كاتب الموضوع :
Eman
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 225 - أريد حياتك .. فقط ! - ميشيل ريد (الفصل الرابع)
تمتم لويس وكأنه لم يلحظ الازدراء في لهجة المرأة المسنة: "المعذرة عمتي "بياتريس" لكنني كنت واثقا من أنك ماكنتي لترغبي في تفويت هذه الحفلة الخاصة بعدما تعرفين السبب"
سألته بفضول: " سبب . . أي سبب؟"
أجابها بلهجة ذات معنى، مدغدغا حواسهم بكلمات مختارة: "إنه احتفال، احتفال لحسن حظي"
في اللحظة التي قال فيها هذا، شعرت كارولين مرة أخرى، بذلك الضيق في صدرها، بسبب توقع ماسيحدث، نزلت يد لويس من ظهرها إلى خصرها، ولكنها لم تعرف ما إذا كان هذا دليلاً على التحذير أم الدعم، وفي هذه الأثناء ارتفع رأس أبيها وتسمرت عيناه بحدة على ابنتيه.
كان لويس يقل بجانبها: "أحضرتكم جميعاً إلى هما حسب تقاليد أسرة فازكيز لأعرفكم إلى الآنسة كارولين نيوبري، السيدة التي وعدتني بأن تكون عروسي . . و"الكونتيسة" العتيدة.."
بعد هذا البيان، صعب القول من هو الأكثر ذهولاً، أسرته أم كارولين ذاتها,, إذا كانت تترنح وقد فقدت اتزانها لسنعاها هذا الخبر: "كونتيسة" لويس العتيدة، يعني أنه هو "كونت"
خفق قلبها بعنف وعمت الصدمة كيانها، وعندما رفعت رأسها ونظرت، لم ترى سوى وجوهاً مطأطأة الهامات، كان هذا فظيعاً، الوضع كله كان فظيعا للغاية، ليس لها بل للويس، أليس عند أي واحد من هؤلاء القوم لكمة جميلة يقولها له؟ ألا يمكن لهم، أن يتظاهروا على الأقل، بالسرور لهذا الخبر؟
وهناك بعيداً عن الآخرين، كان أبوها جامد الوجه . . فقد فهم بسرعة ماحدث، فهو وإن كان غارقاً في ذاته معظم الوقت ليس غبياً أبداً، علم أن إعلان لويس عن زواجه بابنته، يعني أنها باعت نفسها له بثمن هو ديون أبيها.
-لا.
رأت فمه يشكل كلمة الاستنكار هذه، فخنقتنها العبرة، فجأة انبرى صوت واحد مخترقا هذا الصمت,
وتقدمت امرأة بسن أبيها تقريبا: "تهاني، ظنناك أحضرتنا جميعاً إلى هنا الليلة لأنك تريد أن تتخلى عن لقبك وتعود إلى أميركا!"
بل كانوا يأملون ذلك، هذا مافكرت فيه كارولين في ذهنها وهي تلاحظ تغير جو الغرفة من العداء الخفي إلى البهجة المصطنعة، وبعد ذلك، أغرقتهما أمواج التهاني ووجدت نفسها تجاهد في الصمود أما الأسماء والمعانقات، ودار النادل ، مدير اللعب سابقاً، يناول أكواب شراب الورد لمن يرغب في المشاركة في التهنئة.
بقي والد كارولين بعيداً عن هذا كله.
كان يحدق فيها وكأنما زالت عن عينيه غشاوة فأصبح يرى بوضوح للمرة الأولى منذ سنوات على مايبدو . . أخافها ذلك . . أخافتها تلك النظرة، وانقلاب لون وجهه إلى اللون الأغبر ثانية بعد أخرى.
-لويس . . أبي.
تمتمت بذلك وهاتف يهتف بها أن شيئا رهيبا على وشك الحدوث، ولكن عندما انتبه لويس إليها، تملكها الرعب وهي ترى أصابع أبيها تفلت كوب الشراب ويسقط على السجادة.
-لا، ياأبي، لا.
صرخت بذلك وهي ترى وجه أبيها يتجعد ألما، بينما ارتفعت يده تتشبث بصدره قبل أن يبدأ بالانهيار.
** ** ** ** **
تم الفصل الرابع
|