المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
فريق تصميم الروايات فريق كتابة الروايات الرومانسية |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
جمره لم تحترق
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
3 ـ أتذكر أسمي ؟
وفجأة , جمد مكانه , وحول عينيه عنها فيما بدا متوتراً .
فسألته : (( ما الأمـر ؟ )) .
عاد ينظر إليها و الكآبة و المرارة غي عينيه : (( جدي كليمنت . لقد
مات . . وهذا هو سبب وجود لوحة (( ماتيس )) في منزلنا لدلاً من أن
تكون في مكانها في قصر (( كاستيلو )) . هل كلامي صحيح ؟ )).
شحب وجه هيلاري , فــأردف ببرودة الثلج : (( في حالة كهذه ,
ليك ألا تكتمي عني المعلومات )) .
أومـأت برأسها وقد اغرورقت عيناها بدموع العطف : (( نعم .
آسفة . لقد مات جدك منذ أربع سنوات )) .
ـ وكيف مـات ؟
قالت راجية ألا يسألها عن التفاصيل : (( بنوبة قلبية , أعتقد أنها
كانت مفاجئة )) .
ســار إلى النافذة و قد تصلبت كتفاه توتراً . شعرت بأنه يريد أن
يبتعد عنها . لقد نبذها من حضوره , وكانت واثقة من ذلك كما لو أنه
صفق الباب في وجهها .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
تمتمت وقد فاضت مشاعرها التي كبحتها خوفــاً من أن يجرحها :
(( راوول . . . ؟ )) .
فأجابها بجفاء : (( اذهبي وتفقدي قائمة العشاء )) .
لمعت عيــنــاها المضطربـتـان و قالت : (( لا يهمني هذا . تبعدني
عنك . أنـا أيضـاً أحببت جدتي كثيراً , وكاد موتها يدمرني . . . )).
فأجابها بعنف : (( واحد منا لا يحب عرض مشاعره الخــاصة )) .
ـ كمـا تـشـاء . . . كمـا تـشـاء !
وبوجه شاحب متوتر يعكس خيبة الأمل لرفضه مواساتها لـه ,
استدارت على عقبيها وغادرت الغرفة .
وجدت أمبرتو في الممر برفقته رجل آخر يحمل حقيبة ملابسها ,
فتوقفت هيلاري .
ـ سنيورا .
وبإيماءة خفيفة من رأس , فتح الخادم باب الغرفة التالية وتنحى
جانباً لتتمكن من الدخول أولاً . إنها غرفة نوما ! أخذت هيلاري
تطرف بعينيها و هي ترى روعة الأثاث والمساحة الشاسعة . يبدو من
غير المناسب أن يتشارك الزوجان الثريان غرفة واحدة . يا إلهي . . .
سيكون هذا مربكاً .
وعندما لمحت صورتها في المرآة رأت أن عينيها ما زالتا تلمعان
وكأن دموعها تهدد بالانهمار ! كيف يمكن لكلمة فظة من راوول أن
تحولها إلى امرأة لا تنفك تبكي ؟
لماذا تذكرت أن راوول تصرف معها برقة أكبر عندما أفضت إليه
مرة كم تفتقد جدتها ؟. منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
و أرغمت نفسها على التركيز وهي تتبع أمبرتو إلى خارج الغرفة
مبتسمة بمودة : (( أحب أن أقوم بجولة سريعة في المنزل )) .
كانت تعلم أن هذا ضروري إ ليس بإمكانها أن تدعي أنا تعيش
تحت سقف واحد مع راوول إذا لم تكن تعرف طريقها في أنحائه .
وبالرغم من ذلك , بدأ خداعها هذا يثير أعصابا . لا بد أن
راوول سيستعيد ذاكرته خلال أيــام وعندئذ لن يعود في حاجة إليها .
أتراه سيقدر لها محاولتها أن تساعده ؟ في الواقع , لم تلعب سوى
دور الرفيقة الحسنة المعشر ؟
كان أمبرتو دقيقاً للغاية و هو يجول بها في الأنحـاء و كانت
هيلاري تدفع بسرعة من غرفة إلى أخرى , مذهولة لحجم المنزل .
أثبط همتها الأثاث المحافظ الرسمي رغم أ اللوحات الفنية أسبغت
سحراً على المكان . وفي المطبخ , تعرفت إلى الطاهي لكنها صعقت
حين علمت أن الطعام نفسه يقدم في كل مناسبة .
وإذ توقع الطاهي الفرنسي أن تمنحه مزيداً من الحرية , تقدم منها
و قبل يدها ثم أسرع إلى الحديقة حيث قطف زهرة صفراء عطرة وعاد
بها إليها . وضعتها هيلاري في شعرها ضاحكة ثم صعدت إلى الطابق
الأعلى لتستعد للعشاء .
كانت محتويات حقيبتها القليلة قد أخرجت وعُلقت في غرفة
الملابس . استحمت والتفت بمنشفة كبيرة ثم عادت إلى غرفة النوم
حافية وهي تبتسم لهذه الرفاهية التي لم تتعودها .
كان راوول في انتظارها في الغرفة , فوقفت مجفلة واتجه بصرها
إلى الباب المفتوح بين الغرفتين .
ـ يا إلهي . . . يا لها من زهر جميلة !
فرفعت يدها بخجل إلى الزهرة : (( لقد قدمها لي طاهيك . . . )) .
كان راوول قد استبدل بذلة العمل ببزة من الكتان الفاخر فبدا
غاية في الوسامة ما جعلها عاجزة عن تحويل نظرها عنه .
قطب راوول حاجبيه إذ لم تعجبه وقاحة طاهيه . ومع ذلك , رأى
ما أوحى إليه بهذه اللفتة . كانت بشرة زوجته رائعة وعيناها زرقاوين
كبحيرة شمالي متجمدة وفمها مثيراً كثمرة الكرز . أتراه يشعر في كل
مرة بأنه يريدها مرة أخرى ؟ أتراه يشعر دوماً بالرغبة في تملك الجيد
الأنثوي المثير ؟
وعندما التقت نظراتها بنظراته المشتعلة , شعرت بأنها تتجاوب مع
رجولتـه المــدمرة وسرت السخونــة في أنــحــاء جسمها وارتـجفت
سـاقاها . لم تستطع أن تتحرك , حتى أنها لم تجد ما تقوله .
وتكهرب الجو فيما قال بصوت خافت : (( أريدك , يا حبيبتي )) .
أثار هذا الاعتراف البهجة و الألم معاً في كيانها .
ذات يوم , كانت تحلم بهذه اللحظة السحرية , حين يتخلى راوول
عن تحفظه ويرى أنها مغرية . وما ظنت يوماً أن حلمها سيتحقق لكن
هاهو راوول يقول إنه يريدها .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
وذكرت فسها بألم بـأن راوول لا يريدها حقـاً . إنه يعبر فقط عن
رغبة طبيعية في امرأة هي في الحقيقة وهم . المرأة التي يعتقد أنه
تزوجها بشكل طبيعي و التي يعتقد أن بإمكانه أن يثق بها . ولكنها
ليست تلك الزوجة بل هي مجرد امرأة دفع لها ذات يوم أجراً لتلعب
دور عروسه , امرأة لا يهتم بها شخصياً . كما أنها أنى منه مستوى
على الصعيدين الاجتماعي و المهني .
قطب راوول وهو يرى التعاسة و اليأس يعلوان ملامحها ومد يديه
إليها وهو يقول : (( هيلاري . . . ؟ )) .
فقالت بصوت خاف : (( لا علاقة من هذا النوع بيننـا )) .
تجـاهل مــحـــاولتها الــتــمـلص منــه , وأمسك بمعصمـهـا : (( لا
أفهم . . . )) .
خنقتها الدموع . تبين لها أن مــا اعتقدت أنه الصواب أصعب مــا
فعلت في حياتها . وأجابت : (( اسمع . . . هذا ليس بالأمر الهام , وما
مــن داعي للقلق . اعلم فقط أني لست بالأمـــر الـــــهام في حيــــاتــــك .
وعندمــا تستعيـد ذاكرتك ستتذكر ذلك و ستكون مســروراً لأنني جعلتــك
تتوخى الحذر . . . )) .
جمد راوول مكانه ونظر إليها بعينين لامعتين متسائلاً بارتياب :
(( ما الذي فعلته كي أعــاملك بمثل هذه الطريقة ؟ )) .
يبدو أن راوول نسي قوته , فقبضتـه العنيفة كــادت تحطم معصمها
ما جعلها تشهق بضيق : (( إنك تؤلمني )) .
ترك يدها على الفور , مسارعاً للاعتذار لكن كلمــاتـه التــاليــة
أوضحت أنه لا ينوي تجاهل الموضوع الذي كانا يناقشانه .
ـ أوضحي لي مــاذا عنيت بقولك إنك ( لست بالأمر الهـــام في
حياتي ) .
فقالت بضعف : (( كل ما عنيته هو أنــك مشغول دومـاً بحيث لا
تلاحظ وجودي بقربك )) .
ـ إذا كنت غير مخلصة فلا تخفي الأمر . احزمـي أمتــعتـك فقط
و اخرجي من حياتي مرة أخرى .
مــاذا فعلت ؟ فبــدلاً من أن تــدفــع راوول لالتـزام الهــدوء , هــــا هــي
تجعله أكثر توتراً و قلقاً . وهتفت بذعر : (( لا تكن سخيـفاً . . لا علاقة
للأمر بالإخلاص )) .
قال ساخراً وبعنف بالغ : (( اعتاد رجــال أسرتـنـا الزواج من نســـاء
طائشات , لكننا نسارع إلى طلب الطلاق )) .
ـ ســأعتــبــر هذا إنذاراً لــي .
وحــاولت عبثاً أن تبتسم بمرح قبل أن تدخـل الحمام . تملكته
الحيرة وهو يعود بذهنه إلى الوراء ليتذكر : ( لا علاقة من هـــذا النــوع
بيننا ) . ( أنــا لست بالأمر الهام في حياتك ) . ( إنك مشغول دوماً بحيث
لا تلاحظ وجودي معك ) .
أي نــوع من الــــزواج هذا الــــذي يـجمعهما يــنــامــان في غرفتـيـن
منفصلتين , فهل هذا الخيار خياره هـو ؟ لقد لمحت إلى أن علاقتهمــا
كانت كمـا أرادها هو . وثــار غضبه لهذا الاستنتاج فهو يكره الفشل .
كان غريزته تشير إلى أن زواجه يعاني من المشـاكل . وقــــد عكست
زوجتـه صورة عن نـفسه تـظهره مدمناً على العمل , نادراً ما يتقرب
منها . مـاذا يمكنه أن يظن غير ذلك و هو يتذكر تجـــاوبــها معه في
السيارة , وقد بدت عليها الصدمة والدهشة في البداية ثم ما لبث أن
تبعهما اللهفة و التشجيع ؟
لا بد أ إصلاح أي خطأ في علاقتهما ممكن !
ارتدت هيلاري تنورة سوداء قصيرة و بلوزة خضراء . وبعد أن
نظرت إلى الساعة , اتصلت بأختها .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
سألتها إيما بلهفة : (( كنت أفكر فيك طوال النهار , كيف حال
زوجك ؟ )) .
ـ إنه بخير , لكن الإصابة في رأسه ما زالت تسبب له بعض
المشاكل . لم يعد هو نفسه تمامـاً .
ـ ما معنى هذا ؟
ـ معناه أن بإمكاني , حالياً , أن أكون مفيدة . . كصديق فقط .
منذ أربع سنوات , لم تطلع أختها على حقيقة زواجها الصوري
هذا , خوفاً من أن تخسر احترامها لها وللزواج أيضاً . ما بدا لها
حينذاك , مجرد كذبة بيضاء لا ضرر فيها , بدا الآن خدعة خبيثة
يصعب الصفح عنها . عندما تتحسن حالة راوول , ستطلع هيلاري
إيما على القصة كاملة . فهي لا تستطيع أن تترك الفتاة الصغيرة تعتقد
أنها السبب في فشل زواج أختها الكبرى .
ـ ما مشكلته بالضبط ؟
تنفست هيلاري بعمق , ثم شرحت لها الأمر باختصار , فهتفت
إيما : (( أتعلمين ماذا يعني هذا , سيمنحكما هذا فرصة لبداية
جديدة ! )) .
ـ لا مجال لأي شيء من هذا , أريد فقط أن أساعده حتى
يشفى . . وهذا كل ما في الأمر .
عندما هبطت السلم , أشار أمبرتو إلى غرفة الطعام المضاءة
بالشموع حيث يتألق الكريستال و الأطباق الصينية و الأدوات الفضية .
و كانت أزهار السوسن تزين المائدة .
وعندما دخل راوول كانت هيلاري تقول للرجل المسن : (( مـا
أجمل كل هذا )) .
كاد راوول يتأوه حين رأى المائدة الرائعة الزينة . ما المناسبة ؟
أهو عيد ميلادها أم عيد زواجهما ؟
وســأل : (( هل نحتفل بشيء مـا ؟ )) .
احمر وجه هيلاري ورفعت كـأسها بيد متوترة : (( أظننا نحتفل
بخروجك من المستشفى )) .
ـ لدي موضوع حيادي . أخبريني عن أسرتك .
لم تجد مانعاً من أن تتحدث في هذا الموضوع : (( ليس ثمة ما
يستوجب الحديث عنه )) .
ـ والداك ؟
كرر سؤاله يريد معلومات عن خلفيتها , فقالت : (( لقد توفيا . قتلا
في حادث سيارة عندما كن في السادسة عشرة . وكانت أختي إيما
في الحادية عشرة )) .
فقطب وســأل : (( ومن كان مسؤولاً عنكما ؟ )) .
لم تشـأ أن ترهق مشاعره بحقيقة حياتهما التعيسة فأجابت : (( عشنا
مع ابنة عم أبي . وإيما الآن في المدرسة الداخلية )) .
ـ هنـا ف سويسرا ؟
جمدت مكانها : (( لا بل في إنكلترا )) .
ـ أليس لديكما أقارب آخرون ؟
ـ كلا . لقد ربتني جدتي وهي إيطالية . عندما كنت طفلة عاشت
معنا .
فقال يلومها باللغة نفسها : (( مع ذلك أنت لا تتحدثين معي
بالإيطالية ؟ )) .
أجفلت , ثم قالت : (( هذا غير ممكن . فأنـا أفهم الإيطالية أكثر
ممـا أجد التحدث فيها . . )) .
فقال من دون تردد : (( لكن يُفترض بهذا أن يكون قد تغير )) .
فتابعت تجيبه بالإنكليزية وقد بان العناد في ملامحها : (( لا , إذ
ضحكت مرة حتى كاد يغشى عليك من لغتي الإيطالية لأن بعض
الكلمات التي أستعملها كانت قديمة الطراز )) .
ـ كنت أغيظك , يا عزيزتي .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
غامت ملامحـــهـا . لا , لم يكن يــمـــازحها , فقد كـان متضايـقـاً
لمعرفتها باللغة الإيطالية بما يكفي لتفهم ما اعتبره حديثاً سرياً .
وعادت تقول : (( لقد تجادلنـا قليـلاً لكنني لا أريـد أن أتحدث في
هذا الموضوع )) .
قررت أنه من الفضل أن تبقى صامتة بدلاً من أن غامر وتعطيه
انطباعاً سيئـاً , فركزت على طعامها اللذيذ . وبعد العشاء رفضت
القهوة و أعلنت أنها ستذهب إلى الفراش باكراً لأنها متعبة .
قال برقة : (( لم بلغ الساعة الثامنة بعد )) .
فقالت بجفاء وهي تقف : (( أنا لا أسهر حتى وقت متأخر )) .
نهض راوول بدوره , وعندما مرت بقربه أمسك بيدها : (( ثمة
سؤال واحد عليك أن تجيبي عنه )) .
ـ لا . لا .
نظر في عينيها بحدة , فهو لا يطيق الرفض : (( فكرة من هي أن
نستعمل غرفتين منفصلتين ؟ )) .
فجف فمها وقالت مدركة أنه الجواب الوحيد المناسب : (( فكرتك
أنت . . )) .
بدت على فمه الجميل ابتسامة ساخرة , فــأخذ قلبها يخفق تجاوباً
أشبه بعصفور علق في الفخ . وترك يدها فعادت تكمل سيرها بساقين
واهنتين , وهي تتمتم : (( تصبح على خير )) .
بعد عشر دقائق , وبعد أن غسلت أسنانها , ونظفت وجهها من
زينه , أطفأت مصباح غرفتها ثم قفزت إلى سريرها المريح وهي
تتنهد باستحسان . لكن الإثارة بقيت أقوى من أن تسمح لها بالنوم ,
فعادت بها أفكارها المضطربة إلى الماضي و إلى بداية معرفتها .
لقد وقع في غرام رجـل لم يخرج معها قط في موعد غرامي .
عاد إلى الصالون بع شهر تقريباً . فلاحظ الموظفون الآخرون هذا ,
و أصرت أقدم العاملات على أن تأخذ مكان هيلاري . وتملكتها
الدهشة و السرور عندما اعترض راوول على هذا التغيير وطلبها
شخصياً . ســألته هيلاري : (( هل تذكرت اسمي ؟ )) .
ـ لقد وصفتك لهم .
ـ كيف ؟
ـ هل تكثرين الكلام دوماً ؟
ـ إذا أخبرتني كيف وصفتني فسأخرس .
ـ صغيرة الجسم , ذات شفتين قرمزيتين , وتنتعل حذاء عالي
الساقين .
|