كاتب الموضوع :
كبرياءء !
المنتدى :
الارشيف
رد: روايتي الأولى : وتظل ابتسامتك سحراً ينسيني كل شي ! . .
بسم الله الرحمن الرحيم ..
Part : 2 . .
أحلامي مساحة خضراء لا أسمح لأحد بالولوج إليها !
-
إبتسمتُ باعجاب وأنا أتأمل كبر الجامعه . .
كانت جامعة موسكو غايه في الجمال . . تعتبر جامعة موسكو من أعرق الجامعات الروسية والعالمية . .
مشيت وأنا أتأمل معالمها ومساحتها الواسعه . . والطلاب الذين بمختلف الأعمار والجنسيات . .
أنا لم أصل الى هذه الجامعه الا بعد عناء طويل . . عانيت الوحده . . عانيت الجوع والفقر . . لكن وآخيرا الحظ ابتسم لي !
ابتسمت بسعاده . . أغمضت عيناي . . وأنا أتخيل نفسي مصممه أزياء . . أمشي على البساط الأحمر . . والكل يهتف لي . .
كم أتمنى أن يتحقق حلمي . . حقا أريد حياة سعيده خاليه من الأحزان . . يكفيني ما عشته سابقا . .
صحيح انه بقي لي الكثير . . لكني من اليوم سأرسم مستقبلي . . !
قطع تأملاتي صوت عالي ينادي باسمي : جــــــوري تعالي انا هوون
ابتسمت بخجل لأن صوت سنا لفت الأنظار وأصبحت جميع الأنظار علي . . وخاصه ان سنا حولها مجموعه . .
فتحت عيناي بصدمه وانا مندهشه . . معقول في هذه الساعات القليله تعرفت على كل هؤلاء !
ركضت لها وحضنتها وأنا اهمس لها :
يبتعلك حمى ذولا كلهم تعرفتي عليهم بساعتين . .
قالت سنا : لك انا بتعرفيني اجتماعيه وبحب اسوي صداقات . . بتزكري بالثانوي كان كل المدرسة بعرفون . . !
نقلت نظري للمجموعه المجتمعين على شكل دائره . . والكل منهم منشغل بشيء . .
قالت سنا بصوت عالي : هيدي جوري صديقتي من الثانوي وراح تكون معنا بالقسم . .
ابتسمت بخجل لأن جميع الأنظار توجهت علي . .
بدأ الكل يعرف نفسه . . تقدم لي شاب ملامحه روسيه : آهلا بك آنستي الجميله . . انا ريكس .
يبدو انه روسي ، ملامحه وستايله غريب قليلا ، الكثير من الجماجم والأشياء السوداء مع ذلك يبدو انه لطيف .
صافحته وقلت : اسم جميل يا ريكس ، انا جوري . .
ابتسم لي ثم رحل . . تقدمت لي فتاتان تؤأم ملامحهما ناعمه جدا . .
ليليان : أهلا جوري انا ليليان وان شاء الله نكون صحبات ..
صافحتها يبدو انها فتاه رقيقه وغايه باللطف . .
أتت الأخرى وهي تبعد ليليان بخشونه: لك خليني أسلم على البنت ، انا ليان معاك بنفس القاعه . .
يبدو انها عكس اختها تماما ، ترتدي ملابس رجاليه وأسلوبها خشن قليلا ، ..
صافحتها بلطف . . ثم نقلت بصري لشاب متكئ على شجره وعيناه على هاتفه . .
قالت سنا : معااااز مو حاب تسلم على صديقتي . .
رفع عيناه وتأملني . . عيناه حاده وفيهما نظرات برود تجعلك تتوتر نوعا ما . .
تقدم لي بهدوء ومد يده ثم قال لي بالروسيه : أسف لم انتبه لك , انا معاذ . .
ابتسمت له برقه وانا امد يدي لمصافحته قلت بالعربيه : انا جوري تشرفت بك . .
رفع عيناه بذهول : انتي عربيه ؟
ضحكت بخفه على شكله المصدوم . . أجبت : نعم أنا عربيه . .
تأملني لثانيه .. ثم نقل نظراته لهاتفه وقال ببرود : تشرفنا . .
عقدت حواجبي يبدو انه مغرور وجاف قليلا . .
لم اهتم للمسمى معاذ كثيرا . . مشيت مع سنا لشابين الأول يبدو انه ملامحه خليجيه . . والآخر عربي لكن ليس خليجي . .
استنتجت كل هذا من نظره واحده . . نعم انا احيان تصبح لدي القدره على معرفة الشخصيات وتحليلها . .
عندما رآني الاول برفقة سنا اكتشف اني جديده بالمجموعه . . تقدم لي وتفآجات به ينزل قبعته ويقول بالانجليزيه : أهلا انستي الجميله ، انا بدر ويشرفني التعرف عليك . .
ابتسمت بخفه يبدو انه من النوع الذي يحب الغزل . . عرفت بل اجزمت انه سعودي الجنسيه من طريقة كلامه . .
قلت له بالعربيه : هلا فيك بدر . . معك جوري . .
رفع عيناه بصدمه . . لم تقل عن صدمة معاذ سابقا . . : انتي عربيه ؟
جوري : ايه . .
بدر : صحيح اني شفت الحجاب وعرفت انك مسلمة بس ما توقعت انك عربيه . .
تقدم الثاني وهو يقول : متلي انصدمت كتير ماشاء الله عليكي مو واضح أبدا . .
أنا كامل من سوريا تشرفت فيكي . .
ابتسمت له بلطف وصافحته . . ثم أكملت مع سنا مهمة التعرف !
رأيت فتاه محجبه ترتدي نظاره وتقرأ كتاب وتبدو مندمجه . . يبدو انها مثقفه وتحب القراءه . .
صافحتها وقالت : أهلا جوري . . انا ساميه من قطر . .
ابتسمت لها : اهلا فييييك يا ساميه ، ان شاء الله نكون صديقات . .
جلست مع المجموعه وانا مستمتعه . . تعرفت على الكثير من الأصدقاء . .
وبمختلف الشخصيات والجنسيات . . أكثر ما اراحني انه يوجد اشخاص عرب !
أذكر بالثانويه لم يكن يوجد غيري انا وسنا . . لكن الآن الكثييير منهم عرب ، شي جميل . .
قلت بهمس لسنا :
صدق انك مو سهله بهالساعات تعرفتي على هالقروب ودخلتي معاهم ، بس تصدقين كثير حبيتهم . .
سنا : هههه لك انا سنا اكيد مو سهله ، ايوا انا كمان كتير حبيتهن
بتعرفي يقولوا انو من القروب في واحد اسمو عبدالله مشهور بالقسم الموسيقي . . وكمان في وحده اسما كرستيينا كمان من القروب . .
شدني هؤلاء الاثنين وخاصه عبدالله تمنيت انهم موجودون لأتعرف عليهم . .
ابتسمت وانا أتأملهم ، الحياه جميله ان كان بجوارك الكثير من الأصدقاء . . هي لم يكن لديها صديقه غير سنا . .
لكن الآن لديها الكثير من الأصدقاءء . .
مضى الوقت . . تعرفت عليهم وعلى شخصياتهم . . استمتعت كثيرا !
انصرف الكل الى محاضراته . . بينما ذهبت انا وسنا والتؤأمان لأخذ جداول محاضراتنا . .
كان يوم جميل . . ها هو انتهى اول يوم لي بالجامعه !
-
دبي - 7 و45 دقيقه - !
بداء يوم جديد ، شمس أشرقت و عصافير تغرد ، و قلب استيقظ . .
أستقيظت من النوم . . تثاوبت . . نقلت نظري للساعه التي تشير على السابعه وخمس وأربعين دقيقه. .
شهقت وانا أقوم مُسرعه لدورة المياه - اكرمكم الله - غسلت وجهي و توضأت وصليت الفجر . .
ذهبت للغرفة الخاصة بالملابس بجميع الأنواع والالوان والماركات . .
بما ان اليوم لدي كثير من الاجتماعات والأشغال . . سأرتدي لبس مريح . .
أخذت تي شيرت أبيض تزينه بعض الرسومات . . وبنطلون أسود . .
سرحت شعري الأسود بشكل ناعم ومرتب . . أخترت عبايه ناعمه مطرزه بتطريز خفيف وناعم . .
تحجبت وأنا أخرج بعض الخصل الأماميه !
أزعجني صوت هاتفي .. انه رقم غريب ومن خارج الدوله !
لم أعطه اهتماما . . لكنه استمر بالاتصال . . ضغطت على زر الرد . .
سمعت صوته الجهوري وهو يقول : ألو . .
سديم : هلا يبه
جاسم : ما بغيتي تردين ، بس حبيت أخبرك انو الوفد السعودي جاي بكره !
أبيك تجهزين كل شي تمام . . حفل الاستقبال أبيه كبير ويليق بمقامهم ،
انا عندي أشغال بتركيا ما رح أجي
سديم : كــيييـ . .
أغلق الهاتف بوجهي كعادته .. انه فقط يلقي علي الأوامر !
لم أشعر بيوم انه لدي أب .. انا لا أرآه الى في الشركه وهذا نادر جدا .. فهو دائما مشغول !
أنا بالنسبه له آله يحركني كما يشاء وأين ما يشاء !
ليتني أعرف لماذا تبناني ؟ هو يكرهني جدا . . وحتى زوجته تكرهني جدا !
لماذا تبنوني إذا . .صحيح ان زوجته لا تنجنب لكن هذا ليس سبب كافي ليتبناني !
الكل يحسدني لاني ابنته .. لأني أعيش في أفضل القصور .. وأرتدي أجمل الثياب !
لكن لو علموا أني لست ابنته . . ماذا سيفعلون ..
تذكرت أن محسن ينتظرني بالأسفل .. أخذت حقيبتي ونظارتي الشمسيه ونزلت على الدرج اللولبي الذي يتوسط القصر . .
رأيت طاولة الطعام .. وفوقها كل ما لذ وطاب . . لكن كل يوم يرمى الأكل بدون أن يلمسه أحد !
أبي لا يتواجد في البيت .. وزوجته دائما عند أهلها او في اجتماعاتها مع سيدات المجتمع ! . .
قلت بالانجليزيه " سيتا ، من فضلك ، خذي السائق وأعطي الفطور لاحدى المساكين ، كل يوم أريدك أن تفعلي نفس الشي " !
أجابت بالايجاب . . بينما انا خرجت ورأيت سياره محسن السوداء .. فتحت الباب ودخلت ..
ألقيت السلام بهمس . . ردَ على السلام .. ولم أتفوه بكلمة بعدها !
نقلت نظري لمحسن الصامت على غير عادته . . يبدو أن هناك شي حصل !
قلت وانا أنظر عبر النافذه : صار امس شي ؟
محسن : لا ..
يبدو انه لا يريد ان يتكلم .. قدرت وضعه ولم أتكلم مرة أخرى . .
وصلنا للشركه ، فتح محسن الباب ليخرج لكني مسكت يده وأجلسته !
قلت : اممممم واضح انك مرهق ، اعتبر اليوم اجازه ولا تجي ..
قال : بسس .. قاطعته : لا بس ولا شي انا قلت ان اليوم اجازه يعني اجازه وبخلي السواق يجيني !
ابتسم محسن : شكرا سديم والله ما أدري كيف أرد جمايلك
سديم : محسن ما بيننا هالكلام .. أستأذن الحين !
ابتسمت له . . ونزلت من السياره وانا أنظر للشركه !
دخلت وما إن دخلت حتى الكل أصبحت أنظارهم علي ،
هذا يسلم وهذا يبتسم وهذا يقف احتراما !! ، ليس لأجل شي فقط لأني " ابنة جاسم " !
ليتهم يعلمون أني لست ابنته .. ابتسمت لهم مجامله .. انفتح باب المصعد .. دخلا معي موظفيّن يبدو انهم جديدن على الشركه !
ضغطت على الزر الذي يشير للدور الثالث . . انفتح المصعد وذهبت فورا لمكتب " راكان " الموجود في آخر الممر !
رغم انه مكتبه صغير .. وراتبه متوسط .. الا أنه انسان مبدع جدا .. لديه من الأفكار ما يجعلك تندهش !
انه مهندس ديكور .. عندما رأى أبي قدرته واحتياجه للعمل ، قرر أن يجعله يعمل في شركتنا .. وانا أُقر بأن هذا افضل قرار فعله أبي !
طرقت الباب بهدوءء .. بينما وصلني صوته وهو يقول : تفضل !
دخلت ، وحيياني هو بابتسامه : أهلا استاذه سديم . .
سديم : أهلا فيك . .
قال وهو يحرك نظارته : السيد جاسم قالي عن الوفد اللي بيجي بكره ، السيد جاسم مهتم بالوفد كثير
ووصاني على قاعة الاستقبال وديكورها . .
سديم : ايه الاستاذ جاسم حرص على قاعة الاستقبال . . وحبيت أعرف ايش افكارك هالمره ؟
قال بإبتسامه : والله ودي يكون هالمرة الاختيار من ذوقك ..
أشرت على نفسي بصدمه : أنــآ ؟؟
راكان : ايه انتي وشفيك منصدمه
سديم : بس انا ما أعرف بالديكورات وهذي الاشياء !
راكان : لا تخافين انا بأساعدك ، اللي عليك بس تختارين الألوان وشوية تنسيق !
أود تجربة هذا . . أنه عمل ممتع . . كم أحسد راكان . . انه يعمل العمل الذي يحبه ويهواه ..
فمن صغره كان حلمه أن يصبح مصمم ديكور .. وها هو الآن يحقق حلمه . .
أيقظني من أفكاري صوته وهو يقول : يلا نروح للقاعه ونشوف التغيرات اللي بنسويها ..
نهضت وانا أمشي معه للقاعه التي كانت بالطابق الثاني . .
وصلنا للقاعه التي كانت كبيره بشكل مدهش . . !
كانت القاعه ملونه بدرجات الفوشي .. الطاولات الموزعة في أرجاء القاعه .. التي تزينها مفارش محاطة بالكرستال !
واللوحات التي تدل على ذوق صاحبها منتشره في أرجاء القاعه . . كانت بالفعل تدل على ذوق انيق !
قلت لراكان باندهاش : متأكد انك تبغانا نغيرها !
راكان : هههه ايه لأن هذه الألوان يميل لها النساء غالبا .. واللي انا حطيتها لأن آخر حفل استقبال سويناه كان لاحدى الشركات النسائيه !
وودي هالمرة تكون الألوان فخمه جدا !
سديم : ألوان فخمه ؟ الذهبي مثلا ؟
راكان : لا لا أبي غير الذهبي بس يكون كلاسيكي ..
نظرت للقاعه الواسعه . . خطرت لي فكره رهيبه جدا قلت : بما انك قلت ان هالمره حيكون على ذوقي ، فأنا بأتكفل بكل شي . .
راكان : متأكده انك قادره على ذا الشي ..
رفعت حاجبي وقلت : تشكك بقدراتي ؟
قال وهو يعطيني ظهره ليخرج من القاعه : أبدا بالعكس واثق ومتحمس أشوف قدراتك !
كلامه أشعرني بالكثير من الحماس .. حسنا منذ زمن لم أشعر بهذا الشعور .. أني مترقبه لشي !
حياتي روتينيه .. عمل نوم اجتماعات شركه . . لا شي جديد . .
أحيانا أشعر اني متبلده .. أغلب الذين في سني يفكرن في فارس أحلامهن وحياتهن المستقبليه !
إلا انا .. لم أفكر يوما بشاب ! .. ولم يشغلني التفكير بشاب يوما ! ، مع ان زوجة أبي حاولت اقناعي بالزواج لكنني رفضت ..
نفضت هذه الأفكار من رأسي .. لنبدأ العمل ..
-
المملكه العربيه السعوديه - الرياض . .
مستلقيه على سريرها . . وهي مستغربه طلب أمها . .
صحيح ان الضيوف يزورون بيتهم باستمرار . . لكنها مستغربه اهتمام امها الزائد بهؤلاء الضيوف
واصرارها أن تنزل لهم . . لا تعلم الآن . . لكنها بالتأكيد ستعلم عندما ترآهم . .
نظرت الى الساعه المشيره الى السابعه والنصف . . باقي القليل ويأتون . .
نهضت من سريرها . . متوجهها لخزانتها . . احتارت ماذا تلبس . . فستان ؟ تنوره ؟ بنطلون ؟
أخرجت بعض القطع التي أعجبتها ، رمتها على السرير وهي محتاره . .
وأخيرا استقرت على فستان وردي ناعم يصل لتحت الركبه بقليل . . يزينه حزام صغير أبيض من المنتصف !
لبسته بدون تردد .. نظرت لنفسها بالمرآه . . مناسب لها جدا . .
جلست على كرسي تسريحتها . . زينت عيناها ببعض الكحل . . والروج الوردي المطابق للون الفستان . . وبعض من البلاشر . .
تركت شعرها منسدل على راحته ، ابتسمت لنفسها برضى وهي تنظر بالمرآه . .
أخذت جوالها وفتحت باب غرفتها لتنزل . . بس أوقفها صوت رساله . .
أخبرُك سراً
"انتِ اكثر الأشياء
التي تُسعدني حين تقترب
وتُحزنني حينَ تغيب"
ولأنه لم يُعد سراً
اُحبكِ كثيراً واكثر مما أشعُر . .
أستغربت . . من هو المرسل ؟ فكرت للحضه يمكن ان يكون فيصل . .
بس فيصل رسائله ليست من هذا النوع . . يمكن يكون احد مخطئ . .
لم اهتم بالامر كثيراً . . نزلت على الدرج . . رأيت امي بجلابيتها واناقتها المعتاده تحمل صينيه وستدخل بها الى الضيوف . .
لكني استوقفتها وانا أخذ منها الصينيه : يمه انا بشيلها . .
قالت أمي وهي تتأملني : ما شاء الله عليك يا بنتي الله يحرسك من العين . .
ابتسمتُ لها بخجل وانا أسأل: يمه من الضيوف ؟
لطيفه*امها* : وحده من صديقاتي أتوقع تعرفينها بدريه مشعل الــ .. وبناتها جو معها . .
هنادي : لا ما اعرفها بس عايلتهم معروفه . .
لطيفه : ايه معروفه عايلتهم ، ادخلي يلا . .
دخلتُ مجلس الضيوف . . وانا أرى أمراءه بجلابيتها الراقيه وبجانبها فتاتين . .
وضعت الصينيه . . وسلمت على المدعوه ببدريه ولم تفتني نظراتها المنبهره !
نقلت بصري لفتاتين . . وحده تبدو مثل عمري . . لابسه فستان قصير بنفسجي وملامحها ناعمه !
سلمتُ عليها وسألتني عن أخباري . . يبدو عليها التواضع والطيبه . .
ثم سلمت على اختها الأخرى . . لم تفتني نظراتها التي تفيض غيره . . وسلامها الذي من غير نفس . .
ابتسمت لها مجامله . . وقدمت لهم فنجان القهوه والحلا . .
بدريه : ماشاء الله عليك يا هنادي كبرتي وصرتي قمر الله يحفظك . . خبري فيك وانتي كنتي ام 7 سنين . .
ابتسمت لها بخجل : تسلمين يا خالتي . .
بدريه : وش تدرسين يا هنادي . .
هنادي : ثاني جامعه أدب انجليزي . .
بدريه : ماشاء الله . .
دخلت أمي وبدأت التضييف . . والسوالف هي وبدريه . .
لفت علي أمي قائله : هنادي خذي البنات وروحوا الصاله عشان ترتاحون أكثر . .
هنادي : ان شاء الله يمه . .
ذهبنا الى الصاله . . بدأنا بالحديث . . عرفت ان الأولى اسمها سحر تدرس ثاني جامعه .. والثانيه هديل ثاني ثانوي . .
كانت السوالف ممتعه مع سحر . . ارتحت لها كثيرا . . هي عفويه جدا تجعلك ترتاح لمجرد الحديث معها . . بعكس اختها الهادئة التي قليلا ما تتحدث . .
اصبحت أضحك على موقف محرج صار لها : ههههههههههههههه
سحر : هههههه وربي طاح وجهي زين محد شافني من أهلي . .
هنادي : ههههههه وربي احراااج الله لا يحطني بمكانك . .
سكتت سحر للحضه ثم قالت : هنادي وين دورة المياه ؟
هنادي نهضت لتريها مكان دورة المياه - اكرمكم الله - بس سحر استوقفها : لا تتعبين نفسك قولي وانا بروح . .
هنادي : شوفي لفي هنا وبتلقينه خذي راحتك البيت بيتك حبيبتي . .
ذهبت سحر للمكان اللي أخبرتها عنه هنادي وهي ماخذه راحتها لمعرفتها بأن البيت لا يوجد به أحد . .
في مكان أخر من القصر . . كآن هو داخل الى القصر ويدندن باحدى الاغاني . .
مر من عند الحمام الذي يقابله مرآه طويله . . ذهب بسرعه للمرآه .. وهو يتأمل نفسه ويعدل شعره ويدندن بكلمات احدى الأغاني . .
بينما هي خرجت من الحمام -اكرمكم الله - وذهبت للمرآه البعيده عن الحمام بمسافه . .
كانت تتأمل نفسها وتعدل شعرها . . من غير أن تلاحظ العينان التي تتأملها . .
لفت وجهها . . وتفأجات من ذلك الواقف أمامها وعيناه تتأملها . . تحركت بسرعه لتذهب . .
ولكن البلاط كان زلق جدا . . وكان على وشك أن تتهاوى على الأرض . . لكنه كان أسرع . .
مسكها من خصرها . . وكانت قريبه جدا منه . . لايفصل عنهم الا سنتيمترات بسيطه . .
فتحت عيناها ببطئ . . وتقابلت عيناها بعينان واسعتان ذات لونان عسلي فاتن . .
سحر كل الكلمات لا تصف شعورها ومدى احراجها . . تحركت بسرعه ووجهها اصبح أحمر من الاحراج . . ذهبت بسرعه . .
بينما هو واقف ومبتسم . . حقا انها فاتنه جدا . . لأول مره تجذبه فتاه ..
مع ان أجمل الفتيات حوله ويريدن أن يملكوا قلبه . . الا انهن لم يحركوا ولو شعور بسيط في قلبه!
حتى انه أحياناً يشعر انه بلا قلب . .لكن تلك الفتاه فتنته . . بجمالها ورقتها . .
عيونها الواسعه التي تلاقت بعيناه ، واكثر شي عجبه احمرار وجهها وخجلها . .
استغفر ربه ، كيف سمح لهذه الأفكار بأن تملئ قلبه .. وكيف لم يغض البصر عندمما رآها ..
ضرب بيداه على قلبه وهو يقول :أرجوك إهدأ .
-
تتأمل النافذه المطله على حديقة المشفى . .
منظر مبهج . . الأطفال بلباس المشفى يلعبون محاولون تناسي مرضهم . .
ومن هو برفقة زوجته . . والآخر على كرسي يتأمل المارين . . والآخر مع جدته . .
جميعهم هنا يعيشون حياتهم متعلقين بطرف من الأمل . . متناسين حزنهم ومرضهم . .
ليتني أصبح مثلهم . . أكيد ان كل واحد منهم يريد أن يعيش لاجل شخص ما . .
فمن منهم يريد أن يعيش لابنه او زوجته . . ومنهم من يريد أن يكمل حياته لنفسه . .
لكن أنا ؟ انا ليس لدي سبب . . لا أشخاص أود أن أعيش لأجلهم . . وليس لدي سبب لأن أعيش . .
أنزلت عينيها للكرسي المرافق لها . . لكن حتى ولو لم يكن لدي ولو سبب للحياه . . فمن المستحيل أن اعيش وانا على هذا الكرسي . .
يبدو اني سأمكث هنا الكثير من الوقت . . الطبيب قال أنه سيبدون العلاج بالتدريج . . ثم العمليه !
يقول ان ساقي ليست مستعده للعمليه الآن . .
سمعت طرق على الباب . . قلت بهدوء وانا اعلم من الطارق : أدخل . .
دخلت عمتي وهي مبتسمه . . قبلت جبيني وهي تقول : لا الحمد لله وجهك اليوم أحسن ان شاء الله دايم . .
لم أرد عليها اكتفيت بابتسامه . . وانا افكر . . لم لا اجعلها السببب الذي سأعيش لأجله . .
ابتسمت عندما قالت لي وهي ترى نافذتي مفتوحه . . : بدل من أن تتأمليهم من النافذه . . وش رأيك نطلع وتغيرين جو ؟
أجبت بالايجاب وانا احرك رأسي . . وضعت يدها على مقبضي الكرسي المتحرك . . لا شعوريا وضعت يدي البارده على يدها الدافئه . .
وابتسمت لها بحب . . حقا عندما أشعر بدفئ يديها أتذكر أمي . . أمي كانت دافئة مثلها وحنونه مثلها أيضا !
كم أفتقدك يا أمي . . أخذت نفس عميق وانا امنع دمعه متمرده من النزول . .
شتت نظري وانا انظر الى ممرات المشفى . . حقا المشفى كان كبيير جدا . .
والمرضى فيه من جميع الجنسيات والأعمار . . حقا ان اعاقتي تهون عند بعض الأمراض !
تمتمت " الحمد لله " . . ابتسمت ابتسامه عريضه وانا أرى الحديقة الواسعه . .
المليئة بالأطفال والمرضى . . تنفست بعمق . . أحسست بالحريه !
حقا من زمن لم أخرج من غرفتي . . الا لغرفة الاشعه او العلاج الطبيعي !
ذهبت عمتي لشراء غداء من المطعم المجاور للمشفى . . مع انه الطبيب منعني من هذه الأطعمه
الا ان عمتي تقول يوم واحد لا يضر . . كم أحبك يا عمتي !
كنت أحمل معي دفتر صغير . . اشتراه لي أخي الصغير عندما ذهب لاحدى الاسواق . .
وأهداه لي . . أخي انت ايضا افتقدك . . أفتقد ضحكتك ومرحك . . ازعاجك بالبيت وبرائتك . .
لَفت انتباهي . . فتاه تبدو بعمري تقريبا . . ووالدها معها ويطعمها بعض الكيك وهي تضحك . .
خرجت الدموع من عيني وانا أرى هذا المشهد . . أين انت يا أبي ؟ انا لا اعارض اعاقتي ان كنت معي . .
أبي هل تعلم لم أذق بعدك طعم السعاده . . حتى بوجود عمتي حولي الا اني اشعر بأني وحيده . .
أين انت يا أبي لتواسيني وتطبطب على كتفي وتقول جملتك التي تقولها دائما : ابنتي لا تيأس أبدا . .
ابنتك التي تحبها يأست . . ذبلت وذاب كل شعور جميل في قلبها . .
حقا أبي . . أحتاجك كثيرا !
وضعت كفيها على وجهها . . وهي تبكي . . تبكي بقوه . .
تلك الفتره كانت تشعر بالبرود . . تشعر ليس لديها قلب . . لم تبكي الا قليلا . .
تريد ان تبكي . . أن تصرخ . . لكن دموعها تمنع من النزول ..
ولكنها الآن بكت وبكت وبكت . . غير مباليه بالذين كانوا حولها بالحديقه . .
هدئت قليلا من نوبة بكائها . . وما زالت واضعه كفيها على وجهها !
سمعت صوت يقول لها بالانجليزيه : لو سمحتي . .
رفعت عينيها ببطئ . . وهي تبعد كفيها عن وجهها . .
رأت يده الممتده وهو حامل بها منديلاً !
أخذته منه وقالت بالانجليزيه : شكرا على اهتمامك . .
قال بابتسامه : لم أفعل شيئا . . سأخبرك الفتيات الجميلات لا يحق لهن البكاء . .
ابتسمت ابتسامه عريضه وانا امسح دموعي بالمنديل . .
رفعت عيناي له . . اندهشت من ملامحه ووسامته . .
قلت : شكرا لك مرة أخرى . .
ابتسم لي بلطف . . ثم أدار ظهره وهو يذهب لعجوز على كرسي . . تبدو جدته !
رفعت المنديل الذي كان شكله رائع جدا .. لونه سماوي وفي الزاويه مطرزه حروف اسمه
( Nasser Faris )
اندهشت جدا . . يبدو انه عربي الجنسيه . . كيف لم الاحظ ذلك
يبدو ان المنديل مصمم خصيصا له ويبدو انه غالي جدا . . لكن لماذا اعطاني اياه ؟
أدخلت المنديل بدفتري وانا أرى عمتي تأتي ومعها أكياس من الطعام . .
لم أهتم بالأمر كثير . . وصرت أكل وانا استمع لحديث عمتي الممتع . .
( أريج . . 18 سنه . . فقدت أهلها في حادث مروري . . بينما هي الوحيده التي سلمت لكنها لم تتمكن بعدها من المشي . .
ملامحها ناعمه جدا . . مما يجعلك لا شعوريا تتأمل ملامحها الناعمه . . التي وكأنها طفله رقيقه . . ببشرتها البيضاء الناعمه وشفاتها التوتيه . . )
-
في احدى أكبر شركات دبي ..
جالس على كرسيه الجلدي . . وبيده كوب قهوه !
وهو ينظر للنافذه المطله على شوارع دبي .. وفكره بعيد جدا . .
اقترب الموعد .. اقترب جدا . . غدا هو الموعد الذي غيرت كل حياتي لأجله . .
انا الذي تربيت في حضن والديّ .. كنت دائما من الأوائل في دراستي . . كانت امي تقول أني قلبي حنون جدا !
ليتك ترين قلبي الآن يا أمي .. مليئ بالبرود .. بالحقد . . والكره !
نسيت كل شي لأجل انتقامي . . حتى قلبي نسيته !
حتى اني كنت اتخاذل في صلاتي .. وأصبحت لا أصلي ..
لا أعلم متى آخر مرة صليت .. قبل أسبوع .. أو شهر . . لا أعلم حقا !
كان هدفي الوحيد هو . . كيف أنتقم منه .. كيف أخذ حقي منه !
كانت أمنيتي أن آراه يموت أمام عيني .. أن آراه يتألم وهو يحتضر . .
سمعت الباب يطرق قلت بهدوء : تفضل !
سمعت خطوات أحد يقترب .. أدرت الكرسي ..
ورأيت شاباً .. بعمر العشرينيات .. هيئته تدل على انه فقير جدا !
قلت باستغراب وانا أنظر اليه بقرف : من أنت ؟
قال باحترام : انا وليد ال(......) طال عمرك . .
نظرت إليه وقلت : من سمح لك تدخل ؟
رفع عيناه فجأه وقال : طال عمرك انا اللي أمس جيتك و...
قاطعته : اوووه عرفتك انت ذاك المنتف اللي أرسله لي عاصم .. ايه خطتنا بكرة بنسويها وأبيك تنفذها بحذافيرها ..
قال بخوف : بسس انا يا طال عمرك . . غيرت رأيي ومـ ...
وقفت بغضب وقلت : على كيفك هووو ؟ احناا اتفقنااا وخلاصص مو على كيفك . .
وليد : بس هذا ما يرضي رب العالميين...
غضبت .. أكره أحد يتكلم معي عن الحلال والحرام .. أنا أفعل ما أشاء . .
صفعته بقوه . . وقلت : قال ايش ما يرضي رب العالمين . .
أخذت سيجاره وقلت : شكلك نسيت أمك اللي بالمستشفى .. وتكاليف دراستك .. والديون اللي عليك . .
بس بما انك رفضت بكيفك ..خل امك تموت .. وانت تنسجن . .
رأيتهيمسك رجلي بترجي وهو يقول : بأسوي اللي تبي بس تعطيني الفلوس بالنهايه ..
أبعدته بقذاره . . وأنا منقرف منه . . : مو انت رفضت . .
وليد : لا خلاص غيرت رأيي انا غلطت بحقك أسف !
وبدأ يترجاني .. وانا أشعر باستمتاع عظيم . . ركلته بقوه حتى اصتدم بالجدار . .
مسكته من ياقته وقلت : عشان تعرف قدرك .. وتمشي على رأي أسيادك . . بكرة خطتنا تمشي . . وآخر شي يجيك اللي تبيه
لم يستطع الكلام لشدة الألم . . وفتح الباب وخرج !
تنهدت بعمق . . كل هذا ليس لشي . .
فقط . . لأبعد التفكير بأني سأضعف أمامها غدا !
أعتذر لأن البارت الأحداث فيه قليله جدا ..
لكن أحببت أن اعطيكم فكره قبل الغوص في الأحداث المهمه ..
مثل سديم وكيفية عملهاعلاقتها مع أبيها
جوري .. جامعتها وأصدقائها ..وتحقيق حلمها !
هنادي ..وذلك المجهول الذي يرسل لها . . و تعرفها على عائلة بدريه سيجلب لها الكثير من المتاعب
سحر والمجهول .. هل هو بداية حب ام موقف عابر ؟
الشخصية الجديده والمفضلة لدي " أريج " . . فقدانها لعائلتها واعاقتها . .
وذلك المنتقم !
-
موعدنا الأسبوع القادم . .
أتمنى أشوف تشجيع وردود !
تحياتي لكم !
|