لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-13, 04:20 AM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 9 ـ أكرهك

 


ـ الابتزاز العاطفــي لا ينجح معي .
ـ مــاذا عن النوبة الهستيرية ؟ اسمع أعــلــم أنني أبدو مخبولة .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ولكن كل ما أريده هو أن تعود إلي لنتحدث .
ـ لكنني لا أريد ذلك , وأنت لن تجعليني أفعل ما لا أريد .
كانت الساعة الواحدة صباحاً عندما وقف راوول على عتبة باب
غرفة النوم , وكانت هي تستلقي مستيقظة في ضوء القمر بعد أن
تركت الباب مفتوحاً لكي تستطيع سماع صوت خطواته . انتصبت
جالسة وأشعلت النور الجانبي , راح راوول يحدق إليها من آخـر
الغرفة و قد تشعث شعره الأسود واسود فكه العنيد بلحيته النامية .
ومن دون تردد , نزلت من سريرها ثم ركضت نحوه تلقي بنفسها
عليه . لقد عاد . كان هذا ما يهمها في هذه اللحظة .
ـ لا . . .
كلمة حاسمة وعنيدة للغاية بعد أن أبعدها عنه بيدين باردتين .
تراجعت خطو وقد صدمها هذا الرفض , واعي فجأة إلى أنها لا
تبدو في أحسن حال بشعرها الأشعث وعينيها الحمراوين
المنتفختين . كما أدركت بشكل مخيف أنها عاجزة عن أن تقول أو
تفعل أي شيء لتتمسك به فهي تعلم أن هذا لن ينجح . حتى إذا
زحفت على الأرض فسيخطو من فوقها ويزداد احتقاره لها .
قال : (( لقد توصلت إلى قرار )) .
فتشجعت وقالت : (( في الزواج , القرار يحتاج إلى أن يتفق عليه
الطرفان )) .
فقال من دون تردد : (( ليس إذا كان أحدهما مخطئـاً )) .
أخذت نفساً بطيئاً . إذا تشاجرت معه فسيزداد غضباً . لن يضرها
أن تظهر بعض الخضوع والمذلة ما يمنح فرصة للمشاعر لتهدأ .
قال ببطء ومن دون أي تغيير في ملامحه : (( أريدك أن تخضعي
لفحص طبي للتأكد من تاريخ الحمل . وقبل أن يولد الطفل أريد أن
أتـأكد من أنه من صلبي )) .
تراجعت مبتعدة عنه وقد تشنجت ملامحهــا من الألــم لهذا
الاحتقار وهمست : (( هل لديك شكوك من هذه الناحية ؟ )) .
وتملكها الفزع ! إنه يشك في أبوته لهذا الجنين الذي تحمله .
ـ بعض النساء يرتكبن جريمة من أجل نسبة مئوية ضئيلة مما
سيكسب هذا الطفل من الناحية المالية .
ـ لا أظن أن أي امرأة مستعدة لأن ترتكب جريمة لكي تكون
مكاني في هذه اللحظة .
وأرجفت لأنه , وبدلاً من أن يعود ليتفاهما , عـــاد ليـبـدد آمــالها .
وأردف وكأنها لم تتكلم : (( من الطبيعي أن أطـالـب بفحص
الحمض النووي بعد ولادة الطفل , فلعلك حملت أثناء الأسبوعين
اللذين أمضيتهما في لندن . أظن أن هذا غير محتمل , لكنني سـأكون
أحمق إذا لم أتأكـد تماماً )) .
فقالت وظل ابتسامة على فمها المتوتر : (( نعم . . . ولماذا تتردد ما
دام لديك فرصة ذهبية أخرى لإذلالي ؟ )) .
ـ وماذا كنت تتوقعين ؟ أن أصدقك ؟ أرفض أن أصدق أن هذا
الحمل حدث صدفة .
واستقرت عليها عيناه الساخرتان : (( على أي حــال , حملك بابني
يضمن لك العيش برفاهية طوال حياتك )) .
قالت بكدر بالغ : (( أنت لا تنصفنــــي . إن كنت لا تثق بي على
الإطلاق فكيف يمكنني أن أثبت لك أنك ظلمتني بظنك هذا ؟ )) .
فقال : (( لكنني لم أظلمك . . . )) .
ـ اليـوم قلت إنك لم تعد تعتبرني ســاعية خلف المال .
ـ بعد ما تبين لي الآن أقنعيني بالعكس . . .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ أنى كان لي أن أعلم أنني سـأحمل بعد أسبوع واحد معك ؟ ما
كنت لأختار ظرفاً مماثلاً لأحمل بأول طفل لـــي . لماذا أرغب بأن
ألصق بولدي لعنة والد يكرهه , ويكرهني أنـا ؟
ـ لا أكره أبوتي , ولا أكرهك أنت .
فبسطت يديها بإحباط : (( كل غضبك سببه هو أنني لــم أوضح لـك
مسـألة زواجنا حين كنت فاقداً لذاكرتك . . . )) .
ـ لكنك بعد ذلك , كذبت هلي مرة بعد مرة .
ـ لـم أكن أظن أنني أسبب ضرراً . . . لقد انجرفت قليلاً . . .
كنت أعيـش حلمي . . .
قال شامتاً بسخرية : (( هـا أنت ذي أخيراً تنطقين بالحقيقة . لقـــد
أغواك أسلوب حياتي ومستواهــــا إلى حـــد لـم تدركي معه إلى أي
حضيض عليـك أن تهوي لتستمتعي بهما )) .
فأطلقت ضحكة قصيرة : (( لمعلوماتك الخاصة , كــان حلمي زواجاً
برجل يعاملني على قدم المساواة . نعم , كم كان تصرفي محزناً . أن
أعطيك دوراً في سيناريو فيلم كهذا ! أن أحلم بالرجل الذي لم يقبل
بأن يخرج معي ولو مرة واحدة حين توسلت إليه ! لكنه كان حلمي أنا
وليس حلمك . لهذا أنـا . . . )) .
ـ يا إلهي ! جعلتني أعيش حلمك الغبي .
رفعت رأسها عالياً والتمعت عيناها كالمــاس : (( الغــريــب أنـك
بدوت غايـة في السعادة حين كنت تعيش حلمي معي . . . )) .
تصلب جســــده وكــأنها صفعته فيمـــا شحب وجهها وبـان التمرد
عليها . ساد صمت مشحون بالتوتر ولمه غضب أسود في نظراته
العنيفة , لكنه قال : (( دعينـا نركز كلامنـا على الطفل )) .
وبصعوبة بالغة حــاولت أن تركز ذهنها المرهق على المهمة الصعبة
وهي إقناع راوول بأنها لم تخطط لهذا الحمل : (( اسمعني , أرجوك ,
عندما عشت معك كزوجة لك لم أفكر في النتائج . لك أكن مضطرة
من قبل إلى الاهتمام بمسألة منع الحمل . كنت لا مبالية ليس إلا )) .
ونظرت إليه متوسلة قبل أن تردف : (( كمــا أنك أنت أيضاً لــم تفكر
في المســألة )) .
فرفع حاجبه ســاخراً : (( كانت موانع الحمل من آخـــر اهتماماتي .
فقد كنت أعاني من فقدان الذاكرة وأعيش مع امرأة غريبة عني
تماماً )) .
ـ أذكر إنك وجدت تلك الفكرة مثيرة أكثر مما اعتبرتها .
تجــرأت على أن تذكره بذلك متلهفة إلى تقويض تحكمه بنفسه
واختراق تحفظه .
ـ اخترت أن أثق بك وكانت تلك غلطة . وككافة أخطــائي توقعت
أن أدفع الثمن . لكن , ولكي أعرف شخصيتك بالضبط , كان عليك
أن تقيمي معي . صاحبة مشاريع دخلت سريري لكي تربح ثروة
كبرى ! .
ثارت ثائرتها وأخذت ترتجف وتعاظم في نفسها الألم و التعاسة :
(( إذا لم تخــرج فسـأصرخ . ســأهاجمك وأضربـك ! )) .
نظر إليها وكأنها طفلة , ثم حملها بين ذراعيه قبل أن تعرف نيته :
(( كفى تمثيلاً )) .
فصرخت به غاضبة : (( أنزلني على الأرض )) .
ـ لا . لقد تـأخر الوقت ويـبــدو علــيــك الإرهــاق . لا بـد من ان
تنامــي . . .
ـ ســأذهب إلى السرير حين أشــاء . . .
ـ لماذا تظنينني عدت هذه الليلة ؟
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
طرح هذا السؤال بوضوح بالغ ما جعلها تكف عن المقاومة
وتسترخي بين ذراعيه وهي تجيب : (( لا أدري . . . )) .
ـ أنت زوجتي وحامل بابني ولا أريد أن أغامر بصحتك مهما
بلغ مقدار غضبي .
يا له من رجل حقير . . . إنها تكرهه . . . !
وأغمضت عينيها بشدة . أرادت أن تصرخ في وجهه لكنها كانت
تعلم أنه سيقرأ الكثير من وراء صراخها . بقيت هادئة كالفأرة وهي
تراه يعيدها إلى السرير . كان يتصرف وكأنها لوج زجاج مشقوق ,
وتذكرت رغبته العنيفة على الشرفة منذ ساعات قليلة فكادت تبكي .
لقد دثرها لتوه وكأنها جدة جدة جدته ولأول مرة نام بعيداً عنها .
شعرت بهذا الرفض وكأنه سكين غرز في صدرها . إنه لا يفهمها
بهذا أن ما من رباط عاطفي بينهما وحسب , بل يبعدها عنه جسدياً
أيضاً .
في الصباح التالي عادا بالطائرة إلى سويسرا . أثناء الساعة التي
أمضتها في الطائرة , تخلت عن محاولته التظاهر بأنها تشاهد الفيلم
الذي اختارته . وكان راوول يعمل على الكمبيوتر , فأخذت تتسكع
من حوله لكنه تجاهلها .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 17-01-13, 04:23 AM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 9 ـ أكرهك

 


قالت وهي ترتجف : (( لا بأس . لقد فهمت ما تريدني أن أفهمه .
أنت تتمنى لو أتوارى من حياتك كجني أثيم )) .
نظر إليها عابساً من دون أن يتأثر , فوضعت يديها على وركيها
وقالت بحرارة : (( حسناً , لا تنظر إلي وكأنني طفلة بحاجة إلى رعاية .
إذا كنت أثقل على أعصابك إلى هذا الحد , فهيا . . طلقني )) .
هب واقفاً فأشرف عليها بقامته العملاقة بشكل مهدد , وأخذ ينظر
إليها بعنف : (( كنت أتساءل كم من الوقت ستحتاجين قبل أن تتقدمي
بهذا الطلب . آسف إذا خيبت أملك , لأن الوقت لــم يحن بعد كي
تتحري )) .
ـ ماذا تعني بقولك هذا ؟
ـ لا انفصال ولا طلاق . ستبقين في سويسرا حيث يمكنني أن
أراقبك .
رغم ما يظنه فيها من طمع ومكر , لا يزال مصمماً على أن
القصاص الوحيد هو أن يبقيها في سويسرا معه . خف الألم في
قلبها قليلاً وشق شعاع ضئيل من الأمل طريقه . لعلها مخطئة في
توقع الكثير منه بهذه السرعة .
وأخيــراً تــشجعت وســألتــه : (( ما هو شعورك الحقيقي حيــال
الطفل ؟ )) .
ـ كنت أنوي إنجاب واحد في النهاية .
قال هذا متذمراً كمــا لو أنه يتحدث عن أزرار كمي قميــص :
(( و الآن , وبما أنه سيأتي في وقت لـم أتوقعه , ليس أمامي من خيار
سوى أن أتكيف مع هذا الوضع )) .
توترت ملامحها وغرزت أظــافرها في راحتيها قبل أن تعود إلى
مقعدها . ستمنحه بعض الوقت , فهو عنيد جداً , ولاذع جداً في
شكوكه . إنه بحاجة إلى مزيد من الوقت , بحاجة إلى تفهمها . إن
حبها له كبير , ولا بد أن يعود إليـها .
ولكن هل سيتقبل راوول هيلاري روس الحلاقة , زوجة له ؟ و إلى
متى سيتقبل بقاءها ؟ يبدو أنه يظن أن من واجبه أن يرعاها طالما هي
حامل بطفله . لكن لعله يخطط للطلاق مباشرة بعد الولادة . ولا بد
أنه سبق واطلع على رأي القانون في مثل هذه المسألة .
إنه لــم يتقبلها قط كزوجــة . لكن , هل يمكنـها أن تلومـه ؟ فهو لــم
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
يطلب منها قط أن تكون زوجته وتعيش معه كمـا أنه لم يدعها لتنجب
له طفلاً . من المهم أن تواجه الحقيقة حتى وإن كانت مؤلمة .
وأقرت بتعاسة بأن راوول يشعر و كــــأنه وقع في شـــرك فهو يفضل
حريته .
إذا مــا أسكتت كبرياءها مرة أخرى , وأصبحت مطيعة و هـادئة حتى
تستقر الأمور , فما هو أقصى مــــا ترجو أن تتلقــاه من الرجل الـــذي
تحب ؟ أن يعاشرهـــا مرة أخرى عندمـــا يرغب في ذلك ؟ يلقي إليــها
بقطعة ثمينة من المجوهرات إذا مـــا كان أداؤها جيداً ؟ وهل سيؤنبها
دومـاً على أخطائها فيجعلها تشعر بالحقارة ؟ هل هي مستعدة حقاً لأن
تدع هذا يحدث ؟

* * *


نهاية الفصل (( التــاسع )) . . .


 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 17-01-13, 04:28 AM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 10 ـ أحبـــك

 


10 ـ
أحبــك

في الصباح التالي , أخذ راوول هيلاري إلى أخصائي في امراض
النساء .
أربك راوول هيلاري بطرح الكثير من الأسئلة المعقدة على
الطبيب الذي بدا مسروراً وهو يجيب عليها مع تفاصيل العملية . أمـا
هيلاري فقد شعرت بأن كرامتها جرحت وهي ترى راوول يكشف عن
اهتمامه بطفلهما للطبيب ولكن ليس لها . . ثم تساءلت بفزع عما إذا
كان زوجها يمثل للحفاظ على المظاهر فقط .
في الأيام الثلاثة التي تلت , كانت تعاسة هيلاري في ازدياد .
كان راوول يتوجه إلى المصرف مع شروق الشمس ليعود في المساء
متأخراً . لـم يتناول معها وجبة واحدة , كما لم يقم بأي جهد لكـي
يخفف التوتر بينهما . لكنه اعتاد أن يتصل بها هاتفياً مرتين في اليوم
متفقداً حالتها . بدا أن هذه هي العلاقة الشخصية الوحيدة التي كان
مستعداً لها لأن الباب الموصل بين غرفتي نومهما بقي موصداً . كما
أن تهذيبه البارد معها كان يبعث القشعريرة في كيانها .
وفي اليوم الرابع , استيقظت مع بزوغ الفجر فاستحمت وارتدت
ملابسها لتبدو مقبولة في رفقته دون إفراط في الأناقة أو الإثارة , ثم
أسرعت تنزل السلم لتشاركه الفطور .
توتر وجهه القوي , وأخذ يتأملها مقطباً .
ـ لماذا استيقظت في هذه الساعة المبكرة ؟
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ أردت أن أراك . وهذا لا يكون إلا على الفطور , أو بالمقاطعة
المحرمة في مكتبك .
وبدت ابتسامة حازمة على شفتيها وهي تنظر إليه برجاء , وكأنها
تقصد المزاج بكلامها هذا .
استقرت عيناه الذهبيتان على العباءة التي كانت ترتديها , والتوى
فمه الشهواني الواسع بشكل خفيف للغاية .
كانت هذه العباءة المصنوعة من أفخــر أنواع الحرير , تغطي
جسدها من عنقها حتى أخمص قدميها بحشم اعتبرها غاية في
الخداع . وكان خصرها النحيل بارزاً ليس بسبب الحزام العريض
وحسب بل بسبب امتلاء صدرها وبروز وركيها .
وضع فنجان قهوته على المائدة بعنف فيما تناولت هي بعض
(( التوست )) وقلبها يخفق كالطبل . كانت تعي , وقلبها يتعذب , أنه
يتأملها وأن التوتر يسود الأجواء .
ـ أنــا . . .
بللت شفتيها بلسانها وهي تلتفت لتواجهه مسكتة كرامتها ومن
دون أن تفكر في ما سيكلفها ذلك : (( إني أفتقدك . . . )) .
ـ لا أريد أن اسمع هذا .
وألقى جانباً بصحيفة الصباح ثم هب واقفاً . وبسخرية لاذعة قال
فيما هي تنظر إليه وقد اتسعت عيناها وانفرجت شفتاها بذهول : (( لا
أرغب في ذلك حتى لو صعدت إلى المائدة ورقصت )) .
ورمقها بنظرة ازدراء لاذعة : (( عندما أرغب فيك , سـأخبرك )) .
اغرورقت عياناها بدموع الإذلال وجلست تصغي إلى سيارته وهي
تبتعد . حسناً ! وعذبتها المشاعر . لن تدعه يفلت من عقابها بعد
معاملته لها بهذا الشكل وكأنها مومس . ما كان ينبغي لها أن تعود
معه من سردينيا , كان هذا خطأً بالغاً . لقد اظهر بوضوح احتقاره
لها , وستكون ساذجة إذا تركت زواجهما ينتهي بهذا الشكل . قبل أن
تغادر سويسرا , عليها أن تنتقم لكرامتها وتجعل راوول يرى كـــم
أخطأ في حكمه عليها . وأخذت تذرع غرفتها جيئة وذهاباً لتقرر في
النهاية طريقاً واحداً سيمكنها من تحقيق هذه النهاية . عليها أن توقع
وثيقة قانونية تثبت أنه ليس لديها أي أطماع مادية , هي تعرف
الشخص المناسب الذي عليها أن تلجأ إليه . إنه محاميه بول كوريرو
الذي سيسره جداً أن يراها توقع على وثيقة تؤكد أنها لن تطالب
بأموال ساباتينو . بعدئذ , ستغادر سويسرا محفوظة الكرامة .
وعندما وصلت في وقت لاحق , إلى مكتب المحامي , أُخــذت
إليه مباشرة . أدهشها أن يستقبلها بول على الفور وأجفلت حين
حياها وشكرها كثيراً على قومها .
ـ أرادت آنيا أ تزوركما , أنت وراوول , وتعتذر , لكنني لم
أوافق على هذا وفضلت أن أدع الأمور تهدأ أولاً . لقد هددتك
وأخفتك . صدقيني , هذه ليست عادتي في معاملة النساء .
فقالت تخفف عنه : (( أنـا واثقة من ذلك )) .
ـ عندما أدرك راوول أن اختفاءك كان بسببي أنزل السماء على
الأرض , وأنـا لا ألومه .
ـ لـــم يكن هذا ذنـبـك .
ـ لا تحاولي مواساتي . لقد تدخلت في أمر ليس من شأني . بدا
واضحاً أن علاقتكما كانت قوية للغاية وأنا لا أعلم ذلك فتسرعت
وتصرفت بغطرسة معتقداً أنني أنقذه . وهل راوول بحاجة إلى إنقاذ ؟
وكـأنه . . .
وضحـك بـارتـبـاك .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ على أي حال , لقد انتهى هذا كله الآن . في الواقع , جئت
لأراك لسبب مختلف جداً .
وأردفت محاولة التظاهر بالهدوء : (( إنني بحاجة إلى محام لينص
وثيقة قانونية , وبسرعة )) .
عندما حدثته باختصار عما تريد , لم يستطع بول أن يخفي ذعره :
(( مستند من هذا النوع يجعلني في موقف خدمة مصالح متضاربة . لا
يمكنني أن أمثلك وأمثل راوول بينا أنتما متخاصمان في القضية
نفسها . أنت بحاجة إلى نصيحة محام مستقل " .
تصلب جسمها إحباطاً ووقفت : (( لا بـأس )) .
تردد بول قليلاً , ثــم عاد يقول باهتمام : (( بصفتي صديقاً , كمــا
أرجو أن تعتبريني يوماً مـا , أريد أن أنصحك بعدم سلوك هذا
الطريق . أخـاف كثيراً من أن يسيء راوول فهم دوافعك فتجرح
كرامته )) .
في طريقها إلى المنزل , أقرت هيلاري بأن بول رقيق للغاية . إنه
نقيض راوول ولا يمكن أن يوافقه على طريقة تفكيره على مشاعره
العقلانية الباردة . مهما حاولت , لا يمكنها أن تجمع بين راوول
ومفهوم الكرامة المجروحة في الوقت نفسه .
يرى راوول نفسه بعيداً عن الخطــأ وعن الانتقاد . وهي وحدها
المعرضة دوماً لجرح الكرامة .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
إنها تتساءل الآن عما جعلها تصل إلى هذا الحد في سعيها كي
تثبت لراوول أنها لم تبحث عن الثراء منذ البداية ؟ لـِمَ ما زال هذا
يهمها ؟ لا يحبها . . وهو يظن بها الأسوأ . حتى رؤيته لها على
مائدة الفطور أزعجته . من الصعب أن تتذكر كم كانت سعيدة معه
منذ أيام قليلة فقط , و الأصعب من ذلك هو أن تتقبل فكرة أنهـمـا
سيتجاوزان بسلام هذه الفترة المريرة .
المشكلة هي أنها لطالما رضيت بالقليل مع راوول ساباتينو , كما
أن ما تلقته عن استحقاق قليل للغاية . لكنها أصبحت من النضج
بحيث يمكنها أن تبحث عن مصلحتها , فتحسب حساباً لاحتياجاتها ,
ومن ثم تنسحب من العلاقات المدمرة .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 17-01-13, 04:33 AM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي نهاية الرواية . . .

 


لن يخبر راوول إيما ق بحقيقة زواجهما . في الواقع , لقد
عجبت لنفسها كيف صدقت تهديده القاسي ذاك . فهو نبيل للغاية ,
لكنه ما كان ليتباهى بهذا لأنه يعتبر المباهاة ضعفاً . لعلها تشبثت
بذلك التهديد واتخذته عذراً لتبقى مع راوول إذ كانت متلهفة إلى
إيجاد أي عذر . لكن الأمر انتهى الآن وعليها أن تسترد كرامتها . إنه
فاسد وقد حان وقت خلاصها منه .
رن هاتف السيارة , و كــــــان المتصل راوول . مجرد سماع صوته
العميق كان كافياً كي يجعل مشاعرها تفيض : (( أرجـــوك ألا تسـألني
عن حالي لأنني أعل أنك لا تهتم حقـاً لأمري . سـأتــركك و أرجـو أن
تعيش مع أموالك الغالية على قلبك بالرفاء و النعيم إلى أبد الآبدين )) .
ووضعت السماعة بعنف فيما أخذت ترتجف . ارتعشت لمــا خرج
لتوه كالبركان من ببين شفتيها , لكنها الحقيقة وهو يستحق أن
يسمعها . لقد رمى بحبها في وجهها ورفضه , وهي ستصب حبها كله
على طفلهما بدلاً منه . وأخذ الهاتف يرن , فتجاهلته . كما رن هاتفها
الخلوي فأقفلته إذ لـم يعد لديهـا مـا تقوله .
وبعد نصف سـاعة كانت في غرفتها تحزم أمتعتها عندمـــا انفتح
الباب بعنف وبرز راوول عند العتبة : (( لا يمكنك أن ترحلي . . لا
يمكنني أن أعـــاني من ذلك مرة أخــرى )) .
وشتــم بعنف .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
فوجئت بهذا الهجوم الصاخب الذي كان بعيداً عن صفات ذلك
الرجل الهادئ المنضبط الذي تعرفه , وأخت تحدق إليه . كان
شديد الشحوب , متوتر الملامح . واشتبكت عيناه الغاضبتان بعينيها :
(( هل لديك فكرة عمـا عانيته في المرة الماضية ؟ ألا تعرفين مــا
عانيته ؟ )) .
جمدت مكانها أمـام مشاعر لــم يظهرها من قبل , ثــم هزت رأسها
نفيـاً .
ـ يا إلهي ! ذلك الأسبوع الذي مر بي قبل أن أستعيد ذاكرتي كــاد
يقتلني . لقد اختفيت فجـأة من دون أن أعرف السبب . رحلت عن
حياتنا تاركة لــي أربعة أسطر اعتذاراً وكـأنك تلغين دعوة إلى العشاء .
كان هذا أمراً لا يصدق , حتى أنني لم أعرف أين أجدك . كــــدت
أجن قلقـاً .
ذعرت هيلاري لمـا كان يخبرها به : (( لــم أظن أبداً . . لــم أتصور
قط أن يكون شعورك على هذا الشكل )) .
ـ كان يُفترض بك أنت أن تخبريني حقيقة زواجنـا .
أحنت رأسها وهي ترى أنه محق في لومه هذا كانت جبانة
فألفت أعذاراً لنفسها . جل ما هدفت إليه تلك الأعذار , هو أن
تحفظ ماء وجهها على حسابه . فضلاً عن ذلك , كيف أمكنها أن
تكون عديمة الإحساس إلى حد لم تفكر فيه تأثير اختفائها فيه ؟
تعلقت نظراته بنظراتها حين حاولت أن تحولها عنه تجنباً لتفحصه
الدقيق لها : (( كنت أثق وأعترف أن هذا الخيار كان الخيار الوحيد
أمـامي في البداية , لكن علاقتنا تطورت بسرعة فتخليت عن الحذر
معك . اعتقدت أننا زوجان عاديان , وتعلمت أن أعتبرك زوجتي .
وفجأة , وجدت هذا كله ينفجر في وجهي )) .
شعرت هيلاري بغصة . فمنذ أعادها من لندن وهي ترفض أن
تعترف إلى أي حد ساهم سلوكها في زيادة غضبه وعدم ثقته .
وشعرت بالخجل : (( لا بد أنني بدوت لك أنانية للغاية . . لكنني ,
صدقني , لــم أكـن أظن أنـك ستفتقدني إلى هذا الحد . . . )) .
أطلق راوول ضحكة تفتقر إلى البهجة : (( ماذا تظنينني ؟ قطعة
خشب ؟ )) .
فواجهته باضطراب : (( لا بل بارد كالثلج وشديد التنظيم و التحكم
في النفس . ومزهو بهذا أيضاً )) .
فالتوى فمه الجميل : (( لقد ربوني على أن أكون قوياً وحذروني
من الضعف أمـام أي امرأة . زيجات أبي وجدي الفاشل ملأتهما
مرارة . وعندما تبدل جدي كان الأوان قد فات على التأثير في ,
ولهذا السبب كتب تلك الوصية غير المعقولة . كانت آخر محاولة منه
لكي يقنعني بأنني إذا جازفت , فسأتمكن من كتابة تاريخ الأسرة من
جديد وأنتهي بزواج سعيد )) .
فقالت وهي تغالب دموعها : (( حسناً . . لم يعد ثمة حاجة لهذا
الجدال , لكن قصر (( كاستيلو )) بقي للأسرة على الأقل )) .
ـ أريدك أن تعلمي أنني كنت في طريقي لرؤيتك عندمـا اتصل بي
بول . . .
احمر وجهها شاعرة بالإهانة : (( لماذا يساند الرجال بعضهم
البعض دوماً ؟ )) .
فقال ساخراً وعيناه في عينيها : (( تملكنا الذعر عندما فهمت أي
نوع من المستندات تريدينه , كما تملكني الخجل وأدركت على الفور
أنني من دفعك إلى ذلك )) .
أخذت تتفحصه بعينين متسعتين مرتبكتين : (( مــا الأمر معك ؟ لماذا
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
لم تشعر بالسرور ؟ ولماذا تشعر بالخجل ؟ أردت أن أوقع على تعهد
بــألا أرفــع عليــك أي دعــوى أطالبــك فيما بالمال أو بأي شيء آخر
تملكه )) .
ـ لكن هــذا خــطأ فلديك كل الحق في أن تشاركيني في مــا
أملك . . .
ـ بل هذا سيؤكد لك مرة وإلى الأبد أنني لا أريد ولا أحتاج أي
شيء منك .
أخذ نفساً عميقاً ووقف منتصباً : (( لقد اتهمتك بأنك تبحثين
عن الثراء لأنني أستطيع بهذا أن أتجنب الحديث معك عن شعوري
نحوك )) .
رفعت حاجبها : (( لم أفهم )) .
ـ عندما كنت فاقدة الذاكرة , تعودت على وجودك قربي . وعندما
استعدت ذاكرتي , تملكني غضب عارم منك لأنك جعلت مني رجلاً
أحمق !
هذه الإدانة الصريحة جعلت الشحوب يعلو وجهها , وقالت : (( لم
يكن هذا قصدي , ولا يمثل رؤيتي لما يحدث بيننا )) .
ـ استطعت أن تخدعيني , ولم يعد لدي ثقة بقدرتي على فهمك .
بدا التوتر واضحاً على جسده الجبار , ثم استدار مبتعداً عنها :
(( مهما بلغت عدم ثقتي بك , إلا أنني ما زلت أريدك أن تعودي إلي
ولا علاقة للأمر بالرغبة الجسدية )) .
بدا الانتعاش على هيلاري لهذا الاعتراف المبشر بالخير ,
وقالت : (( لكنك لطالما أردتني أن أظن أن علاقتنا تقتصر على ذلك )) .
توترت أساريره : (( كنت أخفي مشاعري . . . كنت . . . )) .
وقطع كلامه ثم هز كتفه بإحباط : (( كنت . . . )) .
ـ كنت . . . مـاذا كنت ؟
ـ كنت خائفاً . . . ! هل فهمت ؟
اعترف بهذا رغماً عنه وكأنها كانت تسدد إليه فوهة بندقية : (( كنت
خائفاً . . عرفت أحاسيس لم أشعر بها قط من قبل ما أفزعني , لكن ,
عندما ذهبنا إلى سردينيا , كان اضطرابي قد بدأ يهدأ . بدأت أشعر
بالارتياح وعدت أثق بك من جديد . . . . )) .
فتحت فمها مذهولة : (( ثم اعترفت لك بأنني حامل . . . )) .
ـ ومرة أخرى , تكتمت على أمر يخصنا . ليتك شــاركتني هذا
الخبر على الفور ! أمضينا ذلك الأسبوع كله معاً وأقرب إلى بعضنا
البعض مما سبق , بينما أنت تخفين عني انـك حامل بابننا . لقد
صدمني ذلك للغاية , وجعلني أتسـاءل عما قد تخفينه أيضاً .
ـ كنت خائفة من رد فعلك .
بدت محاولتها الدفاع عن نفسها ضعيفة لأنها أدركت أن ترك
راوول جاهلاً بأمــر حملها زعزع ثقته بها مرة أخرى .
تشابك نظراته بنظراتها المرهقة : (( أردتك أن تكوني صادقة ,
لكنك لم تكوني كذلك . ففقدت الثـقـة بــقدرتي على الـــحكـم بـشكل
صائب ومنذ ذلك الحين أصبح كل مـا حولي هشيماً )) .
فقالت بتعاسة : (( ليست جريمة تستوجب الشنق إذا لـم ترغب بطفل
لا تريده مني )) .
ـ بل أريد طفلنــا بكل تأكيد . لكنني كنت خائــفـــاً من أن أمـر بالتجربة
نفسها مرة أخرى . إنني في حالة صراع مع نفسي منـذ ذلك الحيـــن .
ورغم أنني كنت مصمماً على البقاء معكمـــا أنـتــمــــــا الإثنين إلا أنني
كرهت فكرة أن تبقي معي فقط لأنك حامل . هل ترين في هذا حماقة ؟ .
فتمتمت بأسى : (( لا . كان هذا شعوري أنـا أيضاً )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ حاولت جهدي الـتـــحكــــم في نفســــي لـــكن الزمام أفلت من يدي ,
وانتهى بي الأمر باتهامك بما لم أكن أنـا نفسي مقتنعاً به . كنت أعلـم
أن الطفل من صلبي , لكنني لم أشأ أن تظني أنك آذيتني مرة أخرى .
لهذا , قررت أن أجرحك أنـا أولاً .
تكلم بندم صادق , فيما راحت هي تصغي بمزيد من الاهتمام إلى
هذا الاعتراف المدهش . هل جرحته ؟ هل قال حقاً هذه الكلمات ؟
وعاد يقول : (( قاومت شعوري نحوك منذ ذلك الحين , لكني لــن
أستطيع ذلك بعد الآن . حاولت أن أعتاد على مقاومتك )) .
فهمست تقول : (( أنـا لست مرضاً . . . )) .
ـ عدم رؤيتك هو الشيء الوحيد الذي نجحت فيه . و فجــــأة رأيتك
تنزلين لتناول الفطور , مرتدية تلك العباءة . . . عندئذ , أدركت أن
محاولاتي لمقاومتك فشلت كلياً . . .
ـ لقد آذيت شعوري . . .
ـ وأنـا آسف لذلك . كنت غاضباً من نفسي و ليس منـــك . ثــار
غضبي لأنني لم أستطع أن أتحكم برغبتي فيك , هذا لجـأت إلى
السخرية .
ـ وكانت هذه القشة الأخيرة التي قصمت ظهر البعير كمـــا
يقول المثل .
فقال بسرعة : (( لن يحدث هذا مرة أخرى . هذه المشاعر جديـدة
بالنسبة إلي وتقبلها ليس بالأمر السهل . أتـظنـيـن أن بـإمكانك أن
تمنحيني فرصة أخرى )) .
اغرورقت عيناها بالدموع وهزت رأسها و مشاعرها فائضة بحيث
لم تدعها تنطق بالنفي . وأمسك بيديها المتشابكتين : (( أرجوك . . . )) .
و مرة أخرى هزت رأسها , و قـــالت و هي موشكة على البـكاء : (( لا
أريد رجلاً يعتبرني درجة ثانية بالنسبة إليه وعليه أن يقاوم حتى رغبته
فيّ . . . )) .
ـ الأمـــر ليــس بــهذا الشكل . لـــــو اقتــصرت المشاعر على الناحية
الجسدية , لما تدهورت أموري إلى هذا الحد . إنني مرتاح تماماً لهذه
الناحية من علاقتنا , لكن المشكلة تكمن في مـــا لم أتــعود عليه . ألا
تدركين كم تعنين بالنسبة إلي ؟
وأمسك بيديها بلهفة وعيناه اللامعتان تخرقان عينيها برغبة عنيفة :
(( لقد قلت هذا في سردينيا . قلت إنني كنت سعيداً جداً حين عشت
حكاية هذا الزواج الخرافية . وكنت على حق , فـأنـا لم أشعــر في
حياتي بمثل تلك السعادة التي شعرت بها حينذاك )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ذهلت هيــلاري لــــهــذا الاعتـــراف بينما أردف (( يمكنـــك إذن أن
تتصوري حالتي عندما علمت أن القصة الخرافية لم تكن سوى حلم ,
ظننتك تحبينني , وقد تعلمت أن أحب تلك الفكرة . . . )) .
ـ أحقاً ؟
ـ لقد أحببتك . لــم أعرف الحب من قبل فلــم أدرك , لســوء
الحظ , مــا سبب الاضطراب في مشاعري . . .
ـ بل قل الانسجام في مشاعرك . . .
صححت له كلامه , وهي تصغي بلهفة إلى كل كلمة ينطق بها .
ـ حسناً , لم أجد في ذلك انسجاماً في بداية الأمر . فقد كنت
تعيقينني عن عملي . . .
ارتجفت : (( هل فعلت هذا حقاً ؟ )) .
فقــال برصــانـة بالـغة : (( كان ذهني ينصرف إلـيـك حتى أثنــاء
الاجتماعــات الهامة )) .
ـ هذا أكثـر ممـا كنت أرجوه .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
واغرورقت عيـنــاها بالدموع وأحــاطت عنقه بذراعيها : (( وأنـا
أحبك . أحبك كثيراً وسأجعلك أسعد رجل )) .
سحقها بــعنـــاق عـــاطفـــي أفصح من أي كلام . و بـقيــا متعانقين ,
مستمتعين بهذا التقارب الذي كانا يخافانه هما الاثنين وسيستمر إلى
الأبد .
ـ مــا أروع ما جعلتني أشعر به !
فقالت بحرارة : (( أترى . . . حبـك ليس بالأمر الشيء تماماً )) .
ـ بل هو كذلك إذا بقيت تهربين مني وتهدديني بالهجـر .
ـ لن أهرب بعد الآن , ولن أهددك بالهجر مهما جننتني .
أحنى رأسه الجميل واختلس قبلة واحدة رقيقة جعلتا تشرق
بمشاعر الحب . نظر إلى وجهها المرفوع إليه بعينيه الذهبيين
اللامعتين وقـــال : (( منذ أربع سنوات , لم أكن أظن أنك ستشكلين
خطراً على نمط حياة العزوبية التي كنت أعتز بها , يا عزيزتي )) .
ـ حينذاك لم أكن ناضجة بالنسبة إليك , لكنني وقعت في غرامك
منذ أول مرة رأيتك فيها .
ـ وأنا انجذبت إليك بقوة بالغة لكنني لــم أعتـرف , حتى لنفسي ,
بذلك . وهذا هو سبب ترددي إلى الصالون حيث كنت تعملين .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
وعانقها مرة أخرى فأغمضت عينيها حالمة فيما أضــاف : (( عندمــــا
انتهى حفل الزفاف ذاك , لم أعد أثق بنفسي حين أكون بجانبك . . . )) .
فسألته مشككة : (( أصحيح هذا ؟ )) .
رد بأسف : (( صحيح . الزواج منك أبعدك عني , لكنني احتفظت
بصورتك في محفظة نقودي طيلة أربع سنوات )) .
اتسعت عيناها الكبيرتان وأشرق وجهها سروراً فيما ارتسم الحنان
على وجهه : (( أحب أن أراك في ثوب زفاف ترتدينه من أجلي . علينا
أن نفعل شيئاً ما في هذا الخصوص . علينا أن نجدد عهود الزفاف
ونبارك زواجنا ! )) .
فقالت وقد تملكها التأثر : (( كم أحب هذا . . . لكن عليك أن
تنتظر إلى مــا بعد ولادة الطفل )) .
فسارع يقل من دون تردد : (( كلام فارغ )) .

بعد أحد عشر شهراً , جدد راوول و هيلاري عهود زواجهما في
كنيسة صغيرة تبعد ميلاً واحداً عن (( قصر كاستيلو )) .
حملت هيلاري وروداً صفراء وارتدت ثوب زفاف رائعاً بصدر
مطرز وتنورة واسعة . لم يكن العروسان السعيدان ينظران إلا إلى
بعضهما البعض . وتلا الاحتفال وجبة طعام رائعة وحفلة كبرى . أعز
صديقاتها , بيبا و تابي , حضرتا مع زوجيهما أندرو و كريستيان , كما
دعيا بول وآنيا كوريرو للمشاركة .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
وكانت لآنيا وهيلاري قد أصبحتا صديقتين حميمتين كحـــال
زوجيهما . وحضرت أختها إيمـا . أمـا ضيف الشرف فكان بييترو ,
أصغر عضو في أسرة ساباتينو . لكن وبما أنه لم يكد يبلغ الشهر
الثالث من عمره , ولا يهتم على الإطلاق بمثل هذا الاحتفال , فقد
نام معظم النهار .
وفي وقت لاحق في تلك الليلة , وضعت هيلاري ابنها غي سريره
في غرفة الأطفال الرائعة , التي أشرفت على تأثيثها له ببهجة كبرى .
كان لابنها شعر أبيه الأسود وابتسامة حلوة تثبت أنه يلقى رعاية
كافية .
لم تستطع أن تصدق أنها وراوول , يكادان يحتفلان بعيد
زواجهما , غير الرسمي , الأول . وابتسمت لنفسها شاعرة بالأمان
و الرضى . لقد أمضينا الكثير من الوقت في قصر (( كاستيلو )) حيث كان
الزمن يمر ببطء . كما قلل راوول من أسفاره أثناء حملها , ودللها
بشكل جنوني .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
تمتم راوول بصوت أجش من على بعد أقدام معدودات منها :
(( رائع . . . )) .
ألقت هيلاري نظرة فخر على ابنها النائم : (( إنه طفل جميل
فعلاً . أليس كذلك ؟ )) .
فأحــاط خصرها بذراعيه : (( لم أكن أتحدث عن بييترو )) .
ـ أحقــاً ؟
أخذت تتـأمل ملامحــه الســمـــراء الوسيمة ولاحظت نظرة
الاستحسان في عينيه , فتسارعت دقات قلبها وجف فمها .
ـ بدوت في غاية الجمال الليلة . كم كنت فخوراً لأنك زوجتي !
هل تدركين أن هذه الليلة توازي ليلة عرسنــا الماضية التي لم نستمتع
بها قط ؟
وهنت ساقاها ومالت عليه من دون خجل فيمــا تأوه هو وحملهــا
إلى غرفة نومهما .
همست بدلال وقد تملكتها الإثارة : (( أمــا زلت تحبني ؟ )) .
أشــرقــت ابـتــســامتـه الحساسة بحرارة لها وحدها : (( حبي لك يزداد
يومـاً بعد يوم )) .
وبقلب مفعم بالفرح , أحــاطت عنقه بذراعيها , ثم جذبته إليــها .

* * *

تمت بحمد الله
قراءة ممتعة




 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 17-01-13, 04:40 AM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 413 - حبيبتي كاذبة - لين غراهام

 

تم بحمد الله انزال الرواية
لجميع القراء و المتابعين
ادعوكم لقسم سلاسل روايات أحلام المكتوبة
في أخر جزء من سلسلة لوسي غوردون
ســأبقى وحدي
هنـــــــــا

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لين غراهام, احلام, دار الفراشة, حبيبتي كاذبة, lynne graham, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, the banker's convenient
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:07 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية