المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
الشيخ وماضية
عجوزاً كل يوم عند مقصورة جامع قديم
قبل اشراقة الشمس
يرمي بكفيه يرفعه نحو الشمس
ينظر أمسه مبتسماً
: ( أرضنا كانت تزرع جوعاً
كنا من دون غطاء
فوق الأعلاف ننام
-مبتسماً أيضاً-
كان الزاد سباق الأقوى
آه... تلك أيام كانت يا ولدي.)
ثم حين يقوم
تتقوس حاجباه
ليصرع يومه بكل خشونة
-ترى أكان الشيخ محباً في ماضية
أم أنها الفطرة تجعله يستعذب أمسه
يترقب آتيه بخوف مخلوط بالشوق
أم أن للزمن روح تتغير
وهل ما يتغير بالحقائق روحاً فردية
أم روح جماعة
أم أن هناك سر أسطوري
تتبدل فيه الحقائق مواقعها
لم يكن العجوز شاعراً ، أو متعلماً بما يكفي ليقول
كانت أرواحنا تشع بنسيم بارد
يختلط فيه ليل الخرافة
و إشراقة العصافير
وسماء المزارع ، ولذة المغامرة
كانت الطبيعة أكثر فطرة
هذا الشيخ جعلني أهد معارفي السابقة
لأتساءل
ترى من يغير الحقائق من الصفر
هل الزمن أم أرواح البشر.
|