السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
لا اله الا الله محمد رسول الله .. سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم ..
القصة الثانية و العشرون .. لا تلهيكم عن الصـلاة .. قراءه ممتعه ..
أبتعدت عن حضنه و كأن كهرباء السعتها من شافت ملامح وجهه اللي يشع منها الخبث ,, و ابتسامته المليانه حقاره ..
صوته الغاضب أوجع أذنها كثيـر ,, بلعت غصتها ..
خوفها من اللي كانت بـ حضنه و هي مؤ محرم له ..
و الذنب اللي أتهمته فيه هذا هو ينعاد لكن بدون أي تخطيط منها ..
خوفها الأكبر من منصور ,, نظراته لها قاتله ,, و كأنه يبغي يقتلها بـ نظراته المخيفه ..
دموعها ملأت عيونها بسبب الخوف من مصيرها المجهول ..
مشت مهروله لـ غرفتها و هي تشوف منصور يقرب لـ فيصل ..
سكرت الباب بـ المفتاح ,, و صدرها يطلع و ينزل ,, تنفسها سريع ,, و دقات قلبها طبول ,, مشت لـ سريرها المركون بـ زاوية الغرفة ..
كيف تفهمه أنها ما كانت تقصد اللي صار ؟! ..
لكن هو بـ يصدقها أو لا ؟؟ ..
راح يظن فيها ظن السوء و يتهمها بـ شي باطل ..
أو أنه متناسي فعلتها معه أو ظلمها لـ فيصل ؟! ..
عيونها معلقتها على باب الغرفة ,, تخاف أنه بـ أي لحظة يكسر الباب و يهجم عليها بـ الضرب ..
مشت بـ خطوات سريعه لـ الدولاب ..
دخلت داخل دولابها البني تخبي نفسها فيه ,, و هي تسمع صوته الغاضب عليها و على فيصل ..
سكرت باب الدولاب ..
حطت يدها على فمها تمنع صوتها لا يطلع و يفضحها ..
منصور رماه على الجدار و هو يسبه و يشتمه بـ أبشع الكلمات ..
أبعده عنه و هو يخاف أنه يذبحه بين يده ,, بعد ما طلع الدم منه ..
لو تم دقيقة قدامه راح يضيع عمره عشانه ..
اللي مفروض تنقتل داخل الغرفة ..
مؤ مستوعب أنها بـ الدناءة هذي ترمي نفسها على فيصل ؟! ..
ما تخاف من الله ؟! ..
و الأ اللي سوته بـ فيصل من قبل شي عادي ؟! ..
وقف على رجليه و هو متسند على الجدار ,, و نظراته على منصور ,, الواقف قدامه بعد ما ضربه و برد قلبه فيه ..
مسح شفته اللي تنزف بـ طرف ثوبه الأبيض ..
فيصل صرخ بـ قهر ,, / تدافع عنها و هي اللي رمت حالها عليّ ..
يكذب أو صادق ؟؟ ..
المنظر اللي شافه بين عيونه يدل على أنه صادق ؟؟ ..
صرخ فيه بـ غضب بأين بـ صوته و بـ ملامحه ,, / أذلف عن وجهي لـ أذبحي بـ يدي ..
طلع يركض بسرعه هارب من جريمته اللي كان بـ يسويها ..
بـ خوف و رعب ..
التفت و هو يشوف باب غرفتها البيجي ,, و عيونه حمراء من الغضب ,, مشى لـ الباب و هو يضربه ,, ناوي على الشر دامها هي اللي جنت على نفسها ..
كيف يخلي الكبريت عند النار !! ..
* * * *
بـ شقة سالم ..
شيهانه التفت له و دموعها ماليه وجهها ,, صرخت فيه و هي تبغيه يطلع من ضعفه و بروده ,, / أبوك اخذها و أنت واقف تتفرج لو ما تبغاها أنا أبغاها ..
أرتجف صوتها ,, صوتها بدات تختفي فيه نبرة الصرامه و القوه ,, / بنتي مالها ذنب بـ الماضي اللي خايفين منه ..
سالم حط يديه على رأسه الموجعه من الصداع ,, رفع رأسه و هو يناظرها ,, لفتها طايحه على الأرض و عباءتها طايحه على أكفافها ..
دموعها ماليه وجهها ,, ملامحها تدل على الحزن و القهر ..
كل شي فيها يدل على حزنها على طفلتها ..
و هو مقهور فـ هو شخصيته ضعيفه عند أبوه ..
تمنى أنه ما جاءبها لـ أبوه و لا شافها ..
الهم مالي قلبه على بنته اللي حطاها بين يدين اللي ما راح يرحمها ..
جلست جنبه على الكنبة و هي تترجاه أنه يجيب بنتها لها ..
هزته من كتفه و هي تبغاه يناظرها و يلبي طلبها ..
طلبها كل ثانيه تعيده على مسامعه ,, بدون أي ملل أو تخلي ..
هي بنتها و لا تتحمل بعدها عنها ..
شيهانه قالت بـ قهر ,, / وين أخذها عمي ؟! ..
هـ السؤال ماله جواب عند سالم ؟! ..
فـ هي ما سمعت منه جواب لـ سؤالها ..
صاد عنها و لا هو قادر يناظر ضعفها و قهرها على بنتها ..
وقفت قدامه ,, و صدرها يطلع و ينزل ,, و هي تشهق من البكي ..
التفت لها و هو يسمع صوت شهقاتها الموجعه ,, و مسك يديها ,, هزها بـ قوه ,, / بنتك بنتي و قلبي محروق عليها مؤ بس أنتي ..
كلامه يدل أنه مؤ عارف وينها ؟! ..
خصلات شعرها تناثرت على وجهها الجذاب ,, عقدت حواجبها بـ خوفها ,, / وينها ؟؟ ..
ما تفهم أو هو مؤ عارف يفهمها ؟؟ ..
هي مصره أنه يجيبها لها بـ أي طريقة كانت ..
و هو متعذب و السبب بعد بنته عنه ..
وقف يبغي يطلع يدور عليها ..
شيهانه وقفت و هي تشوفه متوجه لـ الباب ,, أخذت نقابها و لفتها من الأرض و البستهم ..
التفت لها ,, و هو يناظرها واقفه وراه ,, / شيهانه أجلس ..
حركت رأسها بـ لا و هي مصره أنها تروح معه ..
مشى لـ سيارته المركونه عند باب العمارة ,, و هو يسمع صوت خطواتها وراه ..
خلاها على راحتها لأنه راح يتعب معها لو فرض أمره عليها ..
دخلوا بيت أبو جاسر ..
مشوا لـ صالة الأستقبال ..
سالم يمشي بـ خطوات سريعه ..
و شيهانه تمشي و هي تحاول تجاري سالم بـ مشيته ..
وقف سالم و هو يشوف المنظر اللي قدامه ..
شيهانه تقدمت لـ داخل الصالة و هي تشهق و هي تناظر اللي قدامها ..
عمها جالس على الجلسه الأرضيه و بـحضنه بنت سالم تبكي ..
و هو يهزها عشان تسكت ..
و يسؤلف معها و كأنها راح تتكلم معه ..
جلست على الأرض قدام عمها اللي لابس ثوب البيت المقلم بـ الطول بـ الون الأزرق و الأبيض ..
ناظرت وجهه لحيته بيضاء و فيها شعيرات سوداء ,, ماله شعر بـ رأسه الا من جوانب رأسه ..
شيهانه أرتجف صوتها و هي تقول ,, / أيش ذنبي و ذنبها تعذبنا ..
رفع رأسه و هو يناظرها ..
أي حزن كسى ملامحها الجذابة ..
ضم الصغيره لـ صدره ,, و هو يشم ريحتها ,, صرخ بـ اسم كل رجال عائلتهم يكرهونه ,, / ريــما ..
بـ صوته
نبرة ندم ..
نبرة قهر ..
نبرة شوق ..
نبرة حزن ..
على أخته الوحيده ..
شيهانه قالت بـ قلبها ( لا الا راعية هـ الاسم مالها دخل بـ بنتي ) ..
سمعت بكاء بنتها يزيد ..
و كأنها تكره هـ الاسم مثل ما رجالهم يكرهونه ..
سالم واقف قريب عندهم و هو يناظرهم بدون أي كلمة ..
تقدم لهم و جلس قبال أبوه من سمع اسم ريما ..
لـ يهديه من أي شي راح يصير بعد ما ذكر اسمها ..
شيهانه مسكت يدين عمها تبغاه يرحم ضعف بنتها ,, / عمي أوجعتها ..
أبو جاسر حرك رأسه بـ لا ,, ابتسم و هو ندمان على اللي صار بـ ريما ,, / هي تحبني أنا أخوها ,, هي ما كان قصدها أي شي تسويه ,, عارف أنه هو اللي ضحك عليها ,, هي تربية يديني ,, ما تخـــون ..
سالم أرتجف و هو يشوف ضعف أبوه الغريب عليه ,, أخذ بنته من بين يدين أبوه ,, و عطاها شيهانه ,, أخذه معه لـ غرفته و هو يحاول ينسيه اللي راح ..
ضمت بنتها لها و هي ترضعها و تسمي عليها ..
و تحمد الله أنها بخير ..
* * * *
الساعة ثنتين ونص الفجر ..
فتح الباب و هو يطل بـ رأسه على اللي داخل الغرفة ..
ابتسم لها و هو يناظرها واقفه تصلي صلاة الوتـر ,, رافعه كفيها لـ فوق و تدعي ..
تقدم و جلس على سريرها ,, سمع صوت شهقاتها العاليه ..
و كأنها تانبه و تقوله قد أيش هو ظالم ..
بلع ريقه الجاف ,, جسمه أحتر ,, نغزه قلبه ,, خايف أنها تدعي عليه ..
متخوف من هـ الشيء كثيـر ..
شافها تسلم من صلاتها ,, قرب عندها على الأرض ,,
شاف أصابع يدها تحركها ,, و لسانها يتمتم بـ الاستغفار ,, همس لها بـ صوت شبه غاضب ,, / تدعين عليّ ؟! ..
وقفت و هي تطوي سجادتها ,, مشت لـ سريرها و هي تنزل جلالها بعد ما طلعته و سجادتها على الكمدينه الضغيره اللي بـ جانب سريرها ..
جلست مكان ما كان جالس ..
وقف و هو يناظرها تناظر الأرض و هي مازالت تمتم بـ الاستغفار ..
تقدم لها و هو يمسح على شعرها المفتوح على ظهرها ,, ناظر وجهها ملامحها تدل على التعب النفسي و الجسدي ..
همس لها بـ صوت غاضب ,, / لا تدعين عليّ ,, وش ذنب هذا ,, ضرب على صدره بـ يده الثانيه ,, / دامه حبك من بين الحريم اللي خذتهم ؟! ..
جميله أرفعت عيونها له و هي كارهته و كارهه حبه لها ,, قالت بـ صوت هامس مليء بـ القهر و الغبن ,, / دعيت ربي أني ارتاح من سجنك ..
شد على شعرها بقوه من سمع كلامها ,, و قرب وجهه لـ وجهها ,, أنفاسه الحاره تضرب وجهها ..
ملامحها أنقلبت لـ الدهشه من حركته الغير متوقعه ,, فـ هو كان يسمح على شعرها بـ حنان عميق ,,
وش اللي بدل هـ الحنان لـ قسوة ..
معقوله كلاماتها أثرت عليه ؟! ..
نزلت يده القاسيه عن شعرها قبل لا يتقطع بسبب شده عليه ..
حط يده على فخذه بعد ما نزلتها من شعرها ,, شاف بـ شعرها شعيرات بيضاء منتشره بين خصلات شعرها الاسود و بكثره ..
أنغزه قلبه ,, خاف أنها ما تقدر تجيب له الولد ..
نزل رأسه ,, قال بـ صوت مليان فيه الهم ,, همه الكبير أنه يجي له ولد يشيل اسمه ,, / أبغي ولد يا جميله ..
يتكلم و كأن الأمر عنده عادي ..
كيف يطلب منها تجيب له ولد و هو حارمها من ولدها و بناتها ؟! ..
يبغيها تعيش الحرمان من عيالها لـ الابد ..
ليه ما يرحم قلبها الحزين عليهم و على بعدها عنهم ..
ما يشوف الحزن غطا ملامحها ؟! ..
ما يسمع نبرة الحزن بـ صوتها و الأ هو أصم من سماع صوتها اللي يرن بـ الحزن العميق ؟! ..
ما يشوف أثر الدموع كل ليلة على خدها ؟! ..
اللي يصبرها على فراقهم ..
و الأ هو متجرد من الرحمة و لا يعرفها ؟! ..
أوقفت و هي تلم شعرها على جنب ,, مشت لـ الصالة تبتعد عنه و عن حبه لـ الولد ..
و قلبها مشتاق لـ فلذات كبدها ..
تبغي تسؤلف معهم ..
و تسمع ضحكاتهم ..
و تسمع نبرات صوتهم اللي بدات تختفي من اذنها ..
و تشوف ملامحهم الجميلة اللي محاها سلمان عن ذاكرتها بـ بعدها عنهم ..
مشى وراها و هو يتأمل مشيتها ..
تمشي بـ خطوات سريعه و كأنها تبغي تخفي نفسها منه و من قسوته ..
جلست على الكنبة الوحيده بـ الصاله ..
سلمان وقف قدامها و هو منزل رأسه عشان يناظرها ,, / لو جبتي الولد راح أعيشك ملكة ..
بلعت غصتها بـ ألم ,, مازال يكرر لها الطلب ..
أرفعت عيونها له ,, قالت بـ صوت خفيف يملأه القهر ,, / الولد جاك بس أنت ما تبغيه ..
مسكها من أكتافها و وقفها قدامه ,, / تسمين محمد ولد ؟! ..
شاف بـ عيونها الحزن ,, و الصمت مخيم عليها ,, تركها ..
جلس على الأرض و هو يبلع ريقه الجاف ,, و هو يناظرها تضم حالها و كأنها تحمي قلبها المتوجع منه ..
تنهد و هو يهدي حاله ,, وقف لها و هو يضمها لـ صدره ..
هو يحبها لكن الظروف حدته على أنه يعاملها بـ قسوة ..
أبتعدت عن صدره و هي مختنقه من ريحة عطره القويه الفاخره ..
همست له بـ كره و قهر ,, / ما راح أتحمل أبعد عني ..
أبتعد عنها و هو يهدي دقات قلبه المحبه لها ..
جلس عندها ,, مسك كتفها لـ يلفها له ,, التفت له و هي حابسه دموعها ,, / تبغين محمد و بناتك ؟! ..
هـ السؤال هو يعرف جوابه فـ ليه يسألها ؟! ..
يبغيها تجاوب بـ أيه و يتشمت فيها و لا يجيبهم لها ..
أو له مقصد ثاني ؟! ..
هزت رأسه بـ ايه بدون أي كلمة ..
و هي تتمنى أنه ما يلعب بـ أعصابها ..
ناظرها شاف بـ عيونها لمعة حب لهم ,, صد عنها و هو يتمنى أن هـ الحب يكون له و بــس ..
وقف و هو يمشى لـ الغرفة ,, لكنه وقف قبل لا يدخل الغرفة ,, / جهزي أغراض بـ أخذك لـ بيتي ..
بلعت ريقها الجاف ,, أرتجف جسمها ..
هو سألها و هي جاوبته لكنه ما قال لها اللي كانت تتمناه يقوله ..
( بـ أخذك لـ عيالك ) هذي هي الكلمة اللي هي تبغاها ..
لكنها سمعت منه اللي هي ما تبغاه ..
ما تبغى قربه لكنه هو يبغى قربها ..
غمضت عيونها و هي تتذكر ملامح بناتها اللي أختفت من ذاكرتها ..
فتحت عيونها و هي تسمع صوته ..
همس بـ اذنها ,, / راح أجيبهم ,, سكت و هو يتأمل وجهها ,, / لكن بس محمد و لارين ..
فتحت عيونها ببطء ,, هو يفرح قلبها بـ كلامه لكن لما كمل كلامه و كأنه يبغيها أبد ما تفرح و لا تشوف الفرح ..
جميله وقفت متوجه لـ غرفتها ..
تحبس قهرها و ضعفها منه ..
تكلمت معه و بح صوتها و هو يبغي يكدرها بـ بعدها عنهم ..
التفتت له و هي بـ نص الصالة الصغيرة ,, قالت بـ أنفعال و قهر ,, / لا تفكر تجبرني أن أروح معك ..
رفع رأسه لها و هو يسمع النبرة الجديده عليه منها ..
ابتسم و هو يقترب لها ,, مسح على شعرها بـ هدوء ,, قال بين أسنانه و هو يكتم غضبه منها ,, / مؤ بكيفك يا حلوه ..
التفتت له و هي تبعد يده عنها ,, أرفعت رأسها له ,, / تكرهني صح ؟؟ ..
تفاجاء من سؤالها ..
تبغاه يحلف أنه يعشقها أو أنه يثبت حبه لها ..
الأول يقدر عليها ,, لكن الثانيه ما يقدر لأنه عارف طلبها ..
مشى مبتعد عنها لـ أجل يريحها و يريح قلبه من تعذيبها ..
اليوم الثاني ,, الظهر الساعة وحده ..
حط أغراضها بـ شنطة السياره ..
التفت لها و هو يشوفها تسكر باب الحديد ,, كاسيها السواد ,, يعشق هـ السواد منها لـ طلعت برى ..
محد بـ يعرفها ..
حتى لون بشرتها ما يقدرون يحددونه بسبب لبسها لـ العباءة الساتر و قفزات اليدين ..
ركب و هي ركبت بصمت و عيونها تدور بـ المكان اللي هي عايشه فيه ..
حرك سيارته متوجه لـ بيته ..
* * * *
الساعة وحده و نص ,, فـ شقة خالد ..
البست عباءتها الساتره .. و هي تلتفت لـ خالد الواقف قدام المرايا يعدل شماغه ..
مشى لـ برى الغرفة بدون لا يلتفت لها و لا حتى يكلمها ..
مشت وراه بـ صمت ,, أركبت جنبه ,, سكرت باب السيارة بـ هدوء ..
مشى متوجه لـ بيت جدة شمس ..
بـ الصالة ..
التفت لها و هو محاوطها بـ ذراعه بعد ما طلعت جدتها ..
همس لها و هو يقول بـ صرامه و بـ صوت هادي و هو يمسك أعصابه اللي من أمس يحاول يهديها ,, / لاجيتك فـ الليل أن كانت ذكريات الشايب بـ بالك لا تجين معي ..
وقف تاركها بعد كلامه ,, توجهه لـ الباب بـ يطلع لـ أي مكان بعيد عن قهره من شمس و ماضيها مع الشايب ..
شمس أنصدمت من كلامه ,, ناظرته لين ما أختفى عن عيونها ..
بـ الصالة الصغيرة ..
التفت لـ قوت المقهوره منها بعد ما قالت لها عن اللي صار بينهم ..
قوت بعصبيه على شمس قالت ,, / خالد ما قصر معك بس أنتي اللي ترفسين النعمة ..
شمس بقهر ,, / زوجي مقدر انساه ..
قوت حطت يدها على فم شمس منصدمه من كلمتها ,, / استغفري ربك ,, أنتي الحين على ذمة خالد ..
شمس أبعدت يد قوت ..
محد حاس فيها ..
حب الشايب كأنها ادمانة عليه ,, و لا هي تقدر تستغني عنه ..
لكن خالد و طيبة قلبه ,, و بـ رجولته حسسها أنها انثى ..
لكن الشايب ما حست فيه الا أنه أب و بس ..
قرارها صعب ..
صعب أنها تترك ذكرياتها بـ الشايب ..
و صعب أنها تترك خالد و يطلقها ..
لكن الأصعب أنها تعرف أن اللي تسويه حــرام و لا هي قادره تبتعد عنه ..
بعد مده من التفكير ..
وقفت و هي ما خذه قرارها / برجع لـ خالد و الشايب عسى ربي يقدرني و انساه ..
لكن اللي بـ قلبها غير اللي قاله لسانها ..
قلبها ينبض بـ حب الشايب ..
استغفرت الله ,, وقفت و هي تفرش سجادة الصلاة ,, تبغي تصلي و تدعي الله أن يبعد عنها الشايب و ماضيه ..
و هي تسمع قوت تدعي لها أن الله يهديها لـ نسيان الشايب ..
* * * *
فـ شقة بتال ..
مشت لـ الباب و هي تجر رجليها ,, جلست على الأرض البارده من التكيف ,, سندت ظهرها على الباب ,, ضمت رجليها لـ بعض و حطتهن على جنب ..
حطت اذنها على الباب ..
تسمع صوته الحزين و هو يردد اسمها بنبرة حزن ..
تنهدت و هي تغمض عيونها من القهر ..
تكره ثلاث أشخاص هم سبب تعاستها بـ الحياة ..
تكره سلمان و تكره جيسي و تكره بتال ..
لكن كرها لـ بتال أضعاف أضعاف كرها لـ سلمان و جيسي ..
أب ـ أم ـ زوج ..
هـ الكلمات تعني السند و تعني الحب و الحنان و تعني كلمات جداً جميلة ..
لكنها ما حصلت من أي واحد منهم أي شي من اللي هي تبغاه ..
همست بـ اسمه و هي كارهته و ودها أنها تقطعه بـ أظافرها و أسنانها لين ما تاخذ حقها منه ,, / بتال ..
من ورى الباب ..
جالس بـ الظلام قدام باب غرفتها اللي مسكرته عليها ..
كرر اسمها لـ أجل يسمع صوتها الرنان أو يشوف جمالها الأوربي ..
ندمان و منقهر من اللي سواه فيها ..
كيف ظلمها و هو سبب اللي صار لها ..
تمنى أنه ليلة الحادثه ما شرب و لا جاءب ربعه لـ شقته ..
و الأهم ليته ما شافها ..
ذبلت و السبب هو ..
كسرها و كسرها ما يتجبر ..
ابتسم و هو يسمع صوتها ,, قال بـ وله لها ,, / لبيه ..
ارتجف فكها و هي تسمع نبرة صوته ..
ليته ملتزم مثل ما هي كانت متوقعه أول ما شافته ..
كان كل شي يهون عندها دامه يعرف طريق المسجد ..
المشاكل اللي تحصل بين أي زوجين راح تقدر تتجاوزها ..
و تعيش معه بـ أمان و حب ..
لكنه ما خلا فيها شي جميل له ..
قالت و هي ما تبغيه يكثر الكلام معها لأنها أبد مؤ طايقته و لا هي طايقه تسمع صوته ,, / ابوي أبغيه يعرف أن مظلومه و أنك أنت اللي صدقت أوهامك ..
ما سمعت منه جواب ..
حس بـ حرارة بـ جسمه ..
تبغيه يروح لـ سلمان بـ رجليه ,, كأنها تقول له روح سلم نفسك ,, / أطلبي أيش ثاني ..
أوقفت على رجليها ,, و نظراتها على الباب ,, / هذا طلبي و لو ما تبغي تنفذه فـ الله قادر أنه يأخذ حقي منك يا الظالم ..
ما سمعت منه أي رد ..
مشت لـ سريرها ,, انسدحت و غمضت عيونها و هي تبغي بتال يختفي من حياتها للابد ..
بتال وقف و هو يضرب باب الغرفة بقوه .. / افتحي الباب نتفاهم ..
أبعدت اللحاف عنها و هي تسمع ضربه على الباب ,, مشت مكان ما كانت جالسة ..
قالت بصوت شبه حازم ,, / ما بيننا تفاهم سوا اللي قلت لك عليه و راح يكون بيننا كلام ثاني ..
بتال قال بقهر و هو يضرب الباب لـ يفرغ غضبه فيه ,, / أبوك بـ يرجعني السجن لو جيت له ..
غصون قالت و هي مقهوره منه ,, / إن شاء الله قريب تعفن بـ السجن ..
بتال صرخ فيها تسكت ,, و هو متخوف أن يرجع لـ المكان المكروه له ..
مشى لـ الصالة و هو كاره حاله من اللي صار بينهم و من السجن اللي بـ يلاحقه دامه ارتبط بـ بنت سلمان ..
غصون جلست على كرسي التسريحه ..
أخذت نفس ,, ابتسمت شبه ابتسامه ,, قالت و هي تكلم نفسها ,, / لو أصريت على رأيّ راح أخذ اللي ابغيه منه ..
مشت لـ سريرها و هي مصره أن سلمان يعرف أنها مظلومه و لا يتهمها أنها مثل أمها ..
* * * *
الساعة ثلاث ونص العصر ..
جالسه على سجادتها ,, بعد ما سلمت من صلاتها ,, تستغفر و تذكر الله ..
التفتت لـ محمد الواقف عند الباب ,, منصدمه من كلمته اللي قالها ..
يدعي على سلمان ؟! ..
هي متأكده أنها نهته عن هـ الكلامات ..
من مين سماعها ؟! ..
أوقفت بعد ما تركت جلالها المورد بـ ورود بـ ألون مختلفه فوق سجادتها المرسوم فيها الكعبة ..
توجهت له و هي تتأمل ملامحه الموجعه لها ..
لا يشبها و لا يشبه وحده من خواتها و لا يشبه سلمان القاسي و لا جميله الغايبه بينهم الحاضره بـ قلبها ..
يشبه مرضه القاسي ؟! ..
اللي هو أحد أسباب عذابه و عذابهم ..
جلست على ركبته قدامه ,, مسكت يده الصغيره ,, ابتسمت له بـحب عميق له ,, / سلمان بابا لا تدعي عليه ..
تخاف أنهم ينفضحون قدام أي أحد و يعرفون الناس قسوة سلمان عليهم ..
غمضت عيونها و هي تنفي الفكرة اللي جاءت بـ بالها ..
مـوت سلمان تعاسه أو حزن لهم !؟ ..
لا مـوته راح يبني السعـادة لهم و الراحة ..
بلعت غصتها و هي كاره فكرت موته ..
لو أنها ما حست فيه بـهـ الوقت لكنه يسمى أب لهن ..
أب لكنه مؤ سند لهن و لا عزوة ..
( أب )
هـ الكلمة ما حصلت لها بـ ذاكرتها أي ذكره جميلة له بهـ الوقـت ..
نغزها قلبها من سمعت كلامه البريء ..
محمد حط يده على شعره الناعم ,, / يضربنـ آآ ـي ما أحبـ آآ ـه ما أحـ آآ ـبه ..
كرر كلمته ( ما أحبه ) و كأنه يثبت لها قد أيش هو يكره سلمان ؟! ..
ضمته لـ صدرها و كأنها تبغاه يسكت ..
ألم أجتاح أعماق قلبها ..
الكل حولها ينطق بـ الكره لـ سلمان الا هي !؟ ..
أوقفت و هي تمسك بـ يد محمد متوجهه لـ سريرها ..
جلسته فوق سريرها و هي تعطيه الآي باد يلتهي فيه قبل لا ينطق بـ كره لـ سلمان ..
التفتت لـ الباب و هي تسمع صوت الباب ينفتح ..
ناظرت مسك داخله و بين يديها لارين و ملامحها مرهقه و فيها من الحزن الكثير ,, تقدمت لـ قوت و جلست عندها ..
حطت لارين بحضن قوت ,, أرفعت عيونها لـ عيون قوت ,, / عناد بيجي يأخذني ..
قوت انصدمت من كلام مسك ,, ناظرت ملامحها تبغي تشوف الشوق أو الحب لـ عناد ,, يمكن واحد من هـ الأسباب خلاها توافق و ترجع له ..
وقفت و هي تحط لارين بـ سريرها و بعدها أرجعت لـ مسك الساكته ..
قوت جلس عندها و هي تطوي رجليها و قالت بـ انفعال ,, / و أنتي طبعاً موافقه ,, عادي ترجعين له بعد ما طلقك ؟! ,, و تخلا عنك ؟؟ ..
مسك أرفعت عيونها الذبلانه لـ قوت المنفعله ,, / هو ما في أطيب منه لكن فعايلي هي السبب ..
هي مؤ ناكرة الجميل ,, عشان تنسى قد أيش هو طيب معها لكن بسبب تصرفاتها خلته ينقلب عليها ..
قالت لـ قوت و هي كأنها ترجع لـ طبيعتها ,, / دامني ما أني رايح بيت خالي عناد ارحم من سلمان بـ مليون مره ..
قوت تنفست بـ قهر ..
شمس و مسك كلهن ارجعن بـ ارادتهم أو بـ الأصح هاربات من جحيم سلمان ..
أما شيهانه فـ كانت مجبورة عشان طفلتها ..
جلست و دقات قلبها قويه ,, أكرهت ضعف خواتها ,, و ضعفها هي ..
بهـ الحظه بس كرهت تخلي سلمان عنهن ..
قوت مشت لـ سرير لارين و هي تبغي تكتم قهرها و غيضها ,, شالت لارين و هي تكلم مسك ,, / سوي اللي يريحك ..
مسك تناظر قوت المنشغله بـ لارين ,, / خايفة أنه يجرحني و أنه مؤ مرجعني الا لـشي بـ نفسه ..
قوت ناظرتها بقهر ,, هي كانت بـ جنة و اهدمتها بـ غباءها ,, / طبخن طبختيه يالرفلا اكليه ,, الرجال ما قصر معك لكن أنتي الا تنكدين على حالك ..
مسك ناظرت قوت بـ قهر ,, / برجع له بس مؤ لسواد عيونه بـ ارتاح من سلمان ..
قوت جلست على طرف السرير بعد ما نومت لارين ,, / سوي اللي يريحك بس لا تجين تتشكين ,, حطي عقلك بـ رأسك و حلي مشاكلك بـ نفسك ..
مسك بلعت غصتها تخاف أنها راجعه لـ الحرب بـ رجليها و أن عناد راح ينتقم منها ..
قوت مشت لـ صوت الجوال المركون على التسريحه أخذته من على التسريحه ..
ناظرت اسم المتصل و هي ترفعه لـ اذنها ..
تركت الجوال على التسريحه و هي تمشي برى الغرفة ..
مشت لـ المجلس بـ خطوات هاديه ,, و هي ترفع شعرها بـربطتها ..
دخلت و هي تشم ريحة عطره منتشره بـ المجلس ..
جالس بـ صدر المجلس و الهم كاسي وجهه ..
سلمت لـ أجل تنبه بـ وجودها ,, رفع رأسه لها ,, و هو يوقف لها و يمشي لها ..
ناظر لبسها الساتر عباره عن تنورة طويله و بلوزه مرتبه ..
من عرفها و هذا لبسها ساتر لو كانت برى شقته ..
تعجبه بـ جمالها و بـ حشمتها و بـ قوتها اللي أخفاها بسبب شكه و أوهامه ..
قوت ناظرت وجهه المهموم ,, لحيته مهملها ,, و تحت عيونه سواد ..
شكله حزين و كأنه متوفي له شخص غالي ..
جاسر بـ صوت حزين ,, / سلمان صار له حادث و معه حرمه ..
أنصدمت من كلامه الغير متوقع ..
ما همها من هي الحرمه ,, فـ هي أكيد زوجته ..
الخامسة أو السادسه مؤ مهم عندها العدد ..
الأهم صحة سلمان كيفها ؟؟ ..
قوت نطقت بـ خوف و هي متخوفه من جوابه ,, أرتجف فكها ,, دموعها ملأت عيونها الشبيه بـ عيون سلمان ,, / مـات ؟! ..
ضمها لـ صدره و هو يهديها من انفعالها و يحسسها بـ وجوده عندها ..
انتهت القصة الثانية و العشرون ..
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم ..
دعواتكم لـ أختي بظهر الغيب ان الله يسهل عليها ولادتها هي بكريه و
متخوفه من الولادة لا تنسونها من الدعاء ..
اللهم اغفر و ارحم المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات
الأحياء منهم والأموات إلى يوم الدين ..