كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
"كم عمرها ؟"
سألت بهدوء وعيناها الناعمتان تدلان على الشفقة , صوتها هادىء ومقنع.
رفع روس , عيناه داكنتان لا يمكن سبر غورهما .
"ستكون في الثامنة عشرة بعد شهرين ."
قال وهو يعض على الكلمات .
"إنها امرأة يافعة إذن , وليست طفلة ." قفزت جيسمي خائفة , بينما يد روس تنقر على الطاولة , بغضب .
"يجب ان تقولي ذلك ! كم عمرك ؟ عشرون , اثنتان وعشرون ؟ لاشك , أنت تظنين إنك ناضجة ."
قال بشكل لاذع .
"أنني في الخامسة والعشرين ."
أجابته بجفاف :
" وفي الوقت الذي بلغت فيه الثامنة عشرة كنت أعمل منذ سنتين , لم أحصل على رفاهية التعليم لمدة طويلة ." قالت بلهجة جافة .
"سوف تبقى طفلة طالما ابقيتها في المدرسة . إن سارة امرأة يافعة . لقد حكمت عليها ! كلا , ليست كذلك , ولكنها تحب ان تكون كذلك ."
قالت بصوت عال .
"انظري الى هذه ." قال وهو يخرج صورة فوتوغرافية من جيبه الداخلي ويضعها على الطاولة . التقطت جيمسي الصورة ,إنها بنت صغيرة الجسم قاتمة العينين , خصل من شعرها الاشقر الرائع تنساب على وجهها وتزيد من تركيز الالوان في عينيها .
"هل تبدو كبالغة ؟ كلا , ولم تتصرف كذلك . لقد أرسلتها الى فرنسا لان سمعتها في المدارس البريطانية منعتها من الالتحاق بمدرسة لائقة ."
منتديات ليلاس
قال بتعب , وهو يعيد الصورة بعناية إلى محفظته وعيناه قاتمتان ومكتئبتان .
"ولكن بالتأكيد ..."
قالت جيمسي , وهي تفكر كم سيكون والداها قلقين عليها .
"سوف تعود , دائما تفعل , لكن أنا أرفض ."
ضرب قبضته المطبقة بإحكام بعنف على الطاولة تاركا العنان لغضبه .
دهشت جيمسي لقوة اعتقاده من أنها ستعود . لم تر أحدا من قبل غاضبا بشدة , على هذا النحو , ادركت بغريزتها أنها فقط رأس جبل من الجليد .
"افترض أنها قامت بذلك من قبل ؟"
قالت في محاولة لتهدئه , أسودت عيناه , أنهما تشعان بألوان متغيرة .
"في كل مرة كانت تحاول شيئا متفردا , في مرة ذهبت مع رفاقها وفي الثانية ذهبت في رحلة تزلج وفي أخرى صممت انها بغير حاجة للتعليم , وأردات ان تقوم برحلة طويلة حول العالم , تنتقل من سيارة إلى أخرى ."
هز رأسه من جانب إلى آخر . بدا متعبا .
وبغريزتها مدت جيمسي يدها نحوه .
" هل تعلم أين هي ؟"سألت .
"سارة , أعتقد ,انها دائما تذهب الى هناك . تبقى لمدة اسبوع ,لأثارتي ثم تعود بعد ذلك كالولد المبذر ."
"حسنا , ولكن هل أنت متأكد ..."
ابتدأت جيمسي , ولكن نظرته العميقة , اسكتتها على الفور . انهيا الوجبة بتناول القهوة حول المدفأة . وانتابها شعور هش من الامان والهدوء , جلسا يجاهدان نفسيهما بهدوء أمام النار , ولكن دقا خشنا على الباب أيقظ كلاهما من استغراقه في تفكيره الذاتي .
قفز روس بسرعة خفيفة واتجه نحو الباب وهي تدعو بسرها ان تكون هناك أخبار جيدة . استطاعت أن تسمع المناقشة قبل وصول روس إلى الباب . صوته كان باردا وقويا وصوت الزائر غير المرئي لا يقل عنه عنفا وضراوة .
|