كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
13- لـــن أكــتـــفـــــى أبــداً منتديات ليلاس
استيقظت إستريللا ثم عادت لتغفو قبل أن تتحرك أخيراً و تزمجر ثم تطرف بعينيها و تتمطى.....
جمدت مكانها عندما تملكها شعور غريب بسبب السكون الذى يسود الغرفة.
لم يكن سكوناً مريحاً كما توقعت. ليس ذلك السكون المريح الذى يكتنف اثنين تزوجت لتوهما.
لم تكن بين ذراعى رامون. كان رامون فى الواقع......
أين رامون ؟
فتحت عينيها عنوة و جاهدت لترفع نفسها متكئة على مرفقها , ثم أخذت تحدق من حولها لترى رامون جالساً على حافة السرير.
ــ ماذا تفعل؟
و قبل أن يتكلم شعرت بكل حاسة من حواسها و قد تنبهت خوفاً , تحذرها من خطر ما . كان رامون يرتدى ملابسه كلها من البنطلون الأسود إلى القميص الأبيض. وكان يتأملها مقيماً ببرودة أثارت اضطرابها.
ــ ماذا.....ماذا تفعل؟
ــ أنتظر أن تستيقظى.
كانت كلماته ببرودة نظراته إليها, برودة سرت إلى قلبها فى لحظة .
ــ لماذا؟ هل حدث شئ ؟هل من خطب؟
جمد قلبها لابتسامته و لوت يد باردة قلبها بعنف.
ــ كلا طبعاً , كل شئ صار كما توقعته أنت بالضبط.
ــ كما أنا....لا أدرى ماذا تعنى؟
و خطر لـ رامون ساخراً أنها تبدو ذاهلة حقاً بعد أن رأى تقطيبها و الحيرة فى عينيها. فى الواقع بدت و كأنها لا تدرى ما يعنيه. أراد أن يضحك عالياً لأنها تحاول أن تمثل دوراً يعلم أنها غير مؤهلة له. لكن و فى الوقت نفسه فى أعماقه فى قلبه....ساوره بالرغم منه شعور غير مريح بأنها ربما , وربما فقط لا تعلم حقاً ما يتحدث عنه.
لا....هذا غير ممكن...لابد أنها تعلم.
ــ لقد حصلت على ما تريدين تماماً.
ابتسمت و تمطت بسعادة:"نعم, نعم, حصلت على ذلك"
كانت ابتسامتها أشبه بطعنة خنجر أحدث فى قلبه جرحاً مؤلماً , لكنه غير مميت.....ليس الآن , هل هو من الحماقة بحيث يبقى متعلقاً بفكرة أنها ربما لم تستغله بالشكل السئ الذى يظن؟
ــ و أنت, أنت حصلت على ما تريد , أليس كذلك؟
و فجأة , استقامت فى جلستها و تابعت سائلة:"أترى أبى تراجع عن الاتفاقية؟"
هز رأسه لكن هذا لم يخفف من توتر ملامحه الوسيمة التى بقيت على برودتها و جفائها.
ــ لا, كان أبوك حريصاً جداً على أن يوقع الأوراق
طبعاً كان ذلك ؟ وأراد رامون أن يهز رأسه مرة أخرى, لكن يأساً من نفسه هذه المرة.كان عليه أن يتعلم من ألفريدو العجوز.....فالبنت تماثل أباها. كان عليه أن يجعل هذا القول شعاره, لكنه و بدلاً من ذلك, ترك مشاعرها الأخرى الضعيفة تجرفه.
ــ و لماذا مزاجك سئ هكذا؟
ــ كنت أفكر فى زواجنا....
لم يصل إلى أى قرار لعين. لقد سبق وحدث نفسه بأن هذا لم يغير شيئاً و أنه كان يعلم أنها لم تتزوجه عن حب أو لأى سبب مماثل, فلماذا يساوره هذا الشعور الغريب بعد أن أدرك أنها كذبت عن السبب الذى جعلها تتزوج من دون حب؟
ــ و أنا أيضاً. أول ما فكرت فيه عندما استيقظت هو زواجنا.
تحركت نحوه و لمست ساعده الذى ثنى كم القميص عنه فبذل ما فى وسعه لئلا يستجيب لها . لكنه يريد أن يستجيب, فعدم الاستجابة أشبه بالجحيم حقاً. كانت بشرتها مازالت متوردة مازالت متوردة من أثر النوم و عيناها مثقلتين و جفناها مرتخيين تعباً. وكان شعرها قد تشعث و تشابكت خصلاته حول وجهها.
تلهفت أصابعه إلى تسوية خصلاته و وضعها خلف أذنيها لكنه كان يعلم أنه إذا لمسها فلن يستطيع أن يتراجع و يتركها.
و هكذا أرغم نفسه على الجلوس ببرودة و تصلب كتمثال من رخام جامد
ــ آه , يا رامون , لا يمكن أن يكون هذا ما كدرك....و اقتربت منه تريح رأسها على كتفه.
كان يعلم جيداً ما يحدث. تريد أن تلهبه . فى السيارة أقنع نفسه بأن هذا غير مهم و أنه تزوجها لأنها تريده و هو يريدها....و هو ما زال يريدها أكثر من أى وقت مضى.
حدث نفسه بأن زواجهما يمكن أن ينجح . واستقر أخيراً على هذا الرأى هنا فى سريره هذا.
لكن هذا لم يكن كافياً....لا يكفى ليرضيه,لا يكفى ليمحو من ذهنه أنها كذبت عليه و استغلته. لا هذا ليس كافياً.
ــ نحن نعلم أن بإمكاننا أن نجعل هذا الزواج ينجح.
قالت هذا بصوت منخفض أبح التف حول أعصابه و عذب حواسه, جاعلاً الرغبة تغمره بعنف و قسوة , بقسوة لأنه يعلم أن عليه أن يكبح ذلك. المشاعر الجارفة ليست الحل رغم أن إستريللا تؤمن بذلك.
المشاعر المشبوبة تبهت و قد تموت كلياً فلماذا يبقى لهما حينذاك؟ ماذا ستبتغى حين تخف فرحة سيطرتها عليه فتبدأ بالنظر من حولها باحثة عن لعبة جديدة تلهو بها؟ حتى أمه نفسها لم تخطط لتوقع جوان ألكولار فى حبائلها, فقد وقعت فى حبه كلياً و من دون توقع.
منتديات ليلاس
ــ لقد اخترنا بأعين مفتوحة. كنا نعلم ما نريد....و قد حصلنا عليه
ــ لكنك حصلت على أكثر بكثير مما ادعيت أنك تريدينه.
جعلها كلامه تسكت كلياً. أذهلها قوله حتى أنها فتحت فمها و هى تحدق إليه بحيرة. بدت عيناها ذاهلتين و كأنها تلقت لتوها صفعة على وجهها. و نظرت إليه بحذر.
ــ أكثر مما....أكثر مما....نعم.
وضحكت ضحكة خافتة متوترة فى البداية, سرعان ما ارتفعت بشكل مزعج خارج عن السيطرة تقريباً آثار أعصابه و زاد من توترها . وتملكه الغضب مجدداً.
ــ نعم, حصلت على أكثر بكثير مما توقعت. لكننى ما ظننت أنك ستدرك ذلك.
فقال مزمجراً و قد أعماه الغضب:"لم تظنى , حقاً"
كان غضبه ممزوجاً بالألم ما جعل قدرته على التفكير السليم تتلاشى و غمر ضباب الأحمر عقله حتى لم يعد يرى....كان يشعر فقط.
لم يستطع البقاء بجانبها أكثر . لا يستطيع البقاء و هى تضمه إليها و تضع رأسها على كتفه, ظناً منها أن كل مال عليها أن تفعل هو أن تعانقه......
لا . و انتزع نفسه مبتعداً عنها بعنف فقدت معه توازنها و سقطت على السرير, بينما تحرك هو نفسه بسرعة أصبح معها فى منتصف الغرفة . ثم استدار يواجهها محملقاً إليها رغم أن الضباب أمام عينيه لم يدعه يرى تفاصيل سقوطها و وجهها المستتر.
ــ إذن فأنت تعترفين بذلك! تقولين أنه صحيح؟
ــ نعم.....أظن.....
وصله صوتها واهناً من خلال الأزيز الفظيع الذى صم أذنيه ثم سكت فجأة و جمد مكانه شاحب الوجه
ــ كيف عرفت؟
ــ من أبيك طبعاً. لم تتوقعى أن يخبرنى....مستمتعاً بذلك؟
ــ أبى.....؟ ما الذى تتحدث عنه هنا يا رامون؟
فانفجر قائلاً :"لا تحاولى التلاعب...و التراجع عما قلته يا (دونا إستريللا) بعد أن اعترفت بأنه صحيح . أنت و أبوك حصلتما على ما خططتما له بالضبط. أنت حصلت على الزواج حتى و أن كنت العاشر فى القائمة....و الإرث الذى يترافق معه, حتى أنك حصلت على هبة غير متوقعة فى الرجل الذى حصلت عليه فى سريرك . هل هذا هو عيب الآخرين يا إستريللا ؟ أنك لم تشعرى بالرغبة فيهم؟
لم تحاول أن تجيب فحتى لو فعلت ما كان ليصغى إليها . وبدلاً من أن يسكت استمر فى الكلام يدفعه الغضب :"استعاد أبوك الاحترام لأسمه و هذا ما كان يريده كما يحتمل أن يحصل على حفيد يرثه....و حصل على رجل ساذج يشترى منه شركته....أما أنا....فحصلت على القليل, القليل"
ــ لا !
حاولت أن تتكلم لكنه لم يصغ إليها :"بل نعم , تباً لك. ولكن لن تحصلى على المزيد من ذلك يا عزيزتى, هل تسمعين؟ لقد نلت ما فيه الكفاية...كل ما أستطيع تحمله. أنت حصلت على زواجك, و أرجو أن يكون قد أستحق كل هذا التعب , ومن الأفضل أن تأملى أن يقدم ما حصل بيننا الليلة إلى "بابا" صغيراً يرث اللقب و الميراث. أنصحك بأن تدعى الله كى تكونى حاملاً الآن لأنك إذا لم تكونى كذلك فأقسم أننى لن ألمسك مرة أخرى"
ــ رامون.....
لكنه لم يحتمل الإصغاء إليها . ولم يستطيع البقاء معها فى الغرفة أكثر لأنه يخشى إذا بقى أن يفعل ما يندم عليه . فإما أن يقبلها و إما أن يقتلها , وهو لا يعلم حالياً أى الرغبتين هى الأقوى.
و الرغبتان ستكون نتيجتهما كارثة مفزعة . لذا و كيلا يواجه النتائج استدار و خرج من الغرفة ثم نزل السلم إلى الطابق الأسفل و منه إلى الباب الأمامى ففتحه بعنف جعله يصطدم بالجدار بضجة مدوية . وبعد لحظة كان خارج المنزل فى الهواء الطلق البارد.
راح يسير من دون أن يدرى إلى أين أو أن يهتم بذلك. لم يكن يريد سوى أن يبتعد بقدر ما يستطيع عن عروسه.
نهاية الفصل الثالث عشر
|