها بأصرارها ....
أبتسمت بشرود ...ومن ثم همست وهي تعيد نظرها الى الافق الذهبي ...."اليوم كان موقعي غريب ...الكل عاملني اني كبيرة قومهم ...وانا قبل ..."
:
:
سكتت وهي تسرح بنظراتها ....وقد عرفت كادي ماكانت تقصده وهن من همشهن المجتمع منذ مده طويله ...
:
:
راقبت سياره تقترب ...عرفتها لمن ..الا يمل من كثرة الترحال في نفس اليوم يذهب الى حائل ويعود في هذا الوقت الموجز ...
:
:
أبتعدت عن النافذه وهي تقترب من كادي ..جلست على السرير ...أخذت فرشاة شعرها من يدها ..ومن ثم همت في تسريح شعر أبنة أخيها فلطالما اعطتها الامومه رغم فرق السنوات القليل بينهن ...
:
:
كانت تحرك رأسها سارحه لتسهل على عمتها تصفيف شعرها الرطب ..
:
:
همست لها ..."عمه ..تعرفين انه في خوف وحماس في قلبي ..."
:
:
صمتت تلك ولم ترد ...وعنت بصمتها الانصات ....
أكملت تلك .."خوف من العمليه والمستشفيات والعلاج ...وحماس لتغيير ..للحياة الجديده ...فهمتيني ياعمه .."
:
:
همست تلك لها .....وقد شاركتها شعورها ...."تعرفين لو كان في ظروف نفسيه غير ...كان وضعنا هذا جيد ومرضي .."
:
:
هزت كادي رأسها بالايجاب ...."صحيح ..عمه بس المكان هنا يخوف مليان أسرار وسكوت ...عكس بيتنا في مكه وبيتنا في المدينه ...كانت جدراننا صغيره و بذكريات بس بدون اسرار..........صح؟؟"
:
:
رفعت عمتها احد حاجبيها ...."قابلت اكبر اولاد ثلاب ....وكان غريب وناقم ...وحتى انا مارحمني وهو توه يعرفني ...وواضح هو واخوه عياد بينهم قصص كبيره ..."
:
:
غضنت كادي جبينها ...."غريبه كيف يجي ذا الوقت ..."
:
:
سألتها عمتها بأستغراب .."ليه ...؟؟مو بيته ؟؟"
:
:
هزت كادي رأسها بالنفي ...."عذبى قالت لي هو منفي من الشيخه ويعيش في الرياض...."
:
:
أقشعر جسدها لقسوة حساتهم الفارهه ..."أعوذ بالله احد بهالزمن ينفي ولده ..."
:
:
قالتها وهي تفكر في ذاك الجليدي الغامض ..من ينفي ولده أي حنان يحمله في قلبه ...لكن يبدو بأنه ليس ذاك المنفي للغايه فكيف يشارك اخوته وجدته الجلوس ..وكيف يأتي للمنزل ان كان منفيا يبدو بأن كادي لم تفهم الموضوع ....لكنه قال قبيل خروجه" سلموا لي على شيخكم "
لماذا يرسل السلام لأبيه بهذه الطريقه ..
غريب ..ولماذا ثلاب رفع سماعة هاتفه لعياد في ساعه واحده ثلاث مرات ...لماذا ليس له ؟؟يبدو بأن هذا جواب لتساؤلي ...؟؟وما علي أنا؟؟المطلوب مني هو أن اتأقلم مع ما علقت فيه ...؟؟تماما كما تأقلمت مع مصائبي القديمه ....هذه الوضع وهذه الحياه رفاهيه عند ما عشته سابقا لكنها متعبه نفسيا للغايه ..
:
:
كانت قد سرحت شعر أبنة اخيها في جديله طويله ..وقفت وهي تقبل رأسها ..
"حبيبة عمتها ....ربي يحرسك وين ماتروحي ..."
:
:
أتجهت الى الباب ..و كأن لتمايل خصرها مالت الحيطان تنهدا وضعفا ...
أبتسمت قبيل خروجها ....وبتشمت غريب.."دحين صار عندي مسؤليات ...اتوقع ثلاب وصل ..أروح اشوفه لعل وعسى اعرف اتفاهم معاه لحظه ..."
:
:
غضنت كادي جبينها ....وبوجع ..."حتى ثلاب ياعمه ؟؟"
:
:
هزت تلك رأسها بالنفي ..."ياعمري الرجال مو صعبين لكنهم اقوياء ...الله يعيننا ...وثلاب تعب بطريقه ثانيه ...واصلا دوبني عرفته لازم لي شهور عشان اعرف اتكلم عنه ..."
:
:
أبتسمت لها كادي ...وبثقه ..."عمه انتي قويه انا ما اخاف عليكي ...وان شاء الله بس يعرفك على حقيقتك بيعشقك ما ؟؟"
:
:
أبتسمت تلك ...لحالمية ابنة اخيها ..."حبيبتي العشق اخر المطالب ...نبي احترام بس.."
:
:
:
أبتسمت لها كادي ..."عمه لا تكابرين العشق روح جديده ..."
:
:
هزت رأسها بعدم اقتناع ..."العشق وجع قلب ....اروح لثلاب اوجع قلبي وارجع لك ....سلام ..."
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::
نزع ثوبه ما أن هم بدخوله الغرفه ..فتح باب مكتبه ..الملحق بصالة الغرفه ..
فتح جهازه المكتبي ..ومن ثم توجه الى دورة المياه ..أخذ حماما سريعا فهو لا يتأني في أي شيء حتى لايفوته ركب حياته واعماله وشؤؤن قبيلته ..
:
:
ترك باب مكتبه الواسع مفتوحا ..حتى لم يكلف نفسه اكمال ارتداء ملابسه ..أكتفى ببنطلون المنامه ..و وضع المنشفه على كتفه الايسر ...ولازالت خصلات شعره الرماديه تتسرب المياه منها على رقبته ...
:
:
محدقا في شاشة جهازه الكبيره ..لفته صوتا في المكان ..رفع رأسه ..كانت أخر من توقع وجودها هنا ..فهي كما يبدو كانت تنتظر اللحظات لتفارقه ..
:
:
راقب رقتها ونعومتها التي لم يرى لها مثيلا ..
تأملها وهي تنحني لترفع ثوبه الاسود من على الارض ..
:
:
كان موقعه يسمح له بتأمل تحركاتها داخل غرفة النوم ..
نظفت جيوب ثوبه ..واخرجت مستلزماته واضعتها على طرف التسريحه ..
:
:
أختفت عنه للحظه..ومن ثم عادت بكامل ملابسه التي نزعها في يدها ...
دخلت دورة المياه ومن ثم خرجت خاليه اليدين ..
أختفت للحظه اخرى ..
ألا انها عادت وفي يدها ثوبه البني وغتره سكريه ..علقتها قريبا من الباب لتسهل عليه خروجه ..
:
:
أستغرب فعلها فلم يفعلها احدهم من قبل له ..بينما هي قد اعتادت هذا الفعل مع ابيها وزوجها ..
:
:
وقفت أمام المرآه ..فتحت دبابيس شعرها ..وتركته لينهمر على ظهرها فحجب عنه أنحناء خصرها ..
مسحت الروج ..وأستبدلته بلون أخف ..هي تعلم بوجوده هنا لكنها لم تلمحه بعد ..
جمعت شعرها وازاحته على كتفها الايسر ..جرت سحاب فستانها ..ومن ثم اتجهت الى الخزانه ...وقد كان يراقبها متناسيا مابيده ..
أنه فضولي اتجاها ..وكأنه لم يرى انثى قبلها ..ناهيك عن الاربعة عشر سنه عزله ورهبنه ..لقد كان لايجد للانثى وقت في حياته ..الا ان هذه غريبه و مدلله بشكل مترف ..في كل حركاتها وصوتها ..
من من نساءه الثلاث قبلا ...لبست يوما امامه قصير ..او كشفت عن كل ما رأه من هذه ..فربما هو يرى كل هذا للمره الاولى ..من من زوجاته كانت تملك كل هذه المقومات ..كن خجولات وتقليديات للغايه ..أي نعم هذه خجوله لكن بطريقه فاتنه..
فهي بالكاد ترفع جيبها لتغطي صدرها بأطراف أناملها فيشتعل جسده ...يالجمالها ليته شاعرا ..كان لن يبخل في حقها ابدا ..
ألا انها غامضه وصامته ..كلما تذكر فورتها عندما لم يسمح لها بالسفر مع كادي ..من تجرأ يوما ورفض طلبه ..
هي ..
من تجرأ يوما و أزعجه في السرير ..
هي ..
من تجرأ هو يوما ونزع له ملابسه ..
هي ..
في هذه الايام القليله كسرت له ثلاث من قواعد كان يسير عليها طوال حياته ..
هذه الجميله متعبه ..
:
:
تأمل الفراغ وهو يرتشف من قارورة الماء أمامه ..
بانت له مره أخرى ..تأملها للحظه فشرق بالماء ..تنالك نفسه ..
بينما هي انتبهت لوجوده ...
فبانت له ملامحها أكثر وهي تقترب منه ..مالذي تنوي فعله لماذا تظهر بهذا الشكل امامي ...لربما لانها زوجتك او شيءمن هذا القبيل ؟؟....
:
:
أعاد نظره الى شاشته بأقترابها ..
وقفت في الجهه المقابله للمكتب وقد غرق برائحتها الرقيقه ..
حدثته ولم يرفع عينيه ...
راقبته محاوله الترقب منه ..الا انه حصينا ومهيبا للغايه ...سألته بود ..."الحمد لله على السلامه ...كيفك؟؟"
:
:
هز رأسه لها بالايجاب وهو لازال محدقا بجمود في الشاشه ..
همست له بخجل من وضعهها معه ..."تبي شيء؟؟قهوه أي شيء..؟؟"
:
:
رفع عينيه لها تأملها دون ان يرفع عيينه لعينيها ...ومن ثم هز رأسه بالنفي ....."سلامتس ..."
:
:
هزت راسها له بالايجاب وهي تعطيه ظهرها مبتعده ...كره ابتعادها ..فناداها ...
:
:
"سلطانه ......"
:
ألتفتت اليه .."هلا ..."
:
:
كادت ان تنسى وجوده وهي غراقا بالتحديق فيها الا انه نطق مؤخرا ..."اليوم ان شاء الله الساعه ثلاثه رحلة البنيوات ..بلغي بنية اخوتس ..."
:
:
لقد أستسلمت من ناحية سفر كاد لولا شوقها الذي تأجج منذ الان ..
همست له ..."حاظر ..تبي شيء ثاني ..."
:
:
هز رأسه لها بالنفي ...تسائل ..."انتي تبين شيء؟؟"
:
:
أبتسمت له بطريقه كاد قلبه يذوب لها ..."سلامتك ..."
:
خرجت من المكان شدد على قبضته ..أخذ نفسا عميقا وتمالك نفسه وهو يعود مشتتا لما كان يحاول التدقيق به ..
فقميصها الاسود الطويل كاد يوقف عقله ..
:
:
لم تعرف ماذا تصنعه ..ولن تعود الى كادي الأن ..فقط ستمارس السكون والصمت ...لفتها باب لم تلاحظ وجوده قريب من باب الجناح الرئيسي ..فتحته كان مطبخا صغيرا ومتواضعا فقط لأعداد القهوه وحفظ المرطبات ..
تحتاج الى قهوه حقا ..
أعدتها سوداء مره ..واعدت كوبا اخر لا اراديا ..
:
فكرت للحظه ..بدل ان تمارس السكون والصمت لوحدها في الصاله امام التلفاز لماذا لاتذهب عنده ..لتعوده على وجودها الذي لم يستوعبه على مايبدو ..
:
:
دخلت مكتبه ..كان محدقا في شاشته لم ينتبه اليها ..تأملت المكان البني الرسمي حولها ..
أقتربت من مكتبه واسعه قد غطت الحائط ..الكتب هنا كلها سير شخصيات مهمه ..وأصدارات الارشاد في الادارة البشريه ..واحصاء ..واشياء ممله .الا اخر الركن الايمن ..كانت كتب أدبيه قديمه ..
ومؤلفات شعراء شبه الجزيره العربيه ..
كانت تحمل هاتفها في يدها .وهي تقف امام المكتبه ..ألتفتت اليها ..كانت تعطيه ظهرها عدلت شعرها ففضحت ستر ظهرها من فتحة القميص الواسعه ..
:
:
رفع رأسه وأغلق نافذة عمله ..وتركه على شاشة التوقف ..
تأمل هدوءها المترف الجارف حوله في المكان هذه اول انثى تكون في مكتبه ..
و أي أنثى حجازيه تغزل بها أمرؤ القيس قبلا ..
وضعت هاتفها على طرف مكتبه وهي تجر مؤلف بدوي لفته غلافها ..
جلست أمامه بصمت ..
:
:
مدته بكوب القهوه قريبا منه ...وفتحت الكتاب اعتدلت في جلستها بهدوء وفتحت الكتاب ...
أخذ كوب القهوه وهو يبتسم لملامحها وهي تقرأ ..
أستغربت للحظه ..رفعت رأسها كان يتأملها ..
أبتسمت له ...رفعت الكتاب ..."عمري ماقرأت أو سمعت قصيده للسديري ..ماتوقعت هذا اسلوبه ..؟؟"
:
:
أبتسم لها بأيجاز ..لا يعرف ماذا يرد عليها ..أنها تتكلم بطريقه وكأنه تحيط من امامها علما فقط وترفض النقاش ..وكأن الحديث لا يليق الا بها في حضره وجودها .....
:
:
أعادت نظراتها للكتاب ..ألتفتت الى هاتفها الوردي المهترئ بالقرب منه ..
:
أعاد نظره اليها ..
كانت تغلل أناملها في شعرها وهي مستغرقه في القراءه ..
شعرها جميل و ملفت للغايه ..أسود حالك و بتموجات قريبه من بعضها ...انها بدويه بكل مافيها الا ان مازادها كل هذه الرقه والدلال الفطري الا انها حجازيه ..
وما نساء الحجاز الا فتنه رجال المملكه أجمعها ..فقد ضرب المثل بجمال روحهن وعفوهن ..
:
:
لعبت في ورقه بين اطراف اناملها ..ألتفتت اليه ..."الفاظه صعبه ..."
:
:
هز رأسه لها بالايجاب .."مهجورة .."
:
:
تمتمت ..وهي تعيد نظرها للكتاب ..."أمممم .."
:
:
سألها بود غريب ..."سلطانه تروحين معاي قطر ؟؟"
:
رفعت رأسها اليه مستغربه ...."مو هاذي الخطه ؟؟"
:
:
أبتسم لها بطرف شفتيه انه حتى لايفصح عن ابتسامه كامله ...
ارتشف من قهوته والازال يتأملها ....
"مهرتس يسد ؟؟"
:
:
رفعت رأسها اليه وقد تغيرت ملامحها ...تلعثمت..."مبالغ فيه .."
:
هز رأسه بالنفي مقتنعا بأعتقاده ..."مهر مرة الشيخ ثلاب ...وباقي مهرتس مابعد وصل ..."
:
:
هزت رأسها له بالنفي ..."ثلاب انا مايهمني أي من هاذي الماديات الحمد لله وبتعالج كادي ...في احسن من كذا ..ولا اغلى من كذا ..."
:
:
حدق في همسها الرقيق والراضي مشدوها ..هز رأسه بالنفي مبتسما لنفسه ..."لا والله حرام فيتس هالماديات مهر ...حقتس وزن روحتس ذهب .."
:
:
أتسعت حدقتيها لقوله ..وقد تغيرت نظراته اليها تغيرا تاما ...كيف يبوح بهذا التغزل فجأه ..
ماهذا الرجل الغريب للتو لم يطق وجودي معه ..
أعاد نظره لشاشة جهازه وكأنه لم يقل شيئا ..أو يصدمها بقول لم تتوقعه منه أي ثقه تعتريه ..
:
:
وقفت لتعيد الكتاب لمكانه ..وهي تحيطه بنظراتها ..
سألته بهمس ...وكأنه اصبحت تخاف من ردات فعله فقد ذابت قدميها لقوله توا ..."ثلاب ..أستأذنك اروح لبنت اخوي اللحين .."
:
:
تجاهلها بنظراته كالعاده ...وببرود ..."اول زهبي أغراضتس رحلتنا الساعه 11 بالليل ....وخذي راحتس بعدها ..."
:
:
أتسعت حدقتيها لقوله ..يعني بأنها ستذهب قبل كادي ولن تستطيع توديعها ..
:
:
أشارت بسبابتها بأستغراب ..."اليوم في الليل ..؟؟"
:
هز رأسه لها بالايجاب ..."أن شاء الله ..."
:
خرجت من المكان وهي تتناول هاتفها وكوبها دون ان تتحدث او تعترض ..كره خروجها وأحس المكان خاويا ..
:
:
أرتدت معطف قميصها الاسود الطويل بعدما جهزت حقيبتها وحقيبته ..دون أن تسأله ..خرجت من المكان بهدوء ..
:
:
دخلت غرفة كادي ..كانت كادي تجلس على كرسيها مقابله النافذه وقد خجت صلاة المغرب للتو ..
لماذا لم يصلي ذاك اتراه قصرها في طريقه وما دخلي انا ..حاقده عليه مجددا ..
:
:
همست لها .."كادي حياتي اليوم الساعه 3 بالليل رحلتكي .."
:
رفعت رأسها لها بأستغراب ..."دحين ..اليوم ...؟؟"
:
دخلت عذبى مبتسمه ...."مساء الخير ..."
:
بادلنها الابتسام لروحه العذبه كأسمها ..
أبتسمت لهن .."تدرون طيارتنا اليوم ..؟؟ماكنت متوقعه الامر يتم بهاذي السرعه انا ابدا دراسه الاحد الجاي ...؟؟"
:
:
رفعت سلطانه أحد حاجبيها بأستغراب .."طيب ..احس في امور كثير لسى الواحد ما انجزها ...."
:
:
هزت كتفيها بعدم مبالاه ..."يابعد روحي عايدي ...قدامتس انا متعوده على تورنتو قضيت فيها اربعه سنين دراسه ومايحتاج وفياض ارسلي لي لوكيشن البيت لاني بعت شقتي اللي هناك ..وارسلي لوكيشن المستشفى والمعهد اعرفه درست فيه قبل كذا ..."
:
:
أتيعت حدقتي سلطانه بخوف ..."وفياض مو رايح معاكم ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."لا فياض اكيد مو رايح ما عمر فياض سافر معاي ..هو بس زبط امور المستشفى والعمليه ...واكيد بيطل علينا كل مده ..يطمن ..شغله مايقدر يا في السفاره في لندن يا وزارة الصحه في الرياض ..."
:
:
:
وضعت يديها على قلبها ..."ياويلي بنات لحالكم هناك ...بلاد غرب تخوف ..."
:
:
أبتسمت لها تطمئنها ..."ياعمري والله امان لا تفكرين كذا ..وبعدين وجود فياض ماراح يريح كادي.."
:
:
أبتسمت كادي ..."ياعمه عادي ماعمرنا كله راح وحنا لوحدنا في المدينه ..."
:
:
أبتسمت عذبى معتزه ..."بعدين معا انا ..وكثير عوائل عربيه وهنديه بعد بنيت معا علاقه اجتماعيه هناك وماراح نضيع ...ان شاء الله ..."
:
:
دمعت عينا سلطانه ..."وعمليتها متى ؟؟ طيب انا مو معاها ؟؟"
:
:
أحتضنتها عذبى ...وبحنانها .."لاتبكين يالشيخه ..عمليتا يوم السبت ان شاء الله ومعا انا ومعا جاملا مو تاركينا لحظه لاتصعبينا ياسلطانه والله كادي بتنبسط هناك ...وان شاء الله بترجع لتس واقفا وطيبا ومعافيا ..."
:
:
:
أنهمرت دموع سلطانه التي تجلدت بالقوه كثيرا ..لكنها لم تفارق ابنه اخيها يوما ...أقتربت منها كادي واحتضنت كفها ..
وقد أعترى كادي برود غريب ..وكأن الموضوع لايخصها ..
لقد أعتادت على اعاقتها ولم تكن تتوقع بأنها سوف تتحرر منها يوما ...
وتأقلمت مع كل هذا ..
كل الايام متشابهه وكل الاحداث متماثله ..
:
:
شددت سلطانه على يد كادي وهي تمسح دموعها ..تركتها عذبى فأحتضنت كادي وهي تهمس لها ...."ياروحي ...ياروحي ياريحه اهلي ..."
:
:
أنتصبت واقفه وهي تمسح دموعها ..."عذبى اقولها كثير بس ما امل من قولها ...كادي امانتك ياعذبى ...أنتبهي لها ولاتخرج من البيت الا للمستشفى وفي المستشفى لا تقعد لحالها ..انتبهو لها ..طيب..الله يخليك لك كل غالي ياعذبى بنت اخوي امانتك ..."
:
:
أبتسمت لها عذبى ...."من عيوني ياروحي والله لا انتبهلا ..والله بيحرسها ان شاء الله ..."
:
:
تأملت كادي ...ومن ثم همست ..."أن شاء الله ...."
:
:
التفتت حولها .."وينها جاملا بوصيها ...."
:
:
أبتسمت لها كادي ..."ياعمه لا تصيرين كدا ..الفرق الوحيد انه راح ابعد عنك وبس مافي شيء جديد ..."
:
:
دمعت عينيها ..."انا بروح مع ثلاب قطر الساعه 11 رحلتنا ...]عني لازم امشي على القليل عشره ...ما اقدر اروح معاكي للمطار .."
:
:
أبتسمت لها كادي ..لتطمئنها ..."لحظات ماراح تفرق صح ياعمه ..لاتخافين عليا ياعمه ..ان شاء الله امري كله خير ومعايا جاملا وعذبى ..وبالعكس حروح مكان جديد وجو جديد ..اكيد حأكون بخير ان شاء الله .."
:
:
مسحت دموعها أخذت نفسا عميقا وقد تغيرت ملامحها.."والله مو قادره اسيبك ياعمري ...مو قادره ابعد عنك ..ياربي صبرني ...من ذحين بدأ البكا .."
:
:
حاولت عذبى ان تهدئها ..."سلطانه ان شاء الله اذا فضي ثلاب بياخذتس يمنا ..وبتشوفينا و بتقر عينتس ..وبتطيب وبتاقف على راستس ..."
:
:
تسألت بحزن ..."طيب هناك برد ..؟؟اش الم لها اغراض .."
:
:
مالت عذبى رأسها بقل حيله ..."يا سلطانه حنا نبا نروح تورنتو ..مدينه اش كبرها مو قطعه ...الله يصلحتس .."
:
:
ألتفتت حولها تشتت نظراتها لتوقف دموعها..."بس لازم الم اغراضها .."
:
:
عارضتها "خلاص عمه انا الم اغراضي ..."
:
هزت رأسها لها بالنفي ..نهرتها بلطف ..."أسكتي قلت انا بلمها .."
:
:
أبتسمت عذبى وهي تتجه الى باب الغرفه .."اجل انا اترككم اللحين بروح انا بعد ازهب عمري و أكلم اهلي .."
:
:
أتجهت الى غرفتها وقد ألمها قلبها على سلطانه للتو ..
فتحت غرفتها المرتبه بأتقان واعتياد ..لقد مرت احد عشر سنه منذ دخلت هذا المنزل ..ولازالت الغريبه حتى الأن ..
المكان الذي لم تقتنع يوما في وجودها داخله كل ماتمنته حياه بسيطه ..
انها سعيده للغايه بمراتب علمها التي وصلت لها لم تكن يوما تحلم بأكمالها دراستها ..
:
:
وفياض ...من فياض ؟؟...
متى قضت معاه اكثر من يومان ..متى جلست معه ؟؟متى حدثها أو سألها ؟؟
متى أبتسم لها ..؟؟متى رفع عينيه لها ...؟؟متى أبتسم لها ..؟؟
متى أحتضنها ..؟؟متى أستوعبها ..؟؟فياض مجرد رجل تكشف وجهها له ..؟؟وتعيش مع اهله ..؟؟
:
:
:
تذكرت عندما نهاها يوم زفافها عما لبسته وحذرها الا تلبس أمامه شيء كهذا ابدا وان هذا اخر مطالبه منها ..
:
:
كانت صغيره وحمقاء وألمها ذاك ..الا ان كل هذا لا يهمها الان وتحمل لا شيء في قلبها بأتجاه فياض ..
سوى أصرار امه على الخلفه الا انه عصيا شديد العناد ..
وصامت ...صامت حتى الخوف ...صامت حتى الحزن .. وغامض للغايه ..
بلا أي شعور او اختلاجات او ردات فعل ..
بارد و وحيد ..
لا يرفع عينيه لغير كتابه ..
ولا احد سوف يصدقا عندما ستفصح عن سرها معه ولما عساها ان تفصح ..
انها بالكاد تراه ما لا يتعدى مجموعه يومان في سنه واحده ..
فياض شخص لا يفسر في حياتها ابدا ..
فياض لا شيء ..
ولا حتى أخ لم ترزق بها امها وابيها ابنا ..
:
:
و ان لم يكن لديها ذكرى ..؟؟لم تكن لتصبر على هجر فياض ابدا ...؟؟الذكرى القديمه ...الروايه القديمه التي لن يعرفها احدهم يوما والهجران الاكبر ...؟؟
:
:
:
حزمت حقائبها وجهازها المحمول و اوراقها ..تحممت ومن ثم اندست في سريرها الضخم الوثير الذي لم يضم سواها يوما ..
وذاك يعيش في عزلته في الرياض ..منذ 11 سنه ..انها حتى لاتعلم طبيعة عمله او حتى تخصص دراسته ..
وفياض الان في مشارف انتهاء السابعه والثلاثين ولا زال يتحلى بصمته و بعده ..وكأن الارتباط اجمعه لايهمه ..
:
:
:
صلت العشاء لتوها ولا بأس في القليل من الراحه ..
مدت يدها الى مفتاح الاضاءه بالقرب من رأسها ..وبحركتها التي اعتادت عليها ..
كانت تفتحه وتغلقه مرات عديده متكرره وهي تحدق في الفراغ حتى يداهمها النوم ..
:
:
:
:::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أزعجها ما ترتديه في نومها ..الا انها اصرت على التكاسل ..
فجأه أستقامت جالسه بهلع كان الخارج مظلما ..والمكان هادي وكادي تستريح في نومها ..
رفعت هاتفها ..أنارت شاشته في الظلام ..كانت العاشره الا ربع ..
لم يتبقى سوى ساعه عن موعد طائرتها ..وقفت مسرعه وهي تقبل خدي كادي ..
أنارت تلك الاضاءه بجانبها ..."عمه سلطانه ..."
:
:
أبتسمت تلك لها بين دموعها ..."مع السلامه ياروحي ..أنا خلاص ماشيه ذحينا ...أنتبهي لنفسك ياكادي ..وكوني طيبه وبخير وسعيده وعيشي ...لاتفكرين في احد غير نفسك طيب ..."
:
:
أمسكت كفها تمنعها ...."عمه انا طيبه وتمام والامور ماشيه معايا احسن من ما اتوقع ...انتي يا عمه لاتفكرين كثير وعيشي ياعمه اللي فات يكفي والله يكفي ..."
:
:
أبتسمت لها وهي تقبلها وتحتضنها ..."مع السلامه ياروحي في أمان الله .."
:
:
قالتها وهي تختفي عن نطاق ضوء المصباح متجهه الى الباب...
فتحت الباب ..رتبت هندمها ولازالت تحاول ان تكفف دموعها ..
دخلت الغرفه ..كان ذاك يهم بأرتداء ثوبه ..
ألتفتت لدخولها الهاديء...
همست له ..."أسفه تأخرت ..."
:
:
أختفت عنه متجهه للخزانه ..سمع شهقة بكاءها المكتومه ..
راقبها تخرج ملابسها ..وقد تغيرت ملامح وجهها ..أكمل أرتداء ملابسه بهدوء ..خرجت من دورة المياه ولازال وجهها يحمل بقايا بكاءها ..
:
:
فتحت الخزانه واخرجت عباءه ..أرتدتها في هدوء وقفت أمام المرآه اغلقت باقي ازرار كنزتها ..عدلت بنطلونها الجينز ..ومن ثم اغلقت عباءتها ..
:
:
أخرجت حقيبه وحذائها الذي يبدو مريحا ولا يفضح طولها ..
جمعت فيها اغراضها المتفرقه ..
:
:
وكانت تمسح دموعها كل حين ..
همس لها..."أنتظرتس في السياره ..."
:
:
هزت رأسها له بالايجاب ...كره بكاءها ..من الغير لائق ان تكون انثى مثلها حزينه ..
:
:
راقبته ينزل السلم بخفه ..فتحت باب الغرفه ..كانت كادي تغط في نومها وقد تركت الاضاءه بالقرب منها مضاءه كما تركتها ..
راقبت ملامحها الجميله هادئه ..أبتسمت هذا ماتريد ان تحتفظ به في ذاكرتها ..
أغلقت الباب بهدوء وهي تحيطها بدعواتها في صدرها ..
:
:
لحقته ..كان للتو يهم بالركوب للسيارته ..
ركبت بجانبه ..عدلت فتحة نقابها المبلل بدموعها ..
أخرجت مرآتها ..مسحت بقايا كحلها ..ورتبت هندامها ..
كان يتأمل هدوءها الجارف ..
توقف في اشاره ..ألتفت الى المقعده الخلفيه ..ومن ثم مدها بهاتف فخم وثمين عرفت قيمته قبلا ويستلزمها راتب اربعه اشهر لتشتري هاتفا كهذا ..
همس لها ..."جوالتس ..شريحته وسطه ..عاد بتغيرنها كيفتس مشي حالتس فيه اللحين ..."
:
:
تناولته منه بهدوء ..تأملته بصمت ..قلبته بين اناملها ..انه غريب بين يديها تماما كحياتها الجديده ..
ألتفتت اليه كان مركزا على طريقه ..
لم تفهمه للحظه ..انها حزينه ووحيده للغايه ..وقد جربت من قبل مايعنيه حنان الرجل ..الا ان نايف قد دمره سريعا ..
وتعرف ان لا حنان هناك يوازي حنان زوج صالح ..
فلقد راقبت حنان ابيها على امها طوال تلك السنوات ..
:
:
ألتفتت اليه هامسه ..."ثلاب ..قولي ؟؟"
:
:
أبتسم لها ...أبتسامته لاتشبه ابتسامة البقيه ..فقط بسيطه وجانبيه وتخفي الكثير ..."أمريني ؟؟"
:
:
هزت رأسها بقل علم ..."قولي أي شيء ...ثلاب ..شما ..قبيلته ..أي شيء .."
:
:
صمت للحظه مراقبا الخط ...انها تطلب منه ان يتحدث انها تفاجئه بكل ما ينم عنها ..."ثلاب شيخ ..شما جنته ..قبيلته عزوته .."
:
:
هزت رأسه بالايجاب لايجاز قوله ..."الله يرحم شما .."
:
:
ترحم عليها هامسا ..تذكرت للحظه محور حديث جديد ...."قابلت اولادك اليوم ..ماشاء الله يخليهم لك ..جسار مشي بدري..بس ..قابلتهم ..."
:
:
راقبت اختلاج محياه عند قولها جسار فلم يفصح عن أي شيء ...هز رأسه لها بالايجاب ..."وكيف ؟؟"
:
:
أبتسمت تحت نقابها بتشمت .."ماعجبتهم .."
:
:
هز رأسه بالايجاب مجددا "بيتعودون على شيختهم ..قبلتس شما ..."
:
:
تأملت الطريق مطولا بعد قوله ومن ثم همست بما يخنق صدرها ...."شما صعبت عليا أي شيء ..صعب اني اخذ مكانها ..."
:
:
سكت سارحا في في طريقه ومن ثم اعقب لقولها ..."الله يرحما ..لاتقارنين حالتس فيها ياسلطانه ..لو بتقارنين نفستس فيها قارنيها بأم جسار و هدى قبلها ...كل وحده منكن وضعها معاي غير .."
:
:
أتسعت حدقتيها لقوله ..لقد ارتبط بثلاثة قبلها ..ومن هدى هذه ؟؟
:
:
الا انه اراحها بقوله ..ان لاتقارن نفسها بشما ..ولكنها زوجته واختها هذا يكفيها ليوترها ..
:
:
شاركته صمته المهيب طوال الطريق ..وكلما حاولت التقرب منه كلما صدها بطريقه اقوى ..فالحديث معه صعب بالكاد يرد عليها بكلمه ..
:
:
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::
كانت لازالت نعسه وهي تراقب السائق يدير محرك السياره ..الجو بارد للغايه الا انه هاديء ..
لقد اشتاقت لعمتها منذ هذه اللحظه ..ألتفتت لعذبى التي تعلقت عينيها بشاشة هاتفها ..ومن ثم الى جاملا ..أبتسمت لها بدفء الامومه الذي تنشره حولها اينما كانت ..
عدلت من لفة غطاء شعرها فهي على عكس مذهبها و عادات منطقتها لا تغطي وجهها وقد اعتادت على هذا ..
:
:
تأملت ساقيها العاجزه ..أ تراي سأتخلى عن كل هذا وأبدأ في تحقيق احلامي مجددا .. أتراي سوف أعود الى ماكنت عليه ..أتعلم ؟؟أتحرك بحريه ؟؟ارقص ..؟؟واعيش كما ارادت امي وكما أوصتني عمتي شما ..
:
:
:
وغدا سيكون غدا مهما فعلنا ... علينا فقط ان نفعل كل مانسطيع فعله اليوم ...
لنتعلم ان غدا يوما أخر وحياه أخرى ..
:
:
:
:
:
تمت بحمد الله ..
ولي بكم لقاء قريب ان شاء الله ..
|