كاتب الموضوع :
طيبة قلب
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: شيهانه على كف صقار
السلام عليكم*
____________
سُئِل اثنان عن سبب التّأخير في العمل ؟! فقال أحدهم : انشغلت مع الوالدة ♥ وقال الآخر : الوالدة أشغلتني ! ( قمّة الأدب ، وقلّة الأدب ) !
_______
[ 19 ]
____
.. وقفت بالباب بقلق .. وعينا والدتها ترقبها ..
تحولت نظراتها عن وجه ابنتها للحقائب التي بجانبها ..
صمتت .. وهذا مازاد النجلاء قلقا ..
تنتظر ايَّة تعليق او توبيخ من والدتها لكنها لم تفعل ..
دنت وقبلت جبين والديها ثم ابتسمت ابتسامة باهته ليتسآءل والدها ..
/ نجول وش ذا الشناط وانا ابوك ..!
فهد بيسافر والا شي ..!
.. تأتأت قبل ان تُجيب ..
/ لا يابوي مهوب مسافر ..
بس انا عندي اختبارات صعبه ويبي لها سهر وتركيز
وفهد بيشغلني ..
بحب اردف ..
/ الله يحييك وانا ابوك في بيتك*
بس عسا فهد راضي عن جيتك ..*
كان ماوده لاتعسرينه ياامي ولاتِكرِهينه ..
استأذن ليخرج للصلاه ..
بينما هي فكرها يدور ويبحث عن حجة اُخرى اكثر اقناعا لوالدتها ..
لكن والدتها وهذا مااثار تعجبها لم تستفسر عن شيء
او تُكذب عُذرها ..
هل يعني ذلك ان كذبتها انطلت على والدتها ايضا ..!
والدتها ليست بالهينه ..
ولا ممن يأخذ الامور على ظواهرها ..
وصمتها مريب يُنبيء عن امر مكنون في صدرها ...
ام عقاب ..
/ دقي على شيهانه يانجلا وعطيني اياها ..
فعلت كما طلبت والدتها وهي تناولها الهاتف بتساؤل ..
/ شيهانه ماكانت عندكم اليوم !
مكلمتها بعد الظهر تقول انا عند امي ..
كانت والدتها ستجيب لكن الهاتف صرفها عن الحديث مع النجلاء ...
/ هلا شيهانه ..*
تعالي تعشي معنا الليله نجول عندنا ..
وجيبي شغالتك معك ..
على الطرف الاخر شيهان بسكون ..*
/ انا مقدر اجي .. وسم تعبانه شوي*
برسلك الشغاله مع شرف والا مصعب وسمو ..
والدتها بقلق ..
/ بسم الله عليها وشفيها ..!
هي ماراحت مع ابوعيالها للجنوب ..
اردفت شيهان باختصار ..
/ لا بغت تروح وهونت ..
تعبت شوي وقلت لها تجلس لين تخف
ماهيب متحمله تعب وطريق ..
انتهت المحادثه بعد الوداع
لتلفت لنجلاء التي تستاذنها ..
/ يمه باطلع شناطي فوق وابدل ملابسي واجيك اتقهوى معك
**
امسكت والدتها بطرف ( تنورتها ) لتردف ..
/ اقعدي .. هالحين تجي شغالة شيهانه تطلعهم
صبي لك فنجال وكولي من هالتمر الطيب شكلك تهلكين روحك جوع ..
نجلاء بصدق ..
/ اي والله جويعه*
اليوم ما اشتهيت شي وجا على بالي قهوتكم*
سكبت لها فنجانا ولوالدتها اخر وتناولت حبة تمر واتبعتها باُخرى ..
واسترسلن بتبادل الاحاديث واوضاع الامة العربيه ومافيها من محن ...
.. لم يستحم منذ الامس ..
يحس وكأنه كُتلة قذاره مركونه ..
.. القيد لم يأسر حريته فقط*
بل اسر روحه ..
والده ووالدته .. زوجته واخوته وجوه تكرر في مخيلته ..
يتنبأ بردة فعل كلٍّ منهم ..
احزنه حُزن والده وسيتقطع فؤاده على والدته ..
يتمنى لو يحضنها فقط ليطمئنها ..
زوجته صغيره ولاتحتمل ماحدث لها ..
لو اُقتص منه سيبقى حكم قصاصه عُقده في حياتها*
لن تتخلص منها بسهوله ..
كم يتمنى ان يُعيدها لوالديها سليمه بلا عُقد ولاخوف ولاترمل ولا طلاق كما اخذها
شابه فتيه نشيطه لعوب مرحه ..
فتاه سوية النشأة حالها كما حال قريناتها ..
.. فهم من حديث شرف ان القرار بيده ..
ان شاء امسكها لتصبح بعد بُرهة زمن الارمله الصغيره
وان يشأ يُطلقها وتصبح مطلقة سجين ومحكوم بالاعدام ..
نظره سوادويه تغشي عقله .. مع انه دائما ابعد مايكون عن الافكار الرماديه ..
.. زمجر له العسكري ليقف بتكاسل وهو يستند على الجدار بوهن روح لاجسد ..
تحدث العسكري وهو يقتاده لمكتب الظابط ..
لك مكالمه في مكتب الظابط ...
.. لم يستفسر ممن .. لم يعد الامر يُهم ...
/ دلف المكتب ليجد سماعة الهاتف ملقاه باهمال على احد السجلات ..
جلس وبأشاره من المسؤول فُك قيده ليتناول الهاتف بصمت تنوب عنه فوضى انفاسه ..
لتأتيه عواصف انفاس مُشآبهه لأنفاسه ..
ثوان حتى همس ..
/ وسم ....!!!!!
حينها ارتفع النشيج والنحيب ..*
وهو عاد للصمت من جديد وحاجباه ينعقدان بألم ..
صوت آخر آتاه يوحي بسكينه وعزاء .. ليمسح على جبينه وصوتها المواسي ينساب في اُذنيه بخيبه ..
/ الحمدلله على سلامتك راجح ..
خارج من الشر باذن الله ..
شده وتزول وهذا بلاء وعليك بالصبر ...
*
**
.. لاتؤثر فيه عبارات المواساه تلك ..
فماهو فيه واقع لاتمحيه كلمات العزاء اجمع ..
اردف ..
/ وسم كيفها ..!
ليش تبكي .!
كلت شي من امس ..
طمئنته شيهان .. فهي لاتُريد ان تحمله فوق طاقته ..
/ لاماعليها .. لاتشيل همها
هي بس يوم سمعت صوتك بكت تعرف حساسية البنات ..
*
اردف ..
/ اللي تبيه انا حاضر*
قعادي بالسجن مجهوله مدته*
والله العالم ان كان فيه قصاص والا ...
ولا ابيها تضيع عمرها مع واحد عمره ضايع ..
انا بقول للمحامي ينهي امور الطلاق باسرع وقت ..
هي صغيره والعمر قدامها والسنين بتنسيها وجعها ..
شيهانه بغضب لم تسيطر عليه ..
فهاهي انانية الرجال تتجلى في شخص راجح كما انبرت سابقا في شخص شرف ...
اندفعت وهي تقاطعه بصوت غاضب ...
/ ياسلااام ..!
من نفسك قررت الطلاق وبتعتمده باسرع وقت ..!
ولا سائل في هاللي مهلكه روحها عشانك !
لا اكل ولانوم ولاراحه مثل الناس عشانك ..
وبكل سهوله تبي تطلقها ..
لا راعيت نفسيتها وكيف يجتمع عليها مصيبتها في سجنك ومصيبة طلاقها وهي ماكملت ثلاث شهور !
*
*
ولا راعيت سمعتها وكلام الناس عنها ..!
ولا خذت رايها وشورها في الامر ان كانت تبي الطلاق او لا !!
**
طينتكم وحده ..*
اذا جتكم محنه تخليتو عنا*
وفكرتو بانفسكم واللي يريحكم بس ..
وحنا تفصلون لنا وتلبسونا على كيفكم ..
تعجب من غضبها واندفاعها*
والضابط يُشير له بانتهاء المكالمه ..
ولم يسعفه الوقت للدفاع عن نفسه او تفسير وجهة نظره ...
وقبل ان يغلق الهاتف قال باستعجال ..
/ الضابط بينهي الاتصال ..
اذا حالة وسم النفسيه تسمح لها بزيارتي بكره بيرحلوني للرياض*
ابيها تزورني وهناك نقرر مصيرنا ....
*
.. حقيقه لم يكن ينوي ان يقابل اي من النساء من محارمه ..
وبالاخص والدته ووسم ..
فكلاهما ضعيفتان ويريان فيه قوتهما ..
ولايُريد لهما ان يريا ضعف هذه القوه ..
لكن الامر تغير الان ..
فـ ام مصعب قد زادت حيرته*
وجعلته يتريث عما سيفعله ...
.. حالتها النفسيه جدا جدا مُتعبه ..
فلم يهنأ لها نوم ولم تتجرع منذ الامس سوى بعضا من السوائل*
التي تُبلل حلقها بعد جِراح البُكاء ..
.. دخلت دورة المياه التي منعتها والدتها من احكامها بالقفل عليها*
خشية ان تفقد وعيها دون ان يشعر بها احد ...
.. نظرت لوجهها الشاحب في المرآءة ..
تشعر بالشفقه على نفسها ..
ورده كُسرت لتبدأ في الذبول شيئا فشيئا ..
.. راجح تسببت في ضياع مستقبله واسمه وشهرته ..
اقحمته بمصيبه في قاع بئر بلاا قرار ...
**
*
طرقت عليها الباب والدتها لتطمئن عليها ..
اكملت وضوئها بوهن لتخرج وقطرات من الماء تنزلق من شعرها ووجها لتختفي كسراب ..
امسكت والدتها كفها لتساعدها على الخروج ..
وهي تُحادثها بحنان ..
/ تقدرين تقابلين راجح بكره !
والا ماتبين ..!
اذا ماتقدرين والا ماتبين مهوب لازم ..
اهم شي راحتك ...
بلهفه نظرت لعيني والدتها ..
وليست الشيهانه التي تجهل مكنون تلك النظرات ...
لتردف ...
/ اقدر وابي ..
وراحتي اشوفه لو دقايق ...
احتضنتها والدتها وقلبها يُعزي قلب ابنتها بصمت ..
/ عزتي لقلبك كان جاه ماجا قلب امك ..
لكن لسانها نطق بخلاف مايضمر قلبها وهي تمسح على رأسها كما يتيم فقد والده ..
/ ولايهمك .. بتشوفينه وبتريحين بالك ..
بس يجي ابوك اقوله يدبر الموضوع بكره وابلغك بالموعد ..
والحين صلي واشربي هالشوربه الحاره ونامي ..
*
.. لم تستطع تلك البُشرى ان تنام قبل ان تعرف عنه شيئا ما ..
امسكت هاتفها وبلا تردد اصابعها تضرب على الارقام بتناغم ...
اتاها صوت اميري يسلب لُباب القلب ..
يحمل الاناقه والفخامه والجمال معا ..
ابتلعت ريقها وقلبها يخفق وهو يحادثها ..
.. رباه كم صوته يجلب لقلبها الغوايه ..
.. بصوت رخيم مُترف مسرف في الانوثه .. نطقت باسمه وهي تعرفه على نفسها والصدفه التي جمعتهما ..
ليجيب بذات الفخامه ..
/ هلاا غلاي ..
الحين مشغول *..
اكلمك ع الساعه 2 بالليل انتظريني ...
اغلقت منه معتذرة برقه عن ازعاجه ..
لتجد رساله من الفهد مفادها ...
( اتمنى عدم الازعاج مره ثانيه *لانك اذيتني والا بضطر افضحك وانا احب الستر على المسلمين )
ضحكت ثم بصقت على الهاتف بتقرف وهي تعلق ..
/ مالت عليك ياوجه الفقر
مصدق روحك مهم وانا ازعاج ..!
ياحبيبي انا بُشرى والاجر على الله
اشكالك العب فيها وارميها*
ما انزل نفسي ارجع اخذها ...
.. لم تنم بانتظاره رغم اطباق النوم على جفنيها ..
فكلما اثقلها النعاس تناولت كوبا من القهوه السوداء علها توقظ حواسها اجمع ...
لكن الساعه الان باتت 4 صباحا ولم يتصل*
ولم يعتذر وهاتفه مغلق ....!!!!!
.. كانت بصحبة النجلاء في اُمسيه خريفيه ..
القهوه وطبقان من الحلوى تتوسطهما ..
احدهما حلوى سويسريه فاخره
والآخر حلوى شرقيه من صنع شيخه بالامس ...
الجو عليل رغم برودته والقمر مكتمل بدره والهدوء والسكون يلفهما ..
نطقت سمو بنبره تحاكي هدوء ليلتهما تلك ..
/ نجول بقولك شي ..
مالقيت احد احكي له ..*
امي مشغوله وابوي استحي منه
واخواني مستحيل ووسم بعيده ...
قاطعتها نجلاء بحماس بدأ يُبدد الصمت ..
/ بنت بلا مقدمات ..
خشي في العميق .. وش عندك !
شكلها كارثه ..
سمو بتردد ..
/ فيه رقم مزعجني من شهر تقريبا ..
وكل ماسوي له حضر يطلع برقم جديد
واخاف بكره يسبب لي مشاكل
والا يشوه سمعتي..
اصراره غريب وكأنه يعرفني ..
نجلاء وهي تحد من نظرتها الحائره ..
/ وش سالفتك انتي وعمك مع هالارقام ..'
هو يحلف دينه ويمينه انه مايعرفها ولا له علاقه ..
وانتي بعد جايك ازعاج مع سبق الاصرار ..!
سمو بذات الحيره ..
/ بعد عمي ...!
اكيد عمي صادق مايكذب ..
نجلاء بتكبر ..
/ اي مره انتم الصادقين وانا وعيوني الكذابين ..
سمو بدفاع ..
/ لاتظلمينه ..
قاطعتها بغضب ...
/ وش اظلمه انتي بعد
اقولك مرسله له صور لها ..
مره يدها مره خصل من شعرها
واكيد الخافي اعظم ..
لكنه مهوب خبل يتركها بجواله يمسح اول باول ..
*وهذيك الصور طحت فيها صدفه بدون لايدري ..
سمو بانكار ..
/ مستحيل ..
انتي توهمين .. انتي ترا دايما عجوله ومتسرعه ..
اخرستها بملل ..
/ اسكتي بس اسكتي الله يرضا عليك*
انتم يابنات شرف عندكم ابوكم وعمانكم منزهين ماهم بشر ..
عندكم عنصريه فضيعه لاهلكم ..
سمو بثقه ..
/ ثقتنا فيهم ماجت من فراغ
ابوي وعماني غير ..
تعالت نغمات هاتف سمو لتنظر بقلق ..
/ نجلاا هذا هو ..
رقم غريب اكيد هو ..
حسبي الله عليه الله ياخذه ..
تناولته نجلاء لتجيب وسط اعتراضات سمو ...*
/ قسم بالله ياشين الحلايا تزعج البنت لاوديك بداهيه
تحسبها ماوراها اهل ..!
روح طقطق على الزباله اللي مثلك .. تف عليك وعلى اشكالك ...
اخيرا وقبل ان تغلق الهاتف صرخ بغضب ..
/ زباله بعينك ياطويلة اللسان
كذا تكلمين اي رقم ماتعرفينه ..!
ووشهو له اللقافه وتردين على تلفون غيرك ..!
نظرت لسمو بخوف وهي تسأل ..*
/ فهد ...!
وين جوالك ..!
وش هالرقم الجديد ...
وبشك ...
/ والا هذا من ارقام تالي الليل ..
ببرود مخالف لغضبه قبل قليل ..
/ مالك دخل عطيني سمو ..
حاولت ان تستفزه لتطيل الحديث معه عله يسترضيها*
ويدافع عن نفسه امامها ..
/ اها ماعندك شي تقوله ..!
سكتك عشانك على باطل ..
اغلق الهاتف في وجهها ..
ليتصل بعد دقائق بسمو ..
ويخبرها بقدومه ليسمر معهما ..
اعتذرت نجلاء عن السمر حين علمت بقدومه ..
في حين هو لم يسأل عنها وتجاهل وجودها تجاهلا تاما ...
.. ربما كان عقابه من الله ان تعلق قلبه بماليس له ..
فـ هو في البدايه اخذ الامر على محمل اللعب واللهو باعراض الناس ..
وابتلاه الله بمرض في قلبه ..
اما الان فصورتها كالترياق ينخر في جسده كلما رأها ..
لم تكن الاجمل ولا الافضل ولا المتميزه عن اقرانها بشيء فارق ..
لكنه بلاء حلَّ بقلبه منذ حصل على صورتها ..
كلما نظر لها زادته شغفا بها ..
واصبح لايطيق الانتظار اكثر ..
يُريد ان يراها علَّ الصور خداعه ..
وعلَّ مافي قلبه تكون جبالا من وهم تنهدم بعد ان يراها ..
نظرت له بُشرى التي لم تستقيظ من سُباتها الا الثالثه عصرا ..
واشارت بيدها بمزاج متعكر ..*
لتسأله عما به ..!
فهذه الايام يعتكف في غرفته كثيرا ..
واصبح قليل السهر والخروج .. كثير الصمت قليل الكلام والطعام ...
.. التفت ليرى ماحوله .. ثم دنا منها قليلا ليقول بصوت بُح من قلة الكلام ..
/ بشرى ضروري اشوف سمو ..
لو ثانيه بس ... المهم اشوفها ..
بقل اهتمام وضجر اجابته*
/ ياااااااصاحبة السمو ذي اللي ابتلينا فيها ...
قلنا لك مالي علاقه فيها انا ..
شفتها مره او مرتين في مناسبات بس ..
كيف ادبر لك شوفتها وانا مالي علاقه فيها ...
بِحُلم حاول اقناعها وتذكيرها ..
/ انتي قبل قلتي عندي وامرها سهل وابشر
اقدر ادبر لك شوفتها وقت ماتبي .. نسيتي ..!
ثم انتم بنات تقدرون تشبكون بعض ..
تعالي لها بطريق غير مباشر ..
مثلا تعرفي على احد من صديقاتها عشان تعرفك عليها*
ثم تقدرين تجيبينها هنا لو بغيتي ...
بسأم اردفت ..
/ سحبت كلامي يا اخي ..
انا حرمه .. يعني مو قد كلمتي ..
اتراجع عن كلامي في الدقيقه مية مره ..
مابي هالسمو ولابي صداقتها ..
سألها قبل ان يفقد اعصابه ..
/ هذا اخر كلام عندك ..!
وضعت ساقا على الاخرى لتردف *..
/ يس .. اخر كلام وفضها سيره خلاص ..
بمباغته وقف ليهجم عليها بعنف وهو يلوي ذراعها بقوه ..
فلن يسمح لها ان تتلاعب به كطفل ..
تُمنيه ثم تُخليِّه ..
هددها ...
/ ورب البيت يابشرى*
معك هالاسبوع بس وتدبرينها لي ..
ولو ماشفتها بتشوفين شي مايرضيك حياتك كلها ..
نفض يدها وولى خارجا والشرر يتطاير في خطواته ..
اما هي فلازالت مصدومه ..
راشد ذاك الشاب المرح الراقي في تعامله يهجم عليها بتلك الوحشيه ...!
ما السر في ذلك ..!
حتما ليس لاجل رؤية سمو فحسب ...!
.. عاد متأخرا مايقارب الساعه الواحده بعد منتصف الليل ..
كان يومه جدُّ متعب ..
راجح ووسم وسفر وسجن ومحامي والشركه واخيرا*
سيقع على وجهه من الارهاق والتعب ان لم يخلد للنوم الآن ..
ادار مفتاحه عدة مرات دون جدوى ..
اتصل بشيهان من الواضح ان الباب مقفل من الداخل ..
.. نزلت بسرعه .. تعلم انه آت للاطمئنان على وسم
على الرغم من ان الوقت غير مناسب ابدا للزياره ..
اخذت خمار الصلاه على عجل
لتلتحف به باحكام *..
فقميصها خفيف حاسر الاكمام .. قد لبسته استعدادا للنوم ..
دخل وهو يلقي السلام بخفوت وصعد للاعلى دون ان يلتفت لها ..
لحقت به وهي تجاري خطواته لتخبره ...
/ لاتدخل على وسم ..
دوبها نامت لاتزعجها ..
اعطيتها بندول نايت ومالها ساعه نايمه ..
اذا صحت الصباح كلمتك تجي تشوفها ...
كان قد وصل الاعلى اثناء حديثها له وهو يستمع لها بصمت ..
نجاهل غرفة وسم ليتجه لغرفتها ويفتح بابها الموارب*
وكأنه صاحب الدار لاضيف حسب تصنيفها له ..
لحقت به بفزع لتتدارك الامر ..
/ شرف وسم نايمه بغرفتها*
موب بغرفتي ...
لكنها اردف وهو يخلع ثوبه بلا مبالاه ..
/ انا تعبان طفي اللمبه وخليني انام بلا ازعاج ..
تمدد بمنتصف السرير براحه وهو يتوسد احدى الوسائد*
ويضع الاخرى بين فخذيه ...
كلما حاولت ثنيه عن فعلته*
اخرسها بكلمتان فقط ..
/ اووووص تعبان بنام ...
ماهي الا دقائق حتى غط في نوم عميق ..
واعتلى صوت شخيره الذي لايخرج الا اذا كان مُتعب ..
بقهر جلست على احد المقاعد ..
لن تنام معه على فراش واحد وهو لم ينفذ لها ماتريد ...
لكن للنوم سلطان ..*
وسلطان النوم حكم عليها المبيت باحد اطراف السرير بعيدا عنه وذلك عند الساعه الثالثه فجرا ..
فلم تعد تحتمل السهر اكثر*
ولا مأوى لها سوى سريرها ..
اغلقت الباب عدة مرات وكأنها لص ..
خشية ان يراهما احد ابنائها فتقع من عينه ..
او يراها بمقام اقل مما كانت عليه في نظرهما ...
.. قرأت اذكارها ..
واستعاذت بالله من شره ومن كيده ..
وغفت وهي تردد التعاويذ عليها منه ...
_________
في حفظ الله احبابي ..
البارت القادم سأحدده لاحقا ..
*
|