كاتب الموضوع :
فضاء ..
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: رومانسية قلوب متوحشة
░▒▓░▒▓░▒▓♥ ×♠♣× ☠ + ☠ ×♣♠× ♥▓▒░▓▒░▓▒░
رومــانــســيــة قــلــوب مــتــوحــشــة
الكـــاتــبــة : فــضــاء
_31_
░▒▓░▒▓░▒▓♥ ☀ ♣ ☠ + ☠♣ ☀ ♥▓▒░▓▒░▓▒░
النَّاسَ فِي بِسَمْتِيِ بِالْحِيَلِ منخدعة
... ........... ....ياكــم وراها طُفِيـتِ الــنّـَارَ بانفاسي ..
بَعْضُ المواجع لَهَا ما تنـفع الْفُزَعَةَ
... ........... ....كُلَّمَا جَرَّعَتْ الْحُزْنُ رَدَّ امتلا كَاسِي ..
عَوَّدَتْ نَفْسُي اساير هَزَّةَ الْفجعَةِ
... ........... ....وان دَسْتَ جَمْرِ الزَّمَنِ ما ينحني رَاسِي ..
*" ذياب الْمَزْرُوعِيِ "
█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█
مايا
الى جانب الخوف و الرعب .. شعور با الغضب ..
تقف مترقبة .. هي متأكدة اغلقت جميع الأبواب جيدا ..
لكنها الان تسمع صوت خطوات .. و قبلها صوت تهشم زجاج ..
دخل من احد النوافذ كلص ..
كيف تجرئ .. الحقير النذل .. المجرد من الاخلاق ..
كيف احبته .. رجل باعها بأول موقف .. جرحها و افقدها ثقتها با الجميع ..
و هاهو الان يحاول الاعتداء عليها .. يلاحقها كعذاب دائم ..
هي لا تستحق هذه الحياة .. يحيى كمعذب واحد يكفي .. لا حاجة لشخص اخر ..
اتصلت بباسل لكل لم يحضر الى الان ..
كانت تقف بصالة ثم غيرت رأيها .. لتتحرك للمطبخ ساحبة لأحد السكاكين ..
بوقت سابق عندما دخلت المطبخ فكرت بصنع كوب من الكوفي ..
لكنها غيرت رأيها .. و نسيت اطفاء الغلاية ..
عينيه اصطدمت با الغلاية فيما الخطوات تقترب .. تخلصت من السكين ..
امسكت با الغلاية و انتظرت خلف الباب .. بعد ان تأكدت من دخوله خرجت ..
كان سعود شخصيا .. يقف بثقة بمطبخها .. و يحمل قارورة بأحد يديه ..؟؟
لم تهتم .. الشعور با الخوف و الرعب اعماها لتسكب ماء الغلاية عليه ..
الماء الساخن اصاب كامل وجهه ..
صرخ متألم .. متقلب على الارض مذعور مما سكب عليه ..
صرخ .. ثم صرخ .. حاول الوقوف ثم تهاوى ..
انخفض الصوت .. و تباطأت الحركة .. ثم استحال الى انات موجوعة ..
في هذا الوقت اهتز هاتفها الموضوع بجيبها ..
لم تعد تميز المكان و الاجواء ..
تنفسها اضطرب .. و ضربات قلبها تدوي بإذنيها بصوت عالي ... و يديها تهتز مرتجفة ..
ردت و هي تلتقط السكين من جديد في حال احتاجتها ..
ليصلها صوت باسل : انا امام الباب ..
ركضت بسرعة مبتعدة عن المستلقي .. فتحت الباب ليدخل بسرعة ..
نحيل طويل , يرتدي قميص اسود بدون اكمام و بنطلون رياضي بيج قطني ..
تحدثت باكية بقبضتها السكين : حرقته .. بماي حار ... دخل من الشباك .. كان يراقب البيت له ايام
..
انتزع السكين ببطء .. و هو يحشرها بأحد جيبيه ..ثم نحا مايا ..
غير مبالي بشكلها ..
ليفتح الباب من جديد.. لتصدم بان هنالك كان صوت طرق لم تسمعه بسبب بكائها ..
دخل شاب اخر عريض ملثم عينه بحثت بعطش ثم استقرت على باسل
ليتحدث بخشونة " إلياس " : تركتني وراك ... ليه ما انتظرت ..
باسل و هو يتقدم لتختبئ خلفه متحدث مع الشخص الاخر : زين هي تصرفت قبل وصولنا .. وينه
مايا ؟!
ردت بصوت مهتز : في المطبخ ..
تحرك الشاب الاول فيما هي تذكرت شيء اخر " بأخر مرة رأت ممدوح مع باسل و المحترق با
الداخل هو سعود اخ لممدوح .. هل القادم مع باسل هو ممدوح ؟"
سألت بشك : هذا ممدوح ؟
رد مستغرب : لا .. تعرفين ممدوح ؟
بصوت مختنق : ممدوح اخو سعود ...
لم يتحدث .. تقدم و هي تتبعه وقف على مدخل الفيلا و هو يحدثها دون النظر لها : تغطي و تعالي ؟
ابتعدت و هي تلاحظ متأخرة ملابسها المكشوفة ..
فيما هو تقدم ليدخل المطبخ ليجد إلياس يقف بجوار الجسد المغمى عليه ..
إلياس بغير رضا : مو مفروض تدخلك با الموضوع .. لو اتصلت با الشرطة .. هذا دفاع عن النفس ..
و بنظرات حذرة بإرجاء المكان : أو قالت لزوجها او ابوها مصير الكل يعرف ..
لم يرد باسل و هو يركل المستلقي بقدمه عندما لاحظ الزجاجة الساقطة بجوار الرجل ..
انحنى ليلتقطها و هو يتفقدها .. لكن لم يعرف ماهيتها ..
أخذها إلياس لتتغير ملامحه لصدمة و هو يتحدث : موية نار .. أسيد ..
كان على وجه باسل علامة استفهام ليشرح إلياس : مادة حارقة ..
بحقد باسل : الكلب الجبان ..
صوت الشهقات الباكية من الخلف اعلنت عن تواجدها و سماعها لما قيل " مايا "
فيما اعلن باسل و هو ينحني ليبحث بجيب الرجل حتى استخرج مفاتيح السيارة ..
ثم عاد للوقوف و رفس المستلقي و هو يحدث إلياس : ضروري نخرج بسرعة ..
انحنى إلياس ليحمل الرجل بصعوبة على كتف واحد ككيس ضخم ..
فيما تقدم لها باسل : كنتي عن مية رجال ..
اشارت للمرفوع بفم مرتعش : باسل كان ناوي يشوهني .. هذا كان سعود .. باسل هذا .. هذا .. حبيته
اكثر من حياتي .. هذا .. انا خفت اقول لزوجي عشان لا يأذيه .. ليه .. ليه .. يسوي كذا ..
افترشت الارض ساقطة : ليه يعذبني .. و انا ما اذيته .. لأخر لحظة كنت متمسكة فيه .. هو اللي
باع .. هو اللي تخلى ..
هزت رأسها لترفع رأسها بعينين نظرها مغشي بدموع : كنت مستعدة ابيع اهلي لعيونه .. كان فرحي
و حلمي .. ليه .. ليه
اقترب ليجلس و هو يعرف ان الوقت يمضي و يجب ان يغادر سريعا : فراقه خيرة .. ارفعي راسك ..
نظرت له فيما هو ابتسم مشجع : انتي قوية .. لا سعود .. و لا يحيى .. لا حادث اختطاف .. و لا
غيرها تهزك ..
نشجت فيما اضاف و هو يقف : تأذيه افضل من يأذيك .. اوعدك ما يضايقك مرة ثانية ..
تحرك مبتعد لتقف مرتعشة و هي تردد : اسفة .. اسفة .. بس انت اول واحد طريت على بالي ..
اشار لها على شفتيه لتصمت و هو يتحدث مغادر : ما فيه اخت تقول لأخوها اسفة .. انا سندك .. و لا
تترددين تطلبين مساعدتي ..
خرج ليجد إلياس بسيارته و قد رمى جسد الرجل با المرتبة الخلفية
تحدث بقسوة باسل و هو ينظر له : كنت راح اقترح ترميه با الصندوق الخلفي ..و ليه شلته .. لو
جريته من رجله ..
تحدث إلياس بحزم : اركب سيارته و اتبعني ..
°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°
باسل
يقود سيارة " سعود " فيما إلياس يقود بصحبة سعود با الامام ..
كان إلياس قد حصره بسيارة بوقت سابقا طالب بعض المعلومات ..
و لان كان مستعجل ليلحق على مايا اخبر بصدق ..
معلومات لم يطلع عليها حتى الطبيب المختص بحالته ..
و لم يتركه حتى بعد اخذ المعلومات إلا بعد إن اقسم ان يقدم له خدمة با المقابل و الخدمة التي يريدها
إلياس يعرفها تماما ,
توقفا بمكان مهجور .. هبطا ليقترح إلياس : انا اقول نتركه هنا ..و كذا يكون الموضوع خالص ..
باسل بنظرة متوعدة : لا ..
إلياس بمحاولة جادة : لا تورطنا اكثر .. هو اخذ جزاه .. و أكثر ..
باسل بسخط : لو هو سوا ها الحركة مع اختك .. راح يكون لك نفس الرد ..
إلياس بعد صمت و هو ينظر ل سعود : وش ناوي عليه ؟!
باسل ببسمة مائلة لم تغير شيء من الوجه المتوعد و هو يخرج القارورة و التي احضرها سعود : ليه
ما نخليه يشرب من نفس الكاس اللي كان راح يشرب مايا
إلياس بعد ان نظر لسماء بعجز تقدم لينتزع القارورة : راح انفذ ..
باسل لم يقاوم السخرية : انت عندك خبره .. قتلت قبل كذا .. فــ هين تشوه ..
لم يرد إلياس ..
كانا اخرجا الرجل من السيارة و بداء بمحاولة حتى يستيقظ .. و اخيرا افاق ليجد ..
شابين ملثمين يقفان ..
ليسأل باسل بصوت مفخم : وش كنت تسوي .. تعرف ان قتلك حلال ..
ليرد سعود برعب : هي اللي قالت لي .. هي اللي اتفقت معي
باسل بسخط و هو يرفس بعنف : لا يا الكذاب .. لو هي متفقة معك ليه ما فتحت لك الباب ليه قفزت
فوق السور .. و ليه دخلت من الشباك .. و ليه احرقتك .. و ليه اتصلت فيني و قالت لي ..؟!.. و ليه
انت كان معك هذا ..
و اشار للأسيد ..
تلعثم ثم بداء با الانين : مايا ناوية ترجع لي .. مصيرها لي ..
هبط ليمسك بوجهه : أنت اللي طلقتها .. و اللحين هي متزوجة .. و عايشة حياتها ليه نشبت لها .. ؟!
نظر برعب .. هذا زوج مايا .. و الشخص الاخر ربما احد اقاربه .. و قد امسكا به ..
و احدهما يمسك با القارورة .. بكى كطفل صغير خائف
ليصرخ به إلياس بصوت مرعب : اص و لا نفس ..
تقدم إلياس فيما عاد للوقوف باسل : تعرف كنت ناوي اشوه وجهك لكن هي سبقتني ..
ثم هبط بعينيه حتى وصل لوسط الرجل : و كنت راح احرق لك مناطق حتى ما تشكل تهديد على
المجتمع .. لكن يمكن اتسبب بعقمك .. و فكرت بعدها .. ضروري يكون عندك عيال تحكي لهم
خيباتك ..
ثم بتتمة : لكن راح يكون عقابك .. حرق الرجل اللي تجرأت ووطت بيت ناس محترمة ..
بتسامح و هو يركل احد قدميه : و عشان معرفتي لواحد من اهلك راح اكتفي برجل وحدة ..
تقدم إلياس ببطء و هو يطلب : ممكن تنتظر با السيارة ..
قبل ان يبتعد هدد : اعرف بيتك .. و اعرف ابوك .. و اخوك ممدوح .. و اعرف كل شي عنك .. المرة الجاية اللي فيها تحاول تقرب من مايا راح اردها باختك أو أمك أو حتى زوجتك ..
تحرك مغادر باسل .. لم تمضي ثواني حتى سمع البكاء و صراخ النجدة ل سعود بسبب سكب إلياس
المادة الحارقة على قدمه ..
عادا بسيارة إلياس تاركان "سيارة سعود و سعود " خلفهما ..
سأل على سبيل قطع الصمت : على وين ؟
إلياس بعد التفاته سريعة : شقة اخوي
فكر ان يطلب ايقاف السيارة .. فكر ان يخبره بتراجع عن وعده ..
يجب ان يخبره مسبقا ان هنالك اشياء لا يستطيع فعلها ..
تسائل إلا يشعر إلياس بقرف ..
وقفا امام عماره .. نزع إلياس المفاتيح و فتح الباب ليترجل من السيارة ..
هبط و هو يفكر إلياس تجرئ و سأل السؤال الذي يشاهد بأعين من يحيط به و لا يجرؤن على
سؤاله .. طلال , أبو طلال , والده , تركي , خاله ابو تركي , جده من جهة والده ..
لا هناك من تجرئ على سؤاله خالته بشائر .. لازال يذكر كيف حصرته بأسئلتها
لكن لما شعر معها با الخجل و كذالك عند حديث طلال عن هذا الموضوع .. لكن لم يشعر به مع
إلياس .. ..
عاد لرفع رأسه لينظر لوجه إلياس .. مازالت اثر العضة واضحة للعيان
وقف .. و هو يشعر بان ليس له القدرة على دخول الشقة ..
مع ان بجيبه سكين " مايا " ... لكن ليس له رغبة برؤية شخص ميت هذا المساء ..
الان إلياس يعرف سره .. و قد يبتزه .. لكن لا يهم ..
تراجع للخلف .. فيما لحق به إلياس و هو يمسك به و هو ينظر له مستغرب : على وين ..
بإرهاق : تعبان نفسي انام .. بكرة نتقابل و تقول وش عندك ..
إلياس و هو يشير للباب : ادخل .. وصلنا الشقة ..
فتح الباب ثم تقدم .. كان يفصل عدة خطوات عن الباب .. تقدم ببطء و كأن منوم مغناطيسيا ..
و بمجرد دخل حتى وجد نفسه بممر طويل .. فكر لا احد رآه يدخل .. اذا كانت نوايا إلياس سيئة
سيتأكد بأن لا يغادر هذه الشقة بعد الان و لا شهود على كونه المسئول ..
دخلا غرفة .. و من وسط الظلام تحدث احدهم : إلياس وين خرجت ركض .. و ليه تأخرت ؟
كان اخ إلياس الاكبر و صديق طلال ..
تراجع بخوف فيما تحدث إلياس : ارجع نام .. كان عندي مشوار صغير و رجعت ..
عاد الشاب الاكبر لنوم ..... فيما اخذ إلياس باسل لغرفة اخرى .. اضاءها و حاول ترتيبها لكنها
كانت قمة با الفوضى و يحتاج لها عمل كثير ..
جلس باسل .. فيما ابتعد إلياس و هو يفرك يديه : اصلح لك شاهي .. أو كوفي .. أو حاب تشرب
عصير ..
قطعه : اترك كرم ألضيافة .. تعال قول وش عندك ..
جلس بتردد لينزع شماغه و يسأل : متى ناوي تزور المستشفى عشان ال ...!
اجاب باسل : ما ادري .. اذا صار الوضع حرج .. و ضروري ..
إلياس بحركة لا ارادية مسد رقبته : انا الوحيد اللي يعرف ؟!
باسل بصراحة : ايه .. أنا ما قلت لأحد .. و لو لا حاجتي لك ما قلت ..
ثم بتململ : اخلص علي إلياس .. أخوك ينتظر اخرج ..
ألياس وقف ثم عاد و هو يحمل دفتر و اعطاه .. امسك به بإهمال .. تصفح بسرعة .. فاحت رائحة
العطر النفاذ النسائي من اوراقه .. ليجد مكتوب بخط اليد بقلم احمر عدد من الاشعار .. رسوم متقنة
لقلب نازف و عيون دامعة .. رسائل .. خواطر .. جميعها الى " بدور "
اغمض عينيه ثم همس : اش هذا ..؟!
إلياس رمش بعينيه الواسعة : كان ودي تعطيني .. هذا !!
و اشار للقلب ..
اجاب و هو ينظر الى اين استقرت اصبع إلياس
و لان يريد اختباره : اطلب شي ثاني .. راح اعطيك .. اي شي .. بس ها المرة .. و بعدها مستحيل اعطيك
إلياس ببحة : ادعي في كل صلاة ربي يبعدني عنك .. لكن لما سمعت بحادثك جيت ركض .. و حتى
بعد اللي سويته فيني .. و لأول اتصال حتى و هو با الخطأ سامحتك .. يوم ابوي تعب و بترت رجله
.. تمنيت تتصل .. تمنيت تواسيني .. لكنك و لا اهتميت ..
مسح انفه بسبب التوتر : لكن طلال .. قال لي ارجع للكلية .. لأنك قلت له تتمنى تدخلها .. ادري
مستحيل تقولها .. وقتها .. عرفت اني مثل الظامي اللي يلحق سراب .. كلام اخواني و ابوي ما قدر
يغير رأي و كذبة من طلال فيها اسمك فرت راسي ..
طلال كذب .. من اجل ان يعود إلياس للكلية ..
اجاب و هو يخرج السكين و التي رآها إلياس منذ البدء و تجاهل رؤيتها : قلبي ميت .. اطلب شي
ثاني اقدر اعطيك
إلياس بعينين انزلها : لاحظتك و انت تتأكد من السكين .. لا تخاف عمري ما أذيك .. انت اعطني طلبي و اوعدك ما اطلب اكثر ..
باسل بعد صمت قصير : هو لك .. مع اني ما ادري وش حاجتك بقلب ميت .. و لا ترتجي غيره .. حتى هو لك .. لكن .. بشرط ..
الياس صمت ليكمل : حركاتك .. كلامك .. نظراتك .. من اليوم تتحكم فيها .. أنت عارف .. انا قلت
لك كلام ما قلته لغيرك .. بتوقف معي و تحفظ سري.. أو خلنا بعاد احسن ..
الياس بجدية : أعتبرني يمينك .. ما تشوف مني الا اللي يرضيك .. و سرك ببير ..
وقف و هو يحمل الدفتر : كذا .. انهينا كلامنا .. و كل شي صار اليوم .. ننساه ..
إلياس و هو يقف بتعثر و يسأل من جديد : ليه ما قلت لطلال .. عن ؟!
باسل بملل : طلال رافض يسمع يحسب الموضوع بكيفي ..
إلياس و هو يتلمس رأسه الحليق بإحباط : وش مشكلته طلال ..
باسل بصدق و هو ينظر للأسفل : طلال له تفكيره .. لكن هذا الموضوع بذات مستحيل اسويه من
دون رضاه ..
إلياس بفضول و تكشيرة : من وين تعرف البنت اللي اليوم ؟.. وش سالفتها !
باسل برأس مائل : هذا موضوع ثاني .. لو يخصني وحدي قلت لك .. لكن يخص غيري
°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°
يحيى
عاد متعب بعد صلاة الفجر ..
المطبخ مسكوب به كمية من الماء ..؟!
أحد النوافذ مكسورة ؟!... بطابق الثاني زجاج لكوب مكسور و بقع دم ؟!
تحرك لغرفة مايا .. كانت مستلقية على السرير معطيه ظهرها للباب ..
اقترب ملاحظ لأحد قدميها بــ باطنها جرح واضح ..
فكر بمحاولة تضميد الجرح لكن ابتعد لا يريد ان يرى النظرة التي رمقته بها اليوم ..
نظرة الخوف .. التقزز .. عدم التصديق .. النظرة الصارخة لا تقترب مني ..
جلس متعب يدلك رأسه ..
في وقت سابق عندما اتصلت بسبب تعب والدته صوتها الباكي ..
ايقظ جميع الافكار المرعبة من سباتها ..
سمع صوتها من خلف تهمس بصوت متحشرج : يــحيـــى ؟!
رد و هو يقف : نعم ..
رفعت رأسها قليلا مبعدة بيدها الناعمة بضع خصلات تهاوت مداعبة لخديها ..
نظرت له لم يكن بعينيها الرعب أو الخوف ..
بل ربما نوع من التطلع و الفضول ؟!
اذا لأبأس من الاقتراب ..جلس بجوارها و هو يمسك بقدمها متوقع ان تجفل و تبتعد ...
لكنها عادت لتستلقي بهدوء و هي تسأل : وش اسوء شي ممكن تسويه فيني .. ؟!
مستغرب من السؤال .. هل هي خائفة ان يؤذيها كما فعل با الخادمة ..
طمئنها ففي الفترة الماضية استحقت مايا احترامه .. حتى عندما ابتزته كانت ذكية شعر با
الاعجاب لقوتها ..
و هو يرفع يده يخلخل اصابعه بخصلات شعرها : نفترق .. اطلقك ..
سألت بطريقة حائرة : بس تطلقني ..ما تفكر .. تضربني .. أو تشوهني ؟!
رد منكس لرأسه هل حلمت بكابوس بأن يشوهها او يضربها : عمري ما ضربت اختي أو أمي
رفعت رأسها ووضعت عينيها الحمراء بعينيه : أنا غير.. كنت راح تعتدي علي بأول يوم بزواجنا ..
و يوم طفت الكهرباء .. وقبل كذا قلت ..
بهذه اللحظة احس بأنها بنفس المكانة .. من الاشخاص المستحقين لحمايته لخوفه .. من اقرب
الاشخاص له ..
رد بصوت صادق : انتي بمعزتهم ..
قبل ان يكمل كانت اقتربت لتتحسس كتفيه
ليحتويها بين ذراعيها ..
هي كانت خارجة من موقف مرعب ..
صدمة بشخص احبته طوال فترة غير قصيرة .. لكن ذاك الشخص و رغم ما كان بينهما لم يفكر بها
كأخت و هل يرضى ان تتعرض اخت له للأذى كما اذاها أو كما حاول هو ايذائها ..
يحيى ربما لن يحبها .. و لن يحترمها .. لكن هاهو يخبرها ان لا يمكن ان يتمادى في ايذائها ..
لو اخبرها مباشرة بان لن يؤذيها لم تكن لتصدق لكن ان يقارنها بوالدته و اخته جعلها ضعيفة و
متأثرة للغاية ..
شيء غير متوقع الشخص الشرس قد اظهر لها عاطفة جميلة .. بهذه اللحظة كانت ممتنة للغاية ..
بينما هو لم يتوقع هذا الحنان .. حائر ... مشوش .... فاقد لسيطرة ..
لم يحسب رد الفعل هذا ..
احتضنها اكثر و قبل ان يستوعب ..
كان كشخص سكر بفعل احضانها .. فقد السيطرة ..
بشوق لرائحتها .. بحنان مقابل لنعومتها .. انغمس برقتها ..
°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°
اوقف مذهول و هو يتلقى الخبر .. ابنه الاصغر " ممدوح " قام بدهس رجل با الخطاء و هو الان با
الـسـجـن ..
دخل قسم الشرطة ..
مما فهم ان " ممدوح " قد اصطدم با الرجل ..... ثم حاول مساعدته با الاتصال با الاسعاف و البقاء
الى جواره حتى وصول الشرطة و الاعتراف بذنبه ..
ربما سعود هو الابن الاكبر ..
ربما سعود هو الابن المطيع .. في الواقع سعود لم يخالف والده سوا مرة واحدة عندما خطب مايا ..
لكن عاد و اصلح خطئه ..
لكن ممدوح لأبعد درجة .. كان عنيد مشاكس متمسك بآرائه ..
لكن ربما لان كان الابن المريض كان يمتلك مكانة مميزة ...
الاصفاد الموضوعة بيدي ممدوح ادمت قلبه ..
و التعب المكتسي لوجهه كان اكثر ما المه ..
اقترب ممدوح ليقبل جبين والده و هو يهمس : يبه .. اتعبتك .. معي !!
رد و هو يحني قامته مع عدم حاجته فــ ممدوح اكثر طولا من والده : ما في تعب يا ابوك .. وش صار
يا ممدوح ؟!
ممدوح بتلعثم : طلع امام السيارة فجأة .. و صدمته ..
والده بتفكير مستنكر : كنت ماشي بسرعة في مواقف البناية .. مو خط سريع ؟.. اعرفك حريص .. و حذر و انت تسوق السيارة .. كيف ما انتبهت .. كيف ما قدرت تتفادى الرجال ؟!
ممدوح و هو يشبك يديه و ينكس رأسه : كان الوقت متأخر .. و أنا مستعجل .. و ما توقعت فيه احد .. ثم هو كان يمشي ساهي .. كان بإمكانه يبعد .. لكن ..
الان كان ممدوح يكذب .. ممدوح منذ صغره كان لا يضع عينيه بعينيك عندما يكذب ..
لكن لماذا يكذب .. سأل بشك : كان معك احد في السيارة ؟!
ليرفع رأسه بسرعة نافي : لا ... كنت وحدي ..
زاد الشك ليسأل : ممدوح .. انا اعرفك .. هذا الحادث .. ما يشبه لأفعالك ممكن لو قالوا سعود .. لكن
انت ؟؟.. ما اصدق ..
نظر لوالده و عاد لتنكيس رأسه : كان حادث .. قضاء و قدر .. لا بيدي و لا يدك ..
و بتعب : اتصلت في سعود لكن ما يرد .. محتاج ادويتي ..
نظر له بعطف ..طمئنه بقوة :اعطيت الضابط .. و لا تشيل هم .. سألت عن الرجال .. هو الان في
العناية المركزة و ان شاء الله يقوم با السلامة ..
ممدوح بيأس : و اذا مات ؟!
بزفرة رفع نظارته الطبية الفضية ليدلك انفه ثم اعادها : الرجال من عائلة معروفة .. ابوه قاضي .. و
هو متزوج و له اولاد كبار ..في حال وفاته .. الحادث كان قتل با الخطأ .. سجن حق عام .. و حق
خاص .. و ديه .. حسب كلام المحامي .. محتاجين عفو اولياء الدم عن الحق الخاص .. أو سجن
ممكن يصل الى سنوات ..
خرج من قسم الشرطة ليعيد الاتصال بــ سعود لكن لا رد ..
وصل للمنزل ليجد زوجته تجلس تتصفح جريدة ...
شعر كستنائي و بشرة برونزية .. ناشطة اجتماعيا .. معظم وقتها تقضيه كداعمة للجمعيات الخيرية
جلس متهالك : أم سعود .. كلمتي سعود اليوم !
ردت و هي تقرأ مقال اجتماعي : لا . اتصلت لكن جواله مقفل .. لكن كلمت زوجته تقول من امس ما
شافته .. و حسب كلامها الوضع طبيعي .. هو يطلع من الصبح و يغيب ليوم كامل .. يرجع بس يغير
ملابسه ..
اخذ نفس عميق ثم اعاد نظره لها ليجدها تجلس مرتاحة : ممدوح بالسجن ..
توقفت لوهلة مصدومة .. مما اضطره للوقوف بسرعة و احتضانها لتسأل : ليه ؟
طمئنها سريعا : حادث ..أمس با الليل صدم رجال ..
منتفضة باكية : خذني له ..
نهرها : اخر شي يحتاجه .. هو زيارتك له بقسم الشرطة ..
امسك بيدها و هو يحاول تبسيط المسألة : كلمت ناس يعرفون اهل الرجال .. و لا يهمك .. راح
يخرج ..
رمت رأسها على يديها و اجهشت با البكاء : ممدوح مريض .. ممدوح ما يتحمل ..
يعرف بأنها ليست كأي ام فهي ترى نفسها مذنبة مع انها لا ذنب لها بمرض ابنها ..
كان يحدث نفسه ابو سعود لكن بصوت مرتفع : انا مادري ليه ما بلغ الشرطة و هرب .. ليه سلم
نفسه .. ليه اعترف .. لو هو اتصل فيني و قال ..كنت نصحته .. اعترافه ما يغير شي ..
قطعته بسخط : لو هو قال لي صدم رجال و هرب كنت سلمته بنفسي لشرطة ..
ابتسم بأسى .. ممدوح و والدته متشابهان مثاليان لدرجة مؤلمة ...
°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°
ارجوان
تشعر بعجز ... عمر هو من اوصلها للمنزل المفترض بكونه منزلها ..
على ساعات الصباح الاولى حضر والدها ليخبرها ..
بأن " زوجها " صدم با الامس و هو الان با العناية المركزة ..
تريد ان تسأل عن المتسبب با الحادث .. لكن والدها لم يمدها با المعلومات الكافية ..
والدتها " أمنة " حضرت للفيلا بعد ان اخبرها عمر عما حدث .. في انتظار حدوث تحسن لحالة
زوجها ..
والدها نصحها بعدم زيارة حماد فزوجتة الاولى و ابنائها هناك ..
هي اصلا لم تفكر بزيارته ..
سألت عمر عن الشاب الاخر عندما عاد متأخر با الليل لاخذ والدته فاجابها : ما ادري .. لكن ما
اتوقع سلم نفسه ..
عمر كان يعتقد ان ممدوح هو من صدم حماد دفاعا عن " ارجوان " فهو لم يستطع تفسير ما حدث ..
حماد مصدوم و بسيارة ممدوح .. و ممدوح اعترف لشرطة ..
لم يتخيل و لو 1% ان تكون ارجوان الفاعلة ..
توقع ان سبب قول ارجوان بانها الفاعلة .. هو شعورها با الذنب فلو لا طلبها المساعدة من ممدوح لم
يكن ليتورط ..
ارجوان قطعت و هو يلاحظ بانها ترتدي عبائتها و نقابها و هي تتحدث معه : لكن هو قال ..
صرخ بها بغضب : انتي متوقعة ولد العز بيورط نفسه .. و عشان وشو .... لا تخدعين نفسك ..
لم تصدق .. كلامته .. هل معقول .. لكن ما قد يفعله ممدوح غير معقول .. اذن لما لم يتم استدعائها
حتى الان
°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°
جواهر
من بعد خروجها من منزل عبدالله .. اخذها ابن خالها للعيش " مؤقتا "
عبدالله لم يسجن و لكن استطاع تسديد الدين .. و هذا افقدها انتصارها ..
من اين له .. إلا اذا كان يعمل بطريقة غير شرعية ليكسب كل هذا الكم من المال ..
اختارت ان تفكر به كلص يكسب المال الحرام ..
حاول ان يتحدث معها لكنها رفضت .. ووضعت امامه العراقيل .. لن تعود .. يريد الزواج فليتزوج ..
لكن فليطلقها .. الى الان هو لم يرد ..
يماطل الحقير ..
هو سيتزوج و يعيش حياته لكن هي ستكون معلقة تنتظر ..
منذ ان عرفت بنيته الزواج من فضه لم تتصل او تقابل فضه ..
لكن اليوم والدتها اصرت على رؤية سلطان بشوق لحفيدها ..
اتصلت على هاتف فضه لكن لم ترد .. و كذالك رقم منزل والدها فعندما ترد " أم فضة " تتعذر بأن
فضه اما نائمة أو خارج المنزل ..
حاولت تصبر والدتها .. لكن والدتها اصرت لرؤية حفيدها من ابنها الوحيد .. و هكذا والدتها تجهزت
لتذهب بنفسها لمنزل والد فضه .. و هكذا اضطرت جواهر لمرافقة والدتها العمياء ..
لمجرد الكبرياء رفضت ان تكون بأقل من كامل زينتها ..
بمجرد الدخل لمنزل " والد فضة " شعرت با النفور .. المنزل صغير قديم .. مستأجر و محاط با
الجدران العالية .. الحي اغلب ساكنيه ذوي الدخل الفقير .. او المعدمين .. معروف بكثرة السرقات
و حوادث السطو .. اين انفقت فضة ما ورثت من أخيها ....؟
خرجت لاستقبالهما والدة فضه امرأة نحيلة ترتدي ثياب باهتة ..
ثم ظهرت فضه .. امرأة تمتلك الكثير من الانانية مختلطة بحماقة .. معدومة الصبر مع سذاجة ..
متسرعة مع بطء استيعاب .. استغلالية مع سوء تدبير ..
كسولة و مهملة .. شاردة التفكير مع التركيز على توافه الامور ..
دائما عندما تعجز عن النقاش أو لا تريد عمل شيء تتعذر با المرض ..
لذالك هي طوال ايام السنة متعبة أما بصداع أو الم با البطن ....
ظهر سبب هذه الزيارة سلطان طفل بسن اربع سنوات و عدة اشهر ..
و رغم اخبارها لوالدة فضه با الزيارة إلا ان ملابس سلطان كانت متسخة .. لم تكلف نفسها عناء
تغيير ملابس الطفل و تحميمه .. ليس من اجلها لكن من اجل والدتها .. و كان جائع .. جلس الى
جوار جواهر و هو يطلبها اطعامه ...
استطاعت وضع عينيها بعيني فضه بقوة .. ..
كانت زيارة هادئة و كأن لم يحصل شيء ..
حتى صرحت فضه عابسة : سلطان راح يقعد عندي ما اقدر افارقه .. و اللي نفسه يشوفه .. يجي هنا
..و يا ليت تختارون اوقات الزيارة .. انا فاضيه العصر .. و الاوقات الثانية مشغولة .. بعد ثلاث
اشهر زواجي .. و راح اتركه لك حتى ارجع من شهر العسل ..
شعرت بغضبها يفور كبركان .. في الماضي القريب تتخلين عن ابنك متعذرة بان جدته احق
بتواجده لديها ..
با الماضي القريب تتمسحين متأدبة و مبتسمة ..
و الان أصبحت ام محبة .. لا تستطيع فراق ابنها ..
و لان و بعد زيارة وحيدة اصبحت متضايقة ..نسيت ما تفعل سابقا و زياراتها حتى دون خبر مسبق
و الزيارة باي وقت
و ها هي بوقاحة تذكر الزواج القريب ..
وقفت هي و والدتها مغادرتان ..
اليوم التالي بصباح الباكر حضرت فضه مع سلطان و من امام الباب و هي لازالت لم تخلع حتى
نقابها بعد السلام و رفضها لدخول لتحية أم جواهر
قذفت حقائب سلطان لتخبرها : لولا عبدالله طلب ابوي .. عشان ها العجوز المريضة ..
قطعتها جواهر متخلية عن ادبها فاقده لسيطرة على اعصابها : ها العجوز المريضة .. كنتي تطلبين
رضاها و غصبا عنك تحترمينها .. و تنادينها يا عمة .. و لا خلاص استغنيتي .. غرك عبدالله و ..
قطعتها بصراخ فضه : وش السالفة يا جواهر !.. هبيتي فيني عشان كلمة !.. من فينا مفروض يزعل
؟..هذا ولدي و انا احق فيه من امك و منك .. تركته لكم كل السنين الفايته .. بطيب خاطر .. لا
تصيرون طماعين .. او هي غيرة عشان عبدالله خطبني ..
و بمسكنة غير متقنة تحمل الكثير من الشماتة : ترا انا ما ضربته على يده و اجبرته يتقدم لي .. الله
عالم وش شافه فيك .. و نفره .. لا تزعلين علي اذا كان ما مليتي عين الرجال ..
تدخلت والدتها من الخلف و هي تتخبط بعكازها .. ليركض لها الطفل الصغير ليرمي نفسه بأحضانها
خائف من صراخ عمته و والدته ..
لكنها ابعدته بلطف لتتحدث بتعب : خذي ولدك يا فضه .. و اوعدك ما نطلب نشوفه مرة ثانيه ..
همست جواهر مصدومة : يمة ..بس سلطان ماله ذنب ..
لتهمس والدتها بطريقة مشابهه لجواهر عند غضبها : خذي ولدك .. حتى اذا تزوجتي لا تفكرين
تخلينه معنا .. خليه مع اهلك او .. خذيه معك .. أنتي امه و احق فيه على قولك و ما ظن عبدالله
بيقصر في حقه ...
حملت الحقائب بسخط .. توقعت ان تحضر و يعاملنها كمتفضلة .. لم تتوقع هذا الرد ...
لكن من اجبرها هو عبدالله بعد ان تحدث مع والدها
نفذت رغباته حتى تكبر بعينيه ..
و تظهر كصاحبة القلب الكبير ..
جواهر نظرت لوالدتها و عينيها ملئ با الدموع بينما اكملت والدتها :عبدالله اللي طلبها .. مانبي منه
شي .. و لا نبي منها .. سعد غالي .. و ولده سلطان اغلا .. لكن انتي يا جواهر اغلى من الاثنين ..
°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°
ليث
يجب ان يعود لرياض .. ابنت اخيه حصل لزوجها حادث ..
غير مطلع على كامل تفاصيل القضية ..
لكن الصدمة في هوية مرتكب الحادث .. ممدوح .. هو لا يعرف الكثير عن ممدوح ..
سواء كونه شاب صالح .. لكن لا يستطيع ترك الطائف ..
لان قلبه معلق مع بشائر ..
و بشائر من اهم شروطها هو عدم ترك الطائف ..
من المعروف بأنه هو العقل المفكر لعائلته ..
اذا استبعد العنصر النسائي ..
فوالده سيفعل ما يقترح عليه من دون تفكير فهو مجرد من الخبث و الذي يجري بدماء العائلة ..
اما جارالله فهو زير نساء مراهق ..
و اخيه وائل مغرور اخرق ..
و عمه عبداللطيف اثبت مقولة " ياما تحت السواهي دواهي " ..
و مع هذه العائلة الطيفة هو يحتاج للعودة لرياض سريعا
لاحظ ان بشائر تحاول اخذ بعض الاغراض من الرف المرتفع بخزانة الملابس ...
اقترب من خلفها ليساعدها لكنها تجمدت ..
شعرها الناعم .. رقبتها الهيفاء .. عطرها المسائي .. قطع الجو الرومانسية التفاتتها السريعة للخلف
..
لتضرب جبهتها بأنفه .. كان الامر مؤلم .. همست معتذرة : ما كان قصدي .. عورتك ؟!
ليرد مبالغ : كسرتي انفي ..
ابتعدت مسرعة دون رد ليعود لتفكير .. هو الى الان لم يمس بشائر فهي تتأخر مع الاطفال حتى ينام
.. أو تختفي مبكرا ليجدها ذهبت لنوم مبكرا ..
الان فكر بأنها تتعمد تلافيه ..
و هو لا يستطيع ان يسألها با الصريح ..
انتظرها لتعود .. لكنها تأخرت لذا استدعاها .. حضرت و هي تمثل الاستعجال : وفاء مسخنة و مو
راضية تنام بعيد عني ..
ليهمس : انتظرك ..
ردت : لا ..
قطعها : انتظرك لو للفجر ..
عادت بعد نصف ساعة و هي تأخذ ملابس لتغير ليسألها : نامت وفاء ؟!
لترد : نامت بس وعدها انام معها .. و عشان كذا .. راجعة لها بعد شويات ..
تركها لتغير ملابسها و عندما كانت خارجة من الحمام بعد ان استحمت استدعاها ..
كانت الغرفة مظلمة إلا من ابجورة خافتة بجانب السرير : تعالي ..
ردت و هي تلتقط المرطب : قلت لك .. وفاء ..
ليهمس : بكرة يمكن مسافر الرياض ..
صمتت فيما اكمل : الباب مفتوح في حال صحيت وفاء و تعالي هنا ..
و اشار للوسادة بجواره .. فيما شبكت يديها و هي تتلعثم : كيف اترك الباب مفتوح .. اخاف احد
يدخل .. ااااا .. كأني اسمع صوت وفاء ..
صمت ثم بدء من جديد : تعالي بس جنبي .. ما راح اسوي شي .. بس خليك جنبي ..
تقدمت بحذر .. كمن يقدم خطوة و يؤخر خطوتين لتستلقي بجواره .. في البداية حبست تنفسها ..
كانت مشدودة وربما لأقل حركة صادرة عنه كانت على وشك القفز من السرير ..
مقترب و هو يلف احد خصلات شعرها حول اصبعه
لتدفع صدره للخلف .. و عندما استوعبت ما فعلت بررت : الجو حر .. كتمتني ..
لتتحدث بعد ان ابتعد ليعطي لها مساحتها : وش مواصفات البنت اللي كنت تتمنى تكون عروسك ؟
مفكر ليث : امممممم .. ما ادري .. قوية و ذكية بنفس الوقت ناعمة .. متعلمة ..
قطعت : اقصد كيف شكلها .. كيف رسمتها بخيالك ؟
لم يعرف عما تتكلم .. لكن ليجاريها اخترع صورة : طويلة .. شعرها ناعم .. بيضاء .. تكتب با
اليسار ..
كانت تكتب با اليسار و هذا جذبه .. لاحظ بانها استرخت لتسأل من جديد : لو .. فرضنا .. اللي بيننا
ما استمر و انفصلنا .. فيه بنت ببالك ممكن ترجع و تتزوجها ..
ترك الخصلة التي كان يتلاعب بها ليهمس : لو ببالي احد ما تزوجتك .. و لو ببالي احد و تزوجتك
انتي نسيتيني هواها .. مستحيل اتركك .. لا تفكرين ..
وضعت عينيها بعينيه فيما اكد لها : اسألي اي احد يعرفني .. أنا كلمتي قانون .. فما بالك حلفت على
المصحف .. و بعد كل هذا تشكين ؟
اضاف برقة : نامي و انا بقعد صاحي .. في حال صحيت وفاء ..
وقفت ببطء مشت بخطوات قصيرة متمايلة ... لتغلق الباب و تعود و هي تتحدث باستحياء : وفاء ما
فكرت فيني نامت من بدري و أنا اخذتها عذر ..
ابتسم .. فيما هي عادت له .....
استيقظت الصباح .. وجدته بجانبها يجلس على السرير يراقبها ..
ليتحدث بصوت متعثر : ليه ما قلتي لي ؟!
°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°
باسل
اتصل به تركي ليخبره عن عبدالله .. اوصاه خيرا بـ عبدالله ليس من اجله و لكن من اجل جواهر
مع تحذير ان يأخذ حذره .. ف عبدالله للان لا يعرف معدنه ..
اعاد الاتصال تركي و هو يخبره .. ان الامور سارت على ما يرام ..
الذهاب للمدرسة يذكره با المشكلة مع مبارك ..
في الصباح قابل مباشرة ذياب ..
و بعد السلام .. و رغبة في تبديد احلام مبارك طلب : تقدر تفوز با المبارة اليوم ..
نظر له ذياب بعجرفة : بأذن الله الفوز لنا ..
باسل بتأكيد : المبارة ضد ثالث ثانوي ادبي .. صف مبارك ..
ذياب بحيرة : و إذا ؟!
باسل بسخرية : يعني يمكن تلعب برحمة عشان صاحبك ..
ذياب ببسمة : مبارك راح يموت و يفوز .. لكن مستحيل اتساهل معه ..
باسل بتحدي : يعني الفوز لنا ؟!
ذياب بثقة : ما فيها كلام ..
ثم بتركيز: انت ليه مهتم ..
باسل بكذبة : نفسي نفوز بعمرة لمكة ..
ذياب بضحكة و هو يختبر هل يشبه مبارك و يحب التحدي : تتحدى افوز .. ؟!
انزل عينيه ثم بجديه : لا..
ذياب ببسمة مازحة : ابشر با الفوز من دون تحدي .. ..
فكر بان من المستحيل ان يعتمر .." الاحرام " اخر مرة ارتداه كان بصف الاول متوسط .. و لازال
يذكر كم شعر با الاحراج من جسده ...
ريان كان غائب .. هذا الشاب جبان و يحتاج لكلام قاسي لإيقاظه ..
تم تفريغ حصتين لكامل المدرسة لحضور النهائي ..
كان يقف على اعصابه و عندما رأى مبارك استفزه : و لا يهمك راح اخذ عمره عنك ..
مبارك بثقة : ما يحتاج راح اعتمر بنفسي .. لكن ليه متأكد راح تلعب ؟!
باسل بسخرية : لا .. و ماله لزمه العب عشان تخسر .. اصلا انت فاشل و غشاش و لولا تهديدك ل
ريان المرة الفايته كنت خسرت ..
مبارك و بداء يغضب : حكى لك " البكاي " ..
باسل باستفزاز اكثر : بعد الخسارة راح نشوف من البكاي ..
بدأت المباراة .. إذا كان مبارك مهاجم ف ذياب دفاع .. استمر التعادل حتى الدقائق الاخيرة لكن
حسم المبارة هدف اخير لثالث ثانوي علمي بعد تمرير محكم من ذياب لأحد المهاجمين و الذي
استغلها بتسديدة استقرت با الشباك ..
بمجرد ان اعلن الحكم صفارة النهاية حتى تقافز الفريق الفائز..
تقدم ليهنئ ذياب .. كان الجميع فرح ..
رفع يمينه مخترق المهنئين شجع بفخر : قلت و صدقت يا ذيبان ..
تقدم ذياب و هو مفعم با الفرحة محتضن تقريبا الجميع .. و كان طبيعي ان يحتضن الشاب الواقف
امامه .. ليجد رفسه قوية و ممانعة دفعته للخلف مصدوم ليجد تعبير وجه باسل مملوء بسخط
و هو عائد لصف ليكمل اليوم الدراسي ..مر من امام مبارك و الذي كان في حالة غضب على وشك
الانفجار .. متعب لكثرة الجري .. و ممتلئ وجهه بحبيبات العرق ..
ليتحدث بتريقة باسل : خسرت .. اوووف اش هذا .. دموع ..
ليهجم مبارك بسخط .. مبارك يمتلك وزن ضعف وزن باسل ..و بردة فعل السريعة .. بحركة كاراتيه
سريعة امسك بيد مبارك و اعاد رميه على الارض .. بسقطة قويه .. لازال يذكر كم تؤلم .. ف طلال
عندما كان يبغضه كان يتدرب بنادي رياضي .. و قد اعتاد عند عودته ان يطبق ما تدرب عليه على
الجسد الصغير .. و هذه الحركة با الذات كانت المفضلة لطلال ..
نظر للملقي فيما تدخل عدد من الطلاب مفرقين بين المتشاجرين ..
فيما ابتعد باسل و هو يبتسم بشماتة ..
وصل للفصل ليدخل ذياب بسخط : أنت وش قصتك مع مبارك ؟
نظر له ليسأل لمجرد الفضول : اكرهه .... ما يعجبني .. تعرف وش مسوي مع ريان ؟!
برد صادم ذياب : اعرف .. السالفة مقرفة .. انا من شفت هذا اللي اسمه ريان عرفت ورآه سالفة
مخيسة ..
نظر له غير مصدق : وش المقرف با الموضوع ؟!.. و كأن هو اللي اختار يولد بعيب خلقي ..
ذياب و هو يفرك عينيه : اختار او ما اختار .. ثابت ببالي ان المتحولين مقرفين .. اقسم با الله
اقشعر جسمي من الموضوع .. تعرف هذول الغرب الوسخين اللي يتحولون من رجال ل بنت .. هذول
هم اللي يصلحون عمليات تغيير جنس و بلاوي .. بلا قرف الله لا يبلانا ..
باسل بنفور : متحول !!.. هو صلح عملية تصحيح جنس .. مو بيده ..
ذياب بنفس ضايق قاطع : تكفى باسل .. نفس الكلام اللي قلته ل مبارك .. اعيده .. ما ابي اسمع
تفاصيل ..
باسل بدهشة لم تظهر على ملامحه .. ..
خرج من المدرسة و بمجرد ان اوصله رياض للمنزل حتى اتصل ب ريان كان غاضب للغاية ..
صرخ بريان : ليه غايب اليوم ؟
اجاب ريان بصدمة من الصوت الغاضب : أنت عارف .. مبارك و ..
بغيظ و هو يقف و يتحرك با الغرفة : لمتى بتغيب ؟.. ليه مادومت اليوم و واجهته .. أنت ليه جبان ..
بغضب مقابل ريان : انت تتكلم لأنك مو بنفس الموقف ..
اجاب و هو يركل بقدمه الباب : ليه ادافع عنك و انت مو قادر تدافع عن نفسك ..
ريان بصوت ممتزج بغصة : مبارك هددني ..
باسل بسخط : شافك دجاجة قام استقوى .. لو انت قلت له انشر و خير يا طير .. ما يقدر يضرك ..
ثم اغلق الخط ..
كان غاضب .. غاضب .. التبلد الذي يشعر به اهتز .. الرأي الذي سمعه من ذياب اليوم هو الرأي
الذي لا يريد سماعه .. ذياب تحدث عن ريان و لا يعرف ان كلماته وقعت امام الشخص الخطأ ..
نظر لجسده و هو يسمع الكلمات مرة اخرى و اخرى ..
و المصيبة ان افرغ غضبه ب ريان يجب ان يتصل و يعتذر ..
لكن فعلا الى متى سيختبأ ريان من المشاكل متى سيقف و يواجه ..
با اليوم التالي ..
عندما وصل للمدرسة .. لاحظ ان ذياب يتجاهل رؤيته ..
و مبارك مستمتع بشيء لا يمكن توقعه ..
و ريان الذي طوال الامس مغلق لهاتفه حضر اليوم و يجلس وحيد لكن بجانب شلة مبارك ..
لم يطل تسائله .. بحصة الحاسب كان يدخل المعمل على خروج طلاب الثالث ادبي .. عندما تذكر
نسيان احضار الدفتر .. ليكون على وشك الخروج هو و مبارك .. توقع دفعة من كتف مبارك .. او
خشونة ..
لكن مبارك تراجع للخلف ليسمح له با التقدم و هو يهمس ببسمة سخيفة : ليدز فيرست ؟!
ترجمة ما قال حرفيا " السيدات اولا " ؟!!؟
امسك به من مقدمة ثوبه و هو يتحدث من بين اسنانه : عيد ما سمعت ؟!
ليرد مبارك و هو ينتزع نفسه : سمعتني .. لا تخليني اوسخ يدي بـ بنت ..
وقبل ان يتدخل المشاهدين كانا قد تدافعا با المعمل مسببان سقوط بعض المعدات تدخل الكثير و لم
ينفع .. ف باسل رغم كل شي لكن اطلق عنان الغضب .. و مبارك مستميت لدفاع و حفظ ماء الوجه
..
لم يتوقفا إلا بعد استدعاء المدرسين .. و لأنهما قد تسببا بإضرار لأملاك المدرسة لابد من التعويض
..اجراء طبيعي كان استدعاء ولي امر كلا منهما ..
مبارك كان يبدو و كأن الحكم بقتله قد صدر .. أما باسل فكان يبدو غير مبالي ..
حتى حضر رجل يرتدي الزي السعودي ذو لحية طويلة بيضاء .. يتحدث بلهجة مكسرة .. و احيانا
كثيرة كان يترجم " مبارك " كلماته .. نعم كان والد مبارك ..
والد مبارك كان يعتذر بصورة مبالغة .. فيما بدا الاحراج على مبارك و هو يحاول منعه ..
حتى حضر حطام ... على النقيض من والد مبارك .. كان يبدو غير اسف .. لكن غاضب ..
حضر الاستاذ فراس بمجرد معرفته ان باسل متورط ووالده حضر ..
كان والد باسل يقف و والد مبارك أمام المدير في حضور مدرس الحاسب و الاستاذ فراس .. من
المفترض ان يدفع تكاليف الاضرار من بداء با المشاجرة ..
و هنا تحدث مبارك : هو اللي بداء ..
دافع باسل بحقد : انت اللي بدا الاستفزاز ..
ليسأل المدير : كيف استفزك ؟!
باسل صامت .. فما عسى يقول هو من استفزني بان قال عني فتاة ..
قطع والد باسل بسخط : خلاص راح ادفع ثمن الاضرار ..
لكن باسل اصر على الدفاع عن نفسه : هو اللي بدا الاستفزاز .. أسأل اي احد ..
ليحسم المدير الموضوع باستدعاء احد الطلاب الشهود ليحكم من بداء ..
و لسخرية القدر .. من بين جميع طلاب الصف الثالث ثانوي علمي و ثالث ثانوي علمي كان الشاهد
هو ذيــــابـــــــ ..
عرف المدير عن ذياب باحترام : ذياب من خيرة الطلاب .. و مستحيل يكذب .. كنت حاضر ذياب
اللي صار .. من بداء فيهم ..
ذياب بنظرة واثقة و دون لحظة تردد : باسل بداء كل شي ..
قاطعه باسل بسخط : قول الصدق لا تكذب ..
تحدث الاستاذ فراس متدخل : اعتذر .. لكن يا ابو باسل ..
ليقاطعه ابو باسل و هو يشيح بنظره بخيبة واضحة : لو سمحت نادني ابو يعقوب ..
و كأن كان خجول من باسل .. ليكمل الاستاذ فراس : هو مو بس متمشكل مع الطلاب .. حتى معي
شخصيا .. للآسف يحضر للحصة متأخر و لا يذاكر .. و يتعامل معي بقلة احترام ..
لو كانت كلمة مبارك فقط كان الموضوع مشكوك به .. لكنها كلمة مبارك .. و ذياب .. و شهادة ثقة
من الاستاذ ..
قبض يديه في محاولة لمنع الارتعاش .. الجميع ضده ..
قطع باسل كلماته: استاذ .. اترك الموضوع بيننا ..!
بصوت مهتز بموجة غضب " حطام " : اعتذر له .. اعتذر لهم الاثنين ..
ليرد باسل و هو يتراجع للخلف مدرك لكونه محاصر بعدد غير هين من اعداء و شامتين و كارهين له
..
مدافع عن نفسه : بس انا ما سويت شي .. مبارك هو اللي بداء .. و شهادة ذياب زور .. لان صديق
ل مبارك .. و الاستاذ ..
ليصرخ به والده : قلت اعتذر .. انت الوحيد من بين اخوانك اللي استدعوني لمدرسته بسبب مشاكله
..
شعر بظلم .. إلا يوجد احد ليقف معه .. حتى والده يقف معهم .. و يطلب منه ان يعتذر لهم ..
اهانة .. ذل .. احتقار .. و من من .. من الرجل الذي من المفرض ان يكون سند .. عون .. مدافع ..
تقدم والد مبارك و هو يحاول تهدئة الوضع ليعيد والد باسل : اعتذر ..
ليهمس باسل بسخط : لو كان طلال ..
ليتلقى صفعة القت بنظارته على الارض : انت ما خرب تربيتك غير طلال .. اعتذر بسرعة ..
للحظة .. لثانية رفع عينيه الغاضبة .. ثبت كمسمار با الارض لم تعصف بخده صفعة ..كسر عينيه
على الارض و تقدم للأستاذ فراس و هو يهمس : اعتذر عن كل شي ..
ثم ادار رأسه باتجاه مبارك : اعتذر مبارك .. حقك علي انا غلطان ...
ذياب انحنى و التقط نظارته ..
مبارك نظر لوجهه متفحص ثم مشى الى جوار والده و الذي كان يعاتبه بلغته برقة ..
و يذكر ان الاستاذ فراس اول من خرج دون النظر لوجهه ..
يذكر ان حطام مشى مغادر .. نظر لظهره .. دون كلام .. كان مشهد مكمل لسلسلة من مشاهد الكسر
و التحطيم و الاحتقار ..
تركه سابقا متجاهل لتواجده .. ثم هو افصح لاحقا عن " تمنيه موته " قبل هذه المرة فلما الصدمة بما
حدث ..
°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°
احلام
كانت مارة من امام التيلفون و الذي يرن ردت بسرعة ..
صوت رجالي تحدث بثقة : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
ردت بتردد : و عليكم السلام ..
الصوت الواثق هز كيانها : مساء الخير ..
بخجل أحلام : مساء النور ..
الصوت الشاب اكمل برقة ساحرة : ممكن اكلم خالتي ؟!
ضحك برجولة صافية : أنا مازن .. من معي ..
معرفتها لهويته اصابتها بمقتل .. هذا الصوت الثقيل الواثق لــ" مازن "
و قبل ان تعرفه بهويتها سأل بتردد : مـنـتـهـى ؟!
تجمدت .. حبست الكلمات بصدرها ليكمل هو متيقن ان صمتها بسبب اصابته لهويتها : طلبت رقم
جوالك من اختي بس للاسف ما كان معها .. و خجلت اطلبه من عمي او اسامة او متعب .. فممكن
تعطيني .. أنا لصراحة متصل على امل انتي تردين .. منتهى .. لا يكون عندك مانع اكلمك ..
مترددة لتعطي له رقم يعود لها : هذا رقمي 05********
ثم اغلقت الخط .. الرقم الذي اعطت لـ مازن يعود لها و كانت تنوي التخلص منه .. بعد ان غيرت
لشركة اتصالات اخرى .. وزعت الرقم الحديث و احتفظت بالشريحة القديمة دون الغائها ..
منتهى
اغمي عليها عصر اليوم بغرفتها .. و استيقظت بعد المغرب .. دون ان يشعر بها احد ..
كانت اشعة الشمس هي ما يضيئ الغرفة ..و بعد غروبها اكتسى المكان با الظلام ..
هبطت الدرج بعد ان توضئت و صلت لتجد مجموعة بطاقات دعوة لزواج .. بمختلف الالوان و
الاحجام ..
تقدمت اكثر لتجد عمتها تتحدث عن زواج قريب لــ " اسامه "
لا .. لا يمكن .. ليس هو .. سيتزوج و يعيش حياة هانئة مع من اختارها قلبه ..
الحقد الاسود .. الكراهية الكبيرة .. الغل .. الحسد .. انتفضت تنهش بصدرها ..
لا .. لا يحق له .. ستحيل حياته لعذاب ..
هي تتعذب .. محرومة من والدتها .. و على وشك الموت .. و هو سيبدء حياته ..
متعب خارج المنزل ..
عمها و عمتها بغرفتيهما ..
احلام مشغولة با اللاب و البلاك بيري ..
والدها لا اثر له ربما خرج لشراء بعض الاشياء ..
لكن اسامه موجود .. با المجلس الرجالي ..
بجنون صرف .. تقدمت .. تخلصت من حجابها .. مزقت بلوزتها لنصفين .. لتظهر البشرة الشفافة ..
ثم دخلت للمجلس .. لم يتنبه لتواجدها حتى اغلقت الباب با المفتاح ..
بمجرد ان استقرت عينيه على هيئتها حتى هب واقف و هو يتراجع عارف بنيتها
متضرع : منتهى .. لا ..
█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█
━╃ نـــــــــــــهـــــــــــــــــايــــــــــــة ╄━
قَالُ أحدالحكماء : ذُقْتُ الطَّيِّبَاتِ كُلَّهَا فَلَمْ أَجِدَّ أَطَيِّبَ مِنْ " الْعَافِيَةَ ".
و ذُقْتُ المرارت كُلَّهَا فَلَمْ أَجِدَّ أَمرَّ مِنْ " الْحاجَةَ إِلَى النَّاسِ ".
آللهمْ إجعلُ رآحتيُ بينْ يديكُ و لآ تجعـٌلهآ بينْ يديٌ أحد ٍ منْ خلـقُكْ
اعتذر عن اي خلل با البارت ..
البارت القادم .. ان شاء الله بعد العيد .. اتمنى يكون بارت خفيف ظريف ..
|