المنتدى :
خواطر بقلم الكتاب العرب والعالميين
لو ترجعين ( فاروق جويدة )
ما عدت أعرف
أين أنت الآن يا قدرى
و فى أى الحدائق تزهرين
فى أى ركن فى فضاء الكون
صرتى تحلقين ...
فى أى لؤلؤة سكنت بأى بحر تسبحين ..
فى أى أرض
بين أحداق الجداول تنبتين ...
و أى الضلوع قد احتوتك
و أى قلب بعد قلبى تسكنين
* * *
ما زلت أنظر فى عيون الشمس
علك فى ضياها تشرقين
و أطل للبدر الحزين لعلنى
ألقاك بين السحب يوما تعبرين ..
ليل من الشك الطويل أحاطنى
حتى أطل الفجر فى عينيك نهرا من يقين
أهفو إلى عينيك ساعات
فيبدو قيهما
قيد ... و عاصفة ... عصفر سجين ...
أنا لم أزل فوق الشواطىء
أرقب الأمواج أحيانا
يراودنى حنين العاشقين ...
* * *
فى موكب الأحلام ألمح ما تبقى
من رماد عهودنا ...
فأراك فى أشلائها تترنحين ...
لم يبق منك
سوى إرتعاشة لحظة
ذابت على وجه السنين
لم يبق من صمت الحقائب
و الكئوس الفارغات سوى الأنين ...
لم يبق من ضوء النوافذ
غير أطياف تعانق لهفتى
وتعيد ذكرى الراحلين ...
مازلت أسأل ما الذى
جعل الفراشة تشعل النيران
فى الغصن الوديع المستكين ...
ما زلت أسأل ما الذى
جعل الطيور تفر من اوكارها
وسط الظلام ...
و ترتمى فى الطين ...
* * *
ما عدت أعرف
أين أنت الآن يا قدرى
إلى أى المدائن ترحلين
أنى أراك
على جبين الموج ...
فى صخب النوارس تلعبين ...
و أرى على الأفق البعيد
جناحك المنقوش من عمرى
يحلق فوق أشرعة الحنين
و أراك فى صمت الخريف
شجيرة خضراء ...
فى صحراء عمرى تكبرين
و يظل شعرى
فى عيون الناس أحداقا
و فى جنبى سرا لا يبين ...
لم يبق من صوت النوارس
غير أصداء تبعثرها الرياح فتنزوى
أسفا على الماضى الحزين ...
أنا لم أزل بين النوارس
أرقب الليل الطويل
أشتهى ضوء السفين
ما زلت أنتظر النوارس
كلما عادت مواكبها
و راحت تنثر الفراح فوق العائدين ...
* * *
ما عدت أعرف
أين أنت الآن يا قدرى
وفى أى الأماكن تسهرين ...
العام يهرب من يدى ...
ما زال يجرى فى الشوارع
فى زحام الناس منكسر الجبين
طفل على الطرقات
مغسول بلون الحب
فى زمن ضنين ...
قد ظل يسأل عنك كل دقيقة
عند الوداع .. و أنت لا تدرين
بالأمس خبأنى قليلا فى يديه ...
و قال .. فى صوت حزين ..
لو ترجعين ...
لو ترجعين ...
لو ترجعين ...
مما راق لى || زهور الندى
أرجو أن تنال إعجابكم
|