كاتب الموضوع :
طيبة قلب
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: شيهانه على كف صقار
السلام عليكم
_________
.. لا تلتفت يمينــاً , لا تلتفت شمــالاً لتبحـث عن أحـــــد يسـاندك , أنظـر للأعلى فستجـد من يرعـاك .
سبحانه ..
_________
[23 ]
_________
.. استيقضت بفزع ..
لم تدرك بعد اين هي وماهذا المكان الذي حولها ..!
التفتت لتراه مستغرقا في نومه وكأنه قد خرَّ من السماء ..
نظرت لساعتها فتأففت بقهر ..
الخامسه فجرا ... غشاها النعاس ليلة البارحه بعد ان نام ويئست من ان يسمع لها ..
خرج وحده لساعة من الزمن ثم عاد ..
تركها خلفه موصده عليها الابواب وبلا وسيلة اتصال ..
توضأت ثم صلت ..
وأبى النوم ان يعود لها مرة اُخرى ..
ايقضته بانتقام وهي تهزه من كتفه ..
بدى كالمغشي عليه وكذلك ظنت لولا ان فتح احدى عينيه بكسل .. وببحه سأل ..
/ انا وين ...!
كانت احلامه تدور حول السجن
وأحد رفاقه بالسجن .. وظن ان العسكري هو من ايقظه ..
اجابته برحمه رغما عنها
وبصوتٍ اكثر دفئا ..
/ انت هنا ببيتك ..
انا وسم .. قوم صل ..
نهض بتعب وكسل ..
ادى صلاته وبعد ان سلم خرَّ ساجدا شكرا لله ..
الحريه نعمه من نعم الله التي لاتعد ولاتحصى
لايستشعرها الا من فقدها ..
حمدلله ان حرره من سجنه وان خلقه محررا من عبودية الخلق خالصة لوجهه تعالى . .
عاد لينام .. فلازال اثر التعب على جسده لم يتخلص منه بعد ..
اما هي فالنوم ابعد مايكون عنها ..
اخذت تتقلب في فراشها والوقت يمر عليها ببطء ..
جلس منزعجا من كثرة حركتها ..
فجلست خجلاا بعد اقضّت مضجعه ..
دون ان يخاصمها او حتى يكلمها وضع يده على صدرها ليعيدها على فراشها ..
احتضنها بهدوء ..
فهو يشعر انه بحاجة حنان لايسكن الا احضان اُنثى ..
هي ايضا تشاطره الحاجه لاحضان رجل هجرها ورائحته بعد ان ادمنتها ..
عجزت ان تبتعد او ان تقاوم وتمتنع ..
كل ماتريده الآن الراحه فقط ونسيان ماعدا ذلك ..
عند الساعه الواحده ظهرا استيقضو بفزع ..
فدقات جرس الباب متواصله ..
وقف واستبدل ملابسه على عجل ولحقت به ولازالت اثار النوم لم تبرح ملامحهما ..
نظر بدهشه لوالده ووالدته ولسياره اخرى خلف سيارة والده ..!
نظر لساعته والعالم يدور من حوله ..
لم يستقيظ عقله بعد ولم يستوعب ماذا يحدث الآن ..!
ابتسم والده .. واردف ..
/ ماقصرنا فيكم ..
من البارحه وحنا مخلينكم على راحتكم
عاد اليوم لنا ..
غداكم عندي وفي بيتكم
والعشا في بيت عمك ..
قبل رأس والده بمحبه ورحب بهم جميعا
استاذنهم قليلا وهو يستحم على عجل ويهمّ باخذ بوكه ليكمل ماينقص من مستلزمات البيت ..
امسكه اباه ليمنعه ..
/ تعال وينك رايح ..!
كل شي جايبينه معنا ..
غدانا وقهوتنا والفاكهه والمويه وكل شي ..
تراجع باحراج ..
/ الله يرضى عليك يابوي ..
ليش مكلف على نفسك وعلى امي ..
والده بمحبه ..
/ جعلني قبلك ..
من غيرك يستاهل ..!
الود ودي ابرّك القعدان بسلامتك
واعزم كل العرب من فرحتي ..
على جانب اخر .. وتحت ذات السقف انزوت بها والدتها تسدي لها النصح ..
/ شوفي سالفة طلاق وماطلاق لاعاد تطرينها
حمدلله ازمه وعدت وفيه الخير اللي ماشال بقلبه عليك ورجع لك ماكن شي صار ..
.. سابقا كانت تظنه يشكك بنزاهتها وعفتها
وان ذاك الوافد قد اصابها بسوء ..
لكن بعد مبيته اليوم معها جميع افكارها ووساوسها ونظرتها له تبدلت تماما ..
لكن صمته الى الان عن مابدر منها وتخليها عنه يقلقها ..
لم يعتب عليها بشيء او يخاصمها او يشاكلها او يبدي استياءه مما فعلت ..!
ليس من المعقول ان يصفح عنها بهذه السرعه ..!
صمته يُريبها ..
تمنت لو يفسر لها صمته او ان يخرج مافي صدره ..
ربما مساءا يتفرغ لها ويعاتبها ..
ستجهز الاعذار وتسوق الحجج وتجعل نفسيتها المتعبه شماعه تعلق عليها اخطاءها بحقه ...
كان الفرح والسرور هو السائد على اجتماع الليله ..
حتى الوسم بدى تألقا اليوم مختلفا ..
وبآن الفرق بين راحتها الآن وماتدعيه سابقا من راحه ..
.. عند السادسه مساءا خرجو منه ليستعدو
لوليمة العشاء باحدى الاستراحات
على شرف راجح وبضيافة شرف ..
حضر الجميع عدا وسم ...
فقد تركها تستعد وتكمل لباسها ..
وحين انتهت لبست عباءتها وهمت بالخروج خلفه ..
لكنه ببساطه التفت لها متساءلا بهدوء ..
/ على وين !!
نظرت له ببراءه .. لتجيب ..
/ معك ..
بروح احضر عشاك عند ابوي ..
هز رأسه رافضا بذات الهدوء ..
/ ارجعي بدلي ملابسك وجهزي شناطنا
وشيكي ع البيت ..
طياراتنا لابها 5 الفجر ..
.. لم تصدق بعد .. اضافت ..
/ عادي وش المشكله !
نحضر العشا ونرجع بدري اجهز كل شي ..
ببساطه وصراحه اجابها ..
/ لاا اصلا مابيك تحضرين ..
وبنظره .. كذا مزاج ..!
اهااا الآن اذن لاخصام بالكلام ..
فقط بالافعال ..!
لاا لن تسمح له بهكذا عقاب ..
على الاقل يجب ان لايتعلق العقاب بعلاقتها باهلها ودخولها وخروجها ..
بالكاد امسكت لسانها واعصابها كي لاتثور ..
.. بدت متوتره وتنفسها يتصاعد بصعوبه لتردف ..
/ ليش يعني مااحضر ..!
مافي شي اسمه بس كذا مزاج ..
ابتسم ورفع حاجبه ساخرا ..
ودون ان ينطق لاح بيده مودعا ..
واغلق الباب خلفه وصوتها الغاضب يصل لمسامعه من خلف الباب ..
.. اخذ يتلمس جيوبه الجانبيه ليطمئن بان هاتفها معه ..
بدمٍ بارد وثقه اعتذر لأبيها بان لديها اشغال
لاتحتمل التأجيل تمنعها الحضور ..
وان هاتفها معطل بسبب ما ..
لم يريد شرف الاكثار عليه .. فهو للتو خرج من سجنه ..
وموقف سمو غير مشرف معه ..
.. عند الساعه الثانيه صباحا تمددت ارضا
على السجاد الاحمر الذي يغطي جزءا من العُشب الاخضر ..
.. واولادها حولها وسمو ..
سمعت ( نحنحه ) فاعتدلت جالسه وهي ترى سمو تقف لوالدها لتستقبله ..
وتخبره ان الجميع قد غادر ..
.. قربت له الشيهان متكأ ليتجاهله ويتمدد على العُشب الندي
بينما رأسه على فخذ شيهانته ..
سأل دون تحديد ..
/ كيف العشا ...!
اجابت سمو ..
/ رووعه بس حسافه وسم ماحضرت
مالها داعي صراحه ..
اردفت شيهانه ..
/ الله يهديها .. اي والله مالها داعي
مفروض بعد راجح لزم عليها تحضر ..
لو معها جوال كان كلمتها وحلفت عليها ..
غريبه وش طرى عليها ..
اليوم كانت تقول بجي ..!
علق شرف وقلبه غير مطمئن ..
/ عادي هو قالها الشغل يتأجل
بس هي اللي مابغت تجي ..
يالله يمديها تجهز ..
طيارتهم الليله ..
صمت قليلا .. ثم القى قنبله وسط حديثه ..
/ وحنا طيارتنا الخميس الجاي ..
سمو باستعجال ..
/ والله وين !
للجنوب ..!
حلووو نبي نغير جو ..
ضحك بخفه ليزيد الفتيل وهو يتربص ردة فعلها ..
/ ههههه لا انتم يالغالين سفرتكم بعدين ..
هذي خاصه فينا ٱنا وامكم ..
شعر بفخذها يتحرك من تحت رأسه قليلا
امسك يدها بتجاهل لاحساسه ليأمرها ..
/ حطي يدك في شعري
وان نمت لاتصحوني الا لصلاة الفجر ..
لازال مستبد باراءه وافعاله ..
لِم لمْ يستشيرها في الامر ..!
اوليست احد اطراف الموضوع ...!
هكذا هو دائما ..
يرسم .. يخطط .. ينفذ .. ولوحده ..
لايشرك احدا فيما يخطط له ويريده ..
تتمنى ان تختلي به قليلا مادام الامر ساخنا
وانفعالاتها اسخن ..
لكنها لاتريد الاولاد ان يشعرو بشيء ..
كانو ولازالو هم نقطة ضعف الاباء والامهات ..
وسبب اهدار احد الاطراف لكرامته والخنوع وغالبا ماتكون الام ..
التفتت لتجد مثنى يغط في سبات وقدانطوى كالجنين في بطن امه من البرد ..
امرت سمو ان تحضر له بطانيه خفيفه كانت بالداخل ..
بينما امرت مصعب ليخلو لها الجو بان يحضر مافي مجلس الرجال من صواني واكواب وفناجين وتمر ..
مصعب كان لماحا ..
لذلك لم يعترض رغم ان الخادمه تستطيع عمل ذلك ..
بل ذهب واتمدد هناك على احدى الارائك واخذ يعبث بجواله ..
نظرت لرأسه الذي تحت كفها واخفضت صوتها برفض ..
/ من قالك بسافر معك مكان ..!
انآ ماقد طلعت من هالبلد وماراح اطلع ..
ببساطه اجاب ..
/ بيهديك الله ..
تركيا جميله اذا شفتيها بتعجبك اكيد ..
باصرار ..
/ ما اطلع من هنا الا والعيال معي
نروح سوى او مجلس سوى ..
ضحك بمتعه ..
/ ههههه ليش !
لايكون خايفه مني بس ..!
لم تجبه على حماقته وسخفه ..
بل كررت طلبها باصرار اكثر ..
/ انا والعيال والا بلاش هالسفره
اصلا مالها داعي ..
العالم يداومون ..
ع الاقل انتظر للاجازه ..
.. اجاب بتفكير ..
/ الاجازه زحمة عالم ..
ثم ٱنا خلاص طقت ببالي لازم اروح ..
وكأنها للتو وجدت حجه بالغه ..
/ ودوامي ..!
مابي اخذ اجازه مرضي واكل حرام
ومابي اكذب واخذها اضطراري وعذري سياحه بس ..!
ومابيها بدون عذر تبقى بلمفي نقطه سودا ..
سؤال مباغت لم تتوقعه ..
القاه عليها وينتظر ردها ..
/ كم باقي لك على التقاعد ..!
كم صار لك تدرسين ..!
اجابت كارهه ..
/ اظن التقاعد المبكر 20 سنه
يعني باقي لي ..
علق بجديه ..
/ اطلبي تقاعد او استقاله ..
ٱنا ماابيك موظفه خلاص ..
البيت يحتاجك اكثر ..
ضحكت بسخريه ..
/ بالله ...!
وظيفتي خط احمر لاتقرب منه ولاتفكر ..
ماراح اطلب تقاعد لما يقاعدوني اجباري
لو اجلس خدمه 40 سنه ماراح اتركها بكيفي اذا ٱنـا بصحه وعافيه ..
لم يعترض مرة اخرى ..
فـ اولا واخيرا قرار كهذا بيدها وحدها ..
ولايحق له اجبارها على قرار ما كهذا ..
اردف ..
/ بشوف بكره اذا في مجال ناخذ العيال معنا او لا ..
لكن السفر حاصل حاصل باذن الله
فيهم او بدونهم .. اموري ٱنا وياك في التمام ..
... في الجنوب ارتعش جسدها من لفحة هواء بارده ..
ضمت عباءتها على جسدها ..
لم تتوقع ان تكون الاجواء هكذا ..
فاجواء الرياض لازالت ساحره ليلا دافئه نهارا ..
شبكت كفاها ببعضهما تستجدي الدفء ..
وهي تراه بثوبه الابيض كأنه ليس معها بذات المحيط والبروده تلسعه ..!
.. استوت في المقعد الخلفي وقلبها يخفق من البرد ..
بينما هو في المقعد الامامي بجانب سائق التاكسي المواطن ..
تقدمت قليلا لتهمز كتفه وتشي بالقرب من اُذنه .. بينما التصق هو بالمرتبه اكثر ليسمعها ..
/ راجح عطني جوالي ..
برسل رساله لاهلي ابلغهم اني وصلت ..
ببساطه اجاب وهو يبتعد عنها
كي لاتزعجه بتكرار طلبها ..
/ خلاص ٱنـا ارسل لهم ..
.. نظرت لقفاه مذهوله ..!
لماذا يُصر على عدم ارجاع هاتفها ..!
مُنذ خرج والحديث بينهما شبه مقطوع عدا كلمات قلائل بمثابة اوامر غالبا ..
ومع شدة البرد تشعر بجسدها بدأ يسخن من الغضب ..
.. كل شيء ممكن ان تتغاضى عنه الا هاتفها ..
فهو مايربطها بأمها وابيها وعالمها اجمع ..
.. اشار للسائق ان يقف عند احدى محطات الوقود ليشتري من ( الماركت ) بعض الحاجيات الضروريه ..
( نسكافه .. حليب .. شابور .. خبز .. القليل من المعلبات .. مناديل .. وكيس صغير من السكر بالاضافة الى الشاي ) ..
نزل معه السائق بأدب وهو لاحاجة له بالنزول فقط حتى لايضطر لانزال زوجته معه ..
خرج محملا بالاكياس والسائق خلفه يحمل كيسا من الخبز لاولاده ..
وضعها تحت اقدامه واتجها لشقتهما ..
.. دخلا بصمت وهي افكارها تسرح بها في كل واد ..
خلعت عباءتها لتقف بتحدي امامه وهي تغلظ نبرة صوتها كعلامه لغضبها ..
مدت كفها بالقرب من صدره لتأمره بضيق ..
/ لو سمحت جوالي ..
من امس وهو معك وانا مامعي شي ..!
اطرك طراره عشان ترجعه لي ..
نظر لها بطرف عينه وهو يرفع حاجبه بسخريه ليتخطاها بعدم اهتمام
بوقفتها المتحديه ولا بطلبها المُلزم .. ويردف ..
/ جوالك مالي مزاج ارجعه لك
واذا بتكلمين اهلك تكلمينهم بوجودي وترجعينه لي في الحال ..
والحين ٱنا بطلع للبلكونه اشرب نسكافه
وانتي نظفي الغرفه عشان انام ..
وبعدين اطلعي عني ولاتزعجيني واذا جت الساعه 10 ونص صحيني للفطور
واطلع لشغلي .. فهمتي .....
.. علقت غير مصدقه ..
/ نعم ...!
من جدك آْنت والا تمزح ..
مسحها بنظره متعاليه ليجيب ..
/ من انتي عشان امزح معك ..!
روحي جهزي لي كوب نسكافه وبلاا هذره على هالصباح ..
تركها واتجه للبلكونه وهو يفتح الشباك الكبير
لتدخل اشعة الشمس البارده بهدوء ..
تكتف امامها وفكره يذهب به للبعيد
ولاحداث الامس ..
ماحدث له سيبقى له اثرا في نفسه ..
لم يدر بخلده ان يدخل السجن في حياته ولو حتى في توقيف المرور ..
هو نظامي جدا ومحافظ على الانظمه بمثاليه ..
ولامجال للمخالفه في قاموسه ..
لكن ماحصل كان يفوق خياله وخرج من دائرة توقعاته ..
.. عشر دقائق واحضرت له كوب النسكافه دون جدال ..
ستنتظر ايام ليروق مزاجه ..
لابد ان قلبه لازال محمل بالغيظ تجاهها ..
ستصبر لينسى .. فما فعلته معه ليس بالقليل ..
دخل السجن بسببها وتخلت عنه في شدة حاجته لها ..
وضعته امامه بهدوء مع قطعتين من الخبز المجفف ( شابور )..
تجاهل الكوب ليركز نظره عليها ..
هل يحملها مسؤولية ماحدث ..!
وهل يعاقبها على تخليها عنه وموقفها من ازمته ..!
وهل يتخلى عنها كما فعلت بعد ان تجاوز محنته ....!
ام انه بذلك يظلمها ...
صغيره وجاهله .. وتجهل من الدنيا الكثير ..
هو ليس على استعداد ابدا لتركها لغيره ..
ليس لانه يحبها .. اطلاقا ..
ولا لاجل علاقته بوالدها .. البته ..
اذن لماذا ...!
لايعلم ...
شيء خفي بداخله يرفض اطلاق سراحها
مجرد تخيله بأن لاسلطه له عليها بعد سراحها يغيظه ..
فكيف وان اتى يوما ما ليجدها تتأبط ذراع رجل اخر ..!
تبتسم له وتتغنج عليه ..!
تتباطأ بخطاها من ثقل جنين بين احشائها والده ليس هو ..!
واخر يسير امامها وعيناهما ترقبه ...
الى هُنا وتوقف عقله عن الحقيقه والخيال ..
دون ان يشعر ركل الطاوله الصغيره التي امامها ليحدث صخبا على الارض
ويخلف كوبا محطما ورائحة نسكافه عبقت بها الاجواء وطاوله من الحديد والخوص المشغول قد قلبت رأسا على عقب ..
نظر لها بانتقام ليأمرها بتسلط ...
/ نظفي الزباله هذي وسوي لي كوب جديد ..
صمتت لم تجبه لكن دموعها كان ردها سريع ..
وسريع جدا اسرع ممن توقعت هي و هو ..
.. تركته وهربت لتمسح دموعها وتحضر له اخر ..
وتنظف ماخلفه من حطام ..
مابال اعصابه بعد السجن اصبحت سهلة الاستفزاز ..!
.. لم يكن لما فعل اي مبرر ..
فهي لاذنب لها بما يفكر به من اوهام وخيالات ..
مادامت معه فليس له الحق ليعاقبها على ماصوره له خياله ..
دقائق وكوب اخر بين يديها ونظراتها للارض
رفعت الطاوله لتقربها منه وتضع الكوب عليها
وغابت لثوان لتحضر مقشه طويله من الخوص وتكنس الزجاج لتجمعه في احدى الزوايا ..
انتهت من تجميعه وتركته مكانه واضعة المقشه فوقه وتركته ورحلته ...
كان يراقبها بدقه ولم يستطع ان يرى عينيها ..
فهي تنظر لاي شيء الا له ..
مرت نصف ساعه ولا اثر لها بالبيت وكأنه وحده هُنا ..
فلا صوت خطوات ولاتنظيف ولا اي حركة كانت ...!
بحث عنها في كل مكان ولم يجدها ..
ساورته شكوك خبيثه .. هل هربت ..!
لكنه سُرعان مااستبعد هذا الشيء .. مُحال ان تهرب في مكان لاتعرفه ..
رأى باب الحمام مغلق ..
طرقه وهو شبه متأكد من وجودها لتجيب بعد زاد طرقه ببحه ..
/ نعم ..!
اطمئن قليلا ليردف بصوت متزن ..
/ اطلعي ابي الحمام ..
ضروري ..
لم يكن يريده ..
فقط ليراها ويطمئن انها بخير
دون ان تشعر باهتمامه ..
اجابت بعد صمت قليل وصوت الماء طغى على صوتها قليلا ..
/ اظن فيه حمام ثاني غير هذا ..
ٱنا مطوله اتحمم ..
تركها وذهب ليُفاجأ بان حقائبهما لازالت بمكانها لم تفتح ولم تحرك من مكانها ...!
عاد بخبث لها ليرفع صوته وهو يطرق الباب ..
/ شكلك نسيتي تدخلين معك بملابس وروب
اذا بغيتيها علميني اطلعها لك ..
.. ضربت جبينها بقهر ..
هي لم تنوي الاستحمام في هذا الجو البارد على اي حال ..
لكن هو من اجبرها على اختلاق هذا العذر ..
لن تسمح بان يجعلها اضحوكه له ..
غسلت وجهها مرات عده لتخرج وهي لاتكاد تراه ..
ليعلق هو باستمتاع ..
/ اجل ماسبحتي ..!
والا قد سبحتي ونشفتي بحمامك ..!
اجابته بكره ..
/ هونت عن السبحه ..
في مشكله ..!
رفع كتفاه ساخرا ..
/ ولامشكله ولاشي ..
الشور حريه شخصيه ..
قالها وهو يضحك بخفه ..
متعمدا ان يحرجها ..
.. لم ترد عليه .. فهي اذا غضبت تفضل ان تعمل بجد في التنظيف
خير من ان تشاحنه فتقول كلام في غضبها تندم عليه ..
بخشونه اخذت تقلب مفترش السرير لتبدلها
بللت فوطه صغيره لتمسح الاسطح والابجورات والابواب ..
احضرت مكنسه كهربائيه لتتخلص من الغبار العالق بقطع السجاد المطويه ..
مسحت السيراميك بمعطر ومعقم ذو رائحه جميله ..
اشعلت الفحم لتضع قطعه عليه من العود المسكر برائحته ..
انتهت من الغرفه بوقت قياسي
لتخرج لتنظيف بقية مرافق البيت ..
اخيرا بقي ان تدخل الحقائب وتفرغها في خزانة الملابس ..
هو لم يستطع النوم اطلاقا
تقلب في فراشه مايقارب الساعه ونصف وفشل ..
خرج ليأكل شيئا ما .. وينتظر صلاة الظهر
ليصللي وينام ..
سيؤجل عمله عصرا ..
بخطوات سريعه اتجه نحوها وهو ينهرها ..
/ الشنط ثقيله ... ليه تشيلينها
وين تبيني احطها .. بالغرفه ..!
لم تجبه بل اتجهت للغرفه وتبعها هو ..
بعد ان شعر بسخافة سؤاله ..
فتحت حقيبتها ستستحم ثم تترك افراغ الحقائب ليلا ..
.. انهكها التعب .. تريد الفراش فقط ..
.. عشر دقائق فقط
كانت كافيه ..
فقط انعشت جسدها برائحة الصابون ذو النكهات ..
توت بري جعل جسدها يسترخي وينتعش بعد التعب ..
خرجت ملتفه برداءها الابيض وشعرها تلتف حوله فوطه صغيره بيضاء ..
.. نظرت له وهو متمدد على الفراش ينتظر خروجها ..
/ لو سمحت ببدل اطلع شوي ..
نظر لها بادب وجديه ..
/ تعبان ماقدر اطلع ..
بعطيك ظهري ..
وانقلب للجهة الاخرى ..
نظرت له نظرات سريعه متكرره فاذا به مشغول
يقلب هاتفها ويتنقل بين ايقوناته ..
انشغلت بلباسها بسرعه حمقاء ..
فكلما امسكت بقطعه من ملابسها وقعت من يدها او لبستها مقلوبه ..
تأففت بانزعاج بعد ان انتهت .. فلم تكد تنتهي ..
رمت ارادت ان تنحني لتلتقط رداءها من الارض لكنها جفلت حين مُنعت من ذلك ..
التفتت لتراها خلفها تماما ..
امسك بكتفيها .. وبسكون علق ..
/ الواحد اذا ماقدر ينام من الارهاق والتعب
ماله الا زوجته تمسح عليه وتحضنه لمن ينام ..
هي ايضا متعبه ومرهقه وغاضبه ..
تحتاج لمن يحتضنها وتريح جسدها على صدره لتنام ..
لكنها لن تقبل بعد مافعل بها هذا الصباح ..
حاولت الامتناع والابتعاد ..
لكنه لم يقبل ببعدها ..
فوحشة السجن تجعله يبحث بشغف عن حضن اُنثى تُزيل رواسب تلك الوحشه ..
.. مستيقظ على غير العاده ..
متفائل جدا هذا الصباح ..
.. لايوجد على طاولة الطعام سواه هو ووالديه
بعد ان ذهبت بشرى لتناول القهوه بمقهى مع احدى صديقاتها ..
وجه حديثه لاباه ..
/ يبه ابي اتزوج ..
نظر له والده باستغراب ..
/ وش الطاري !
سنين وامك مالها سيره الا زواجك وانت رافض
والحين كذا فجأه تبي تتزوج ..!
ابتسمت والدته بمحبه وفرح لتردف ..
/ حمدلله ..
الله هداه وشاف ان ماله الا بيته ومرته وعياله ..
واحلا عروس عندي ..
والله لانقيها لك نقوه .. الكل يحكي بجمالها واصلها وفصلها ..
بتفاؤل امسك بيده والدته لتتوقف عن الاسترسال بحديث قد بتره واقره ..
/ يمه العروس موجوده
اخت مرت راجح ولد خالتي ..
صمتت قليلا لتستوعب من تكون ثم علقت ..
/ وع عاد مالقيت الا هذولا
عاديين .. ماهنا زود .. خذلك من طبقه ارقى تطلع بك معها ..
مهوب تنزلك معها لمستواها ..
علق بقناعه ..
/ عاجبتني في كل شي
مستواهم وعيشتهم وبساطتهم ومابي غيرها ..
علق ابيه منهيا النقاش ..
/ بكيفك .. اختيارك وتتحمل نتيجته
لاتجي بكره تشكي وتندب حظك مثل البنات ..
ابتسم .. واشار بيده ..
/ ولا كلمه شكوى بقولها
ولو تبي اوقع لك اني اتحمل مسؤولية اختياري كامله ..
وقف والده ليوجه حديثه لهما ..
/ عندك امك ..
كلمو الجماعه واخطبو واذا عطوكم الاوكيه
الباقي علي ..
نحدد موعد رسمي للخطبه والملكه ..
صفق بيداه ليقف ويقبل رأس ابيه بامتنان ..'بينما والدته متعجبه من فرط حماسه ..!
اما هو فقد قرر تجاوز الفهد وعدم اخباره بنيته ..
سيحاول انهاء كل شيء دون الرجوع للفهد ..
متفائل جدا هذه المره بقبوله وتقريبه لهم ..
هناك في المقهى الراقي شمال العاصمه
كانت تنتظره بقلق ..
لأول مره تقابل رجلا اجنبيا في خلوه وجهت لوجه ..
نعم تحادث شباب وتواعدهم ..
لكنها تراهم من بعيد للفرجه فقط ..
لم تسمح لاحدهم بالاقتراب منها ..
ومن يعترض تقطع علاقتها به دون تردد ..
نصف ساعه مضت من التوتر والقلق مضت ولم يحضر ..
كادت ان تخرج لولا ان رأته بهيبته يتجاوز باب المقهى ليدلف باناقه ..
عادت حيث كانت وتبعها هو بهدوء بعد ان تعرف عليها ..
وقفت تنتظر دخوله وكادت قدماها ان تقع بها حين لمحت بياض ثوبه ..
ممسكا نظارته الشمسيه وهاتفه بيد
ويده الاخرى مدها باتجاهها لتتناولها بتردد ..
رفع كفها لمستوى شفتيه ليقبلها بدبلوماسيه
وهو يرحب بها بعمليه ..
ابتلعت ريقها ووقفت مكانها من صدمتها منه ..!
عاتبت نفسها ..
/ هه رجل وامرأه وخلوه ..!
ماذا تظن ان يفعلان ..!
هذا اقل مايمكن ان يحدث ....
ليتها لم تنساق لهواها وسحره ..
ستكتفي بدقائق وتغادر قبل ان تندم اشد من ذلك ويحدث بينهما ماهو اكثر ..
لكنها نسيت ذلك الوعد الذي قطعته على نفسها حين جالسته واستمعت لحديثه ..
نظراته قاتله .. ابتسامته آسره .. ضحكته ساحره ..
رجل جذاب بمعنى الكلمه ..
رباااه كم قربه مؤذي للفؤآد وبعده نار تُحرق ..
.. مقابله سريعه ..
فجدول اعماله مزحوم بماهو اهم منها ..
استرق من وقته ثلث الساعه ليراها بدون حواجز ولا متطفلين ..
لم يخلو اللقاء من قبلات كان يصفها هو بالبريئه ..
وكلمات غزل فاضحه يصنفها بانها حديث يجب ان تعود اذناها على سماعه منه ..
استأذن ورحل ..
لكنه رحل بقلبها معه ..
لذة الحرام موجعه .. مُتعه لحظيه يعقبها حسره والم وندم ..
خرجت مسرعه خلفه لاتريد ان تستمع لضميرها ..
فهي لن تفوت على نفسها لقاءات كهذه ..
ركبت مع السائق ليجذب له انفاسا من عطرها يملاء بها رئتيه ..
ويُواسي نفسه بالصبر ..
فالتهور واخذ ماتريده نفسه منها مقابله ثمن غالي ..
لقمة عيشه وطعام اطفاله ومستقبلهم ..
لكنه لم يستطع منع عينيه لما هي كاشفة له عنه ..
عيناها الجميلتان وكفيها بطلائمهما الملفت ..
وساقيها المصقولان رغم سمرتهما الا انهما فاتنتان ..
امرته بمزاج رائق ..
/ روح سوق لاتروح بيت ..
والتقطت هاتفها لتواعد احدى الصديقات ..
كي لاتبقى وحدها في السوق فقط ..
وليس حبا لها ..
فهي لايجهلها تملق صديقاتها من اجل ماترميه لهن من فُتات المال ..
.. تناولت هاتف سمو لترسل له رساله على لسان سمو ..
/ عمي .. شكل خاله نجلاا حامل ..
ماتأكدت بس شااااكه ..
امانه امسحها لاتدري وتزعل علي ..
بدورها مسحت هي الرساله حتى لاتجدها سمو ..
وضحكت بمكر وهي تتحداه بان يراضيها الان ..
ثوان واتاها الرد ..
/ بالله !
وش دراك ..!
اجابته ..
/ قلت اشك مهوب اكيد ..
كذا ترجع ومزاجها متكدر ومعصبه ..
ضحكت وهي تمسح ماخطته بلهو ..
وتنتظر جوابه ليأتيها سريعا وكأنه يحمل لهفته ..
/ بجيكم الليله اشوفها ومابيها تدري ..
ضبطي لي الوضع ابي استفرد فيها ..
ضحكت بفرح لترد عليه ..
/ اوووك بس لاعاد ترسل
اخاف تفتح جوالي مادريت وتقرا رسايلنا
وتزعل علي ..
وانا بسوي نفسي متفاجأه من جيتك ..
بس تعال بدري اذا تبي تلحق عليها كاشخه
لانها معزومه على قهوه عند صديقتها بعد المغرب ..
اتصل بها فخفق قلبها بشده وهي تبسمل
وتضع الاتصال على الصمت ..
اقفلت الهاتف كليا .. وضعته بالقرب من سمو لتلقي بنفسها على سريرها براحه ..
____________
الى الملتقى ..
|