المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
فريق تصميم الروايات فريق كتابة الروايات الرومانسية |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
جمره لم تحترق
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
5 ـ عروس زائفة
ـ هذه ليست مشكلة .
تكلمت بحنان وعادت لتجلس على السرير ثم شبكت أصابعها
بأصابعه . رغبته في أن يتخذ قراراته بنفسه ليست مشكلة ما دام قراره
ينسجم مع استنتاجاتها .
ـ مــا قلتـه . . . إن وميض الذاكرة ذاك فاجأني ما جعلني غير
مهذب .
فأجابت بصوت هادئ , حلو كالعسل : (( لم تكن غير مهذب بل
جلفـاً نوعـاً ما , لكن سأسامحك هذه المرة لأنك لطالما كنت أكثر
الرجال الذين عرفتهم شاعرية )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
استرخت قبضته ونظر إليها مذهولاً : (( شاعريـة . . .؟ )) .
حتى في حالة الضياع التي تتملكه , التوى فمه الواسع ساخراً من
كلامها وهو يتابع : (( هذه مزحة منك . . . )) .
ـ كلا , إنها ليست كذلك.
طوقها بذراعه وتمتم ناعساً : (( يمكنك أن تبقي هنـا حتى أنــام )) .
أوشكت أن تقترف غلطة فتسأله إن كانت أمه قد اعتادت أن تفعل
ذلك . لكنها , و الحمد الله , تذكرت أن مثل هذه الأمور لم تحصل في
طفولته , فقد كان عمره سنة واحدة عندما تركته أمـه هاربة مع عشيقها
ولم تعد حتى لزيارته . عندما لم يستطع أن يتجنب أسئلتها الكثيرة ,
أخبرها هذا في جملة واحدة مختصرة لكنها انغرزت في قلبها
الحنون .
عندما استغرق في النوم , نزلت إلى الطــابق السفلي و تـنـاولت وجبة
لذيذه في غرفة طعام رائعة مؤثــثـة بشكل فخــــم . لم يـــسمح قلبـــها
لأفكارها بـأن تتحول إلى أي موضوع آخــر غير راوول . بدا واضحـاً
أنها ستعود إلى وطنها قبل أن يمضي وقت طويل . و بـــدلاً من أن
تـسعدهــــا هذه الفكرة , شعرت بحزن لا يحتــمل فذلك يعني أنـــها
ستفقد راوول مرة أخرى . لقــد تذكر اليوم تفاصيل من السنـــوات
الخمس المفقودة من ذاكرته . حدث ذلك بشكل أسرع مما توقعت .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
حين قــــــال الــــدكتـــور ليرذر إن فقدان الذاكرة لــــدى راوول مؤقت
اعتبرته متفائلاً جداً لكنها ترى الآن أنه كان على حق , قريباً سيتــذكر
راوول أحداث السنوات الخمس التي نسيها . بعدئذ لن يــحتـاجها .
لكن , هل سبق و أن احتاجها من قبل ؟ أم أن هذا مجرد تـمـنيـات
منـها ؟
تكومت في كرسي قرب سرير راوول , تتأمله أثناء نومه . حدثت
نفسها بأنها ستحرص من الآن فصاعداً على ألا تكون علاقتهما
جسدية . فعندما يتذكر حقيقة زواجهما , كيف ستكون نظرته إليـها ؟
ألن يجد اكتمــال زواجهما غريــبــاً ؟ هــل سيهتم بها على الإطلاق ؟
وهمس صوت في داخلها مواسياً بأنه رجل , أي أنه لن يضيع الكثير
من الوقت في التســاؤل عما جعلها تــقـــدم على بعض التــصرفـــات
المعينة . لا . . . جل ما سيرغب فيه هو العود إلى حياته الحقيقية .
لعله سيرتاح عندما يعلم أنـه ليس بحاجة لأن يعتبر نفسه متزوجـاً ,
بحسب الشروط المتفق عليها . عندما يستعيد ذاكرته كلياً , سيضحك
كثيراً لمنحى الذي اتخذته الأحداث .
عندما استيقظت هيلاري , كانت في السرير وضوء النهـــار يتسلل
من بين الستائر ليقع على رأس راوول المنحني ينظر إليها .
تمتمت وقد فوجئت : (( كم السـاعة الآن ؟ )) .
فقال وعيناه اللامعتان تتأملانها : (( السابعة وخمس دقائق . لقــد
نمت طويلاً , وأشعر أني . . . )) .
فقاطعته : (( لا أتذكر أنني نمت في سريرك )) . منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ لم تفعلي , بل كنت نــائـمة على كرسي . ما كـان لك أن تقلقي
علي إلى هذا الحد , يا عزيزتي . إنني أجيـد رعايـة نفسي .
سرت نبرته الحنون في كيانها , ومن دون وعي منها وجدت
نفسها تندس فيه . لكنها ما لبثت أن ذعرت لتصرفها هذا بينما يُفترض
بها أن تقطع أي علاقة بينهما . وشعـــرت بـتــعاسة فجلست منتصبة
بحركة مفاجئـة ومن دون تردد أعــادهـا راوول إلى وضعها الأول ,
وعيناه تعكسان جوعاً من دون خجل : (( لن تذهبي إلى أي مكان , يا
" سيدة ساباتينو )) .
مخاطبته لها بلقب الزوجة زاد من ألمهــا .
ـ ولكن . . .
ـ أنت مضطربة جداً هذا الصبـاح ولكن من غير المسموح لك أن
تغادري السرير قبل أن أسمح بذلك . منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
عندما رفعت بصرها إلى وجهه الوسيم , انتفض قلبها وشعرت
بالوهن و الشوق .
أخـذ قلبها يخفق بسرعة راضياً بعد أن تـــأمـلــــها : (( أنت
تريدينني يا جميلتي )) .
ـ نعم . . .
لم تستطع أن تصدق كيف فقدت قدرتها على التفكير , فكيف
بقدرتها على مقاومة شعورها ؟ تلهفت إليه , وراح جسدها يحترق
بفروغ صبر , ما جعلها تخمد ذلك الصوت الخافت في أعماقها الذي
يحذرها من أن مــا تفعله خطـأ .
واستمتعت بعواطفه المشبوبة و احتضنت رأسه أسود الشعر وتخللت
شعره الكث بأصابعها لتمر بيديها بعدئذ على كتفيه العريضتين .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ أنت تجعلينني جائعاً إليك للغاية .
رفعت بصرها إليه , معجبة بجمال رجولته . تملكتها موجة من
الحب و الرضى , كما اغرورقت عيناها بدموع السعادة . راح يقاوم
تفحصها الدقيق له وحمرة الخجل على بشرتها العاجية . لكنها لم
تستطع التـوقف عن التحديق إليـه . كانت وجنتاه عاليتين وملامحه
تعكس الكبرياء . كما أن وسامته مذهلة بالرغم من لحيته التي لم
تحلق منذ يومين .
همست وهي ترتجف , واضعة أصابعها على فمه : (( و سامتـك
تحبس أنفاسي . . . )) .
أمسك بيدهــا ثم أخــذ يحـدق إلى أصابعها بدهشة : (( أين خاتم
الزواج ؟ )) .
تـملكها الذعر . كـــان عليها أن تتذكر أن الزوج يتوقع أن يرى
خاتـمــاً في إصبع زوجته .
ـ أنـا . . . لم أشـأ أن ألـبــس خــاتـماً .
اتــكـأ إلى الوسائد خلفه بعنف : (( لِمَ لا ؟ )) .
احمر وجهها وقالت متلعثمة : (( كنت . . . ظننت أن (( المحبس ))
تقليد قديم . لا أفهم لمـا علي أن أهتم . . . )) .
ـ لن أقـبـل هذا العذر . لقد تزوجتك و أتوقع منـك أن تلبسي خـاتـم
زواج .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
شعرت بالـــذعر لاضطرارهــا إلى الاستـمــرار في الكذب لتـغطيــة
ادعائها , ولم تـستـطع مواجهة عينيه : (( ســأفكـر في ذلك )) .
قال وهو يقفز من السرير : (( لا , لن تفكري في ذلك . سـأشتـري
لك خاتم زواج وستلبسينه وتنتهي القصة )) .
عندمــــا وصـــل إلى منتصف الغرفة وقف والتفت إلــيـهـا . بـدا وجهه
جامداً وعيناه متحديتين حين قال : (( أتعلمين ؟ لم تخبريني قط لما لا
تزال زوجتي عذراء . . . )) .
قـالت بلهجة دفاعيـة متـوتـرة وهي تـجلس في الــســريــر ممسكـة
بالملاءة تشدها من حولها : (( ولن أخبرك طالمـا تتحدث إلي بهذه
اللهجة )) .
ـ علــيـك أن تصرفي بشكل أفضل , يا عزيزتي .
فردت عليه بالإيطالية بعنف : (( لا , لـيس علي هذا . عندمـا تستعيد
ذاكرتـك سـتـدرك أن ما من غموض يحيـط بعدم خـبرتي . . . )) .
ـ هل هذا صحيح ؟
ـ كما لن تعتبر الأمـــر مهمــاً للغايــة .
ـ أخبريني بأمـر واحد فقط . لمــاذا تزوجتـك ؟
جمــدت لحظة , ثم قالـت بغموض : ( تزوجتني للأسبــاب المعتـادة
كلها . . . )) .
ـ أتـعيــن أنني وقعت في غرامك ؟
ـ لن أقــول شيـئـاً .
ثم عــادت ففكرت في أن تـقول ما يـتـوقع أن يــسمعه فينتهي هذا
الموضوع .
ـ لا بأس . لقد وقعت في غرامــي .
استدار وتوجه نحوهـا بتـوتـر واضح : (( إذن , وقعت في شرك
الحكــايــات الخرافية ؟ )) .
فـقــالت بشيء من التوتر هي أيضـاً : (( وما الذي يمنع ذلك ؟ )) .
فانحنى يرفعها عن الـســريـر : (( لا شيء . وقعت في شرك الحكايات
الخرافية )) . منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
على مـائــدة الفطور في الفناء المغمور بــأشعـة الشمس و المزين
بمختلف أنواع الأزهـار و النباتات , سـألت هيلاري راوول عن تاريخ
القصر . بدا واضحاً لها غرامه بكل حجر مر عليه الزمن . حـاولت ألا
تـــفكر في الأكـاذيب التي أخبــرتــه بــها منذ فترة . لقد كف عن طرح
الأسئلة المربكة ولم يعد يقلق من ناحيــة علاقتهما , و هذا هو الأهم ,
فالطبيب نصحها بألا تــخبر راوول ما يــقلقه . ألا يــعنـي هذا أنـــها لم
تخطئ ؟ إن بعض الأكاذيب البيضاء الصغيرة لا تسبب أي ضرر .
قال وهو يدخـل إلى الصالة : (( لقد رتبت لك مفاجأة )) .
ـ ما هو نوعهـا ؟
ـ أظن أن الوقت حــان للاهتـمام بمشكلة الملابـس .
قـالها برقـة ثم فتح باباً يؤدي إلى غرفة استقبـال فسيحة مزدحمة .
كـــــان راوول قــد أرسل دعوات إلى عدد من مصممي الأزياء لزيارة
قصره مع بعض الأثواب . أُدخلت هيلاري إلى الغــرفة المجاورة حيث
أُخذ قياســها . وتملكهــا الذعر . كيف تسمح لراوول بـأن يشتري لها
الملابس ؟ لكن كيف تقنعه بـأنها ليست بحاجـة إلى أي ملابس جديدة
بينما رأي بنفسه مدى حاجتهـا إليهـا ؟
وبعد دقائق قليلة عادت إلى راوول وهي ترتدي بذلة من أحدث
الموديلات .
أخـذ راوول يــتــأملها . لون بذلتـــها الفيروزي أبــرز جمـــاله شعرهــا
الأشقــــر الفضي , بينمـا أظهــــرت الستــرة القصيـــرة المحكــمة على
جسدهـا , والتنورة الواسعة , قوامها المذهل بخصرها النحيل ووركيـها
البارزين فضلاً عن ســاقيـــها المتـنـاسقتين . ولمعت عيناه باستحســان
الرجل للأنثى , وتمتم هامسـاً في أذنها : (( لذيذة )) .
ولأول مرة في حيـاتـها , شـعرت هيلاري بأنها تستحق الاهتمام . .
وتبدد شعورهــا بالنقص إزاء استحسان راوول لها . احمر وجههـا
خجلاً لكنها , وفي الوقت نفسه , رفعت رأسها بزهو . عندما يبدي
راوول إعجابه بها تتلاشى عقدة النقص لديها من قصر قامتها وبروز
مفاتنها .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
منـذ تلك اللحظة , أخـــذت هيلاري تستمتع بــتــخيـل أن راوول أصبــح
عالمها الوحيد . و أخذت تقيس ثوباً بعد ثوب . كـــانـت أقمشة الملابس
رائعة الملمس , و كانت المرايا الطويلة المذهبة على الجـــدران تعكس
صورتها بشكل لم تستطع معه أن تميز نفسها . رأت نفســها ترفــل في
ثوب سهرة رائع و في بـذلة مـذهلة , و سلسلة من الأثــواب القصيـرة
الجميلة بشكل لا يــصــدق . كان كل ثوب يترافق مع حقيـبـة و حـــذاء
يناسبه . شعــرت وكأنها في حلم رائع , إذ تضافر الجميع ليشجـعوهــا
على أن تمارس لعبتها المفضلة وهي ارتداء الملابس و تبديلها تماـماً
كما كانت تفعل وهي طفلة .
|