كاتب الموضوع :
طيبة قلب
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: شيهانه على كف صقار
السلام عليكم*
____________
*لنختم إعجابنا بـ ( ماشاء الله )
فكم من عين ....
أوقفت مستقبل
وآلمت جسد
ودفنت روح
وأذرفت دموع
ونحن لا نعلم..
_________
( 14 )*
اثناء الحفل كانت معالم الرآحه بآديه على مُحيآها ..
رغمَ انهآ لم تتعمد اظهار ايَّ شعور بداخلها ..
لكنهآ بدت كعروس طبيعيه تترجم تصرفاتها وابتساماتها ماهيَ عليه حالها مع الزواج ..
اخرجت هآتفها لتتفقد مآوصلها من اتصالات ومحادثات اثناء انشغالها في الحفل ..
لم تجد سوى اتصال واحد من والدتها ويبدو انه كان قبل وقت من الآن ..*
لان والدتها تجلس امامها في هذه اللحظه ..*
خرجت من ( ايقونة ) الاتصال لتذهب للمحادثات ..
وجدت الكثير قد فاتها .. مسحت بعيناها اسماء المرسلين ..
تخطتهم جميعا لتفتح محادثة الفهد .. ( قالو لي فستانك عاري الظهر ياويلك كانه صدق ) ..
واُخرى ( انتبهي .. لاتصورين ) !!
تأففت بداخلها دون اهتمام .. وحدثت نفسها ..
/ ياحبيبي مسوي فيها رجال وبتحكم في لبسك !
والا عاد انا اللي بمشي له على اللي يبي ...
انا ماصدقت اعرس عشان ماحد يتحكم فيني لا امي ولاعقاب*
تجي انت ياشين الحلايا تنفش ريشك علي ..!
اما الوسم فقد بدت هاااادئه جدا .. ملامح الذبول والاحباط تعلو محياها ..
همست لها والدتها .. ابتسمي سولفي تحركي .. لاتشمتين عدوانك فيك ..
.. كادت عيناها تغرق بالدمع .. لكنها تداركت نفسها وهي تنسحب بهدوء وتبرر ..
/ بقوم اعدل ماكياجي ..
احسه مهوب مرتب ...
عند الساعه ال 12 مساءا احرق راجح هاتفها بكثرة اتصالاته ..
لم تنتبه له فهاتفها في حقيبتها التي اخذتها والدتها عنها كي تتقدم المدعوات على بوفيه العشاء ..
عطرت كفاها بعد الغسيل واستقامت بجلستها على الكرسي المكسو بالساتان الاحمر ..
ابتسمت لحُمرة الورد الذي يُزين الطاوله ..
بهدوء اخذت ورده حمراء جميله اغلقت عيناها بحالميه وهي تشُمُّها ..
.. تُرى لو اهدتها لراجح ماذا ستكون ردة فعله ...!
ربمآ يقدرهآ باهتمام ..
وربما يشكرها بسطحيه دون ان يأخذها من يدها او يشمها ..
وربما يلقيها في سلة المهملات امامها وهو الاقرب ..
.. وكزتها والدتها لتقطع عليها خيالاتها ..
/ خذي جوالك راجح دق كم مره ..
وضعت حقيبتها امامها وابتعدت ...
تنهدت الوسم وهي تزفر بـ هم ..
لاطاقة لها بسماع صوته وقسوة حديثه ..
اجابت بصوت منخفض ...
/ هلاا ...
هاجمها بقدر شراسة غضبه ...
/ وش هلاا بعد .. انتي خليتي فيها هلاا ..!
وينك عن جوالك لي ساعه ادق وانتي مطنشه ..
انا طفشت ابي ارجع عندي اشياء تحتاج سهر مني الليله ..
احمدي ربك رديتي والا كنت ناوي اروح واخليك عشان تتأدبين ..
بذات الهدوء الذي لايتوافق البته مع نفسيتها المتوتره ...
/ خلصت ...!
طيب انا ابي اتأدب ..
برجع مع اهلي روح لشغلك ..
صمت لبرهه وكأنه صُدم من ردها .. وغضبه يتراجع فجأه ..
وبتوجس سألها .. وهو لايُريد فهم ماترمي اليه ...
/ لاتعنيَّن اهلك يمرون بك على بيتنا ..
ساعه ساعتين ماراح تفرق معك ..
روحي معي الحين ..
بنبره ذات معنى ..
/ من قال بعنيهم .. مانيب معنيتهم ..*
لاني بروح بيت اهلي ومانيب ماره بيتك ..
يحاول ان يتجنب غضبه من نبرة صوتها المستفزه لهدوئه ..
.. وكأنها تقول لايعنيني رضاك من عدمه ..*
ومن انت حتى استشيره قبل ان اقرر امرا ما ..
اردف من بين اسنانه ..
/ وسم انتظرك برا ..
معك 5 دقايق واشوفك بجنبي*
واغلق دون ان يودعها او حتى يستأذنها ..
.. اغمضت عيناها وهي تستغفر ..
يحاول ان يبعدها عنه بتصرفاته اللامباليه تجاهها ..
وبتسلطه الغير مبرر ..
وقفت تلبس عبائتها والعبره تخنقها .. وعين والدتها تراقبها ..
سألتها باهتمام ..
/ على وين ....!
اجابت باختصار ..
/ راجح عنده شغل ووراه قومه بدري الليله ..
اردفت برحمه لصغيرتها ..
/ اقعدي وانبسطي معنا تو الليل بأوله ..
الحين بنشغل الديجي وبيرقصون البنات ..
وانا بقول لابوك يقول له يروح وحنا نجيبك ...
ليس لها مزاج لافتعال المشاكل معه ..
قد يجعل من سهرها الليله عواقب وخيمه ..
فـ هو ليس سلس في التعامل ولا بالهين اللين في تعاطيه للامور ..
ابتسمت ببرود لوالدتها وهي تقبل خدها ويدها ..
/ مشكوره مامي ..
انا بعد قايمه بدري ولا لي خلق سهر وازعاج .. بديت اصدع من هالجو *...
لم تقتنع والدتها لكن الليله ليست مجال للحديث ..
في الغد سيكون الوقت اوسع واشمل .. ودعتها بحنان ورقه ..
/ يالله ياقلبي اجل ما اعطلك*
سلمي على راجح ..
وتعالي لنا بكره ترا الليله ماشفتك زين ولاجلست معك ولاخذت اخبارك ...
هزت رأسها بتأكيد .. ان شاء الله
وحقيقة لاتعلم ان كانت ستأتي ام لاا .. فكل شيء متعلق بمزاج هذا الراجح ..
كآنت على وشك ان تُغطي وجهها استعدادآ للخروج ..
لولآ شيءٌ مآ امسك بطرف عبائتها ..
التفتت لتجد اُنثى ذآت جمآل مُتوحش ..
فآرعة الطول ذات قوآم ممشوق وسُمره شفافه ..
عينآهآ تكآد تحتل نصف وجههآ يُزينهآ رموش سوداء تضفي مسحة جمآل لتلك العينآن ..
انف مستقيم وكرستآله من الالمآس تزيدهآ ترفا ..
شفتآن مطليتآن بالحُمره تزين ثغرهآ البآسم ..
اسنان من اللؤلؤ مرصوفه باتقان *..!
حقيقه هي قد لفتت انتباهها اثناء الحفل ..
ولاتعلم من تكون .. ومن قد دعاها الليله للحضور ..!
خمنت .. ربما من بنات صديقآت والدتها .. او من صديقآت نجلاء او سمو .. او من طرف خالتها شيخه ..!
او ابنه لآحدى الجارآت .. !
برقه تحدثت وعطرها يشغل السمع والبصر عن حديثهآ ...
وعيناها تُقيًّم الوسم ...
/ توقعتك احلآ من كذا ...
مررره صغيره انتي .....*
شكلك مآيعطي تكونين زوجه وست بيت ...
وسم باستغراب ...
/ عفوا .. من انتي ...!
بابتسآمه واثقه امالت وقفتها المُتغنجه لتردف بذات الرقه ..
/ معك بُشرى .. مآيعني لك هالاسم شي ...!
.. *طليقة راجح اناا ..
صمتت وسم بصدمه ..
اجآلت بصرهآ لتبدأ في ذهنهآ مقارنه متأمله بينها وبين تلك البُشرى ..
سُمرتها وجمآلهااسطوري ... مترفه بحق ..
ذات جسم اشبه مايكون مع طولها الفارع ب ( منيكآن )
شعرها الملون بخصل ثلجيه يكآد يغطي رقبتهآ ...
واثقه .. رقيقه .. مترفه .. متغنجه .. كيف لراجح ان يطلقها .. ما السبب ...!
ليست هي عوضآ في هذا الجمال * ابدآ ..
فهي تميل للقصر اكثر منهآ للطول ..
بيضاء .. عينآها وشعرها يميلان لدرجآت البُني الداكن ..
ممتلئه قليلا .. شعرها لمنتصف ظهرها لاتُجيد تصفيفه*
لذلك تترُكه مسترسلا دوما .. او تجمعه للآعلى ب مقبض ..
كُحلها دائمآ بسيط .. فقط من الداخل .. و ( قلوز ) شفاف وردي او ارجواني او مشمشي ..
هذه كُل زينتها التي تستطيع اتقانهآ ...
اردفت وهي تلوِّح بيدهآ امام وجه الوسم ...
/ بلغي له سلامي .. وترى التذكآر اللي منه مآينزل من يدي ابد ..
قالت ذلك وهي تحرك خاتمها الذهبي الذي يُزين اصبعها ...
دنت من وسم اكثر وهي تهمس لها ..
/ راجح جنتل وذوق .. لاتضيعينه من يدك ياحلوه ..
وبضحكه تحمل نوعآ آخر من الاغراء .. ابتعدت وهي تردف ..
/ بلغيه تحيآتي واشواقي ..
اقفلت عائده لاحدى الطاولات وعين وسم تتبعها ...
حتى مشيتها مُختلفه .....!*
باختصار .... بُشرى اُنثى فآتنه ... وهي اُنثى بسيطه .....
استندت للجدار خلفهآ تنشد منه العُون والسند ..
فهي تشعر بدوار وضجيج والوان مُتداخله ارهقت عيناها ...
اغلقت عيناها لدقيقه او اكثر تستعيد بهآ توازنهآ وثبآتها ..
رنَّ المحمول ليُذكرها بمن ينتظرها ... اكملت لبس غطائها ويكآد يسقط من رجفة يداها كُلَّ ثانيه ....
دخلا بيتهما الصغير ..
.. خلعت حذاءها وهيَ تتبرم ..
/ ياربي الله لايبلانا ..
مدري كيف هالعالم تمشي بالكعوب في الاسواق ..
انا ساعه وجالسه بعد ماتحملتها كيف من يمشي بها ساعات ..!
حقيقه حذاؤها لم يكن بالعالي جدا ..*فهو لايزيد عن 6 سنت او يزيد قليلا ..
لكنها اعتادت لبس النعل الملاصق للارض مباشرةً ..
ثم انها طوال الحفل كانت تمشي حافية القدمين ..
متحججة بطول ثوبها وعدم ارتياحها في حذائها ...
جلس الفهد على اقرب كرسي وكأنه ينتظرها تخلع عباءتها ..
فقد وصلته انباء عن ثوبها وقدر العُري الذي يشوهه ...
.. بالفعل علقت عبائتها متناسية امر توعده لها*
او لعدم اهتمامها بالامر ..
ارادت ان تلتفت لتكمل خطواتها لكنها اصطدمت به ..
تفاجأت من وجوده خلفها *وهو يمرر كفه على ظهرها العاري ... ويزيح شعرها عنه ..
.. بصدمه انتقدها ...
/ اعوووذ بالله ...!
لحم ظهرك كله طالع ...!
مااستحيتي من ربك ولا من الخلق ..!
انتي تحسبين هالشي جميل ومثير تطلعين به قدام حريم كذا .!
لا والله الا مقزز و منفر .. ومايثير اعجاب احد الا كل شاذه عن الطبيعه اللي خلقها ربي لها ...
شعرت برعشه شديده من يده البآرده .. وحرج شديد وهو يخبرها انه يتقزز منها ولاتستثيره حسب مافهمت منه ...
وبعناد وتكبر على الحق صاغ لها الشيطان الف عُذر ومبرر لتتلوها على مسامعه ... وهي تفتعل الغضب ...
/ اولا انا ماتوقعته كذا وانصدمت مثلك ..
حسبت فتحته لنصف الظهر مهيب لأسفله .. لكن مامعي وقت ماقدرت اغير فيه شي ..
ثم عادي عند حريم .. لافتنت احد ولا نيب عند رجال ..
ثانيا شعري طويل ومغطي ظهري محد شاف منه شي ...
ثالثا ... رجاءا لاعاد تتدخل بلبسي ..
انا كبيره وفاهمه والبس حسب قناعاتي ..
اذا فيك خير ادعي لي بهالهدايه وبس .. و...
قاطع سردها اللامنطقي في نظره ليرد بقوه ..
/ انا مالي شغل امداك ما امداك مهوب شغلي ..
الثوب ذا ماعاد يلمس جسمك وهو كذا ..
ياتعدلينه مثل لبس خلق الله والا شوفي له اي حريقه تاخذه ..
ثانيا وثالثا وعاشرا .. من قال مالي فيك دخل يالحبيبه ..!
مادام اسمك تحت اسمي فسمعتك هي سمعتي وصورتك هي صوره لي ..
مابي يقولون شفتو مرت فهد وش لابسه الله لايبتلينا ...
وهالكلمه ماعاد ابي اسمعها منك ابد ...
والحين يالله قدامي نزلي هالفستان اذا لك نفس فيه اوديه بكره للخياط يشوف له اي ترقيعه تستره
والا شقيته نصفين وخليته ممسحه لكفرات سيارتي ..
مذهوله جدا .. كل يوم يكشف لها عن عقده في شخصيته ..
وهي التي ظنته حمارا لاحول له ولا قوه ستعتلي ظهره وتقوده ...!
علقت بعد ان فغرت فاها مشدوهه ...
/ من جدك تتكلم انت ..!
والا تمزح معي ...
بجديه اجابها ...
/ هالامور مافيها مزح ..
بدلي شراشيحك والحقيني ..
رجولي تبي مساج تعبت من الوقفه اليوم ...
شر البلية مايضحك ...
فستانها الاوف وايت الجميل .. باهض الثمن .. ينعته بالشراشيح ...!!
والادهى والامر يداها الناعمتان واظافرها المصقوله بالحمره يريدها ان تمسَّ اقدامه ...!
حسنا .. فليحلم كثيرا .. ففي الاحلام تتحقق امنيآت الواقع ..
امَّا هو فقد اولآها ظهره وهو يبتسم ...*
تمدَّد على الاريكه بتعب .. فاتنه مُغريه الليله لآشك ..*
.. لكنه ليسَ من يستعجل الامور .. ويمشي خلف رغبآته دون حسبان للعوآقب ...
.. لتعلم انهآ لم تلفت انتباهه الليله ولم يجد فيها مايجذبه اليهآ ..
ويعلم انها لن تأتي لتدلك له قدمآه لكنه اراد التقليل من شأن مارأها عليه ...
بعد دقائق كانت هي قد استبدلت الفستان بقميص من الحرير البيج ..
لكنها خجلت ان تخرج امامه هكذا .. وكأنها تدعوه لشيء مآ ..
استبدلته بفستان بحري يصل لمنتصف ساقها ويكشف عن يديها والقليل من نحرها ..
تعطرت واعادت تثبيت الكُحل والحمره وخرجت له ...
لم يرفع نظره لها ولم يُعلق بل كانت انظاره مُثبته على التلفاز .. متعمدآ اثارة غيرتهآ ..
وتحديدا على حليمه بولند ...!
كانت تحاول لفت انظاره بكثرة حركآتها لكنه لم يهتم ...
اخيرا نظرت للشيء الذي شتت انتباهه عنها وجذب انظاره له ...
لتجده ينظر لتلك المذيعه ويبتسم ..
جُلّ تركيزه عليها ولم يرمش له جفن خشية ان يفوت عليه شيئا من حركاتها وسكناتها ..
بغيره انثويه علقت ..
/ يوووه ياثقل دم هالانسانه ..
يخي دايما تستخف دمها .. وتدلع يعني اني دلوعه ..
ابتسم اكثر محاولا منع ضحكاته الصاخبه لتردف بقهر ..
/ الله يخلي عيادات التجميل اللي خلتها صوره .. والا قبل بسم الله توحش شينه ..
علق ... وعيناه لازالت عليها ..
/ بالعكس ماشاء الله*
فطفوطه وحلوه ودلوعه ..
شهقت وهي تلطم صدرها ..
/ بطبوطه مهيب فطفوطه ..
ودلعها سامج .. ودمها ثقيل ..
اصلا لو اني مذيعه بطلع احلا واملح منها ..*
مساكين الرجال كل شي يخدعهم ..
ضم شفتاه بصعوبه وهو يشحن الجديه في صوته لينهرها ...
/ لاتغتابينها حرام عليك ..
اهديتيها اعمالك وهي عنك غافله ..
وقفت قُبالة التلفاز وهي تُطفئه وتتخصر باعتراض ..*
/ ماشاء الله موكلتك محامي عنها هي ..!
لا وبقواة عين تقز .. كنها من باقي اهلك ..!
ببرود تمطى ..
/ عادي هي اللي عرضت روحها مارحت ادورها انا ..
وبخبث ..
/ والا غيرانه عشانها احلا منك ..
بذات الخُبث ...
/ وليش اغار .. بتاخذها علي مثلا ..!
اصلا ماراح تحصل لك ولا في احلامك حتئ لو تمنيت فليش اغار ..!
واصلا عادي .. يعني انت بتغار مثلاا اذا قلت الشيخ العريفي احلا منك واملح *...!
**
بقفزه واثبه وقف مقابلا لها ..
انتم يالحريم تتابعون العريفي عشان زينه مهوب عشان حديثه ..
رفعت اصبعها معترضه ..
/ لاتحط في ذمتك .. اسلوبه شيق وممتع ويجذب ..
عاد بالنسبه للشكل ما اجمل الدين والدنيا اذا اجتمعت معا ...
ع الاقل اناظر شيخ انا مهوب فنانه مثلك ..*
.. افحمتك هاه !
.. تلها بيدها لتتبعه وهو يردف بغيض ..
/ شيخ والا فنان .. غضي البصر مايجوز .. عيب عليك ..
اخذت نور تُقلب بطاقة العائله بين كفيها وهي شاردة الذهن ..
نبهتها والدتها ..
/ نور وش تفكرين فيه ..!
سألت والدتها ..
/ ليش ابوي يناديك نوره واسمك عايشه في البطاقه ..!
لاتقولين لي ماأدري ليش .. لأني متأكده انك تدرين*
بس مثل كل مره ماتبين تقولين ... ليش ..!
تنهدت والدتها لتعترف بحُزن وفضفضه ..
/ انا واختي نور ولدنا في السعوديه .. وماعمري زرت باكستان الا مرتين في حياتي وكلها قبل اتزوج ..
خالطنا الناس هنا وتعلمنا لهجتهم واكلهم وعاداتهم وتقاليدهم .. حتى اللي مايعرفنا يتفاجأ اننا مهوب سعوديين ...
ابوي يشتغل عند جدك بناي وسواق ومزارع ..
وجدك خذ عليه وصار ابوي يفهم للشغل اكثر من جدك نفسه ..
ابوي اهله اصرو عليه يجي يتزوج وياخذ بنت عمه لايسبقه عليها احد ..
وفعلا تزوج وجدك قال له جيب مرتك معك وانا اسكنكم ..
مشت الدنيا وابوي جاب نور ثم انا ..
نور اختي جميله مثل الملاك .. ابوك شافها وقلبه وجسمه اعتل ..
ماعاد ياكل ولايشرب وابوه رفض يزوجه بنت الباكستاني ...
بعد وفاة جدك .. ابوك تزوج نور غصب عن الراضي والزعلان ..
قاطعوه الجماعه وعمانك وعماتك الا عمتك حصه ...
وجاب منها بنت وتوفت في نفاسها بسبب مجهول ..*
لكن اخر طب سوته الكوي وجاها نزيف وماتت ..
يقولون كان معها سيوله في الدم والكوي مايناسبها ..*
وناس قالو عين على جمالها وحظها مع ابوك ..*
وناس قالو سحر معمول لها والله اعلم ...
بعدها ابوك غير اسمك من نوره لنور ..
وابوي يوم شاف حزنه على اختي نور قاله بزوجك عايشه
الخوات نفس بعض ...
خذني وماكان يصرح لي بشي من مشاعره لكن واضح في تعامله ..
اول مشوار رحت معه له كان للمستشفى .. سألوه عن اسمي ..
تفاجأت انه يقول لهم ( نوره عبدالكريم خان ..!)
همست له بخجل وحزن ..
اسمي عايشه مهوب نوره ....
سفهني وسكت ...
سألته بعد ماطلعنا من موعدنا عن السبب .. قال بضيق ...
/ نور ونوره نورٍ في القلب
بناديك نوره يمكن قلبي يشفق عليك ويحن لك ..
ماجبت منه عيال بسبب عقمه بعد مرضه ..
.. *وهو رفض يطلقني بحجة تربية نور ...
.. ومره دخل علي هو وحصه ومعهم صغير يالله يخطي *..
سألت منهو ..!
مارد علي ... وجه كلامه لحصه اخته ...
/ يالله حصوص ارضعي خالد عشان يخاوي نور ...
تعبت حصه معه وهي تحاول ترضعه لانه كان يرضع صناعي وماتعود على الطبيعي ..
اما انتي فكانت قد رضعتك من اول ماولدت هي ...
ورحمكم ربي بوفاة بنيتها ... فصارت ترضعكم يخف صدرها ..
**
.. اقتربت نور من عائشه وهي تحضنها ..
يمه عايشه ماراح احب احد كثر حبي لك ..
بس انتي تفرقين بينا في المعامله انا وخالد ..
مع اننا كلنا ماحنا من رحمك وكلنا ايتام ..
هزت رأسها برفض ..
/ خالد ما اكرهه .. واحيان كثيره ارحمه ..
لكن انتي من لحمي ودمي واعرف امك وابوك ..
واغليك اكثر منه غصب عني ... الدم يحن يابنتي ..
تراجع بهدوء وهو الذي التقط سمعه ( اغليك اكثر منه ) ..
خرج يمشي على غير هُدى ..
.. رفع رأسه للسماء .. كم تمنى لو يكون الآن طيرا يرف بجنآحيه في هذا الفضاء ..
ويترك الارض التي ضآقت عليه بمآرحبت ..
.. كثيرا مآ يفكر بوالدته ووالده لكنه يقترب للجنون حينهآ ..
التفكير بهمآ يوصله لليأس والقنوط وعتمة الطريق ..
.. في هذه الاثناء رن هآتفها الذي يستقبل المكالمات ولآ يُرسل ... اجابت وهي تنزوي في المطبخ بعيدا عن والدتها لتجيب ..
/ هلا ام توفيق .. بشري ..
الدلاله ( ام توفيق ) وهي تقضم الحب وتبصق قشوره بلآ مبالاه ...*
/ *ايوا نور ..*
انا هسلت ليك شوغل اند شيبه واجوزه ..
ليكي ( 1800 ) وليا 200 ريال عموله ..
بُكرا الاسر تروهي سوق ( هجاب ) مدام تاخدك من هناكا ..
*
*
نور بخوف وهي التي ستجعل والدتها امام الامر الواقع ..
/ مشكوره ام توفيق*
انا اعطيك الحين 100 وميه ثانيه اذا عطوني الراتب ..
قلتي لهم اني من ربعكم ..!
ام توفيق / لا تهافي انا قولت هذي اخت زوجي ..
اغلقت الهاتف وهي تشد على شفتيها ..
كيف ستقتنع والدتها ...!*
..
غاضبه جدا جدا ومتعبه جسديا وفكريا ونفسيا من وسم وابيها وتعب العمل هذه الليله ..
وهذا ظهر اثره جليا في تصرفاتها ...
هتفت بها شيخه ..
/ ياختي محتره منه كلميه وبردي خاطرك منه
مهوب تحطينها في مواعيناااا كسرتيها وحشرتيها بلا ترتيب ...
بتفريغ *لما بداخلها ..
/ تخيلي راح حاله من حال الضيوف ..!
ولاقال حتى وش تبون ووش ماتبون ..
ولاحتى عبَّر عياله ع الاقل وسأل من راحو معه والا من حضر منهم اصلاا ..
لا وبعد من زين حلاياه يقول لمصعب كنسل سفرة امك لدبي*تبي تروح روح بلحالك ..
يعني يوم مافكرت اسافر مثل خلق الله واشوف الدنيا بعد شقاي مع هالعيآل يمنعني ..!
.. وهو دوبه راجع من لندن مغير جو وموسع صدره *..!
اناني طول عمره .. بروح وبجي وبنام على الجنب اللي يريحني*
وانتم كلكم امشيكم على كيفي ...*
احست بأنها تحدتث اكثر مما يجب لذلك صمتت فجأه ..
وشيخه المستغربه لانفعالها نطقت اخيرا ... خلاص اسكتي سمو جت ..*
.. سمو وبيدهآ كيس يحوي مخلفات بعض الحضور ..
حذاء طفله .. ايبود .. اسوره اكسسوار .. كُحل .. رضاعة طفل .. وغيره وغيره ....
ابتسمت بتعب ... وهي تردف ..
/ بعض هالحريم كنها منخل تمشي وتخر اغراضها ..
طالعو وش لقيت عقب الضيوف ...
ضحكت شيخه على تعليقها لتردف ..
/ ههههه ولاعقب يومين لافقدته دقت تسأل عنه ..*دوروه والحقوني به ..
يالله كبيها كلها في الزباله ..
عشان يتأدبن ماعاد ينسون شي ..
شيهانه باعتراض ..
/ لاخير وش تكبها .. اغراض ناس ماهيب لنا نتصرف فيها
كثر الله خيرهم حسبونا وقدرونا ووجبونا في فرحنا .. وحضرو ..
خذيها معنا واللي بيفقد شي ويدوره نعطيهم اياه ..
واللي يقعد نتصدق به على احد واجره لهم بأذن الله ..
.. تركت مآبيدها وهي تنوي الاتصال بمصعب او احد اخوتهآ ليحمل الاغراض الثقيله ..
وقبل ان تضع اصبعها على الاسم اضاءت الشاشه بااسمه ..
( ابو مصعب ) ..
احست بنبضات قلبها تزيد وتتسارع كـ سُرعة انفاسهآ ..
فتحت الاتصال ولم تتكلم .. خشية ان يفرط لسانها بثرثرة غاضب تُقلل من شأنها ...
اما هو فقد شد الهاتف لاذنه كثيرا عله يسمع اجابه ..
والنُّعاس والكسل يُخدره .. وبِبُحة النوم تكلم ..
/ الووووو *الووووو الوووو
...شيهاااان تسمعيني! ..
استغفرت بداخلها ثلاثا لتُجيب وهي تُحاول كظم غضبها ...
/ نعم .. ايه اسمعك .. وش تبي ..
سألها وهو يتثآءب ..
/ مشيتو من الاستراحه والا للحين ..!
بغضب فرط منها ..
/ لا فيها من بيودينا يعني ..!
رايح مع المعازيم كنك ضيف معهم ..
ولاسألت عنا من بيجيبنا ومن بيودينا ..
باستغراب سأل ..
/ لحظه ... انتم الحين بالاستراحه والعيال راحو ماوصلوكم للبيت ..!
والا كيف مافهمت ...
شعرت بشيء من الخجل .. فقد بآلغت في وصف ماهُو عليه وضعهم دون انْ تشعر *..
ثم لاتفسير لغضبها من الوضع الا انها افتقدت حضوره فقط .. هكذا سيظُن ..
لتردف بتلكُّؤ ..
/ لاا العيال فيه ...*
بس كلهم شباب صغار ماجسرنا نجلس معهم ..
ماغير مصعب وناصر ونايف وعيال خالتي الصغار ...
اردف باطمئنان ..
/ اهااا لاماعليكم الا العافيه
فيهم البركه ..
اذا وصلتو دقي علي علميني ..
يالله فمان الله ....
اغلقها ليخلُد للنوم بينما هيَ النَّوم جافاها ...
.. سُحقآ له ولمنْ يهتم لأمره ..*
ليست هي بالتَّأكيد ...
.. ركبت بجآنبه دون ان تُسلم او تنطق بحرف ...
سألها مُدعيا الغضب ....
/ قلت لك 5 دقايق واطلعي وش اللي أخرك .....!
نظرت له بهدوء .. لتتنحنح تُريد موآزنة حروفها قبل انْ تنطقها ... وبهدوء سألت ...
/ بُشرى تسلم عليك ..
ارتبك قليلآ وتتأتأ في حروفه وهو يتجاهل ماتقول لتترقب ردة فعله بسكون ...
وكأنه لم يسمعها قال لها ...
/ ااااططيارتنا للجنوب بكره المغرب ..
والغدا اذا تبين اوديك لاهلك ماعندي مانع ..
بس الساعه 5 وانتي جاهزه عشان نروح المطار ..
واغراضك وشنطتك قفليها قبل تروحين وحطيها عند الباب .. عشان ما نتأخر ..
تكتفت وهي تلآحظ تهربه وربكته ممآ القته للتو على مسامعه ...
.. صمتت قليلا .. تُريد ان تناقشه في وقت اوسع وفي مكان افضل ..
يجب ان تعرف عن مآضيه ماتجهله ..
لا ان تنتظر الصدمآت لتفجعها بما كآن من سآبق حيآته ...
.. نظرت لصحنها بتأنيب ضمير ..
للتو عآدت من عشاء فآخر وتنآولت اشهى المقبلآت والسلطآت والمشاوي والمحآشي والسباقيتي فضلا عن الارز واللحم ...*
منهية طعامها بقطع من الحلوى اللذيذه من فاكهه وكعك وكرآميل وحلويآت اُخرى ..
والآن الساعه الثآلثه فجرا تشعر بحاجتهآ للأكل والاستمتاع بمذاقه ...
وضعت امامها اطباقآ من الحلوى الطحينيه وجبنة الفيتا المآلحه*
ومخلل الزيتون ومُربى الفراوله مع قشطه كريميه ..
تأففت بتُخمه ..
/ حمدلله ع النعمه .. عدو عيني مآ يلقاها ..
بقوم اسوي لي شاهي اخضر يهضمها ....
نظرت لها والدتها التي كانت تصلي الوتر بأسف وغضب ..
/ عزه منتيب صاااحيه توك راجعه من عشا وخير وتاكلين هذا فوقه ..!
بزر انتي ماتعرفين مصلحتك ...!
جنوبك بتطقق من الخير والسمنه طالعه كنك برميل ..
جسمك جسم حرمه معيله ومعها عشره مهوب جسم بنت ...
كانت والدتها تظُن ان اسلوب السُّخريه والعتاب سيجدي نفعا معها .. وهذا ماتستخدمه معها حين خلوتهما معا ..
اما في حضور احد .. فهي تدعي ان سمنتها مرضيه لا عن فرط اكل ..
لكن عزه وبعناد اجابت ..
/ كيفي معي عشره والا عشرين ..
حتى النعمه بتحرموني منها ...
حوقلت والدتها وهي تُحاول اقناعها ...
/ البيت واللي فيه تحت امرك ولا بخلنا فيه عليك يابنتي ..
لكن خايفين على صحتك ونظرة الناس لك ..
ظنك جسمك بيتحمل هالاكل الملخبط ..!
لاوالله وتشوفين اذا مادقتك الامراض ماوصلتي الثلاثين ..
سكر وضغط واملاح وكوليسترول وقلب ورماتيزم وغيره وغيره ..
اذا ما انتبهتي لنفسك وعرفتي مصلحتك ترا محد بيهمه لو طحتي مرضانه ..
عزه وفي نفسها شيء لاتستطيع البوح به ..*
وتهرب منه لتفرغ هروبها في الافراط بالاكل وقفت بملل ...
/ طيب والمطلوب مني الحين ..
اصوم عن الاكل والشرب ...!
والدتها بتودد ..
/ لاا .. بس وش رايك من بكره نراجع اخصائي تغذيه
وتمشين ع اللي يكتبه لك وتلتزمين فيه ...
عزه بتهرب ...
/ طيب بس مهوب هالحين ..
لين يبدا الدوام عشان اقدر امسك نفسي ...
الاجازه كلها طلعات وسفريات وعزايم ومطاعم ...
تنهدت والدتها باحبآط ...
تعلم ان تحجِّجها يعني الرفض ..
*
**
صبآح الغد استيقضت بفزع وقلبهآ يخفق بشده ..
فهي لم تنم الا بعد شروق الشمس وبعد ان ارهقها التفكير بوسم وراجح ...
فـ وسم صدمتها فيها كبيره .. ذبلت كثيرا خلال اسبوعين فقط من زواجها فكيف ببقية العمر ..!
وراجح يبدو لبقاً في تعامله معها ومع ابنتها سيكون اكثر لباقة بالتأكيد ....
ارقهآ سبب ذبول ابنتها .. لاشك انه راجح .. لكن مالذي فعله راجح لتنطفيء شُعلة نظراتها المرحه ..!
كآنت تظُنه كابوس مُزعج ..*
لكن الطرق لازال مُستمر ..
تخبطت في خطواتهآ الفزعه وهي تتجه للبآب ولسانها يلهج بالذكر والتعآويذ ...
يدا تمسك بها قلبها ليهدأ والاخرى تمسك بالبآب لتفتحه بسرعه والخوف يتجلآها ...
برقت عينآها امآم بيآض لآح وابتسآمه عذبه لتفتح عينآها باندهاش ...
في حين هو اتَّكأ بكتفه على اطار البآب في حين تراجعت هي وهو يتقدم ...
نظر ليعينهآ المُتفاجئه غير مبآل بهما ليهمس بعذوبه ..
/ صباااااح الخير ي كسوله ...
نطقت اخيرا ...
/ شرررف ....!!!!!!!
_____ نلتقي مع الشهآنه وصقآرهآ 🌹______
|