7
خرج من غرفته بسرعة ..
وتوجه إلى غرفة نادر وبدأ بطرقها بقووة ..
لدرجة أن الباب كاد أن يكسر ..
قال بعصبية : أفتح الباب يا نادر والله مارح تهرب مني ..
ظل يطرق الباب ويطرق لكن دون جدوى ..
رأته والدته وقالت : عماد يمه إيش فيك ؟؟ ليش معصب كذا ؟؟
توجه إلى والدته وقبل رأسها وقال : لا يا يمه مافي شيء ..
قالت والدته : وليش تدق الباب بهذه الصورة الوحشية ؟؟ نادر أصلا مو موجود يعني لو دقيت الباب لين بكرة مارح ينفتح ..
عماد بسرعة : وين راح نادر في هذا الوقت ؟؟
أم عماد : هو خرج من البيت الساعة 3 في الليل ، والله إني خايفة عليه ، في أحد يخرج في هذا الوقت ؟؟
عماد بوعيد وصوت خافت : أنا أوريك يا ناادرووه ، مارح تهرب مني حتى لو سافرت لآخر الدنيا ..
قالت والدته بإستغراب : إيش جالست تقول يا عماد ؟؟
عماد بإبتسامة : ولا شيء يالغالية ، يالله أنا رايح ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^
ظل يقود السيارة وعلى شفتيه إبتسامة عريضة ..
يعلم أن عماد غاضب الآن .
وقد يصل غضبه لدرجة الجنون ..
إبتسم وقال : آسف يا عماد ، بس مافي وقت أتكلم معاك ، بعدين لا رجعت البيت رح نتكلم زي ماتبغى ..
نظر صديقه إليه وقال : إيش فيك مجنون تكلم نفسك ؟؟
نادر : من قال إني أكلم نفسي؟؟ أنا كنت أكلم إلي جالس ورى ..
إلتفت صديقه إلى المقعد الخلفي وقال : مافي أحد إيش جالس تقول إنت ؟؟
نادر : يالدلخ منت شايف إلي جالس ورى ؟؟ يبغالك تسوي نظارة ..
إرتعب صديقه الجالس بجانبه وقال : ناادرووه هذا مو وقت مزاحك ، مافي أحد جالس ورى ..
نادر : لا تستهبل ترى أمجد ما يحب المزاح ..
قال صديقه وهو على وشك الجنون : مين أمجد كمان ؟؟ نادر لا ترعبني بهذا الشكل ..
نادر ببرود : إذا أمجد هجم عليك أنا مالي صلاح ، هو ما يحب أحد يستهبل طويل ..
صمت صديقه وهو يرتعد خوفا ..
تمنى لو أنه لم يذهب مع نادر في هذا الوقت المتأخر ..
حتى أن الشمس لم تشرق بعد ..
قال صديق نادر : نادر أنا ما أبغى أجلس هنا أكثر ، رجعني البيت ..
نادر ببرود : مالي صلاح إنت إلي قررت تروح معايه ، مع إني ما أبغى أروح معاك لأن أمجد موجود بس إستحيت أردك ، والحين تحمل قراراتك ..
صمت صديقه وهو نادم أشد الندم ..
لكن الندم لن يفيده ..
فظل يقرأ كل ما يتذكره من آيات قرآنية ..
نظر نادر إلى صديقه الذي يشتهر بالجبن داائما ..
ههههه لقد أضحكه منظره ..
هو سهل الخداع ..
كان يراه يقرأ آيات قرآنية بشكل خاطئ من الخوف ..
قال نادر : طاارق يالدلخ إقرأ الآيات بصورة صحيحة ، حرام تحرف فيه ..
لم ينصت طارق له ..
وظل يتلوا ويتلوا من دون توقف ..
في النهاية أحس نادر بالشفقة عليه وقال : أمزح معاك يا رجال مافي أحد في السيارة غيرنا ، هههههههههه والله إن شكلك تحححححححفة ..
نظر طارق إليه بعصبية وقال : أنا شويه وأموت في مكاني ، وبعدها تقول بكل بساطة إنك تمزح ؟؟ إنت ماعندك قلب ؟؟
إبتسم نادر وقال : إذا ماعندي قلب ، ( أشار بسبابته على جهه صدره الأيسر وقال : إيش يطلع إلي هنا ؟ لا يكون كلية ..
إبتسم طارق رغما عنه ..
وقال : لا كبدك ها ها ها ..
نادر بسخرية : أوه هدأت بدري ، غريبة ما تطول في البربرة ..
طارق : يعني تبغاني أهاوشك ؟؟
نادر : لاا شكرا ، خليك ساكت أحسن ..
أكملا طريقهما بين مزااح وضحك ..
وفجأة ...........................................................
حدث شيء لم يكن في الحسباان ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
في المستشفى ....
ظل يمشي ذهابا وإيابا أمام غرفة العمليات ..
قلق وبشدة على أخاه العزيز ..
صرخ عليه رياض : سمير يالحمار تراك وترتني أكثر من ما أنا متوتر ، أجلس في مكانك ..
سمير بقلق : يووه إيش أسوي ؟؟ أنا لا توترت لازم أتحرك ..
رياض بعصبية : تبغى تتمشى روح بعيد عني ، والله ليجيك كف لو ظليت كذا ..
جلس سمير بجانب رياض وقال بضيق : وينه عماادووه ؟؟ إحنا نقول إن نادر في المستشفى يقوم يضيع ماندري وين راح ..
رياض : الظاهر إنه راح المسجد يصلي ويدعوا ربنا إنه يشفي نادر ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
في منزل أم رياض ..
لم تتوقف أم رياض من البكاء والنحيب ..
جلست حنان زوجة إبنها بجانبها وقالت : يمه الله يخليك لا تقطعي قلبي أكثر ، ما يصير إلي تسويه ، الدعاء هو بس إلي رح يفيده ..
لم تر أم رياض عليها ..
كان نادر بالنسبة لها أحب أبنائها وأفضلهم ..
وظلت تبكي وتبكي ..
أما عند والد نادر ..
كان في غرفته دموعه لم تتوقف عن الإنهمار ..
جالسا فوق سجادة الصلاة يدعوا من أعماااااااااااق قلبه أن يرجع نادر لهم بسلامة ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
في مسجد قريب من منزله ..
كان واقفا بين يدي ربه .. يدعوا بكل خضوع وتذلل ..
ودموعه تنهمر كما لو أنها نهر جاري ..
فهو يعلم ما مدى سيكون حزن والديه إذا غادر نادر الحياة ..
ليس والديه فقط , وإنما الجميع ..
والده ووالدته ورياض وهو وسمير وكذلك أصدقاء نادر وكل من يعرف نادر ..
نادر معرووف بطيبة قلبه ..
نادر محبوب من الجميع بشكل غير معقول ..
نادر مصدر السعادة في المنزل ..
نادر حلّال المشكلات ..
هو يحب الناس جميعا والناس تحبه كذلك ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^
خرجت من غرفتها بعد أن علمت أن الجميع سيغادرون المنزل ..
بعد أن علم أفراد عائلتها بما حلّ بنادر ..
توجهوا بسرعة البرق إلى منزل عمها ...
حتى يقفوا معهم في محنتهم ..
توجهت إلى المطبخ ..
وبحثت عن شيء تأكله ..
لكنها لم تجد شيئا ..
فكرت في أن تطهو قليلا ..
فهي لم تطهو منذ زمن طووويل ..
إبتدت مأعم بالطبخ بحرية تاااااااامة ..
فلا أحد في المنزل سواها هي والخادمات ..
لكنها لم تعلم أن هناك شخصا أخر في هذا المنزل ..
رفضت مها الذهاب معهم بحجة أنها مريضة ..
ولكنها كانت تهدف لشيء آخر ..
فقد أحست أن هذه فرصتها لمقابلة حبيبها الذي كان يصر على مقابلتها منذ مدة ..
أمسكت بعبائتها ونزلت إلى الصالة ..
رفعت هاتفها المحمول وإتصلت على عادل ..
وما هي إلا دقائق حتى أتاها صوته الخشن : ألو ..
إبتسمت بحب ..
فهي تعـــــــشق هذا الرجل ..
قالت برقة : كيفك حبيبي ؟؟
إبتسم عادل وقال : تماام التماام بعد سماعي لصوتك ، وإنت يالغلا ؟؟
مها : الحمد لله بخير ..
عادل : ليش متصلة الحين ؟؟
مها بدلع : أفهم من كلامك هذا إنك مو مشتاق لي ؟؟
عادل : هههههههه لا يالغلا بس عادتا إنت ما تتصلي إلا الساعة واحد في الليل ، لكن هذه المرة إتصلتي في الصباح الساعة 8 غريبة ..
مها : عادل إنت تبغى تشوفني صح ؟؟
عادل : أيوه يا قلبي ، أبغى أشوف البنت إلي ملكت قلبي وعقلي ..
إبتسمت مها بخجل وقالت : إحم إيش رايك نتقابل الحين ..
عادل بصدمة : من جدك ؟؟
مها بسرعة : خلاص إذا ما تبغى مو لازم ..
عادل بسرعة : إنت مجنونة ؟؟ طبعا أبغى أشوفك ، بس وين تبغينا نتقابل ؟؟
مها : أمممم الصراحة ماما أخذت السواق وأنا ماعندي أحد يوصلني إيش رايك توصلني ..
عادل بفرحة : من عيوني الثنتين كما مهااوي عندي ..
مها : أجل أستناك إذا وصلت أعطيني رنة ..
عادل : نص ساعة وأكون قدام بيتكم ..
مها : ياللا سلام ..
عادل : سلام ..
أقفلت مها الخط ..
وإلى حين وصول عادل إلى منزلها ..
ظلت تشاهد التلفاز ..
هي أخبرته سابقا عن عنوان منزلها ..
ولم تترك شيئا إلا وأخبرته لعادل حبيبها وعشيقها الأبدي ..
أخبرته بكل تفاصيل حياتها ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
في منزل قديم ..
نظرت إلى جمال الواقف أمامها ..
قالت بخوف : والله ما قصدت أكسره ، هو طاح من يدي ..
قال جمال بضيق : لا تكذبي يا فدوى ، كيف طاح من يدك ويتناثر قطع صغيرة ؟؟ أرضيتنا مو سيراميك عشان ينكسر بسهولة ؟؟ إنت رميتيه على الجدار صح ولا لأ ؟؟
فدوى بكذب خوفا من جمال : لا ما رميته على الجدار ، هو طاح من يدي وصقع الأرض ، وبعدها إنكسر ..
نظر إليها بضيق ..
بالرغم أنه يعلم أنها تكذب ..
لكنه لا يستطيع ضربها أو عتابها ..
لكنه غااضب بشدة ..
فهو لا يملك المال الكافي لشراء هاتف محمول آخر ..
لا يعلم ماذا سيفعل بهذه الفتاة ..
أخذ نفسا عمييييييييييييقا وقال محاولا أن يكبت غضبه : شوفي يا فدوى إنت مو في بيت أهلك عشان كل ما عصبتي تكسري كل شيء من حولك ، وبعدها أهلك يشتروا لك الأشياء إلي كسرتيها من جديد ، إنت الحين ساكنة معاايه ، وأنا حالتي المادية موزي حالتكم المادية ، عشان كذا إحترمي حالتنا شويه ..
طأطأت رأسها بندم ..
هو محق ..
يجب عليها من الآن فصاعدا أن تترك حركاتها الطفولية ..
هي لم تعد مع أسرتها ..
لم تعد الفتاة المدللة بعد ..
نظر إليها جمال نظرة أخيرة وبعدها غادر المنزل ..
إنهارت فدوى على الأرض ..
وحاولت بجهد أن تكتم عبراتها ..
تشعر بأنها عبء ثقيل على جمال وأخته ريم ..
فحالتهم المادية ليست بذلك المستوى ..
لذلك قررت في نفسها قراارا حازما ..
ولن تتراجع عن قرارها ..
ياترى ماهو هذا القرار ؟؟
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
عودة إلى منزل أبو فادي ..
رن هاتف مها المحمول ..
نظرت إلى شاشة الهاتف ..
فإذا بالمتصل كان (
عبير )
كان هذا الإسم هو إسم حبيبها عادل ..
إرتدت العبائة بسرعة ..
ووضحت حجابها على رأسها بإهمال ..
وما إن وقفت أمام الباب حتى سمعت أحدهم يقول : وقفي مكانك
تجمدت أطرافها ..
من يا ترى الشخص الذي خلفها ؟؟
وهل يعقل أنه يعلم ما تنوي فعله ؟؟
من غير المعقول أن تكون إحدى الخادمات ..
ومن غير المعقووول أن تكون مأعم ..
فمن هذا الشخص يا ترى ؟؟
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
بعد سااعاات طويلة من الإنتظاار ..
خرج الطبيب أخييييييييييرا ..
توجه إليه رياض بسرعة وقال : بشر يا دكتور ..
نظر إليه الطبيب وقال : الحمد لله المريض تعدى مرحلة الخطر ، وهو الحين في غيبوبة لمدة 24 ساعة ..
رياض بفرحة : قول والله يا دكتور ؟؟
الطبيب بإبتسامة : هذه الأمور مافيها مزاح ..
رياض : شكرا يا دكتور ..
الطبيب : ولو هذا عملنا ..
غادر الطبيب المكان ..
ورياض في قممممممممممممممممممة السعادة ..
أمسك بهاتفه المحمول وإتصل على المنزل ..
وأبلغ الجميع أن نادر بخير ولله الحمد ..
نهاية الجزء ..