كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
الارشيف
رد: احببتك اكثر مما ينبغى_اثير عبدالله النشمى
لازلتُ أذكر الليلة التي ( توعكتْ ) فيها هيفاء .. ! .. كانت مُصابة بآلام شديدة في بطنها وكانت بحاجةِ لمُسكن .. ! .. كان من الصعب علينا الخروج حيثُ كُنا نُقارب ساعات الفجر الأولى ..
اتصلت بك : عزيز ! .. أستيقظ .. ! ..
أجبتني بصوتِ ثقيل : جُمانة ! .. ما الأمر .. ؟! ..
هل تُأتي لي بُمسكن .. ؟! ..
الآن .. ؟! ..
نعم , الآن ..
سلامتك ياوجع قلبي ! .. مما تُعانين .. ؟! ..
لستُ أنا المريضة ..
من المريض إذاً .. ؟! ..
أجبتُك بتردد : أمممم .. هيفاء .. ! .. هيفاء مريضة ...
أحسن ! ..
حبيبي ! .. حرام عليك .. ! ..المسكينة مريضة .. ! ..
لا تخشي عليها ! .. فمثلها لا يموت .. ! ..
حبيبي أرجوك ! ..
جُمان ! .. وهل ظننتِ بأني سأستيقظ في هذا الوقت المُتأخر من الليل لأجلبَ لهيفاء مُسكن ! ..
فلتأتِ لها بالدواء من أجلي ! ..
كلا لن أفعل ! .. هيفاء تدسُ أنفها في مالا يعنيها وتُفسد ما بيننا ! ..
قلتُ لك بِعناد : حسناً سأُحضر لها الدواء بنفسي ! ..
أجبتني بغضب : جُمانة ! .. لن تخرجي في هذا الوقت من الليل .. ! ..
إن لم تُحضره لها .. سأُحضرهُ أنا .. ! ..
حسناً , سأجلب لها الدواء ! .. إلهي متى أرتاح من هذه الفتاة ! ..
كُنت أفكر فيك خلال انتظاري .. كُنتُ مُنتشية بالرجُلِ الذي يَستيقظ في تلك الساعة المُتأخرة ليجلب لصديقتي ( التي يكرهُها ) الدواء خوفاً من أخرج وحدي ! ..
تصرفاتك الرجولية ( الصغيرة ) تلك كانت تُزلزل أنوثتي ياعزيز ! ..
اتصلت بي : جُمان , أنا أمام الباب .. فلتفتحي لي ! ..
كُنت مُستنِداً إلى الجدار بشعرِ منكوش وعينين ذابلتين واضعاً الهاتف على أذنك .. ! ..
قُلت لك بدونِ أن أنزل الهاتف من على أذني : لماذا لم تقرع الجرس .. ؟! ..
خشيتُ أن أزعجكم .. ! ..
كُنت بانتظارك ! ..
أعطيتني علبة الدواء قائلاً : فلتأخُذ منه حبتين ! .. عسى أن تموت ونرتاح ! ..
شُكراً عزيز ! .. أنت ( رَجُلي ) .. ! ..
ابتسمت : ألا يستحق رجُلك مُكافأة .. ؟! ..
لماذا تتحدث معي على الهاتف وأنت تقف أمامي .. ؟! ..
لستُ أدري ! أتُحاولين تغيير مجرى الحديث ؟ ..
كلا .. ! ..
ألن تدعيني على كوبِ من القهوة .. ؟! ..
عزيز ! .. تأخر الوقت ! ..
انحنيت قليلاً وقبلت جبيني ..حسناً , تصبحين على خير .. ! ..
تُصبح على خير ..
ألن تُقبليني .. ؟! ..
نعم .. ؟! ..
قبليني على الهاتف ياغبية .. ! ..
بعدما تذهب ! ..
بل الآن ! ..
ضحكت : لا أستطيع .. ! ..
Common !
No ! ..
مررت يدك على شعري : حسناً , تُصبحين على خير ! .. لا تنسي قفل الباب .. ! ..
أغلقت هاتفي ودخلت على هيفاء التي كانت تتلوى وجعاً .. ! ..
هفوش ! .. قومي خذي مُسكن .. ! ..
لا يكون طلعتي جبتيه .. ؟! ..
لا هيفاء .. عبدالعزيز جاب لك إياه .. ! ..
أخاف مُخدرات .. ! ..
هيفاء .. هذي جزاة الولد صاحي من نومه يجيب لك الدواء .. ؟! ..
لا يكون دخلتيه بيتنا ! ..
يابنتي أخذته منه على الباب .. ! ..
الله ستر مادخل واغتصبنا ! ..
هيفاء ! .. خلاص عاد .. ! .. ترى ماأسمح لك .. يكفي الولد صاحي و متعني المشوار ! ..
متأكدة إنه مُسكن .. ؟! ..
هيفاء ! ..
زين سكتنا ! ..
أرسلت إليك رسالة : حبيبي , هيفاء تشكرك على الدواء .. ! ..
أجبتني : الله لا يشكر لها فضل .. ! ..
ألتفت إلى هيفاء وقلت : هيفاء .. عبدالعزيز أرسل رسالة .. يقول لك قدامك العافية .. ! ..
أجابتني : الله لا يعطيه عافية .. ! .. ذكريني باكر أعطيك حق الدواء تعطينه اياه .. ناقصين احنا يقعد يمن علينا ! ..
نمت ياعزيز ليلتها مُبتسمة وفي قلبي نشوة ! ..
كم كان سهلاً إرضائي ! .. كم كُنت سهلة ! ..
جلستُ بقرب النافذة مُسندة رأسي إليها لأُراقب المطر الذي ينهمر بنعومة ..
كانت قطراته كمغفرةِ تُحاول أن تغسل روحي .. فتصطدم بالزجاج وتذوب المغفرة .. !! ..
كم غيرتني يا عزيز ! .. أصبحتُ امرأة أُخرى .. ! ..
من الغريب أنْ أصفَ نفسي ( بامرأةِ ) بدلاً من ( فتاةِ ) .. ! ..
لطالما كُنت فتاة قبل لِقائنا ! .. لكني أصبحتُ امرأة من خِلالك ! .. من خِلالك فقط أشعرُ بأني امرأة كاملة لا تنقصها ذَرة .. ! ..
لكني أفتقد كوني فتاة ! .. فتاة تلهو ولا تعرف في الحُب همْ ! ..
تقول أني ( أُجيد الثرثرة ! ) .. ! .. لكني اعتزلت الثرثرة مُنذ أن تركتني خلفك واخترت امرأة ( كاملة ) أُخرى ! ..
باتت حروفي باهتة ! .. ذابت ألواني يا عزيز حتى غدوتُ كخريفِ بائس ! ..
ماتت أحلامي الكبيرة .. ! .. ماتت أحلامي يا كُل أحلامي .. ! ..
دائماً ما كُنت هُناك .. بين أحلامي .. تعبَثُ برجولةِ لا تليق برجلِ سواك .. ! ... وكأنك خُلقت من رجولة ولا شيء غيرها .. ! ..
دائماً ما كُنت مُشرئب العنق .. غروراً وكبرياء وثقة .. ! ..
لكنك في لحَظاتِ حزنك القليلة يَزداد سوادك سواداً وتَزداد أخطاءك عتمة ! ..
تخطيء كثيراً عندما تَحزن ياعزيز .. ! ..
تثور حزناً .. كما لا يفعل أحد .. ! .
أما أنا .. فأنكمش كـ عصفورِ خائف ! ..
أشعرُ بحُزنِ يغتصبني ياعزيز .. ! ..
تُدرك بأني أضعف من أن أقاوم حُزنِ كهذا ! ..
بودي لو بدأت حياة جديدة بعيد عنك .. لكننا مُتشابكان للغاية .. ! ..
لسنا بِمُتلاصقين ياعزيز .. نحنُ متشابكين .. فروعنا متشابكة ومُتداخلة بطريقةِ مُعقدة تجعل من الصعبِ فك تشابكنا هذا .. ! ..
لمْ أحرص على أن نكون بهذهِ الصورة ياعزيز .. لكنه جزء من قدرنا معاً .. ! .. القدر الذي تحُملَهُ دوماً ذنب نزواتك ! ..
قدرنا ( السفينة المُتهالكة ) والتي تشق طريقها بارتجالية وعشوائية مُتناهية .. ! ..
السفينة التي جنحت خلال عاصفةِ قوية فـفلتتْ من يدك الدفة ولم تتمكن من السيطرة عليها من جديد .. فدار دولاب الدفة .. ! ..
أشعر بالحُزن والقهر .. لكني لا أفهم كيف تزوجت ! ..
لا أفهم كيف يكون هذا .. ! ..
حزينةُ أنا لأننا على خلاف ! .. مقهورة أنا لزواجك .. ! .. لكني لا أفهم معنى – زواجك - هذا ! .. .. ! ..
لا أفهم كيف تكون امرأةُ غيري ( زوجتك ) .. ؟! ..
أتضمها إلى صدرك ياعزيز .. ! .. أتأخُذها إلى بيتي .. ؟! .. تُخبرني دوماً بأن صدرك بيتي .. ! .. فكيف تُسكِن بيتي امرأة أُخرى .. ؟! ..
أعرفَ قلبك وجعاً غيري .. ؟!.. أأصبحتْ زوجتك ( وجع قلبك ) عِوضاً عني .. ؟ ..! ..
أتذكر ياعزيز شجارنا بعدمااختفيت لليلتين .. ! .. كُنت قد أغلقت هاتفك ولم يعرف طريقك أحد ..
كدتُ أن أُجن ! .. بررت لي اختفاءك بعدها بأنك قضيت بعض الوقت مع صديق وبأنك نسيت هاتفك في المنزل ! ..
يومها أنهرت أمامك .. قُلت لك بأني أكرهك ! .. وبأنه لا طاقة لي على احتمال خداعك أكثر .. ! ..
ركعت عند قدمي وأنت تُقبل يدي باكياً : جُمان .. ! .. وربي .. واللي خلق عيونك جُمان .. ماراح تذوق شفايفي غيرك .. لا بحلال ولا بحرام .. ! ..
تعبت .. ! .. تعبت خلاص .. عبدالعزيز ماأقدر أتحمل ... ماأقدر .. ! ..
تقدرين يابيبي .. والله بتقدرين لإني حبيبك .. ! .. أخوك وأبوك وصديقك وضناك .. ! .. إذا ماتحملتيني مين يتحملني جُمانة .. ؟! ..
عبدالعزيز ماعاد فيني .. ! ..
أصبري .. أرجوك بيبي .. ! .. بيجي يوم وأعوضك عن صبرك .. أوعدك أعوضك .. بس اصبري علي أرجوك .. ! ..
وصبرت .. ! .. صبرت وليتني لم أفعل .. ! ..
قالت لي هيفاء ليلتها : جُمانة هِديه .. ! .. شتنطرين من واحد يغربلك ويلوع قلبك كل يوم والثاني .. ؟! ..
أجبتها : بس هو وعدني يجي يوم ويعوضني .. ! ..
صاحت : شنو يعوضك .. ! .. قولي لي بيعوضك عن شنو وإلا شنو .. ؟! .. بيعطيك بدل كرامة .. وإلا بدل سمعة .. ؟! ..
أكانت هيفاء مُحقة ياعزيز .. ؟! ..
أيكون هذا ( تعويضك ) لي .. ؟! .. أزواجك وترك إياي ( العوض ) .. ؟ ..
وعدتني كثيراً بأنك ستعوضني عن كُل لحظة حزن مررتُ بها بسببك .. ! .. لكنك لم تفي بالوعد ! ..
أتعوضني عن وجع بوجعِ أشد .. ؟! ..
سألتك مرة : كيف ستعوضني .. ؟! ..
خبطت على صدغي بسبابتك وقُلت : شغلي ( التِنكه ) اللي في رأسك واللي يسمونها عند بعض الناس ( مُخ ) وتعرفين كيف أعوضك .. ! ..
لكن ( التِنكه ) التي في رأسي والتي يطلقون عليها بعض الناس ( مُخ ) خانتني حينها .. ! .. فظننت بأن العوض عُمر نقضيهِ معاً .. ! ..
لكننا لن نفعل .. ! .
|