كاتب الموضوع :
إبتسامة شقاوة
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: نهاية كل حب .. إجرام
44
مرت ساعة ونصف على مغادرة كمال .. وهي لا يسعها إلا البكاء منتظرة قدومه .. ومتمنية أن يعود سالما ..
لا تعلم كيف إستطاعت الإنتظار أكثر من هذا .. ساعة ونصف لاتعلم ماهو مصير أخيها ؟؟ ولا ماحصل له .. وليس لديها أدنى فكرة عن الرجال الذين قاموا بأخذه .. ولا حتى المكان الذي سيتوجهون نحوه ..
أي أنها لا تمتلك أي معلومة أبدا قد يفيدها عند إتصالها برجال الشرطة ..
ماهي إلا دقائق معدودة حتى فتح الباب .. وظهر من ورائها كمال .. كانت ملابسه ممزقة .. وفي جسده بعض الكدمات والجروح .. لكن لم يكن في حالة سيئة للغاية ..
هرعت إليه مسرعة وهي تنهال عليه بالأسئلة والدموع تملأ عينيها : إيش صار لك ؟؟ ليش تأخرت ؟؟ إيش يبغوا منك ؟؟ وكيف أفلت منهم ؟؟ وليش هذه الجروح إلي في جسمك ووجهك ؟؟
ضحك كمال وقال : شويه شويه ما أعرف أجاوب على أي سؤال ..
صرخت بغضب : أنا قلت لك لاتروح معاهم ، إنت ليش عنيد ؟؟ تخيل لو إنك مت ، رح أجلس مع مين ؟؟
إحتضنها بسرعة وقال : كريمة ثقي إني مارح أتركك أبدا لو إيش ما كان ..
قالت كريمة : طيب قول إيش حصل ..
كمال : لمن خرجت مع الرجال من هذا الفندق كنت أبغى استغفلهم وأهرب منهم ، لكنهم حسوا باللي أفكر فيه ، وبعدين سحبوني لمكان غريب وبدأوا بالهجوم عليّه ، بس من حسن حظي إن في أحد شافني أنضرب راح ناد الشرطة وكذا تم إنقاذي ..
زفرت كريمة براحة وقالت : الحمد لله ، بس المرة الجاية مارح أسمح لك تروح مكان ، وبعدين محنا جالسين هنا ثانية وحدة ، أبغى أرجع السعودية خلاص ..
كمال : حتى أنا ، بعد إلي صار رح نرجع السعودية مهما كلف الأمر ..
ـ طيب ما عرفت مين هذولا الرجال ؟؟ وإيش يبغوا منك ؟؟
ـ علمي علمك ..
ـ طيب إيش نسوي الحين ؟؟
ـ أول شيء نعمله هو إننا ننتقل الحين لمكان ثاني ، يمكن في رجال ثانين رح يتتبوعنا ..
ـ أوكي الحين أرتب أغراضي ونروح بكرة ..
ـ لا الحين رح نروح ..
ـ بس ما يمديني أرتب أغراضي ..
ـ خذي بس المهم ، والباقي خليه هنا ..
ـ أوكي ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^
في منزل نتطرق له لأول مرة .. كانت أم فارس جالسة مع إبنتيها يتحدثان في مواضيع عادية حتى وصلوا إلى موضوع يتعلق بفارس ..
أم فارس : فارس رجال وما ينقصه شيء لازم نخطب له ..
بسمة : أنا ما عندي مانع نزوجه بس البنت إلي رشحتيها أنا مو موافقة عليها ..
أم فارس بعصبية: وليش يا بسمة ؟؟ إيش اللي معيب البنت ؟؟ نسب وجمال ومال ..
بسمة : البنت مو عاجبتني ، أحسها إنطوائية وما تحب تندمج مع الناس ..
أم فارس : هي مو إنطوائية هي بس هادئة وهذا الشيء محليها ..
بسمة : يمه صدقيني هذه النوعية من البنات مارح يعجب فارس ، أنا أخته وأعرفه ..
أم فارس : بس أنا أمه وأنا أدرى به ..
إبتسام : يمه بسمة صلوا على النبي ، من الظهرية وإنتم تتجادلوا في نفس الموضوع ..
أم فارس : إبتسام إيش رايك في سراب ؟؟ تدخل القلب صح ؟؟
بسمة : إبتسام ما تلاحظي إن البنت ما تناسب فارس ؟؟
إبتسام بعقلانية : الرأي الأول والأخير لفارس ، إحنا المفروض ما نقرر عنه ، هذه حياته وهو إلي يختار ..
بسمة : أدري بس من وجهة نظرك إيش تقولي ؟؟
إبتسام بتفكير : من وجهة نظري أحس إنها تليق له ..
بسمة بعصبية : حتى إنت ؟؟ إبتسام فكري زين ، فارس عصبي ما أظن إنه رح يتحمل وحدة باردة مثلها ..
أم فارس : مين قال ؟؟ بالعكس أحس إنها هي إلي رح تخليه يهدأ وقت مايكون معصب ، ورح يكون في توازن في حياتهم ، يعني واحد معصب والثاني هادئ مرة لايقين على بعض ..
إبتسام بتأييد : أمي صادقة ، وبعدين تخيلي لو جبنا له وحدة عصبية رح تسبب مشاكل كثيرة ، وأكبر مثال هنا هو إنت وفارس لمن تجتمعوا مع بعض تبدأ الحرب العالمية الثالثة صح ولا لأ؟؟
بسمة : أنا أخته وتعامله مع زوجته مارح يكون مثل تعامله معايه ، رح يكون غير ..
أم فارس : بسمة لاتناقشيني في الموضوع خلاص ، أنا رح أخطبها لولدي يعني رح أخطبها ..
في هذه اللحظة دخل كل من فارس وفراس للمنزل .. وسمعا آخر جملة قالتها الأم ..
قال فراس بفضول : مين إلي رح تخطبيها يا يمه ؟؟ ولمين رح تخطبيها ..
إبتسمت أم فارس على فضول فراس .. أما فارس فلم يهتم بالأمر .. وأراد الصعود للاعلى ..
لكن والدته أستوقفته : فارس يا ولدي تعال هنا شويه ..
جلس بجانبها قائلة : نعم يا يمه ..
نظرت أم فارس إلى فراس الذي جلس هو الآخر معهم ..
أم فارس : أنا على ما أظن قلت فارس مو فراس ..
فراس بمرح : يمه نفس الشيء بس الإختلاف في مكان الألف ..
أم فارس : فراس يمه أنا عطشانة روح جيب لي مويه ..
فراس لإبتسام : إبتسام الله يعافيك جيبي لأمي مويه ، عشان تاخذي أجر ..
أم فارس : فراااس وبعدين معاك ؟؟ أذلف أنا أبغى فارس وبس ..
فراس بزعل مصطنع : أفااا يا يمه يعني إنت بس تحبي فارس ، أما أنا فولد البطة السودة ..
إبتسام : فراس هذا مو وقت هبالتك ، أمشي معايه ..
سحبت إبتسام فراس بعيدا ..
أم فارس بجدية : إسمعني يا فارس إنت الحين كبرت وما ينقصك شيء ، وأنا أبغى أشوف عيالك قبل ما أموت ..
فارس وبسمة في آن واحد : بعد عمر طويل يمه ..
أم فارس : فارس جاء الوقت لأنك تكمل نصف دينك وتتزوج ، وأنا عندي البنت المناسبة لك ..
فارس : يمه أجلي الموضوع بعدين ، الحين أنا ماسك عدة قضايا خطيرة وماعندي وقت لهذا الموضوع ..
أم فارس بصرامة : لاتدخل شغلك في حياتك ، عندك قضايا ماقلت حاجة بس مو هذا معناته إنك تحرم نفسك من كل شيء عشانه ..
بسمة : يمه خلاص هو مايبغاها بكيفه لا تجبريه ..
نظرت أم فارس إلى إبنتها بسمة نظرة حادة .. هي تقول ذلك لأن سراب لم تعجبها .. لكنها على يقين أن سراب بإمكانها إدخال السعادة في قلب إبنها فارس ..
قالت بجمود : بسمة إذا كلامي مو عاجبك أطلعي برى، هذا ولدي وأنا أقول إلي أشوفه مناسب له ..
صمتت بسمة إحتراما لوالدتها .. أما فارس فظل ينظر إلى والدته وبسمة.. هذا ليس غريبا أبدا .. فهما دائما يختلفان في الآراء .. ولم يتفقا على أمر قط ..
قالت أم فارس وهي توجه خطابها لفارس : إسمعني يا فارس أنا لقيت بنت الحلال إلي تناسبك وأنا متأكد إنك رح تدعي لي بعدين ..
فارس ببرود : ومين سعيدة الحظ هذه ؟؟
أم فارس : بنت خالد عمر الـــــــــ..
فارس بصدمة : مييييين ؟؟
أم فارس بإستغراب : إيش فيك مصدوم كذا ؟؟
فارس بسرعة : طيب أي بنت بالتحديد ؟؟
أم فارس : إلي إسمها سراب وهي بنته من زوجته الثانية المتوفية ..
كان إسمها كالصاعقة بالنسبة له .. الفتاة التي يشتبه في أمرها .. والذي يحيره أمرها تختارها والدته لتكون زوجته ؟؟ أي صدفة هذه ..
قال بسرعة : من جدك يا يمه ؟؟ مالقيتي إلا هي ؟؟
أم فارس بشك : ليش إنت سمعت شيء عنها ؟؟ وبعدين إنت تتكلم وكإنك تعرفها ..
قال متداركا الأمر : ها لا لا ولا شيء ..
لقد نسي أن موضوع القدم المبتور المرسل إلى سراب لم ينتشر .. ولا أحد يعلم بهذا إلا البعض فقط .. وظل هذا الأمر سرا بطلب من حسام وفادي ووالدهم ..
قالت والدته قاطعة حبل أفكاره : صدقني يا ولدي أنا حاسة إنها رح تسعدك ، وإنها رح تكون الزوجة الصالحة إلي الكل يبغاها ، وهي ماينقصها شيء ، كاملة والكمال لله ..
أسند ظهره على الأريكة وقال : بس أنا شايف إن بسمة رافضة ، يعني فيها عيب ..
أم فارس : ماعليك منها ..
فارس : إيش اللي ما علي منها ، هي أختي الكبيرة وأنا لازم أسمع رايها عن العروس ( وأكمل مخاطبا بسمة : يا أم سلمان أدلي بدلوك عن الموضوع ..
لم تصدق بسمة أن فارس قد أعطاها البطاقة الخضراء لتنطلق بالكلام مسرعة : أسمعني يا فارس أحسها أبدا ما تليق لك ، أنا ما أعيبها على شكلها أو شيء ، العيب في شخصيتها ، هي باردة وإنطوائية ، وما عندها حس في الموضة ..
أم فارس بعصبية : وإنت بس يهمك الموضة ؟؟ ترى الموضة مو كل شيء وهو مارح يدخلك الجنة ..
بسمة : بس يا يمه إنت شفت لبسها لمن رحنا لهم أمس ؟؟ لابسة لبس عااااادي جدا ، أو لنقل أقل من عادي ، في أحد يلبس كذا قدام ضيوف تقابلهم لأول مرة ؟؟
أم فارس بعصبية : بسمة خلاص إنكتمي ، وأنا عاجبتني البنت كذا ، أحسها بسيطة ومتواضعة ..
بسمة : في حدود للبساطة والتواضع ، بس هذه ما أحس إنها متواضعة وإنما كانت غير مبالية ، يعني ماهما إيش تلبس لأن مايهمها الناس إلي حولها أصلا ، وأول ما جلست حسيت إنها تبغى تخرج ، ولمن خرجت ماعاد شفنا وجهها ، مارح أخلي إنسانة كئيبة وإنطوائية مثلها تاخذ فارس ..
قال فارس بسرعة عندما لاحظ أن والدته قد غضبت حتى الجنون : خلاص يا بسمة وأنا من وجهة نظري أحب البنت البسيطة والهادئة ، يعني معليش مارح آخذ وحدة أعصابها نار مثلك ..
كان كلامه هذا كفيلا بتهدئة والدته الغاضبة ..
إم فارس بإبتسامة : عرفت إنك تحب البساطة ، شفتي يا بسمة ، أنا أمه وأنا أدرى به ..
وقفت بسمة غاضبة وهي تقول : بكيفكم بس صدقني زواجكم مارح يطول ..
صعدت بعدها بسمة إلى الأعلى .. أما أم فارس فلم تلقي بالا لما قالته إبنتها ..
أم فارس : الله يهديها بس ، المهم خلينا نرجع للموضوع ، أفهم من كلامك هذا إنك موافق عليها وتبغانا نخطبها رسمي ..
فارس بسرعة : لا ما أقصد كذا ، يمه أنا ماأعرفها وما أدري إذا كانت رح تناسبني ولا لأ ..
أم فارس : صدقني هي تناسبك وإنت رح تحبها ، وافق ومارح تندم ..
آنى له أن يوافق على فتاة المشتبه الرئيسي للقضايا الحائرة .. على الرغم من ذلك هو لايمتلك أي دليل يدل على أنها مجرمة أو أنها خلف تلك الأمور الغامضة ..
فارس : يمه خليني أفكر ..
أم فارس : أوكي بس أبغى ردك بكرة ..
ـ بكرة ؟؟ يمه من جدك ؟؟ أقل شيء شهر ..
ـ إيش شهر ؟؟ أبغى أخطبك بسرعة قبل ما يجي رمضان ، يمكن تضيع البنت مننا ..
كاد أن يرد على والدته لكن صوت رنين هاتفه المحمول قاطعهما .. نظر إلى المتصل .. وإذا به أحد رجال الشرطة المكلفين بمراقبة منزل سراب ورصد حركاتهم ..
أشار لوالدته بأن تنتظره بينما رد على المتصل : نعم إيش الجديد ؟؟
أخبره الشرطي أن هناك سيارة خرجت من المنزل وفيها مجموعة من الأشخاص وقد تكون سراب من ضمنهم .. لأن مهمتهم الحقيقية هي رصد كل تحركات سراب ..
وقف فارس وقال لوالدته : يمه رح نكمل الكلام بعدين ، الحين أنا مشغول ..
تنهدت والدته .. ماباليد حيله إذا كان الأمر متعلقا بعمله .. قالت بهدوء : روح الله يوفقك بس لاتنسى عندك مهلة تفكر لبكرة ..
لم يرد على والدته وانصرف خارجا ..
لكن ما إذا كان سيراقبهم .. يجب عليه أن يتنكر حتى لا يعرفه حسام .. فهذه مهمة سرية .. ولن يخبر به عن أحد حتى لو كان حسام ..
إرتدى شعرا مستعارا .. ووضع شاربين مزيفين وحواجب مزيفة كذلك ليخفي ملامحه الحقيقية ..
وبالفعل بدأ بمهمة المراقبة .. كان يراقب حسام ومن معه من بعيد .. وبما أنه قد رآى قامتها من قبل .. فقد أدرك أنها أقصرهن قامة بما أن عائلة أبو فادي يمتازون بالطول رجالهم ونسائهم .. لأن سراب ورثت الطول عن والدتها .. لكن الغريب أنه يوجد فتاتان آخران معهم لهم نفس القامة القصيرة .. لذلك لم يستطع تحديد أي منهم هي سراب ..
^
^
^
( سراب )
للآن ما شفت أي فستان حلو .. وما اشتريت شيء .. وروعة ومها إلا يبغوني أشتري إلي ختاروه لي .. لمن طفشت من الوضع ماصرت أدخل المحلات معاهم .. كنت أكتفي بالإنتظار مع حسام ..
بينما كنا ماشين جات حور جنبي وهمست : سراب إلي وصلنا هو أخوك صح ؟؟
قلت لها : أيوه ليش تسألي ؟؟
حور : في البداية مالاحظت وجهه ، لكن الحين لمن شفته تذكرته ..
قطبت حواجبي .. هذه إيش جالسة تقول ؟؟
قلت لها : ماذا تقصدين ؟؟
قالت حور بصوت حاقد : والله ما أسامحه على إلي عمله لي ..
حاولت أتذكر إيش عمل لها حسام .. فجأة تذكرت لمن كانت في بيتنا .. وهو دخل وجلس فوقها لأنه كان يظن إنها شخص غريب خصوصا لمن كان معاها الهدية إلي كانت تبغى تعطيني هو ..
قلت لها : اهاا توني أتذكر ، أيوه صح هو طلب مني أوصل لك إعتذاره هو كان يعتقد إنك وحدة غريبة ..
قالت حور بصوت عالي : إعتذااره مرفوض ..
قلت بسرعة : أسكتي يالغبية فضحتينا ..
بعدت عنها بسرعة وكإني ما أعرفها .. هذه البنت فضيحة.. أما حسام وقف جنبي وقال : إيش فيها أختك تصرخ كذا ؟؟ تراها مو في بيتها ..
قلت له : كل هذا بسببك يالخبل ، أو لنقل بسبب شخصيتك الثانية ..
شهق حسام وقال : هي البنت نفسها ؟؟
ـ أيوه هي ..
حسام بقلق : يالله إيش أسوي الحين ؟؟ فين أودي وجهي قدامها ؟؟ صراحة كان تصرف غبي جدا ..
ـ خلاص مو لازم تقلق ، هذا مو خطأك ..
بعد لف ودوران لقيت أخيرا شيء دخل مزاجي .. كان فستان لونه أسود عليه نقوش بالأبيض من الجهة اليسرى .. كان عادي جدا .. وما فيه أي شيء مميز .. بس بما إنه عجبني أخذته ..
وبعدها إشترينا لجود فستان لونه فوشي ماسك من فوق لين الركبة وبعدها تبدأ تتوسع .. وبما إنها مناسبة بسيطة ماكان له ذيل.. كان الفستان جدا رائعة .. لكن جود ما أبدت أي رأي في الموضوع .. وحور إلي إختارت لها ..
بعد ما اشترينا كلنا الفساتين .. قررنا نرجع البيت لأن الوقت تأخر ..
قبل ما نركب السيارة قالت حور بهمس : سراب قولي لأخوك يشتري لي بيبسي أنا عطشانة ..
قلت لها : طيب ..
رحت عند حسام إلي كان يمشي ورانا وقلت : حسام ممكن تشتري لنا بيبسي ؟؟
قال حسام : أوكي أول شيء أركبوا السيارة وأنا رح أشتري لكم ..
لفيت عشان أكمل طريقي بس إصطدمت بشخص قدامي ..ولمن صدمت فيه طحت على ورى وكإن جسمي إرتد على ورى ..
ياربي .. هذه المرة الثانية إلي أطيح فيها قدام الناس .. بس هذه المرة ما انكشف وجهي .. قمت بسرعة ومشيت مطنشة إلي ورايه .. أما روعة قربت مني وهي تضحك وتقول : إنت شكلك منحوسة كل ما رحنا للمول تطيحي ..
قلت لها : أقول أنا مو فاضية لك ، إنكتمي أحسن لك ..
مها : بس شفتي إلي صقعتيه ؟؟ ماشاء الله ضخم مرة هههههه حتى إنك إرتديت على ورى من ضخامته هههههههههه ..
من القهر دست على رجل مها إلي صرخت من الألم .. أما أنا مشيت بسرعة وتقدمتهم كلهم .. يااناس هذولا فضيحة .. لمن بعدت عنهم مسافة كافية .. وقفت أنتظرهم يلحقوني ..
أنا كنت أنتظرهم برى المول .. وعيوني على الباب أنتظر خروجهم ..
بعد شويه حسيت أحد ورايه وشويه ورح يلصق فيني .. ما كان مني إلا إني أكور قبضتي ومستعدة ألف للكمة .. لكن في أحد جري وأسقط إلي ورايه على الأرض ..
ظليت واقفة مكاني مصدومة .. وصارت مضااربة .. شويه كذا الرجال إلي جري ناحيتي طاح شعره وكان تحته شعر .. يعني كان لابس شعر مستعاار .. حدثت مضاربة كبيرة .. والناس بدات تجتمع .. أنا بسرعة بعدت عن المكان وكإن أنا مالي صلاح في الموضوع ..
شويه كذا خرج حسام وبقية البنات .. رحت عندهم بسرعة ..
سألني حسام :ليش الناس متجمهرين هناك ؟؟
قلت وأنا أتصنع الغباء : ما أدري ..
^
^
^
( فارس )
كنت لازلت أراقبها .. ولمن صقعت في الرجال طاحت على الأرض .. كتمت ضحكتي .. خبلة ماتشوف قدامها ..
كانت تمشي بسرعة .. وأنا ألحقها عشان ماتضيع عني .. بعدين شفتها داست على رجل وحدة من البنات .. ولمن البنت صرخت هي هربت وكإنها بريئة .. البنت هذه خبيثة ...
لحقتها لين برى المول .. وظليت أراقبها من بعيد .. وبعدين لاحظت واحد يقرب منها من ورى .. وكان ماسك في يده منديل ..
عرفت إنه ناوي نية شينه عليها .. بسرعة هجمت عليه وطرحته على الأرض .. وهو كان جالس يقاوم .. ومن كثر ما يقاوم طاح شعري المستعار ..
بدؤوا الناس يتجمعوا حولنا .. وأنا قدرت أثبته وأحط الأصفاد في يده ..
مسكت جوالي وخبرت الشرطيين بأنهم يجوني الحين عشان ناخذوا المجرم .. وفرقة ثانية تراقب سيارة حسام .. أخاف في أحد يستهدفهم ..
تأكدت مليوون في المية إن إلي إسمها سراب مستهدفة من قبل أشخاص مجهولين .. ودوافعهم غير معروفة ..
والشخص إلي رح يجاوب على تساؤلاتي هو الرجال إلي قبضت عليه ..
مباشرة رجعت لمخفر الشرطة عشان أستجوبه .. مافي وقت للتأجيل .. لازم أعرف مين إلي ورى كل هذا ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
في غرفة رشا ..
نظرت جنى إلى الساعة وشهقت شهقة قوية وقالت : يؤ يؤ الوقت متأخر ، شكلك نعسانة ..
رشا : لا عادي خليك هنا .
جنى : بس مثل ما اتفقنا بكرة خلينا نروح عند أمي ..
رشا بتوتر : إنت منت خايفة ؟؟
جنى : أنا خايفة أكثر منك ، بس ما أقدر أجلس كذا ، لازم أزورها ، لا تنسي إنها أمنا في النهاية ..
رشا : أنا خايفة عليك أكثر مما أنا خايفة على نفسي ، لأني أدري إن أمي مارح تسيبك في حالك ، لأنك السبب في طلاقها ..
جنى : خلاص يا رشا لاتوتريني أكثر من كذا ، خلاص بكرة رايحين عندها وخلاص ومافي إنسحاب ..
رشا : أوكي خلاص ..
جنى : متى آخر مرة كلمتي أمي أو رنا ؟؟
رشا : رنا دائما تتصل عليّه بس أنا مطنشه إتصالاتها ، أدري إني لو رديت بس رح تقعد تسب فيني عشان كذا أفضل لي ما أرد ..
جنى : الله يهديها يا رب ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
في اليوم التالي .. كانت حور في قمة الغضب .. وصراخها يعلوا المنزل .. اليوم أهم يوم في حياتها .. كيف لا واليوم يوم خطبة أختها جود ..
دخلت إلى المطبخ وقالت بعصبية للخادمة : لسى ما جهزت حاجة ؟؟ إشتغلي بسرعة وراك عمل كثير .
وضعت جود يدها على كتفها قائلة : حور إهدئي شويه وبعدين هي لوحدها هنا ، مايمديها تسوي كل شيء لوحدها ..
قالت حور بغضب : اوووف لو كان عندنا شغالة ثانية ..
جود : إنت ليش متعبة حالك ؟؟ خليك عادي لاتنسي إننا ماعزمنا الكثير من الناس ، بس سراب وأخواتها ..
ـ نسيت أهل العريس ؟؟ لازم كل شيء يزبط هذا اليوم ..
وشهقت فجأة وقالت : إنت إيش مجلسك هنا ؟؟ روحي جهزي حالك ..
إبتسمت جود بسخرية وقالت : مو لازم ، وبعدين الوقت مازال بدري قبل شويه بس اذن الظهر ..
بعد دقائق سمعوا صوت جرس الباب .. قالت جود لحور : أنا رايحة أفتح الباب ..
سألت من على الباب وسمعت صوت سراب .. عندما فتحت الباب تفاجأت إن الكل موجود .. دخلوا البنات جميعهم .. وكانت زوجة أبو سراب موجودة معاهم ..
سملت على جود وقالت : مبروك يا قلبي ..
جود بخجل : الله يبارك فيك يا خالتي ..
سلمت حنان عليها وقلت : مبروك يا جود ..
ـ الله يبارك فيك ..
حنان : ياللا يا عروسة أمشي معايه ..
ـ وليش ؟؟
ـ أنا هنا عشان أزبطك وأطلعك مثل القمر ..
جود بإستغراب : إنت تعرفي ؟؟
إبتسمت حنان وقالت : أيوه أنا أخذت دورات من قبل عشان كذا أعرف وكل شيء جبته معايه ..
علمت جود أن سراب من طلبت منها القيام بذلك .. نظرت إلى سراب وقالت : ليش تتعبيها معاك ؟؟ ماكان له داعي ..
سراب ببرود : لاتكثري حكي وروحي معاها ..
صعدت جود برفقة حنان .. أما حور فقد تفاجأت من وجود الجميع وقالت : يا هلا والله نور البيت بوجودكم ..
روعة بإبتسامة : منور بأهله ..
حور : ليش جيتوا بدري ؟؟ باقي الكثير لسى على العشاء ..
أم فادي بحنان : إحنا جيناك عندكم عشان نقدم مساعدتنا ، وكمان أحضرت إثنين من الخدم إلي عندي عشان يساعدوكم ، لأني دريت من سراب إنكم تمتلكوا وحدة وبس ..
حنان أم فادي أثر في حور حتى الصميم .. وأعاد لها ذكريات والدتها .. كانت طيبة كطيبتها تمااماا ..
فجأة بدأت بالبكاء .. كيف لا وهي سوف تقضي هذا اليوم من دون والدتها ؟؟ من دون نبع الحنان ؟؟
تفاجأ الجميع من بكائها .. إحتضنتها أم فادي بحنان كبير وبدأت بالمسح على ظهرها .. مما جعلها تنهار بالبكاء أكثر ..
الكل كان متأثرا من هذا الموقف .. وسراب تنظر إليهم وتكتم عبراتها .. قلت بهدوء تخفي الحزن العميق الذي بداخلها : حور إهدئي ، لو جود شافتك رح تبكي مثلك وإحنا ما نبغى يصير مناحة ..
نظرت إليها بيان التي أتت مرغمة عنها وقالت بحدة : إنت مالك صلاح يا سراب ، خليها تبكي على راحتها ..
لم ترد عليها سراب .. أما روعة فقد أرسلت نظرة حادة على بيان .. ومها إكتفت بالزفير لتبدي إستيائها ..
بعد دقائق إستطاعت حور أن تهدأ .. وقالت بإبتسامة وهي تمسح دموعها : آسفة بس ماقدرت أمسك نفسي ، كنت أبغى أمي تكون موجودة في هذا اليوم ، رح تنبسط مرة بخطوبة جود ..
أم فادي بإبتسامة : أنا بحسبة أمك ، إذا بغيتي أي شيء كلميني ..
حور : يا بختك يا سراب ، عايشة مع إنسانة بهذه الروعة ..
تجاهلتها سراب .. أما حور والبقية فقد بدؤوا بالإستعدادات اللازمة .. وتجهيز المكان .. وأم فادي تكفلت بقيادة الخدم ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
_ ( براء)
ناظرت في جوالي وللرسالة إلي وصلتني من أمس .. يالله اليوم مارح يعدي على خير أبد ..
الرسالة كانت من عند أمجد خال ليان .. وأنا عارف إنه يبغى يقابلني عشان موضوع ليان ..
أنا في حياتي ماقابلت أمجد إلا مرة وبس .. وكان في يوم زواج لمياء .. وهو اليوم طالب رؤيتي فأحد المقاهي ..
ما أدري ليش بس أنا متوتر شويه ..
أدري إنه مارح يتركني في حالي .. واضح إنه يحب ليان ومدلعها على الآخر ..
لأني لمن قابلته في زواج لمياء كان يهلي ويرحب فيني وكان دائما يردد ( الغالي على ليان غالي عليّه ) والظاهر إن الحين رح يقول عدو ليان عدوي .. الله يستر إيش رح يحصل ..
لازم أقابله .. ومستحيل أظهر إني جبان..
كنت الحين في سيارتي ومتوجه لمكان اللقاء .. دخلت الكوفي وشفته جالس على أحد الطاولات ..
قربت منه وتنحنحت عشان ينتبه لوجودي ..
ناظر فيني أمجد وقال بهدوء : أجلس يا براء ..
قلت في نفسي الله يستر الظاهر إن هذا هو الهدوء إلي ما قبل العاصفة ..
جلست قباله وأنا أنتظر إلي رح يقوله ..
أمجد : سمعت إنك فسخت خطبتك من ليان ..
قلت : أيوه الخبر صحيح ..
حط أمجد يده على الطاوله وأسند راسه عليه وقال : طيب ممكن تقول ليش فسخته ؟؟
توترت من نظراته إلي تقول إنه يعرف الحقيقة .. بس يبغاني أقوله ..
قلت وأنا أشتت أنظاري : أتوقع إن ليان قالت لك ..
صرخ أمجد صرخة خلت الكل يناظر فينا : قلت أبغى أسمعه منك ..
حسيت إن مافي مفر من الهرب أو الكذب .. لازم أقول الحقيقة وهذا أحسن شيء ..
قلت بهدوء : بصراحة السبب الحقيقي هو إنها ما تناسبني ..
قال بسخرية : إحلف !! وليش إن شاء الله ما تناسبك ؟؟ في شيء ينقصها ؟؟
قلت بتوتر : الصراحة إن أخلاقها ما عليه كلام بس المشكلة في شكلها ..
لاحظت إنه قطب حواجبه .. شكله رح ينفجر الحين ..
قلت وأنا أكمل : هي مو لايقه علي أبد ، بس أنا واثق إن في أحد رح يقدرها أكثر مني ..
سكت وأنا أنتظر شيء منه .. كان مقطب حواجبه .. لكنه يناظر فيني نظرات باردة ..
في النهاية وقف ووجه لي لكمة قوية على وجهي خلتني أطيح وخرج من المكان ..
كنت على الأرض مصدوم من الحركة إلي عمله .. والناس تجمعت حولي .. وقفت وبعدتهم عني وخرجت من المكان .. أنا حاسس إني أستاهل الضرب وأكثر .. أنا إنسان حقير صراحة ..
بس هذا مو معناته إني راضي عن ليان .. أنا أبغى زوجة مافي مثلها أبدا في الظاهر والباطن ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
على مائدة الغداء في منزل أبو رنا ..
أبو رنا : من جدكم رح تروحوا عند أمكم ؟؟
رشا : يبه هي أمنا مهما عملت ..
أبو رنا : إنت صادقة بس أنا خايف عليكم ..
جنى : لاتخاف يا يبه إذا شفنا إنها بتعمل حاجة لنا رح نهرب من البيت بسرعة ..
أبو رنا : أوكي طيب بس متى رح تروحوا ؟؟
ـ في العصر إن شاء الله .ز
ـ أوكي أنا رح أوصلكم ورح أكون منتظركم برى البيت أوكي ..
رشا : أوكي خلاص ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
( فارس )
إستعديت للخروج من البيت .. وأنا رايح أكمل إلي بدأته أمس .. الرجال إلي ألقينا القبض عليه عنيد جدا .. ما رضي يتكلم بمعلومة وحدة حتى .. وماقدرنا ناخذ منه لا حق ولا باطل ..
أستخدمنا عليه عدة أساليب في الإستجواب .. حتى إننا بدأنا بتعذيبه لكنه مانطق بكلمة وحدة .. ومن كثر التعذيب أغمي عليه .. وتركناه في حاله ..
بس اليوم أنا مارح أتركه أبدا .. لازم أعرف مين إلي يقودهم .. وإيش أهدافهم .. وليش يستهدفوا سراب بالتحديد .. وإيش يبغوا منها .. أسئلة كثيرة في بالي ورح أخليه يجاوب عليه غصبا عنه ..
لمن وصلت لمخفر الشرطة .. قلت لواحد من الشرطيين : روحوا جيبوا الرجال إلي أمس ..
لاحظت ملامحه المرتبكة .. وقال بصوت متوتر : أمم في الحقيقة الرجال انتحر ..
قلت وأنا مقطب حواجبي : إيش ؟؟
ـ مثل ما سمعت الرجال إنتحر ..
شياطين الدنيا كلها تجمعت في راسي .. الشخص إلي كان ممكن إنه يوصلني للحقيقة إنتحر .. والحين رح أظل في المتاهة نفسها ..
صرخت بعصبية : وليش ما راقبتوه تمام ؟؟ وكيف إنتحر ؟؟ تكلم بسرعة ..
ـ السجن إلي دخلناه فيه أمس كان موجود فيه مسمار مصدي ، هو أخذ المسمار وجلس يجرح به شريان يده لين ما نزف ومات ..
قلت بصراخ : وإنتم فين كنتم ؟؟ ليش ماراقبتوه ؟؟ وهو وينه الحين ؟؟
ـ حاولنا ننقذه لكنه مات قبل ما ننتبه له ، وهو الحين في السجن نفسه إلي كان فيه أمس ..
دخلت السجن إلي كان فيه .. وجثته لازالت موضوعة مثل ما هو .. صكيت على اسناني من القهر .. ناظرت في الحارس إلي قدامي وقلت له : خلاص شيلوا الجثة ..
توجهت لمكتبي وأنا مررة معصب .. ليش لأ والخيط إلي كان رح يقودنا للحقيقة إنقطع .. جلست على مكتبي بغضب .. رح أنجن من إلي يصير .. أنا عمري ما عجزت عن حل أي قضية من القضايا .. لكن هذه القضية غير تماما ..
هذه القضية رح تخليني أشيب .. قررت أتخلى عن كل القضاايا بس عشان هذه القضايا .. وكلت القضايا الموكلة لي لشخص آخر ..
لكني أدور في حلقة فارغة .. مافي فائدة أبدا .. مسكت جوالي عشان أتصل بحسام .. لازم أتكلم مع أخته سراب .. مارح أتركها أبدا ..
بعد كم رنة رد حسام .. قلت من دون ما أسلم : إسمعني يا حسام أبغى أختك سراب تزورني في المخفر اليوووووم ..
ـ نعم ؟؟ وليش إن شاء الله ؟؟ وبعدين الناس تسلم أول ..
قلت بعصبية : حسام هذا مو وقتك ، تعال ورح تعرف ..
ـ لا قول أول ، ماني رايح عندك إلا بعد ما تقول ..
عصبت من عناده .. قلت بصراخ : إنت تعال وأختك لازم تكون معاك ، لأنها تعرف باللي رح أقوله ..
قفلت الخط في وجهه .. وأنا متأكد إنه رح يجيني ..
إنتظرت لمدة نصف ساعة .. شويه كذا سمعت صوت طرقات على الباب ..
قلت بسرعة : أدخل يا حسام ..
دخل حسام وأنا كنت أناظر وراه أنتظر قدوم سراب .. لكنه لمن دخل قفل الباب وراه .. ناظرت فيه بغضب وقلت : وين سراب ؟؟
جلس على الكرسي الموجود قبال مكتبي وقال : مارضت تيجي ..
ثارت أعصاابي .. أنا ما ألعب معاها عشان تسوي إلي في راسها .. أنا جالس أحقق في القاضايا يعني المفروض تطيعني غصبا عنها ..
ضربت بقبضتي على الطاولة وقلت : وإنت ليش تطاوعها ؟؟ إنت تعرف إني مو جالس ألعب معاكم ..
قال حسام : هي اليوم مشغولة ..
ـ إيش عندها ؟؟ لازم يعني لازم ..
ـ اليوم ملكة أختها وأنا ما ودي أنكد عليهم فرحتهم ..
قلت بإستغراب : ملكة أختها ؟؟ وإنت طيب ليش هنا إذا ملكة أختك ؟؟
ـ مو أختي ، أخت سراب من أمها ، عشان كذا ماحبيت أنكد عليها وأجبرها على المجيء معايه ..
وقفت فجأة وكإني ملسوع وقلت بقلق : وليش ماقلت من أول ؟؟ كان راقبنا المكان ، أخاف يصير شيء زي ما حصل في يوم زواج عماد بأختك ..
وقف حسام وكإنه تذكر وقال : إيش أسوي ؟ لازم نتصرف يا فارس ..
ـ أدري رح أكلم بعض الرجال إلي يراقبوها إنهم يراقبوا البيت إلي دخلوا له ..
إتصلت على الرجال وألقيت بعض الأوامر لهم .. ولمن قفلت كان حسام يناظر فيني نظرات غريبة ..
قلت : خير ليش تناظر فيني كذا ؟؟
قال بنبرة غريبة : إنت تتجسس على تحركاتنا ؟؟
قبل شويه بس أدركت إن لساني زل .. ماكنت أبغاه يعرف إننا نراقبهم ونراقب كل تحركاتهم ..
قلت له وأنا أتصنع البرود : أنا أراقبكم عشان أحافظ على سلامتكم وهذا جزء من مهمتنا ..
على رغم من إني كذبت عليه كذبة قد تكون معقولة لكنه مازال يناظر فيني نظرات حادة .. وكإنه شاك في كلامي ..
قلت وأنا أغير الموضوع : تدري ليش جبتك هنا ؟؟
قال بسخرية : ليش تضيع السالفة ؟؟
قلت بعصبية : لأن عندي موضوع أهم ، تدري أمس إنكم لمن رحتم المول أختك كانت رح تتعرض للخطف ..
ناظر فيني بذهول وقال : كذااب ..
قلت بجدية : أنا ماأمزح في أمور مثل هذه ..
تقدم نحوي وقال : أحكي لي كل شيء بالتفصيل ..
بدأت أحكي له كل شيء بس ما قلت إني أنا إلي أنقذتها وإنما أحد رجالي ..
بعد ما خلصت قال وهو مصدوم : كل هذا صار ؟؟ وليش ماقالت لي شيء ؟؟ وأنا أقول ليش كان في مضاربة أمس ..
ـ أنا كنت أبغاها تحضر عشان أوجه لها بعض الأسئلة ..
سكت حسام لثواني وقال بعصبية : وليش سراب ما خبرتني ؟؟ أنا أوريها ، كيف تكتم شيء مهم كذا عني ..
مسك حسام جواله .. والظاهر إنه ناوي يتصل عليها .. حسيت بسعادة لأن حسام واضح إنه معصب منها .. وياريته لو يكفخها كمان عشان يشفى غليلي ..
أنا صراحة قهراان منها جدا .. أحسها جدا باااااردة ومو مهتمة باللي يصير حولها .. وهي أبدا مو متعاونة معانا في التحقيق .. وأنا أكره هذه الفئة من الناس ..
بعد دقائق سمعت حسام يقول وهو يصرخ : إنت ليش أخفيتي عني إلي صار أمس ؟؟ لا ومسوية فيها ما تعرف سبب المضاربة ، إنت مارح تتكلمي إلا إذا آذوك صح ؟؟ إنت غبية ؟؟...................... أسمعيني تمام اليوم هو ملكة أختك وإحتمال كبير جدا إنه يصير مثل ما صار في يوم زواج عماد عشان كذا راقبي المكان تمام ، وإذا وصلك أي رسالة غريبة مباشرة إتصلي خلاص ؟؟ ............ لا تعصبيني أكثر من ما أنا معصب ، تكلمي بجدية شويه واتركي البرود .......... لا لا لا تقفلي إسمعيني أنا رح أمرك الحين وأبغاك تيجي معايه لمشوار ضروري ...... لا لا مو مركز الشرطة ............ أنا قلت مو مركز الشرطة يعني مرة ما تثقي في كلامي لهذه الدرجة ؟؟ ........... لا مو بكيفك رح تيجي يعني رح تيجي ورفضك غير مقبول .......... لحظة لحظة آآآ ..
شد شعره بقوة ويقول بقهر : قفلت في وجهي ..
كتمت ضحكتي .. وجه المعصب يضحكني ..
ناظر فيني وقال : ليش كاتم ضحكتك ؟؟ اضحك عادي ..
فلت الضحكة على الطول وقلت وسط ضحكاتي : ههههه لا بس بمجرد هههه التفكير في إن هههه عندكم أخت غثى كذا هههههه يخليني أضحك هههههههههههههه ..
ـ خلاص عاد ترى مايضحك لهذه الدرجة ..
قلت وأنا آخذ نفس من بعد ما خلصت ضحك : أوكي خلينا الحين نرجع للموضوع الرئيسي ، هي إيش قالت لك ؟؟
ـ قلت لها أبغى آخذها لمكان لكنها عرفت إني جايبها هنا ورفضت وبعدها قفلت في وجهي ..
فكرت شويه وبعدها قلت : هي ليش رافضة تتعاون معانا؟؟ هو في سبب معين ؟؟
قال حسام بتردد : آآآ لا ما أظن إن في سبب ..
تردده هذا يعني إنه يخفي شيء .. قلت بحدة : حسام إذا مخبي شيء تكلم ..
قال حسام : صدقني مافي شيء ، السبب الرئيسي هو شخصيتها المعقدة ..
ـ يعني هي دائما كذا مو بس مع الشرطة ..
ـ أيوه هي إنسانة باردة جدا وغامضة وإنطوائية ..
ـ هل كانت كذا من يوم وهي صغيرة ؟؟
ـ ما أدري كيف كانت وهي صغيرة لأن مثل ما تعرف أبويه طلق أمها وهي ماعاشت معانا زمان ، عشان كذا ما أعرف شخصيتها تمام ..
ـ طيب هي متى عاشت عندكم ؟؟
ـ قبل تسع سنوات لمن كان عمرها عشر سنوات ..
ـ طيب هي لازالت صغيرة ، كيف لمن شفتوها وكيف تعاملت معاكم ؟؟
ـ من يوم ماجات حطت حواجز بيننا وبينها ، وظلت محبوسة في غرفتها طوال هذه السنوات ، بس قبل كم شهر بس كلمها عماد وقدر يخرجها من عزلتها بس مازالت كما هي غامضة وكئيبة ..
ـ طيب يمكن السبب هو في موت أمها ، كثيرين يصيروا إنطوائيين إذا أحد المقربين منهم ماتوا ، أمها كيف ماتت ؟؟
حسام بتوتر : بـ بـ آآ أيوه صح بيتهم انحرق وامهم ماتت في الحريق ..
ـ ومين مات كمان غير أمها ؟؟ يعني هل في أحد مقربين لها ماتوا ؟؟
ـ في كثيرين ماتوا ، وفي مشاكل كمان حصلت لهم ..
قلت بفضول وشغف : أحكي لها حياتها بالتفصييييييل ..
ـ أمها من عائلة فقيرة ، وأبويه تزوجها بعد أمي ، وأمها عندها ثلاث أخوان ، الكبير إسمه يحيى ، والأوسط مروان ، والأخير اسمه مازن ، الأخوان كان منهم المؤيد للزواج ومنهم الرافض ، ولمن اتطلقت من أبويه إنقسم الإخوان ، وبعدها طردوا شاهين وانفصلوا عنه وماعادوا يعرفوا عنه شيء ، بعد كم سنة مات خال سراب الكبير إلي هو يحيى بحادث سير ، وبعدها بكم شهر مات خالها الأصغر إلي إسمه مازن ، بس مات وهو بعيد عنهم وكان في بلد أجنبي ، وما قدروا يجيبوا جثته ، لكن خبر وفاته وصلهم عن طريق أحد أصدقاء مازن ، موته كان صدمة لهم لأن الحين ماعاد في رجاال مسؤول عن البيت ، وأسامة إلي كان أخو سراب لازال صغير ، مرت السنوات وكبر أسامة وسافر هو وعماد لبلد أجنبي عشان يمارسوا هواية تسلق الجبال مع مجموعة من أصحابهم لكن لسوء الحظ مات أسامة هناك لأنه طاح ، وموته كان صدمة كبيرة أيضا ، وبعد سنتين من موت أسامة ماتت أم سراب وبعدها هي عاشت عندنا ..
الظاهر إن في العديد من الأشخاص إلي في حياتها ماتوا .. ويمكن هذا سبب في إنها بهذه الشخصية الإنطوائية ..
قلت لحسام : طيب يا حسام إنت كيف عرفت كل هذا ؟؟ مو هي ما تكلمكم كثير ؟؟
ـ أنا عرفت من عماد مو منها ..
ـ وعماد كيف يعرف ؟؟
ـ هو أخوها من الرضاعة ، وصديق أسامة، وبعدين هو الوحيد إلي كان دائما مع سراب من وهي صغيرة وهو مقرب جدا منها ..
قلت وفي بالي فكرة : إسمعني يا حسام ، إتصل على عماد عشان نسأله عن شخصية سراب قبل موت أمها وأخوها ..
ـ بس هو الحين مو في السعودية ..
ـ عادي إتصل عليه ..
هز حسام راسه واتصل على عماد .. وبعد كم رنة رد عماد ..
بدأ في البداية يسلم عليه ويرحب به ويسأل عن أحواله وأحوال أخته إلي معاه .. وكيف الأجواء عندهم .. والأمور العادية..
اعطيته إشارة لمن شفته طول .. عشان يبدأ بالموضوع المهم ..
قال حسام : عماد لو سمحت عندي سؤال عن سراب .................... لا بس فضول ................ سراب في الماضي قبل ما تموت أمها وأخوها هل كانت كذا ؟؟ .............. أقصد يعني إنطوائية غامضة وهادئة ...................................................... أها خلاص طيب شكرا ............... هههههه ترى هي كذا بس ما نستك لا تخاف ........................... خلاص رح أقول لها ........... أجل هيا مع السلامة ..
قفل الخط وقال : عماد يقول إن سراب في الماضي كان شخصيتها غير بس مو مرة ..
ـ كيف يعني ؟؟
ـ هو يقول إنها كانت هاادئة وقليلة كلام وباردة وتحب تنرفز الناس وما تتعصب بسرعة ، بس هي كانت دائما مبتسمة مو مثل الحين طول الوقت مكشرة ، وبعدين هو قال إنها مع المقربين تصير مرحة مرة وفرفوشة ، بس إلى الآن ماشفت هذا الوجه منها ..
الصراحة أحس من كلامه إن مافي فرق كبير بين هي في الماضي وهي في الحاضر .. يعني شخصيتها كذا من زمان ..
قلت : أهاا طيب يا حسام بما إنك هنا رح أوريك صورة للرجال إلي ألقينا القبض عليه أمس ويمكن تعرفه لأنه مميز شويه ..
ـ مميز ؟؟ كيف يعني ؟؟
فتحت الملف الموجود جنبي وقلت : الحين تعرف ..
طلعت صورة الرجال ومديت له وقلت : خذ هذا هو ..
ظهر علامات الدهشة على وجهه .. وأنا أصلا متوقع ردة الفعل هذه .. لأن الرجال كان وجهه مشوهه جدا .. وما يبان منه إلا ملامح قليلة جدا ..
قلت له : إنت تعرف هذا الرجال ؟؟
ـ ليش كل هذا التشوه إلي في وجهه ؟؟ لا يكون إنتم إلي عملتوا له هذا عشان يعترف ..
ـ لا يا غبي واضح إنها آثار حروق قديمة ، يعني مو إحنا ، بس إنت ماتعرفه ؟؟
ـ ما يبان ملامحه مرة بس مع ذلك أحسن إنه مألوف ..
قلت بسرعة: فكر يا حسام ممكن تعرفه ..
ـ طيب إيش أسمه ؟؟ ومن أي عائلة هو ؟؟
ـ الصراحة مانعرف شيء عنه ، ولازلنا نبحث عن عائلته ..
ـ أنا أحسه مألوف بس انا ما أعرفه ..
ـ إيش قصدك ؟؟
ـ مدري بس أحس بشيء غريب لمن أناظر له ..
ـ إسمعني يا حسام خلي الصورة عندك أنا عندي نسخة ثانية منه ، أبغاك توريه لأختك لأني عارف إنها مارح تجي هنا ، ووريه لأخوك يمكن يعرفوه ، وإذا فهمت سر الشعور الغريب هذا فقول لي ..
هز حسام راسه ولازال عيونه مثبتة على الصورة..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
بعد صلاة العشاء .. وفي منزل عم جود وحور ..
كل شيء أصبح جاهزا .. والكل أصبح جاهزا ..
وجود أصبت جاهزة ..
كانت في قمة الجمال بعد أن ارتدت الفستان التي اختارته حور لها .. وبعد التعديلات التي عملت عليها حنان في شعرها ووجهها ..
قامت حنان بعمل تسريحة بسيطة جدا ووضعت وردة بلون الفستان على شعرها من الجانب الأيمن .. وأما المكياج فوضعت لها ظل فوق عينها بطريقة رائعة أبرز جمال عينيها .. وأحمر شفاه باللون الصارخ المناسب للفستان ..
لم تكن هي الوحيدة الفاتنة في هذا اليوم .. فكل من روعة ومها وبيان قد ارتدوا أجمل الثياب ووضعوا بعض المساحيق التجميلية لكن ليس بكثرة لأنها مجرد ملكة صغيرة لا أكثر .. أما حور فقد تألقت بشكل مختلف كليا .. لأنها تعتبر نفسها أما لجود لا أختها ..
بالنسبة لسراب فقد إرتدت الفستان الذي اشترته بالأمس ولم تضع شيئا قط على وجهها البريء .. بالرغم من أن الكل كان يحاول جاهدا إقناعها .. لكنها وكما العادة هي عنيدة جدا ولاتنصت لأحد أبدا ..
قالت حور بإبتسامة عريضة : جود ماشاء الله عليك تهبببببببببببببلي مرة ..
لم تبتسم جود ولم تبد أي ردة فعل .. فقد كانت شاردة الذهن .. عرفت سراب فيما تفكر به أختها .. ووضحت كفها على كتف جود وقالت : جود إيش فيك ؟؟
إنتبهت جود وقالت بإبتسامة زائفة : لا ولا شيء بس أبغى أسئلك شيء ..
إقتربت جود من أذن سراب وهمست : إيش أعمل الحين ؟؟ إحنا أصلا مملكين ومتزوجين من زمان إيش رح يصير عند الرجال ؟؟
مالت سراب إليها وقالت بنفس الهمس الخافت : لا تخافي أصلا عند الرجال رح يكونوا فيه بس عمك وزوجك ، ومن جهتنا مارح يكون في أحد لأني قلت لأخواني لايحضروا ، بس ما أدري إذا كان الرجال عنده أخوان ولا لأ ، بس هو رح يتدبر الأمر ، إنت كل إلي عليك تتظاهري إنه عمك رح يناديك عشان توقعي وبس ..
قالت حور بغيرة : إنت وياها في إيش تتهامسون ؟؟ أبغى أعرف إيش عندكم ..
إعتدلت سراب في وقفتها وقالت ببرود : لاشيء ..
روعة : إنت يا سراب مرة قاسية ، التوائم دائما يحبوا يكونوا مقربين من بعض ، وشيء مؤلم إنك تحسك إن توأمك بعيد عنك ومايشاركك أفكارك ، وأنا أعرف هذا الشعور تمام ، لأن عندي توأم ..
إحتضنتها حور وقالت : فديت إلي يفهموني ياناس ، مو مثل أميرة الجليد هذه ..
سراب ببرود : بس جود تحب تتكلم مع ناس ناضجين مو صغار العقول من أمثال حور ..
شهقت حور وقالت وهي تشير على نفسها : أنا عقلي صغير ؟؟
سراب بنبرة مستفزة وساخرة : يعني الحركة الغبية إلي عملتيها أمس في سيارة حسام مايدل على صغر عقلك ؟؟
مها بدفاع : هي ماكانت تقصد هو صار بالغلط ، وبعدين عادي كلنا نغلط ..
نظرت سراب إلى حور بنظرات لم تفهمها إلا حور .. لأنها كانت متقصدة لما فعلته ..
بينما قالت بيان بفضول : إيش صار إيش صار ؟؟ حمستوني للسالفة ..
روعة : كل إلي صار إنه أمس لمن رحنا للمول مع حسام في الرجعة اشترى لنا بيبسي ومشروبات غازية وبعض الشوكولاتات ، وبعدين حور فتحت البيبسي واتطرطش الببسي على السيارة كلها وعدمنا كلنا وحسام ما سلم منه كمان ههههههه كان الموقف مرة كااي ، خصوصا إننا في السيارة جلسنا نصارخ بعد ما اتطرطش الببسي علينا ..
حنان : طيب حسام ما عصب ؟؟
مها : لا حسام ما عصب داري إنها مو متقصدة ..
سراب بسخرية : أيه مرة مو متقصدة ..
روعة : إيش فيك يا بنت ؟؟ وبعدين ليش تتقصد حركة غبية مثل هذه ؟ ماأظن إنها تشيل حق على حسام أبد ..
كتمت حور ضحكتها حتى لا يفتضح أمرها .. لأنها هي من قامت برج علبة المشروب الغازي قبل فتحه عن قصد .. حتى يتسخ السيارة بالكامل .. وكانت متقصدة أيضا أن تقوم بتوجيه الفتحة على حسام الذي كان يقود السيارة حتى يتسخ هو الآخر .. وكل شيء سار حسب ما خططت له .. كل هذا كان إنتقاما لما فعله لها في السابق .. والجميع يعتقد أنها غير قاصدة لفعلتها .. والوحيدة التي تعرف أنها متقصدة هي سراب ...
بينما قالت بيان : غريبة ما عصب ، أيه صح نسيت إنه عنده إنفصام في الشخصية ، ومتى مايبغى يكون عصبي يعصب على أتفه الأمور ..
حنان بحدة : لو سمحت إنت تتكلمي عن أخويه ما اسمح لك تقولي كذا ..
هزت بيان أكتافها بلا مبالاة وقالت : بس أنا أقول الحقيقة وبس ..
قالت جود بسرعة قبل أن يحل شجار لاتحمد عقباه : بنات تعوذوا من إبليس ، ترى اليوم ملكتي وماأبغى مضاربات تصير ..
في هذه اللحظة فتحت أم فادي باب غرفة جود وقالت : بنات ياللا الضيوف جوو ..
إستعد الكل للنزول للترحيب بالضيوف .. أما جود فقد أصبحت متوترة أكثر من قبل .. لأول مرة ستقابل عائلة رامي .. كيف سيكونون يا ترى ؟؟
بدأت الهواجس تراودها .. شعرت حنان أن جود متوترة .. وضحت يدها على كتفها وقالت : جود أهدئي ، ماله داعي كل هذا التوتر ..
بدأ الجميع بالنزول .. لكن سراب بقيت مع جود وحنان التي تحاول تهدئتها .. في النهاية إستطاعت أن تهدأ ونزلت الفتيات الثلاثة معا ..
كان عدد الحاضرين بالإجمالي بكبيرها وصغيرها ثلاثة عشر .. إمرأة كبيرة في السن وهي والدة رامي .. وسبعة نساء في أعمار متفاوتة منهم من في الثلاثين ومنهم من في العشرين ومنهم من أصغر من ذلك .. وبعدها ستة أطفال ثلاثة فتيات وثلاث فتيان ..
بدأ الجميع بالترحيب بهم .. واستقبالهم إستقبالا حارا .. بإستثناء سراب التي كانت تستقبلهم ببرود ..
جلس الجميع في غرفة الضيوف المخصص للنساء .. وبدأت أم فادي تتحدث معهم وتتعرف عنهم أكثر .. بعد أن أخبرتهم أنها تكون زوجة والد أخت جود من والدتها ..
لم يقصرن الفتيات في الإستقبال .. وبدأن يباشرن بالقهوة والتمر .. وما إلى ذلك ..
أما سراب ففضلت البقاء في المطبخ حتى تشرف على بوفيه العشاء الذي يتم إعداده الآن للضيوف ..
قالت سراب مخاطبة الخادمة التي أحضرنها من منزلهم : ماري هل انتهيتم من تحضير جميع الأطباق ؟؟
نظرت إليها ماري نظرة إستغراب .. فهي لم تفهم ماقالت سراب جيدا ..
ضربت سراب رأسها بخفة وقالت : أوه صح مافهمتي ، إنت خلصتي شغل خلاص ؟؟
هزت ماري رأسها بالنفي وقالت : باقي في شغل كثير ..
سراب : تبغي مساعدة ؟؟
ـ لا مدام مو لازم ساعد ، أنا وصوفي وزينب ـــ أسماء الخادمات ـــ رح سوي كل شغل ..
هزت راسها وجلست على أحد الكرسي الموجود أمام المائدة الصغيرة الموجودة في المطبخ .. وهي تراقب عملهن ..
في هذه اللحظة دخلت مها وقالت بإستغراب : سراب ليش جالسة هنا ؟؟ روحي هناك واجلسي مع الضيوف ..
ـ لا أريد ..
ـ أقول بلا دلع تعالي ..
ـ أقول سيبيني ..
قالتها لأن مها كانت تحاول سحبها من يدها حتى تخرجها من المطبخ .. لكن سراب مصرة على البقاء بعيدا عن الناس ..
مها : إيش هذا يا سراب ؟؟ مايصير إلي تعمليه ، اليوم ملكة أختك أمشي خليك معاها ، مسكينة البنت جالسة ترتجف هناك عند الضيوف وأحسها شويه وتبكي ..
ـ وما شأني أنا ؟؟
مها بصدمة : إيش اللي وما شأنك ؟؟ إنت أختها يالخبلة إذا ماوقفتي معاها الحين متى رح توقفي معاها ..
وأردفت بعدها بنبرة حزن : فكري في أختك شويه يا سراب ، أنا حاسة إنها زعلانة لأن أمكم مو معاها ، والله شعور مؤلم يا سراب ، أوقفي معاها في هذا اليوم وحسسيها إنك فرحانة عشانها ، وخليك مكان أمها ..
وقفت سراب كما لو أن مها لمست الوتر الحساس .. وقالت بهدوء : أجل أمشي معايه ..
إبتسمت مها بسعادة لأنها استطاعت إقناع سراب .. ودخلتا معا لغرفة الضيوف ..
جلست سراب بقرب بيان لأنه كان الأقرب من الباب ..
أما بيان فعندما جلست سراب بجانبها .. التصقت في روعة أكثر .. كما لو أنها متقرفة منها ..
فهي لم تسامح سراب بعد على ماقالته عن مشاعر أخيها .. وبسبب ماقالته فقد جُرح عبد الرحمن جرحا كبيرا .. وهي لن تسامحها أبدا ما لم تعتذر منه ..
أما في مجلس الرجال .. فقد كان المتواجدان الوحيدين هما ـــ وكما قالت سراب ــ عم جود وحور ورامي فقط ..
والصمت كان يسود المكان .. كان العم يرغب في أن يقول شيئا لكنه خائف من ردة فعل رامي ..
لكنه في النهاية استجمع شجاعته وقال : إسمعني يا رامي ، عشان تاخذها بالمرة لازم تدفع مهر أكبر ..
رفع رامي عينه من على هاتفه المحمول بعد أن كان يعبث بها وقال بنبرة باردة : إيش ؟؟ عيد لو سمحت ماسمعت إيش قلت ..
صرخ العم قائلا بغضب : أنا قلت لو تبغى تاخذها بالمرة لازم تدفع مهر أكثر ..
قال رامي ساخرا : يعني إلي أعطيتك قبل ما كفاك ؟؟
العم بتوتر : عشان أعطيه لجود ، لأنها لازم تقضي أشياء لمن تروح لبيتك ..
ـ طيب وين إلي أعطيتك هو من قبل ؟؟
ـ إلي فات مات ، ولازم تدفع من جديد ..
ـ أوكي خلاص ..
قال هذا وبعدها عاد يعبث بهاتفه المحمول .. أما العم فقد تفاجأ عندما وافق رامي على اقتراحه ..
قال بطمع : نبغى مئة ألف ريال زيادة تعرف إن البنات حاجياتهم ماتنتهي وكثير مرة ..
رامي ببرود ولازال ينظر لهاتفه المحمول : أوكي طيب ..
قال العم : لا لا مئة ألف قليلة خليها أكثر أممم نقدر نقول خمس مئة ألف كمان ، أيوه هذا المبلغ رح يكفي ..
أنزل رامي هاتفه المحمول ونظر إلى العم بغضب وقال : إسمعني يا عم عطية تراك مرة مزودها ، وأصلا أنا عارف إني لو أعطيتك الفلوس إنت رح تاخذه لنفسك ومارح تعطي جود قرش واحد حتى ، عشان كذا من الحين أقول مني معطيك هللة وحدة حتى ..
وقف العم عطية وقال بعصبية : أجل أحلم تاخذها ..
ـ ماخذها غصبا عنك ، أنا محترمك عشان عمرك ، ولّا واحد مثلك مايستاهل الإحترام ..
صمت عطية وأدرك أن الغضب لن يجدي .. فهو لن يكسب فلسا واحدا إذا لم يتحدث بهدوء ..
قال متصنعا الطيبة : إهدأ يا رامي وماله داعي كل هذه العصبية ، أنا كل إلي أبغاه إن جود تكون مبسوطة وحالها حال كل البنات ، يعني تجهز وتقضي للزواج ، ما أبغاها تروح بيتك بدون شيء ، أو تروح بأشيائها القديم ..
نظر إليه رامي نظرة ساخرة .. إنسان كاذب وحقير ، يفعل المستحيل من أجل المال .. حتى لو اضطر إلى التضحية ببنات أخيه المتوفى ..
قال حتى يرتاح من إزعاجه : أوكي خلاص ( وبمكر : رح أعمل حساب لجود في البنك ورح أنزل الفلوس فيه ، لاتخاف رح أخليها مثل بقية البنات ..
غضب العم كثيرا .. فهو كان يريد أن يتسلمه بنفسه .. حتى يصرفه على نفسه .. لكن رامي كان أذكى منه ..
صمت وهو يفكر في حل .. في النهاية قرر أن يختلق كذبة ما لجود حتى تعطيه المال ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
( جنى )
وقفنا قدام بيت خالي إلي تعيش فيه أمي الحين بعد ما اتطلقت من أبويه .. وأنا مرة خاايفة .. وماسكة يد رشا بقوة ..
ناظر فينا أبونا وقال : إذا ما تبغوا تدخلوا أمشوا نرجع البيت ..
قلت بسرعة : لا لا الحين ندخل ..
على الرغم من إني خايفة لكن مع ذلك لازلت أبغى أمي تعاملني بطيبة وحنان .. ومارح أستسلم إلا بعد ما أخلي أمي ترضى عني ..
في النهاية هي جنتي وناري .. ورضاها من رضى ربي ..
مشينا أنا ورشا وضغطنا على الجرس .. مرت ثواني وكإنها ساعات ..
سمعنا صوت طفل من ورى الباب يقول : مييين ؟؟
عرفته مباشرة .. هذا صوت ولد خالي الصغير أيمن ..
قالت رشا : هذه أنا رشا ، أفتح الباب يا أيمن ..
فتح أيمن الباب .. وراح يجري عشان يخبر الكل عن حضورنا ..
قلت لرشا بخوف : الحين إيش نعمل ؟؟
رشا : خليك هادئة ولا تتوتري ..
دخلنا البيت وظلينا واقفين في مكاننا .. ننتظر أحد يستقبلنا ..
بعد دقائق .. سمعنا عدة أصوات قادمة ..
وبعدها وقفت رنا وأمي وحرمة خالتي وبناتها .. الكل وقف قدامنا ..
خفت من تواجد الجميع قدامنا .. ولصقت في رشا إلي قالت بإبتسامة صفره : كــ .. كيف حـ..ـالكم ؟؟
كانت نظرات رنا لنا ما تبشر بالخير أبدا .. قربت من رشا وبدأت تنقل أنظارها بيني وبين رشا ..
وفجأة أعطت رشا كف قوي وقالت بصراخ : إنت خاااااااينة ..
ناظرت في رشا مصدومة .. ورشا ما ردت على رنا أبدا ..
ناظرت في أمي .. كان ملامحها جامد جدا ..
قال ببرود : إسمعيني يا رشا عندك خيار ، إما تظلي عندي وتقطعي صلتك بذاك إلي ما يتسمى ، أو تقعدي في بيت إلي ما يتسمى وتنسي إن عندك أم ..
تفاجأت من كلامها .. هي تقصد باللي ما يتسمى هو أبويه ..
ناظرت في رشا .. إيش رح تختار يا ترى ؟؟
قالت رشا بعد ثواني من الصمت : إنت أمي وهو أبويه ، وأنا ماأقدر أستغني عن أحد ، رح أعيش مع أبويه بس رح أزورك أسبوعيا ..
صرخت أمي : قلت إختاري واحد من الخيارين ، مافي خيار ثالث ..
رشا بإصرار : أنا مارح أثني قراري أبدا ، إنت أمي وهو أبويه وكلكم على عيني وراسي ، ورنا وجنى أخواتي ، وكلكم تصيروا عائلتي ..
لمعت الدمعة في عيني .. وقلت مؤيدة لكلامها : رشا صادقة ، إنتم عائلتنا ، وإحنا لازم نكون مع بعض ، لا تخلوا الشيطان يفرق بيننا ..
قالت أمي : بسرعة إختاري يا رشا ، ليش ساكتة ..
رمشت مو مستوعبة .. لحظة أنا أتخيل ولّا أمي تتجاهلني ؟؟
قلت عشان أتأكد : يمه ..
سكت أنتظر رد .. لكنها حتى ماكانت تناظر لي .. قلت وأنا أكرر ندائي : يمه الله يخليك ردي ..
لكن وللأسف ما شفت أي ردة فعل .. قربت منها وقلت : يمه ناظري فيني ..
مالقيت ردة فعل إلا إنها دفتني بقوة .. حتى طحت على الأرض .. وفوق هذا ما ناظرت فيني ..
ما قدرت أتماسك أكثر .. إنهرت بالبكاء .. رحت أزحف عند رجلها .. إحتضنت رجلها وقلت : آسفة والله أسفة ، أضربيني أحرقيني إعملي إلي تبغيه فيني يمه بس لا تطنشيني ، الله يخليك يمه ..
بكل قسوة ركلتني برجلها وقالت : رشا أطلعي برى ما أبغى أشوفك هنا ..
ألقت كلماتها القاسية وابتعدت عننا .. والكل كان يناظر فينا .. ما اهتميت بوجودهم وظليت أصيح بشكل هستيري .. كيف لا وأمي تطنشني .. يعني مو معترفة بوجودي ..
حسيت بيد إنحطت على كتفي .. ناظرت وشفت رشا ..
إرتميت بحضنها وأنا أبكي .. وجلست أتمتم بكلمات متقطعة .. مو قادرة أعبر عن شعوري هذه اللحظة ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
في منزل قديم ..
كان النار وقالب الثلج جالسين مع بعضهما يشاهدان أحد الأفلام القتالية على التلفاز .. كان المشهد مثيرا ومشوقا .. وكلا منهما في إنتظار ما سيحدث بعد ذلك ..
لكن قاطعهما صوت رنين هاتف قالب الثلج ..
صرخ النار غاضبا : قفل الجوال لا أكسره الحين ..
قال قالب الثلج وهو ينظر للمتصل : هذا الحساس ، أرد ولا لأ ؟؟
النار : بعدين بعدين ..
أقفل قالب الثلج الهاتف .. وظلا يتابعاان حتى نهاية الفلم .. واستغرق ذلك ساعة كاملة ..
قال النار : والله الفلم أكشن ، يبغالي أقول للحساس يتفرجه ..
قالب الثلج : ايوه صح على ذكر الحساس ، خليني أتصل عليه أشوف إيش يبغى ..
إتصل قالب الثلج بالحساس .. وما هي إلا دقائق حتى أتاه صوته الغاضب : لا بدري كان مادقيت أحسن ، ليش ما رديت لمن أتصلت أول مرة ؟؟ لا وكمان قفلت جوالك ..
قال ببرود كلقبه تماما : الحين إيش تبغى ؟؟ متصل عشان تصارخ ؟؟
الحساس : إسمعني وين الح** الثاني ؟؟
ـ إحنا ماعندنا حمير هنا ، الموجودين في البيت الحين هم أنا والنار وبس مافي حيوانات هنا ..
ـ المهم الحين إسمعني زين ، في هذه الفترة لا تفكر لا إنت ولا النار في أنكم تروحوا في أي مكان تبغوا ..
ـ وليش ؟؟
ـ إحنا مراقبين ، عشان كذا ما أبغى ينكشف سرنا ، سامع ولا لأ ؟؟
ـ يعني مارح نتقابل أبدا ، ومارح .........
قاطعه الحساس : ايوه رح نرجع مثل أول ..
ـ أهاا ..
النار بفضول : إيش قال إيش قال ؟؟ تكلم بسرعة ..
أشار له قالب الثلج بالإنتظار وقال للحساس : بسبب إلي حصل في الآونة الأخيرة صح ؟؟
ـ أيوه عشان كذا لازم نتوخى الحذر ..
ـ أهاا طيب هي كيف حالها الحين ؟؟ هل مازالت مضطربة بسبب إلي حصل ولّا عادت لطبيعتها ؟؟
ـ ما أدري مثل ما تعرف هي ماتظهر إنفعالات واضحة ، عشان كذا ما أقدر أبين كيف حالتها الحين ..
ـ أوكي خلاص طيب مع السلامة ..
أقفل الخط وبدأ يحكي للنار ما دار بينهما .. وعندما انتهى صرخ النار معارضا : لا مارح أنفذ إلي يقوله ، لو كان مكااننا كان عارض كمان ، بس لأنه هناك متهني وما يفكر فينا أبد ..
قالب الثلج : المعارضة مارح يفيدنا ، وإذا ماكنت تبغى ينكشف سرنا فمن الأفضل إننا نظل متخبين هنا ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
بعد عدة ساعات طلب العم من جود أن تأتي إليه حتى توقع على عقد القران المزور .. والذي عُقد سابقا ..
كان الجميع فرحين بذلك .. وعلامات السعادة بادية عليهم .. إلا جود نفسها ..
بعد دقائق طلب العم منها القدوم حتى تكمل التمثيلية السخيفة وتدخل عند رامي ..
كان ملامح البرود كاسية على وجهها .. لم تظهر السعادة ولا التعاسة .. كل ما في وجهها هي البرود ولا شيء ..
لم يكن أحد يشعر بغرابة بالغرابة .. فالكل مستمتع ولم يهتم لملامحها الجامدة ..
بإستثاء أختها التوأم حور .. شعرت حور بردة فعلها الغريب .. وأحست أنها تخفي شيئا .. لكنها قررت أن تحادثها بعد إنصراف الجميع ...
خرجت جود وتوجهت للمجلس الذي يجلس فيه رامي .. والفتيات خلفها يلقين عليها التعليقاات المضحكة .. تركوها أمام الباب وحيدة .. فهذا هو حدهم ..
بدأن بتشجيعها بالدخول ولم يعلمن أن جود لا تشعر بالخجل .. وإنما تشعر بالغضب .. لماذا تخجل وهي متزوجة به قبل مدة .. وفوق هذا هي تحمل في بطنها جزء منه ..
الوحيدة التي كانت تفهم مشاعرها هي الفتاة الوحيدة التي كانت تعلم بكل شيء .. أي بالحقيقة الكاملة .. وهي وبلا شك سراب ..
لكنها وكما العادة تتخذ شخصية الصامتة التي لا تتدخل في شؤون الآخرين .. وتبقى هادئة دائما ..
دخلت جود وهي تجوب بناظرها إلى المجلس .. يبدو أن عمها غير موجود .. جلست على أقرب أريكة وهي تتنهد بصوت واضح ..
أما رامي الذي كان ينظر إليها بذهول .. هو لم يرها ترتدي فستانا قط .. دائما ما تأتي إليه بالبجامات والملابس العادية .. ولم تضع مساحيق التجميل له قط ..
لذلك كان منبهر من مظهرها .. لقد تغيرت اليوم كثيرا .. كان يريد أن يبدي إعجابه بمظهرها ..
لكنها سبقته قائلة : إسمعني يا هذا لا تقول ولا كلمة أنا أخلاقي في طرف خشمي ، إلي فيني كافيني ، لا تزيدها ..
تغيرت نظرات الإعجاب إلى الإنزعاج .. وشيئا فشيئا يتحول وجه إلى ملامح غاضبة ..
ارتعبت جود من ملامحه وقالت بسرعة : آسفة آسفة بس ما قصدت ..
لم يقل كلمة واحدة .. ولازالت نظراته الحادة مصوبة نحوها .. أما جود فقد كانت تتحاشى النظر إليه .. بعد فترة أمسك هاتفه وانشغل فيه ..
نظرت إليه بغضب .. تبا إنه يتجاهلني تماما .. قررت إمساك هاتفها المحمول كما يفعل هو وتعبث به قليلا ..
بعد دقائق وصلتها رسالة .. نظرت إلى محتواها .. وبعد ثواني قالت : رامي خذ أقرأ إلي في ..
نظر رامي إليها وقال : ما تقدري تقرأي بنفسك ؟؟
تجاهلت سؤاله وأعطته هاتفها .. امسكها ليقرأ ما كتب فيها ( أخبري الشخص الموجود معك أن يستعد ليقيم حفل الزفاف بعد أسبوع مباشرة ، لا نريد أي تأخير )
قال بإستغراب : مين هذه إلي مرسلة لك ؟؟
ـ أختي الكبيرة سراب ، إلي تعرف باللي يصير ..
ـ أهاا ..
أردف ضاحكا : أحسها مضحكة ، قال زفاف قال ، إحنا نقول زواج مو زفاف ، إيش فيها تتكلم بالفصحى ؟؟
إبتسمت جود قائلة : هي تحب تتكلم عربي فصحى ..
ـ أحسها مرحة ..
ـ لا العكس إنسانة كئيبة وهادئة ..
ـ ما علينا منها ، المهم الحين إننا لازم ننفذ إلي قالته ، هي على صواب ، إحنا لازم نستعجل ، أنا رح أكلم أهلي ..
ـ وأنا رح أخبر أختي ..
نهاية الجزء ..
|