لهيب صدري المشتعل بنار فقدانك يشتعل إلى الآن , ينضج ويحترق بلا توقف
وجع فراقك
آهات الأشَتِيَاقَ تتعبني يا أَخِي
تكادُ تقضي عليّ
تكاد ترميني في نارها الحارقةِ
ذكريات حيَاتِيْ الجميلة مَعكْ موجعةً بعد الفراق
أَخِي ... أني أذكر ...
أذكر تلاعبك بي وضربك لي في الصغر , ضربي لحد البكاء
فقط لمجرد قولك لي بصريح العبارة " أني أتدرب عليكِ "
وكم كنتُ أبكي
ويشتد غيظي لأشكيك لأبي.. ويقوم هو بضربك
وأنا أنظر إليك بدمعاتي المنسكبة , وبإنتصاري الطفولي
وكم كنت تتوعدني بالخَفاء برد الصاع , ولكنك لا تقوم بضربي بعدها خوفا من أبي
أتذكر أيضا عندما صنعت لي أمي فستاناً
فلقد كنتُ الفتاة الوحيدة بين ثلاثة أولاد , وكنتُ بعدك
كنت غاضباً ومنزعجاً لأن أمي صنعتهُ لي , ولم تصنعهُ لك
بكيت عند أمي لأنك تريده
حتى أنك انزويت في غرفتك باكياً
فرق قلب أمي عليك , وأعطتك إياه
فلبسته طوال ذلك اليوم وكنت فرحاً به , وبعد أن شبعت منه رميته عليّ ضاحكا ..
أَخِي ... أني لا أستطيع النسيان أبداً , فطفولتي كانت متصلة بك
معلقة بحبالاً مَتِينَةٍ بك
فهي كانت كلها معك أنت
أَخِي.. كيف لي أن أستَكينَ من بعدك
كَيف لي أن أودعك
فقلبي الذي بين أضلعي لا يكف عن النزف
لا يكف عن إيراق دمائه , وسكب عبراته ..
أذكر أيضا ...
أذكر ذلك جيدا , ففي مراهقتي ...
كنت قاسياً جدا , لتترك ذكرياتٍ كهذه لديّ
تتركها وترحل ..
اللعب بي ... كانت هي أحدى هوايتك الممتعة
فطوال حياتي معك كنتُ أنا الدمية المفضلة لك
تضربني في آن وفي آن أخر تقوم بإعطائي كل شيء من حنان وحب
كنتُ المفضله لديك من بين أخوتي
كنتُ المميزه لديك
كنت تحبني , وأنا أعشقك
كنت مدمنا عليّ , وأنا مخمورة بك
كنت تعطيني كل شيء
كنتُ أفتعل المشاكل , كنتُ مخربة
كنت تتغاضى كثيراً عن أفعالي الخرقاء وتبتسم .... نعم تبتسم وتضحك ..
ولا تقول لي شيئاً
تصمت , وكأن الشيء مُحبباً إلَيْك
وكأنني لم أفعل لك شيئاً
كنتُ أنا أندم كثيراً , وأبكي طوال الليل
لأنني لا أحب إغضابك , ولا أحب حُزنكَ
ياليتك زجرتني في ذلك الوقت
صرخت عليّ , ضربتني , قتلتني
جعلتني أكرهك قَليلاً .. لكي لا يَكون حزني عليك بهذه القسوة , وبهذا الوجع
أَخِي .....أتعرف كيف هي أنفاس حياتي من بعدك , أني أختنق بها , أختنق بها حد الموت
أذكر جيدا عندما تخرجت أنت , وعزمت على الذهاب إلى كلية الشرطة
كنتُ حزينة جدا , لأني لن أراك لمدة شهور طويلة
ففي ذلك الوقت بكيتُ كثيراً عند صديقتي
بكيتُ بشدة , وكنت أهتف حينها بأني لا أطيق فراقك
كيف لي أن أحتمل فراقك لشهور
وأنهُ لهُو صعبٌ على نفسي المتعلقة بك
لم أكن أريد رؤيتك في ذلك الحين
لقد كنتُ أحبس نفسي في غرفتي خوفا من البكاء في وجهك
خوفا من رؤيتك لي , وأنا في أشد حالاتي حزنا
ولكنك اقتحمتها , واحتضنتني في ذلك الوقت
هامسا لي بأنك ستعود قريبا , وستشتري لي ما وعدتني به
لأنك ستجني أموالك الخاصة بك
أسْكَتَنِي برائحة الأخوة
أسكرتني بحبك يا أَخِي
وعدتني ولم تخلف
فأنا مدللتك , أختك الحبيبة , نعم الحبيبة والمفجوعه الآن
ياليتك أخلفت بوعدك , وتركت ذرة من القهر في قلبي عليك
لعلها ترحمني , لعلها تخفف من شدة الفقد ...
أتذكر أيضا ... حين زواجي الذي دام لفترة قصيرة وانتهى بالطلاق ...
كانت مأساة مفجعة لفؤادي
أتعلم من خفف من شدة وطأتها على نفسي , عندما تخلى عني الكل
عندما رموني في وحدتي الخرساء
أنت يا أَخِي .. أنت الذي أنقذتني منها
أنت يا من جعلتني أفكر في بناء حياة جديدة
أنت يا من جعلتني أشعر بأني ثمينة
سكبت أوجاعي في بئرك العميق
فاحتضنتني بين أضلعك
شددت ذراعيك حول جسدي في أزمتيّ , وحقنت وريدي بمصل حنانك
مكالمات منتصف الليل
كلمات الحب الأسّرةٌ لي
لحظات أهَتمامِكْ بي , وعناقك
أنستني أحزاني
وروتني من نهر لم يروني به أحد غيرك
وجعلتني عطشى إليه الآن , عطشى لحب مثل حبك يا أخي
أَخِي .. أيمكنك العوده !!
أيمكنك أخذي معك
لأني بتُ في صحراءً قاحلة من بعدك , استحالت حياتي بلا طعم
أصبحت شاقة عليّ من بعدك
أتذكر أيضاً , أتذكرهُ جيدا... يوم زفافك
كنت أبكي فرحةً أختلطت بألم , وكأني سأفارقك
فهذا من سخف تفكيري , وقوة تعلقي بك
لقد بكيتُ في ذلك اليوم حتى أحمرت مُقلتيّ
وارتعش قلبي فرحة بك وبزوجتك
كنتُ مسرورة بك حد الجنون
حتى أنني شعرتُ بالغيرة في الأيام التالية من زوجتك
فكم كنتُ مدمنة على أهتمامك الدائم بي , وصوتك الرنان في أذنيّ
ففي أول أيام زواجك حسبتك نسيتني
فطوق قلبي الحزن والألم , حتى بتُ أبكيك في أنصاف الليالي
وأرفض مكالمتك لي عندما كنت تتصل بي بين فترات متباعدة
وحين عودتك من شهر عسلك.... أتذكر ذلك جيدا
حقدتُ على زوجتك لاهتمامك بها
حتى بت أفتعل المشاكل معها بأي وسيلة كانت
فقط بدافع جنون غيرتي منها
كنت أشعر بأنني من يجب عليه أن يتلقى الحب والحنان منك ... لا هي
حتى أنك شعرت بذلك وضحكت عليّ
وعدت إلى عهدك القديم , وزدت الجرعات
لقد كنت لا تكف عن الإتصال بي عند ذهابك معها لآي مكان تَنَشَّدَني هل من حاجة لي عندك
لقد كنت تدللني ببذخ
لقد كنت تُسهب في أحتوائي , وتلبية مطالبي , حتى أدمنةُ ذلك
أذكر في أخر يوما لك , ودعتني بكلمات محبتِك لي
ودعتني , وأنت تقول أهتمي بنفسك
قبلتني على خدي كما كنت تفعل دائما
إبتسمت لي حتى ضحكت
لوحت لي بيدك , وارسلت القبلات الهوائيه بأصابعكْ
وكأنك كُنت تعلم بأنه الفراق
تعلم أن لا عودة بعده
تعلم أنهُ الوداع
الوداع الأخير
والحزن الأبدي
أذكر بسقم تحجر جسدي , وهلع قلبي عند خبر وفاتك
لا أعرف إلى الآن أهو حقيقة , أم أني في حلم طويل
أم هو كابوس , أو حقيقة يرفض عقلي تصديقها
مفجع ما حصل
لا يخالجه أي تعبير
إلا نزف البكاء
ووجع الفراق
وتقطع القلب
الفراق مُفجِع يا أَخِي .... مُفجِع جدا