لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-02-13, 07:49 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى

 

--
صباحي كان مسود كئيب .. بعد ليلة البارحة ! من أسوأ الليالي التي مررت بها .. ما بين تشتت علاقتي بعلياء و الصرخة المكبوتة بداخلي ... ما عُدت أحتمل ! قبل ليلة البارحة كانت حياتنا جيدة .. لماذا تصر علياء على التنكيد علي بهذا الموضوع !
أتذكر كيف نظرت لعلياء البارحة و كم كانت تبدو في عيني أبشع فأبشع .. (( أهذه زوجتي؟ أهذه مصيري ؟؟ أهذه أم العِيال ؟؟ أهذه رفيقة الدرب ؟؟ أهذه من سأقضي بقية حياتي معها ؟؟؟ )) لم أكن أتصور أن حياتي ستكون هانئة مع زوجة مثلها لا تتوقف لبرهة أمام المرآة تنظر لذاتها لتقدر سبب نفوري منها ..
و مع نومي في الصالة وسط ضجيج هذه الأفكار المتضاربة؟؟ أستيقظ مذعوراً بكابوس مريع كنافذة على الحقيقة أو المستقبل القادم.. يد فؤاد ربما تقترب مني !!
نفضت هذه الفكرة و أقنعت نفسي أنه مجرد كابوس ..و تذكرت علياء التي أسأت إليها و جرحتها ليلة البارحة ! بل لم أكترث لنحيبها و اليوم أراني أواصل الهرب ...
في الحاسوب استعرضت الملفات التي نسختها من جهاز فؤاد ... قرّبت وجهي للشاشة و أنا أقرأ البيانات بشكل دقيق .. قد كتب فؤاد عن أهمية الجينات الوراثية و بيانات الذاكرة البشرية و مدى الذكاء .. كانت هناك مصطلحات صعبة أيضاً اضطررت للبحث عن معانيها في الانترنت ...
مع كل المعلومات التي وجدتها ذهب فكري لامكانية الاستنساخ البشري .. و لكن ما يفعله فؤاد ليس استنساخاً .. فهو قتل وداد و انتهى الأمر و مع هذا فأني شعرت في مجمل البيانات المعروضة على الشاشة أن وداد موجودة بلفظة ( وداد الجديدة )
ما معنى وداد الجديدة؟؟
و تذكرت فجأة أنه نسخ ذاكرتها و مجموعة هائلة من الجينات الوراثية الخاصة بها و على هذا يبدو أن يسعى لصناعة وداد الجديدة ..
هُنا تسمرت ! ما معنى هذا؟؟ أممكن هذا؟؟ مستحيل.. الله القادر فقط على خلق الإنسان و مهما وصل الانسان من علوم لا يستطيع خلق انسان متكامل ؟
و توقفت عند كلمة متكامل !! فكرت طويلاً !
للوهلة الأولى حين تسمع هذه اللفظة ( وداد الجديدة ) تشعر أنه سيتمكن من احياء وداد السابقة .. هنا استغفرت ربي مئات المرات و فكرت .. إلى أي جنون يقودني هذا الشخص؟؟
--










ركنت سيارتي أمام عيادة علاج الادمان .. و مضيت مسرعاً للداخل ..اتجهت نحو غرفة أخي سراج و أنا أحمل أكياس كثيرة له ... طرقت الباب و دخلت .. كان في الحمام و لذلك رحت أصف علب الأطعمة على الطاولة و أصيح :
" هيا سراج !! إلى متى ستظل في الحمام معتكفاً ؟؟"
و نظرت لباب الحمام ثم نهضت للثلاجة و وضعت العصائر فيها مع بعض الفواكه .. ثم اتجهت للكيس الآخر و أخرجت منه غطاء نوم جديد .. و باشرت ببسطه على السرير ..
هنا خرج سراج مع رنين هاتفه .. فأسرع له و أغلقه بعصبية شديدة .. نظرتُ له باستغراب :" ما بك؟؟"
نظر هو لي و صاح :" محمد أنت مصاب !! "
ابتسمت و رددت تلك الاسطوانة :" سقطت على الدرج "
و كالعادة رد سراج سلبي و مزعج للغاية :" و هل أنت أعمى لا ترى أمامك؟ أم تراك طفلاً لازال يتعلم المشي ؟؟"
و أطلق ضحكة ساخرة ...
نظرت له من طرف عيني فأتى و عانقني قائلاً :" اشتقت إليك "
ابتسمت و قلت :" شخص مكاني لن يأتي لزيارتك مجدداً "
و جلست قائلاً :" جلبت الباستا التي تحبها و هذه بيتزا .. "
جلس أمامي سراج متأهباً ثم رفع رأسه ناحيتي :" محمد ألازلت علاقتك بأبي سيئة؟ "
زفرت :" لم نلتقي و لم نتحدث منذ ذلك اليوم "
و رشقته بحدة :" و السبب أنت عندما أخبرته أني متزوج"
صاح :" و هل كنت ستخفي عنه شيئاً كهذا؟؟"
زفرت فضحك:" حسناً رغم محاولاتي بثنيك عن هذا الزواج أراك مرتاحاً الآن "
حاولت أن أفتعل ابتسامة و أنا أتناول البطاطا :" تقريباً "
هُنا رن هاتف سراج فأخرسه مجدداً و عاد ليتناول الطعام .. عقدت حاجباي و قلت :" لماذا لا تجيب على الهاتف؟؟"
زفر و قال :" مزعجة جداً "
رشقته بدهشة :" من هي ؟؟ "
رشف هو من العصير ثم قال :" البغيضة تريدني أن أتزوجها "
تأملته متسمراً ثم همست :" تلك الفتاة التي ..........."
قال بجرأة :" نعم نعم هي التي تورطت معها... يا لسخافتها !! "
عبثت أنا بعود العصير بشرود .. فخاطبني سراج :" محمد ما بالك صمتت ؟؟ "
رفعت كتفاي و همست :" لم تفكر قطعاً بالتكفير عن ذنبك؟؟"
نظر لي بدهشة ثم قال :" ليست مهمتي أن أواري فضيحتها "
عقدت حاجباي و زمجرت :" تتلاعب بشرف فتاة و تهرب من المسئولية ؟ "
نظر لي و قهقه ساخراً بشكل أثار قهري .. ثم قال :" بربك يا مُحمد لا تضحكني ! "
عضضت على شفتاي بغيظ و همست :" أضحكك ؟ و هل أنا أتلاعب معك ؟"
رمقني لبرهة فقلت بجدية :" سِراج ! أيقظ هذا الضمير الميت .. و تذكر أنك من اعتدى على شرفها و كنت تُحبها .. فكيف ستتخلى عنها الآن؟"
ابتسم و همس :" لست مستعد للتضحية بشيء لأجل فتاة قذرة مثلها "
و قال باشمئزاز :" كانت تعلم أني أستدرجها لفعل ذلك الشيء و كانت لا تمانع أبداً .. و كل ما فعلته أنا كان برضاها .. فلا يخدعنك الآن مطالبتها للستر.. "
رمقته مُطولاً و همست :" تقول ذلك كأنك لم تفعل شيئاً ! كأنك لم ترتكب جُرماً .. أنت حقير و تافه "
و نهضت مسرعاً لأغادر لكنه نهض و أمسك بي :" محمد !! لا أريد أن تساء علاقتنا ببعضنا البعض .."
ثم رفع كتفيه هامساً :" في كل الأحوال لن أستطيع فعل شيء لها ... الزواج مستحيل حالياً .. أنا لم أدخل الجامعة بعد !! هه تظن أن بإمكاني أن أقنع أبي بالزواج؟؟ و من من؟؟ من ***** ؟؟؟"
كززت على أسناني و أنظر له بشزر و همست :" اخرس! "
و تنهدت هامساً :" ما هذا الجيل المريع! كل شيء أصبح عادياً ! "

ابتسم سراج و طوق رقبتي بذراعه قائلاً :" ربما يزعجك أن اقول يا أخي الغالي .. أنني لن أتبع خطواتك و لن أصبح مثلك مثالياً أعيش حسب رغبات غيري و أتزوج أسوأ خلق الله كي أكون انساناً شريفاً "

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 07-02-13, 07:50 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى

 

الجزء الثاني عشر


خرجت من عيادة الادمان و اتجهت رأساً لمنزل أبي .. و انتهزت فرصة عدم تواجده لكي أساعد خالتي نهلة في بعض الأمور ..
علاقتي معه متدهورة فهو يتحاشاني و أنا أتهرب منه
اقتربت نهلة ناحيتي و أمسكتني :" محمد .. محمد دعني أساعدك السرير ثقيل للغاية "
صحت بها :" ليس ثقيلاً صدقيني ... فقط لا تعيقي طريقي "
المنزل كان مقلوباً رأساً على عقب .. و الأطفال يشتكون من انقطاع الانترنت .. و المصابيح بحاجة لتبديل ... و مكتبة ياسر تحتاج لتصليح .. و كان أمامي عمل كثير ..
بينما كنت على السلم المحمول أنتزع المصابيح التالفة لأستبدلها بالجديدة ... وقفت نهلة و هي تناولني المصباح الجديد :
" محمد! لماذا أغضبت والدك و تزوجت تلك الفتاة المشوهة "
تسمرت لبرهة ثم تنهدت :" يا خالتي كنت أحاول إقناعه و لكن .. ماذا أفعل إذ كان مصر على رأيه إلى هذا الحد؟"
رمقتني ثم همست :" أتعلم أن أباك يحبك أكثر من أي شخص آخر ؟؟ صَعب أن يتقبل أن تضيع مستقبلك هكذا"
نظرت لها مُطولاً :" أقدر هذا صدقيني .."
و رحت أكمل عملي فدارت هي حولي ثم قالت :" كيف حال سراج أيكلمك؟؟ "
هنا اهتزت يدي و أحنيت رأسي لها :" نعم يكلمني "
قالت :" متى سيكمل هذه الدورة و هل هي مفيدة؟؟ "
هززت رأسي :" كثيراً ! مفيدة كثيراً... و سينتهي منها بعد العطلة الصيفية مباشرة "
هُنا فتح الباب الرئيسي للمنزل و دخل أبي بهيبته ! أتعلمون شعرت بأني فقدت توازني فجأة .. تمسكت بالسلم بقوة .. و أبي يقف يتأملني مُطولاً ..
حاولت أن أبدو طبيعياً لأكسبه مجدداً :" أهلاً أبي ! كيف الحال؟؟ "
سكت لبرهة و توقعت أن يصدني بنظرات حادة لكن فوجئت به و يسرع نحوي رامياً حقيبته و قال بلهفة :" محمد ! محمد .. بني ماذا جرى لك "
أنه الضماد مجدداً يثير رعبهم و لكن أبي كانت ردة فعله مفاجئة .. هبطت أنا من السلم فحضنني بقوة و هو يهمس :" سامحني يا ولدي !"
" أبي !!! ما بك "
" جُعلت فداك يا محمد ! من فعل بك هذا ؟؟"
و رمقني بنظرات خوف شديدة .. همست :" أبي لا شيء .. فقط سقطت على الدرج "
قبل جبيني فوق الضماد و قال :" سامحني يا بني ! سامحني "
قبلت رأسه بسرعة :" أبي أنا من أطلب منك السماح ..."
ابتسم و همس و هو يربت على كتفي :" مبروك يا محمد على الزواج .. أتمنى أن أعيش لأرى أبنائك .. هي حياتك و أنت حُر بها و أنت رجل عاقل راشد أثق بكل مخططاتك .. "
و قال برجاء :" فقط لا تقاطعني .. محمد معزتك عندي كبيرة لا تحرمني منك يا بني "
تأملته مُطولاً قبل أن يزجر هو بزوجته :" نهلة!! كيف تدعينه يعمل و هو مصاب ؟؟ "
ارتبكت خالتي :" ما بك أبا محمد ابنك يأتي كل يوم جمعة ليساعدنا في عمل المنزل .. و اصابته هذه لا تبدو بليغة "
أبي القاسي حيناً و الحنون حيناً ! لا عجب بحنوه هذا .. بالفعل اشتقت إليه بعد قطيعة طويلة ..
--





دخلت المنزل و اتجهت نحو أختي شروق .. كانت قد اتصلت بي مسبقاً لأساعدها في مشروعها و بيني و بينكم كانت لدي ساعتين فقط لتبدأ نوبتي الليلية .. كنت أود استغلالها لانهاء عمل شروق .. اعتكفنا مطولاً .. حتى خاطبتني هي :
" محمد؟؟ "
نظرت لها :" ماذا؟"
نظرت لي و هي تحرك حاجبيها المرسومان بدقة ثم تغمز بعينيها الخضراوتين ..ابتسمت مستغرباً :" ماذا هناك؟؟"
ببطء نزعت هي نظارتي الطبية و قرّبت وجهها ناحيتي بنظرات مخيفة .. همست :" شروق ماذا تفعلين "
عبثت بشعرها بدلال :" أقرأ عينيك لأكتشف ! "
عقدت حاجباي فهمست :" أتحب يا محمد "
نظرت لها من طرف عيني و قلت :" بالطبع أحب علياء زوجتي "
ضربت كتفها بكتفي و قالت باستنكار :" علياء؟؟ "
ثم همست :" سمعت من علياء أن لك علاقة معينة بفتاة حسناء اسمها حسناء "
نظرت لها بصدمة فابتسمت بخبث :" أتحبها ؟؟ "
نظرت لها مصدوماً و ازدردت ريقي :" علياء قالت هكذا ؟؟ "
قالت:" نعم و بكت كثيراً عندي و هي تقول أنك تميل لهذه الفتاة ! "
عقدت حاجباي .. ! ! هــل علياء شعرت بهذا حقاً؟؟؟ هل كنت أظنها ساذجة و غبية لن تلاحظ شيئاً؟
نظرت لشروق بنظرة صارمة :" شروق لا شأن لكِ بهذا و لا تدّعي أشياء من عندك فهمتِ؟"
و أشرت للحاسوب :" هيا فلنكمل "
كتمت هي ضحكتها ثم راقبتني و أنا أعمل على الحاسوب و عادت تهمس بنبرة غير مريحة :" ما أخبار سراج؟؟ ! "
نظرت لها متخوفاً من أن تكون عالمة بأنه مدمن و يتعالج .. شروق و ما أدراك ما شروق .. فقلت :" منذ متى تكترثين لأمره أنتِ لم تريه منذ شهور و إذ رأيتِه تحاشيته أو تشاجرتِ معه "
هزت رأسها هامسة :" رُبما!! لكني سمعتك كثيراً و أنت تحادثه في الهاتف و توصيه على نفسه و صحته "
نظرت لها مرتبكاً ثم همست :" شروق! لو كان سراج مريضاً و يحتاج دعمك هل ستدعمينه ؟؟"
تأملتني مُطولا.. و هزت كتفيها :" لا ! "
رشقتها بنظرة حادة فقالت مبررة :" لا علاقة بيني و بينه و لذا ! لن يتقبل دعمي "
تنهدت و أنا أحفظ الملف في الحاسوب ثم أنهض قائلاً :" أكملته .. وَداعاً "
..
-

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 07-02-13, 07:50 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى

 

-
" هل تشعرين بتحسن؟؟ "
قلت ذلك و أنا أبتسم للطفلة الصغيرة على السرير الأبيض و من حولها الأجهزة الطبية من كل صوب .. بالكاد همست :" دكتور أنا جائعة "
ابتسمت و اقتربت و أنا أربت على يدها :" لا بأس يمكنك الصَبر قليلاً أليس كذلك .. تعلمين؟ كان نبينا أيوب صبوراً محتسباً و على هذا فقد فاز بالجنة "
نظرت لي الطفلة باهتمام فضحكت :" تريدين الذهاب للجنة؟"
هزت رأسها فوراً :" نعم"
نظر لي والد الطفلة و همس :" بِصراحة أنت أفضل بكثير من الطبيب السابق .. فؤاد .. كان فظاً و يتعمد تجريح الطفلة و تخويفها .. "
رفعت رأسي له و همست :" فؤاد؟؟ "
و سَرحت لفترة قبل أن أنتبه لصوت سُعاد :" دكتور محمد! غرفة رقم 9 "
خرجت مسرعاً و لحقت بالممرضة .. لوهلة تسمرت! عندما نظرت للبوابة و قد دخل منها ذلك الشخص!
الطويل القامة ! الحاد الملامح .. المفتول العضلات ..
فؤاد!
تلاقت أعيننا ... فتح عينيه مصدوماً و هو ينظر لي .. لضماد جبيني تحديداً..
--
رميت بجسدي بعنف على الكرسي أمام مكتبي .. و أنا ألهث فاتحاً عيناي على أقصاهما .. فؤاد؟؟ تلمست الضماد على جبيني برعب ! كنت أفكر مرتبكاً في عودة فؤاد المفاجئة!
و لم أحسب أنه سيفتح باب المكتب و يدخل مغلقاً إياه بالمفتاح.. ازدردت ريقي و أنا أفك زر قميصي العلوي و نظرت لفؤاد الذي يقترب بملامح مرعبة! دار حول المكتب حتى وصل لي ..
رفعت عيناي بربكة و افتعلت ابتسامة :" أهلاً دكتور فؤاد"
الجمود مرتسم على ملامحه و هو يقف أمامي مباشرة..لبرهة تذكرت ذلك الكابوس المرعب!
" أردتَ شيئاً دكتور فؤاد؟؟"
وجهه كان يحمل ملامح مجهولة مخيفة بل مريعة!! و هو يقف بطوله المهيب يتأملني بل يخترقني بنظراته ..ثم انحنى و جذبني بالمقعد الذي أجلس عليه .. و قرب وجهه ناحيتي و هو يضيق عينيه و همس :" مُحمد! "
ازدردت ريقي و هو يرفع بأصابعه شعري عن الضماد هامساً بحدة :" هل يمكنك أنت تجيب؟؟ من فعل بك هذا؟؟"
تأملت عينيه الثعلبيتان و قلت :" سَقطت على الدرج "
صرخ بملامح متقلصة مرعبة :" اخرس يا كاذب يا منافق "
رمقته مرتاعاً و جاء صوت طنين جهاز معين لدي في غرفة المخزن الموجودة في المكتب .. نهضت متهرباً من فؤاد و دخلت تلك الغرفة أنشغل باسكات الجهاز و اتجهت نحو المغسلة أجهز المحاليل .. و كأنني أحضر نفسي للعمل!
و نظرت لفؤاد المشتعل :" عُذراً لم أفهم ما تود قوله! و لدي عمل هنا "
اقترب ناحيتي و تأملني مطولاً و أنا أغسل القوارير .. فترة صمت قبل العاصفة! .. فجأة !! قبض بأصابعه على شعري و دفع برأسي إلى المغسلة .. أسفل الصنبور المفتوح و الماء يتدفق بجنون .. ضغط فؤاد بأصابعه على شعري ليكبح مقاومتي و صرخ :" أكره أمثالك !! أعرف أنك من فعل ذلك ! اعترف! اعترف! لمذا كنت تتبعني و تراقبني؟؟"
مع الماء المتدفق فقدت قدرتي على التنفس و أنا أقبض بيداي على القوارير.. كنت سأصرخ إلا أنه كتم صوتي مع مزيد من الماء المتدفق و همس :" مُحمد! لمَاذا؟ لماذا؟؟"
و مع ارتخاء قبضة يده رفعت رأسي و أنا ألهث كما لو كنت سأموت قبل ثواني ! أدرت رأسي لفؤاد و نظرت لعينيه الحمراوتين .. نظرت له بارهاق و كدت أتهاوى على الأرض لكنه أمسكني بعنف و صرخ :" محمد! تكلم "
نظرت لفؤاد و همست :" ماذا فعلت ؟؟ كدت تخنقني! "
و نزعت نظارتي فرماها من يدي إلى الأرض و داس عليها بحنق حتى أحالها لفتات ثم رفع رأسه بوجه ملتهب مريع :
" محمد! قل لي!! ما هي علاقتك بأختي المتوفاة؟؟ "
و شد قميصي بعنف و هو يضرب جسدي بالجدار .. رفعت عيناي ناحيته "لا أعرف عما تتحدث؟"
عض شفتيه بحنق و قرب وجهه من وجهي بنظرات كره شديدة :" لا تتظاهر بالبراءة أيها الخبيث ! "
حاولت الحفاظ على ملامحي كي أبدو ساذجاً :" خبيث؟؟ فؤاد؟؟ ما الذي يجري؟؟"
فتح عينيه مرتبكاً و أرخى يديه عن قميصي .. فأخرجت أنا منديلاً من جيبي لأمسح الماء من وجهي و خاطبته مدعياً السذاجة :" فؤاد؟ أنت بخير؟؟"
رمقني مطولاً ثم همس :" لا أعرف خُيل لي أنك ..."
و ابتسم بانكسار :" ياه كيف فكرت بأنك تفعل شيئاً كهذا "
و نظر لي هامساً :" هل أخذت إجازة لترتاح ؟؟ "
قلت :" تقصد الاصابة؟ ليست شديدة أبداً و لذا لم آخذ أي اجازات "
و رمقته :" فؤاد هل هناك أمر ؟؟ هل أنا فعلتُ شيئاً لك؟"
نظر لي و لشعري و قميصي المبتل و همس :" أعتذر ! أفكاري باتت مشوشة هذه الأيام .. "
و انحنى ليلتقط فتات نظارتي الطبية :" آسف "
سارعت بقولي :" لم يحدث شيء أبداً "
مد يده و ربت على كتفي :" أنت رَجل رائع يا مُحمد و ظننت بك سوءاً .. يمكنك العودة للمنزل لترتاح أظن أن ضمادك تبلل و تحتاج لاستبداله "
هززت رأسي ايجابياً و أنا أراه يغادر محتاراً منكسراً .. فور اغلاقه للباب تراميت على أقرب مقعد و تنهدت تنهيدة ارتياح كمن نجى من الموت!!
كُنت سأفضح نفسي و أواجهه و أخبره أني أعلم أنه قاتل أخته !
لكن حمدلله أن الله وهبني بعض العقل لأتدارك الأمر و أحتفظ بوجهي و ملامحي الملائكية البريئة!
نعم ! محمد أبسط من أن يكتشف جريمة فؤاد ..




--
في الصالة! كُنت جالسة على الأريكة و مُحمد مستلقي و رأسه بحجري .. راح يعبث بجهاز الارسال و هو يحادثني .. لعبت بشعره .. رغم أنه تأخر علي و تجاهلني اليوم.. لكني قانعة !! فبعد نفوره مني البارحة و صباح هذا اليوم لا يمكنني إلا أن أقبل بأي شيء .. أخبرته أني أشتاق كثيراً له طول اليوم .. و طلبت منه أن يبحث عن عمل لا يستهلك كل هذا الوقت ..
طبعاً ضحك و رفع أنظاره لي :" علياء! لو تعلمين أن جميع أقراني يحسدونني على هذا العمل فكيف أستقيل "
أحنيت رأسي له مبتسمة :" تستطيع لو افتتحت عيادة مثلاً ! و خبرتك عالية في مجال الطب أليس كذلك"
ابتسم :" ليس للدرجة التي تتصورين .."
و رفع عينيه مبتسماً .. فهمست :" ياه لمَ عينيك حمراوتين هكذا؟ و أين النظارة الطبية؟؟"
تأملني لبرهة و قال :" كسرها نائب المسئول "
رفعت حاجباي :" عمداً ؟؟"
ابتسم :" نعم !! لذا لا تتصلي بي أثناء العمل و إلا جئتك مفقوء العينين "
ضحكت و رحنا نتسامر و نتحدث بتودد و أنا لم أتحدث معه بخصوص البارحة .. فجأة انطلق صوت هاتفه .. رأيته يرفع رأسه من حجري لينظر لاسم المتصل .. و سُرعان هب جالساً و هو يجيب على الهاتف بنبرة هادئة و لبقة :
" مَرحباً آنسة حسناء! "
هنا تفجرت براكين ملتهبة بصدري!!! حَسناء مُجدداً ..
" لمَ تبكين؟ اهدئي.. "
و نهض مسرعاً ...
ثُرت! هي لحظات بسيطة ألاقي بها مُحمد .. يعود من المشفى منهكاً .. و تكون لدي فترة بسيطة للجلوس معه !! لتأتي حسناء و تشاركني في هذه اللحظات..و هي تتباكى لتحظى باهتمامه!!
الويل لك يا مُحمد!

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 07-02-13, 07:50 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى

 

--
كانت حسناء قد طلبت مساعدتي لكي أواجه مديرها الذي رفض تسليمها راتبها و أخبرتني أنها تحتاج الراتب حقاً و لا يمكنها الاستغناء عنه ..
لم أكن أستطيع رفض هذا الطلب رغم علياء التي لم أجالسها سوى عشر دقائق.. انطلقت بالسيارة ناحية مقر عمل حسناء و ترجلت مسرعاً لأدخل أبحث عن حسناء ..
رأيتها تبكي على مقاعد الاستقبال .. فهرعت لها هامساً :" حسناء! "
رفعت رأسها و أجهشت بالبكاء :" مُحمد! "
و صاحت :" لا يريد تسليمي الراتب!! ماذا أفعل؟؟"
تنهدت هامساً :" أولاً اهدئي و لا داعي للعصبية .... ثانياً ما هو السبب الذي جعله يسخط عليكِ هكذا "
فجأة نهضت هي مسرعةً لشاب يأتي مسرعاً ناحيتها .. نظرت للشاب النحيل الجسد الصغير بالسن الأسمر البشرة ..الذي وقف أمامها قائلاً باصرار و عصبية :" حسناء! لقد ذهبت له و هددته إن لم يسلمك الراتب سنتقدم بشكوى ضده في وزارة العمل "
قالت باهتمام :" و ماذا قال؟؟"
" تظاهر بعدم المبالاة ..."
و قال باصرار و هو يمسك بيد حسناء :" هيا! هيا سنذهب لتقديم الشكوى.. لن ننتظر دقيقة "
عيناي كانتا معلقتان على الأيادي المتشابكة .. و رفعت رأسي للشاب المشتعل بالحماس و المروءة و النخوة و الشجاعة !! و فكرت في السبب الجوهري الذي يجعل حسناء تتصل بي و معها مثل هذا الشخص المستعد للدفاع عنها ..
تقدمت بدوري و استوقفته :" لحظة! "
رمقني الشاب مقطباً حاجباه فقلت :" إذ هولتما الأمور ستصعب عليكما أكثر فأكثر .. كل شيء يحل بالهدوء و التفاهم .."
خاطبني الشاب :" من أنت أولاً ؟"
قالت حسناء:" أنه مُحمد .. صديق عزيز ساعدني طويلاً "
و نظرت له قائلة :" حسام ماذا سنفعل الآن ؟؟ "
أشعر بأني جدار لا أحد يكترث بي .. أراهما يتناقشان ضاربان بحديثي عرض الحائط و مثلي لا يحب الصمت ..
قلت مقاطعاً حديث الشاب :" عَفواً .. هل لكما أن تخبراني ما هو السبب وراء غضب المدير؟؟؟"
تنهدت حسناء هامسة :"ليس تقصير مني بقدر ما كانت مشادة كلامية جرت بيني و بينه ليس إلا.."
و قال الشاب بحدة :" أي شخص هو يربط بين علاقاته الشخصية مع الموظفين و مع أدائهم ... لا يعلم أنه محظوظ بحسناء كثيراً .."
و عاد يمسك بذراعها :" تعالي ... سنذهب لتقديم شكوى الآن"
واتتني رغبة جنونية بتحطيم يده ... كما لو كانت أخته يلمسها متى يشاء .. و يا للعجب حسناء ردات فعلها عادية ازاءه .. أتسائل كيف تغيرت هكذا؟؟ بعد أن كانت حريصة كل الحِرص ..
أمسكت أنا يد الشاب بغير ادراك مني فقط ليتركها و نظرت له قائلاً بجدية :" يمكنك الانصراف إذ أحببت و أنا مستعد لمعالجة الأمور بطريقتي "
تفحصني بنظراته ثم نظر لحسناء يتجاهلني قائلاً :" حسناء! لا أظنك تنوين مصالحة هذا المدير المغرور .. لدي معارف كثيرة في وزارة العمل سوف يساعدوننا "
اشتعلت ما هذا الشخص البغيض !!!!!! و نظرت لحسناء فرأيتها ترمقني هامسة :" محمد ما هي نيتك؟؟"
تنهدت و قلت :" حسناء يمكننا التفاهم معه بيسر و سهولة .. لأن اسلوب تقديم الشكاوي لن يجدي! فحتى لو سلمك الراتب سوف يعطيك إياه جبراً و قهراً ... يمكنك مصالحته و تعديل علاقتك به كي تثبتِي أقدامك أكثر في الوظيفة ... "
رمقني الشاب و خاطب حسناء بغضب مدفون:" يبدو أن الرجل سوف يساعدك حقاً .. أنا سأغادر و إذ احتجتِ أي شيء اتصلي بي "
تأملته و هو ينطلق خارج الشركة .. مَن هذا الشخص ليتدخل في أمور حسناء؟ و لماذا حسناء تسمح له بذلك؟؟ شعرت بارتياح مع خروجه و صعدت مع حسناء لغرفة المُدير ..
فوجئت أنه واحد من معارفي .. طبعاً سلمنا على بعضنا البعض و أخبرته بموضوع حسناء و جَرى كل شيء على ما يرام .. و قبل أن أخرج أوصيته بها قائلاً :" هي عصبية قليلاً و لكن أتمنى أن تتحملها و تعتني بها "
ضحك :" لا بأس .. لأجل عيّن تُكرم ألف عين "
نظرت لحسناء و خرجنا سوية و أنا أخاطبها :" رأيتِ؟؟ كل شيء يحل بالسياسة ... و لو كنت قد قدمت شكوى لن يفعلوا شيئاً و ستساء علاقتك مع مديرك أكثر فأكثر "
رمقتني متنهدة ثم ابتسمت :" مُحمد أشكرك كثيراً "
ثم تناولت هاتفها و ضغطت الأزرار قبل أن تخاطب الطرف قائلة بمرح :" حُسام؟؟ تَصور ؟؟ لقد تصالحت مع المدير للمرة الأولى ...
نَعم !
ما بك؟؟ غَضبت؟؟
بلى غضبت أليس كذلك؟؟
بيني و بينك أنا أفكر مثلك ..
نعم .. ينبغي أن نبحث عن عمل آخر ...
مممم ..
حقاً ؟؟
و كل هذا لأجلي؟؟
ما أسعدني...
متى سأراك؟؟
آه حسناً سأكون موجودة..
أشكرك كثيراً ..
وداعاً .. اعتنِ بنفسك "
أخجل أن أبوح بهذا الشعور الذي يختلج بداخلي .. و لكني حقاً .. حقاً .. أشعر بالغيرة من هذا الحسام..





--
عدت للمنزل و وقفت أمام مرآة الخزانة أفكر .. هل صدّقت أن حسناء أُعجبت بي؟؟ بعد أيام النفور و الكراهية؟؟!
نظرت لنفسي في المرآة و تذكرت ذلك الشاب الرشيق .. الصغير بالسن يمكنني القول أنه عمره يقارب الرابعة و العشرين .. و عندما كان يقف بجوار حسناء كانا ثنائي جميل جذاب ..
رفعت عيناي لوجهي المتورد و فكرت .. هل غُرت من هذا الشاب؟؟ و كيف لا أغار ..
زفرت و قررت طرد هذه الأفكار الساذجة ... و جلست على السرير و أنا أفتح حاسوب علياء مجدداً .. و ظللت ألاحظ البيانات مُجدداً و أفكر في أمر فؤاد! بغض النظر عن معتقداتنا الدينية و العقلية .. يجب أن أساير فؤاد في جنونه لأعرف ماذا ينوي ..
فمن المستحيل صنع انسان متكامل من ذاكرة و جينات وراثية و أشياء قليلة لا تسهم الا بالقليل بخلق الانسان .. فكيف سيعيد فؤاد وداد إلى الحياة؟؟
و كيف تجرأ و قال أنها لم تمت !!؟ أي أنه واثق من عودتها مجدداً ..
أنا واثق من رؤيتي للرأس و هو رأس وداد أي أنه قتلها و شرحها و انتهى الأمر فماذا يستطيع أن يصنع.. جسدها بدأ بالتحلل في قبرها ! لا مَجال لعودتها أبداً ..
هي أشياء بديهية ! و لكن فؤاد لا يفكر بالبديهيات بقدر تفكيره بالشيء الخارق للطبيعة!
و هنا فكرت!! ما محل الأخت الأخرى ياسمين من الاعراب!!!
تسمرت و أنا أفكر ! حقاً ما محلها من الاعراب؟؟! و هل لقت هي المصير نفسه التي لاقته وداد ! هل ماتت لتكون عُرضة للتجارب؟؟
لا أظن..
فؤاد تخلى عن وداد و هي فأر تجارب ثمين .. فقط لكي يحظى بمعلومات مهمة يمكنه الحصول عليها بعد موتها ..و هي حالة استثنائية لأي بحاثة..
أي أن فؤاد يملك فأر تجارب آخر! و هو ياسمين! لن يضحي به كما ضحى بوداد .. و الآن يمكنني التفكير في العلاقة بين ياسمين و وداد ..!
حككت عيناي و أغلقت الحاسوب بسبب ضعف نظري الذي لا يمكن احتماله .. و عدت أفكر! لقد قلنا أن معطيات فؤاد قليلة لصنع انسان متكامل .. فهل سيصنع فؤاد وداد الجديدة في جسد ياسمين؟؟ !
تسمّرت مذهولاً من هذه الفكرة الجنونية ..هل يمكن هذا؟؟!!
هي أفكار مشوشة لدى فؤاد و بعبث يطبقها غير مكترث بحياة أختيه !!!!!!
" مُحمّد"
هنا رأيت علياء و هي تقترب مني بكرسيها و تتنهد :" محمد! إلى متى"
همست :" "ما بك"
تنهدت هي :" أريد ساق صناعية يا مُحمد ،متى ستكترث بأمري !! لست أريدها لأجلي بل لأجلك"
نظرت لها لبرهة و خفضت نظراتي حيث أكملت :" هل ستشمئز مني الليلة أيضاً؟؟ "
فضلت الصمت فقالت :" أعذرك... لذا أريد العلاج يا محمد"
هززت رأسي :" غداً سآخذك للمشفى يا علياء "

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 07-02-13, 07:51 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى

 

في صباح اليوم التالي كُنت متجهزة ليأخذني محمد للمشفى ! لم يخفى علي أنه كان مشغول التفكير بأمور أخرى ... وصلنا للمشفى فهبط هو من السيارة و أخرج الكرسي من الصندوق .. هُنا لاحظت أنا قدوم رجل ضخم البنية معه فتاة أخرى قصيرة القامة .. يرتديان رداء المشفى الطبي ..
اقتربا بمرح و سلما على محمد و تبادلا الأحاديث معه .. نظرت للفتاة و هاجت الغيرة من جديد في صدري ..و كيف كانت تتحدث مع محمد بكل أريحية! هُنا حاولت أن أتعقل و أقنع نفسي أن محمد طبيب و بالتأكيد سيكون له معارف كثيرة و صديقات طبيبات ..
صديقات؟؟؟! حقاً لا أقبل بأي صديقة لزوجي ..
فتح محمد الباب و أشار لي :" و هذه زوجتي "
طلت الفتاة علي و مدت يدها للسلام مبتسمة بارتباك :" كيف حالكِ ؟ أنا نوارة .."
و قال الرجل :" و أنا عادل .. نحن مع محمد في نفس المكتب "
و تنهدت الفتاة و هي تنظر لمحمد :" لقد كنا نقول أن محمد مجنون ! نحن لا نحتمل جنونه فكيف بزوجته "
ضحك محمد و هو ينظر لها و همس :" نوارة ألا يجب أن تمدحيني أمام زوجتي "
راح الثلاثة يتبادلان الأحاديث حتى انتبه محمد لي و قرب الكرسي المتحرك لي ثم مد يده لي :" هيا "
لم أكن أريد منه أن يساعدني للنزول أمام أنظار هذين .. لكن هذا ما حدث ..
و تأملت تلك الفتاة المرحة ( بشكل مبالغ ) و هي تضع يديها على خصريها و تقول لمحمد :" محمد لم أكن أعرف أنك خبير بتدليل زوجتك "
و قال الرجل الذي يدعى عادل ساخراً :" يبدو أنه تعلم دورات كثيرة قبل أن يتزوج "
ابتسم محمد و رمقني .. فلما رأى الاستياء على ملامحي حاول صرف الاثنين و هو يقول :" المعذرة عادل و نوارة سألاقيكما فيما بعد"
و جر كرسيي و من خلفه يصيح صديقه :" عندما ألاقيك في المكتب سأضربك لأنك تفقدني هيبتي أمام معارفك "
ضحك محمد و هو يدفع بكرسيي ناحية باب المشفى التلقائي :" مزعجان أليس كذلك؟؟"
رفعت رأسي له و قلت بحدة :" نعم "
جفل من نظراتي و انشغل بالتسليم على أصدقائه الذي يمرون و يسخرون منه قائلين :" محمد ياه ! كل يوم مع مريض ! "
و آخر يقول :" ارحم نفسك عمودك الفقري سيتفتت "
يجب أن أغضب أليس كذلك؟؟ فمظهري لا يوحي إلا بمريضة يساعدها الدكتور محمد الذي يملك شعبية كبيرة ! بل أن الأطباء و الممرضات يقفون معه و يبادلونه الأحاديث المرحة و هو يتهرب من تقديمي له بصفة ( زوجته )
ثرت حقاً عندما سمعت أحدهم يقول :" سُعاد الممرضة تنتظرك على أحر من الجمر ... أنتما ثنائي رهيب بالفعل "
ثنائي رهيب!! من هي سعاد أيضاً؟؟
كانت كل حواسي متيقظة !!! و هو يدفع بكرسيي ناحية مكتبه .. فتح الباب و ابتسم :" ياه سعاد تنتظرينني؟ "
نهضت فتاة صغيرة العُمر خجولة النظرات و هي ترتدي لباس الممرضات ثم تقترب منه قائلة :" التقارير يجب أن تسلمها حالاً دكتور فؤاد يريدها "
دخل هو الغرفة تاركاً إياي هكذا !! و أسرع ليجلس على المكتب و ينثر الأوراق أمامه بينما تلك الفتاة من حوله تناوله هذه الورقة و هذه الورقة .. و فجأة رأيتهما يتجهان ناحية الحاسوب .. فتجلس الفتاة ملاصقة جداً لزوجي !
بالكاد و تقع في حضنه !!! أهذا عمل؟؟ يبدو أن من البديهي أن يحصل هذا خصوصاً بأنه عمل طارئ ! و لكن هل يستدعي كل هذا القرب ؟؟
و أخيراً أصدرت الطابعة الأوراق فأخذتها الفتاة و خرجت مسرعة ..و رأيته محمد يلملم الأوراق بسرعة و يخرج من المكتب من جديد .. فينظر لي قائلاً :" عزيزتي أعطيني دقائق لدي أمر طارئ .. هل يمكنك البقاء ريثما أعود؟"
قطبت حاجباي :" لا ! سآتي معك "
و لو كنت سأسبب لك الحرج ! سآتي معك !
و لو كنت مصدر شقاك و تعبك .. سآتي معك !
و لو كنت بشعة و كل تلك الممرضات تطرن من حولك ! سآتي معك !
رأى الاصرار في عيني فلم يعارضني و دفع بكرسيي .. رأيته يتركني قليلاً و هو يقترب من حشد الأطباء و هم أمام غرفة الملاحظة .. كانوا يتناقشون و راح محمد يتناقش معهم ..
لبرهة تأملته بينهم و كم كان وسيماً بل أكثرهم جاذبية ..وقت غير مناسب لملاحظة شيء كهذا أليس كذلك؟؟ لطالما حسسني محمد أنه مهمش و بلا قيمة في المشفى ! لكني أرى الجميع من حوله يتناقشون معه كأنه هو الخبير ..يتوسطهم و هو يخاطبهم بحدة .. كم بدا منفعلاً لأمر ما ..
فجأة خرج رجل طويل القامة من غرفة الملاحظة و زمجر بشكل مُرعب :" مُحمد! "
أيعني بذلك مُحمد زوجي؟؟
استدار محمد له بنظرات استفهام فصرخ الآخر :" لماذا تأخرت ؟؟ مجدداً تتأخر؟؟ مُجدداً ؟؟ "
و عض شفتيه :" للأسف أنت الوحيد التي يتقن استخدام جهاز الفحص اهذا.. هيا أدخل و افحص المريض بسرعة!"
زفر محمد و هو ينظر له :" لا أظن هذا يستدعي الصراخ يا دكتور فؤاد.. كما أني جئت مبكراً جداً .. تأكد من صحة ساعتك "
و اقترب لذلك الرجل قائلاً :" أنا فحصت هذا المريض مسبقا و أخبرتكم بضرورة اجراء العملية لكنكم أنتم من تماطلون في ذلك .. الآن يقع اللوم علي؟؟ بدل أن تضيع وقتك في الفحص يا دكتور فؤاد انقل المريض لغرفة العمليات لاجراء العملية"
صرخ الرجل :" قلت لك أدخل و افحص الرجل ! فوراً "
كم بدا مخيفاً ذلك الرجل و هو يزمجر و يتجرأ أن يهين زوجي أمام حشد الأطباء الذي صمتوا بخضوع! بعد أن كان زوجي يخاطبهم بثقة يتجرأ شخص مثل هذا أن يتطاول عليه أمامهم جميعاً ؟؟
كنت أتوقع أن يدخل محمد لاجراء الفحص لطبيعة شخصيته المسالمة لكنه فاجئني عندما هتف بحدة :" بدل أن تلقي أوامرك العشوائية فكر قليلاً "
ثم قال بنظرة احتقار :" أم أنك لا تبالي بأرواح الناس ؟ شيء طبيعي من شخص مثلك "
التهب وجه ذلك الطبيب و أخافني بالفعل بنظراته لكن محمد أمر الأطباء بنقل المريض لغرف العمليات ..
تحرك الأطباء كلهم لنقل المريض و ابتعدوا ناحية المصعد ... نظرت لمحمد و هو يتصفح الأوراق بيده و ذلك الرجل المخيف يرمقه بحدة عاضاً على شفتيه .. اقترب منه .. فرفع محمد أنظار حذرة ناحيته .. و كنت أراقبهما بوجل !! كم كان ذلك الشخص يحمل نظرات ناقمة على زوجي ..
جذبه من قميصه بعنف فكتمت شهقتي و أنا أراقبهما .. همس ذلك الشخص ببضع كلمات و مضى غاضباً ..
تأملت مُحمد و هو يراقبه متنهداً ثم انتبه لي و اقترب قائلاً :" هيا علياء! "
و جر كرسيي و هو يتنهد مستاءاً .. خاطبته :" مُحمد من هذا و لماذا يعاملك هكذا؟!! "
تنهد :" لا تكترثي به علياء! "
و ابتسم و هو يحني رأسه لي :" سنذهب الآن لقسم الأطراف الصناعية ! أأنت متحمسة؟ "
بادلته الابتسامة:" نعم"

وصلنا لهناك و بدأوا بفحص ساقي و التحدث مع محمد بشأن حالتي و حددوا موعداً لتجريب الساق الصناعية بعد اسبوعين .. طبعاً أنا اشترطت أن تكون الساق طبيعية شكلاً و مناسبة لجسدي تماماً .. و رغم التكلفة الباهضة أيدني محمد في ذلك .. هو أكثر شخص عانى بسبب منظر هذه الساق المبتورة و بالتأكيد سيريحه إذ بدوت طبيعية أكثر ..
و بعد تركيب الساق الصناعية بالتأكيد سأساعده في أمور كثيرة و أخفف عنه العبئ و أتخلص من هم هذا الكُرسي المتحرك ..
طبعاً أفكار كهذه أسعدتني كثيراً .. و الذي أسعدني أكثر ابتسامة مُحمد لي المُشجعة .. ثم سأل الطبيب :" هل ستسطيع علياء المشي؟؟ "
ابتسم الطبيب :" نعم .. لأن ساقها متشوهة فحسب ليس هناك عضلات تالفة .. و يمكنك أن ترى أنها تستطيع تحريك ساقها من منطقة الحوض و الفخذ .. و لم يبقى إلا الجزء السفلي من الساق .. طبعاً ستواجه صعوبة في المشي بادئ الأمر لكنها ستتعود "
هنا رأيت ملامح السعادة على وجهه :" أشكرك كثيراً .. إن حدث هذا فعلاً يا دكتور خالد لسوف أدعوك على عشاء فاخر "
ضحك الطبيب و هو يربت على كتف محمد :" تستحق كل خير يا دكتور مُحمد .. و سأفعل ما أستطيع فعله"
--



لو تعلمون كم فرحت لعلياء ! قد تتسائلون لماذا تأخرت بنقلها للمشفى لصنع ساق صناعية و سأجيب بأني كنت قلقاً بأن يكون رد الأطباء سلبياً بأن حالة علياء لا تتقبل الساق الصناعية .. و كنت أخشى على مشاعرها قبل شيء! و لكن مع اصرارها أخذتها للمشفى و كنت متشائماً .. إلا أن الدكتور خالد أحيا التفائل بداخلي من جديد .. و كدت أن أعانقه من فرحتي الكُبرى ! ..
و بينما كنت أساعد علياء على النزول من السرير و الجلوس على الكرسي المتحرك .. هَمس الدكتور بأذني :" محمد أريدك "
خرجت معه خارج الغرفة و أنا أراقب علياء التي تحكم خمارها .. ما إن التفتت لي .. ابتسمت لها ببهجة و خرجت .. هنا خاطبني الدكتور خالد هامساً :" هل هي المَدام؟ "
هززت رأسي :" نعم هي زوجتي "
قال :" هل هي حَامل؟ "

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, حالة, جنون, سلمى
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:47 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية