كاتب الموضوع :
طيبة قلب
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: شيهانه على كف صقار
السلام عليكم ..
________________________
*أحسن الله عزاءنا جميعا في وفاة الدكتور عبدالرحمن السميط اللهم اغفر له وارحمه، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين..
________________________
.. اعتذر ان كان هناك قصور او خلط بين الاسماء ..
فالذاكره لازالت صدئه ويغشوها الغُبار بعد هذه الاجازه الجميله جعلها الله خيرا علينا وعليكم ..
(16 )
____
.. مضى ساعه على مكالمته لها ولم تعُدْ للبيت بعد ..
اخذ منه الغضب كُلَّ مأخذ .. والشيطان يُعظِّمها له بشتى الصور ..
لم يستطع ان يبقى مكتوف اليدين في انتظار حضورها ..
خطواته الغاضبه والواثقه تكاد تشق الارض شقا ..
خرج وهو يُدير الامر في تفكيره .. اي نوعٍ من العقآب هو أقسى ليؤدبهآ به ..
تمآدت كثيرآ بسبب تغاضيه عن اخطائها وتساهله معهآ ..*
ارآد ان يُنعش حُبَّهُ في قلبهآ بتسآمحه ولينه ليجذبهآ اليه .. فـ اذ بهآ تستوطي قدره وهيبته .. وتستصغر شأنه ..!!!!
هكذا هُنَّ النساء .. من يرُخي لهُن الحبل يلعبن به .. وان شددته يستقمن معه ..*
.. وصل لبيت ابيها ووجد البآب موصدا الا قليلآ .. دفعه ودخل ...
.. سمع ضحكآتهم المتعاليه وهو امام باب المجلس الخارجي ..
اصدر صوتاً واثقا يُنبههم لوجوده .. ودخل مبآشرة ..
هي لم تستوعب وجوده بعد .. ولم يُتيح لهآ الفرصه لتهرب للدآخل ..*
احست بِثُقل في جسدهآ يجذبُها للارض .. تاهت نظرآتهآ المذعوره في نظرآته الغاضبه والمُتوعده بشرٍّ قآدم ..
سلَّم على والديهآ وعقاب ونايف .. والتفت عليها اخيرا لتقف دون شعور فيتلقف يدها للمصافحه ويفرغ فيها ذرآت من جنوونه ..
دنآ منهآ وكأنَّه سيُقبلها وهمس في اُذنها ( جبتيها لنفسك يالشيهان ) ...
جلست دون ان تُعلِّق ليقترب منها عقاب الذي على يسارها ويردف بمداعبه ( هقوتي ان ذا السلام تصفية حساب مهوب لله ) .. واتبعها بضحكه شآمته ..
التفتت له بِغضب وبذات الهمس*
/ .. ( خير وشفيكم على شيهانه .. من طق جنونه جاني يبرد حرته فيني ..!*
عقاب بسلامٍ شآمت ..
/ وانا وش دخلني بعد ..
يهاوشك رجلك وتحطين حرتك فيني ..!
والا لسانك مايطلع الا علينا وعند شرف تاكلين هوا ...
ارادت الوقوف وترك المجلس الذي اصبح يضيق بهآ في حضوره ..
ليقف بسرعه خاطفه وبصوت جهوري اشار بيده ..
/ اكرمكم الله ياهل البيت ..
ودعتكم الله ..
والتفت لها .. شيهان انا في السياره البسي وبسرعه اطلعي ..
اردف والدها بسماحه ..
/ وراك عجل .. تغدو ثم تسهلو ..
بكذب علَّق ..
/ انا قايل للعيال يحترونا بالغدا*
بنتغدا سوى وأودي شيهانه لموعدها ..
نظرت له بتعجب ..
/ اي موعد يقصد ..!
لم تذكر انها قطعت موعدا لأي عمل كان ..
ولاا هي التي اعتادت ان يصطحبها في مواعيدها ايَّا كانت ..!
حتى موعدها مع تلك الفتآه المحتاجه لايعلم عنهُ شيئا ..!
اجاب والدها ..
/ اجل لاصار وراكم غدا وشغل
الله يسهل دروبكم والعوض بالجاي ..
خرج وهو يؤكد لها بنظراته ..
/ لاتتأخرين علي ..
بالسياره انتظرك ..
.. بضيق قال لوالدته ..
/ الله يهديها خالتي .. احرجتني مع عمي ابوراشد ..
انا قايلها وراي ممشى للجنوب وشغل ضروري ..
راحت تعطي السماعه لعمي ويحلف ...!
والدته بتهوين للامر ..
/ ماعليه يابوي ..*
ماعزموك ولزمو وقدروك الا من غلآك ..
ويبون يقولون لك ترا مهما صار بينا حنا اهل ..
ولاهوب ضارك تأخر روحتك ليله ..
.. بضجر اردف ..
/ لو اخرتها فاتني حجز الطيران
لازم اروح على سياره ..وسيارتي هناك مخليها ..
/ ماعليه .. سيارات ابوك كمن وحده ..
خذ وحده منهن وحنا عقب كم اسبوع بنجيكم هناك ويرجعها احد من العيال ..
لايحب الرسميات والولائم التي تُقام على شرفه ..
ولايُحب ان يُكلف على احدٍ ولو باليسير لأجله ..
ثُم هناك امور عالقه لاتحتمل التأجيل ..
لكنه اخيرا رضخ للدعوه مرغما ..
هي كانت تسمع تعليقاتهم وكأن الامر لايعنيها من قريب او بعيد ..
لم يتصل بها احد ولم يدعوها احد ولم يشركوها في امر الدعوه .. بقيت صامته حتى انتهى نقاشهم والتفت لها ..
/ سمعتي ...!
العشا عند خالتي الليله لنا تجهزي ...
كيف لها وهي لم يدعوها احد ..!
اردفت بخجل ..
/ ماحد قال لي ولا احد عزمني ..
دون اهتمام ..
/ هذا انا بلغتك ..*
وهم عازميني وقالو لي اقولك ..
بضيق همست له ..
/ لي جوال .. اللي يبي يعزمني يعرف كيف يدق علي ..
بصبر سايرها مبررا لخالته ..
/ عادي ..*
خالتي قالت ماعرف رقمها بلغها ..
باعتراض اجابته ..
/ وليش ماقالت عطني رقمها اكلمها ..
او على الاقل عطها السماعه اعزمها انا جنبك ترا وهي تعزمك ...
بملل ..
/ خرابيط الحريم ذي فكينا منها ..
عزمتني ماعزمتني مدري وش سوت ترا اكره ماعلي هالسوالف ..
انا بلغتك وتجهزي وبس ..*
بلا حكي ماله سنع ..
تعلم انها لو زادت حرفا لتناقشه رُبما يثور ..
لذلك صمتت وهي تفكر في التمارض او اختلاق اي عذر مانع لحضورها للوليمه ....
.. اعدت كعكاً بسيطا وفطيرة جبن وطبقا من لُقمة القاضي المغطاه بالقطر ..
وقهوه وشاي وتمر ليس بالرديء ولا بالجيد ..
احتفال بسيط بوظيفة خالد الموعود بها ومشاركةً لفرحته ..
بفرحه وراحه لم تراها على وجهه منذ توفي والدها ..
/ نواره احس اليوم غييير في حياتي ..
بيصير معي فلوس واصرف على البيت ..
ونجيب اللي نشتهيه ونسدد البقاله ..
وبوديك السوق وبشتري لامي ملابس جديده ..
واردف ...
/ اول راتب بجيب لكم لحمه ..
وبنشتري فاكهه وبحط حصاله اجمع فيها لفواتير الكهرب واشتري لك جوال لحالك واغير جوال امي ..
احلاام كثييره بسيطه بدأت تنهمر على عقله وخياله ..
اردف بشفافيه ..
/ نواره احس ماحد يحبني كثرك ..
ولا احد يفرح لي كثر فرحتك لي ..
نواره انتي كل العالم بالنسبه لي لو يصير لك شي بسم الله عليك بموت وراك
الله لايفرقنا يارب وجعل يومي قبل يومك ..
نهرته بممازحه ..
/ اهب ياوجهك لاتفاول علي ..
يحبك للنكد وقلبت المزاج
الحين مبسوطين ومحتفلين وشو له تعفسنا بخيالك الشاطح ..
*
صمتت والدتها ..
فهي تعلم انه يحب نوره اكثر منها .. ولم تعترض على ذلك ..
فهي احيان تفرق في اظهار المشاعر لا المعامله بينهما ..
اردف وهو يستمتع بلقمة القاضي اللذيذه مع فنجان القهوه ..
/ انا ودي اترك دراستي هالسنه ..
بدور على شغل لو بالفين ومع المسجد يصير عندي راتب خمسه الاف .. الف نعمه ..
بحسن وضعنا مرره ..
وقع الفنجان الساخن من يدها وبدأت اطرافها تهتز من الغضب*
وبغضب جارف هددته ..
/ قسم بالله ياخويلد ان جبت سيرة ترك الدراسه ان تشوف شي مايرضيك ..
خبل انت .. الثانوي مرحله مهمه وبتتركها ...!
والله مايدخل البيت كيس خبز من فلوسك ان تركت الدراسه ..
وتراي حلفت ومانيب اللي افجر حلفي ..
خالد بصدمه من موقفها ..
/ طيب خلاااص هدي بسم الله
وراك كلتيني ..
انا قلت ودي ماقلت اكيد بتركها ..
لازالت انفاسها ترتفع وتنزل بشكل ملحوظ لتعلق ..
/ وجع بطن بلااا ..*
حرقت اعصابي وانا مبسوطه حسبي على ابليسك ..
بغفلة منها ضم رأسها بين يديها وهو يُقبِّل رأسها بمرح ..
/ طااالبك ترضين علي ياعمتي *..
ابعدته وهي تتوعده ..
/ انقلع وجع ..
انا ماقلت لك لاقط تحب راسي ..
شايف الشيب بمفرقي يوم انك تحب راسي ..!
ضحك براحه وهو يُشاغِبها ..
ووالدته تتأملهما وهي تفكر بفضل وجود خالد بينهما ..
فهو يضيف على البيت جوا آخر .. ووجوده يسلي نوره كثيرا ..
ثم انه يقضي حاجاتهم الخارجه عن المنزل ويعفهم عن سؤال الناس والحاجه لهم ..
ورغم معرفته بتفريقها بينه وبين نوره لم يعاتبها يوما ما ..
ولم يُقصر في برها او التودد لها ..
فكما هي في حاجته هو ايضا في حاجتهم ..
فقد اغنوه عن حياة اليُتم والذل والحاجه ..
ومنحوه اُسره واستقرار وغرفه مستقله ملكه وحده ..
ولولا ولايتهم له لايعلم اين سيكون الان وماستكون حالته ..!
.. وجدت رسائل عده على ( الواتس اب ) من رقم مجهول ..
شوق وحب وعتاب وصورا ترمز للعشق والفراق واللقاء وامور عده ...
استغربت الرسائل ...!
فلم يسبق ان تجرأ احدا وغازلها عيانا بيانا كهذا الرقم ..
هل يِظنها عشيقته او صديقته ..!
استعادت بالله من سوء الظن .. ووبخت نفسها لماذا تسول له سوء الظن قبل التماس سبعين عذر ..!
لابُد انه مُخطيء ..
بالتأكيد مخطيء ..
او انه يظن الرقم لزوجته المهجوره او المطلقه او لخصام بينهما ...
ارسلت له ..
( الرجاء عدم الارسال لهذا الرقم .. الرقم المقصود خطأ )*
ما ان ارسلتها حتى وضعت له خاصية الحظر ...
لكن بعد يوم واحد فقط عادت الرسائل بقوه من رقم اخر .. وليرسل ببجاحه ..
/ خل نلعب ع المكشوف وش رايك ..!
مافي احلا من الصراحه ..
ارادت ان تعطي الرقم لمصعب وتخبره بما حدث ..
لكن خشيت ان يتصل به ويتواعد معه في مكان ما ويتقاتلان بسببها ..
فتسبب فضيحه لها بلا سبب واذية لاخيها لاجل مارق عربيد سفيه ...
قررت سمو الصمت والحظر مهما تعددت الارقام ..
ولن تُجيبه ولو بحرف ..
حينها قذف راشد هاتفه وهو يسُب بمتعه ومغآمره *..
/ الله ياخذك رابع شريحه اطلعها وتحظرني..
مسويه ثقل .. طيب يافهيدان بيوم بترجاني اخذك بنت اخوك وانت راضي وممنون لي ..
اعماه غضبه واصبح يتصرف بتخبط ..
هداه تفكيره الضال للانتقام او ان يجعل قدمها تزل معه فيجبرهم جميعا للرضوخ له والقبول به .....!
ارسل رسالة اعتذار للفهد .. مبديا اسفه على تهوره وغضبه*
وانه لن يتعرض لخطبة سمو ابدا الا ان هو دعاه بنفسه ...
.. كان الصمت سيد الموقف ..
ولكل منهما افكار تسرح به وتمرح ...
سألت بتوتر ...
/ وينك رايح .. تعديت لفة البيت ...
نظر لها نظرة خاطفه واردف وهو يخفض من سرعته لينعطف على الشارع العام ..
/ بتشوفين هالحين وين اوديك ..
مكان بيعجبك مرره ...
زادت ضربات قلبها وهي تراه بعد مايقارب الربع ساعه يركن سيارته امام احدى الشُقق الفُندقيه للعوائل ..
دقائق وخرج ليبحث عن اُخرى وثالثه ورابعه حتى وصل للخامسه ليفتح الباب الملازم لها ويمد يده ليتناول بطاقة العائله من دُرج السياره ...
خمس دقائق وهو يشير لها بالنزول لكنها تجاهلته ...
لاتُريد الانفراد معه في مكان ضيق كهذا ...*وتنعزل عن ابنائها ..
عاد لها وهو يمسكها بيدها ويجبرها على النزول ...
صعدا للاعلى وسط نظرات العامل الاسيوي المشككه في نواياهم ..
قد تكون عشيقته ادخلها باسم زوجته .. وهذا امر يحدث في بعض المرات .. !
فكلآهما ليس معهم حقائب ملآبس او حتى سلة قهوه كمآهو معتآد او اطفال او ايَّ شيء يثبت حُسنَ نوايآهم ..
.. ادخلها واوصاها ان تقفل الباب خلفه ولاتفتح لكائن من كان سواه ..
خرج ليأتي بغداء لهما فقد بدأت اعصابه تهدأ ومزاجه يعتدل ..
وسيعود للبيت ليأخذ لها وله ملابس .. ويوصل اولاده لبيت اجدادهم ...
مرت نصف ساعه وهو ينتظر الغداء وما ان مدَّ يداه لجيبه يُريد دفع قيمة الطعام ..
الا ولم يجد ( بوكه ) عاد يبحث عنه في السياره ولم يجده ايضا .. اللعنه ..! كاد ينطقها فاستغفر قبل ان يُلوث لسانه بها .. باحراج وملل ..
اخبر النادل بضرفه وطلب منه ان تتبعه سيارة توصيل الطلبات لمكانه ويحاسبهم حينها ..
بعد تفاوض اقتنع صاحب المطعم اخيرا وانطلق هو ومن خلفه سيارة المطعم ومعها الطلب ..
وصل لـ الشقه وصعد للاعلى بسرعه خاطفه ليرى باب الشقه مفتوح على مصراعيه ..
وقعت يداه بجانبه وهو يدلف بعقل مغيب خشية ان قد مسها سوء ...
لِيُفاجأ بِمصعب وهو ينادي ..
/ يمه بسررعه قبل يجي ابوي ...
تكتف وهو يراها تخرج من الغرفه الوحيده تلبس غطائها ولم تنتبه له بعد .. وبعفويه علقت ..
/ يالله هذا انا جيت ..
خل ابوك يوريني كـ ......*
بترت حروفها وهي تراه يبتسم بانتصار ...
التفت مصعب للجهه التي شخصت ابصار والدته تجاهها ليجد والده ..
ابتسم باحراج وارتباك واردف مبررا ...
/ امي طلبتني اجيها عشان سمو تبيها ..
اقصد فيه حريم بيجونها العصر و ....
قاطعه والده وهو يعرف كذبه ..
/ اهاااا اجل عجلي يمه قبل يجي ابوي ..!
طاريك تاخذ امك بدون شوري ....!
اهااا يالله اطلع براااا عطني مقفاااك وامك دامها معي فاقطعو علاقتكم بها لين انا اللي اسمح لكم ...
وروح للبيت خل اختك تجهز ملابس لامك وانت جيب لي ملابس من شقتي ..
وقل لسمو تجهز قهوه وشاهي المغرب وعزبة *..
وجيبها انت على خشمك .. يوم انك فازع لامك ياولد امك ...
واخوانك ودهم لبيت جدانك ولاعاد تسألون عنا ولاتكلمونا لين نكلمكم حنا فهمت ...!
يالله انزل .. المطعم عند الباب حاسبه وطلع لنا الاكل ..
نظر لوالدته بحيره وكأنه يسألها رأيها ..
فصرخ به وااالده ..
/ *وتشاور امك بعد ....!
توكل على الله اشووووف ..
بقلة حيله خرج مصعب ليصعد لهما بالغداء بعد دقائق ويودعهما ...
وهي في سبات من الصمت والحيره والقلق ...
انحنى ببساطه لحقيبتها ليخرج هاتفها الجوال ويضعه على عدم اتصال ثم يدخله لجيبه بسيطره ...
جلس بانتصار وهو يأكل بشهيه مفتوووحه وبتلذذ ..
امرها بالاقتراب فامتنعت ..
اكل لوحده ثم بعد ان انتهى *طلب من الكفي الذي يتبع للشقه كوبا من الشاي الاخضر ..
وبعد نصف ساعه تمدد ليأخذ قيلوله صغيره لم تتجاوز الساعه والنصف ..
خرج بعدها وهو يتمدد بكسل وراحه لامثيل لها .. فرب ضارة نافعه ...
جلس دون ان يُكلمها ..
ورفع الهاتف ليطلب له كوبا اخر ولكن من الشاي الاحمر*
ويطلب لها ماء وقهوه عربيه وتمر ..
وبعد ان ادخلها استاذن هو لينهي بعضا من اعماله واقفل الباب خلفه وهاتفها بجيبه ..
اتصل بمصعب ليأمره بوضع اغراضهما عند الاستقبال الى ان يأتي هو ويستلمها ...
* .. لم تنطلي حيلة التمارض عليه .. بل امرها باصرار ..
( كولي حبة بندول وقومي البسي .. بتروحين مهما كانت اعذارك وضرفك ) ..
وقفت والعبره تسُد مجرى حلقهآ .. وكأنها تُسآق الى قبرها وليس لحفله ..
لبست فستان اسود طويل من الدانتيل يعكس نفسيتها السيئه ووضعت مكياج ساخن ليبدد شيئا من كآبة الاسود ..
( روج ) احمر ناري وبلاشر قريب من ذات الدرجه وكُحل داخلي وماسكرا ..
لبست اقراطا وخاتما من الالماس *فقط ولم ترتدي عقد ...
وحذاء حاد الطول اضاف لها اناقه واطلاله جميله ..
جمعت شعرها الذي هذبته بمكواة الشعر للاعلى كذيل فرس .. وربطت حوله ربطه من الحرير ذات فص كرستالي لامع ...
بدت ذات مزاج معقد وغريب هذه الليله ..
نظر لها راجح بمفاجأه حينما خرجت له ..
فقد بدت اكبر من سنها بعشر سنوات .. وايضا جميله واكثر نضجا ...
غض بصره عنها كي لاتنتبه لنظراته .. وبقي يختلس النظرات لها دون ان تلحظه ..
اكمل كوب الماء الذي امامه .. ثم سكب لهُ فنجانا اخر من القهوه بصمت ..
جلست مقابلة له .. علَّهٰ يعلق على شكلها او لبسها او يقول كلمة ما قد تُعزز ثقتها بنفسها .. ولكنه صمت ...
اردفت بهدوء ...
/ راجح خلصت ..
رفع عينيه لها وهو يشملها بنظره ورفع فنجانه مقابل وجهها ليخبرها ...
/ اكمل فنجالي ونمشي ...
اغتاضت منه .. قبل قليل اربكها وهو يستحِثُّها على السُّرعه والآن حين انتهت يتلكأ بِشرب القهوه ..!
احست بانه يتعمد اغاضتها وتأخيرها كما اخرته ..
.. وايضا تجاهل وجودها واثرها امامه وكأنها لم تلبس شيئا مُختلف ..
انطلقا للحفل المقام على شرفهما لتذهل من القصر وليس فيلا عاديه ...!
بتوتر قالت ..
/ راجح استحي انزل لحاالي
انزل معي والا كلم امك انتظرهم هنا لمن يجون وادخل معهم ..
فتح باب سيارته وهو يأمرها ..
/ امي قد وصلت عندهم ..
ثم انتي صرتي حرمه لازم يخف حياك الزايد ..
ادخلي بثقه وسلمي واجلسي مثلك مثل باقي المعازيم ..
نزلت بتردد وحياء ..
فهي لم تعتد الخروج دون والدتها واختها ..
ثم ان المنزل كبير جدا وبعيد عن مواقف السيارات ..
تقدمت بخطوات كسوله غير واثقه لترى ( المسبح ) الذي يتقدم القصر قد غُطي تماما باوراق الورد الملونه .. وشموع صغيره تنتثر حوله ..
تذكرت انها قد رأت مقدمة بعض القصور كذلك ولكن في الصور وليس على ارض الواقع ..
وضعت يدها على قلبها تُطمئن قلبها وتحمد الله انها لم تقع فيه ..
فكانت تظنه سجاد فاخر من بعيد .. ولم تنتبه الا بعد ان اقتربت منه كثيرا ..
تجاوزته لِتُفاجأ بالموسيقى الاجنبيه المخفضه التي تنبعث من داخل القصر ...
رفعت حاجبها متعجبه وما ان وطأت اولى السلالم الرُّخاميه حتى قابلتها امرأتان سمراون في منتصف العمر ..
ترحبان بصوت واثق جهوري ويدعوانها للدخول ..
كانت تظنهما صاحبة القصر وربما اختها او قريبه لها ..
لكنه اكتشفت بعد ذلك انهما مأجورتان للترحيب بالضيوف بدلاا من سيدة القصر ..
وقبل ان تبعد عبائتها تناولتها منها احدى الخادمات واخرى تقدمها لمكان جلوس الضيوف ..
.. دخلت والعرق يكاد يتصبب من جبينها .. تبحث عن امان لها كوالدة راجح او احدى اخواته ..
وقفت خالة راجح لترحب بها وتقدمها للضيوف لتُفاجأ بأنها قد رأت خالته سابقا في حفلها الذي اقامه والدها ..
والمفاجأه الأكبر هي ان بُشرى *ابنتها ....!
ما ان جلست حتى انهالت سرية من الخدم للضيافه ..
اربع منهن يحملن القهوه ذات نكهات متعدده ..
ومن خلفهن خادمات اُخر يحملن حلوى القهوه المشكله*
( شرقي وغربي وبيتي وشوكولا فاخره وفطائر حلوه *)..*
وبعد ان انتهت ضيافة القهوه حتى عادت السريه من جديد بـ*
اكواب الشاي المنوعه .. ( احمر ونعناع وكركديه وليمون وزنجبيل وشاي فواكه وانواعا اخرى لم تعرفها) *..
وبعده فتره وجيزه قدمتهن المستأجره سلفا للترحيب للعشاء ..
كان على ضفاف المسبح طاولة بوفيه لايُرى لها طرفا ...
تحمل انعاما مما لذ وطاب ..*
مأكولات بحريه وشعبيه وصواني معكرونه مشكله ولحم وسمان ومشويات ومقبلات وسلطات .. بالاضافه للفوآكه نادرة الوجود والمشروبات المتعدده وحلويات للعشاء غريبة المنظر وشهيه ..
احست بهذه الاجواء تخنقها ..*
كيف تأكل من أنعام ربها وتعصيه بسماع هذه الموسيقى على الطعام ..!
ثم هذا البذخ المبالغ فيه لم يرق لها بتاتا ...
احست بأنها في مكان ليس لها ولايُلائمها ولا تتمنى ان تكون فيه يوما ما ...
فعيشتها في بيت ابيها تعتبرها جدا مثاليه وراضيه عنها كل الرضا ..
فلا غنى يطغي ولا فقر مفجع .
..
.. انتهى العشاء وهي تتمنى لو ترمش بطرف ناظرها وتعود لسريرها وبيتها المتواضع ..
اقتربت منها بُشرى *( بِـ لُوك ) مختلف عن المره السابقه ..
فقد بدت هذه الليله كطاؤوس بالوانها الغريبه ..
فقد لونت خصلا من شعرها بالوان الطيف وارتدت عدسات خضراء واكسسوارت فاقعة الالوان وفستانا اخضر فوق الرُّكبه بقليل يلتصق بجسدها ليبرز مفاتنها ...
وقفت مقابلها لتقول بنعوومه اعتادتها ...
/ تعااالي جوا .. هنا العجايز بس ..
البنات يرقصون داخل ...
ارادت ان ترفض لكنها تراجعت وهي تراها تمد يدها لها ..
تبعتها بضيق لتتجاوز بها ممرا ضيقا بالنسبه للمساحات الشاسعه تلك ..
فينتهي بهمآ ذلك الممر لصآله جآنبيه واسعه ...
( الديجي ) يصدع باغنيه اجنبيه لاتفقه منهآ الا القليل *والفتيات يرقصن بطرب*
**
رُبما هي اصغرهُن عمرا لكنهآ بدت اكبرهن عقلاا ..
فتصرفاتهن اقرب للصبيانيه والجنون والتمرد والطيش ..
دنت منها بُشرى وهي تستأذنها بخبث ...
/ خذي راحتك البنات فري والسهره بأولها ..
بطلع شويات اسلم على ولد خالتي ..... وغمزت بعينها ... لايكون تغارين عليه بس ..!
اندفع الدم في عروقها من القهر قبضت باطراف اناملها كي لاتظهر رجفة اطرافها ..
بابتسامه ثقيله اجابتها ..
/ لااا عيوني خذي راحتك .. ليش اغار ..!
لو له فيك خاطر ماتركك ..
صُدمت تلك .. وكأنما احدا قد صفعها على خدها بقوه ..
كيف تتجرأ وتجرحها برد كهذا وهي في بيتهم وبضيافتهم ..!*
خرجت بخطوات سريعه كسرعة الغضب في جسدها ..
.. لم تتوقع الرد الموجع من سفيهه كتلك الوسم ..*
رغما عنهآ انزلقت دمعات سخيه على وجنتيها وكأنها توآسيها ..
صعدت للاعلى تسكب شيئا من وجعها امام مرآءتها ومن ثَمَّ تُصلح من مكياجها الذي تلاعبت به دموعهآ ..
بتحدي اعادت رسم الكُحل على عينيها لتزداد شراسةً مع لون عدستيها الخضراوان ..
لبست عبائتها المزركشه والتفت بالطرحه المرصعه بالكرستال باهض الثمن ..
تلثمت بطرفها وقبل ان تخرج استبدلت خلخالها بآخر ذو صوتٍ ملفت اكثر ..
تمايلت بثقه وغنج لتنزل تتهادى بخطواتها وتتجه للمجلس الجانبي الصغير المُعد لضيافة المقربين من الاقارب ..
كآدت ان تقع حين وقعت انظارها على تلك الحمقاء الصغيره وهي تجلس بجانب راجح ..
امسكت بطرف الباب لتتوازن وهي ترمش بطرفاها الكحيلان عدة مرات تمنع تلك الخائنه من النزول ....
تنحنحت لتستعيد نعومة حنجرتها وتبعد الحشرجه عن حروفها .. بصوتٍ ذائب نطقت ..
/ كيييفك راجح ..!
رفع رأسه بأحراج لمنظرها المغري امام زوجته .. فـ فتنتهآ بالعباءه اشد واعظم ..
وصوتها الانثوي المتغنج مُثير .. جدا مُثير للرجوله ..
ومع ذلك فمن اعمآق قلبه شكر ربه ان اسمهآ لم يُكتب لهُ النصيب ليرتبط بإسمه ..
فـ هو جدا يحتقر تلك النوعيه من الإنآث .. ولآ يخفاه ماترمي اليه ..*
.. غضَّ بصره بعد القى النظره الاولى عليهآ والثآنيه تركهآ للشيطان .. واجاب برسميه ..
/ حمدلله بخير ..*
كيفك عساك بخير ..
ثم التفت لمن بجانبه ليقطع سيل السلامات والاحتفاءات ..
/ وسم يالله البسي بنمشي ..
بمقاطعه رفعت صوتها لتسترعي انتبآهه ..
/ بدري .. الليل بأوله .. كملو السهره ..
وقف وهو يجيب ..
/ ماعاد بدري ورانا نوم وسفر ..
واردف للوسم ..
/ انتظرك لا تتأخرين ..
كلمتي ( ورانا نوم ) تكاد تقتلها .. فعقلها المريض صور لها تلك الكلمه بشتى صور الرومانسيه .. حُب .. عنآق .. قُبلآت .. واحضان وحنان ..!*
اشياء افتقدتها من ابيها كرجل وتبحث عنها في رجل آخر ليعُوضها صور الحنان تلك ..
ابتلعت ريقها وتنحت عن طريقه بعد ان تنبهت لوقوفه منتظرا ابتعادها عن فُرجة الباب ..
عينا الوسم كالصقر حين يُنوي الهجوم .. تُتابعهما بقهرٍ بالغ ..
رغم ان برود راجح في السلام عليها وعدم اهتمامه بجاذبيتها الأخآذه الآ ان فطرة الاُنثى المجبوله على الغيره قد تحركت ..
بل اخذت تتمدد في جسدها حتى كادت تخنقهآ ..
.. اقتفت اثر راجح بخطوات تدعي فيها الثبات وضبط النفس *..
*وما ان ركبت بجانبه وقبل ان تعتدل افرغت شيئا من جنون غيرتها في ذاك الباب المُستضعف في جميع المواقف ..
ان فرح او حزن او غضب فـ هو من تقع عليه العقوبة اولاا ...
صرخ بها راجح مُعنفا ..*
واكثر مايُثير غضب الرجال هو اضطهاد ابواب سياراتهم التي بمثابة الابناء لهم ..*
/ كسر بيدك .. ماتعرفين تسكرين الباب بشويش ..
وكأنها تنتظر منه ان يشتمها لترد عليه بذات العُنف بل اشد ..
/ وكسر برجول اللي يتديَّر وسط الحريم ومسوي فيها واصل ارحامه وحبوب وهو الله اعلم من جيته عشانه يبي يواصله ..!
لازالت صغيره وخبرتها في المواقف قليله .. تجهل الكثير وستتعلم من الحياه ماكانت تجهله ..
فـ ينقصها الحكمه لتتصرف في هكذا مواقف ولتتكلم باتزان دون المجازفه بقذف الكلام بلاحساب ..
سكت لبرهه .. وهو الذي سريع البديهه حاضر الحُجه ..
لكن عقله لم يصدق بعد ماتعنيه ..!*
أله هذا الكلام يقال ..!
وهو الذي اُستدعي من بين الرجال من خالته واتصل بها اولاا لتكون في استقباله وتكون حاضره لحضوره ..!
هو الذي اعتبر وجودها امامهم ولم يهمشها واراد حضورها لتكن شاهده على السلام وليس من ورائها ...!
اشياء كثيره عج بها عقله ف نطق لسانه ليُخرس عقله قبل ان يُجرم فيها ...
التفت عليها بنظره حارقه وعينان كما البرق من شدة سطوعهما وفك جاهد ان يطبقه كي لايرتفع صوته اكثر ...
/ تقصديني انااا ...!
انا اللي استدير بوسط الحريم ادور الوصال ..!
ورب البيت لـ ......... طرقات بغير وقتها بترت وعيده واغلظ ايمانه ليلتفت لها فيجد خالته ...
مسح على جبينه الاحمر المُتغضن وفتح الباب قليلا بعد ان تركت له خالته ام راشد مساحه لينزل ..
همست بالقرب من اُذنه وهزَّ رأسه موافقا اياها الرأي وركب مرة اُخرى بصمت مُهيب ..
بالفعل كادت تصرخ قهرا وغيضا ..*
ماالسر الذي يُخلفيانه هو وخالته عنها ..!
ماذا وشتْ له في اُذنه ليوافقها ببساطه .. وباستسلام ..
اخذت تستغفر في قلبها علَّها تُلجم غضبها الثائر وتبرد نار خافقها ..
نزلت بلمح البصر بعد ان وصلاا .. لتعيد الكرَّه وتصفع بالباب دون قصد ..
ترك سيارته في وضعية التشغيل ليلحق بها مسرعا وعقله مغيب لوجدهما في الشارع وربما كانت هِناك اعين فضوليه ساهره تتلصَّص عليهما ..
.. وقف مشدوها ...!
الرقم الذي انقطع فتره عن مضايقته وعاد مرة اُخرى هو لصديقه راشد وبااسمه ..!
ماذا يعني ذلك ..!
اهو مصادفه ام مقصود ..!
هل يعلم راشد عن ذلك ام لا ..!
.. ربما الرقم رديف لرقمه فقط لكن لايعنيه ولاا صلة لهُ به ..
كيف سيتصرف الاان ..!
هل يخبره ام يستدرجه ام ماذا يفعل ..!
وان كان هو لم يفعل ذلك ..!
وقف وهو يحوقل ويُهلل ويستغفر ..
لابد من حسم الامر .. لكن برويَّه وبفرض حُسن النيه ..
فـ راشد وان كان رجل لعوب الا انه لايشك ان يفعلها به او باحدٍ من اهله ..*
فضلاا على انه قد تاب واناب ورجع الى الله كما يظهر له ..!
.. يبدو كالطاؤوس اليوم ..
احساسه ينفش ريشا ملونا على جسده ..
انهى بعض اعمالهالهامه على عجل .. فـ اليوم سيكون مميزا له ..
مر بأحد الاسواق التي طالما تمنى ان تكون في الصحراء وليس في المدينه .. لماسببته من ازمات في السير وزحمة في الطرق والمُدن ..
.. لم يكن من مرتادي ( المولات ) اطلاقا ..
فـ اقصى مايحتاجه هو ثياب بيضاء من اقرب محل على قارعة الطريق ..
اما في سفراته فالبدل التي يشتريها ايضا من محلات محدده لاتأخذ من وقته الكثير ليشتريها ..
.. انعطف لذلك( المول ) المُزدحم .. ترجَّل من سيارته بعد ان اوقفها بشكلٍ سليم ..
دخل بشموخ وسِرعان ما تملل من الزحام وهو لم يصل لمنتصف السوق ..
اخذ يمشي بهدوء وعيناه تبحث عن مقصده ..
دخل احد المحلات وثالث ورابع الى ان اهتدى لضالته ..
اخذ مايُريد وغلفه بعنايه ..*
واتجه لاخر واخذ مطلبه وبذات الحرص غلفه وحمله وخرج منتشيا النصر مُسبقا ...*
**
**
*
هي كانت كـ الحُر الذي حُبس في قفص .. اما الحُريه واما الانتحار .. لكن لامجال لعيش الذُل وتقييد الاحرار ..
تكاد تُبيد الارض من تحتها من خطواتها الضاربه في عمق الارض بغيض ..
تركها شيهانه جريحه بلاا جناحان وعلق في قدميها القيد ..
الباب مُقفل وهاتفها الجوال مسلوب منها .. ولا احد سيفتقدها ..
وتلك الضعيفه المسكينه التي واعدتها خيرا اخلفت معها موعدها ..*
ستظن بها الظنون الآن وستُحبط من امل قد لاح لها في الاُفق ..
احست بخشخشة مفاتيحه ..*
لتعود ادراجها سريعا وتجلس بثقع وهي تُردف ساقا على الاُخرى ..
لم تنظر لهُ ولو بطرف العين وسمعها يِنبهها انه يحمل اشياء ما .. ربما تكون مؤونه وطعام ..
لم يُكلمها فقط رمى سلاما دافئا لترد بتمتمه وهي م تلتفت عليه بعد ..
تخطاها ليستحم ويجدد نشاطه بعد جولته التسوقيه التي لولاها لما قام بها بعد هذا العُمر ..
استرق نظرها الى ماكانت تحمله يداه .. وفضلول شدها لذلك المُغلف ماذا عساه ان يكون ..!
*
نصف ساعه ربُما وخرج اليها وكأنه من اقران ابنه مُصعب ..
فقد تشبَّب كثيرا ..
رتَّب عارضه وحفَّ شاربه وربما وضع شيئا على بشرته فقد بدت وضاءه كالبدر ليلة تمامه ..
ليس هذا فحسب ..!
بل بدا مهيبا ابتداءا من حذاءه الاسود اللامع وانتهاءا بغترته البيضاء المرتبه بعنايه ..
وعطر فواح استحل ذرات الهواء من حولها ليدخل جوفها عنوةً وعن سبق اصرار وترصد ..
.. وكأنه سيخرج لاحتفال ما ..!!
شعرت بغضب جم .. ايدخل ويخرج بحريه وهي رهن الاعتقال ..!
حبيسه ومحرومه من الانطلاق ..!
دنت منه بمسافه قبل ان يقترب هو لتتخصر باعتراض وتحدي جاهلة سبب اناقته ...
/ ياسلام ......
تدخل وتطلع على كيفك ..
اذا انت معزوم على مناسبه وماتبي تفوتها فـ انا عندي موعد مهم وضيعته علي ..
*رجاءا مانيب بزر تتصرف معي كذا ..*
ولامراهقه تعاقبني بالحبس وحركات مالها داعي ..*
احترمني يا اخي .. عيالي بشنباتهم وقدك واطول منك ..
وقريب بصير جدَّه .. يعني لي الحق تحرم سني وتقدر مكانتي ..
ابتسم كثيرا حتى انفرط بضحكه جميله ..
*رد عليها بهدوء وهو لازال في مكانه ..
/ لك الحق بالتقدير والاحترام والغلاا ..
لكن لو تصيرين جده وجدة الجدات تظلين في عيوني ذيك المراهقه اللي تدعي النوم في الحوش عشان اشيلها .. وانا اسايرها ..
تظلين ذيك البنيه اللي تصدد عن الاكل عشان اوكلها بيدي وانا خابر انها بتاكل من وراي واسوي نفسي ماشفت ولاعلمت ..
تظلين ذيك الام اللي انا من وراها ام لها ..*
تظلين ذيك اللي مهما عذربوها الناس ولاموني فيها وشمتو بي فيها هي اللي اشوف فيها اللي الناس ماشافوه ..
تظلين الشي الثمين اللي احسد روحي انه من نصيبي ومن اللي قدره ربي لي ..
قاطعت كذباته في نظرها لتردف بتهكم ....
/ هه واول مافوز اشرت لك بيدها لحقتها ونسيت كل هذا بلحظات .. وبعت شيهانه وطوايف الشيهانه ..
عقد جبينه وهو يهز رأسه نافيا ..
/ لو بعتك ماقعدتي هالسنين على ذمتي .. ولاقعدت اتصدد عن وجه عمي في المجالس عشان لايطلبني طلاقك واعصيه ..
.. لو على ذمتي 100 غيرك مايسوون عندي تراب رجليك ..
وفوز نزوه وطيش شباب وجهل بوقت انتي لهيتي بعيالك وغفلتي عني ..
هي الاخرى عقدت مابين ناظريها لتعترض ..
/ مهما قلت ماهي مبررات تربطني معك كل هالسنين وبدون علمي ..
وتقول لابوي طلقتها وانت تكذب .. وتماطل بورقة الطلاق اللي مهيب عندك اصلا ..
ابوي رد عقاب كم مره عن المحكمه لايشكيك ولايطلع ورقة الطلاق منها ..
يقول ابيه يجيبها هو بطيب خاطر .. ومدام شيهان مابعد عزمت على العرس فمالنا فيها حاجه ..
لكن ماتوقع انك كذاب ومنافق .. تجيهم بوجه ولسان حلو وافعالك غير اقوالك ..
ببجاحه لم ينفي ماتقول ..
/ اكيد بجاري عمي ولا ابي اخسره مثل ماخسرتك ..
وطلاقك والله لو ينقطع بي اخر وريد ماحصلتيه ..
وانا حالف ان الرجال حرام عليك في حياتي وموتي ..
وكتبتها في وصيتي لمصعب ..
**
*
بغضب صرخت به ..
/ انت اناني ....
تحب نفسك وبس ..
تزوج وتهنى وماتبي غيرك يتهنى ..
والله لو اني عارفه نواياك ذي مااضيع عمري بلازواج وغصب عنك ..
بس عذري جهلي والعيال مابغيت اضيمهم بزوج ام ..
*
ابتسم لتحديها السافر وهو يُعري حقيقتها امام نفسها ..
/ انتي تكذبين على عمرك وصدقتي كذبتك ..
انا ادري قعدتك هالسنين مهيب عشان عيالك ..
ولاعشان تجنبين ابوك المشاكل مع عيال اخوه اللي هو مربيهم ومجوزهم بناته ..
ولاعشان حكي الناس وهروج المجالس ..
ولاا لجهلك والا تجاهلك ..
انتي عفتي الرجال كلهم عشان قلبك مافيه غيري
ولابيدخله غيري ..
ولاتقدرين تضمين فيه احد غيري ..
والدليل انتي عارفته في غرفتك فوق ..*
صرخت به بتكذيب .. فدائما المهزوم بائد الحُجه يلجأ الى الصراخ ليرهبهم ويشغلهم عن فشله وخسارته ..
/ كذااااااااااااااب ...
انت انت انت ........ وبكت اكثر ....
فقد تلاعب بها ونجح في تشتيت انتباهها وتركيزها واصبحت لاتعي ماتقول ولاتعلم ماذا ستقول ..
علم انها بلغت منتهاها وآن للحرب ان تضع اوزراها وان يجنحان للسلم ..
فكلاهما قد ارهقته الحروب وسلبته دهرا من الراحه والامان ..
ضمها اليه غير آبه للكُحل الذي لطخ بسواده بياض ملابسه ..
قاومته بعنف ولكنه اسرها بين جوانحه بشده لتركن بعد برهه لاحضان فقدتها ازمانا وتاقت لها وهي لاتعلم ..
استكانت قليلاا حتى تأمل خيرا وطالت آماله وايقن بوصوله لهدفه ..
همس في اُذنها ..
/ اللي فات مات ..
وبنعتبر نفسنا باول ايام زواجنا ..
وانا ابيك زوجه لي مثل ماشرع الله في كتابه وسنة نبيه ..
مهوب بالاسم بس .. تعبت انا وانتي تعبتي ...
افلتها لتسرع خطواته لذاك المغلف ..
قميص بلون السُّكر وعطر ذو زجاجه لؤلؤيه مغريه ..
ومغلف اخر ينكشف عن طقم الماس باهض الثمن ..
ابتسم لسكونها وهو يردف بمداعبه ... ويده تقدم الطقم امام عينيها ..
/ اعتبري هذي الشبكه .. وتستاهلين اكثر ..
وقدم لها الاُخرى ليردف *وهو يُغازلها ظنا منها ان صمتها حياء منه ..
/ هههههه هذي ذوقي عاد*
يارب يكون فال خير علينا ..
نظرت له بازدراء ..
لتلقي بقميصه تحت قدميها ..
وتدير ظهرها له وهي تهزأ به بكلمات مؤذيه ..
/ لاا تحلم كثير ولا تتأمل معي خير ..
خذ قميصك ودور لك على وحده تستسهل لبسته * ..
تفاجأ من نفورها وصدها وهو الذي ظن انه قد ضمن رضاها ..
لكن لابد ان يتخذ اخر خطوة تجنب ان يتخذها ..
ففيها إكراه وهي لاتليق بالحُر ..
ولكنها اجبرته على اعسارها واكراهها ..
بغضب لفها بيدها لترتد له بعنف كاد ان يُسقطها ..
تألمت وهي تحاول ان تستوعب مالذي يفعله ليحشرج بغضب متناهي وبحزم ...
/ شيهـــــــــــااانه ..
الله لايحللك ولايبيحك ولايرضى عليك ان ماعطيتيني حقي الليله ..
وان مت الليله فانا غاضب عليك ولعنة الله والملائكه عليك .....
اقشعر بدنها لما تلفظ به من اغلظ الايمان ولما نطق به ..
وبدون شعور نهرته ...
/ استغفر شــــــرف ...
كررها مره واثنتان وثلاث ليؤكد نيته وحزمه ..
ماذا تفعل ... الكرامه غاليه واللعنه شديده وغضب الله اشد واقوى على نفسها ..
بادت الحيل وضعف الرأي واصبحت صفر اليدين ..
امّا ان تثأر لكرامتها وترفض ..
وتحل عليها اللعنه والغضب .
واما ان تقبل مكرهه ذليله مستعبده لطغيانه وشهواته ..
طال صمتها وصمته .. ينتظر اجابتها وهي تزن الامور بميزان العقل ..
فكلاهما شديد الوقع على روحها وجسدها ..
واكراهه لها سيظل عقبه بينهما لو قبلت ورضخت لسلطته ..
رفعت انظارها له لتتامل في عينه نظرات ليست خُبث ولا انتصار ولاغضب ولاحتى فرح ..
نظرات ربما اقرب ماتكون للحيره والاستسلام والاسف ..
.. شدت على شفتيها قبل ان تنطق وعيناه تلمع بدموع جعلت منه صورة ضبابيه بلاا ملامح ..
/ انا موافقه .........
بس بشرطين .. تنفذهم اول ولك اللي تبي ..
تنهد بضيق وهو يدخل كفاه في جيباه الجانبيان ..
فلاا يستطيع التراجع وكره نظرة الانكسار في عينيها .. فقد كسرت قلبه وآذته قبل ان تؤذيها ....
/ وانا موافق ..
ولك اللي تبين من غير ما اعرف ..
وبعدها انتي حلالي وفراشنا واحد .. من اليوم اللي اتمم لك شروطك ليوم الدين ..*
----------
البارت القادم بعد الدوام باذن الله ..
|