لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-02-13, 07:48 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى

 

الجزء العاشر

نبض قلبي يتصاعد .. عرق جبيني يتصبب .. أمط شفتاي بربكة و أنا أنظر حولي .. و أعود أنظر للعداد الذي يصرخ بطنين عالي ..

من الصعب جداً التصديق أني هُنا بالقرب من غابة فؤاد .. من الصعب التصديق أني هُنا أستطيع تحديد مكان جحيم فؤاد .. الحقيقة تتجلى أمامي .. كأني أشعر أني سأكشف عن سر رهيب يخفيه ذلك البحاثة ..

كأن بيدي أن أكشف الستار على فؤاد و هو يجري جرائمه براحة في مكان ما هنا ..

حسناء تهزني :" محمد .. أين نحن ؟؟ "
نظرت لها لبرهة .. ثم قدت السيارة بهدوء و أنا أفتح النوافذ أتأمل المباني .. كانت ثلاثة مباني ..الأول يبدو عمارة سكنية .. و الآخر فيلا و الثالث كان منزلاً متواضعاً ..
كنت أفكر .. أين هي تقبع تجارب فؤاد ؟؟ بدأت بالدوران حول تلك المباني و أنا أتأمل العداد و مؤشره .. حتى قفز لحظة مروري بالفيلا ..
ازدردت ريقي و نظرت لحسناء :" أتريدينني أن أعيدكِ للمنزل؟؟"
رمقتني حسناء بتشتت ثم همست :" محمد ما بك؟ ماذا حدث؟؟ "
عدت أتأمل الفيلا و فكرت .. أيمكن أن فؤاد بالداخل ؟؟ و تذكرت أني أحوم بسيارتي التي يجب أن أبعدها كيلا يراها فؤاد إن كان في المنزل ..
كنت ألهث مرتبكاً .. و حسناء تتأملني بخوف ثم تهمس :" مُحمد !! مُحمد .. هلاّ أخبرتني ماذا يحدث؟؟"
حركت السيارة و واريتها خلف العمارة .. و نظرت لحسناء :" انتظريني .."
و هبطت من السيارة و مشيت مثقلاً ناحية الفيلا ..
الفكرة الجنونية التي سيطرت علي ..
كَيف لي أتسلل إلى هذه الفيلا لأصل لمعمله؟؟
قرع الجرس فكرة مستبعدة .. لا أريد مواجهة فؤاد أبداً ..
و لذلك كنت أحتاج خبرة اللصوص لاقتحام هذه الفيلا ..
درت حولها و أنا أفكر في كيفية الدخول .. حتى قررت أن أنفذ خطة جنونية ..
اتجهت نحو سيارتي و دخلتها .. نظرت لحسناء و قلت :" ألديك رخصة قيادة؟؟"
قالت بارتباك :" لا"
قدت السيارة حتى ركنتها خلف الفيلا .. و نظرت لحسناء هامساً :" ما إن أدخل أنا الفيلا حركي السيارة إلى أبعد منطقة هُنا "
نظرت لي و همست :" قلت لك لا أحسن القيادة و ماذا تعني بدخولك الفيلا؟؟ "
فتحت الباب قائلاً :" حسناء افعلي ما أخبرتك به "
و خرجت من السيارة .. كنت أفكر بالصعود فوق سطح السيارة للوصول للشرفة التي في الفيلا .. و رغم أني لا أملك تلك اللياقة البدنية و لكني كُنت أحاول مع صوت حسناء المرتجف :" محمد يا مجنون ماذا تفعل؟؟ "
كنت واقفاً فوق السيارة أمسك بأعمدة الشُرفة و أنظر للأسفل بخوف .. حتى شعرت بالسيارة تتحرك من تحتي.. صرخت :" حسناء ارفعي المكابح "
صرخت هي بخوف :" محمد ستقع "
" ارفعي المكابح "
كنت متشبثاً بأعمدة الشرفة بارتباك و السيارة تتحرك ببطء من تحتي.. حتى توقفت فتنهدت بارتياح ..
أي عملية تسلل هذه؟؟
بصعوبة قفزت إلى داخل الشرفة ...
خاطبتها و أنا على الشرفة و حركت يدي :" حسناء حركي السيارة و أبعديها من هنا "
صرخت :" هل تسرق يا مُحمد "
ارتبكت و أنا أتلفت حولي ثم عدت أهمس :" لا ! فقط حركي السيارة "
تأملتها و هي تنتقل لمقعد السياقة ثم تنظر لي بخوف :" لا أحسن القيادة "
همست بقهر :" حسناء افعلي ما تستطيعين فعله "
ثم نظرت للغرفة التي أطل عليها من الشرفة ! ماذا لو كان فؤاد موجوداً .. و من يدري ؟ ربما رأى مسرحيتنا المضحكة ؟ و تأهب لي ..
ازدردت ريقي و أنا أرى حسناء تحرك السيارة ببطء ناحية الميناء .. و عدت أمد يداي برجفة لأبعد الستائر الشيفونية .. تلفتت حولي ... كانت الغرفة خالية .. غرفة مكتبية واسعة..
تقدمت ببطء و حذر و اتكأت على الطاولة لأتفحص الأوراق الموجودة .. لم تكن تعني شيئاً واضحاً ... لفت نظري وجود صورة مبروزة ..
فؤاد و مع امرأة ثلاثينية و فتاة عشرينية ..قبضت بأصابعي على الصورة بدهشة ! فؤاد و أختيه؟ ابتسامة وداد المتوفاة حيرتني .. و لكن الذي جذبني تلك الفتاة الأخرى .. يمكنني القول أنها آية في الجمال الرباني ..هل هي الأخت الوريثة لمعاناة وداد؟؟
و ماذا تعني هذه الصورة ؟؟ هل كانت علاقة فؤاد بأختيه جيدة يوماً ما ؟ و لماذا يحتفظ بصورة كهذه و هو الذي عذبهما ؟؟
وضعت الصورة ثم خرجت من هذه الغرفة أجول في الغرف بهدوء و في كل مرة أترقب ظهور فؤاد فجأة فيكشفني .. لكني أطمئن نفسي لأواصل البحث..
هُنا صُدمت و أنا أسمع صوتاً .. و لكن تبين لي أنه صوت صادر من جهاز معين .. أسرعت لمصدر ذلك الصوت و دُهشت برؤيتي لمعمل ضخم واسع مملوء بالمعدات و الأجهزة .... منظم تنظيم رهيب ..
تأملت الأجهزة المصفوفة و كم كانت أجهزة متقدمة معقدة لم نتدرب عليها حتى في المشفى .. نظرت يميناً فرأيت أجسام معدنية غريبة الشكل تسبح في محلول أصفر .. و فكرت ! هل هذه الأجسام هي نفس الأجسام الذي غرسها في مُخ وداد ..
رُحت أتفحص كل شيء كطفلٍ أمام حلويات متنوعة و كثيرة ..
كل شيء هنا يدل على تقدم علمي و رهيب و معرفة كبيرة بذلك الشيء الغامض ( المُخ )
اقتربت ناحية شاشة تعرض بيانات عليها ... لكني تسمرت مكاني و أنا أسمع صوتاً قادماً .. تلفتت حولي أبحث عن مكان أختبئ فيه و تجمدت لدى سماعي لرنين هاتفي ...أخرجته و أغلقه بسرعة ثم أسرعت ناحية دورة المياه .. دخلتها و تواريت خلف الباب ثم طللت برأسي ببطء إلى الخارج ..
فُتح الباب و ظَهر فؤاد ..
ازدردت ريقي و أنا أراقبه .. بحيث لا يراني .. لو تعلمون كم بدا مختلفاً .. لا أعلم ! ملامحه غدت مجهولة و هو يحمل صندوق زجاجي مغطى بقماش ..وضعه على الطاولة ثم فتح الدرج و أخرج قفازين مطايين ارتداهما على عجل ..
راقبته مقطباً حاجباي و هو يزيح القماش عن الصندوق... ركزت أكثر في الشيء العائم في ذلك الصندوق ! لم أعرفه للوهلة الأولى .. و لكن !! صُعقت فيما بعد عندما عرفت أنه رأس وداد !
---

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 07-02-13, 07:48 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى

 

رحت ألهث مرعوباً فاتحاً عيناي على أقصاهما من شدة ذهولي ... أنا أمام سفاح يسفك الدماء و ينبش القبور و يقطع الرؤوس ..
كنت متسمراً و شفتاي ترتجفان! و أنا أراه يخرج الرأس من الصندوق و يبدأ بتشريحه .. أشحت برأسي و قد واتتني رغبة بالتقيؤ .. و الغريب ! أن ملامحه باردة ثلجية .. و هو يعمل بثقة و برودة قلب ..
رغم ذلك المشهد المقزز كنت أريد أن أعرف .. ماذا يريد أن يصنع ؟ ماذا يريد أن يستخرج من رأسها ؟ ما هو الشيء المهم الذي يستدعيه أن ينبش قبرها و يقتطع رأسها ؟؟
عُدت أتأمله و هو ينزع بأداة معينة تلك الأجسام بحذر شديد من الرأس و يضعها في محلول آخر .. الاجسام الغريبة مُجدداً ؟
رأيته و بكل قسوة ينتشل الرأس و يرميه في النفايات .. ركزت بنظري أكثر عليه و هو يراقب الأجسام بامعان ثم يتجه نحو الجهاز الملحق بالشاشة و يدون بعض البيانات ..
كان يكتب بشكل سريع و كنت أقرأ بشكل أسرع ..
كانت ملحوظات متناثرة مكتوبة بالانجليزية ..
" كل البيانات تم نقلها بشكل صحيح للأجهزة الصغيرة ..
تحوي ثلاثة آلاف كروسوماً لنقل الصفات الوراثية مع حذف الأمراض الوراثية
تم نسخ بيانات الذاكرة بشكل كامل "
عقدت حاجباي و أنا أراه يبتسم ثم يتنهد بارتياح .. و همس :" وداد ! لا تقلقي ! لم يبقى الكثير "
آخر كلماته شكلت لغزاً صعباً بالنسبة لي .. ماذا يعني هذا؟؟
ما هي نية فؤاد؟؟
بينما كنت سارحاً .. تقدم فؤاد ناحيتي و هو ينزع قفازاته ..
صُدمت !! هل كشفني؟؟
تواريت خلف الباب و قد توقف قلبي عن الخفقان من فرط الخوف ..
و تذكرت أني في دورة مياه ..
دخل فؤاد و وقف أمام المغسلة .. و أنا خلفه مباشرة لا يفصلنا إلا الباب .. كنت أكتم أنفاسي قدر الامكان و شعرت بجسمي يزرق من الرعب..
راح يغسل يديه و أنا أدعو ربي بأحر الكلمات ألا يكشفني ...
لم أكن أستطيع حتى أن أزدرد ريقي خوفاً من أن يشعر بي !!
هُنا تحرك هو و خرج من دورة المياه .. حركت عيناي لأراه يخرج من الغرفة و هو يطفئ المصابيح ..
لحظات و خرجت أنا من مخبئي .. لتهاجمني رائحة شنيعة ! على الأرجح أنها بسبب الرأس الملقى في القمامة ..
فكرت بانتهاز هذه الفرصة الذهبية للإطلاع على ما يفكر به فؤاد .. مباشرة اتجهت نحو الجهاز الموصول بالشاشة الكبيرة و رحت أبحث عن البيانات السابقة .. كانت البيانات كلمات مختصرة للخطوات التي يؤديها هو ..
لفت نظري استخدامه لعبارة وداد السابقة _ و وداد الجديدة ؟ و تحيرت أكثر ... ماذا يعني؟؟
تصفحت البيانات أكثر و رحت أقرأ .. كانت معقدة و صعبة الفهم و لكن اسم وداد يلوح هنا و هناك ! وداد تعني له الكثير ؟
تنهدت لم أجد فائدة من هذه الشاشة و بياناتها الصعبة .. أخرجت من جيبي جهاز صغير لحفظ البيانات الالكترونية بما يسمى في عصرنا هذا بـ ( فلاش ميموري ) ..
رحت أنقل كافة البيانات مرتبكاً ... و تصلبت تماماً حين سمعت صوت هاتفي النقال يرن ..
استخرجته مسرعاً و رددت على حسناء بصوت خفيض :" نعم "
و تلفتت حولي بقلق! هل سمع رنين الهاتف؟؟
جاء صوت حسناء :" ظننتك مُت .. صاحب المنزل دخل .. ماذا تصنع أنت هناك؟؟"
همست :" حسناء .. انتظري لثواني "
انتزعت الجهاز بسرعة و رميته بجيبي ثم فتحت الباب ببطء و أنا أتلفت حولي بحذر .. نظرت لغرفة النوم المجاورة الموصدة ... و مضيت ببطء لأخرج من المنزل ..
--
خرجت و اقتربت من سيارتي حيث بها حسناء تتربصني بنظرات لاهبة .. ثم هبطت من مقعد القيادة و اتجهت للمقعد المجاور ..
صعدت و أفكاري تتضارب بوحشية برأسي ... و رفعت رأسي لأرنو بشرود إلى ذلك المنزل .. و الرياح تعصف بنا .. رمشت بعيناي و نظرت لحسناء التي همست :" محمد أين كنت؟ ماذا كنت تفعل .."
قدت السيارة و عضضت على شفتاي بحنق :" شخص مُجرم "
تفاعلت :" من هو ؟؟ "
نظرت لها لبرهة و قررت أن أخبرها القِصة كاملة !
لم أتوقع أن تتفاعل بهذا الشكل بل و أبدت استنكارها و تقززها و نفورها ثم نظرت لي :" محمد؟؟ هل أنت طيب القلب لهذا الحد؟؟"
رفعت حاجباي فابتسمت :" لأول مرة ألاقي شخصاً عفوياً يتصرف بأخلاق سامية دون تكلف أو تصنع "
ابتسمت و خفضت نظراتي :" أحقاً أنا هكذا؟؟"
ابتسمت هي :" نعم و أدعوك على وجبة عشاء لذيذة ! "
نسيت علياء بل نسيت كل شيء و أنا أسرح في عيني حسناء السوداويتين ..
--

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 07-02-13, 07:49 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى

 

بمرح صحت و أنا أقطع الطماطم :" ظننت أني سآتي ضيفاً لا أن أصنع معكما العشاء "
ضحك رضا و رفع كتفيه :" ماذا نفعل .. أنا كل يوم أساعدها في صنع الوجبات "
حسناء أخرجت المكرونة من الفُرن و قالت :" كنت أقول لرضا لا فرق بين امرأة و رجل .. الطعام هو للجميع و على هذا كل واحد يجب يساعد في صنعه"
ضحكت أنا :" أعانك الله يا رضا "
رمقتني حسناء و حركت حاجبيها مبتسمة ثم قالت :" رضا .. هيا اذهب لشراء العصير "
تركت أنا البندورة و قلت :" أنا سأذهب .. "
هنا أشارت لي حسناء و قالت بصيغة الأمر :" دكتور محمد رجاءاً أكمل السلطة "
تنهدت و نظرت لرضا :" هل هي دائماً هكذا ؟"
ابتسم رضا و هو يرتدي حذاءه :" لا .. فقط عندما تتحمس لأمر ما "
غادر و أنا أقطع الخيار بعدم خبرة و أضحك على نفسي :" أي سلطة هذه؟؟ "
انحنت حسناء و التقطت شيئاً ما قائلة :" محفظة؟"
و فتحتها لتبقى تتأمل ما بداخلها مطولاً ..كانت محفظتي و كانت خالية من النقود تماماً .. كما لو كانت لمشرد .. شعرت بالحرج و لذلك اضطررت للتظاهر بعدم الانتباه لها ,,
صاحت بدهشة :" من هذا الطفل الوسيم "
رفعت رأسي لها و هي تبتسم بتفاعل :" يا الله!!!!! ما أجمله ! "
و قبلت الصورة ضاحكة :" ما شاء الله ! "
و نظرت لي :" من هو؟؟"
هنا انعقد لساني و تورد وجهي قبل أن أهمس :" أنه أنا "
تسمرت هي بدهشة ثم عادت تنظر للصورة .. و علت الحمرة وجهها قبل أن تضع المحفظة على الطاولة و تهمس بارتباك :" حقاً ؟؟ "
فترة صمت و حرج لكلانا .. لكني ابتسمت و أنا أتأمل الخيار بيدي ثم نظرت لها :" كان عمري خمس سنوات حينها "
جلست هي في مقعد مجاور و تناولت المحفظة من جديد تتأمل الصورة :" ياه!! تبدو مختلفاً .. أو ربما بريئاً كثيراً "
و وضعت المحفظة أمامي ثم حركت كفيها حولها كمن يريد التهوية على نفسه .. لاحظت احمرار وجنتيها .. لكن سرعان ما صاحت بدهشة :" محمد كيف تقطع الخضار بهذا الشكل العشوائي "
نظرت أنا لطبق السلطة و كتمت ضحكتي :" عشوائي؟"
سحبت مني السكين و قالت :" ياه ! ليس لديك أية خبرة "
و نظرت لي بنظرة جادة :" يفترض أن تتدرب على هذه الأمور ستحتاجها في حياتك خصوصاً مع زوجتك المريضة "
هنا رمقتها بعمق و هززت رأسي :" معك حق "
و زفرت هامساً :" الأمر لا يتعلق بطهو فقط ! إنما كل مستلزمات المنزل .."
و تسمرت لبرهة مصدوماً من نفسي .. و كيف سمحت لنفسي التحدث عن علياء و عجزها ..و هنا تذكرت علياء بمزيد من تأنيب الضمير ..كنت قد أقفلت هاتفي كي لا تتمكن من الاتصال بي .. يا لقساوة قلبي !
" مُحمد!"
نظرت لحسناء التي نهضت فجأة :" جبينك!! "
نظرت لها بغير استيعاب فاقتربت صائحة :" أنك تنزف .. ضمادك ملوث "
تشتت و رفعت يدي للضماد و تلمسته .. فانحنت بدورها تتفحص الضماد ثم مدت يدها و بأصابعها النحيلة و بدأت تفكه هامسة :" يبدو أن الجرح انفتح"
حينها كنت أتصبب عرقاً ..و هي تزيل الضماد و ترفع شعري عن جبيني ..
المسافة بيننا كانت ثلاث بوصات فحسب .. و أنا أشعر بأصابعها تلامس جرحي بخفة و صوتها يأتيني مصحوباً بأنفاسها الحارة تلفح وجهي :
" أيؤلمك؟"
" لا "
لم أكن أشعر بأي ألم .. عدا خِدر لذيذ .. قبل أن تقول هي :" سأذهب لجلب الشاش .. لا تتحرك"
و فِعلاً بقيت متسمراً و أنا أتأمل الضماد المرمي في حضني الملوث بالدم ...
هنا أتت و مع وقوفها أمامي و هي تسكب المطهر في كرة القطن الصغيرة كنت أشعر بصخب عارم بمشاعري ..
أتأملها كطفل مشدوه ! و كأنني لأول مرة أرى أنثى .. تتحرك بنعومة و هي تنحني ممسكة بكرة القطن :
" لا تتحرك ؟"
و كيف سأتحرك؟ و أنا مشغول بسحر هذه الفتاة .. راحت تطهر الجرح و أنا سارح بها .. أخيراً شعرت بلسعة المطهر.. انكمشت فجأة :" آه مؤلم "
قالت بضجر :" محمد لا تكن طِفلاً ! ألست طبيباً ينبغي أن تتحمل "
رفعت رأسي لها :" هيا أكملي .. لكن بحذر "
راحت تلف الشاش بمهارة و فور انتهائها حملت العدة و غادرت .. ثم جاءت تنتشل القطن المتناثر و الضماد الملوث و ذهبت لتعقيم يديها ..
و عيناي عليها و أنا أغرق في تفاصيلها .. رشيقة القوام و هي تتحرك بحيوية و تبادرني كلمات مرحة ..
أكنت مخطئاً إذ عشقتها؟؟ من يقول أني متخبط بمشاعري؟ مشاعري كانت صائبة بعشقها .. هي حورية مضيئة تشغل البال..
التفتت لي و ابتسمت :" مالك ؟؟ "
ابتسمت لها و همست :" أشكرك كثيراً "

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 07-02-13, 07:49 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى

 

الجزء الحادي عشر

كنت جالسة مع أهلي .. أمي و خالتي و شروق .. فُتح ذلك الموضوع من جديد من قبل أمي و هي تسأل خالتي إذاً كان مُحمد يعاني مشكلة معينة تجعله يتصرف مثل هذه التصرفات معي ...
هنا ظهرت الصدمة جلية على وجه خالتي التي قالت :" لا ! بني لا يعاني أية مشكلة و سأسأله عندما يأتي "
كنت متشجعة لقدومه كي تواجهه أمه .. و لكي نضع حد لهذه العلاقة المشوشة بيننا!! ربما اذ فاتحته أمه بالموضوع يدرك أنه متزوج ..و إذ كان مريضاً يشكو مشكلة جسمانية ربما تحاول أمه حثه على العلاج...
نظرت للساعة ..
أي زوج يتأخر كل هذا التأخير ؟؟؟ !! بل و يقفل هاتفه متعمداً .. هُنا نهضن لاعداد العشاء و ظللت وحيدة أنتظره .. هنا فتح الباب أخيراً و ظهر وجه مُحمد المبتسم ..
قال:" علياء .. جلبت لك مفاجأة "
رفعت حاجباي .. فاقترب و وضع كيس أمامي مباشرة و ابتسم :" أنها المكرونة التي تحبينها "
الرائحة كانت شهية فأزحت الغطاء و تذوقت لقمة و كانت في قمة اللذة .. فنظرت له :" ياه! شكراً !! تعال و اجلس لنتناوله سوية "
أشار بيديه :" لا عزيزتي أنا تناولت عشائي ... "
و مضى و قبل ذلك استدار لي و قال :" أوه تذكرت .. حسناء هل تذكرينها؟؟"
هنا شعرت باللقمة تحجرت بحلقي ..رفعت عيناي له و هززت رأسي بمعنى نعم ... فقال :" تسلم عليكِ .. و هذا الطبق من صنعها "
و مضى !!!!!!!!!
تسمرت مصدومة!! أين كان ؟؟ بصحبتها؟؟ بصحبة تلك الحسناء؟ !! رفعت أعين حمراء له و هو يضحك مع أخته التي تلومه على تهوره و كانت تقصد الضماد ..
تقوست شفتي و واتتني رغبة بالبكاء !! حقاً شعرت بصدري يضيق و يضيق مع كلمات شروق لأخيها لتغيضني :" ياه يا محمد لا بد أن وراء هذه الاصابة من ينكد عليك حياتك ليل نهار "
و نظرت لي .. فنظر لي محمد لبرهة و مضى ناحية أمه التي تناديه ...
ظللت مشتعلة أنظر لشروق التي اقتربت و قالت :" ما لك تنظرين لي هكذا؟ كم أنت مخيفة !!"
و جلست قائلة بحدة :" كفاك تربصاً لأخي و التذمر عند أمك .. هذه حياتك عالجيها وحدك.. و رغم كل ما يفعله محمد لك من محاسن لازلتِ تتذمرين .. بالفعل لا تستحقين محمد "
كنت سأرد و أخبرها أن أخاها الذي تتباهى به ما هو إلا شخص خائن .. يتجاهل زوجته و يجالس فتاة غريبة .. لكني صمتت .. و أشحت بوجهي ..
طال انتظاري لمحمد و خالتي و يبدو أن اجتماعها مغلق و جدي جداً .. و فور خروج محمد هالني مظهره !
كان وجهه محمر و هو يمشي مسرعاً ثم نظر لي بحدة .. و قال للخادمة :" اجلبيها للسيارة "
اجلبيها للسيارة !!!!! صُدمت ؟؟ يأمر الخادمة بنقلي لسيارته ؟؟ و هو لا يكلف نفسه حتى بانتظاري ..!! أتساءل سبب اعجاب شروق بأخيها ..
و في السيارة رمقته بملامح صارخة و هو يقود السيارة مشيحاً بوجهه عني ..
و لم ينطق بكلمة أبداً ..
--
كنت متأهبة له .. ففي شقتنا رأيته يجلس على الأريكة و هو يفك زر قميصه العلوي و يتنفس بقهر .. و رمقني بوجه محمر و نظرة كئيبة ..
من المفترض أنني من اغضب و لكن مع مظهره هذا خُيل لي أن هناك حديث صاعق وُجه إليه ... اقتربت منه بكرسيي .. و نهضت من الكرسي بصعوبة و جلست جواره .. فأشاح بوجهه هامساً :
" ما الذي فعلتِه؟؟ ألا تخجلين من نفسك؟؟"
صُدمت من حديثه فقلت :" و ماذا فعلت أنا ؟"
و جذبت وجهه ناحيتي و قلت بحدة :" ماذا فعلت أنا؟؟ أم أنك تلقي علي الذنب لتتظاهر أنك لم تفعل شيء "
رمقني بنظرة باهتة و أبعد يدي عنه بعنف .. صُدمت منه و زادت صدمتي منه عندما رشقني بنظرات حادة و همس :" علياء؟؟ أهناك زوجة تفضح أسرار حياتها مع زوجها "
و عض شفتيه بحنق :" لمَ؟ لمَ ؟ "
رمقته و قد اهتزت حدقتا عيناي بارتباك .. فقال :" هكذا بكل بساطة؟؟ تخبرينهن جميعاً؟ ثم تدعين أني مريض و أحتاج للعلاج؟؟"
و احمر وجهه أكثر و هو يقول بصوت متحشرج :" لقد أحرجتِني مع أمي و خالتي و أختي .."
و نهض فجأة فقبضت على قميصه قائلة :" لأنك لم تعد تستجب لي .."
نظر لي بشزر و زمجر :" كم أستحقرك و أتندم على الزواج من مدللة مثلك "
أُلجمت تماماً و أنا أراه ينهض متجهاً لغرفة النوم .. فصرخت :" كل هذا؟؟ لأني أحبك و أريد من حياتنا أن تستقر ؟؟ هكذا تخاطبني بعد أيام صبري و معاناتي معك؟؟ "
وقف يتأملني ثم همس بحدة :" أخبرتك أني أحتاج وقتاً لأتأقلم "
و أشاح بوجهه هامساً :" لكنك لازلتِ تصرين على هذا .. و تصرين و تصرين "
و عاد يرمقني بضيق :" أنت تلاحقين رغباتك و تجبرين الجميع على تنفيذ أوامرك دون الاهتمام بمشاعر أحد "
و استدار متجهاً لغرفة النوم ! فوجئت به جاء حاملاً وسادته .. رماها على الأريكة الأخرى .. فصحت به :" محمد !! "
استلقى عليها و أغمض عينيه صائحاً بنبرة حادة:" من الآن و صاعداً . هُنا سأنام ! شئتِ أم أبيتِ .. لا داعي لمسايرتك و تدليلك بعد ما فعلته "
رمقته مصدومة !! فأتمم :" و غداً اذهبي لأمكِ و أخبريها .. محمد لم ينم معي ليلة البارحة .. "
و ابتسم بتهكم :" كل صغيرة و كبيرة تنقلينها حرفياً لهن أليس كذلك؟؟"
تحركت بصعوبة و أنا أستند على الأشياء للوصول له .. فاضت عيناي بالدموع .. و أنا أنظر له و هو يغمض عينيه ... همست :" يا لقلبك القاسي "
و أجهشت بالبكاء :" لمَ ! لمَ تفعل بي هذا؟؟ أنت تعرف كم أحبك و كل ما فعلته لأجلك .. لأتمكن من اسعادك و لو بالقليل "
تأملني مُطولاً و همس :" علياء ! لم أطلب منكِ شيئاً أنا مرتاح هكذا !! "
صرخت :" أي زوجين يعيشان هذه العيشة؟؟ لا تعاملني كأني حشرة مقززة ! إذ كنت غير قادر على احتمالي طلقني و انتهى الأمر "
تنهد بقلة صبر و هو يمرر أصابعه على شعره .. و رمقني بحدة :" علياء!! أنتِ من تسعين لتشويش علاقتنا و لست أنا ! "
و استوى جالساً و هو يقول بهدوء :" علياء !! أخبرتك أني مستعد بأن أفعل ما تشائين! فقط لا تنقلي شيئاً إلى أمك و أمي "
و قال على مضض و هو يهمس :" يمكنك التجهز الآن إن كنتِ تريدين ......"
و صمت و هو ينكس رأسه .. رمقته و أنا أمسح دموعي :" لا أريد اجبارك "
ابتسم بتهكم و همس :" أنتِ أجبرتني و انتهى الأمر .. ليس لدي أي خيار ! "
و همس :" هيا .. "

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 07-02-13, 07:49 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: حالة جنون ، للكاتبة : سلمى

 

--
تأملته بأعين مترقبة وسط ظلمة الغرفة .. و هو ينهض من السرير مشيحاً بوجهه بضيق ثم ينشغل بعقد أزرار قميصه .. يمكنني أن أعرف أنني أجبرته ..بتصرفاتي .. مؤلم أن أراه هكذا يتحاشى النظر إلي ..
همس :" عن اذنك"
أمسكت ذراعه بقوة و همست :" إلى أين ؟ "
من دون أن ينظر لي :" سأنام في الصالة "
ارتبكت و أنا أتأمله و هو يغمض عينيه محاولاً كبت شعور ما .. ثم همست:
" مُحمد !! كنت أظن أن علاقتنا ستصبح جيدة إذ ...."
و تأملت ملامح الضيق و الانزعاج على وجهه و أكملت :" ما بك؟؟ "
نهض مُستاءاً و همس :" تصبحين على خير "
رمقته و هو يغادر الغرفة و يترك الباب مفتوحاً .. هنا ضاق صدري!! لمَ ؟ لمَ ؟ أراه يفعل كل شيء كُرهاً .. ماذا بيدي أن أفعل ؟؟ ألم يتعود علي ؟؟
مُلت برأسي و أنا أراه في الصالة يجلس على الأريكة ممسكاً برأسه بكلتا يديه !! لمَ كل هذا الحزن و الاستياء؟ !! ماذا فعلت أنا لينفر مني ؟؟ لماذا؟؟
جذبت الغطاء و كتمت نشيجي !
لماذا ابتلاني الله هذا البلاء ؟ لماذا تشوهت أنا دون شروق؟؟ لماذا يحدث هذا معي .. أرى من أحب ينفر مني!!
-














-
في المشفى ....
رميت بجسدي على المقعد بعد أن أنهيت فحص أحد المرضى بجهاز الرنين المغناطيسي .. تنهدت بإرهاق قبل أن أنتبه بصدمة على أصابع خفية تطبق على فمي بقوة .. رفعت عيناي بخوف لوجهٍ أعرفه جيداً .. فؤاد!!!!
انحنى بابتسامة خبيثة و همس :" أريد إعادة وداد ! لن تمنعني يا مُحمد"
حاولت إبعاد يده عني فصعقت به و هو يوجه لي مشرطاً ضخماً ناحية رقبتي و يهمس :" ستكون التالي محمد ! رأسك سيزور مختبري"
قبل أن أتمكن من فعل شيء فار الدم من رقبتي ليخضب جيبي .. الصور و الأضواء بهتت أمامي حتى انعدمت الرؤيا ..و صوت فؤاد يزلزني :" مُت"
أنه الموت لا محالة !
و أنه الطريق لدنيا الروح لا الجسد !
أنه الخلاص الأبدي !

نعم!!! هذا جزاء فضولي و غبائي و طيبتي ..


















لا ! لم يكن موتاً ..
فتحت عيناي لأرى نفسي هنا في الصالة !
--












فُجعت بصرخة أيقظتني من النوم .. نهضت مسرعة من السرير و مضيت إلى الصالة بدون كرسيي المتحرك .. أتكأ على هذا الجدار و هذا الجدار .. و تجمدت كلياً و أنا أرى زوجي حبيبي يجلس على الأريكة و يغطي وجهه بكفيه مرتجفاً .. و صراخه يدوي الشقة بأكملها.. أسرعت له و لا أدري كيف وصلت له بساق واحدة .. جلست جواره أهتف بخوف :" محمد ! محمد ! ما بك رُد علي "
رأيته يزيح يديه عن وجهه و يظل يتأملها بعينين مفتوحتين بصدمة .. كأنه يرى شيئاً مريعاً مخيفاً ..أسرعت إلى المطبخ و أنا أتكئ على الطاولات و الجدران و صببت له ماءاً ثم عدت له و قدمت له الكأس بلهفة :" محمد اشرب .. اشرب "
صُدمت به و هو يدفعني بقوة فتراميت على الأرض مصعوقة و أنا أتأمله يمسك رأسه بيديه .. أراه يرتجف ! ينتفض ..نهضت مسرعة و ضممت رأسه لصدري هامسة رغم صده :" محمد ! محمد لا تقلقني عليك بربك قل ما بك .. تكلم ! "
لم يكن مُحمد !! الهادئ المبتسم اللطيف الوديع .. كان مختلفاً !! كانت ملامحه مخيفة و هي تحمل ذلك الذعر المجهول ! تمسكت به أكثر.. أريد محمد السابق .. لن أطالب بأي حق من حقوقي ! فقط أريد مُحمد السابق !
كنت أضعف من أن أحتمل مظهره و هو ينتفض فأسرعت بالاتصال بأمي صارخة ببكاء :" أمي .. أمي .. محمد ! محمد "
رفع محمد وجهه لي بملامح مريعة و قبض على الهاتف و رماه ناحية الجدار فتحول لحطام .. رمقت محمد بخوف و قلت بارتجاف :" ما بك ؟؟ "
و صرخت :" ماذا جرى لك ؟؟ "
بل قبضت على قميصه و أنا أهزه باكية :" مُحمد عد إلى رشدك ! محمد استفق أنا زوجتك و هذه شقتك .."
ملامحه لا تصدق و هو يمد أصابعه لرقبته كمن يشعر بالاختناق و يكز على أسنانه بصوت آتِ من أعماقه :" فؤاد!! "
صرخت به :" من هو فؤاد ؟ محمد !! ما بك ؟؟ "
رفع رأسه لي بوجه مخيف و عينين حمراوتين ثم همس :" أغربي عن وجهي "
تأملته باستنكار ثم فوجئت به و هو يزمجر :" قلت أغربي عن وجهي "
ارتعدت و نهضت أتكئ على الأشياء و وصلت لغرفتي .. أجهشت بالبكاء و أنا على السرير .. تعالت شهقاتي رُعباً ! ليس هو ! ليس هو !
--
استيقظت من النوم لأرى مُحمد يُصلي .. قد انتهى من التسليم ثم رفع عينيه للسماء و هو يدعو بخفوت .. حاولت أن أنسى ما حدث البارحة و همست :" صباح الخير "
التفتت لي ثم هزّ رأسه دون أن ينطق بكلمة .. و لملم سجادته مغادراً؟؟؟ !
استغربت هذا الجمود حتى على الافطار .. فقد أخبرني أنه تناول فطوره و أبقى حصتي في المطبخ .. تأملته داخل الحمام وهو يحلق ذقنه .. و خاطبته :" مُحمد؟؟ اليوم إجازة أليس كذلك؟؟"
همس :" بلى "
حاولت أن أكون ظريفة :" لمَ لا نخرج لنزهة ؟"
رمقني من طرف عينه ثم همس :" آسف لا أستطيع .. "

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, حالة, جنون, سلمى
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية