وعندما أومأت كارولين , أومأت هي ايضا , وكان هذا كل شيء , لقد فهمتا , فإن قرأت كارولين اليوميات , فهذا يعني انها تعلم بأن حياة لويس في احياء نيويورك القذرة الفقيرة لم تكن اسهل من حياة فيليب الذي عاش هنا مع أب يزدريه ومع أم سجنت نفسها في سجن من المشاعر والندم عما فعلت , ثم قالت كونسويلا " سنرحل من هنا الليلة "
جعل قرارها هذا كارولين تنظر اليها بقلق.
- انت لست مضطرة لذلك , يا كونسويلا, فهذا بيتك , وهو بيت فيليب , ألا يمكننا , على الأقل , ان نعيش هنا معاً؟
- لا.
وهزت كونسويلا رأسها" في الواقع , سأكون مسرورة برحيلي , لقد حان الوقت لكي نبدأ حياة خاصة بنا"
وافقتها كارولين على ذلك لأسباب كثيرة , ففيليب بحاجة للابتعاد عن هذا المكان, وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يتعلم بها التخلص من شعوره بالمرارة , نبه صوت سيارة اخرى قادمة كارولين الى عودة الآخرين , وكان اهتمامها الفوري هو إبعاد لويس عن الردهة قبل ان يدخل رجاله فيليب اليها.
تركت كونسويلا وعادت الى لويس, كان عابساً كبير الحجم وهذا ما جعل عينيها تغرورقان بالدموع وهي تسير عائدة اليه ثم التفتت الى زوج عمة لويس , قائلة " فيليب بحاجة اليه أكثر مني دكتور"
مضت لحظة بدا فيها وكأنه سيناقشها , لكن نظرة منه الى لويس جعلته يغير رأيه ويومئ بالايجاب , ثم عانقت أباها وقبلته قائلة بهدوء" أراك غداً"
لقد فهم هو ايضاً انها صرفته , ووقف ينظر اليها وهي تضع يدها النحيلة في يد لويس الخشنة , قبل ان يصعدا السلم.
وخلفهما , لم ينطق احد بكلمة .
منتديات ليلاس
اخذها لويس مباشرة الى الجناح الخاص بسيد القصر, كانت غرفة ضخمة فسيحة مليئة بالأثاث المزخرف والتحف الأثرية , وما إن نغلق الباب خلفهما حتى شعرت كارولين بردة فعل عكسية, إذ ضعفت ساقاها فجأة فسارت الى اقرب كرسي تهبط عليه وهي ترتجف .
دخل لويس الى الحمام , وبعد عشر دقائق سمعت صوت جريان الماء , وعندما عاد الى الغرفة , رآها جالسة وقد اخفت وجهها بين يديها. توتر فكه, ولكن كان هذا كل مابدا عليه من ردة الفعل وهو يأتي ليقف بجانبها , ثم انحنى برفق ليرفع الإكليل والنقاب عن شعرها قبل ان يعود فيأخذها بين ذراعيه , ثم قال ملطفاً الجو " آه , ما أجملك !"
لكنها لم تتجاوب مع هذا . فحملها الى الحمام متوتر الشفتين عابس الوجه, اوقفها على قدميها ثم ادار ظهرها اليه لكي يستطيع فك الأربطة الحريرية التي تمسك بالقسم الأعلى من ثوب الزفاف.منتديات ليلاس
- إن لم تبدئي بالحديث معي , فسأغضب.
إنفكت الأربطة وانزلق الثوب فارتفعت يداها تمسكه وتستدير لتواجهه بحدة " لويس!"
التهبت عيناه , فالغضب البالغ الذي طال كبته تفجر الآن من هاتين العينين المتألقتين السوداوين المحرقتين, ثم حملها ليعانقها.
وعانقها عناقاً مدمراً, ورفعت ذراعيها تحيطان بكتفيه العريضتين, لم تعد تهتم الآن بانزلاق ثوبها او بساعديه اللذين يهددان بتحطيم ضلوعها. فالمهم الآن هو شعورها به يرتجف ويحاول استعادة سيطرته على نفسه امام المشاعر التي اخذت تتدفق منه.
قالت " احبك , لشد ما احبك , لكنني أكره تحفظك هذا!"
- إما ان اسيطر على نفسي و إما ان ادمرك .
وكان معنى هذا , يعني كل كلمة قالها مهما بدت خيالية , اخذ يقبلها, موقفاً كل حديث آخر, فالعمل, في هذه اللحظة , أهم كثيراً بالنسبة اليه من الكلام .