كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
الارشيف
رد: احببتك اكثر مما ينبغى_اثير عبدالله النشمى
كُنتُ قد تغيبت عنْ الجامعة لعدةِ أيامِ ..
كُنت أخشى لقاءك .. خشيتُ مُجابهة نظرات زملائنا .. خشيتُ أمور كثيرة ..
أتصل بي زياد ..
جُمانة , مالأمر .. ؟! ..
أيِ أمرِ يازياد .. ؟! ..
أمر غيابك هذا .. ! .. مالذي تفعلينه بنفسك .. ؟! .. أتتنازلين عن كُل شيء تعبتِ من أجله .. ؟! ..
لا يازياد .. سأعود قريباً .. لكني مُتعبة .. أحتاجُ لأن أرتاح لبضعةِ أيام .. ! ..
you are strong enough ! .. don't worry .. we will be with you ..
أعرف هذا , لكني لا أستطيع رؤية أحد الآن ..
believe me you can .. trust me Jumanah ..
لستُ مستعدة بعد ! ..
لن تكوني مُستعدة أبداً مالم تحُاولي .. لا تخَشي شيئاً .. كان فصلاً غبياً في حياتكِ وأنتهى ..
أممم , لستُ أدري .. ! ..
سنكون بانتظاركِ في الغد .. أنا وهيفاء بجواركِ .. فلا تَقلقي ..
سأحاول ..
لنْ تحُاولي .. ستفعلي ..
زياد .. ! .. هل عاد عزيز .. ؟! ..
صمت قليلاً وقال : ألم تصلُكِ رسالته .. ؟! ..
بلى .. ! ..
إذاً فلابد من إنه قد عاد .. ! ..
حسناً ..
جُمانة , أسمعي .. تجاهلي عبدالعزيز .. لن أطلب منكِ نِسيانه الآن لإني أُدرك كم هو صعب نسيانه .. لكن تجاهلي وجوده .. تجاهليه ! ..
أخشى أن أنهار .. ! ..
أعدك بأنكِ لن تَنهاري .. سنكون بجوارك ..
حسناً , أراك في الغد .. ! ..
تقلبتُ طوال الليل في فراشي .. لم أتمكن من النوم .. نسجت حوارات طويلة وتخيلت أحداث كثيرة .. ! ..
كُنت في حيرةِ من أمري .. ! ..
مرتْ الأحداث الماضية علي كالحُلم ... ! .. أشعرُ وكأني في لُعبة .. لُعبة سَتنتهي ويعود كُل شيء كما كان ..
أشعرُ بأني ساكنة وإن كُنت أفتقد السكينة .. ! ..
غاضبة ومقهورة وخائفة وحزينة وموجوعة .. لكني ساكنة على الرُغمِ من كُل هذه الآلام .. ! ..
أنتظر شيئاً يحدث .. ! .. أستيقظُ كل يومِ بانتظار أمرِ يحدُث .. ! ..
أمرُ يُنهي كُل هذا الوجع كَجراحةِ يُستأصل فيها الورم ... فيُشفى الجسد وينتهي الألم .. ! ..
غفوتُ من كُثرةِ التفكير بعدما بزغ الفجر .. أيقظتني هيفاء في الثامنة .. فأخبرتها بأني مُتعبة ولن أتمكن من الذهاب .. ! ..
قضينا حوالي الربع ساعة في صراخ مُتبادل ( قعدي ! .. ماني صاحية .. إلى متى .. ؟! .. مالك شغل .. ! .. أقولك قعدي يلا خلينا نروح .. ماأببببببي .. ) ..
خرجت هيفاء من غرفتي بعد صرختين وشتيمة .. ! ..
تنبهتُ على صوتِ زياد يملأ رأسي .. ! ..
فتحت عيني فوجدت هيفاء مُمسكة بهاتفها واضعة إياه على المُكبر الصوتي .. ! ..
Hello ! .. Jumanah ! ..
أهلاً .. ! ..
what is wrong lady ?! ..
مافيه شيء .. تعبانة شوي وبنام .. ! ..
wake up lady .. ! .. did you forget your promise .. ? ..
no , i didn't ! ..
so ?
بدوام بكرى ان شاء الله , الحين تعبانة ماأقدر زياد .. ! ..
جُمانة ! .. أصحي يلا وتعالي .. وإلا ترى بحرض عليك هيفاء .. عاد وش يفكك منها .. ؟! ..
خلاص خلاص .. جاية يلا .. ! ..
Good girl .. ! ..
قالت هيفاء : زين والله اللي تخافين مني .. ! .. يلا لا نتأخر .. ! ..
لم أتمكن من القيادة فقادت هيفاء السيارة .. قلتُ لها في الطريق ..
هيفاء .. ! .. أيش اسوي إذا شفته .. ؟ ! ..
شرايك تبكين إذا شفتيه .. ؟! ..
هيفاء .. ! ..
ماأدري عنك ! .. شتسوين بعد .. ؟! .. كنك شايفه طوفه .. ! .. ولا حتى تطالعينه .. ! ..
مو عيب .. ؟! ..
أنتي حالفة تموتيني قهر .. ؟! .. شاللي عيب .. ؟! .. عيب عليك أنتي اللي تسوينه بروحك .. ! ..
تسارعتْ نبضات قلبي عندما وصلنا ... شعرتُ وكأني سأفقد توازني وأقع على مرأى من الجميع .. ! ..
حاولتُ أن أبدو طبيعية قدر الإمكان .. وقع نظري عليك جالساً مع زياد .. كُنت تنظر إلي مُباشرة .. ! ..
شعرتُ وكأن سهماً مسموماً أصاب قلبي .. ! ..
تجاهلت النظر إليك وكأني لم أنتبه لك ... ! ..
همست لي هيفاء .. الصهيوني هني ! .. ولا حتى تطالعينه زين ؟ .. ! ..
قلت لها .. أعرف .. ! ..
لا ومن قلة الحياء يخز بعد .. ! ..
افتعلت الضحك .. وأنا أسحبها من يدها .. ! .. كُنا نبحث عن مكانِ نجلس فيه .. ارتفع صوت زياد مُنادياً .. هيفاء .. ! .. جُمانة .. ! ..
التفت إليه .. كُنت بجواره .. مُرتكيء على الكرسي تنظرُ إلي وفي يدك قلمُ تعبث به .. أتراك تذكر ياعزيز بأني من أهداك إياه .. ! ..
ألا يزال هذا القلم .. مُلهماً لك .. ؟ .. قُلت لي مرة بأنك لا تُجيد الكتابة إلا به .. ! .. وبأن الأفكار تتدفق من خلاله .. ! ..
قُلت لي بأنه مُلهمك الأول لكتابةِ مقالاتك .. ! ..
حييتكم مُشيرة بيدي .. ! ..
أشار زياد بيده إلى مقعدين بجوارهما .. تفضلوا ! .. ! ..
قالت هيفاء .. مشكور زياد .. عندنا مُحاضرة نبي نلحق عليها.. ! ..
باقي ربع ساعة على المحاضرة .. ! ..
أيه بس نبي نحجز مكان قدام .. ! ..
قال زياد مُمازحاً : ليش قدام .. ؟! .. عينك على الدكتور .. ؟! ..
والله كريس يجنن ! ..
أخاف بتعرسين عليه بس .. ! ..
قالت هيفاء .. لا حبيبي .. تحسبني مثل غيري .. ! .. يوم جاء يتزوج لقط أقرب بنية من الشارع ! ... ! ..
لم تعقد حاجبيك غضباً كعادتك حينما توجه لك هيفاء بعض رسائلها المُبطنة .. ! .. كُنت كمن لم يسمعها .. ! ..
تنحنح زياد محاولاً تغيير مجرى الحديث : Good to see you Jumanh ..
Good to see you too Ziyad .. ! ..
قات لي بصوتِ أقرب إلى الهمس : جُمان ! .. كيف حالك .. ؟! ..
أنا طيبة ياعبدالعزيز .. أنت شلونك .. ؟! ..
عبدالعزيز !! .. من متى تقولين لي عبدالعزيز ياجُمان .. ؟! ..
أنهرتُ على الكُرسي وأنا أنتحب ! .. كُنت أشهق كطفلِ خائف .. ! ..
خارت قواي وأحلامي وكل جزءِ فيني على مقعدِ قديم وعلى مرأى من العشرات .. ! ..
كُنت أبكي غضباً .. حُزناً ... ضعفاً .. خوفاً ........... وعتباً ... ! ..
كان بكائي عتب ! .. كان عتباً أكثر من أيِ شيء آخر .. ! ..
كُنت أسمع صوت زياد وهيفاء وأصوات كثيرة .. أصوات وكلمات لا أفهم معناها ولا تصل .. ! ..
لم أشعر إلا بصدرك .. ! .. دفئك ! ..
ضممتني بقوة إلى صدرك .. شعرتُ بأنه صدرك على الرغم من إني لم أنظر إليك .. لكن دفئاً كهذا لا يُمكن أن يكون سوى دفء بيتي .. ! ..
بيتي الذي تسكُنه امرأة أُخرى .. ! ..
صدرك الذي لم أتمكن من مُلامسته في ذروة حُبنا .. والذي تضمني إليه بعدما سكنته امرأة غيري .. ! .. امرأة يُطلق عليها ( زوجتك ) .. ! ..
امرأة قضتْ أسابيعها الثلاث الأخيرة بين أحضناك وعلى صدرك .. ! .. صدرك هذا .. دفئك هذا .. ! ..
فتحتُ عيني على بياضِ قميصك المُلطخ بدمعي الأسود .. ! ..
كُنت تهمس بأذني وأنت تشدني بقوة ..
أسف يابيبي .. يادنيتي أسف ! .. والله يابيبي أسف .. ! ..
كُنت أصرخ وأنا على صدرك .. ليه .. ليه بس ليه .. ! ..
شعرت بدموعك تُبلل جبيني .. ياوجع قلبي ! .. روقي بيبي .. ! ... روقي .. ! ..
كُنت مغمضة العينين ! .. وأذني على قلبك .. كانت نبضاتُك صاخبة ! .. وأنفاسك سريعة ! ..
تُحيط بي بيديك بشدة وكأنك تخشى أن أفلت من بينهما .. ! ..
أرتفع صوت هيفاء وكأنها توقظني من حُلم : جُمانة ! .. جُمانة ! ..
فتحتُ عيني وأنا أشعر بهما يَستعران كالجمر ! ..
كانت هيفاء شاحبة , تجلسُ على الأرضِ أمامي هي وزياد وأنا على صدرك
.. جوجو .. خلينا نروح المستشفى .. ! ..
هززت برأسي وأنا ( أتأوه ) ! .. لم تتمكن الحروف من أن تخرج من بين شفتي .. ! .. كان لساني ثقيلاً .. كانت كلماتي همهمات .. ! ..
قال زياد : عبدالعزيز ! .. خلينا نشيل البنت للمستشفى .. ! .. لا يصير فيها شيء ..
شوي وتهدأ .. خلوها شوي تهدأ .. ! ..
صاحت هيفاء فيك بغضب : شنو شوي وتهدأ .. ؟ .. ماتشوف أنتا حالتها .. ؟! .. لازم تموت بين إيديك يعني علشان ترتاح .. ! ..
لم ترد عليها ! .. تجاهلتها وأنت تهمس بأذني ..
أوووووش .. روقي بيبي روقي ... ! ..
شعرتُ بأمانِ لم أشعرُ به منذ أسابيع طويلة .. فغفوت على صدرك .. ! ..
شعرتُ بأني سأستيقظ لأجد كُل شيءِ عاد كما كان .. ! ..كالاستيقاظِ من كابوس ! ..
أستيقظت في المستشفى ..لأجدك جالساً بجواري ..
وسيماً كما عرفتُك .. ! .. كحبيبي الذي كُنت ..
رفعت يدي لتُقبلها فلمعت في خنصرك ( دبلة ) الزواج .. ! ..
|