المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
فريق تصميم الروايات فريق كتابة الروايات الرومانسية |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
جمره لم تحترق
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
7 ـ في أحلامك !
7 ـ
في أحلامك !
احتضنت إيما هيلاري بحماسة بالغة , وهي تقول : (( عندما أدخل
الجامعة بعد العطلة الصيفية , لن تريني كثيراً . وكنت قلقة عليك لما
ستعانيه من وحدة . هل هذه أنانية مني ؟ )) .
أجـــابــتـــها هيلاري لابتسامة متــألقـــة بقـــدر ما استطاعت : (( كلا
بالطبع )) . الحياة بعيداً عن المنزل جعلت إيما ذات شخصية مستقلة .
ورغم أن هذا يؤلمها أحياناً , إلا أن إيما أصبحت أكثر قدرة على
الحكم على الأمور , ما جعل هيلاري مزهوة بها للغاية .
قال إيما راوول بجد : (( هيلاري بحاجة إلى شيء من المرح .
لقد ضحت بالكثير من أجلي , المنحة الدراسية لا تغطي سوى جزء
من النفقات , فكانت هيلاري تدفع البقية ؛ ولهذا السبب تجدهــا
مفلسة دائماً . عندما أدركت كم كانت دراستي تكلفها , حاولت أن
أقنعها بأن تنقلني . . . )) .
فقــالت هيلاري تقــاطع هذا السيــل الــمربــك من المــعـلـومــات
الشخصية التي تقدم لراوول مجاناً : (( كانت نتائجك جيدة حيث أنت
وهذا هو المهم . إيما تريد أن تصبح محامية في القضايا الدولية وهي
ماهرة جداً في اللغات )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
تحدث راوول إلى أختها بالفرنسية فأجابته بهدوء ومن دون غلط .
كان الاثنان يتميزان بذلك الشعور بالثقة بالنفس الذي طالما حسدت
هيلاري الآخرين عليــه . وبعد الغداء , أجاب راوول على اتصـــال
هاتفي فانفردت هيلاري بأختها لدقائق . كانت إيما تنوي العودة إلى
المدرسة لتراجع دروسها قبل أن تقدم الإمتحان النهائي . وعندمــا
تنتهي سنتها الدراسية , ستسافر إلى أسبانيا لتقيم مع أسرة صديقة
لها . وبعد أن ودعت هيلاري أختها , صعدت على سيارة راوول وهي
تقول : (( لم أنته من توضيب أمتعتي بعد , لهــذا أريـد أن أعود إلى
شقتي )) .
فنظر إليها بخشونة : (( ليـس لديـنـا وقت )) .
فرفعت رأسها متحدية : (( ليس لديك وقت إنما أنـا لدي )) .
ـ سـأؤجل موعد سفرنا إلى وقت لاحق من هذه الليلة . . .
فقالت بفتور : (( هذا ليس ضرورياً . إنني بحاجة إلى مزيد من
الوقت لكي أنظم أموري . أفضل السفر غداً )) .
أخـذ يتـأمل جانب وجهها المتمرد : (( لن أترك لندن من دونك )) .
ـ لا أريد أن أذهب إلى سويسرا .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
فتمتم بصوت أجش : (( كـــاذبة )) .
ـ مــاذا تعني ؟
مر بإصبعه على شفتها السفلى الممتلئة فشعرت برعشة واختنقت
أنفاسها في حلقها .
قال بنعومة : (( أريني مدى كراهيتك لي يا جميلتي )) .
ورغم رغبــتــها في مـقــــاومته , إلا أنها وجدت نفسها تميل نحـــــوه .
وعندما ضمــها إليه , أصبحت كالنـــار بعــــد أن كانت كالثلج , وراحت
تشتم رائحته المألوفة التي امتزجت فيها رائحة رجولته برائحة محلول
بعد الحلاقة المثير للغاية .
ـ أنت لست جــادة في المحاولة .
ـ محــاولة ماذا ؟
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
كان ذهنها خالياً تماماً , وصوتها أجش وهي تجــاهـد لكي تتكلم .
رفع حاجبه ومر بإصباعه على خدها فأخذ قلبها بخفق بعنف ,
وشعرت برأسها ثقيلاً فأرجعته إلى الخلف بعد أن اشتعلت فيها نيران
الرغبة .
وفجأة ابتعد عنها بشيء من السخرية , فاحمر وجهها , وانقبضت
يداها . أرادت أن تضربه , أن تشتمه , لكنها تمكنت من لجم نفسها
في الوقت المناسب . كانت مجروحة لشعورها بالعجز . كيف تملكها
مثل هذا الضعف ؟ إذا ما استمرت في تقديم نفسها له على طبق ,
فسرعان ما سيدرك أنها غارقة في حبه . وهذا أسوأ ما قد يحصل
و أكثر الأمور إذلالاً ؛ لذا من الأفضل أن يعتبرها باحثة عن الثروة .
توقفت لسيارة أمام صالون الخلاقة , فنزلت هيلاري منها
بسرعة . كانت سالي بحاجة ماسة إلى فرصة استراحتها فحلت
هيلاري مكانها , حتى حان وقت إقفال الصالون . وقد وافقت سالي
على إدارة الصالون ما دام لديها مبلغ كافٍ للطوارئ يمكنها من
استخدام بديلة لهيلاري قادرة على مساعدتها . تملك هيلاري
الارتياح بعد أن اطمأنت إلى أنها تركت العمل بين أيدي أمينة .
وبعد أن راجعت الحسابات مع سالي , عادت إلى شقتها لتنهي
حزم أمتعتها .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
عند السابعة مساء , قرع جرس الباب فظنت أن الطارق راوول ,
إلا أنه لم يكن هو بل (( غاريث )) وهو مهندس خرجت معه مرتين في
الماضي ليصبح بعدئذ صديقاً لها .
ـ يعجبني شعرك كثيراً .
وضحك وهو يشعث شعرها بأطرافه السوداء اللامعة التي بدت
مناقضة تماماً مع لون شعرها الأشقر الفضي .
ـ هل أعجبك ؟
ومنحته ابتسامة عريضة , إذ أن راوول لــم يلاحظه أبــداً . في
الحقيقة , لم يكن هذا مهماً لأن اللون الأسود اللامع سيزول حالما
تغسل شعرها .
ـ أتحبين أن تخرجي معي الليلة ؟
وإذا بصوت يتعالى من فسحة السلم فيما هو يتقدم منها عابساً :
(( لدى هيلاري موعد آخــر )) .
فقال غاريث بوقــاحة : (( هل أنت سكرتيرها . . أو من هــذا
القبيل ؟ )) .
فــأجـاب راوول ببطء : (( أنــا زوجهــا )) .
احمــر وجه غاريث , وأسرع ينزل السلم إلى الأسفل , وأدركت
هيلاري أنه لن يقف على عتبة بابها مرة أخرى , فرمقت راوول بنظرة
تعنيف غاضبة لتدخله : (( كان هذا غير ضروري أبداً . . . )) .
فواجهها بنظرة عدم موافقة : (( كنت تغازلينه . . . )) .
ـ لا , لم أكن أغازله . وحتى و فعلت , مــا شــأنـك أنت ؟
وبصعوبة بالغة تمكنت هيلاري من التحكم بأعصابها عد أن رأت
سائق راوول قادماً لينقل حقائبها .
قال راوول بصوت خشن منخفض : (( كنت تنتظرين هذا الشاب
الليلة ولهذا أردت تأجيل السفر إلى الغد )) .
كانت تـهم بنزول السلم , لكنـه جعلها تشعر وكــأنـها تضاهي
سحراً هيلين ملكة طروادة التي دارت من أجلــها الحروب , فتــألــق
وجهها : (( أنـا فتاة ذات دم حار , وسيتوجب عليك أن تراقبني ليلاً
نهاراً في سويسرا . هل أنت واثق من أنني أستحق هذا الجهد ؟ )) .
ومن دون سابق إنذار , أمسكها من كتفيها ودفعها إلى جدار
فسحة السلم . حدث هذا بسرعة ما شتت ذهنها وجعلها تشهق :
تأملت عيناه البرونزيتان الملتهبان وجهها المجفل بتحذير عاصف :
(( هل لاحظت شيئاً ؟ أنا لا أضحك . حذار ! إذا رأيتك تغازلين رجالاً
آخرين , فلن أكون مسروراً )) .
جف فمها , وتملكتها إثارة خطيرة لعنفه هذا : (( كنت أمزح
فقط . . . )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ هذا ليس مضحكاً .
ولمعت في عينيها روح النكتة : (( على الأقل غاريث لاحظ أنني
أصبغ أطراف شعري باللون الأسود . . . )) .
ـ إنه من النعومة بحيث لم يخبرك أنـك تبدين أشبه بالقنفذ .
وتركها لينزل السلم . أخـذت نفساً ممزقــاً وهي تتـأمله . قنفذ ؟
وتملكها شعور بالإهانة . وفيما كانا يسيران في المطار لم تستطع أن
تمنع نفسها من النظر إلى صورتها في واجهات المتاجر التي تمر
بها , كما لم تستطع أن تمنع نفسها من ملاحظة قصر قامتها وامتلائها
بجانب قامته الطويلة الضامرة . وقفا ينتظران الصعود إلى طائرة
راوول النفاثة الخاصة , فرن هاتف هيلاري الخلوي , وجاءها صوت
صديقتها بيبا , فابتعدت عن راوول لتتكلم على انفراد .
كانت بيبا و زوجها أندريو دالسيو يعيشان في إيطاليا . وكانت بيبا
تخبر هيلاري أنها وزوجها قادمان إلى لندن لتمضية عطلة نهاية
الأسبوع , وأنهما متشوقان للقائها . لكن هيلاري ردت بأسف : (( أنـا
أتحدث إليك من المطار أثناء انتظاري الطائرة التي سأستقلها إلى
سويسرا . كما أن من حقك أن تستائي مني لأنني أخفيت عنـك سراً .
أنــا متزوجة . . . )) .
ـ متـزوجة ؟ لا أصدقـك !
ـ لا , بل عليك أن تصدقيني , فهو يقف بجانبي يستمع إلى
الحديث . لكن قصة زواجنا هي . .
ونظرت إلى راوول متحدية , وإذا به ينتزع الهاتف من يدها بسرعة
جعلتها تفغر فاها , بينما أكمل كلامها : (( قصة خرافية كلياً . أنـا زوج
هيلاري . . . و أنت ؟ . . . )) .
أخذت هيلاري تدور حوله ثائرة , بينما هو يثرثر مع صديقتها , ثم
أنهى الحديث بإعلانه أن طائرتهما وصلت .
هتفت وهي ترتجف غضباً : (( كيف تجرؤ )) .
رافقها إلى الطائرة و هو يقول ساخراً وعيناه على وجهها : (( لم
تتركي لي خياراً , فقد كنت على وشك أن تبوحي , بثرثرتك , بكافة
الأسرار )) .
فقالت و هي تصرف بأسنانها : (( أنـا لا أثرثر )) .
ـ يـمكـنــك أن تــثـــرثــري في إنكلترا من الهاتف العمومي و في
الطائرة .
ســـــارت هيلاري إلى قـــــاعـة متــرفة واختارت أبعد مقعد رأته عن
راوول , فقد ثارت ثائرتها لتدخله في مكالمتها الهاتفية ثم اتهامه لها
بالثرثرة . كم هو جـريء !
وعندما ارتفعت الطائرة وتركهما المضيف بمفردهما , سمعت
نفسها تقول له : (( من تظن نفسك ؟ )) .
فقابل نظراتها المتهمة ببرودة : (( أنـا شخص يحب الخصوصيـة ,
ومـا يحدث بيننا يجب أن يبقى خاصاً بنا هو أيضاً ولا مكان لثرثرة
النساء بيننا )) .
|