كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
الارشيف
رد: احببتك اكثر مما ينبغى_اثير عبدالله النشمى
ماجد .. مُبتعث إماراتي ..
يُحضِر الدكتوارة في علم الاجتماع .. رجلُ في بدايةِ عَقدهِ الرابع ..
أحببتك أكثر مما ينبغي,,وأحببتني أقل مما أستحق,!!
متزوج وأب لطفلين .. رقيق ولطيفُ للغاية ..
ابتسامته جميلة .. علاقته حميمة مع الجميع .. ويتحدث بدفء أخاذ ..
كُنت أجلسُ وهيفاء في أحد المقاهي القريبة من الجامعة .. حينما ألتقيناه لأولِ مرة .. دلفَ إلى المقهى و ألقى السلام علينا .. فرددنا عليه التحية .. ! ..
جلس بعيداً .. بعد أن نثرَ عشرات الأوراق أمامه .. كان مُنهمكاً بالكتابة ..
قالت لي هيفاء : جوجو , كيف عرف أننا خليجيات .. ؟
من ملامحنا .. ألم تعرفي أنه خليجي قبل أن يُلقي السلام .. ؟
بلى .. ! ..
وكيف عرفتِ .. ؟
من ملامحه .. ! ..
أرأيتِ .. ! ..
قضينا حوالي الساعة قبل أن نهُم بالمغادرة ..
عندما طلبنا من النادلة فاتورة الحساب .. أخبرتنا أن ( السيد العربي ) قد قام بدفع حسابنا ! ..
قالت لي هيفاء : شنو شنو شنو .. ؟؟ .. جوجو شيبي هذا .. ؟ .. شكو يدفع لنا .. ؟
وأنا أيش دراني .. ؟ .. أيش نسوي الحين .. ؟
شنو شنسوي الحين .. ؟ .. قومي خل نغسل شراعه .. ! ..
أتفقنا أنْ ندفع للرجلِ نقوده بدون فضائح ! .. وتوجهنا إلى حيثُ يجلس ..
رفع رأسه مُبتسماً .. قالت له هيفاء : أنت بأي صفة تدفع حسابنا ..؟
أجاب بهدوء : بصفتنا أخوة .. ألسنا أخوة .. ؟
ترى هالحركات شبعنا منها .. تبتدي أخوان وتنتهي نيران .. ! .. خذ فلوسك وعن قلة الحياء ! ..
قرصتُها : هيفاااااء خلاص .. ! .. معليش أخوي .. بس لا تسوي هالحركة ثاني زين ؟
أجاب ببساطة وابتسامةِ كبيرة : زين .. ! ..
مضى أكثر من شهر بعد هذه الحادثة .. كُنت أذاكر في نفس المقهى لوحدي .. حينما دخل ( ماجد ) بصحبةِ طفليه ..
ابتسم وحياني .. فبادلته الابتسامة والتحية .. ! ..
جلس على الطاولة المقابلة مع الصغيرين .. كان طفله الأصغر شديد الثرثرة .. كثير الأسئلة .. لم أتمكن من التركير بسبب صوتهِ العالي ..
ارتفع صوت والده : أحمد .. أخفض صوتك , عمة تُذاكر ..
رفعت له رأسي بإمتنان : لا بأس .. أشتاق لصوتِ طفولةِ عربية .. ! .
أنتِ طفلة .. ! .. تبدين كـ طفلة .. ! ..
لستُ كذلك .. ! ..
بالنسبةِ لعمري .. أنتِ طفلة .. لو كُنت قد تزوجت في سنِ صغيرة لكان من الممكن أن تكون لدي الآن ابنة بعمرك .. ! ..
عرف ماجد كيف يُضفي بعض الطمأنينة لحوارنا .. فرجلُ مثله يٌدرك أن فتاة مثلي تشتاق لحنانِ أبوي في غربةُ لا تُطاق وتحت وطأة حُبِ لا يَرحم ! ..
تحدثنا عن الدراسة والوطن وغربتنا القاسية .. و عن أطفاله الأشقياء .. أخواني ( الجُدد ) .. ! ..
سألني إن كُنت أزور المقهى كثيراً .. فأجبته نافية بأني أقضي مُعظم وقتي في مقهى آخر .. سميتهُ له ..
تبادلنا الأمنيات بالتوفيق .. وغادرت المقهى بعد أن قبلني طفليه الشقيين .. ! ..
في المساء .. حدثتك عنهم ياعزيز .. كان قد سبق لي وأن أخبرتك عن لقاءنا الأول معه ..
أخبرتك عن تفاصيل التفاصيل ..
غضبت كثيراً .. قلت لي : أنتِ تعلمين بأنه ( قليل أدب ) فلماذا تتحدثين معه .. ؟ ..
أجبتك : أب في الأربعينات من عمرهِ ياعزيز .. كوالدي ..
أسمعي , لا والد لك سوى من تحملين أسمه .. ولا أخوة لك سوى أشقائك ..
وأنت .. ؟
أنا حبيبك .. لستُ بوالدك ولا بشقيقك .. لستُ بديوث ياجُمانة .. هذه آخر مرة أسمح لك بمثلِ هذا ..
كم هو غريبُ أمر رجولتك هذه .. ماأكثر ما تُجرح وماأسهل أن تَجرح ياعزيز .. ! ..
مضتْ أسابيع على لقائي بماجد وابنيه .. زار تفكيري كثيراً خلال هذه الفترة ..
لا أدري لماذا أفتقدته لكني أدري كم أحببت رؤيته ذلك اليوم .. ! ..
خلال فترة امتحاناتنا اصطحبتني لمقهانا المُعتاد لنذاكر هُناك كالعادة ...
جاءت لنا النادلة والتي أصحبتْ صديقة لنا بحُكمِ تواجدنا الدائم بالمقهى ..
قالت : مرحباً .. كيف حالكم هذا اليوم .. ؟ .. جمانة , جاء رجُل اليوم وترك لكِ هذه الورقة .. !
سحبت الورقة من يدي قبل أن أقرأها .. اتسعت عيناك بشدة ونظرت لي نظرة أرعبتني .. أحسست وكأن صاعقة ضربت جسدي .. ! ..
سألتك بخوف : ماذا .. ؟ .. مالأمر .. ؟ ..
رميت الورقة بوجهي بغضب ومشيت .. ! ..
فتحتها بفزع .. كان مخطوطاً عليها وبخطِ أنيق ..
جمانة .. مررتُ ولم أجدك .. أفكر فيك .. ماجد العاتكي .. !! ..
تركتني وراءك كالملسوعة .. ركضت خلفك بعد أن تمالكت نفسي لكنك أختفيت بين الناس بسرعة ِشبحِ غاضب .. ! ..
هرعت إلى منزلك .. كاد زجاج الباب أن ينكسر بيدي وأنا أقرعه بجنون .. فتحت لي باتي الباب بفزع ..
جُمانة .. مالأمر ياعزيزتي .. أنتِ شاحبة .. ! ..
سألتها عنك لكنك لم تَكُن في البيت .. جلست مع باتي وروبرت .. أخبرتهما بما حدث وأنا ألهث , كُنت أرتجف انفعالاً .. ! ..
صاح روبرت : جُمانة , دعكِ منه .. إنه معتوه .. أتركيه قليلاً حتى يهدأ ..
انهملت دموعي على الرغم مني : لكني لم أفعل شيئاً يابوب .. ! ..
ربتت باتي على كتفي : جُمانة .. نُدرك كم تُحبين عزيز كما يُدرك هو ذلك .. لكنه مُدلل ويؤذيكِ كثيراً .. إن كان يُحبك لابد أن يثق بك ..
وضع روبرت يده على ركبتي قائلاً بصوته الرخيم : جُمانة .. أنتِ صديقتنا أيضاً .. ونُحبكِ .. لن نسمح لعزيز أن يجرحكِ أكثر من هذا ..
سألتهم : ماذا أفعل .. ؟
روبرت : جُمانة أذهبي للمنزل وذاكري دروسك .. سنتصل بك حينما يصل عزيز لتطمئني ..
غادرت منزلهم مكسورة الخاطر .. مُمسِكة بورقةِ ماجد بحزنِ ذليل وكأنه صك طلاقي .. ! ..
كُنت أمشط الطرقات .. بحثاً عن منزلي .. شعرتُ وكأني في أُحجية .. متاهات بداخل متاهات بداخلِ متاهات ..
حينما وصلت إلى منزلي , دخلت فراشي بكاملِ ملابسي .. أنكمشت بداخل الفراش وكأني قطة صغيرة تهطل فوقها الثلوج في ليلة بردِ قارسة ! ..
حاولت الاتصال بك .. كان هاتفك مُغلقاً ..
كُنت أضغط على زر الاتصال .. وأنا استجديه أن تَرد ... ودوائر دموعي الممتزجة بالكحل تكبر وتتوسع على وسادتي كالفحم السائل ..
شعرت وكأن حمم من الجمر تستعر بداخلِ معدتي .. أأموت وجعاً بسببك ياعزيز أم تفقدني عقلي .. ؟ .. لطالما شعرت بأني سأموت يوماً بسببك .. !! ..
أرتفع صوت نغمتك الخاصة .. كان وقعها مُختَلِفاً هذه المرة وكأني أسمع موسيقى آخرى .. لا أعرفها .. ! ..
أجبتك بخوف ..
حبيبي .. ! ..
قلت لي بلسانِ ثقيل وبكلماتِ مبعثرة ..
أسمعي .. أ س م ع ي .. !! .. أتسمعين هذا الصوت ... ؟ ..
كنت تهز علبة الدواء .. صوت اصطدام الكبسولات ببعضها كان عالياً ..
عزيز دعنا نتحدث ..
أسمعي .. أسمعتي .. ؟؟ .. هذا صوت مهدئات .. أخذت كبسولتين منها حتى الآن .. أتعرفين ماذا سأفعل بما تبقى منها ؟
عزيز .. أرجوك .. لا تظلمني .. لا تسيء الظن بي ..
صحت فيني بغضب : سألتكِ سؤال .. أجيبي عليه .. أتعرفين ماذا سأفعل بما تبقى من العلبة ؟
لا أعرف .. ! ..
أنفجرت باكياً وأنت تصرخ : سأتناولها .. سأتناولها كلها وأموت وأرتاح .. ! ..
عبدالعزيز , أين أنت الآن .. ؟
لا شأن لك .. أنتِ خائنة .. تدعين الطهارة .. تلاعبتِ بي ..
عبدالعزيز , أنا لم أفعل شيئاً .. صدقني ..
.. أسمعي .. أعدكِ أن قلتِ لي الآن أنك كُنتِ على علاقة بهذا الرجل أن أنسى كل شيء .. ! ..
لكني لستُ على علاقة به ..
صرخت : اسمعي ولا تقاطعيني .. إن أعترفتِ بهذا .. أعدكِ أن أنسى كُل شيء .. وإن أستمريتِ في إنكارك أقسم بربي على أن تندمي ..
عزيز .. لابد من أن تسمعني لتفهم ..
لا أريد أن أسمع شيئاً عدا ماطلبت منك أن تُخبريني به .. أنطقي .. !
أنهمرت دموع القهر كالجمر على خدي: عزيز الله يخليك .. !
تكلمي ! .. قولي أنك على علاقة به .. إن نطقتِ بأمرِ آخر أقسم بالله أن أغلق هاتفي وأن أُنهي مابيننا الآن ..
عبدالعزيز .. أسمعني .. !
قاطعتني صائحاً : أنطقي .. !
قلت لك بلا وعي : كُنت على علاقةِ به .. ! ..
أرتفع صوت بكاءك ! .. ياحقيررررررررة ! ..
عبدالعزيز أرجوك ..
صرخت فيني وأنت تشهق : أنتِ رخيصة .. ! .. ظننتك ملاكاً لكنك شيطان في جسد إمرأة .. ! ..
أنت من أجبرني على قول هذا .. ! ..
سأدمرك .. أنتِ لا تُدركين ماذا أستطيع أن أفعل بك .. ! ..
أنا لم أفعل شيئاً .. لا أعرف عنه شيء منذ أن حدثتك آخر مرة عنه ..
كاااااذبة .. لا أريد أن أسمع صوتكِ ولا أن أراك مرة آخرى .. اسمعي .. أنا أحذرك من أن تحاولي الاتصال بي ..
عبدالعزيز ..
أن أردتِ أن أدمر حياتك .. فقط حاولي أن تتصلي .. ! ..
أغلقت الهاتف في وجهي .. ضممت وسادتي وأنا أنتحب .. هرعت إلى هيفاء من غرفتها ..
ضمتني : جُمانة شصاير .. ؟ .. شمسوي عزوز هالنزغة .. ؟ ..
صحت وأنا على صدرها : مايبيني ياهيفاء ..ماعاد يبيني .. ! ..
قالت : الساعة المباركة .. ليته من زمان .. أنتِ مدمغة ؟؟ .. شتبين فيه .. ؟؟ ..
أحبه ياهيفاء .. والله مقدر .. والله أحبه ..
مسحت على شعري .. قولي لي شاللي صار .. ؟ ..
أخبرتها بما حدث , هزتني مع كتفي عندما أخبرتها بأنك طلبت مني أن أعترف بعلاقتي بماجد ..
إن شاء الله قلتي له أعرفه .. ؟؟ ..
كنت أبي أهديه .. هو وعدني يسمع لي .. ! ..
عاد كلش ياوعود الأنبياء ! .. يعني ماتعرفينه .. ؟ ... أنتي مدمغة أصلاً .. شلون تقولين له كنت أعرفه .. تدرين هالمريض يبيها من الله .. !
كنت أرتجف في فراشي كطيرِ جريح وأنا أنتحب بصوتِ عال .. شعرت وكأن حمى الموت تَدبُ في جسدي .. ! ..
بكيتُ حتى نمت من التعب .. رأيتك في حلمي .. تصرخ وتُهدد .. كُنت حانقاً في الحلم ياعزيز .. ! ..
أستيقظت بفزع على صوت هاتفي شعرتُ وكأنه انتشلني من قبضةِ الموت , كان صديقك زياد المُتصل ..
أجبته بإعياء : أهلاً ..
صباح الخير جُمانة .. ألم تستيقظي بعد .. ؟
لا ..
جُمانة .. لا تقلقي .. قضى عبدالعزيز ليلته عندي .. ! ..
بكيت : لا يربطني بالرجل شيء يازياد ..
قال بسرعة .. أعرف هذا ياجُمانة .. لكن لابد من أن تبتعدي عن عبدالعزيز هذه الفترة .. أخشى أن يؤذيك ..
لن يؤذيني يازياد .. لا قدرة له على إيذائي ..
جُمانة .. أرجوك .. عبدالعزيز كالمسعور .. أخشى عليك .. أتركيه حتى يهدأ ...
وعدت زياد ياعزيز أن لا أتصل بك حتى تهدأ ...
شعرتُ وكأني أعيش كابوساً ياعزيز ..
أينتهي كل مابيننا بغمضةِ عين ؟ ...
أأغفرُ لك لسنواتِ عدة خياناتك العامِدة .. وتتركني ظُلماً في لحظة شك جائرة .. ؟ ..
بأيِ شرعِ كُنت تؤمن ياعزيز .. ؟ ..
|