السلام عليكم
__________




ذِهبوا لقَبوَرهمُ وَ بقيتُ الاسَماءُ فيّ الذِاكرةُ علىّ هيئةُ وجعَ !
إلھيّ لَاتحرمَ أمُواتناِ منْ مُغفرتَك فقدِ انقطعّ بھمَ العمُل .



___________

[ 22 ]


___________



في بيت ابو راجح كانت استعدادات الضيافه على اكمل وجه ..
القهوه مجهزه وانواعا من التمر وشوكولا وحلوى شرقيه ..
قد يكونو بالغو في الضيافه هذه المره وحسن الاستقبال لكن الهدف يستحق ..
لاجل عين تكرم مدينه ...
ستكرم وسم واهلها لاجل عين راجح ابنها ..





والدة راجح بها من الهم ماالله به عليم ..
وسم حديثة سن وقد تتعجل او لاتقدر اهمية الامر فترفض ..!
تستغفر كثيرا علّ كُربتها تنفرج ..
وحين يتسلل اليأس الى قلبها ويسيطر الشيطان على تفكيرها تناجي روحها ...
كيف لها ان تنفرج وتجد لكربتها مخرج !
فـ تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتشحذ روحها بالامل ..
فلآ محال على قدرة الله ..
ولاراد للقضاء سوى الدعاء ..


ومادام هذا السلاح في يدها فلن تدخره ..
ستدعوه ليلا ونهارا سرا وجهارا ..
لعل دعوتها تصادف باب مفتوحا فـ تقبل ..








.. كآن قد نسي امره تماما مع زحمة اشغاله ..
.. لكن خالد كان يحترق من الانتظار ..
وحين تأخر اتصل ليذكره بنفسه ان كان قد نسي ..
.. وبالفعل .. حدد شرف موعدا قريبا والتقيا ..
كان نظرات شرف لخالد تهزه من الداخل ..
وندم كثيرا لانه لم يحذر كما اوصته اخته ..
تمنى لو يخرج الان باسرع وقت ولايريد مساعده ولاشيء فقط يريد ان يخرج من هنا بسلامه ..


وقف شرف من خلف مكتبه ليتجه للباب ليغلقه فارتعد خالد ولحق به ممكسا للباب ..
وبخوف اردف ..
/ لاا لاتسكره ..
بطلع خلاص مابي شي ..
خلني اطلع ..


نظر له شررف متفاجأً من ردة فعله ليستشف الذعر في عينيه ..
ابتسم ليطمئنه لكن هذه الابتسامه مازادته الا خوفا ورجفة اطرافه ..
كاد يبكي وهو يترجاه بذل وخوف وشيء من الوعيد ..
/ لاتسوي بي شي
والله لاصارخ والم عليك اللي برا كلهم
انا كبير وفاهم حركاتك ياوصخ ...


فهو جميل وقد تعرض لمواقف تحرش منذ صغره لكنه كان يفلت منها باعجوبه ..


قهقه شرف واردف ..
/ لاتخاف .. لو بسوي بك شي ماجبتك لهالمكان وقدام الموظفين ..
انا بس مشبه عليك مره وبس ..

بدأت انفاسه تهدأ ورجفة يداه تقل ونبضات قلبه عادت للخفقان بهدوء ..
عاد بتردد ليجلس وشرف يناوله كوب الماء الذي امامه ليبلل ريقه الجاف ..



ثم ابتدأ ..
/ انت صغير سن صح ..
لكن شكلك شغيل ويعتمد عليك ..
واذا انت محتاج بساعدك ..
عندي وظيفه ماراح تعطلك عن دراستك ..
وراتبها حلو ..
موظف استقبال في مستوصف خاص اعرف صاحبه ..
لك 4 الاف شهريا ..
من العصر ل9 مساءا ..
لكن ماراح يمنعك من راحه ساعه مذاكره
ووقت الاختبارات الشهريه ساعتين ..
والنهائيه لك شهر ..
ومعك 2 شباب يساعدونك وتتعلم منهم ..
هااا وش رايك ....!





لايعلم لما راودته رغبه في الهروب والابتعاد ..
لم يعد يرتاح له ولاا لعمل من طرفه ..
بكذب اجاب ..
/ بشاور اهلي وارد لك خبر ..


وقبل ان يخرج استوقفه شرف ليقف امامه تماما .. ويمسك بيده ..
تراجع خالد بجفول وخوف وهو عاقد الحاجبين .. لينفض يده بسرعه وقوه ..
فنظرات هذا الشرف غير شريفه وليست بريئه ..
ولاتخلو من مقصد خلفها ..




للتو انتبه شرف انه اخافه بتمعنه في وجهه وجسده ..
حاول ان يعتذر لكن ماذا يقول .. !
سأله مباشره ودون مقدمات ...
/ انت جنب سرك شامه كبيره ..!
اقدر اشوفها ..!



فهاهي احدى الشامتين ظاهره له ..
فوق شفتاه بقليل ..
اما الاخرى ففي مكان خفي بالقرب من سُرَّته ..
كثيرا ماقبَّل تلك الشامتين متعجبا من مكانهما وشدة سواد لونهما ..!
وكانت فوز توهمه انه ورثها من والدتها التي لاتذكرها تماما واخوالها ..




بصق خالد في الهواء باتجاه شرف وهو يهرب ويسبه ولايرى طريقه من الدموع ..
/ ياكـ ... ياحـ ... يا .... يا ....
تجمع عدد قليل من الموظفين ليقف شرف كالابله ..
عيناه تنظر للبعيد حيث ذاك الهارب ..
وفكره ابعد من ذلك ..
عاد لحقبة سنوات وسنوات قد مضت ..
لماضي موجع ..
لايام غباءه وحماقته وسفهه ..
لايام غروره بنجاحه وغطرسته ..
لايام فوز وخيانتها المره واستغفالها له ..
لايام سوداء ماطره وجُثه نتنه تمرغ في تربه دنس طُهرها ذاك الجسد ..
لايام ضعف وصدمه وانهيار ..




شعر بالدوار .. تراجع ليجلس وهو يمسك راسه بين يديه ..
اتصل بمكتب سفريات ..
طلب حجز تذكرتان لارض لم تشرق شمسها ولم تغرب على سيرة فوز ..
ولم تدنس تربتها بضم جثتها ..









.. كانت قد اخذت الخادمه لتنظف بيتها الصغير الذي لم ولن يعد لها ..
ستفرغ منه جميع مايخصها ومايتعلق بها ..
الحياه معه انتهت ..
انهت ترتيب شنطها وجميع مايحويه دولابها ..
وماتريد ان تأخذه معها ..
فقط ستستحم وتضع ماكياجا يخفي نفسيتها المحطمه ..
ستفاتح ام راجح برغبتها الليله ..
وستسلمها مفتاح البيت بعد اخلاءه ..



كانت امضت مايقارب الساعه تحت الماء
ودموعها لم تقف ..
كلما ارادت الخروج عادت دموعها للنزول من جديد ..
هذه اخر مره تستحم في حمامها وتلبس في غرفتها وتتمشى في مملكتها التي لم تعد تملكها ..
خرجت تلف جسدها بـ ( روب ) ناصع البياض ووجها محتقن ..
انف احمر وعينان كدرتان بالدمع وخدان ملونان بحمرة الدم المتدفق بهما ..
جلست على الكرسي وانكفأت تكمل بُكاءها ..
سمعت خطوات الخادمه قادمه ..
رفعت رأسها قليلا ولازالت مطأطئة له ..
لاتريد ان ترى الخادمه وجهها المنتفخ حتى يعود لوضعه السابق ..
تنحنحت لتأمرها بحشرجه ..
/ آحم ..
لو سمحتي اطلعي وسكري الباب
بعدين اناديك تشيلين الاغراض ..



عادت بخطواتها تغلق الباب ..
ولكنها لم تخرج .. هاهي خطواتها تعود مره اخرى ..
شعرت بالغضب .. الا تفهم تلك البلهاء ..!
وقفت بسرعه لتفرغ غضبها بها ...
لكنها .....


صرخت وهي تحاول الهرب حين رأت ملابس رجل بيضاء ..!
سُرعان مااقترب منها ذاك الشبح الابيض ليكتم انفاسها بيده ويده الاخرى تطوقها ..
نفض جسدها بشده وهو يقترب من اُذنها ويرفع صوته قليلا ...

/ بااااس انا راجح ...
اوص ولا كلمه ...!




بدأت تستكين حين استوعبت كلامه ..
رفعت نظراتها الضبابيه له وصورته تأخذ بؤرة الاهتمام في عينيها ..
مسحت دموعها بكفها لتتضح لها الرؤيا وتردف بعد ان ابعد يده عنها ...
/ راجح ....!
كيف طلعت ...!




نظراتها له حائره .. غير مصدقه لما ترى ..
اما هو فنظراته حاقده .. عاتبه .. غاضبه ..
كل المشاعر الغير جيده كاننت ترسلها عيناه ..


ابتعدت قليلا وهي تُتمتم بربكه .. ونظراتها الخجله ارضا ..
/ حمدلله على السلامه ..
كيف ومتى طلعت ..!



لم يرد تهنئنتها بالمثل ..
ولم يجيب تساؤلاتها ..
بل امرها ..
/ جهزي لي ملابس باخذ شور ..
لقاء بارد ظاهريا مشتعل داخليا ...


وقبل ان يتخطاها تذكر شيئا ليعود لها ..
/ جوالك وين ..!
هاتيه ابيه ...




شدت سترتها على جسدها اكثر لتلتفت لحقيبتها وتخرجه بصمت ..
اعطته اياه ليتناوله بهدوء ودون ان ينظر لها ..
.. اجرى مكالمات بسيطه واغلقه تماما ..
لوالده ..
/ يبه لاتقول لامي شي الحين
باخذ شور وارتاح واجيها بنفسي ..

لعمه ..
/ عمي وسم بتنام عندي الليله
وبكره بنمشي للجنوب باذن الله
خبر طلعتي مابعد احد درى عنه
بس ارتاح واجي اسلم عليهم جميعا ...




لم يعلم بخروجه سوى شرف ووالده
واحد اصدقاءه ..


مدت يدها تريد ان تأخذ هاتفها لكنه رفض ..
وعلل الامر ..
/ مابي ازعاج بقفله ..
وبالفعل اقفله ودخل به معه لدورة المياه وهو يستحم ..



اما هي فتعجبت من تصرفه لكنها لم تهتم كثيرا ..
للتو خرج من معتقل ولابد انه بحاجه للاسترخاء ..
ستنتظر قليلا ثم تاخذه لتتصل باخيها او ابيها ليأخذها ..



سارعت بارتداء ملابسها قبل ان يخرج ..
مشطت شعرها ومن ثم جمعت ماتبقى لها في هذه الغرفه استعدادا للرحيل ..
عشر دقائق فقط وخرج ..
لم تعد له ملابسه .. اتجه الى حقيبته التي لم تفتح منذ ذاك اليوم الذي اغلقها فيه للسفر ..




اخرج ملابس قطنيه مريحه رمادية اللون
( شورت ) قصير و ( تي شيرت ) فضفاض ..
اتجه للمرآه واخذ فرشاة من حقيبتها ليمشط شعره ..
رماها على الطاوله باهمال ليتناول عطرها الفرنسي ويسكبه باسراف على جسده ..
كم اشتاق لمثل هذه الروائح المنعشه ..



لازال متجاهلا لوجودها وكأنه وحده بالغرفه ..
تمدد على سريره ليأمرها ..
/ جسمي كله مفكك من التعب
جيبي اي كريم ومسجيني ..
ابدي برجليني وساقي اعصابها مشدوده مره ..




كيف له ان يأمرها هكذا ببساطه وهو يعلم ماكان عليه اتفاقهما ..!
ويعلم ان الليله هي اخر خيط سينقطع بينهما ..
تنحنحت بخجل وملل من موقفها امامه ..
/ انا وانت يعني ..
اتفقنا وكذا ..
والحين لميت اغراضي وبروح لبيت اهلي الليله ..




وكأنه لم يفهم ماتقول ..
جارى حديثها باستصغار كما ترى ..
/ طيب ..
والحين سوي اللي قلت لك ..
بعدين نتفاهم ..





.. زادت دقات قلبها غيضا وغضبا ..
كم تكره ان تعامل هكذا ..
يشعرها تعامله هذا بالسطحيه والسذاجه
وانها لايعتمد عليها في حل او ربط ..
يبدو ان ليلتها ستطول .. ناقشته ..

/ امي وامك ينتظروني
عارفين اني بجي للعشا الليله
واذا تأخرت ب...



قاطعها ..
/ لا محد ينتظرك
قلت لابوك انك بتنامين عندي الليله
وهو بلغ امك انك منتيب جايه ..




نظرت له مستنكره ..!
/ من قالك اني بمسي هنا ..!
وليش تقولهم بدون لاتسالني ..!




اعتدل قليلا وهو يهم بالجلوس ويحسم الامر ..
/ تعالي انا تعبان ومرهق ومنيب في حال عناد ونقاش وخرابيط
رمى جسده لتقترب وبيدها كريم والعبره تقف في حلقها
ستسكت قليلا حتى يرتاح فقط ..








.. كانت انظاره على هاتفه ..
تحديدا ( الواتس اب ) ..
ينتظر منها اشاره فقط ليراها ..
لم ولن تتكرر صدفه كهذه ..
سيراها ببيت خالته ام راجح .. فهي من ضمن الحضور الليله ..




ارسلت له بشرى بعد ان ملت كثرة رسائله ورجاءاته التي لاتنتهي ..
( اسمع بزحلقها لحوش الحريم وانت تصرف )
فقط يريد ان يراها ليبرهن لنفسه انه تعلق بصوره فقط بعيده عن الواقع ..
الصور تجمل احيان كثيره وحين يراها كذلك سيقتنع وتقع صورتها من عينه وعقله وقلبه ..



خرج دون استئذان من الموجودين ليضع هاتفه صامتا ويمشي بحذر حافي القدمين ..
.. رأى فتاه متوسطة الطول ..
ذات شعر بني اللون ربما كان مصبوغا ..
جسم مرتوي ذو خصر منحوت بدقه ..
لاااا لن يكتفي برؤية القفا ..
فأحيانا يكون اجمل من الوجه والامام ..



لكنها لم تلتفت باتجاهه بتاتا ..
ولم تشعر به ..
كان يراقبها بدقه من خلف احدى السيارات المركونه ..
رأها تنحني ثم تستقيم واقفه ولازالت كما هي لم تلتفت ناحيته ..
خشي ان يحدث شيء ما يفسد عليه تلك اللحظات
او ان يخرج احد لينهي اللقاء الذي لم يبدأ ..
لم يعد يطيق الصبر ..
لابد من قليل من الجُرأه والاقدام والتحدي ..
مشى على اطراف اصابعه وحين اقترب شعر انها احست بوجود شخص ما
وهي تلتفت لترى من يكون لم يضيع الفرصه على نفسه ..

امسكها بوقاحه وهو يتفرس وجهها بنهم ..
لم تنطق باديء الامر من هول الموقف
لكن سرعان ماتداركت وضعها والفضيحه لو صرخت به ..
كانت تظنه مُخطيء في شخصها وايضا كانت تظنه راجح ..
فهي كانت بجوار ابيها حين زف له راجح خبر خروجه من السجن ..
وتلك النظرات نظرات مشتاق هائم ..


ابعدت يداه بعنف وهي تبتعد وتصحح خطأ فهمه ..
/ راجح ابعد ..
انا سمو مانيب وسم ..!


يالبراءتها .. كانت تظنه راجح
وانه خانه التفريق بينهما لشدة شوقه لاختها ..



لم يتركها الا بعد ان سمع اصوات اطفال يقتربون ..
تركها لحسن ظنها وهرب وهو يردد بهمس ..
/ اسف اسف غلطان غلطان ..





كادت تقع ارضا قبل ان تجلس ..
فرجلاها خانتاها بعجزهما عن حمل جسدها ..
تشعر بخيانه لاختها .. وان كانت رغما عنها ..
لم ترى ملامحه جيدا فنظراته قد اشغلتها عن رؤية اي شيء عدا عيناه الحارقه ..








.. رغم امكانياتها المتواضعه الا ان نجحت في ضبط فصل الحضانه ..
وتعلق بها الاطفال كثيرا ..
ولاقت الثناء والتشجيع من المعلمات امهات الاطفال والمديره ..
بعدها بما يقارب الشهر احضرت مساعده لها من بنات جيرانهم وصديقتها ايضا ..
فاعداد الاطفال زادت وتخشى التقصير
اتفقت مع سلمى ان يتقاسما الراتب الذي كان مغريا ..
فكل طفل تأخذ عنه 500 ريال ..
ولديها مايقارب 15 طفلا ..
وعرضن عليها المعلمات ان تُعدّ لهن القهوه وشاي الافطار
مقابل 500 ريال شهريا



بدأت توفر من الراتب وهي تفكر في امور بسيطه في نظر غيرها من المتنعمين
وهامه جدا في نظر الضعفاء امثالها ..
السائق الذي يوصلها يحتاج 500 ريال شهريا
والكهرباء تحتاج ل150 ريال قد تتضاعف حين التأخير
ومؤونة البيت ستزيدها لتشمل الخضار
والدجاج امااللحمه فـ مره بالشهر
واليسير من المعلبات الجاهزه للاكل
بالاضافه للمصروف الشبه يومي ..
كالخبز واللبن الرائب الذي تفضله والدتها ..
ستدخر كل شهر 500 ريال
واحيان 700 ريال
بالاضافه الى ماسيعطيه لها خالد حين يستلم راتب المئذنه ..
ستوفر لثلاث سنوات علها تجمع ولو جزءا يسيرا
ليشتري خالد سياره مستعمله حين يدخل الجامعه ..
لاتريده ان يشعر بالنقص عن اقرانه وهو سيحتاجها كثيرا ..
كثيرا ماتستعمل الورقه والقلم للتخطيط والتنظيم وتوزيع راتبها ..
وفي النهايه تنتهي ورقتها بسلة المهملات ..




لكن مابات يشغلها هذه الايام هو خطبة احدى المعلمات لها ...
تريدها زوجه لابيها بدلا من زوجته المتوفاه ..
او بالاصح ممرضه بلا اجره
او خادمه بلا راتب ..!
رجل ستيني .. كما اخبرتها لم يعد به حول ولاقوة للنساء ..
يعاني من امراض عده ..
ضغط سكري ومسالك بالاضافه لوهن العظام .. وليس بثري ..!
ليس به صفه مغريه سوى المهر الذي سيقدمه لها ..
مهر بقيمة 30 الف ريال ..
تستطيع ادخاره او تشغيله او عمل مشروع ما به ..
ومن عوائده تشتري سياره لخالد وربما تكون جديده ..
.. ستصلي استخاره وترى ماالله فاعل بها ..
هل توافق ام ترفض ..!








الليله كانت جدا مُتألقه بابتسامتها ..
راحتها النفسيه انعكست تلقائيا على وجهها ..
منذ اخبرها شرف ان راجح خرج وانه ينوي السفر مع وسم تشعر براحه ..
لاتريد لابنتها ان تقاسي ماقاسته هي ..



عادت عند الحاديه عشر والنصف مع ابنها مصعب ..
فشرف قد سبقهم بمايقارب الساعه ..
خلعت حذائيها المرتفعان لتنتعل حذاء مريح ملاصق للارض ..
دخلت غرفتها لتجد شرف منكباً على كمبيوتره المحمول ويبدو مشغول تماما ..
حين رأها توقف عن عمله ليسألها ..
/ وين جوازك ..!


عقدت حاجباها لتجيب ..
/ وش تبي فيه ..!
منتهي من زمان ..


اردف ..
/ ماعليه اجدده ..
هاتيه الحين ..


سألت بمزاج رائق ..
/ بالله وش تبي فيه ..
العالم دوامات ونص السنه وش طرى عليك ..!


وقف ليخرج ورقه بيضاء من تحت كمبيوتره
موقعه ومختومه في نهايتها ليأمرها بجديه ..
/ اكتبي شروطك هنا
وهذا توقيعي وختمي عليها قبل اقراها ..




لم يعد هناك مفر ..
فبعد الورقه ستحدث امور اخرى هي في غنى عنها ..
الحياه الاخويه معه ممتعه وجميله ..
وتخشى الحياة الزوجيه ان يخدشها او يجرحها يوما ما ..
حينها لن تغفر ولن تسامح ابدا ..




كتبت شرطا هاما لاتعلم ان كان جائز شرعا ان تطلبه ام محرم ..
وهو ان تزوج باخرى فذلك يعني ورقة طلاقها ..
وان يتنازل امام المحكمه وبشهود عنها ..
وشرطا اخر .. هو ان لايجبرها على الانجاب وهي بهذا العمر ..
حاولت ان تتذكر شروطا اخرى قاسيه لكن عقلها خانها
وجميع الشروط التي فكرت بها تعتبرها تافهه
من الممكن ان تحصل عليها بلا اجباره ..




انتهت وقبل ان تضع القلم سحب الورقه ليقرأها ..
عض على شفتاه يمنع ضحكه ماكره ان تخرج ..
يالتفكيرها البسيط ..
وضعف حيلتها ..
تضن ان تلك الورقه هي حبل مشنقته ..!
هه لو عرضها على اقرب قاضٍ سيبطلها حتما ..
فشروطها مخالفه شرعيه محضه ..
لايحل لها ان تشترط طلاقها مقابل زواجه باخرى وتحرم ماحلل الله ..
ولايجوز لها ان تحرمه من ذريه وهو في هذا العمر ..





اطبقها اربعا ودسها في جيبه ..
وقفت باعتراض وهي تردف ..
/ قلت الورقه تبقى معي ضمان
وش يضمن لي ماتقطعها اذا طلعت برا هالباب ..!




قرص خدها بمداعبه ليعلق ..
/ لاتخافين بقفل عليها بتجوري الشركه
واول مانرجع لبيتنا اعطيك اياها برسم الخدمه ..
لكن هنا لا ..
مافي شي يقفل واخاف تطيح بيد العيال ..





.. تأملها ليردف بخبث وهو يغمز بعينه ..
/ شكلك رايقه مثلي الليله ..
تجين نروق سوى !



لونت الحمره وجهها وهي تسأله ..
/ الا ماقلت لي كيف طلع راجح ..!


ضحك بخفه وهو يغازلها بعينه ..
/ حلوووه منك التصريفه ..
رويجح الله يسلمك له سند بالامن لاتخافين عليه ..
صديق لابوه عقيد واقف بنفسه على القضيه ..
وامس اخر الليل صحى العامل من الغيبوبه
واول مادرى الضابط جا واقنعه يتنازل عن حقه مقابل 40 الف ..
ويسافر لبلده على طول ..
العامل ماكذب خبر وقع على طول تنازل
واستلم الشيك وجوازه واغراضه
خلال يومين منتهيه ..




وطبعا خلص اجراءات خروج راجح باسرع وقت ..
وماقلنا لاحد الا لمن نتأكد من خروجه ويرتاح ..
وبكره بيمشي للجنوب ...


شيهانه بتشاؤم ..
/ لاعاد يمسك خط الجنوب
او ع الاقل يروح طيران
ثم هو تعبان اليوم طلع كيف يسافر على طول ..!


شرف بجديه ..
/ يابنت الحلال خليه يروح في فاله
والله اني فرحت انه ما اطرى طلاق ولا ترك وسم ..
اول ماقال باخذها قلت حقك والله يهنيكم
عاد بينهم يتصالحون ..



حمدت الله كثيرا
فهاهي الشده فُرجت ...







__________
الى لقاء قريب ..
البارت القادم سيحدد لاحقا باذنه تعالى ..

شكررا طيبة قلب ..

لا شلت يمين خطت فأبدعت .

لي عودة بإذن الله بعد قراءة الجزء

مشكوره عسوله بارت يجنن موااااااااااااااااااه

ال لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 7 والزوار 33)
‏امجاد.., ‏عصفوره الحب, ‏last love, ‏ام نصيب, ‏شموخ السلاطين, ‏|فجر|, ‏zsh


مشاهدة مممتعه



تسلم يدك يا طيبة قلب بارت يبرد القلب مع انه قصير شوي


تعوضينا اﻷسبوع الجاي باذن الله

نسيت اقول انه قصير لكن دسم احداثه قويه