كاتب الموضوع :
Eman
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 225 - أريد حياتك .. فقط ! - ميشيل ريد
أطلقت زفرة مقصودا بها تبديد ضيقها، ولكنها بدت فقط مشحونة بالمشاعر. وبدأت أصابعها الممدودة إليه ترتجف فسارعت تسوي بها المنشفة الملتفة حولها، وقالت:"سأصاب بالبرد إن بقيت هنا واقفة بهذ الشكل".
وأخذت ترتجف فعلا، رافضة التفكير في ما إذا كان السبب البرد أو شيء آخر. وهذا السبب مهما كان، شغله عن إغاظتها لها، فاستقام في وقفته بسرعة وخلع سترته ووضعها حول كتفيها المبللتين.
شهامته الغريبة هذه أوهنت دفاعاتها، فاغروقت عيناها بالدموع وقالت ضارعة:"لا تشاركه اللعب لويس".
قال وهو يأخذ منها ثوبها وحذاءها:" أعطيني هذا وأدخلي ذراعيك في الكمين وانزعي المنشفة المبتلة هذه . . "
هذا يعني أنه يرفض الإصغاء إليها، وتملكها اليأس وأطاعته دون تفكير، دافعة ذراعيها في كمي سترته، شعرته بدفء البطانة الحريرية على جلدها الرطب البارد، وغمرتها رائحته فجأة. وقالت بصوت مختنق:
"ظننتك ستساعدني، ولكن مافعلته هو جعل الأمور أسوأ فأسوأ".
-الجنون يتجاوب فقط مع جنون أشد منه. الطريقة الوحيدة لمنعه الليلة من الاستمرار في المقامرة، هي إعطاؤه سببا جيدا للتوقف، وهكذا سنلعب خلال ساعة، بعيدا عن الفندق، لأنني لست . . .
قاطعته كارولين مادة يديها تضغط بهما على صدره بضراعة وألم:
"أرجوك لاتفعل هذا! كيف يمكنك أن تفعل هذا بي مرة أخرى؟"
لكن لويس لم يصغ إليها، بل كان يحدق في يديها الضاغطتين على صدره، ثم مد يديه يغطي بهما يديها، وإذا بها تشعر فجأة بحرارة جسده وقوة عضلاته وخفقات قلبه القوية تحت ذلك كله.
هذا القلب الذي كانت تعلم كيف كان يخرج عن طوره عندما ضمها إليه.
جف حلقها، فقد عادت المشاعر تحتدم بينهما. وتحركت يداه تاركة يديها ليشدها إليه وتلامس جسداهما، وصدرت عن كارولين شهقة:
- لا . .
تأوهت عندما جرؤت على النظر إلى عينيه الملتهبتين، لكنه لم يجب، لقد فات الأوان على كل حال، لأنه أخذ الآن يعانقها . . يعانقها كعاشق . . يعانقها بعنف وعمق كادت تتحطم معه.
فكرت والدموع في عينيها، في أنها افتقدته حقا . . افتقدت مقدار تأثر أحدهما في الآخر . . وتحركت أصابعها من فوق قميصه إلى وجهه تتلمس تقاطيعه, فتجاوب هو بزفرة شدد من احتضانها بشكل انطلقت معه حواسها.
كانت تعلم أن هذا جنونـ لكنها في هذه اللحظات القصيرة، أدركت أن لويس هو لها، وأنها تمتلكه. فإذا قالت له : مت لأجلي يالويس، فسيموت.
ولكن الأهم والأغرب أنها هي أيضا مستعدة للموت من أجله.
-لويس . .
همست بذلك في أذنه، وكان لهذا الصوت الهامس الرقيق تأثير بالغ فيه.
وسخرت من نفسها . . ذلك أن لويس هو نقطة ضعفها، كما القمار نقطة ضعف أبيها، فالإدمان على شيء يدوم العمر بطوله، قد ينقطع الشخص سنوات عما أدمن عليه ولكن هذا سرعان ماينفجر لدى أقل رشفة. وكانت هي ترتشف الآن ما أدمنت عليه . .
لقد أيقظ عناقه في أعماقها حبا هجع طويلا في عقلها الباطني فهو أول شخص أحبته بل هو الأول والأخير . . الرجل الذي لم تحب سواه، الرجل القادر على سلبها روحها إذا أراد، إنه حبيبها الوحيد , , ولكنها تمنت ألا يشعر بما تشعر به . . وألا يدرك أن تجاوبها القوي هذا دليل على أنه الرجل الوحيد الذي أحبته.
نسيت في خضم هذه المشاعر أنه الرجل الذي دمرها ذات يوم، وغدر بها بشكل لم تستطع الشفاء منه. لم يعد يهمها أبوها. وماسيقدم عليه، ولم يعد يهمها أن لويس قد يغدر بها مرة أخرى.
كانت في الواقع، من الضياع بحيث لم تفهم معنى القرع على باب قاعة البركة الذي تصاعد، حتى استقام لويس فجأة ثم سار ومازال يحتضنها نحو الباب بشقه.
أخذت تشعر بالذعر من قوة العاطفة والمشاعر التي تجمع بينهما، سبع سنوات مرت على فراقهما وهاهما يلتقيان ويتدفقان شوقا إلى بعضهما بعضا وكأنهما جائعان وقعا على وليمة.
بدا لها هذا عملا من البذاءة والعار، وهذا ماجعلها تدس وجهها في كتف لويس خجلا، داعية إلى الله ألا يكون الطارق أباها.
قال صوت لم تسمعه من قبل بلهجة أمريكية كلويس:"كل شيء جاهز أمامك نصف ساعة".
-لا بأس.
قال لويس ذلك بخشونة ثم عاد يغلق الباب بسرعة، ثم أبعدها عنه بحزم صدمها.
|