لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-02-13, 08:49 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2012
العضوية: 246768
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام المنكاشه عضو له عدد لاباس به من النقاطام المنكاشه عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 122

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام المنكاشه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام المنكاشه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة

 

الفصل الثانى
فتحت الخزانة وحدقت فى صفوف الملابس المكدسة داخلها بدهشة واضحة واستغراب. كان هناك العديد العديد من الملابس... غالية الثمن, فكرت لين لكنها لم تعجب باى قطعة من كل هذا فالوانها كانت صارخة وموديلاتها مثيرة جدا.
"لقد تركت ثوب نوم واحد فقط" قال جايك بصوت بدا مشمئزا.
وفتح احد الجوارير للخزانة وسحب قطعة رقيقة وشفافة ولونها احمر بالكاد تغطى نصف الجسم. حدقت لين بيديه بالثوب الاحمر النارى وعلت الحمرة خديها.
"من الافضل ان ترتديه وتخلدى للنوم" قال جايك واكمل "ساحضر لك بعض طعام الغداء بعد نصف ساعة".
"انا... انا لا استطيع ارتداء هذا... هذا شئ" همست وهى لا تتصور نفسها فى مثل هذا الثوب.
نظر اليها بسخرية وقال "لم لا؟ رايتك فى ثياب اقل حتى من هذا".
توقف الهواء فى رئتيها وعلا الغضب ملامحها وحدقت به بعيون جاحظة وقالت "انا لا اصدقك... كيف اعرف اننا حقا كنا مخطوبين؟ انا لا اعرفك, انا اعرف فقط ما تخبرنى انت به. هذه الثياب... لااصدق اننى كنت ارتدى فى حياتى اشياء كهذه... فبعضهم غير محتشم اطلاقا".
عينيه الرماديتين انزلقا عليها باحتقار وتعمد وقال "اوقفى هذا لين! حتى فقدانك لذاكرتك لن يؤثر على طباعك ويغيرك الى هذه الدرجة! محتشم؟ انا اشك اذا كنت تعرفى ما معنى هذه الكلمة؟".
ونظر الى الجارور ثانية وسحب منه شيئا ما ورماه اليها وقال بوحشية "اذا اردت برهان... هاك... سانزل الى الطابق السفلى الان وعندما اعود لاحضر لك الغداء اريد ان اجدك قد خلدت الى السرير".
وخرج من الغرفة بينما كانت هى تحدق بذهول بالصورة التى رماها لها. وجهها فى الصورة كان يحدق بها لكن التعابير عليه كانت غير مالوفة ابدا. كانت ترتدى ثوب سباحة من قطعتين, ابيض اللون يكاد لا يخفى شيئا من جسدها وتجلس على كرسى بحرى كبير وبجانبها ذراعه تحيط بوسطها العارى بحركة متملكة كان جايك مستلقى ويحدق بها.
حدقت لين بوجهها بالصورة كانها تريد ان تتاكد انها فعلا هذه الفتاة. ولكن كانت الحقيقة ظاهرة ففعلا هى نفسها فى الصورة ولكن هذه النظرة العصرية الغير مبالية هذه الجلسة المثيرة وتلك العيون المغوية بنظراتها كانت غريبة عليها.
هل هذا ما كنت انت عليها حقا؟ سالت نفسها بياس اى نوع من الكائنات كنت؟ الاسرار المخفية لماضيها بدت كانها تعذبها فرمت بنفسها على السرير والصورة لا تزال فى يدها وبدات بالبكاء.
ولاول مرة تسالت اذا كانت لا تزال تريد حقا ان تبعد غمغمة النسيان عن ذاكرتها وان تسترجع ماضيها وان تكتشف حقيقة نفسها. الفتاة الواثقة اللاهية والرخيصة التى كانت بالصورة لم تكن من نوعية الفتاة التى تريد ان تكونها...
لكن الانسان لا يستطيع الهروب من الحقيقة. شبه هذه الثياب الموجودة فى الخزانة, عدائية جايك, الصورة زاد من شعور الارتباك والاضطراب والكره الذى كان يتزايد داخلها وجعلها تنتحب اكثر واكثر لرفض هذه الحقيقة.
لم تسمع الباب ينفتح وراءها. الدموع كانت تنهمر على وجهها وجسدها النحيل يرتجف من التاثر. فجاة شدتها ذراعين فقاومت محاولة ايقاف دموعها لكن جايك كان اقوى منها فشدها وادارها لتواجهه وهو يتكئ بركبتيه على السرير واخذ يحدق فى وجهه.
فاغمضت عينيها وهى تشهق كالاطفال وتمسح وجهها بيديها.
"انت تزيدين من دموعك بهذه الطريقة" قال لها بنعومة.
شدها جايك اليه ووضع راسها على كتفه واخذ يمسد شعرها لتهدئتها. اخذت اكتافها تمتنع عن الاهتزاز وبدات الدموع تخف شيئا فشيئا وبدات تتنفس ببطء وهى ملتصقة به وانفها قريب من رقبته. كانت حركته المهدئة على شعرها تمسد لها راسها واخذت قليلا قليلا تشعر بالنعاس وشعور عليه.
توقفت يده عن تمسيد شعرها فجاة واحست بجسده يتصلب قليلا وتمتم بكلمة لم تسمعها وابعدها عنه واعادها الى السرير. نظرت عليا اليه وعينيها نصف مغمضتين. واثقتين تماما به وابتسامة امتنان على فمها.
راقبها جايك بدقة وفمه يبتسم بابتسامة غريبة وقال "كل خدعة فى الكتاب لين؟ يا الهى انك مقنعة جدا فى تمثيلك لدرجة اننى اكاد اصدق انك صادقة. لكنك لن توقعينى مرتين فى نفس الفخ. ماذا بحق الجحيم تريدين؟ انت تعلمين النتيجة هنا. فلا يوجد هنا شيئا تريدينه. هل هناك؟" واشتعلت عيناه بغضب واكمل "ولكن هل يزعجك ويقض مضجعك اننى قد افلت من الصنارة؟ هل هذا هو الامر؟ تريدين ان ترينى راكعا امامك على ركبتى مثل اولئك المغفلين الباقين قبل ان ترمينى بعيدا؟".
الكلمات القاسية الغاضبة تنافرت مع مشاعرها الممتنة الشاكرة.فنظرت اليه وعينيها الخضراوين تمتلان بالالم وعدم التصديق وقالت "جايك... انا".
"اوه, اخرسى" قاطعها بقسوة "فانا لا اريد ان اسمع المزيد لين. فمهما كانت اللعبة التى تقومين بها انسيها, فانا لا اريد ان يكون لى اى دخل بها".
"انا لااقوم باى لعبة" قالت بتعب. وقد ذهب كل لون من وجهها, كان وجهها ابيضا كالوسادة الموجودة تحت راسها وعينيها الخضراوين متكدرتين من الالم والتعب.
تصلب فمه بغضب وعينيه تحدقان بوجهها, كانت هناك نظرة ضعيفة وضائعة على وجهها جعلت من المستحيل عليه الظن انها كانت تقوم بخداعه.
فتمتم "اللعنة... هيا غيرى ملابسك وادخلى السرير, لين!".
"لن ارتدى ذلك الشئ" قالت بوضوح.
نظر اليها وتعابيره مشككة ثم ترك الغرفة وعاد بعد قليل وهو يحمل قميصا للنوم. ابيض اللون ومزهر وقال "احد قمصان نوم والدتى" ورماه لها واستدار وخرج وصفق الباب وراءه.
غيرت ملابسها ببطء وارتدت قميص النوم كانت اكمامه طويلة وصدره مطرزا ومع انه كان قصيرا قليلا عليها الا انها شعرت بالراحة فيه ووجدت انه يلائمها تماما.
ودخلت فى سريرها وهى تسمع صوت بعض عصافير الخريف خارجا وعداها كان الصمت مخيما والاحراش هادئة حتى كانت تسمع صوت خفقات قلبها.
ما الذى حصل بينها وبين جايك فى الماضى وجعله قاسيا وغاضبا لهذه الدرجة منها؟ لقد قال انهما كانا مخطوبين لكنه رغم هذا يعاملها بتجرد كامل, كانت تشعر بالشك وعدم الثقة فى كلمة يقولها فى كل نظرة يرمقها بها. هل هو حتى الان يشك ان فقدانها لذاكرتها هو خدعة تقوم بها؟ ماذا قال لتوه الان... انها كانت تحاول ايقاعه فى شباكها؟ توقعه فى ماذا؟ الدهشة والحزن والذهول سيطرا على وجهها الشاحب. لو انها فقط تتذكر... اى نوع من الفتيات كانت لتنشر مثل هذا ال
كره بينهما؟.
نظرت الى ثوب النوم واصابعها يتحسسان الزهور الزهرية والزرقاء بطريقة طفولية وتذكرت طفولتها... طفولتها تردد صدى الكلمة فى عقلها. شعرت كان فكرة ما لمعت فى راسها, ذكرى ما لمعت كالسمكة الصغيرة ثم لم تلبث ان عادت ذاكرتها دون ان تمسك بها وتعرفها.
فتح الباب ودخل جايك فنظرت اليه بدهشة مفاجئة والتوى فمه بسخرية قائلا "بالتاكيد فقدان الذاكرة لم يغيرك لهذه الدرجة لين؟".
اتسعت عيناها من الصدمة. ماذا يقصد؟ التقى بعينيها ونظرته لا تزال ساخرة وقال "لا تتظاهرى معى وتمثلى, تستطيعين ان تبقى هنا قدر ما تشائين لكن بحق الله, توقفى عن القيام بهذه الالاعيب".
ووضع الصينية على حضنها وخرج. نظرت لين الى الطعام وارتجفت كم... كم كانت علاقتهم حميمة فى الماضى؟ هل كان معتادا على الدخول الى غرفة نومها بالثقة التى دخل بها الان؟.
دفعت السؤال بعيدا وبدات تتناول طعامها. كان مطبوخا جيدا لكنه لم يكن لذيذا جدا. فاكلت لين نصف السمكة وبعض السلطة ووضعت الصينية جانبا ثم استلقت على سريرها واغمضت عينيها وهى تتساءل هل ستتذكر شيئا ما؟ وبوقت قصير كانت قد استغرقت فى النوم.
عندما استفاقت وجدت الستائر مغلقة والصينية قد زالت من مكانها, فجلست وهى تقول انه لابد ان احدهم قد دخل الغرفة اثناء نومها.
نزلت من السرير واخذت تدور فى الغرفة وتنظر الى قطع الاثاث لقد كانت الغرفة جميلة ومريحة وبدات لين تتساءل عن مستقبلها. اذا لم تستطع ان تسترجع ذاكرتها هل سيكون عليها ان تبدا بحياتها من جديد وكيف ستفعل هذا؟ ما العمل الذى تستطيع القيام به؟ يجب ان تعمل لتعيل نفسها.

 
 

 

عرض البوم صور ام المنكاشه  
قديم 16-02-13, 08:29 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 236774
المشاركات: 6
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسراء الشوبكى عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسراء الشوبكى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام المنكاشه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة

 

جزاكي الله خيرا قصة روووووووووووعة كروعتيك يل قمراية
ويريد متتأخري علينا علشان احنا متشوقين جدااااا للتكملة

 
 

 

عرض البوم صور اسراء الشوبكى  
قديم 20-02-13, 10:17 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2012
العضوية: 240677
المشاركات: 77
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير عمار عضو له عدد لاباس به من النقاطعبير عمار عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير عمار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام المنكاشه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة

 

تسلم الايادي يا عسل وربنا يوفقك وتخلصيها بسرررررعه

 
 

 

عرض البوم صور عبير عمار  
قديم 25-02-13, 01:01 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2012
العضوية: 246768
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام المنكاشه عضو له عدد لاباس به من النقاطام المنكاشه عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 122

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام المنكاشه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام المنكاشه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة

 

مش عارفة اودى وشى منكم فين انا اسفة للتاخير
شكرا يا اسراء على مرورك
وشكر كبير لعبير اللى على طول مشجعانى

 
 

 

عرض البوم صور ام المنكاشه  
قديم 25-02-13, 01:03 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2012
العضوية: 246768
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام المنكاشه عضو له عدد لاباس به من النقاطام المنكاشه عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 122

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام المنكاشه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام المنكاشه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة

 

؟ يجب ان تعمل لتعيل نفسها. كانت تعمل فى صالة عرض للفنون. كما اخبرها جايك, تعمل ماذا؟ هل كانت تطبع على الالة الكاتبة؟ ونظرت الى يديها كانها ارادتهم ان يخبروها لكن لم تصلها اى معلومات. نقرة على الباب جعلتها تنتفض.
"ادخل" قالت واسرعت الى السرير. دخل جايك الغرفة واخذ يراقبها وهى تغطى نفسها جيدا بالاغطية.
قال "لقد استيقظت اخيرا, لقد نمت لساعات, هل انت جائعة؟ فانت لم تاكلى كثيرا على الغداء".
"كان الغداء لذيذا, لكن يبدو ان شهيتى تضاءلت" قالت له.
هز كتفيه وقال "لم تكونى تاكلى كثيرا على كل حال".
"جايك, هل هناك شيئا استطيع القيام به؟"سالته بعصبية "انا... اشعر بالملل من بقائى هكذا, الا استطيع النهوض الان ومساعدة والدتك؟".
ارتفع حاجبه الداكن ونظر اليها بسخرية وقال "تساعدى والدتى؟ بماذا؟".
اقترحت "بالطبخ مثلا".
فقال لها "انت تعلمين جيدا انك لا تجيدين الطهى".
قطبت حاجبيها قليلا وقالت "لا اجيد الطهى؟" بطريقة ما قد افشلها جوابه, لقد كانت واثقة انها تجيد الطهى, انها غريزة طبيعية, حقيقة.
"على كل حال امى لا تريدك فى طريقها" قال وتابع "اذا كنت تشعرين بالملل فساحضر لك الراديو والمسجل".
"افضل ان تحضر لى كتابا" قالت بشوق.
نظر اليها وقال "اى نوع من الكتب؟".
اجابته "اى نوع, اختار انت لى بعض الكتب".
فقال "كما تشائين".
وخرج ثم عاد بعد لحظات وهو يحمل مجموعة من الكتب وراديو وقال لها "ضعى مازرك وساريك اين مكان الحمام, انه بدائى قليلا لكنه فعال".
كان الحمام عبارة عن غرفة صغيرة مظلمة والمياه الساخنة تستطيع ان تحرقها, كما قال لها, كان هناك سخان كبير بالزاوية لكنه يصدر اصواتا كثيرة وتهىء لها انه سينفجر فى اية لحظة. تركها هناك ونزل الى الطابق السفلى.
عادت بعد قليل الى غرفتها وهى تشعر بالانتعاش بعد ان اغتسلت وصعدت الى السرير وامسكت باحد الكتب. بدا لها مالوفا فهو قصة لشارلز ديكينز فتحته وهى تامل فى ان تتذكر وهى تقراه.
اخذت تتصفح الكتاب وشعور الالفة لا يزال مسيطرا عليها وازداد برؤيتها للصور وللكلمات لكنها لم تستطع ان تتذكر اين ومتى قرات هذا الكتاب؟ هل عندما كانت صغيرة؟ هل هنا فى هذا البيت؟ الذكرى كانت تقبع فى احد زوايا عقلها ولم تستطع ان تصل اليها.
قال الطبيب النفسى ان العديد من الاشياء ستكون مالوفة لها, الموسيقى, الشعر, حقائق الحياة لكن الذاكرة الشخصية لها هى التى انمحت من راسها.
وتذكرته بنظاراته وكلامه لها وهو يقول "فى عقلك الباطن انت تعرفين من انت... وضمن بعض الطرق يستطيع الطبيب ان يصل الى الحقيقة, لكن هذا غير مجدى, فعليك انت نفسك ان تنتزعى ماضيك من حيث خباه وعيك. سيكون من دون فائدة لى ان احاول. لانه ولاسباب خاصة بك قد اغلقت الباب فى عقلك وفصلت بين ماضيك وحاضرك, لربما كنت بحاجة ان تحمى نفسك. وعندما يزول سبب رغبتك فى نسيان الماضى, ستجدين ان هذا الباب سينفتح فورا ومن جراء نفسه".
اغلقت عينيها وتنهدت لكنها عادت واجبرت نفسها على التركيز على الكتاب بين يديها وشيئا فشيئا بدات تنسجم به, دق جايك على الباب بعد عدة ساعات واحضر لها كوبا دافئا من الحليب واخبرها لنه حان وقت نومها وابعد الكتاب عنها.
"لكننى لا اشعر بالنعاس بعد, لقد نمت مطولا هذا اليوم" قالت له باعتراض.
فاجابها "انت هنا لتستعيدى صحتك وقوتك وكلما خلدت للراحة اكثر كلما استعدت صحتك اسرع".
"وغادرت بيتك بسرعة اكبر" قالت وهى تشعر بالغضب.
"نعم" قال "غادرت بيتى, غادرت حياتى وغادرت تفكيرى اللعنة عليك".
رفعت ذقنها الصغير نحوه بتحدى وقالت "انت تكرهنى اليس كذلك جايك؟ انت تقول اننا كنا مخطوبين... لكننى لا ارتدى اى خاتم, وانا اشك اننا كنا مخطوبين فى يوم من الايام".
التمعت عيناه بغضب وقال "كان عندك خاتما, لين كنت متباهيا كفاية لاشترى لك خاتما من الزفير... والذى قلتى لى حينها فورا كنت تفضلين الالماس... حتى هذا لم يكن جيدا كفاية بالنسبة لك".
"اوه" قالت واحمرت وجنتيها وتابعت "لابد اننى كنت غاضبة حين قلت هذا الكلام... فانا حقا افضل الزفير على الالماس... لكنى لا ارتدى الخاتم الان, هل... هل اعدته لك سابقا؟".
"كلا لم تفعلى" قال بحزم.
فنظرت اليه مقطبة وقالت "اين هو الخاتم اذن؟".
ابتسم لها بتهكم وقال "بدون شك انه عاد الى احد محال المجوهرات, لابد انك قد قبضت مبلغا محترما لقائه".
صدمت وجحظت عينيها واللون الاخضر يشتعل داخلهما وصرخت "انا لن افعل هذا الامر ابدا! كيف تستطيع ان تقول مثل هذا الشئ؟".
"لاننى اعرف طريقة تفكير عقلك الصغير" قال بقسوة.
ارتجفت من نبرته ثم غطت نفسها بالاغطية لتمنعه من رؤية الدموع التى اخذت تتجمع فى عينيها. وبعد لحظة اطفا الضوء وخرج من الغرفة وهو يقول قبل ان يغلق الباب "تصبحين على خير".
لم تستطع النوم وهى تحاول وتحاول ان تفتح قفل ذاكرتها. هل لفقدان ذاكرتها علاقة بشئ ما جرى بينها وبين جايك؟ وفكرت بصالة العرض التى قال انها كانت تعمل بها, لابد اذا ذهبت الى هناك وستقابل شخصا ما قد يهز ذاكرتها ويعيد لها شيئا منها. ولكن طالما ان جايك ووالدته نفسهما والتى كان من الواضح انها كانت تعرفهما لم يساعداها فى تذكر اى شئ, فهل سيقدر على هذا احد الاصدقاء او المعارف؟ حتى ثيابها وادوات التجميل خاصتها قد بدوا غريبين.
بالنسبة لها على الرغم من انها هى نفسها التى ابتاعتهم فى السابق.
فى الخارج كانت الرياح تعصف بصوت كئيب وحزين على الاحراج القريبة فاستمعت لها وتذكرت اللحظة الاولى التى فتحت بها عينيها ووجدت نفسها فى هذا المكان الموحش الفارغ المخيف.
مجرد تذكرها لهذا جعلها ترتجف فاسرعت بتغيير تفكيرها واخذت تتذكر المستشفى والممرضات واخبارهن, اى شئ كان افضل من شعورها بالعزلة القاتلة التى كانت تشعر بها وبطريقة ما استغرقت فى النوم بعد قليل. وحين استيقظت وجدت ضوءا غريبا يغمر الغرفة وادركت بعد حين انه بسبب الضباب الذى كان يسيطر على كل شئ بالخارج. وغادرت السرير واسرعت الى النافذة لكن الضباب الصباحى كان لا يظهر اى منظر, صمت هادئ سيطر على البيت. ولا طير كان يغنى, ورغم هذا كانت الاحراج تتراءى من وراء الضباب.
ارتجفت واحست بالبرد ففتحت الخزانة واحست بالفرح حين رات بنطال الجينز والكنزة الصوفية الرقيقة التى كانت ترتديهم يوم الحادثة. كانت السيدة فورستر قد غسلتهم وكوتهم فارتدتهم بامتنان وبخمس دقائق كانت قد انتهت من الارتداء ومشطت شعرها حتى لمعت اخر اطرافه السوداء الداكنة ثم نزلت الى الطابق السفلى.
عندما فتحت باب المطبخ استدارت السيدة فورستر وطغت نظرة قاسية على عينيها وقالت "سيكون فطورك جاهزا بعد عشر دقائق" وتابعت بصراحة "انا لم اتوقع انك ستستيقظين مبكرا هكذا".
نظرت لين الى الساعة الكبيرة المعلقة فوق الباب والتى كانت تشير الى الثامنة.
وقالت بادب "انا لا اريد ان اكون فى طريقك, فمن الواضح انك مشغولة, الا استطيع ان احضر فطورى بنفسى؟ احب هذا من فضلك؟".
نظرت اليها المراة بتهكم وهزت كتفيها وقالت "افعلى ما تحبين, هناك ابريقا من عصير الليمون فى الثلاجة".
نظرت لين الى السلة الكبيرة التى يضعون فيها البيض وسالت "هل استطيع ان اغلى لنفسى بيضة؟".
"اذا اردت" قالت السيدة فورستر وهى تكمل عملها. فتحت لين عددا من الخزائن حتى وجدت وعاءا صغيرا فملاته بالماء ووضعته على النار بعد ان رشت بالمياه بعض الملح.
وضعت البيضة بعد قليل فى المياه وسالت "ماذا عن فطور جايك؟".
"لقد تناوله" اجابتها السيدة فورستر بسرعة ونظرت لها بجفاف وتابعت "لقد ذهب الى مرسمه هذا الصباح لذا اذا كنت تقومين بهذا لمصلحته فانسى الامر".
احمرت لين وقالت "لقد قمت بهذا لكى اوفر عليك التعب والازعاج, انا اعلم انك لا تحبين وجودى هنا سيدة فورستر وانا اشعر بعدم الراحة لكونى اسبب لك ازعاجا واظن اننى قوية ومعافاة بما فيه الكفاية لاعود الى..." توقفت قليلا ثم تابعت "الى المان الذى كنت اعيش به, لابد انه يوجد شقة او غرفة اسكن بها".
"شقة فى يورك" قالت السيدة فورستر بجفاف "هكذا يقول جايك, لكن من الواضح انك لم تعودى تعيشين هناك على كل حال".
حدقت لين بها وسالت "لا اعيش هناك؟ هل تعنين اننى قد تركت الشقة؟".
"شئ من هذا القبيل" الكلمات كانت غير مكترثة.
قالت لين بذهول "لابد اننى قد تركت ما ورائى".
هزت السيدة فورستر يديها وقالت "لم يكونوا يعرفون الى اين ذهبت".
نهاية الفصل الثانى

 
 

 

عرض البوم صور ام المنكاشه  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لامب, الجديدة, يدخل, روايات, شارلوت, عبير, هناك
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t183766.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط¬ط­ظٹظ… ظ‡ظˆط§ظƒ ط´ط§ط±ظ„ظˆطھ ظ„ط§ظ…ط¨ This thread Refback 14-08-16 03:00 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط´ط§ط±ظ„ظˆطھ ظ„ط§ظ…ط¨ This thread Refback 14-07-16 09:46 PM
ظ‚طµطµ ط´ط§ط±ظ„ظˆطھ ظ„ط§ظ…ط¨ This thread Refback 20-06-16 07:01 PM
ط¬ط­ظٹظ… ظ‡ظˆط§ظƒ ط´ط§ط±ظ„ظˆطھ ظ„ط§ظ…ط¨ This thread Refback 21-03-16 10:05 AM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط¯ظٹط¯ط© ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط¯ظٹط¯ط© | AppsmediatamaNet This thread Refback 21-04-15 11:44 PM


الساعة الآن 08:05 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية