لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-13, 10:01 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 9 - لن يفهمني !

 



إذا ما ظنت سيلينا أن اليوم انتهى , فقد أخطأت , إذ إن الصدمة
كانت بانتظارها لاحقاً . المسابقة التالية هي مسابقة إمساك العجل
بواسطة الحبال , وقد سجل شخص مؤذٍ و شرير اسمها للمشاركة في هذه
المسابقة . وقد أقسم غويدو إنه ليس الفاعل . إلا أنها تمكنت , على غرار
ليو , من أن تشارك بشكل مشرف , لم تفقد معه ماء الوجه , وانتهت
فترة بعد الظهر في جو صاخب ومرح . هللت لها أسرة كالـﭭاني طويلاً ,
باستثناء الكونتيسة التي صفقت لها , إنما بهدوء , وتركت سيلينا تتساءل
عما تفكر فيه حقاً . وخطر لها أن الكونتيسة تقول في سرها إنها متهورة ,
لا تتصرف كسيدة ولا يمكن تغييرها .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
انتشرت في المكان عشرات المنصات التي تبيع الأطباق والأطعمة
المحلية , فتناول الكل الطعام بحرية بما في ذلك الكونتيسة التي أكلت
بنهم واستمتاع . وشرح لها ليو : (( إنها من هذه الأنحاء , ولا تتاح لها
غالباً فرصة تناول الطعام التوسكاني )) .
وقالت لها دولسي لاحقاً فيما كانوا يشربون القهوة : (( أتعلمين ,
أنت كما توقعت تماماً )) .
نظرت إليها سيلينا بدهشة : (( أكنت تعلمين بشأني ؟ )) .
ـ عندما عاد ليو من تكساس , لم يكن بإمكانه أن يتكلم سوى
عنك . أخبرنا كيف التقاك , وأنك رائعة وأنه فقد رقم هاتفك . كاد
يجن . ولو لم تأتي إلى هنا , لسافر بحثاً عنك , وأنا واثقة من ذلك .
رفعت سيلينا نظرها لتجد أن عيني ليو عليهما , وكان يبتسم
ابتسامة عريضة محرجاً , لكن طبيعته الطبية متعته من الاعتراض على
سخريتهما منه . وقال لسيلينا : (( بت تعرفين الآن ! )) .
سخرت منه : (( هيا الآن , على أي حال , كنت أعلم . لطالما
علمت أنك لا تستطيع مقاومة سحري )) .
وضع يداً حنوناً حول كتفيها , وقال متأملاً : (( من جهة أخرى ,
أنت التي جئت إلي هنا بحثاً عني )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ لم آتِ بحثاً عنك , بل جئت من أجل الروديو .
فقال : (( حسناً , لقد انتهى الروديو الآن ويمكنك أن تعودي إلى
ديارك )) .
لكن ذراعيه اشتدت حول كتفيها فيما كان يتكلم . وكان الآخرون
يراقبونهما مبتسمين . قالت له بتحد : (( سأرحل إذن )) .
اشتدت ذراعه : (( حسناً , إرحلي )) .
ـ ســأرحل .
ـ حسنـاً .
ـ حسنـاً .
فقال غويدو بسخط : (( هيا , كفا عن ذلك وتعانقا )) .
بعدئذ , سهروا حتى وقت متأخر , غير راغبين في ترك هذه المناسبة
السعيدة تنتهي .
وفي الصباح التالي , تفرقوا بعد أن تواعدوا على اللقاء قريباً ,
عندما يعقد ليو و سيلينا العزم على الزواج . حتى إن الكونتيسة ابتسمت
وقبلت وجنة سيلينا , ما جعلها تشعر بأنها كانت قلقة من دون داعٍ .
وقفت هي وليو , متشابكي الذراعين , حتى اختفت آخر سيارة عن
الأنظار . بعدئذ , عادا مسرعين إلى عملهما .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
كان موسم الحصاد قد حل الآن . وكان على ليو أن يهتم بقاف
العنب والزيتون ؛ لذا لن يتسنى لهما أن يتزوجا حتى ينهي عمله هذا .
أصبحت سيلينا مأخوذة بهذا الجانب من حياتهما , فراحت تمضي
ساعات طويلة على سرج جوادها تجول في الأراضي معه . كانا يعودان
إلى المنزل كل مساء , مرهقين إنما راضيين وقانعين بما تثمر به
الأراضي . وخف قلقها وتململها تدريجياً . ما من شيء تقلق بشأنه ,
ويمكن لهذه الحياة السعيدة أن تستمر إلى الأبد .
وفي الصباح أحد الأيام , أتى الاتصال الهاتفي من العدم . خرجت
سيلينا من غرفتها بعد أن استحمت لتجد ليو متضايقاً .
ـ اتصل العم فرانشيسكو للتو , وهو يريدنا أن نترك كل شيء وأن
نتوجه إلى البندقية على الفور , في هذه اللحظة .
ـ هل هو مجنون . نحن عل وشك أن نبدأ بجمع غلة العنب .
ـ هذا ما قلته له . قال إن الأمر طارئ .
ـ أتظن أنه يريد فتح موضوع الزفاف مجدداً ؟
ـ أرجو ألا يكون هذا سبب استدعائه لنا . قلت له مراراً وتكراراً
إننا سنتزوج في مورانزا , وهذا قرار نهائي , إذا ما جرنا إلى البندقية
ليناقش الموضوع مجدداً , فسوف . . .
وراح يبحث عن كلمات يمكن لطبعه المحب أن يتلفظها , ثم
أضاف : (( فسأقول له إنه ما كان عليه أن يفعل ذلك )) ,
ـ إذن , سنذهب ؟
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ بل سنذهب , علي أن أتحدث إلى رينزو ومن ثم ســأخرج السيارة .
وتنهد قبل أن يردف : (( لمَ لم يقل لي ما حدث على الأقل ؟ حسناً ,
كلما أبكرنا في الوصول كلما عرفنا أسرع ما يحصل , وكلما تمكنا من
العودة باكراً )) .
سألته سيلينا مع اقرابهما من المدينة : (( إذا كانت شوارع البندقية
من ماء , فأين سنركن السيارة ؟ )) .
ـ ثمة ممر يمتد من البر الرئيسي إلى البندقية , ويمر فوق البحيرة
الضحلة . وعند الوصول إلى البندقية , ثمة محطة تدعى بيازا لا روما ,
حيث يمكننا أن نترك السيارة ونستقل المركب لنقطع المسافة المتبقية .
ـ سنستقل الغندول ؟
ـ لا , فهذه المراكب ليست كسيارات الأجرة . إنها تقوم بجولات
للسياح في المدينة. سيرسل لنا عمي مركبه .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
لكن , عند وصولهما كانت بانتظارهما مفاجأة , إذ وجدا غويدو
هناك يرحب بهما , وقد حضر لهما غندولاً وليس مركباً عادياً .
هناك ليو مكشراً : (( نسيت أنك تظن نفسك سائق غندول )) .
وأضاف موجهاً كلامه إلى سيلينا : (( الغويدو بعض الأصدقاء من
أصحاب الغندولات , فيستعير مراكبهم عندما يحلو له ذلك , وهو يرى
الكدح الشريف بهذه الطريقة )) .
قال لها غويدو وهو يساعدها على الركوب : (( تجاهليه )) .
حمل حقائبهما , ثم التفت إلى ليو وأشار إلى المركب بانحناءة
مسرحية : (( سيدي )) .
فقال ليو مكشراً : (( أنت تخطط لشيء ما يا أخي الصغير )) .
ـ من , أنــا ؟
ـ لا ترمقني بهذه النظرة البريئة , فأنت تبدو دوماً بريئاً عندما تقوم
بعمل ما يجعل الكل يعبس . أتعرف شيئاً لا أعرفه ؟
مازحه غويدو : (( ما أعرفه أنا ولا تعرفه يمكن أن يملأ كتاباً . لكن
لا تلمني في ذلك , فهذه هي الحياة , وهذا هو القدر )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
وانطلق , فتحول انتباه سيلينا عنهما لبعض الوقت ليرتكز على أول
رحلة لها في الغندول وأول زيارة لها إلى البندقية . بدا لها أنهم وصلوا سريعاً
إلى القناة الكبرى , الطريق الرئيسي العريض الذي يمر وسط المدينة .
قال ليو . وهو يشير إلى مبنى إلى يمينهم : (( هنا يعيش عمي )) .
كان قصر كالـﭭاني مبنى ضخماً , زُينت واجهته بزخرفات حجرية
أشبه بالمخرمات , وتكاد تخفي حجمه . وأدركت سيلنا أنه قصــر
حقيقي , فالثقة و الجمال ينضحان منه على حد سواء . لا بد أنه كان
مسكناً للوردات عظام على امتداد قرون , وعظمته لا تذعن وتنحني
لأي رجل . ومع أنها استطاعت أن تقدر الجمال و الثقة , لكنها شعرت
في الوقت عينه بسرور عميق لأنها ليست مضطرة إلى العيش فيه .
وتعاظم إعجاباً عند وصولهم إلى مرحلة الرسو حيث سارع الخدم إلى
مساعدتهم , إذ بدا وكأن المنزل الضخم , الساحر , مد يديه ليحتضنهم
أيضاً . همس ليو في أذنها : (( أعلم ما تفكرين فيه , إذ يخطر لي أحياناً أني
لن أخرج حياً من هنا )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
جعلها كلامه تشعر بالتحسن فضحكت . إن كان شعوره مماثلاً
لشعورها , فلا بأس . واتسعت عيناها دهشة عندما رأت غرفتها , إذ
حتى الغرفة التي نزلت فيها في مزرعة فورتين لم تكن خيالية كهذه .
وهمست لليو : (( إنها كبيرة كملعب كرة مضرب , سأضيع فيها )) .
ـ لا تخافي , غرفتي في الطرف الآخر من الممر .
ورأت سيلينا ما جعلها تقفز من مكانها .
ـ ليو , من هذه وماذا تفعل بحقيبتي ؟
فقالت دولسي التي ظهرت فجأة خلفهما : (( إنها خادمـة ليزا ,
وقد أرسلتها لمساعدتك )) .
ـ تعنين أنها تظن أن لا فائدة مني ؟
فقالت دولسي : (( لا تكوني حساسة بهذا الشكل ! هذا مجرد إطراء ,
لأنك ضيف مبجل )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
وفكرت سيلينا في أن المرء يمكن أن ينظر إلى هذا الأمر بهذه
الطريقة كما يمكنه أن يعتبره إهانة مبطنة , طريقة لتقول لها الكونتيسة إنها
تعرف أنه لن يكون لها خادمة خاصة بها يوماً . هذه مشكلة هؤلاء
الناس , لا يعرف المرء كيف يفسـر كلامهم وتصرفاتهم .
اعتمدت على ليو ليدعمها , لكنها أدركت سريعاً أنه لا يفهمها
سوى جزئياً . ومهما قال عن عدم ارتياحه في هذا المكان , تبقى حقيقة
أن هذه الأسرة أسرته , وأنه يحبها . وهو يشارك أفرادها تاريخاً وأفكاراً
لا يحتاجون لحديث عنها . كانوا يدعونه (( الريفي الشديد الارتباك ))
بنبرة محبة , ساخرة نسبياً , لكنه واحد منهم كما لن تكون سيلينا . . كما
لن تكون سيلينا أبداً !
واعتباراً من تلك اللحظة , شعرت أن كل شيء يحمل معنى
مزدوجاً . عندما أتت الكونتيسة شخصياً إلى غرفتها ورافقتها إلى
الأسفل لتناول العشاء , هل كان هذا إطراء أم طريقتها في أن تقول لها
إنها أغبى من أن تجد طريقها ؟ وعندما وقف الكونت ليأخذ بيدها ,
وهمس مديحاً على أناقة ثوبها ثم قادها للطاولة , ألم يكن يشير إلى أنها
اشترت ثوبها من سوق مورنزا ؟
حسناً , لن يفلحوا في تخويفها .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
أخذت نفساً عميقاً وجلست في المقعد الذي اختاروه لها , إلى يمين
الكونت . بعدئذ , أبلت بلاء حسناً . كانت تخشى أن توقع إحدى
كؤوس الكريستال الباهظة الثمن وتحطمها , لكن اللمسة الخفيفة
و الماهرة التي اكتسبتها بفضل السباقات العديدة التي خاضتها ,
ساعدتها . عليها أن تتعامل مع هذه الأغراض كما تتعامل مع أي
جواد , ببراعة تتميز بالخفة لا بالقوة .
كان الطعام رائعاً , حتى إن حساسيتها المفرطة و المرضية لم تفلح في
أن تحوله إلى إهانة . وكانت قد بدأت تسترخي حين تعالت فوضى خفيفة
من خارج غرفة الطعام . وفي اللحظة التالية , هبت أسرة كالـﭭـاني كلها
واقفة لترحب برجل وامرأة دخلا إلى الغرفة .
صرخ الكونت فرحاً : (( ماركو ! هارييت ! )).
ورأت رجلاً وسيماً , أنيقاً وطويل القامة ترافقه امرأة شابة ذات
جمال كلاسيكي .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
قال الكونت : (( أملت أن تنضما إلينا )) .
وتقدم بشوق ليصافحهما . وقال ماركو : (( بالكاد تمكنا من العثور
على تذكرتي سفر . لم نكن لنفوت المناسبة العظيمة إذا ما استطعنا
المساعدة . هل . . . ؟ )) .
فقاطعه الكونت على عجل : (( لا , لا , ليس بعد . تعالا لتتعرفا إلى
الفرد الجديد في أسرتنا )) .
التفت عينا سيلينا بعيني ليو عبر الطاولة , وقد بدا الارتباك
و التشوش على كليهما . المناسبة العظيمة ؟
إذن ماركو ! القريب الذي ذكره ليو , الشخص الذي لم يظهر
يوماً مشاعره , لكنه مع ذلك سافر إلى إنكلترا , مهملاً عمله كمصرفي في
روما , بغية استرجاع المرأة التي يحب . بدت تصرفاته الآن باردة
ومتكلفة , وكأن تصرفه العاطفي الانفعالي ذاك انتهى إلى غير رجعة .
لكنها لاحظت كيف تعود عيناه دوماً تتأملا هارييت , وكأنه لا
يستطيع أن يصدق أنها معه .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
لقد أحبت دولسي على الفور , ووجدت نفسها الآن تحب هارييت
التي جلست إلى جانبها و تبادلت معها أطراف الحديث بين اللقمة
و الأخرى , فيما كانت تتناول الطعام بسرعة لتدرك المرحلة التي وصلت
إليها الوجبة .
قالت : (( أنـا سعيدة للغاية لأنكمـا , أنت وليو , تمكنتما من
الاجتماع . هذا ما أملناه , أنـا و دولسي )) .
تدخلت دولسي في الحديث : (( لقد أخبرتها كم تحدث عنها )) .
فأومـأت هارييت : (( أتذكر ذلك )) .
عندئذ , قال ليو : (( في الواقع , وجدتما الأمر مسلياً للغاية أنتما
الاثنتان )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ثم وجه ابتسامة عريضة لهارييت وتابع : (( لكننا سنسخر من ماركو
الآن . قلا بد أنك تغلغلت في مسام جلده حتى جعلته يلحق بك إلى
لندن و يبقى هناك لأسابيع . متى ستجعلين منه رجلاً شريفاً ؟ )) .
قالت هارييت ضاحكة : (( حسناً ’ لا بد أن يحصل ذلك قريباً ,
سيعطيني المتجر كهدية زفاف )) .
ثم وجهت الكلام إلى سيلينا : (( لدي متجر لبيع القطع الأثرية ,
لكن المشكلة أني فاشلة في إدارته . لذا , يحاول ماركو أن يعلمني (( الحس
المالي السليم )) , أي أبسط القواعد المالية )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
فسألتها سيلينا بصوت مكتوم : (( أثريات ؟ أتعنين . . . ؟ )) .
والتفتت من حولها تتام ثريات الكريستال و اللوحات الثمينة , ثم
أردفت : (( أتعنين . . . هذا النوع من الأشياء ؟ )) .
فقالت هارييت بلهفة : (( نعم . هذا المكان يثير إعجابي , فهو مليء
بالجمال و التاريخ . يمكنك قراءة تاريخ البندقية في هذا المنزل , الناس ,
المناسبات . . . )) .
لم تسمع سيلينا المزيد , فقد غمرت قلبها الكآبة وأثقلته . أملت
للحظة أن تجد في هارييت توأم روحها , أملت أن تشعر مثلها وكأنها
سمكة خارج المياه في هذا المحيط الثري , ولكن تبين لها أنها تنتمي إلى
هذا المكان , كـأي فرد من أفرد أسرة كالـﭭـاني . يمكنها أن تنسجم مع
الأسرة بسهولة وتشكل جزءاً منها , ما يظهر بوضوح أن سيلينا نفسها
تبرز بينهم كإبهام متقرح .
لكن , يبقى هناك دولسي , التحري الخاص , الفتاة العاملة التي
عرفت معنى الكفاح من أجـل كسب لقمة العيش .
عليها أن تتمسك بهذه الفكرة , لأنها أدركت أن ثمة أفكــار لا
يمكنها أن تطلع عليها ليو . فبكل بساطة , هو لن يفهمها .
وهذا أسوأ ما في الأمــر !
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
* * *

نهاية (( الفصل التاسع )) . . .


 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 03-02-13, 10:03 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 10 - شبح القصـر

 


10 ـ
شبح القصـر


شارفت الوجبة على الانتهاء , فرفعت الأطباق وقُدمت القهوة .
وخيم السكون على الحديث , وكأن الجميع أدرك أن الوقت حان .
سأل الكونت : (( هل الجميع مستعد ؟ رائع . لدي إعلان هـام )) .
و التفت إلى ليو وسيلينا .
وفكرت : آه , لا ! سيقول إنه رتب أمر زواجنا في كاتدرائية
القديس ماركو , وعلينا أن نرضخ للأمر الواقع .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
وتابع فرانشيسكو : (( كما تعلمون , سنذهب كلنا إلى توسكانا قريباً
لحضور زواج عزيزنا ليو وعزيزتنا سيلينا . إنها مناسبة سعيدة , وقد
ازداد سعادتنا بها بفضل ما سأقوله لكم )) .
وصمت للحظات , وقد بدا غير واثق مما سيقوله , واسترخت
سيلينا , فما سيقوله لا علاقة له بالزواج على الأقل . وأردف
فرانشيسكو : (( أود أن أتكلم عن زواج آخر الليلة . زواج ظننا . . . لقد
بقينا مشوشين لسنوات . . . لكن الأمور صبحت واضحة الآن . . . )) .
والتفت إلى غويدو و قال : (( أخبرهم , إنها قصتك )) .
وقف غويدو بينهم خطيباً ووجه كلامه إلى ليو : (( ما يحاول العم
فرانشيسكو أن يخبركم إياه هو أن اللغط أحاط بزواج والدتك في
السنوات الماضية كلها . لم تكن أمك متزوجة يوماً من قبل . وبالتالي ,
فأن زواجها من والدك قانوني ووضعك قانوني أيضاً )) .
وفي الصمت المشدوه , لاحظت سيلينا أن وجه ليو شحب . لكنه
تمكن أخيراً من الضحك .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ مضحك جداً أخي . لطالما كنت بارعاً في المزاح , لكن
هذه النكتة هي أفضل ما أتيت به يوماً .
قال غويدو : (( ليست نكتة , فأنا أملك الإثبات . ذاك الرجل الذي
تبين أن لا يزال حياً , والذي يدعى أن أليسا كانت زوجته . . . فرانكو
فيتللي , لم يتزوج والدتك قط , إذ كان فينللي متزوجاً من قبل , في
أنكلترا . كان منضوياً في فرقة جوالة , وقد تزوج امرأة إنكليزية زواجاً
مدنياً . وعندما انتهت الجولة تركها . يبدو أنه ظن أن زواجاً مدنياً
إنكليزياً لا يحسب له حساب بعد عودته إلى إيطاليا )) .
فقال ليو بحزم : (( كان محقاً , لم يكن ذاك الزواج معترفاً به هنا , في
تلك الأيام )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ لكنه زواج قانوني . ثمة اتفاقية دولية تنص على أن الزواج
القانوني شرعي في البلد الذي عُقد فيه , هو زواج معترف به في أي
بلد آخر من البلدان الموقع على الإتفاقية , إيطاليا و إنكلترا من الدول
الموقعة , وبالتالي فإن الزواج صالح وشرعي هنا . إذن كان الرجل
متزوجاً في الوقت الذي يدعي فيه أنه متزوج بأليسا , ما يعني أنها كانت
امرأة حرة حين تزوجت من أبيك . وذلك يعني أيضاً أن زواج والديك
قانوني . وهكذا فإن وضعك قانوني أيضاً .
سأله ليو : (( ماذا تعني بأن لديك الإثبات ؟ ما الذي يمكن إثباته بعد
كل هذا الوقت ؟ )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ يمكن ذلك , مع قليل من البحث .
ـ وأراهن على أنك قمت بهذا البحث .
ـ بالطبع , فأنـا لم أرغب يوماً في هذا كله , ولم أدعِ ذلك أبداً . هذا
كله لك .
نظر ليو من حوله نظرة شخص وقع في الفخ و قال : (( هذا غير
منطقي , عليك أن تنسى ذلك )) .
فصـاح الكونت : (( إنه قانوني , ولا يمكن نسيانه أو تجاهله . أنت
وريثي , وهكذا ينبغي أن تسير الأمور . لطالما كنت الابن البكر . . . )) .
عندئذ , قال ليو بحزم : (( الابن البكر غير الشرعي )) .
ذكره ماركو : (( ليس بعد الآن )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
فأمره ليو (( إبق خارج الموضوع , أيها . . . المصرفي ! )) .
سكب ماركو لنفسه فنجان قهوة من دون أن يتأثر .
أصر ليو : (( فات الأوان على تغيير أي شيء . أنــا لا أصدق , ولا
أؤمن بهذا الذي تسميه إثباتاً . فهذا الإثبات لن يصمد أمــام أي
محامي . . . )) .
قال غويدو : (( لقد عرضت الأمر على أكثر من محام , كمـا عرضت
عليهم البيانات المصدقة و المسجلة في السجلات الإنكليزية )) .
تحداه ليو : (( و ما رأي فينللي بذلك ؟ أجلبه إلى هنا ليواجهني )) .
ـ توفي فينللي العام الماضي , وليس لدية أسرة , كمـا أن لا أحد في
محيطه على علم بهذا الزواج الإنكليزي .
ـ لا بد من وجود شخص مــا.
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ هناك السجلات الخطية وحسب .
استشاط ليو غضباً : (( أراهن على أنك فكرت في كـافة التفاصيل )) .
ـ بالطبع فعلت .
سخـر ليو منه : (( أنت تتمتع بهذا , أليس كذلك ؟ )) .
ـ بكل لحظة منه .
ـ هذا يناسبك أنت , لكن مــاذا عن . . . ؟
والتفت ليو إلى سيلينا التي بدت شاحبة و ذاهلة , وهي تراقبه
متضرعة , ثم أنهى كلامه بهدوء بعد أن أمسك بيدها : (( مـاذا عنا نحن ؟ )) .
ونهضت لتقف إلى جانبه . رؤيتهما معاً جنباً إلى جنب أثارت انتباه
الآخرين إلى أن ثمة خطـأ مـا . هذا ليس الإعلان السعيد الذي أراده
الكونت فرانشيسكو .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
أخذ الكونت يتململ وينفخ , ثم قال : (( حسناً , على أن أقول إني
توقعت رد فعل أفضل من هذا . توقعت أن يكون هذا اليوم يوماً
عظيماً )) .
فرد ليو بحزم : (( انقلاب حياتك رأسـاً على عقب ليس سبباً ليكون
اليوم عظيماً . والآن , أرجو أن تعذرونـا , أنـا وسيلينا سنصعد إلى
الأعلى , فلدي مـا أقوله لها )) .
خرجا من الغرفة , ويدها في يده , ثم هرولا حتى غابا عن أنظـــار
الآخرين , ولم يتوقفا حتى وصلا إلى غرفته .
ـ ليو , لا يمكنهم أن يفعلوا ذلك بنـا .
ـ لا تقلقي , فلن أدعهم يفعلون .
لكنها لاحظت التردد في صوته ما جعلها ترتجف . لطالما عرفته
كشخص خالٍ من الهموم في مواجهة أي تحد , وكأن لا شيء يخيفه .
لكنها شعرت بأنه ليس واثقاً من قدرته على التغلب على مـا يواجهه
الآن .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
قالت بصوت أجش : (( أتعلم ! ثمة أشخــاص يحلمون بذلك ,
وسيقولون إننـا غير منطقيين . ها قد أصبحت فجأة رجلاً مهماً ,
صاحب ميراث عظيم , فِلمَ لسنـا سعيدين ؟ )) .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 03-02-13, 10:05 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 10 - شبح القصـر

 


ـ إنه كابوس . أنـا , كونت ؟ فتى الريف المرتبك هو كل مــا أردته
يوماً . أترغبين في أن تصبحي كونتيسة ؟
ـ أتمزح ؟ أفضــل أن أكون قطعة زبدة .
وتشبثا ببعضهما البعض , بحثا عن الطمأنينة , لكنهما كـانا يعلمان
أنهما يحاربان شيئاً قد يخنقهما .
سمعا طرقاً على الباب , وأطلت دولسي برأسها . فقالت لليو :
(( يريد عمك أن يراك في مكتبه , فلديه أوراق يود أن يريك إياها )) .
ـ تــبــاً !
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
فقالت بلهجة متعاطفة : (( من الأفضل أن تنتهي من هذه المسألة )) .
انتظر ليو حتى عم السكون في المنزل قبل أن ينسل من غرفته . تباً
للتقاليد ولآداب التصرف , عليه أن يرى سيلينا الليلة .
لكن حين فتح بابها , و جد سريرها خالياً و لم يجد أثراً لها . أضــاء
النور ليتأكد ثم أطفأه مجدداً وتوجه إلى النافذة . كانت القناة الكبرى تمتد
أمام ناظريه , صامتة , غامضة , وكئيبة في جمالها , أكثر من رجل قد
يحسده , هو وريث كل هذا , لكن أراضيه الواسعة هي التي تشده إليها
وتناديه . وكانت غرائزه تشير إليه بأن مشكلة أخرى تنتظره , مشكلة
ستوقع الرهبة في نفسه .
شيء ما لفت نظره وانحنى ليمعن النظر أكثر إلى حيث يشكل القصر
زاوية مستقيمة . استطاع أن يرى عبر النوافذ العريضة شكلاً أبيض
يجول في الغرف الواسعة .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
وكأي قصر يحترم نفسه , لهذا القصر أشباحه , لكنها لا تشبه
الشكل الذي رآه . غادر ليو الغرفة على عجل وسارع على الأسفل ,
قاطعاً المبنى , عبر الأرضيات الرخامية التي رددت صدى وقع خطواته
الخفيفة .
وجد الشبح في قاعة الرقص , يسير يائساً قرب النوافذ العريضة
التي تمتد من الأرض إلى السقف . كانت الزخرفة الذهبية من
حولهما , فيما تدلت من السقف ثريات ضخمة من الكريستال , صامتة
في الظلام .
همس اسمها بنعومة فالتفتت تنظر إليه . حتى في هذا الضوء
الخافت , استطاع أن يرى وجهها بما يكفي ليعلم أنه لا يزال مضطرباً
شديد الاضطراب . وفي اللحظة التالية , ارتميا في أحضــان بعضهما
البعض .
صرخت : (( لا يمكنني القيام بذلك . لا يمكنني ذلك وحسب )) .
طمأنها وهو يلمس على شعرها , فيما قلبه مليء بالخوف : (( بل
يمكنك ذلك , يمكنك أن تفعلي أي شيء تصممين عليه . أنـا أعلم ذلك
و إن كنت أنت لا تعلمين )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ بالطبع , يمكنني أن افعـل كل ما يتطلب جرأة وعناداً , لكــن
هذا . . . قد يحطمني و يسحقني .
هذا ما كان يخشاه , لكنه لم يكن مستعداً للاستسلام بعد .
ـ لن نبقى عالقين هنـا دومـاً . . .
ـ لكننا سنفعل في النهاية .
وابتعدت عنه ثم راحت تذرع الغرفة جيئة وذهاباً قبل أن تضيف :
(( أنظر إلى هذه الغرفة . دولسي ستشعر وكأنها في منزلها هنا لأنها
ترعرعت في مكان مماثل , وهارييت ستكون على ما يرام لأنه مليء
بالقطع الأثرية , لكن أنــا ؟ لقد أمضيت الوقت كله وأنــا أرجو ألا
أصطدم بشيء مـــا )) .
ناشدهــا : (( سيختلف الأمــر مع مرور الوقت , ستتغيرين . . . )) .
فردت بحدة : (( ربما لا أريد أن أتغير , لعلي لا أرى خطباً في مـا أنـا
عليه )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ لم أقــل . . .
ـ لا , ولن تفعل أبداً . لكن الحقيقة هي الحقيقة , إن نطق بها أحــد
أم لم يفعل . ليو , نحن لا ننتمي إلى عالمين مختلفين فحسب , بل إلى
كوكبين مختلفين , وكونيني مختلفين . وأنت تعرف ذلك .
ـ لقد تغلبنا على هذه الفروقات من قبل .
ـ نعم , بسبب المزرعة , بسبب الأرض و الحيوانات , وكل الأشياء
التي نحبها كلانا . لم يكن المكان الذي جئنا منه مهماً , لأننا كنا
متوجهين في الاتجاه نفسه . لكن الآن . . .
ونظرت من حولها بيأس .
ـ لن يتوجب علينا أن نمضي الكثير من الوقت هنا . . . وستبقى
لدينا المزرعة . . .
ـ أحقــاً ؟ كان من المفترض أن يصبح هذا إرث غويدو وقد فقده
الآن لصالحك . ألن تعطيه ما لديك في المقابل .
هذه الفكرة راودته وعذبت ضميره .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ غويدو لا يهتم بالزراعة و تربية الحيوانات . يمكنني أن أعطيه
حصته نقداً . وسأبيع بعض القطع الأثرية من هذا القصر إذا اضطر
الأمـر . كل القطع إذ ما احتجت لذلك .
ـ ونعيش في المزرعة ونترك قصر أجدادك فارغاً ؟
وشدت شعرها القصير بقوة قبل أن تردف : (( لو كان في مكان
آخر , لأمكنك أن تنتقل ببساطة إلى القصر و تشتري بعض الأراضي
الزراعية من حوله , لكن ماذا تستطيع أن تفعل في البندقية ؟ )) .
ـ حبيبتي . أرجــوك . . .
فقالت بسرعة : (( لا تدعُني هكذا )) .
ـ لِمَ أصبحتِ هكذا فجأة . . . والآن ؟
ـ لأن الأمور كلها تغيرت . . . الآن .
ـ إذن , فجــأة لم أعد أستطيع أن أقول لك إني أحبك أكثـــر من
الحياة ؟ لا أستطيع أن أقول إني لا أريد هذا أيضاً , لكنه سيكون محتملاً
إذا ما كنت معي ؟
ـ توقف !

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 03-02-13, 10:08 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 10 - شبح القصـر

 


وابتعدت واضعة يديها على أذنيها لئلا تسمع المزيد .
سألهــا بصوت أصبح قاسياً فجــأة : (( لِمَ علي ألا أقول إن حبــك هـــو
كل شيء بالنسبة إلي ؟ لأنك لا تستطيعين أن تقولي الكلام نفسه ؟ )) .
وفي الصمت الطويل الذي تلا كلامه , شعر ليو أن قلبه يكاد
يتوقف عن الخفقان . وأخيراً , همست : (( لا أعلم , آه , ليو , سامحيني ,
لكني لا أعلم , أنــا . . . أنا أحبك . . . )) .
ـ أحقــاً تحبينني ؟
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
سـألها هذا السؤال بصوت قاسٍ لم تسمعه منه من قبل .
ـ نعم , أحبـك , أحبـك , أحبـك . . .
ومع كل كلمة تكررها , كان اضطرابها يزداد . وتـابعت :
(( أرجـوك , حــاول أن تفهم . . . )) .
ـ أفهم مـاذا . . . أفهم أنك تحبينني حـبــاً مشروطـاً . وفجأة , عندمـا
تصبح الأمور صعبة و شاقة , لا يعود الحب كـافـيــاً .
وضحك ضحكة مرة : (( يا لسخرية الــقـــدر ! إذا مــــــا فقدت كـل قرش
أملكه , فيمكنني أن أعتمد على حبــك . وإذا جبت في الشوارع و أنـــــــا
أتضور جوعاً , فسأكون واثقاً من أنك ستجوعين معي , ولن تتذمري )) .
ـ نعم . . . نعم . . .
ـ وإذا مـــــا اضطررت لبــيــع قميصي فستفعلين مثلي . سنحــارب العـالم
بـأسره معاً وسنكون سعيدين . لكن , إن كنت ثرياً , فهذا يعني المتاعب .
صرخت : (( الأمـر ليس على هذا النحو )) ,
ـ أنــا الرجل نفسه , ســواء أكنت ثرياً أم فقيراً , لـكـنـك لا تستطيعين
أن تحبيني إلا إذا عشنا الحـيــاة التي تريدينها . لكني أريد تلك الحياة
أيضـاً , ولا أريد كل هذا .
ـ إذن , دع كل هذا . قل لهم إنك لا تريد اللقب . لنعـــد إلى المزرعــة
ونعيش بسعادة .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ أنتِ لا تفهمين , فــالأمــــور لا تتم بهذه الـــطريقة . أنـــــا أتحمـل الآن
مسؤولية كل هذا , تجاه عائلتي و تجاه الأشخاص الذين يعملون لحسابنا
ويعتمدون علينا . لا يمكنني أن أديـر ظهري لكل ذلك .
و أمسك بها من كتفيها بلطف ثم نظر إلى وجهها , مضيفــاً :
(( عزيزتي , إنها معركة , إنما معركة مختلفة . لِمَ لا تسانديني في هذه , كما
كنت لتفعلي في أي معركـة أخــرى ؟ )) .
ـ لأن كل واحد منـا سيحارب عدواً مختلفاً , وينتهي بنـا الأمـر إلى
مواجهة بعضنا البعض . وهذا ما نفعله الآن , إلى حد ما .
ـ إنه مجرد خلاف بسيط . . .
ـ لكــنــك أطلقت الـــرصــــاصة الأولى في الــــحـرب منـــذ لــــحظـــــات , ألم
تــلاحظ ذلك ؟ قلت (( أنتِ لا تفهمين )) , و أنت مــحق . و مع مـرور الأيام ,
ستـــزداد الأمــــور التي لا أفهــمها , على عكســك . وشيـئاً فشيـئاً , لن تفهم
الأشياء المهمة بالنسبة إلي . وفي النهاية , سنقول لبعضنا البعض (( أنت لا
تفهم , وأنت لا تفهمين )) عشرات المرات في اليوم .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
صمتــــا و قــــد تملكهما الخــوف , وكلاهما يرى الشقوق في الأرض
تحت أقدامهما . . . تلك الشقوق التي ستتحول قريباً إلى هوة لا يمكن
للحب أن يردمها . لكن ليس الآن . . لا يـمكنــها مواجهة ذلك حاليـاً .
فقال ليو على عجل : (( دعينا لا نناقش الموضوع أكثر هذه الليـلة .
فكلانـا مصدوم , لندع الأمـر إلى أن نهدأ )) .
ـ نعم , لنفعل ذلك . سنتحدث عندمـا نعود إلى المنزل .
هذا القــــرار أبعــد شبــح المشــاكــل بعض الشيء . وفي هذه الأثـنــاء ,
يمكنهما أن يختـبــئــا ممــــا يحصل . رافقهـا إلى باب غرفتها حيث لامس
خدها بنعومة , وقال : (( حاولي أن تنامي , فسنحتاج إلى قوتنا كلها )) .
ومـا إن أقفلت الباب حتى أبتعد . . . لم يحاول الدخول إلى غرفتها
كما لم تقل له (( ابق معي )) .
أمضى ليو اليوم التالي في اجتماعات مغلقة مع عمه وغويدو
مجموعة من المحامين , فيما جالت سيلينا في البندقية برفقة دولسي
وهارييت . و حــاولت مدة ساعة من الزمن أن تتصرف كما هو متوقع
منها وأن تظهر ابتهاجها , لكن الحقيقة هي أن الأزقة والقنوات الضيقة
كادت تخنقها .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
قصدت كاتدرائية القديس مارك حيث تزوج غويدو و دولسي
مؤخراً , وحيث سيتزوج ماركو وهارييت قريباً . وخطر لسيلين بأنها
أشبه بالنملة , وهي تتأمـل المبنى القديم , الذي يردد صدى خطواتهن
وكلامهن , بدا رائعاً , خلاباً , عظيماً لكنه يحول المرء إلى نملة .
فكرت في الكنيسة الصغيرة في مورنزا , وسرها أن قرانها سيعقد
هناك , وليس في هذا المكان الذي يسحقها . وشعرت أن دولسي
تفهمها , فما إن غادرن الكاتدرائية حتى رمقت وجه سيلينا بنظرة ,
و قالت : (( تعالي معي )) .
جرتها إلى منصة رسو قريبة حيث ترسو المراكب التي يستخدمها
سكان البندقية كباصات . وقالت للرجل الذي يبيع التذاكر : (( ثلاث
تذاكر إلى الليدو )) .
ثم وجهت حديثها إلى هارييت وسيلينا : (( سنمضي بقية يومنا على
الشاطئ )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ولاحقـاً , قطعن الشاطئ ليسبحن في البحر , وقد أحبت سيلينا
ذلك , فهي لم تعرف في حياتها سوى العمل و الكد , أمـا اللهو تحت
أشعة الشمس و بين الأمواج من دون هدف سوى إمتاع النفس , فهو
تجربة جديدة بالنسبة إليها . وبدأت تفكر في أن العيش في البندقية ليس
سلبياً من كافة الجوانب , بل يجب إعطـاء المدين حقها .
عندما انتهى النهار وحان موعد العودة , بدا لها أن القصر الضخم
يهددها , وينتظر وصولها ليبتلعها . في الواقع , كان القصر مضاء بشكل
جيد , فنوافذه الواسعة تسمح بدخول الضوء إليه لكن بدا لها أنه يرمي
بظلاله عيها ما إن تدخـل .
هناك , وجدت ليو مكتئباً إنما مصمماً . قــال : (( مــا من وسيلة
للخلاص, أمضيت اليوم كله أبحث في مستقبلي مع محامين ومحاسبين
حتى كادت عيناي تصابان بالحول . إنهم يحاولون إيجاد طريقة لكي
أتمكن من لتعويض على غويدو مــادياً , من دون أن أضطـر إلى بيع
المزرعة )) .
ـ وهل يمكن ذلك ؟
ـ إذا ما قمت بتقسيط المبلغ لسنوات .
ـ ومــا رأي غويدو بذلك ؟
ـ اكتـفى بــهز كتــفيــه بــلا مبـــالاة , و قـــــال : (( هـــذا رائــع , مهما
يكن )) . إنه لا يأبه , فهو سعيد لأنه رمة الحمل على كتفي , وكأنه طفل
تمكن من الفــرار من المدرسة . لكن خلف هذا السحـر الصبياني , هناك
رجل أعمال ذكي , فهو يعيش من إيرادات عمله الذي يدر عليه ثروة .
لكن , علي بالطبع أن أقوم بالعمل الصائب بحقه .
ـ وهل سنحتفظ بالمزرعة ؟
ـ نعم , لكن حياتنا ستتغير .
أطرقت برأسها و قالت : (( حياتنا ! ربما كان علي أن أبقى هنا أيضاً
بدلاً من إبعادي )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ـ لا أظن أن أحداً سعى لإبعادك , لكننا كنــا نتكلم بالإيطاليـة ,
وما كنت لتفهمي الحديث الدائر بيننا .
كان حري به أن يقطع لسانه قبل أن يتلفظ جملته الأخيرة , لكنها
اكتفت بالابتسام وقالت : (( طبعـاً )) .
ـ أعني أن المحامي و المحاسبين لا يتكلمون الإنكليزية , لذا , كنـا
سنترجم . . .
ـ لا بأس . أنت محق تماماً , فالأمر لا يعنيني فعلاً , أليس كذلك ؟
فقال مشدداً على كلماته : (( كل ما يحصل لي يعنيك . أنا آسف يا
عزيزتي , ربمـا كان عليك أن تحضري الاجتماع , رغم المشاكـل
العملية )).
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
أومــأت برأسها , وهي لا تزال تبتسم مع أنها بقيت تعامله بفتور .
لكن اليأس و القلق ظهرا جليين على وجهه , فلم تستطع أن تحتمل .
قالت بشكل متقطع وهي تحتضنه : (( أنــا آسفة , ما كان لي أن أتذمر
وأضايقك فيما أنت حزين )) .
فرد وهو يضمها إليه أكثر : (( ابقي معي وحسب , لا تدعيني
أخوض هذه المعركة وحدي )) .
ـ لن أفعل , لن أفعل .
فتنهد : (( لدي اعتراف . لقد أثـار عمي موضوع زفافنا مجدداً .
بالنسبة إليه , لا بد من أن نتزوج في كاتدرائية القديس مارك . فقلت له
إن القرار قرارك أنت ِ )) .
تمكنت من الابتسام , وهي تقول : (( آه , عظيم ! ضع اللوم علي !
كان حري بك أن توافق . لا يمكنك أن تبدأ حياتك الجديدة بمواجهة
عائلتك و محاربتها )) .
ضمها إلى صدره بقوة : (( شكراً لك حبيبتي . سنرحــل من هنا في
الغد )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
فأصرت : (( ستصبح الأمور على ما يرام عندما نصل إلى البيت )) .
لكن كلماتها بدت فارغة حتى بالنسبة إليها . كان الفزع يتملكها ,
وشعرت بأن فزعه هو يتطابق مع ما يساورها من أحاسيس . وبقيت
تكرر لنفسها بأن كل شيء سيصبح على ما يرام ما إن يخرجا من هنا .
كمـا بذلت جهداً كبيراً لتحــــافظ على تماسكها فيما كــــانـــا يــوضبــان
أغراضهما ليرحلا . بقي أمامهما بضع ســـــاعــات , بضع دقائق . . .
لكنها كانت تعلم أن مـا من مفـر حقيقي . فسيضطران إلى العودة بعـــد
أسابيع ليوقع ليو على بعض الوثائق .
قالت له : (( عد لوحدك )) .
ـ أريدك معي . أنتِ قلت بنفسك إن الأمر يعنيك أيضــاً .
ـ لكن , لا يتوجب علي أن أوقع على أي وثيقة . سأبقى في المنزل
و . . .
فسألها بلهفة : (( وستكونين هنا عندما أعود ؟ هل ستفعلين ؟ )) .
ـ ط . . طبعاً ســأفعل .
ردد بشيء من العنـاد : (( أريدك معي )) .
وفكرت في أنه شعــر بــذلـك أيـــضـــاً . بــدا و كأن شيطانـاً قبيحاً يجلس
على الأرض بينهما , مجبراً كل منهما على الابتعاد , من دون الاعتراف
أبداً بوجوده .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
كانت الكونتيسة تسبب لها الاضطراب أكثر من غيره .
فإنكليزيتها ضعيفة بحيث لا يمكنها التــــواصل إلا عبر مترجم , ولم
تكن سيلينا تعرف كيف تفسر عدم لباقتها . لعل السبب هو الخجل أو
الارتباك أو الرفض والاستنكار . وظنت سيلينا أن بإمكانها أن تخمن
السبب .
قبل مغـــادرتها بدقائق , اقتربت الكونتيسة منـــها . لم يكن هنــاك
شخص آخر سواهما , ولاحظت سيلينا أنها تمسك بمعجم في يدها .
قالت بصوت أظهر أنها تعيد كلمات حضرتها وحفظتها : (( أنـــــا
أتكلم . . . معك )) .
حــاولت سيلينا أن تبدو متماسكة : (( نعم ؟ )) .
ـ الأمور . . . مختلفة الآن . . . زواجك . . . علينا أن نتكلم . . .
فقالت سيلينا بــانــفعــــال : (( لكني أعـرف , ليس عليك أن تخبريني ,
فأنـا أعرف كيف لي أن أتزوجه ؟ أنت لا تريدين ذلك وأنت محقة , فأنا
لا أنتمي إلى هذا المكان . أنـا لا أنتمي إلى عالمك . أعلم ذلك )) .
وارتسم على وجــه الكونتيسة تعبير مشــــدود و متـغطـــرس ثـــم أخــذت
نفساً عميقاً . وفي اللحظة التالية تناهى إليها وقع خــطوات على الرخــام
فتراجعت .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
ظهــرت بـــقيـــة الأســـرة وأحـــاطت بــهمــــا . وكـــان الـوداع ومحـــاولات
للابتهاج . كان المركب راسيــاً ينتظرهما , فصعدا إليه , وراح مجرى المياه
يبدو أوسع فــأوسع , و كانت هذه بداية المشاكل .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق

* * *

نهاية الفصل (( العاشر )) . . .



 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 03-02-13, 10:15 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 11 - رحلت

 


11 ـ
رحـلـت


مع حلول موعد الحصاد شعر ليو وسيلينا بالارتياح . كانت
بساتين الكرمة و الزيتون في الوادي كله تعج بالنشاط . وراحت
العربات تمر بين الصفوف لتمتلئ تدريجياً بأفضل ما أنعمت به
الأرض . كانت سيلينا حاضرة , برفقة ليو حيناً ووحدها أحياناً
أخرى . وتمكنت حتى وهي بمفردها , من التواصل مع العمال لأن
معظمهم يعرف القليل مع الإنكليزية وإن بشكل سطحي , كما تعلمت
هي بعض الكلمات التوسكانية التي تلفظها بشكل سيء بما
يكفي لتسلي الجميع . وبهذه الطريقة , عززت علاقتها وروابطها بهم .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
بدا هؤلاء قلقين أيضاً , هذا ما أحست به . إذ كانوا يتوقفون
أحياناً ويطرحون عليها الأسئلة , لأنها ستتزوج رب العمل , وبالتالي
فلا بد أنها تعرف أفضل من غيرها . كيف يمكن أن تخبرهم أنها تشعر
بأنها لم تعد تعرفه أبداً ؟ فالشعور التلقائي و العفوي الذي ربطها بليو لم
يعد سوى ذكرى سعيدة . كما أنها لم تعد تراه كثيراً , إذ يتم استدعاءه
باستمرار إلى البندقية للبتّ في مسألة أو في أخرى . لقد أقسم على ألا
يغير مجرى حياتهما , لكنهما أدركا الآن أنه غير قادر على الوفاء بهذا
الوعد . وها هو يُدفع تدريجياً في طريق لا يمكنها أن تجاريه فيها .
كان الظلام قد حل عندما وصل ليو من البندقية , فالليالي
أصبحت قصيرة . أكل وجبته بتلذذ , لكن عندما سألته سيلينا عن
رحلته لم يجد الكثير ليقوله , وأدركت معنى هذا . إنه ينجر شيئاً فشيئاً إلى
عالمهم , ولا يعرف كيف يقول لها ذلك .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
بقيا في أحضــان بعضهما البعض حتى ســألهـا بهدوء : (( هـــل
ستتركيني ؟ )) .
وفي الصمت الطويل الذي تلا , شعر بالظلمة تكتسح قلبه وتثقله .
وأخيراً قالت : (( لا , لا أظن ذلك . . . لكن . . . علي أن أعود لفترة ,
لفترة قصيرة فقط . . . )) .
فقال بصوت مثقل : (( نعم لفترة قصيرة فقط )) .
أوصلها إلى مطار بيزا في اليوم التالي . وصلا متأخرين , وكان قد
نودي على المسافرين إلى دالاس .
قالت : (( إذن , من الأفضل أن أسرع . إنهم ينادون على رحلتي )) .
ـ لا ترحلي ! فكلانا يعرف ما سيحصل إذا ما رحلت .
واجهته : (( أنــا آسفة . . . آسفة )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
وانهمرت الدموع على وجنتيها : (( لقد حاولت , لكنني لا
أستطيع . . , ليو , أنا آسفة . . . آسفة جداً . . . )) .
مد يده ليمسك بها لكنها انسلت من بين أصابعه . وعند البوابة ,
التفتت لتلقي عليه نظرة أخيرة . لم تكن تبكي , لكن البؤس الذي ارتسم
على وجهها عكس بؤسه . وللحظة , ظن أنها ستركض عائدة إليه ,
لكنها اختفت عن ناظريه . . لقد رحلت .
فصل الشتاء كان حافلاً بالأعمال بالنسبة لغويدو الذي انشغل
بعرض منتجاته على زبائنه , بعد أسبوعين , سيقيم عرضاً كبيراً بحيث لم
يجد صالة له أفضل من قصر كالـﭭـاني . عبر الكونت عن استيائه من هذا
العمل الذي لا يليق بالقصر , لكنه منح غويدو موافقته .
ومع ذلك , وفي خضم تحضيراته , وجد غويدو الوقت اللازم
ليسافر مع دولسي إلى روما , ليشاركا الأسرة بأخبارهما الرائعة . وبعد
أن أمضيا يومين في روما , يحتفلان مع ماركو وهارييت اللذين بدأ العد
العكسي لزواجهما , ومع لوسيا التي كانت في أوج سعادتها , توجها إلى
بيللا بودينا .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
قال ليو : (( إذن , ســأصبح عماً )) .
إنها المرة الخامسة التي يعيد فيها الكلام نفسه . كان الكل سعيداً
بهذا الخبر , أما الوالدان الفخوران فجلسا ووهج السعادة يحيط بهما .
لكن دولسي لم تكن مرتاحة في فرحتها هذه , فقد أحست وكـأن ليو
يحاول إجبار نفسه على الاحتفال . وفيما كانوا يحملون الأطباق إلى
المطبخ , لأن جينا خلدت إلى النوم , لمست ذراعه وسألته بلطف: (( هل
من أخبـار ؟ )) .
هز رأسه نافياً . كان في حركته هّم آلمها , لأنه لا يشبه ليو السعيد ,
البسيط , الذي يعرفه الجميع . فقالت بلطف : (( ستعود , لم يمر
وقت . . . )) .
منتديات ليلاس . . جمرة لم تحترق
فرد ببساطة : (( شهر وأسبوع وثلاثة أيـام )) .
ـ هل تعرف أين هـي ؟
ـ نعم , بدأت أتعقبها مجدداً عبر الأنترنيت . إنها بخير .
ـ ألم تتحدث إليها ؟
ـ اتصلت بها مرة . كانت لطيفة للغاية .
صوته عكس الأسى الذي يعتمل في صدره , وهو يخبر لوسي بكل
ما تحتاج لمعرفته عن هذا الاتصال .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لوسي غوردن, الجزء الثالث والاخير, احلام, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, رويات رومانسية, سلاسل رويات احلام, سأبقى وحدي
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:23 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية