كاتب الموضوع :
Eman
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana |
11- رحيل الماضي
اول مافكرت فيه كارولين هو ان تنظر حولها لترى إن كان رآهما احد وهما ينطلقان بسرعة , ولكن لم يكن هناك غيرهما في هذه الناحية من الجدار.
- هذا غباء يا فيليب, لا ادري ما الذي سنستفيده من هذا.
قالت هذا محاولة السيطرة على خوفها , فأجاب " الرضاء"
ثم انعطف الى اليمين, وبدلاً من سلوك الطريق الذي يتخلل القرية , اخذ يسير بسرعة بين صفوف الاشجار المثمرة الضيقة , كان عملاً يقف له شعر الرأس.. تمسكت كارولين بمقبض الباب, وكان جسدها يجفل كلما احتكت غصون شجرة بالسيارة .
منعطف آخر, ثم اخذا يسيران بمحاذاة جانب الوادي على طريق لم تعرفه من قبل, وخلال واي دارا حول القرية واتجها الى الجبل, وبقلب يخفق بعنف , ويدين ترتجفان, تناولت حزام المقعد ووضعته حولها.ريحانة
هز فيليب كتفيه فقط وهو يستدير بالسيارة حول احدى المحنيات الحادة في الطريق الضيق , وبعد لحظات كان الوادي بأجمعه مكشوفاً امامهما.
رأت القصر يسبح في الضوء ورأت الناس حتى وهم يرقصون او يقفون جماعات في انحاء المكان , يتحدثون. اخذ قلبها وهي تحاول ان ترى شكل لويس المميز ولكن فيليب استدار بالسيارة بحدة في اتجاه آخر.
بعد منعطف آخر اصبح القصر على بعد ساحق, واذهلها ان ترى العلو الشاهق الذي بلغاه . منحنيان آخران حادان ويصلان الى المكان الذي يصبح فيه الطريق ممراً خطراً بين الجبال.منتديات ليلاس
إنها لا تريد الذهاب الى هناك مع فيليب , لا تريد ان يقود هذا الرجل المجنون السيارة بمثل هذه السرعة الجنونية على ذلك الجزء الفظيع من الطريق الذي كانت حافته عبارة عن انحدار رأسي , نحو واد ضيق, يبلغ عمقه مئات الأمتار.
صرخت به وهي ترتجف" اوقف السيارة يا فيليب, المزحة هي مزحة , واذا كان هذا يعجبك , فأنا .. خائفة , لكنني اريد منك ان تقف لأنزل"
قال ساخراً :" وتعودين سيراً على الأقدام؟ في هذا الثوب وهذا الحذاء العالي الكعب؟"
- نعم, اذا اضطررت لذلك.
لم تكن تهتم مادام سيسمح لها بالذهاب من هنا.
دار فجأة حول منحنى حاد آخر , فتصاعد صرير العجلات ثم دارت بسرعة تشبثت كارولين بمقعدها رعباً , وكادت تصرخ عندما لم تعد ترى امامها سوى شيء أشبه بجدار حالك السواد.منتديات ليلاس
قفز قلبها رعباً , وظلت على هذا الحال حتى ادركت انهما لن يسقطا عن الجبل , وإنما كانا , في الواقع متوجهين نحوه مباشرة .
- لابد انهم افتقدوني الآن.
وجربت بقنوط طريقة اخرى " سيفتقد لويس سيارته, ولابد انه قادم خلفنا, اتظنه لم يلاحظ انوار السيارة ونحن نصعد ؟ انزلني هنا, فيليب وستكون لديك فرصة للهرب! امض في طريقك حتى يدركنا ويقتلك اقسم بذلك!"
قال ضاحكاً" بدأت تخافين, أليس كذلك ؟"
ثم استدار بالسيارة حول منعطف آخر في الطريق.
كان يقود السيارة بعدم اكتراث جعلها تقع على كتفه, وفي الوقت الذي اخذت فيه تستقيم في مقعدها, كانت تنظر الى النجوم وهي تتألق بين جدارين اسودين مشرقين, وادركت بذعر انهما وصلا الآن الى ممر جبلي ضيق, وصرخت بصوت حاد " فيليب! توقف عن هذا , توقف!"
|
مشكورة
|