كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
الارشيف
رد: احببتك اكثر مما ينبغى_اثير عبدالله النشمى
تبيه ..
ماملت وظلت تحتريه .. ! ..
كل الوفاء شفته .. على ذاك الرصيف ذاك المساء ..
وكل الجفاء شفته على نفس الرصيف نفس المساء .. ! ..
سمعت أغنية ( عبادي ) تلك بصوتك آخر مرة .. وعلى أوتارِ عودك .. ! ..
كُنا في رحلة .. ! .. طلبت منك إحدى زميلاتنا أن تُغني لنا بعودك .. ! ..
قلت لها : أستأذني من جُمان ! .. إن أعطتنا الإذن سأعزف .. ! ..
تعالت أصوات الحضور .. أووووه ياجُمانة .. ! ..
كُنت تنظر إلي وأنت تضحك .. ! .. كُنت سعيداً بي ياعزيز .. وكُنتُ سعيدة بك .. سعيدة بك للغاية .. ! ..
أهديتني في عيدِ ميلادي السابق شريط سجلت لي فيه بصوتك بعض الأغاني التي تُحِبها .. ! ..
في طريق عودتي من الجامعة للبيت .. أدرت مُسجل السيارة .. كُنت أبحثُ فيه عن صوتك .. ليوقظني .. ! ..
ليخبرني بأن مايَحدث ماهو إلا كابوس فظيع .. سأستيقظ منه قريباً .. ! ..
كان صوتك حنوناً وأنت تشدو .. ! ..
ياقلبها مسكين ماتدري ..
إن الهوى سكين .. يجرح ولا يبري ..
وإن الوهم أحلى حقيقة بالغرام ..
وإن الحبيب اللي تبيه .. أحلام .. ! ..
ياقلبها لا تنتظر ..
دور على غيره .. ! ..
حتى الأغاني التي كُنت تفضلها .. كانت رسائل تحمل كُلها ذات المعنى .. ! ..
أكانت إشارات قدرِ أُخرى غفلت عنها فتجاوزتني .. ؟! ...
في أشهرِ علاقتنا الأولى كُنت تَتردد على مونتريال كثيراً .. كنت تقضي كُل نهاية أسبوع فيها .. ! ..
تحججت لي بأن أقاربك يُقيمون هناك .. وبأنك لا تستطيع أن تتحدث معي بُحرية حينما تكون معهم .. ! ..
طلبت منك كثيراً أن تُقلل من زياراتك لهم .. ووعدتني أن تفعل .. ! ..
وبالفعل .. قلت زياراتك لهم .. ! .. أصبحت لا تُسافر إلا حينما نكون مُتشاجرين .. ! ..
ظننت بأنك تفعل هذا لتُغيظني .. ! .. لكنك صارحتني يوماً بأنك تسافر إليهم حينما تكون غاضبِ مني .. لتنتشل نفسك من مزاجك الحزين .. ! ..
قلت لك مرة .. بأن زياراتك لمونتريال مُبالغ فيها .. ! .. لا يتشاجر رجل مع حبيبته في نهايةِ كل أسبوع من أجل رؤية أقاربه الشباب في مدينةِ أُخرى ! ..
سألتني : ماذا تقصدين .. ؟ !..
أشعر بأنك تُسافر من أجل الفتيات .. ! ..
وهل أتكبد عناء السفر من أجلِ فتيات .. ؟ .. ألا يوجد هُنا فتيات .. ؟! .. جُمان .. هُنا فتيات وهُناك فتيات .. حتى الرياض تسكنها الفتيات .. ! ..
أممم .. لا أدري .. أشعرُ بهذا .. ! ..
قلت لي بغضب : أتشُكين بي ياجُمانة .. ؟! .. لا أسمح لكِ بأن تَشُكي بي .. ! ..
وغضبت مني ياعزيز .. وكان غضبك قاسياً كالعادة .. ! ..
أتذكر ..
قلت لي يوماً بأنك ستُرافق محمد وزياد في رحلة خلال نهاية الأسبوع وأنك لن تتمكن من الاتصال بي وأنت بمعيتهم .. أتفقنا أن نبقى على اتصال من خلال الرسائل الهاتفية
ووفيت بوعدك لي .. !! ..
كنا أنا وهيفاء في صالون التجميل حينما اتصل ( زياد ) بها مستفسراً عن مواقع إلكترونية يجري من خلالها بعض البحوث المطلوبة
قلت لها : ما أمر زياد ؟ .. لما لم يرافق عزيز ومحمد في رحلتهم .. ؟ ..
أجبتها : أي رحلة ؟
التقطت هاتفها من يدها : زياد .. ألم تسافروا ؟؟ ..
أجابني وبحروفِ مرتبكة : جمانة .. أنا لا أحب الرحلات .. !
لكن عبدالعزيز قال لي بأنه مُسافر معكم .. ! ..
قد يكون مع ( الشباب ) ياجمانة .. أذكر بأنهم كانوا سيسافرون .. !! ..
اتصلت بـ ( محمد ) الذي رد علي نائماً .. ! ..
المعذرة محمد , هل رأيت عبدالعزيز .. ؟ ..
أهلاً جمانة .. لم أقابل أحداً اليوم .. قابلته بالجامعة يوم أمس .. ! ..
كانت تهزني هيفاء من كتفي : جوجو .. تعرفين أنه يكذب .. كم من مرةِ كذب عليك فيها .. ؟ ..
عرفت حينها بأنك في مونتريال .. ! .. كُنت غاضبة منك .. لكنك وكعادتك .. قلبت الأمور رأساً على عَقِب .. ! ..
قُلت لي بأنك كذبت علي لأني لا أتفهم ولأني أُجبرك على الكذب .. ! ..
وحذرتني من أفعالي هذه .. ! .. حذرتني من أن أخسرك مالم أتفهم حاجتك لرؤيةِ أقاربك .. ! ..
سامحتك وحاولت أن أتفهم بعدما وعدتني أن لا تكذب علي أبداً .. ! ..
إلهي ! .. كم أرجو أن تَتصل بي ياعزيز .. أن تكذب علي مُجدداً ... ! .. أن تبرر لي ماحدث بعُذرِ سخيف .. ! ..
سأقتنع بما ستخبرني به .. ! .. سأكتفي بِمُبرراتك .. ! .. ولن أصدق أحداً غيرك مهما قيل .. ! ..
وعدتك أن لا أصدق أحداً غيرك .. ! .. مثلما وعدتني أن لا تخذلني يوماً .. ! ..
حينما وصلت إلى البيت .. فتحت بريدي الإلكتروني .. كُنت على يقين من أني سأتلقى رسالة منك .. ! ..
وبالفعل .. ! ..كُنت قد أرسلت إلي برسالِة في الصباح .. ! ..
أحببتك أكثر مما ينبغي,,وأحببتني أقل مما أستحق,!!
كتبت لي فيها .. ! ..
حلمت إني عندكم بالبيت وكان عندنا ناس ماأتذكرهم .. كنتي جالسه قدامي بوجه طفلة شوشه وحاطه طوق على شعرك .. كأني تغيفلت اللي عندي وحركت بفمي بدون صوت وقلتلك أحبك .. ! .. أنتي ناظرتي لي وصديتي والزعل واضح عليك .. ! ..
لم أتمكن من الرد .. لم أعرف ماذا أكتب .. ! ..
كُنت أشعر وكأني بحلم .. .. ! ..
كُنت أشعر بأني كالاشباح .. ! .. شعرتُ بأني غير مرئية .. ! ..
تتحرك الأشياء حولي وتتعالى الأصوات .. ولا قدرة لي على فعل شيء أو تحريك شيء .. ! ..
دخلتُ فراشي لأنام .. ! .. دائماً ماكنت تقول بأني أهرب من مواجهة مشاكلي بالنوم .. ! ..
لكني لا أواجه مُشكلة ياعزيز .. ! .. أنا في كابوس .. ! .. سأستيقظ منه بعدما أنام .. وسينتهي كل شيء ..
كل شيء ياعزيز .. كل شيء .. ! ..
على الطاولة المجاورة لسريري صندوق بلاستيكي صغير .. تسكنه السلحفاة ( سلسبيل ) و التي أهديتني إياها قبل 3 سنوات .. ! ..
أهديتني إياها لأتعلم منها الصبر ولإنها هادئة مثلي .. وتُشبهني .. ! ..
رافقتني ( سلسبيل ) حتى في سفري .. علمتها الصبر ياعزيز بدلاً من أن تعلمني إياه .. ! ..
نظرتُ إلى الصندوق البلاستيكي .. فوجدتها مُنكفئة .. ! ..
حاولت تحريكها لكنها لم تتحرك .. ! ..
ماتت ( سلسبيل ) ياعزيز .. ! ..
ماتت اليوم .. ! ..
لا تقل لي بأنها إحدى إشارات القدر .. ! ..
لا أطيق إشارات القدر ياعزيز .. ! .. لا أفهمها ولا أُريد أن أفهمها .. ! ..
تركت ( سلسبيل ) في مكانها .. قلت لها : لا بأس .. فلننام قليلاً .. سنستيقظ بعد قليل .. وبعدما نفعل سيكون كل شيء على مايُرام .. ! ..
نمتُ ونامت .. ! ..
أيقظتني هيفاء من نومي وهي تهمس .. جوجو .. جوجو .. ! ..
فتحت عيني بفزعِ .. كُنت أفتش في ملامحها عن يومِ آخر .. لا يشبه اليوم الذي نمتُ في بدايته .. ! ..
يوم مُختلف , مهما كان إختلافه .. ! .. لابُد من أنه سيكون أفضل .. ! ..
جوجو .. نايمة بهدومك الله يهداك .. ! .. قومي شوفي زياد تحت .. ! ..
تحت وين .. ؟ ..
تحت بالسيارة ينطرك .. قومي شوفي شيبي .. ! ..
مين معه .. ؟ ..
من بيكون معه يعني .. ! .. بروحه .. ! ..
دخلتُ لأغتسل .. كانت قدماي ثقيلتنا .. ! .. نظرت للمرآة .. كُنت مُختلفة .. ! ..
شعرتُ بأني أكبر بكثيرِ مما كُنت عليه هذا الصباح .. ! ..
وكأني أستيقظت بعد حفنةِ أعوام .. ! ..
كان ( الكحل ) يلطخ تحت عيني بعض الشيء .. ! .. تُحبني هكذا ياعزيز .. ! ..
دائماً ماكُنت تخبرني بأني أجمل هكذا .. وبأني أصبح كغجريةِ أسبانية بكحلي الملطخ .. ! ..
أتغار من رؤية زياد لي بعيني المُنتفختين .. ؟ .. لا أظن بأنك تفعل .. ! ..
نزلت إلي زياد .. ركبتُ بجواره وأنا ( نصف نائمة ) .. ! ..
كيف حالك جُمانة .. ؟ ..
بخير يازياد .. مالأمر .. ؟! ..
أحقاً أنتِ بخير .. ؟ ..
أتراني بحالةِ سيئة يازياد .. ؟! ..
أختفيتِ صباح اليوم .. ! .. ولم تردي على مُكالماتي فخشيتُ عليك .. ! ..
كُنت نائمة ..
مسك زياد مقود السيارة بيديه .. كان يتنقل ببصره مابين المقود والمارة وهو يتحدث .. لم يكُن ينظر إلي .. ! ..
جُمانة .. كم أكره عبدالعزيز ! .. يوقعني معكِ دوماً بمواقف مُحرجة .. ! ..
لا بأس يازياد .. لا شأن لك بأفعال عزيز ..
جُمانة .. أعرفُ أنك حائرة .. ولا أود أن أزيد حيرتك .. لكن هُناك أمراً أود إيضاحه لك .. ! ..
أي أمرِ هذا يازياد .. ؟ ..
لا تغضبي من عبدالعزيز ياجُمانة .. فلتُشفقي عليه .. ! .. أُدرك بأنكِ مجروحة وبأن عبدالعزيز تمادى كثيراً بأذيتك .. لكنه مسكين .. ! ..
ضحكت بعينين دامعتين .. ! .. مسكين .. ؟! ..
هز زياد رأسه .. صدقيني مسكين .. ! .. أعلمُ أنك لا تفهمين معنى تصرفاته .. هو أيضاً لا يعرف لماذا يتصرف بهذا الشكل .. ! ..
لا تشعُري بالسوء .. ! .. أبداً ياجُمانة .. أبداً .. ! .. لا تجعلي ماحدث يُشعركِ بالذنب .. فهذا هو ( المقصد ) من كُل مايفعله .. ! ..
كُنت أنظر لزياد .. وهو يتحدث .. كانت عيناه تلمعان حزماً .. كان يتحدث برقةِ صديقِ خائف ... ! ..
قال : جُمانة .. أتعرفين مامُشكلة عزيز معك .. ؟! .. مُشكلته بأنه لا قدرة له على تحمل نقاءك ! .. يشعر بقرارةِ نفسه بالسوء .. ! ..
أحببتك أكثر مما ينبغي,,وأحببتني أقل مما أستحق,!!
يظنُ بأنه سيء .. ! .. لا أُريد أن أجرحك .. لكن لعبدالعزيز ماضيِ أسود .. علاقات مُتعددة .. ونساء كثيرات .. ! ..
وجئتِ أنتِ وأنقلبت كُل موازينه .. ! .. أحببتهِ لدرجةِ أخافته .. ! .. لم يَكُن قادراً على ضمكِ لقائمةِ نساءه .. ! .. ولم يتمكن من الابتعاد عنك ..
أحبكِ لدرجة إنه كان يخشى عليكِ من نفسه .. كما كان يخشى منكِ بنفس الوقت .. ! ..
كان عبدالعزيز واثقاً من إخلاصك وهذا أمرُ يعذبه .. يُدرك إنه الرجل الأول في حياتك .. بينما جئتِ أنت بعد فتياتِ عدة .. ! ..
حاول عبدالعزيز أن يفرض عليك قيوده وشروطه .. فقط لتعصيه وينتهي منك .. ! .. لكنك لم تفعلي تنازلتِ كثيراً وصبرتِ كثيراً .. وهذا ماكان يزيد عذابه .. ! ..
أتدرين ياجُمانة .. ! .. سألت عزيز مرة .. لماذا لا تتزوجان .. ! .. قال لي بإنه لا قدرة له على الزواج من فتاةِ يعرفها أصدقائه .. ! ..
قلتُ له بأن علاقتنا مع جُمانة من خلالك .. ! .. لا نجلس معها إلا بوجودك .. كما أن مجموعة كبيرة من زملائنا مُرتبطين رسمياً بزميلاتِ لنا .. ! ..
أجابني بأنه لا يتحمل فكرة أن يعيش مع إمرأة .. يعرفها أصدقائه ويحبونها كثيراً .. ! لكني أُدرك ياجُمانة بأن عزيز يشعر بقرارةِ نفسه بأنه لا يستحقك .. ! ..
وهذا ما يُعذبه .. ! .. حاولنا الابتعاد عنكِ قدر الإمكان .. علاقتنا بكِ مُقننة .. أكثر من أي زميلةِ أُخرى لنا .. إحتراماً لعلاقةِ عبدالعزيز بك وغيرته عليك .. ! ..
لكن هذا ماكان ليُرضيه .. ! .. جُمانة .. أعرفُ عن ماحصل بينكِ وبين ( الإماراتي ) شرحت لي ( هيفاء ) ماحدث .. ! ..
عبدالعزيز يُدرك بإنك صادقة ومُخلصة وبأن لا شيء يربُطكِ بالرجل .. ! .. لكنها كانت فرصته ليَشعُر بأنكِ سيئة .. مثله تماماً .. ! ..
كانت الفرصة الوحيدة التي يُقنع بها نفسه بإنكِ كذبتِ عليه مثلما يفعل عادة معكِ .. ! ..
هذه فرصته الوحيدة ليُشعركِ بالذنب .. بذنبِ الخيانة .. كان لابد من أن يقتنص هذه الفرصة .. لإنه يشعر بالذنب منذ أن تعرف عليكِ .. ! ..
حينما أخبرني عزيز بأنه تزوج من ( ياسمين ) قلت له كان يمنعُكَ من الزواجِ بجُمانة علاقتنا بها .. علاقتنا بها كزملاء .. ! .. ( ياسمين ) كانت صديقة لنا .. ! ..
تشربُ وترقصُ وتسهرُ معنا .. ! .. أجابني بأن الأمر مُختلف وأنهى المُكالمة .. ! ..
صمت زياد قليلاً وقال : جُمانة .. لا تُمكني عزيز من تدميرك ... ! .. حدث ماحدث بسببِ عزيز .. ونِزاعاتهُ الداخلية .. ! ..
لا زلتِ صغيرة ياجُمانة .. قد تكون التجربة قاسية لكنكِ ستتجاوزينها .. ! ..
قلت له : شكراً يازياد .. ! ..
كوني قوية .. ! .. ولا تسمحي بأن يؤثر هذا الأمر على سيرِ دراستك وعلى حياتك .. مهما كان صعباً .. ! ..
إن شاء الله .. ! .. تصبح على خير ..
تصبحين على خير .. ! ..
صعدتُ إلى الشقة .. كانت هيفاء تأكل على طاولة الطعام ..
قالت : شأبشرك .. ؟ ..
خير .. ؟ ..
وأخيراً .. ! .. سلحوفتك أنفضخت وماتت .. ! .. مابغت تموت .. ! ..
شمتت هيفاء بسلسبيل .. إلهي ماأكثر من سيشمتون بي ياعزيز .. ! ..
|