السلام عليكم ..


.. اخجلوني الاخوات بطيب اخلاقهن ..
فقد نسيت القاء السلام في بداية كل جزء ..
وهناك لفته كريمه لاحداهن ان ابدأ الجزء بفائده او ذكر تجعل في مجلسنا ذكر لله*
كي لايكون حسرة علينا يوم القيامه ..*


: قال الله تعالى : { فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } . [ الروم 17 ] .*


سبحان ربي العظيم وبحمده
___________________


( 6 )



.. لثوآن وهو يتأمَّل ذآك الشَّآب الآسْمر النَّحيل ..
.. رُبَّمآ نحآفته جعلتْ طُوله مُلفتآ للعيآن ..
.. نظرَ لهُ بِتقييم نظْره كُلِّيه سرِيعه .. وقفَ بعدهآ وهوَ يمُدُّ يدهُ لهُ بِترحيبْ مُعتدل ..

هوَ الآخر مدَّ يدهُ ليتلقَّى تلك اليد الممدوده لهُ بترحآب مُمآثل .. سأل مُستفسرآ ..
/ انتْ ابو مصعب ....!

اجآبه بِبشآشه ..
/ وصلت خير .. ابو مصعب بشحمه ولحمه ..
وأشار بيده ليتفضَّل بالجلُوس ..

علَّق الآخر .. معك راجح .. كلمتني امس ..
.. آمر يابو مصعب ..!

ابتسم شرف وهو يستشف بعضآ منْ خصآل هذآ الاسمرآني ..
.. يبدو وآثقآ منْ خُطوآته .. عمليآ جدآ ..
وهآتآن خصلتآن جيدتآن مبدئيآ ..

.. تحدَّث شرف وهو يُسلِّط نظرآته على عينيه ..
/ ابوك خطب لك بنتي الكبيره ..
وماكنت انت موجود ..
ماخذت الامر على محمل الجديه خصوصا انك ماكنت موجود .. والخطبه صارت بلحظات بلا تخطيط ..
حتا شكل ابوك مايعرف شي عن بنتي ..!
لكن ابوك رجع يأكد الخطبه واتصل علي يسأل وش صار ..*
وانا سالت عنك والكل ماشاء الله اجمع على انك كفو و رجال ..

.. ارخى رآجح جسَده على المقْعد الجلْدِي الرَّمآدي
وهو يُبلًّل شَفتيْه ..
/ فعلآ آبوي خطب لي بدون علمي ..
لكن عآدي .. مآتفرق معي ..*
اصلآ انآ مره مآنيب فآضي للزوآج والقلق ..
لكن مآدام ابوي يبي .. مآتسوى علي ازعل الوالد عشآنه ..

.. رفع شرَف حآجبه مُتعجبآ منْ اُسلُوبه .. ومنْ تعمّده اظهآر عدم المبآلآه .. وسأل ..
/ انت مملَّك ومطلَّق قبل ..
ممكن آعرف السَّبب ..!

تغضَّنْ جبينه وآردف بِسكُون ..
/ لآ طبعآ .. هالشَّي خآص فيني وفي بنت النَّآس ..
واللي يخصَّكم اسألو عنَّه برآحتكم .. منِّي او منَ غِيري ..
.. الاَّ هي العروس وش آسمهآ *..!
ههههه حتَّى اُبوي مآيعرفه .. يقُول حُول السَّمآ ..!

.. غرِيبْ هذآ الـ( شَّرف ) يثُور لاُمور لآتستحق الثَّورآن .. ولآ يُبآلي لآمور تُثير الآعصآب ..
فـ بُرُود هذآ الرَّاجح مُستفِّز ولآ يُبشِّر بالخير ..
ورغمَ ذلك .. يُجيب بآبتسآمه ..
/ سمُو .. اسمهآ سمُو ..
لأنهآ منْ جتْ لهآلدنيآ وهي سآميه على غيرهآ منْ البنآت ..
وطلآقك الاول حقك تحتفظ في اسبآبه لنفسك ..
.. آذا ينآسبك تخلّص امُورك هاليومين *والخميس نملك على بركة الله ..
وطبعآ تفآديآ للاحرآج وعشآن تكون على بيِّنه .. هي شآرطه بيت مُستقل وتكمّـل درآستهآ ..

.. تنحنح رآجح وهو يُرْدِف ..
/ آحم .. مآعندي آعتراض آبد ..
بس بعد آذنك قبل نرتبط بكلمه وعقد آبي آشوفهآ شوفه شرعيه ..

هزَّ شرف رأسه مُوآفقآ .. مع انَّه لآيودُّ ذلك بدآخله ..
/ اووك .. لكن بخليك تشوفهآ بدون لآتدري هي ..
انْ جآزت لك تممنآ مسعآنآ .. وانْ مآعجبتك يآدآر مآدخلك شر ..
.. وبالمقآبل اكيد بخليَّهآ تشُوفك بدونْ لاا تستعرض قدَّامك ..
.. المُقآبله رغْم هدوُئهآ ظآهريآ .. الاَّ انَّهآ كآنت اختبآر وتقييم كُلٌّ للآخر ..

.. خرجَ رآجح وتنآول شرفْ هآتفه مُبآشرةً وبلآ أدنى حرج اتَّصل بآلشَّيهآنه ..
ولكنَّ منْ اجآب هي وسم .. علَّقتْ مُشآكسةً له ..
/ حركآآت جوآل ومكآلمآت من ورآنا ..!
ههههه بس شيبآن .. تكلمونْ بالقوآيل مآهوب تآلي الليل .. يالبَّا الرِّومآنسيه ..

.. رفرفَ قلْبُه شوقآ لمُجرَّد انْ صوَّر لهُ خيآله احآديثُ سمرٍ و غزلْ ووله وقْتَ السَّحر معهآ ..
لكنَّه سُرعآن مآعآد لوآقعه مُعنِّفآ خيآله وقلبَه .. لـانسيآقِهِمآ خلفَ اضْغآثِ الآحلآم تلك ..
.. تجآهل تعليقهآ ليُردف ..
/ عطيني امك اكلمها .. ابيها ضروري ..

بحرج أجآبت وسم وهي تُلَمِّح بعدم رغبة والدتهآ في الحديثً معه ..
/ امممم *هي اللي عطتني الجواال وطلبت مني ارد عليك ..

.. اهاا هكذآ اذن ..!
تظُن انَّهآ بهذآ التَّصرِّف تضع حوآجز وحدود بينهُمهآ .. لكنَّه لمْ يُجآدل ولمْ يُطل الكلآم بل انهى مُحادثته بـ أمر ...
/ طيب انا جايكم الحين ..
وتراي ماتقهويت ولا افطرت ..
ولا احب شغل الشغاله خلي امك تجهزهن لي ..
مع السلامه ...


.. هنآك على قهوة الصَّباح كآن يأكل نفسه غضبآ من غطرسة ذآك الشَّرف وسلبية ابيه تجاهه .. رفع صوته ثآئرا دونَ ان يشعُر بذلك ..
عقاب ووجهه مُحتقن دمآ ..
/ الله يرضى عليك يا ابوووي*
وراك رحت له من دوني ولا علمتني ..!
اني خابرك لاشفته بتجي من دونها ..
.. ادري انه مهوب كايده عليك تجيبها معك .. بس مدري وراه انت ما اشتهيت تاخذها منه من ورا خشمه ..!
انت متسااهل معه كن اللي يسويه جايزن لك ..!

علق والده بهدوء يُعاكس غضب ابنه وبنظره للآُفق ..
/ تبي الصدق والا ولد عمه ..!*
الصدق اني ما ابيها تطلع من بيته ..
ولو طلعت فهو على كبدي طلعتها ..
لكن شيهان من بدْ بناتي قلبي مآيقوى يردها عن شي تبيه ..
ولو تقول يبه الشمس تشرق غرب قلت انتي صادقه وكل العرب يتوهمون ..
.. وسوايا شرف فيها تراها موجعتني قبل توجعها ..*
.. ولاجازت لي فعايله ولا ارضتني ..
لكن عقب هالعمر ودي ترجع لابو عيالها اللي تعرفه ولا حدن غيره ماتدري وش خيره من شره ..
والا جت في ذرآه بتاخذ حقها منه من بين عيووونه .. ترا الشيهان ماهيب سهله ولاهيب طير مكسورٍ جناحه ..

.. بعدم اقتناع .. اجاب مُرغما وبقهر ..
/ ابكيفك اجل انت وبنتك ..
برفع يدي منهآ ولاعآد لي دخل فيهآ ..
لو آشوفه يشرب من دمهآ قدامي قلت له عساك على القوه ..
.. كل ماجيت ابي افزع لها خذلتني ...


.. ركل ابيه الـ ( المركى ) الذي بينهمآ بغضبٍ مِفاجيء ..
/ هذي هقووووتي فيك ...!
هذا وانا حي تهددها اجل عقب عيني وش بتسووي فيها ..!
.. مادامت حيٍّ لها فانا ذخرها وسندها ولاحدن له كلمة عليها غيريً..*
ولامت ف هي وخواتها وامك من ذمتي لذمتك ..
.. امنتك لاتخذلهن ولا تقهرهن ولا توجعهن بكلمه ..

طأطأ رأسه تأثرآ وخجلآ ..
وبصمت اخذ ( شمآغه ) وخرج ..
لا يعلم اين سيقصد .. لكن كلام ابيه ضيَّق عليه انفآسه ..
يُريد فُسحةً منَ الفضآء لِيُبدد الالم ..


.. استيقظ الفهد بمزآجٍ سيِّء على غير العآده ..
فـ آخواه شرف و محمد يُضيقآن الخِنآق عليه ويريدآن أجبآره على مالآ يشتهي ..
.. بعينٍ واحده والاُخرى لازآلت مُغلقه بِكسل .. نظرَ الى سِجِل مُحآدثآته دونَ انْ يُبيت النيَّه للرَّد على مآ اتاه الآن ...

.. بدأ بالأهم فـ المُهم فـ العآدي الى انْ وصل للرَّقم المُدون بدون اسم .. ليجد مُحآدثه وآحده *وارده فقط ..
( سوري استعجلت وبآركت لك قبل الملكه .. هههه يالله فآل وكآن وبرجع ابارك لك مره ثآنيه بعد الملكه ) ..

بملل رمى بهآتفه .. مآهذا السُّخف ..!
يكره اللَّعب مع الصًّغآر وارغآمه علئ فكًّ الرموز وتحليل الاُمور منْ عسآه ان يكون ..!

.. القى ب ( اللحآف ) بعيدآ عنه ونهض بِخفه تُخالف نفسيته الثَّقيله لهذا اليُوم ..
دخل الحمَّام واغتسل .. زفر بضيق ..
كآلعاده ضيع صلآة الفجْر بالسَّهر والنوم ..
نظر الى وجهه بالمرآءه ..
لمْ تعُد ملآمحه تحْمٍل البرآءه والفُتُوٌَه *.. بلْ بآتتْ تنْضَح بالرُّجوله الفَضَّه ..*
وهُنآ و هُنآك شُعيرآت بيضآء كاشآرات تنْبيه لـ خطر الكِبر واشتعآل الرَّأس شيبآ ..
.. تعوَّذ منَ الشَّيطآن وتوضَّأ وصلَّى ..
ومآ انْ سلَّم حتَّى وجد مِصعب وآقفا على بابه ..
/ يالله عم ابوي يناديك للقهوه والفطور ..
ترانا بالمجلس ..
يالله يمدينا نفطر قبل صلاة الظهر ..

.. تمطط بكسل .. واجابه ..
/ مآبي فطور ولاقهوه .. بكمل نومي ..
قبل الصلاه بنص ساعه قومني ..
التحف واكمل نومه .. وخرج مصعب يبلغ الرّـساله .. ويأتي بسمو من جآمعتهآ ..

.. اما هو فـ بدأ فعلآ يتقمَّص شخصية الآب المسؤول .. سأل بحده ..
/ ورى الشعب غايب ...!
مادوام الا سمو ومثنى بس ..

اجابت وهي تجلس في ابعد نُقطه عن مجآله وبعد ان ارغمهآ بالخروج له بِحُجة خطبة سمو ..
/ وسم عندها موعد تحليل ..
ومصعب مارجع من المكتب الا مستأذن منك ..
واخوك من امس قايل لاحد يصحيني منيب مدوام ..

تجآهل الجميع و بنبرة سيطره مقَصُوده ..
/ وانتي ..!
وراه غايبه .. ماعندك مدرسه ..!

نظرت لهُ من خلْفِ غطائهآ مُتعجِّبه من وقآحة سُؤاله .. كآنت ستُجيب بِمثل وقآحته ولكنْ للتَّو ادركتْ وجُود وسم بينهمُا فـ اجابت بأدب واختصآر ..
/ تبي اخلي بنتي تروح للمستشفى لحالها ..!
انا استاذنت وطلعت ..

.. وكأنمآ قد رضي بعد انْ برَّرت لهُ اسبابهآ واعذآرها ..
.. فـنثر جسده برآحه على الـ ( كنب ) لًيُردف ..
.. اهااا صح قالي مصعب انه بيطلع يجيبك بس شكلي نسيت ..
والتفت لـ وسم ../ امي هآتي لي مويه بارده ..
.. وبجيك ماهوب بكآس .. وغسلي الكاسات زين .. ونشفيها بمنآديل مهوب بفوطه ..
.. كآن يُريد منْ كُل تلك الاوآمر انْ تتركُه في خلوه مع شيهآنته ..
.. وبعد انْ ادركت مآيقول وقفت بِتوتر ..
/ اناااا بدخل اجيب لك ..*
وبعد بحيب الفطور على دربي ..

.. لكنَّه بِخبث تمآدى في حبْكًه ..
/ والله ماتقومييين .. تقومين وبنتك عندك جالسه ..!
ثم انا ابي اذووق نفع بنتي ..
مشتهي الفطور من يدينها لو انه خبزه وجبنه ..
قفزت وسم ببرآءه وحمآس لِتشجيع ابيهآ دون ان تنتظر مُوافقة امهآ وهي تشير لعينيهآ ..*
/ من عيووووني احلاا فطور لاحلااشرف ..


.. امَّا هي فـ تقيس بُعد البآب بعينيهآ عن مكآن وقوفهآ .. وهل يُمكنها الـ....
.. انتشلهآ صوته منْ عُمق تفكيرهآ وهو ينآديها .. وفنجآنه بيده ..
/ منيب مقهويتني يابنت عمي ..!
برد فنجااالي ...

قشعريره سرت في جسدهآ واطرآفها ..
مآذا لو دخلَ احدهم وهُمآ في هذا الوضع من الخلوه ...!
تقدمتْ بخطُوات مُتردده وهي تُمسك بابريق القهوه كي لايفلتَ منْ يدهآ ..
أمآ هو فآنتظرهآ ان تمُدَّ يدهآ لِتأخذ فنجآله من كفه *..
.. لكنهآ ردتْ كيده في نحره بأن تنآولت فنجآنآ جديدآ وسكبت فيه منْ القهوه السَّاخنه ووضعتهآ امآمه على الطَّاوله ..

علَّق مآزحا ..
/ افاااا ذي سلوم بنت ابو عقاب لاجت تقهوي ضيوفها ..!
ذي طرده ماهيب قهوه ..
يعني هااك فنجالك اشفطه وتوكل على الله ..

.. جلست على المقعد خلفها وهي تُضفي غطائها جيدا وتخفي كفيهآ في السّواد .. واردفت ..
/ جعله يسلم ابو عقاب .. مايربي الا على كل علمٍ طيب ..
بس وش تقول في من تضيع فيه طيب التربيه ..!

.. ضحك بشده .. / هههههه عساا مهوب انا المقصود ..!
.. واردف بلمز .. *اي والله ونعم في ابو عقاب ومن ربى ..
والا وش مطمعنا في قربه وقرب من على الطيب تربَّى ..!


.. كآن سيبوح بشيء ممآ يحمل قلبه ولو القليل .. فـ هذه فرصه لآيُريد ان يُفوتهآ عليه ..
.. لكن وسم كآن لهآ دُخول غبي في نظره .. فـ هي لم تغًبْ الا دقآئق عنهمآ ..
انزلت دورق المآء والاكواب .. وبسعاده اردفت ..
/ ثواااااني بس والفطورعندك ..
اصلا امي مجهزته في الحافظه ..
بس باقي ارتب المعلبات واجيبها ..

.. هزَّ رأسه موافقآ لحماسها وفرحتها ..
/ طيب يا امي خوذي راحتك لا تعجلين عشاني ماوراي شي ..

خرجت لتدخُل سمو وهي ترمي حقيبتهآ ومُذكراتها بحبور ..
/ هلااااا وغلااااا*
ابوووي هنااااا .. وانا اقوول ليش الجو اليوم حلووو ..
.. عانقته وسط ترحيبه واظهاره لحبّها في قلبه*
وسعادته بقربها .. *
ليأخذ الحديث منحنى اخر ..*
وهو يُخبرهم بموافقته على هذا الراجح ..*
ومزاياه وانه يثق بنظرته الثاقبه للرجاال ..

.. شيهانه لم تمانع ابدا ..*
فمدام رجلاا يستحق ان يُقرَّب فليكُن ..
اما سمو فقد كانت ردة فعلها عنيفه جداا ..
اخذت تبكي وتنشج وتتوسل لابيهآ ان يترك لهآ حُريَّه الاختيار .. !
اما هو فردة فعله ايضاا غير مُتوقعه ..*
الكُل كان يظن انَّه سيصرف النَّظر عن هذا العربس بعد رفض سمو المبالغ فيه ..
لكنه تمسَّك به وبشده .. ورغم حُبَّه المفرط لبنآته الا انه كآن قآسيا في اجبارهآ على المُوافقه وعدم الرَّضوخ لدموعها المُترجيَّه ..

.. وقفت شيهانه بينهمآ كوسيط بعد ان رأت انهيار ابنتها ..
وشدة رفضها له ..
/ ياخي خلااص البنت ماتبيه .. ولا ارتاحت له ..
كل شي يجي بالغصب الا الزوااج ..*
خلها ع كيفها تاخذ اللي تبي ..

.. صرخ بها وعينآه تقدح شرآرا ..
/ انتي اووص ولا كلمه ..
مالك دخل بيني وبين بنتي .. اعرف مصلحتها اكثر منك ..
والا معجبك حالك المايل من سبة دلع ابوك لك ..!
.. انا منيب مخلي بنااتي تضيع حياتهن علشان دلع ماله داعي ..

.. رعشه ألمَّت بجسدي وسم وسمو ...
اما مصعب فحاول ابعاد ابيه عن اُمه وهو يتفلَّت .. يٰريد ان يقترب منها .. وجعل جسده درعا دون امه ...
/ يبه اذكر الله ..
امي ماقالت شي .. ولاتحط حرة سمو في امي ..
التفت بغضب لسمو ..*
/ الله ياخذك ياالسوسه *شبيتيها بين امي وابوي بسبتك .،
ارتحتي الحين ..!

.. ثآر دم الشّـيهان بقووه ..*
وكان سينفلت لسانها بسبآب ورد اعتبار لكرامتها امام اولآدهآ ..
لكنها في اللحظات الحآسمه اطبقت شفتيها بشده كي لاتندم ..
.. فليس كُل شيء امام الاولاد يقآل ..
خاصةً انها جعلت من ابيهم في اعينهم طوآل هذه السِّنين بطلآ مغوار لآيُشق له غُبار ..
ومآهو الا مزاجي .. اناني .. متقلب .. ظالم ..

.. همست بحده .. وخرجت منها كلمات لم تردها ان تخرج ...
/ هذا بناتك عندك .. اشبع بهم ..
وزوجهم لأول ساقط يطق بابك عشان تعاندني بسً .. تركتهم وخرجت ..

.. تكلمت وسم وعيناها تفيض من الدمع ..
/ اذا يبيني انا ابيه ..
ابي اخذه بدال سمو ..

حقيقه لم تكنْ موافقتها من بآب التضحيه وحلآ للمشكلات ..
انما في الواقع انهآ اُعجبت بشخصيته وابيها يتحدثُ عنه ويصفه ..
وقد خُيِّل اليها انه مُقارب لشخصيَّه ابيها التي هي مُعجبة فيها اشدٌَ الاعجآب ..
فـ دائما هي على يقين انَّ ابيهآ مُتفرد عن الابآء في كلًّ شيء ..

.. اما سمو فٓ فعلاا بندم ارادت ان تترآجع بعد مآحصل بين والديها من شدًّ وجدب بسببهآ ..
.. لكن وسم فاجأة الجميع بطلبهآ الغير مُتوقَّع ..
.. بدأ نبض ( شرف ) بالهدوء تدريجيا وهو يزفر بعمق ..
/ بعدي بنتي .. والله ماتندمين ..
ابوك مايبي لكم الا الخير والزين ..
ولو انه ماجا على الكيف يحلم يمس ظفر وحدة منكم لو معه مال قارون ..

.. جلس يُشرب كوبا من المآء علَّ برودته تُخمد عروقه المستنزفه ..
.. ثوان وسمو تنكَبُّ على كفيَّه مُقبله معتذره باكيه متأسفه ..
ابعدهآ وهو يردف ..
/ لو ماوسم قبلت فيه والا والله ان تاخذينه من ورا خشمك ..
واول خاطب يجيك ويملى عيني بزوجك له ..
عشان يكون عندك خبر وتوفرين على نفسك الصياح والنيآح والمشاكل ..

طأطأت رأسها بتقبُّل ..*
لاول مره ترى والدها بتلك القسوه والعُنف ..
.. بخجل ابتعدت وخرجت لداخل الفيلآ ..


اما وسم فجلست لتهديء الاوضاع .. وتُبعد جو التوتر والحده ..
/ ترا لي شررط يبه ..
كانه حلو ومملوح مثلك والا مابيه ..

.. ابتسم ابيها لها ..
/ الله يجبر بخاطرك ياالقلب ..
اجل تقولين انا حلو ومملوح ههههه

.. للتو تنَّدم على انفعآله وانفجآره بوجه الشيهآنه ..
فكان من الممكن ان ترضخ لامره دون عُنفه وعصبيته تلك ..
اليوم تأخر خطوه للوراء ..!


.. تناول شيئا خفيفا من الافطآر .. المكون من ( مصابيب بالسمن والعسل ) مع كوبآ من الحليب ..
حمدالله وشكره على النعمه .. ووقف ليغسل يداه ويخرج لعمله ..
.. لكنَّه فوجيء بها وهي تدخل كالرِّيح العاصفه ..
وصوتها يرتجف منْ شدَّة الغضب ...
وقفت وهي تُهدد وتتوعد وتحذِّر وتلوِّح بيدها .. فقد بلغ جنُونه منتهااه ..
/ منتب صاااحي انت ...!
تبي تزوج ووووسم وهي بهالعمر ..!!
سمو وقلنا ماعليه عدت العشرين ونعديها لك ..
لكن بعنادك تبي تجني على هالمسكينه ..!
تراها بزر للحين .. مادخلت ال 17 الا من كم شهر ..


ببرود اجابها ..
/ هذي هي قدامك لا اجبرتها ولا شي ..
اساليها هي موافقه والاااا ...

ثم انتي تزوجتي *وانتي اصغر منها ..
حلال عليك حرام عليهااا ..!

اردفت بغضب اعمآها .. وبتهور ليس من عادتها .. ولكنه كبوة جوآد ..

/ يااااازواااجة النداااااامه ..
وش حصلت من هالعرس بدري ..!
انطقت فوق راسي الجاره .. وابتلشت أربي بزران واناا بزر ..*
وعشت عمرري معلقه .. لامتزوجه ولا مطلقه ...

.. اشاار بيده لابنائه مصعب ووسم ..
دون ان ينظر اليها ...
/ اطلعووووو براا خلوني *مع امكم ..
بسرررعه يالله ..،

.. الآن فقط احسَّت بتهورها وخروج لسانها عن السَّيطره ..
حاولت تهدئه انفآسها اللاهثه .. وبـ لعثمه ..
وصوتها قد بدأ في الانخفاض من حدته وبان التوتر في نبرآته ..

/ اااا انا سمو بكيفك بس وسم لاا*
لسا صغيره ولاتعرف شي من هالامور ..

.. تجاهلها تماااما وهو يأمر بحده ابنائه ..*
/ قلت اطلعووووووووو والا ماتسمعووون ...!

اما وسم فقد فرّت هاربه من غضب ابيها وامها ..
واما من مُصعب فقد وقف برفض ..
/ لااا مانيب مخليك معهاا ..
تبي تضربها والا تسوي بها شي ..!

.. امسكه ابيه من تلآبيبه بغضب وهو يدفعه للخآرج ..
في حين امسكت الشيّـهان ذرآعه بممآنعه ..
فقد احسَّت بالخطر يقترب فعلاا ..
/ لااا وين يطلع .. خله يجلس انا اللي بطلع ..

.. ترك ابنه واقترب منهاا .. وفي عينيه شرٌّ آت جعل فرآئصُهآ ترتعد بشدَّه ..
/ هااا ماتبينه يروووح ..!
بكييفك اجل .. تحملي انتي وياه اللي بسويه ..

.. وقفت بثقه مهزوزه وهي تتراجع بضع خطوآت للورآء بينمآ هو يتقدَّم ومجالها للهروب ضئيل ..
فهو حآئل بينها وبين البآب ..
/ ابعد بس بطلع ..*
تحسبني بخآف منك يعني ..!
ترآ ابوي يقولـ........


امسك بكفيَّه وجههآ من خلف ( نقآبهآ ) السَّاتر .. واقترب .. اقترب كثيرآ حتى كتم انفآسهآ بآنفآسه ...
اما مُصعب فقد خرج مُحرجآ .. ظنَّآ منه انّْ ابيه سيفعلُهآ ..
.. لكنَّ شرف وضع جبينه على جبينهآ يُريد أخآفتها وزعزعة ثقتهآ واربآكهآ ..
لكنَّ صوته خرج على عكس مآيريد ..
.. خرج هزيلآ يشكو الحآجه والضعف والانكسآر والرجآء والشُوق وجُلّ مشآعر فرآق الاحبه ... نطق بغير ماينوي ان يجرحها ويتحداهآ به .. وبحشرجة المُحتاج نطق بهمس ..
/ *زوااجة الندامه ...!
الندامه يالشيهاانه ..!
نسيتي ... نسيتي ذيك الايآم والليآلي ..
.. خليناا نرجع لبعض والله ثم والله ان ....

قاطعته بهمس وهي تدفعه بقوه لتبتعد ..
/ ولا في احلااااااااااامك نرجع لبعض ...


.. تركها تهرُب .. وشيء من اليأس والحزن اثقل روحه ..
لكنه لم يعهد نفسه يوما متخآذل عمآ يريد ..
وقريبا سأعيدك لكنفي شئت ام ابيتِ شيهانتي ...


.. بالقُرب من بوآبة الجآمعه كانت تنظر آحدٌ مآ ليُقلَّهآ ..*
فـ مِحاضرآتها اليوم لآتتوآفق مع محآضرآت سمو ..
اتَّصلت بابيهآ ولا مُجيب وبـ عقآب و مُغلق و بـ نايف وناصر ولاكن لارد يصلها ..
.. تصآعد السَّأم والقهر لنفسهآ .. ستقآرب على السَّاعه من الانتظآر ..*
اتصلت بأختهآ الشيهآن بعد ان كآنت غآفله عنهآ .. لِتُرسل لها مُصعب ..
ثوآن حتى اجابت الشيهآن التي للتو كآنت ستُغلق هآتفهآ كليّآ ..
/ هلآ امي .. هلآ نجووول ..

قاطعتهآ النجلآء بشكواهآ ..
/ شيهاانه لي ساعه ملطووعه هنا ماخد جا ياخذني ..
شكلهم ناسيني والا مدري وش سالفتهم ..!
خلي مُصعب يجي ياخذني بسرعه مليت من الوقفه ..

.. اجابتهآ باستعجال .
/ خلاص تجهزي بكلم مُصعب يجيك ..
هو اصلا برآ .. يعني ماراح يطول عليك ..

.. اغلقت لِـلتتَّصل بمصعب الذي كان اليوم جدآ مُنهكا ..
احضر والدته ووسم من المدرسه للمستشفى .. واعادهمآ .. ثُم رجع لابيه .. ثُم اتصل به عمه فهد ليعيده للمنزل بعد ان تركَ سيآرته في مغسلة السيَّآرات .. واخيرآ خالته نجلااء ..

.. اتَّصل بهآ لِتخرج ولم ترُدَّ عليه .. بل ضغطت الزِّر الاحمر لتخرُج مُسرعه ..
فتحت البآب بقدر القهر الذي في جوفهآ ..
فأذآ بهآ تتفاجأ بالفهد الَّذي كآن مائلآ في جلسته مُتَّكأ على البآب برآحه ...
كآد انْ يسقُط لولآا ان تدآرك جسده لِيُبعد قليلآ عنْ البآب المفتوح على مِصراعيه ...

.. شعرت بقليلٍ من الحرج .. فكُرههآ له يجعلهآ تحتقره ولآ توليه آهميه ..
فمآ هو بنظرهآ الاَّ مُجرد رجُل سخيف لامبآل يعيش حيآته كطفل بلآ هدف ..
واكثر مآيُغيضهآ ويزيد من كُرههآ له ان الجميع مُتَّفق على انهآ مُسمآة له ..
منذ انْ كآنت طفله وهو مُراهق مجنُوون ..

.. عآدت للخلف وهي تجلس بِصمت وكأنَّ ماينقُص نهآرهآ الغير جيد بكُل المقآييس هو رؤيتهآ له ..
ابتداء من تشقُق ( بلوزتهآ ) بعد ان نشبَ باحد المسآمير في مكآن مآ .. وتلآه طردهآ من المُحآضره بسبب الضَّحك وعدم احترام وقت المُحاضره ..*
وانتهاءا بنسيان اخوتهآ له ورؤيتهآ لذلك البآرد السخيف ..

.. كآن الصَّمت مُطبق .. والجوُّ كئيب ..
فثلآثتهم يعانُون من تلك الدَّقآئق ..
مصعب سيقع على وجهه من الآعياء وفهد جُبر على ان يذهب معه بعد ان اتصلَّت شيهآنه وهم في منتصف الطريق عائدين للمنزل ..
ونجلاء عانتْ من يومهآ لينتهي به ..!


.. كانت على استعداد للنزول .. قبل ان ترى والدها يدنو منهم .. ويحلف ايمآن مُغلظه انْ يشاركاه وجبة الغداء ..
هُنااا ستبكي فعلاا ..*
ذلك يعني انها لن تستطيع النوووم والرَّاحه وقت القيلوله ...
فوالدتهآ عجوز بلغت من الكِبر عِتيَّآ ..*
والخآدمه لايُعتمد عليهآ ..
وشيخه وشيهآن في بيوت ازواجهن ..!


.. القت حقيبتهآ ومُذكراتها واتجهت للمطبخ وهي تخُصُّ بالدُّعاء على الفهد .. صبَّت جُام غضبهآ عليه ..
/ الله ياخذك ياشايب ابليس ..
ماغير يسحب بطنه ويقلط على الناس في القوايل ..
جعله كدر مايحدر ..*
جعلك الموت اللي يريح العالم من ثقل دمك و....
استرسلت بالدُّعاء ...

امَّا هو فكآن محرجا .. لايُحب ان ينزل ضيفا على احد في الاوقات الضيقه ..
ولايرتاح في مكآن غير المحلق ووجبآته اللي يتشاطرهآ مع ابناء اخيه شرف .. واخيه احيان ..
فـ هناك بيته ويطلب مايشاء دون تردد ..
والشيهان كأخته واكثر ..*

.. من الواضح من قدم الغداء غير راضٍ بضيافته ..
ف السُفره من البلاستك ..*
والغداء ( كبسة لحم مع الرُّرز ) المضغوط ..
وسلطه خضراء مقطعه قطعا كبيره ومقدمه بلا ترتيب ..
ولبن وماء فقط .. وذلك مالم يتعود عليه في بيت اخيه ..
اكل بصمتْ وحقيقه ادَّعى الشبع وهو على النَّقيض .. وكان سيقُوم بعد ان اثنى على طيب الكرم وحسن استقبال عمه له ..

حتى امسك عمه بيده مانعآ له من الوُقوف ..
ولم يكن على الغداء سوئ ثلاثتهم .. سأل ابو عقااب /
.. شرف قالي يبي ملكتك انت ونجلاا مع ملاك بنته هالخميس ..

وانا حلفت انها تتم عندي بالبيت ..
هاا خلصت امورك والا ..!
تحتاج شي والا على عازة شي لايردك الا لسانك تراي حسبة ابوك جعله بالجنه ..


.. احتقن وجهه غضباا .. كييف لشرف ان يقرر مصيره دون علمه ..!
وكأنه مراهق يخشى عليه من الضياع فيزوجه ليعقل ويثبُت ..!
.. هو بآت رجلآ رشيدا يحقُّ له اختيار مايشاء ..
.. هزَّ رأسه نافيا ..
/ جهلك سالم ياعم .. ماينقصني شي ..
استأذنك ....

.. خرج وهو يتوعَّد لشرف ..
اتجَّه فورآ لـ شقته وفي عينيه الشَّرر ..
.. سيُرغمه ان يخرجه من هذا المأزق والا فاليتحمَّل تبعآت فرض سيطرته دون الرُّجوع له ..!



_____ تابعووني مع الشيهآنه و صقارهآ _____