كاتب الموضوع :
طيبة قلب
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: شيهانه على كف صقار
السلام عليكم
مبارك عليكم شهر الخيرات ..
صباح الخشية…
﴿ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴾.
قال مجاهد:
هو الذي إذا ذكر ذنبه في الخفاء استغفر منه .
_____________________
)30 (
.. ببنانها السبابه اعادت نظارتها الطبيه لمكانها ..
تنحنحت قبل ان تجيب ..
/ مفش حمل ..
او ممكن يكون عمره ايام لسى مابين بالتحليل واﻻشعه ..
انتظري اسبوع وتعالي نعيد التحاليل مره ثانيه ..
تذمر مماتقول ..
لم يتوقع ان تكون النتيجه ماسمعه اﻻن ..
اردف ...
/ تأكدي يا دكتوره ..
ممكن نعيد التحليل اﻻن ..
بطرف عينها نظرت لهذا المتطفل .. هي ﻻتحب مداخﻻت الرجال فيما ﻻيخصهم ..
لتوجه الكﻻم لها ..
/ مثل ماقلت اسبوع وتعالي نعيد التحليل ..
ناقم عليها تلك العجوز المغروره ..
تظن انها الطبيبه الوحيده في هذا الكون ..
وقف سريعا ليمسك يد الشيهان بغضب ويهم بالمغادره ..
في حين الشيهانه ممسكه بضحكتها التي تكاد تنفلت من بين شفتيها
كم يعجبها هذا النوع من النساء ..
التي تهمش الرجال الغرباء المتطفلين امثاله ..
سيده وقوره .. رغم جمالها الذي عجزت نظارتها الطبيه الكبيره عن اخفاءه ..
ورغم انها محجبه فقط ..
لم تسعى لعرض جمالها بطرق رخيصه على من يستحق ومن ﻻيستحق ..
قليل هم امثالها ..
في الطريق اخبرها ..
/ بنغير هالدكتوره ..
شايفه نفسها وتنافخ وشكل ماعندها سالفه ..
ابتسمت بهدوء من خلف غطاءها لتعترض ..
/ انا ماراح اغيرها
عاجبتني مره ..
نظر لها نظره خاطفه ليرفع حاجبه باستنكار ويعلق ..
/ سالفة عناد واﻻ ايش !
/ ﻻعناد وﻻ شي ..
بس مرتاحه معها ليش اغيرهاا
بعدين ماله داعي تنزل معي
ضحك بسخريه ..
/ هه عشان تخبين عني علومك
انا مااصدق اﻻا اللي اشوفه بعيني
واسمعه باذني
نظرت له لتعلق ..
/ حمدلله بس
ليش بكذب يعني !
ابتسم ليغيظها ..
/ سوري قلبي ..
الثقه مفقوده وانتم ياالحريم الكذب يمشي بدمكم ..
لم ترد .. عقليه متحجره
يظن ان عيوب البشر كلها مجتمعه في النساء ..
وانهن مشكلة هذا العالم ..
.. دخل سلمان ليمر من بين النساء متجها ل ( الكوشه ) ..
عيناه ترسل نظرات جريئه لمن حوله من النساء ..
توقف اخيرا على صديقات بشرى ..
احداهن خليط اعراق .. الجده من بلد واﻻم من بلد واﻻب من هذا البلد ..
عيناها خضراوان وشعر اشقر ولهجه سعوديه بحته ..
اشاحت له بورده حمراء كانت في يدها ..
ليصرخن صديقاتها ..
/ واااااو ميسون يطالعك يابنت يعني شافك ؟!
ابتسمت بغرور وقلبها يخفق بشده ..
/ عادي وش فيها .. كأنه بيعرف من انا !!
ريدا والغيره والحسد تأكل قلبها .
/ قليله عليه بشرى
احﻻاا منها بكثير ..
نظرت لهن فاطمه مؤنبه ..
/ بناات تغطو تراه والله يطالعكم واضح انكم معجبين فيه ..
بعدين بشرى شيك وجميله وسمارها معطيها لوك حلو ..
ابتسم لهن بعذوبه
وغمز بوقاحه لمن اشاحت له بالورد ..
اكمل طريقه لبشرى الخافضه لرأسها .. وكأنها ﻻتعرفه ولم تراه من قبل ..!
تحس بعدم توازن وصداع وتوتر ودوار ..
وقفت له ليقبل رأسها ويمسك بيدها ..
اقتربت ميسون من المغنيه لتأمرهاان تتوقف قليلا ليصدح صوت اغنيه اجنبيه من جهاز الدي جي ..
تحلقن حولها صديقاتها بأغطيه شفافه لم تستر شيئا من زينتهن الا القليل ...
وقغا ليرقصا على انغامها قليلا
فهو يجيد رقص الاحضان من خبرات سابقه ..
كان حفلا مختلفا نوعا ما على اغلب الحضور ..
استمتعو بحضوره ورؤية اجمل عروسين ..
حان وقت الوداع وسبقها للخارج
ﻻنه يكره لحظات العواطف واظهار المشاعر ..
خلع ( البشت ) ليضعه على ساعده ..
ويهم بالخروج من باب جانبي بعيد عن ضوضاء الحفل ..
توقف قليﻻ حين سمع ضحكاتها ..
استرق السمع امﻵ الا تراه ..
حين انتهت من مكالمتها وضعت الجوال في صدرها لتصلح من هندامها ..
التفتت لتزيغ عيناها على ثياب بيضاء ورجل طويل عريض المنكبين ..
وقبل ان يسعفها عقلها بفكرة الهروب سألها بابتسامه جميله ...
/ مين الكتكوووووته ؟!
ذهلت من وقاحته لتفر بسرعه وكأنها قد قذفت من الة رجم ..
اختبأت خلف احد اﻻبواب وهي تثبت قلبها ...
/ وجع بقلبه ..
هذا معرسهم !
قليل ادب وعيونه زاايغه
الله يعين بشرى عليه ..
تذكرت الموقف وماذا لو ان راجح رأهما ..!!
حتما لين يتقبل منها اعذار او اعتذار .
بل ربما تكون سجينة بيته طوال العمر ..
.. عند الثانيه صباحا اتصل بها لتخرج ..
فصورتها في عينيه حين رأها تشعل دقات قلبه ..
امسك بيدها حين استوت بجانبه على مقعد السياره ليسألها بمزاج جيد وهو ينحني بسيارته لشارع آخر ..
/ كيف الحفله !!
اجابت بانبهار ..
/ وااااااو سلمان الحفله تجنن و....
اطبق بكفه ليعتصر يدها بشده
وكأنها قطعة ليمون بين يديه ..
اردف بغضب بارد واستنكار ...
/ سلمااااان !!
لهالدرجه اعجبك العريس ..!
انا راجح ياماما مهوب سلمان .. انتبهي ...
صرخت بخفوت لترد بألم ..
/ اااااي فك يدي ..
وحين افلتها اردفت بانتقام ..
/ صراحه عريسهم جميل ووسيم
وكل البنات ماتو عليه و...
ضرب بيده بشده على مقود السياره
يريد ان يفرغ غضبه فيه قبل ان يقتلها ...
أله يقال هذا الكﻻام ...!
عض على شفتيه وجميع عروق جسده قد استنفرت لغضبه
حتى دماءه اندفعت بشده ليحتقن بها وجهه ..
اشار بيده نحوها وبتعمد اردف...
/ بشرى خﻻااص
احترمي نفسك ولمي لسانك
خلي ليلتك تعدي على خير ...
صرخت به والدموع تعدم الرؤيا في عينيها ..
/ بشرى !!!
حنيت واﻻا مقهور عليها ﻻنها طارت من يدك !
يشعر بشيء من نشوة اﻻنتقام واﻻنتصار ..
بدأ يرتخي جسده وابتسامه ماكره تبسط شفتيه ليزيد من جراحه لها ..
/ على اﻻقل بشرى لو غلطت باسمها كان بينا عيش وملح مثل مايقلون
كانت خطيبتي او بمثابه زوجتي وبينا عﻻقه واتصاﻻت وكﻻم حلو ماينسى حتى لو تفرقنا ..
واقل شي اني اغلط باسمها قدامك ..
لكن انتي وش نقول عنك !!
صمتت فقد بالغ في جرحها ..
هي اخطأت باسمه سهوا ..
ونقلت له مارأت ﻻا لقصد .. انما مجرد ثرثره نسائيه وقليل من المكائد ..
اما هو فقد اخرج القليل مما في قلبه من ذكريات بشرى ..
وايقنت انها ماض ميت ﻻزال في القلب حي ..
اطبقت شفتيها لتخاطب نفسها ..
ماذا تفعل وأي مصيبة هي فيها اﻻن ..!
ان تكون انثى غيرها تشاركه احﻻمه وعقله وقلبه امر موجع بل بالغ الوجع لكيانها ..
اخذ يتلمس بيده وعيناه شبه مغمضتان ..
اجاب بنعاس وصوت اجش من اثر النوم ..
/ هلاا عمه وعليكم السﻻام
لم تبالغ في الترحيب والسﻻمات كعادتها .. بل امرته بثقل ..
/ بولم القهوه المغرب ومرني ابيك بسالفه ..
اغلق منها وانقلب على ظهره بملل ..
باتت سيرة تلك النجﻻء تنفره ..
يتذكر كذبها وانسياقه خلفها كالحمل الوديع ..
لها مايقارب الشهر عند اهلها
ولم يتكلف عناء السؤال عنها ..
نهض بتكاسل ليستحم ويلبس ثوبه ويتعطر ..
تناول غترته قبل ان يخرج وجواله ..
عشر دقائق وهو يدق الجرس ..
فتحت له النجﻻء بشوق وخجل وسعاده
مشاعر مختلطه تكاد تطير بها ..
لم تخبرها والدتها سبب قدومه ولكنها متيقنه انه للصلح بينهما ...
دخل بثبات ومسبحته بين اصابعه يﻻعبها ..
نظر لها بطرف عينه وكأنها خادمه من فتحت الباب ﻻستقباله وليست زوجته ..
ببرود سأل وكأنه ﻻيعرفها ..
/ ام عقاب موجوده !
نظرت له بصدمه وقد تناثرت مشاعرها كما غيمات صيف بددتها الرياح ..
بلعت ريقها لتذوب البسمه بين شفتيها .. تريد ان تعاتبه على تجاهله لها لكن لسانها عجز عن الكﻻم ..
اشارت بيدها باتجاه المجلس دون ان تنطق ..
تقدم وهي خلفه تمشي بشرود وآليه ..
كم يود ان يلتفت اﻵن ليرى تعابير وجهها ..
ان يتشفى بعينيها الكاذبه ..
ان يلطم وجهها البريء ظاهريا ..
استقبلته والدتها بعكازتها
وامرت نجﻻء بغلظه ..
/ بنت عجلي بالقهوه ..
رفعت عينيها متعجبه ..
مابال والدتها تقسو عليها وامام زوجها بالذات ..
نبرة صوتها وهي تأمرها قاسيه وﻻتخلو من اﻻستعباد ..!
ابتسم وهو ينظر لها بتعالي ويردف ..
/ وكاس مويه بااارد
جلس ليستمع بانصات ﻻم عقاب ..
وامرت النجﻻء ان تجلس لتستمع هي اﻻخرى ..
فالحديث لكﻻهما ...
بحنكة كبار السن وقسوتهم في تعديل اﻻخطاء اخذت تسترسل في حديثها وهما منصتان ...
/ انا ياولدي علمتني نجﻻء بكل شي ..
وانا مااحب الكذب والكذابين وﻻا اطيقهم وﻻهيب ذي تربيتي وﻻهيب بنتي اللي تكذب ..
وطﻻقك لها جزاها وأقل من جزاها .. وشوي ماجا منك على ماجا منها
خفضت رأسها النجﻻء وعيناها تذرفان دمعا ..
بات القليل من الكﻻم يبكيها
اكملت والدتها بذات القسوه ..
لكن عندي لك شور ..
انت عزوبي ويبي لك من يطبخ ويغسل هدومك ويخدمك وينظف بيتك ..
وانت خابر الشغاله ماتصلح لك وانت عزوبي منقود وعيب وحرام ..
لكن .. عندي لك شغاله ببﻻش ..
تغسل لك وتطبخ وتكنس وبﻻ راتب وﻻا في دخلتها عليك حرام واﻻا عيب ..
رجع نجﻻا على ذمتك واعتبرها شغاله والى طاب خاطرك وبغيت تعرس الشرع محلل لك اربع ..
لم تعد تستحمل ..
فكﻻم والدتها وغروره وهوانها عليهم سكاكين تقطع جسدها ..
انهااارت ببكاء موجع ووقفت وهي تتوعد ..
/ قسم بالله ماارجع له لو اطر في الشوارع
وان كنت مثقله عليكم بطلع من هالبيت بكبره ..
تجاهلتها والدتها لتكمل ..
/ ها يافهد وش رايك ..!
ابتسم وهو يعتدل على ( المركى )
وينفض ثوبه ..
/ والله راي طيب ..
ذبحتني المطاعم وكلتني المغاسل ..
وبيتي غطاه الغبار ..
احتاج شغاله وجابها الله ..
توكلنا على الله .. وبرجع نجﻻ على ذمتي ..
وبسلطه امرها ..
/ يالله يابنت جهزي اغراضك باخذك معي ..
مسحت دمعها بطرف كمها وهي تحاول الصمود واظهار القوه ..
/ موب على كيفكم
بعلم ابوي وعقاب عليكم
والله ماعاد اطب بيته ..
وقفت والدتها بصرامه لتأمرها
/ حلفك صومي عنه واﻻا كفري
ويالله روحي جهزي هدومك واﻻا طلعتك له بثيابك اللي عليك ..
انا حلفت ماتمسين الليله اﻻا في بيته ..
وكانك بنت ابوك خالفي شوري ..
كان متفرجا مستمتعا بثورتها ودموعها
خرجت وهي تدق اﻻرض من الغضب .. تستعد للرحيل ..
حين خرجت اخذت والدتها تكفكف دمعها بطرف طرحتها السمراء ..
يعز عليها قهر ابنتها امام زوجها ..
وبنبره عطف ورحمه وصوت منكسر امسكت بيد الفهد ..
/ نجﻻا فيها علوم طيبه وحبيبه ونشميه
لكنها خربها دلع اخوانها وابوها وخواتها ..
وماتبي اﻻا فركة اذن وتمشي مثل المسطره ..
يابوي ربيها على ماتبي بس ﻻتوجعها وﻻا تقهرها ..
اسفهها ترى السفه يقوم ويعدل الميل ..
وتراها ضعيفه ومكسوره ﻻتكسرها زود
والله انها تحبك وتفز ﻻجت سيرتك
لكنها عارفه غﻻها عندك وملت يدها منك وقصرت بحقك ..
وانا قدامها اقسي عليها واهاوشها وانا والله قلبي بيتقطع عليها
لكني ابيها حرمه وتحمل المسؤوليه
وﻻا ياخذ لسانها على الكذب عشان تمشي امورها ..
هاللي جاها درس وبتتعظ منه ..
وقف ليقبل رأس عمته ويودعها بعد ان لمحها بعباءتها وغطاءها واقفه بهدوء وفي عينيها نظرة حزن وعتاب لوالدتها ..
خرج كالطاؤوس منتشيا وهي خلفه منكسة الرأس ..
يشعر بشهيه غريبه .. يود لو يأكل خروفا كامﻻا اﻻن ..
نظر لساعته .. ﻻزال الوقت مبكرا على العشاء ..
لكن بالنسبه ﻻعزب مثله لم يتناول اﻻا وجبة الافطار فقط فالوقت يعتبر مناسب ومناسب جدا ..
مر على احد المطاعم الشعبيه ليطلب له ولها عشاء ..
حين وصﻻا البيت لم يرحب بها او يعلق على رجوعها معه ..
جلس ارضا ووضع العشاء وتناوله وحده دون ان يناديها او يعرض عليها مشاركته ..
انتهى ليترك اﻻكل مكانه ..
دخل غرفته واغلق خلفه الباب ..
بعد دقائق خرج وبيده كومه من المﻻبس المتسخه ..
رماها امامها ليأمرها ...
/ غسليهم الليله ضروري
وغرفتي غيري مفرشها ورتبيها وبخريها وسكريها ..
والبيت شوفة عينك مايحتاج اقولك
ابي ارجع والقاه صفحه بيضا من النظافه ..
اممممم وش بعد !
اظن شفتي المطبخ .. يالله شوفي شغلك ..
حين خرج انكبت لتكمل بكاءها ..
القهر والتسلط موجع ..
اعاد الشيهان للمنزل وانطلق هو الى عمله ليتابع شؤونه ..
اتصل بهاتف خالد الذي كان محفوظا في قائمة اسماءه ..
مره واثنتان وفي الثالثه اجاب خالد بحده ..
/ نعم شغل ماعاد أبغى !!
رمى القلم وابتسم..
تناول رشفه من قهوته السوداء قبل ان يجيب ..
/ انعم الله عليك ..
مابيك بشغل ..
كم سؤال وبس .. واذا انت خايف مني
اقابلك بمكان عام .. اختار انت بنفسك هالمكان ..
بارتباك اجاب ..
/ ماخفت وﻻشي
بس مااعرفك و تعرفني عشان تسألني ...
شرف بهدوء ..
/ صح انت ماتعرفني ..
بس انا اعرفك .. وابي اعرفك اكثر ..
بتذمر .. قابلني في سوق ....
الساعه 7 المغرب وبعدها خﻻاص ﻻعاد تكلمني ابد ..
باختصار اجاب ..
/ اوووك .. مع السﻻمه
اغلق الهاتف ليرى رسائل وليد له ..
رجاءاته واعتذاره وشكواه وندمه ..
ماضي ظنه مات لكنه نبض من جديد وعادت له الحياه ..
اغلق عينيه لتبصر ماضيها ..
فوز و وليد وطفل رضيع كان كالغيث على قلبه ..
اطفاله الاربعه من الشيهان وهجره لهم
دموع الشيهان وصدودها عنه حين اعرض بقلبه وجسده ..
زوبعه ممطره بوابل من اﻻحداث المتﻻحقه ..
كان فيها كالفاقد لعقله وبصيرته ..
تناول هاتفه مجددا ليرسل للشيهان
بشيء ممافي قلبه ..
( فاقد حنان .. ممكن تعتبريني اصغر عيالك ! )
كانت تجمع معلومات من النت عن الحمل الكاذب !
حين وصلتها رسالته ..
قرأتها وغضبت بشده ..
ماذا لو ان احد ابناءها قرأ رسالته !
من يظن نفسه .. مراهق اﻻربعين المتصابي !
اجابت عليه ..
( رجاءا .. ﻻعاد ترسل مثل رسالتك هذي .. راعي نقطة ان جوالي ممكن يكون مع عيالي .)
على الفور اتاها رده باتصال..
ودون سﻻم وﻻسؤال عن اﻻحوال ..
/ ورب البيت ياشيهان ان عاد سمعت كلمة راعي وجود فﻻان وعﻻان على لسانك ان اسوي لك شي ماصار وﻻا استوى قدام عيالك
وخلي هالعقل والثقل والحيا اللي زايد عن حده ينفعك ..
مالي شغل بأحد .. وﻻا ﻵحد شغل فيني ...
جوالك سوي له باسوورد او اي مصيبه اهم شي ﻻتحطينه وﻻا العيال اعذار بطريقي ..
عشر دقايق وانا عندك .
ابيك تنسين عيالك الليله نهائي ..
اغلق المحادثه دون ان يودعها ..
يريد ان يستعيد شباب قلبه وغزل ابن العشرين وتهوره الشي فقده مبكرا ..
رمت بهاتفها على مرتبة الكنب بقهر ..
حادثت نفسها بصوت عال ...
/ مهوب صاااحي !
يغير من عياله ذا واﻻا وش سالفته !!
وصﻻا الى الفندق وكلها شوق لﻻختﻻء به ..
رغم خجلها مما سيقول ويفعل اﻻا انها تواقه لغزله اللذيذ ..
وﻻبتسامته العذبه و لضحكاته التي يردد قلبها صداها ..
ادخلها وغاب لدقائق بالخارج ..
عاد وبيده حقيبه صغيره واخرى اكبر ..
فتح احداهن امامها ليخرج زجاجه داكنة اللون ..
ملفوفه باغراء وذات غطاء مميز ..
ﻻيجهلها ماذا تكون .. فقد رأتها كثيرا في بعض المتاجر أثناء سفرها ..
وفي بعض الفنادق والمقاهي الشبيهه بالبارات ..
بذهول سألت وهي تشير بيدها اتجاهه..
/ سلمان هذي لك ..!
اومأ براسه دون خجل ..
/ اي .. اشرب لما اكون مبسوط
بس مااكثر على فكره ..
يادوب شي يبسطني وبس .. تحبين تجربين !
مغامره حلوه ذوقيها راح تبسطك أكثر ..
أشمأزت وتقهقرت للخلف قليﻻا
ابعد الكأس عنها ليدنيه من شفتيه
ويرتشف رشفه بسيطه ..
ليردف وهو يجلس بهدوء ويفرد احدى قدميه على الطاوله التي امامه ..
/ خليك فري ترى مااحب الدقه القديمه
كل شي عيب وحرام وووو....
احب البنت اللي تمسك معي الهاي وي
راح ابسطك فوق احلامك بس في المقابل ابسطيني
ونفذي اللي اطلبه منك ..
بغصه علقت على حديثه ..
/ بس موب لدرجة المشروبات المحرمه !
قهقه بشده واردف بتعجب ..
/ بالله !
يعني المشروب حرام
وطلعاتنا سوى قبل الزواج واللي صار بينا حﻻال !!
صمتت ..
بم تجيب !
ﻻتملك اجابه ..
جلست بهدوء وشيء من اﻻحﻻم بدأ يذوب كقطعة ثلج تحت شمس الظهيره .
نظرت اليه متأمله. .
/ ما أوسمه !
ولكن .. ليس كل الحلوى لذيذة المذاق كما الشكل ..
ورغم ذلك ﻻتستطيع الخﻻص من جاذبيته لها ..
وبأحباط قال لها ..
/ انا بتابع فلم .. اذا تحبين تتابعين معي اووك
واذا ماتبين بدلي ونامي ...!
.. كانت تظنه قد ودع وفارق الحياه
فوجهه باهت اللون بﻻا حياة وﻻا عرق ينبض ..
لسعات كهرباء اعادت له الانفاس بأذن من الله ..
سمح لها الطبيب برؤيته بعد بضع ساعات ..
امرها ان تقترب منه وبحضور ابنه محمد ..
امسك بيده المجعده يدها الطريه لصغر سنها ..
بجهد بالغ اوصى لها بملكية بيت شعبي قديم يعود له ..
هو كل مايستطيع تقديمه لها كتعبير عن شكره ...
امر محمد ان يكون شاهدا هو واحد رفاقه ...
همس في أذنها ..
/ نواره جزاك الله عني كل خير
والى مت روحي ﻻهلك ﻻتقعدين عند عيالي ..
تراهم نسور بيقطعون جلدك ..
اﻻا محمد حطيه على يمناك .. اعتبريه اخو ماجبته لك ام ..
وان ظامتك الدنيا انصيه تراه بيفزع لك ...
تبكي بصمت ..
صغيره على هكذا زواج ووداع وفراق ..
اومأت برأسها موافقه لتردف بحشرجه ..
/ الله يطول بعمرك وﻻا احتاج ﻻاحد يابو محمد
ان شاء الله نطلع سوى للبيت ..
.. منذ البارحه وهاتفها مفقود ..
كانت متأمله ان يكون وقع في السياره او الشارع او مكان ما قريب ..
لكنها لم تجده البته ...
بحثت عنه طويﻻا حتى احتارت ان يكون مسروقا ام وقع منها في مكان ما ..!
لم يدور في ذهنها ابدا ان تكون سرقته متعمده ..
وان تكون تلك الخادمه خفيفة اليد هي من سرقته عنوه ..
وانه وقع بيد ذاك المتيم الذي جعل منه الحب اضحوكه وصغير عقل ..
متحسره جدا على فقدانه ..
فيه اجمل الذكريات وكثير من الخصوصيات ..
ولكنها تشكر الله كثيرا ان ﻻصور لها وﻻا لجسدها فيه ..
فهي حريصه جدا وﻻا تستسيغ ان تصور نفسها به ..
قناعات ﻻيمكن ان تغيرها ....
بينما هو لم يحس بنفسه حين نام والجوال بين يديه ..
الساعه التاسعه صباحا ولم ينتهي بعد من تفحص محتوياته وجرد صوره ..
انهكه التعب فقبل الهاتف ووضعه تحت وسادته ..
من حسن حظه انه غير مأمن بقفل وماشابه ..
دس يده واخرجه من تحت مخدته
ليدخله في جيب بنطاله القطني ..
هكذا يكون اقرب وأامن ...
عندما يشبع نوما سيرى كيف يستفيد منه ..!
رغم ام ﻻا دﻻئل مبشره لﻻن الا انه لم يفقد الأمل بعد ..
ربما تكون قطعة الحديد الناطقه تلك
هي من تجمع بينهما ..
اخذ يردد في ذهنه .. راشد وسمو
اسمان جميلان حين يلتقيان ..
وسرقته احلامه من امنياته لينتقل لعوالم اخرى ...
... وصلا بصمت ..
وكلمات بسيطه اللفظ قوية المعنى قد كدرت صفو ليلتهما ..
دخلت هي اولا وسبقته الى دورة المياه لتصلح ماافسدته دموعها ..
اما هو بخطوات هادئه خلع ثوبه واتجه الى سريره ..
متعب جدا .. والسفر والسهر اوهن جسده ..
سينام على الفور ..
خرجت على مهل وظهره لها ..
بعد دقائق التفت عليها ليجدها منكبه على طاولة التسريحه وتبكي بصمت ..
رمى بغطاءه بملل ونهض لها ..
اخذ نفسا عميقا ليضبط اعصابه ..
وضع كغيه على كتفيها وبهدوء ناداها ...
/ وسم ...!
لم تجبه بل زادت رجفة كتفيها وارتفع نحيبها ...
امسكها بقوته اللي تفوق قوتها ليرفع وجهها ليقابله ..
اعرضت عنه ليمسك رأسها بين يديه بشده ..
سألها وهو مقطب الجبين ..
/ وش فيك !
ماصار شي يستاهل هالدموع كلها ..!
غلطه بغلطه وانتهينا ...
ابعدت يديه عنها بغضب ..
هم هكذا يصغرون الامور حين يشتهون وان كانت كبيره ...
بحشرجه نغضت يده بعيدا عنها ..
/ ماصار شي يستاهل !!
اذا لك خاطر في بشرى ليش تركتها !
والا بتعاقبها وتعاندنها بزواجك مني وندمت !
ابتعد عنها وكتف يداه وهو يتكيء هلى الجدار باحدى قدميه ..
وبملل سألها ..!
/ لو خاطري فيها ماتركتها ..
بس الطريق بينا مسدود ولانناسب بعض ..
واللي بينا انتهى الله يسعدها ويوفقها ..
لم تجبه اولت ظهرها وهي تعض طرف يدها من القهر وقلة الحيله واليأس ..
كلامه عنها يشوبه الحنين واللين والندم ..
هكذا نبرة صوته افتضحته ...
اقترب منها وامسك بيدها ليلفها له ويردف /
بتتعبين اذا تفكيرك كذا كل ماشفتي بشرى ..
هي بنت خالتي وبنخالطها كثير ..
في كل مره بنعيد هالموال ...!
هزت رأسها برفض ..
/ طلقني ماعندي استعداد تنحرق اعصابي كل مره ..
صرخ بها بغضب وهو يهزها..
/ مجنوونه انتي !
على بالك الطلاق مثل السلام !
هالكلمه لها هيبه وماتنقال الا عند شي كايد ونهاية الطرق المسدوده ..
حطي ببالك مهما صار بينا من امور ومشاكل كبر الجبال
انك بتنحطين بقبرك او انا بقبري وانتي على ذمتي ..
دفعها قليلا ليذهب للحمام ليتوضأ ..
فقد بلغ به الغضب مابلغ ...
خرج مقطب الجبين وشعره مبلل فقد بالغ في المسح عليه عله يهدأ...
اعترضت طريقه بجديه وبوقفة تحدي .. لتسأله ويدها على خاصرتها ..
/ ماتبي تطلقني طيب ليش ماتبي مني عيال ..!
استغفر الله وهو يشيح بوجهه
ثم يعود ليثبت نظراته على عينيها
وببتسامه بالكاد خرجت اردف ويده تبعد يدها اللي تسند خاصرتها ..
/ ومن قال ماابي عيال ..!
كنت مشغول بمشروعي وبغيت ااجل العيال هالفتره بس ..
ابتسمت بخجل وهي تمسح دموعها ..
/ يعني لو يصير حمل منت معصب
وبتفرح !
جذبها لتمشي معه وانفاسه بدأت تهدأ ..
/ اكيد بفرح ..
ومن الحين طلعي الحبوب وكبيها قدامي بالزباله ..
كثيرا ماكانت تراوده فكرة الطلاق منها اول زواجهما ..
ولكنه الان يجد عقله يرفض ذلك تماما ..
ويثور حين تراوده تلك الافكار ..
لم ولن يسمح ان تكون ملكا لاحد من بعده كما لم تكن ﻻحد من قبله ..
( الى لقاء يااحباب )
|