المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
قطار الاحلام
بت’ فى عناء دائم مع أشقائى لدعوتهم لإحدى أيام المرح حتى كاد أن يصل الأمر بى الى حد الجنون فبعد وفاة والدىّ كل شئ بلا إستثناء رتيب وممل ... الحياة روتينية كما هى الأثاث لم يتغير واللوحات المعلقة فى طريقها للإكتساء بالثرى حتى إخوتى فمحمد قابعا فى معمله دائما لا يضيع ثانية منه تمر هباءا وأحمد يمارس الالعاب الالكترونية وربما وجدت نفسك هرقل إذا أبعدته دقيقة واحدة وسلمى التى تجلس معظم أوقاتها أمام المرأة فإنه وإن صح القول كل منهم فى واد بعيد فتمنيت ان نذهب الى مدينة الألعاب ولكن من منهم بإمكانه أن يتفهم رغبتى فى تغيير نمط الأيام التى نعيشها ليس هناك أمامى سوى (محمد) ولم أجد ما يوصل فكرتى إليه وخاصة انه لا يعطى لأى فرد ولو ثانية للتحدث فى مثل هذه الأمور التافهة على حد تفكيره بالضبط وبعد تفكير عميق طرأت على ذهنى فكرة كان أبى قد إعتاد ممارستها معنا وهى { من يريد أى شيئ يخطه الينا فى ورقة ويضعها على باب الثلاجة } تلك هى جملته رحمه الله ....
إنها لفكرة رائعة تنفيذها مع محمد فهو لا يغادر غرفته إلا للأسباب الأساسية كالمأكل والملبس والدخول الى الخلاء أما فى غير ذلك لا يغادر أبدا ,,,
فدلفت إلى غرفتى فى عجالة كى أكتب إلى محمد رغبتى فى الذهاب إلى مدينة الالعاب فأنتقيت إحدى الوريقات المغطاه باللون القرمزى وبالفعل كتبتها فى ثوانِ وإنطلقت الى الثلاجة ووضعت الوريقة على بابها وأخفيت ثنيتها خلف المغناط .. وأخذت فى مراقبتها وبعد فترة غالبنى النوم فمحمد لم يرها حتى الان ولكن بعد يأسى من ذلك سمعت صوت الغرفة يفتح ..إنه محمد يتجه ناحية الوريقة وأخذ يدقق ما بها وإذا به يقرأها ويبتسم فأستدعانى بصوت عالى وعندها جئت إليه مسرعة
فى توجس فنظر إلى ,,
وقال : لا أمانع أبدا ,, كم تمنيت إصطحابكم للتنزه بعد ما حدث ولكن ربما حان الوقت .
فأرتسمت البسمة على وجهى وإندفعت وتعلقت به وهو يضحك من طفولتى التى لم أتخلص منها يوما حتى كبرى وأحتضننى محاولا إشعارى بالأمان وإحتياجه للحنان منى ,,, وبعد أيام جاء يوم المرح
وليس علىّ أن أصف لسان حالى لأنكم تعلمون مدى إشتياقى لمثل ذلك اليوم إنه كإحتياج الجائع للطعام .. إن وجده هلع وإن ذهب عنه فزع .
المدينة رائعة بالفعل ... ذلك ما تلفظ به أحمد عندما تفقدوا المدينة بالداخل و كل شئ بلا إستثناء مبهر وساحر .. الالوان زاهية والالعاب
تداعب السماء كناطحات السحاب إنها للوحة فنية رائعة فأخذنا فى السير والتنقل بين الالعاب نمارس هذه ونستمتع بتلك وكل لعبة تحدث فى أنفسنا لذة لم نشعر بها من قبل وفى نهاية مطافنا توقفنا جميعا عند قطار عملاق مكتوب على لوحته { قطار الأحلام } إنه إسم مجازى وعليك أن تتخيل ما شعرنا به فإنقلاباته فى الهواء مبهرة وخطيرة ولكننا سنخوض تلك التجربة المثيرة فأستقل كلاّ منّا عربة خاصة وبدأت الرحلة ومر وقت لطيف ولكن سرعان ما تبدل بعد بضع دقائق إلى كابوس .. القطار لا يتوقف ولا سبيل لإيقافه سوى بالمكبح الامامى المنطوى أسفل العربة الاولى من القطار المشابهة لعربة الوقود منذ إختراع القطار .
- لابد من سحب المكبح اليدوى المنطوى أسفل القطار.
هذا ما قاله عامل اللعبة وتم إعلانه فى مكبر الصوت حتى يستمع من بالقطار إلى كلماته .
وبالفعل إستمع محمد لذلك ومن حسن حظه أنه بالعربة الأولى الموالية للعربة الرئيسية ولكنه لم يتمالك المكبح خصوصا بسبب تيار الهواء المعاكس وبعد المسافة بينه وبين المكبح ولكن عقله العلمى توصل الى فكرة يسيره فحاول محمد تكثيف كتلة العربة التى يوجد بها بمساعدة إخوته بالضغط على الشريط الحديدى المتصل بين العربات وبذلك يستطيع ان يجذب ويقلل المسافة بينه وبين المكبح وبالفعل تمكن من ذلك عند إتجاه القطار على الارض وعندها تنهد فى ارتياح تام وقال لميار : الأن رأيتِ فائدة للعلوم يا ميار؟
فرمقته بنظرة إقتناع .. عذرا لم أخبركم عندما سار القطار فى النفق المظلم تناثرت علينا شظيات باردة من الاحلام التى تمنيناها
كلّ منّا يملك أحلاما تجول بخاطره ولعلنا لم نجد متسع من الوقت أن نجتمع على حلم ولكننا تطرقنا إلى حلم واحد وهو مغادرة
قـطــار الأحـــلام
|