كاتب الموضوع :
فضاء ..
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: رومانسية قلوب متوحشة
░▒▓░▒▓░▒▓☠♣ ☀ ♥ + ☠♣ ☀ ♥▓▒░▓▒░▓▒░
رومــانــســيــة قــلــوب مــتــوحــشــة
الكـــاتــبــة : فــضــاء
_3_
░▒▓░▒▓░▒▓☠♣ ☀ ♥ + ☠♣ ☀ ♥▓▒░▓▒░▓▒░
مالي أراها لا ترد سلامي
هل حرمت عند اللقاء كلامي
أم ذاك شأن الغيد يبدين الجفاء
وفؤادهن من الصبابة ذامي
يا قلب ويحك ان من أحببتها
رأت الوفا في الحب غير لزامي
هي لا تبادلك الغرام فناجني
لما انت في أحضانها مترامي
ما كان يبكي يومه كي تضحكي
ما كان يسهر ليله لتنامي
بل كان ينشد في هواك سعادة
فجعلتها حلم من الاحلامي
يا ربة الطرف الكحيل تذكري
عهدي وخافي الله في أستسلامي
لولا رجائي في ودادك والوفا
لكرهت عيشي في الهوى ومقامي
█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█
ريــــــاض
قبل ثلاثة ايام توفي بدر .. تم دفنه بعد تبرعه لأخيه با القرنية ...الحزن يسكن العيون والوجوه والقلوب ...و كل شي
حطام زوج اخت رياض هو ايضا من قام بتربية رياض .. رعاه منذ كان صغير حتى اصبح رجل موظف و يستطيع ان يستقل بحياته ..
يبلغ رياض حاليا من العمر 27 سنة ..يعمل مهندس اتصالات ..لكنه مازال يسكن مع اخته الكبرى و الوحيدة و زوجها "ابو بدر"
ابو بدر "حطام "تزوج في لحظة طيش با السر فتاة و انجب منها طفلين "باسل و رشا "أخت باسل الصغرى وتدرس بصف الاول ثانوي بعمر 16 سنة "
لم يعلم احد عن الموضوع إلا منذ ست سنوات عندما احضرحطام رشا للمنزل طفلة تشبه والدها طبق الاصل .. مقر بذنبه و نادم
معتذر ... و واعد بعدم تكرار خطاه .. معترف بان لديه ولد ايضا لكنه لم يأخذه و لم يسأل احد لماذا ؟
ل "حطام " اربعة ابناء من زوجته الاولى "منيرة " و هم \ يعقوب موظف و هو اكبر من بدر بثلاث سنوات ,, و بدر متوفى ,,, و رجاء تدرس بسنة الثالثة جامعة و هي مخطوبة ,,, و حنان تدرس بصف اول ثانوي "مثل رشا أخت باسل "
انتهت ايام العزاء الثلاثة و عندها و نظر لحزن الأسرة كان اخر همهم هو مراجعة الشرطة و السيارة .. فقام رياض بزيارة الشرطة و تفقد السيارة .. و تفقد سيارة باسل ايضا كانت من نوع " دودج تشارجر " موديل السنة .. و مسجله باسم باسل بحث خلال ما بقي منها ليجد
حقيبة ملابس شبه فارغة و هاتف محطم لكنه استطاع الحصول على الشريحة ..
اراد الاتصال بأحد اهل باسل من جهة والدته لكنه لم يجد مسجل في الشريحة سوا خمسة ارقام ..اتصل على الارقام با التناوب لكن بعضها لم يرد و الباقي اما مغلقة او خارج نطاق الشبكة ترك الشريحة تعمل بأحد هواتفه في حال اتصال احد اهل باسل
برغم كونه اخ لزوجه الاولى لأب باسل ... و كون المتوفى هو ابن اخته .. إلا انه يتعاطف مع باسل
بعد عودته .. وبعد وجبة الغداء استغل الفرصة ليتحدث مع أبو باسل "حطام : متى تزور باسل ؟
اجاب ابو باسل بأسى حقيقي : هو نايم ما يدري من يزوره و من ما يزوره ... إذا صحي زرته
لم تكن أخت رياض "منيرة " أم بدر تعرف بأن قد تم زراعة قرنية ابنها لأخيه .. لم يستطع احد اخبارها .. ربما لو تم التبرع لشخص غريب كان مستساغ لكن لابن ضرتها .. الذي بقي حي في حين توفي ولدها و كلاهما اصيب بنفس الحادث .. هنا تكمن حساسية الموضوع
توجه لمكان اخر ليجد ابناء اخته "يعقوب و رجاء و حنان "و أخت باسل "رشا"جميعا يجلسون بصمت حول الشاي بصالة
اخت باسل و رغم انها ليست من محارمه فهو يعاملها كأخت له مع انها في الآونة الاخيرة اصبحت تضايقه بتصرفاتها
لكنه يتلمس لها العذر بأنها لازالت طفلة تجهل ما تحاول اثارته و تجهل الرجال ؟
محاولات لفت الانتباه هي نابعة من افتتان مراهقة صغيرة
نظر لهم جميعا و سأل : من يزور معي باسل ؟
انتفض يعقوب بغضب :لا تقول ناوي تزوره .. انت خاله أو خالى ؟
رد رياض بصبر : يعقوب هذا اخوك و محتاج لك ؟؟..
همس يعقوب بألم : انا عندي اخ واحد و توفي قبل ثلاث ايام و السبب كان هذا الــ ,,,,
قطعه رياض بدون سيطرة : انت و انا سمعنا تقرير الشرطة أخوك هو المخطي ..
تخطى يعقوب كلمات رياض بغضب : و خليته يصحح غلطه بتبرع له بقرنية ..!
صرخت رجاء بصدمة : كيف
تجاهل رياض الجميع و سأل رشا : ها رشا تزورين اخوك ؟
سألت هي في المقابل : انت راح تزوره ؟
كانت تأكد بسؤالها بأنه عندما تزوره انت انا سوف ازوره اجابها : ايه راح ازوره
اجابت بسرعة : خلاص راح ازوره ...
وقت العصر تجهزتا حنان ورشا لزيارة .. يعقوب و رجاء لم يحضرا ..... لكن حضر حطام والد باسل
اخذهم جميعا رياض للمستشفى .. بمجرد وصوله لاحظ الشابين "ممدوح وليث"
و لازال باسل في حالة سيئة .. بعد النجاح المبدئي لعملية زراعة القرنية .. خضع لعملية بركبة ..لكنه لازال يعاني من تبعات النزيف الداخلي
عند دخولهم كان منظر محزن لــ باسل .. بجبيرة حول قدمه اليسار و شاش حول خياطة بيده اليسار و شاش حول عينيه وأنبوبة اكسجين موصلة لأنفه .. و انابيب التغذية الوريدية ليده اليمين ..
اقترب ابو باسل منه اولا ثم انحنى ليقبل فوق عينيه ثم خرج مباشرة.. !
و كأنه يحاول التواصل مع جزء من ابنه المتوفى .. و ليس مع صاحب الجسد المسجى .....
رشا و حنان صدما لحالة لم يستطاعا مقاومة الدموع حثهما رياض برقة : اكيد مشتاق يسمع صوت احد من اهله .. يسمع لكنه مخدر بسبب الالم .. كان عنده امس عمليه با الركبه
تركهما و خرج ليتحدث مع الشابين .. اعتقد في البداية بأنهما اصدقاء لبدر لكنهما لم يحضرا الدفن ولا الصلاة على الميت و لا حتى العزاء
وجد احدهما ولاحظ بدهشة بأنه مازال يرتدي نفس القميص الذي كان يرتدي يوم الحادث " ممدوح " أما الشاب الاخر فكان قد غير ملابسه
رياض : مشكورين و ما قصرتم .. اسفين لو تعبناكم معنا ..و شكرا لوقفتكم مع باسل ..
ليث تحرك مبتعد : عفوا ... ما سوينا شي .. أخو بدر مثل أخوي ..
لكن ممدوح لم يغادر و ظهر على وجهه عدم نيته المغادرة قريبا ..حاول رياض اقناعه : اعتقد اسمك ممدوح ليه ما ترجع للبيت و تغير ملابسك و تنام وترتاح و نتقابل بكرة
تحدث الشاب بروية : عادي .. ما عندي مشكلة لو اجلس هنا .. وين يعقوب اخو باسل الكبير ليه ما جا يزور اخوه ّ!
رياض بأعذار واهية : يعقوب تعبان .. ومتأثر بسبب وفاة اخوه .. و اظن انا اسد بدله او اش رايك ؟
تنهد الشاب الاخر و بتبرير لسؤاله عن يعقوب : اكيد تسد .. لاحظت ما احد زار باسل الايام الثلاثة .. وكأنه مات مع اخوه .. بعد كم ساعة راح يصحا من التخدير .. متألم ومرتبك .. و فوقها ما يشوف .. لازم يكون احد معه من اهله
اجاب رياض وهو مستغرب من اهتمام الشاب هل هو من اصدقاء بدر او باسل ؟ : راح اوصل اخواته كانوا بزيارته و راجع له
رد ممدوح : اجل راح انتظرك هنا حتى ترجع
تحدث رياض ببساطة : لا تنتظر هو نايم اصلا .. وراح ارجع قبل يصحا ..
تحدث ممدوح باندفاع غاضب : بعد العملية اللي بعينه قام يصارخ و يبكي يحسب نفسه اعمى ..ما لقى احد من اهله يطمنه .. وأمس الممرضة ثلاث مرات غرزت ابرة التغذية بيده بدون تحس بنفسها .. يمكن لو بدر حي ما يرضى اللي تسوونه في اخوه .. انت و ابوه ويعقوب ..
بعد ان انهى كلامه .. ابتعد عنه .. فيما وقف رياض مندهش ...
°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°
بـــــاســـل
يستمع للأصوات لكن لا يستطيع الرد او الحركة شعر بتواجد الزوار ثم شعر با القبلة الباردة والمعنونة لشخص اخر فوق عينيه
سمع صوت بكاء فتاتين.......
ثم احس بتواجد شخصين اصبحا مألوفين لكن غير معرفين
خرج احدهما و بقي الاخر كان له صوت رجالي هامس : لا تزعل لو ما زارك أحد .. مشغولين لان بدر توفي
توقف بسبب غصة ثم اكمل بصوت متهدج : اليوم اكيد راح ازور قبره .. ادري لو حي ما سمحلي اقرب منه ..لكنه ميت و ما يقدر يتحرك و مضطر يتحملني .. راح تشتاق لي . نفسي اعرف كيف رد فعلك لو شكيت في مرضي .. راح تشمت و تحتقرني مثل اخوك .. او لك رد فعل ثاني .. الله يستر لا يكون بدر فضحني قبل يموت .. الايدز مرض مرتبط با الاثم .. و اكثر شي اخافه تسمع امي اسم ولدها مرتبط بهذا المرض..
حارب بقوة ليفتح عينيه لكن لم ينجح.... هل يحلم ام ان ما سمعه حقيقة احدهم مريض با الايدز ؟؟
خرج الشاب و بعدها بفترة شعر بوجود شخص اخر يمتلك صوت اخر أمسك بيده برقة و تحدث بثقة : ابوك زارك اليوم .. شكله حزين .. اكيد فقد واحد من عياله .. ما قدرت اواجهه واعزيه ببدر .. مالي وجه احط عيني بعين احد من اخوان بدر او ابوه .. حتى انت ما ادري اذا اقدر احط عيني بعينك او لا .. لان عينك هي نفسها عينه .. ما قدرت احضر الدفن و العزا .. منافق و بقوة لو حضرت
كان لدى باسل رغبة كبيرة لفتح عينية .. لصــراخ .. للبـــكاء .. احد اخوته توفي متى وكيف و ماذا يقصد بعينك ؟ .. و من المتحدث ؟ .. و لماذا هذا الصوت المذنب ؟
سمع صوت تحرك با الغرفة لشخصين ثم صوت لشخص ثالث ... لكنه نام قبل ان يعرف هوية الشخصين ؟
رياض : ليث .. ممدوح .. خلاص شباب روحوا ارتاحوا
«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
مـــنـــتـــهـــى ...
مضطرة لتحضر للجامعة لامتحانها الاخير ... قام بتوصيلها "متعب " ابن عمها ..
هي تعيش حاليا مع والدها في بيت عمها الاكبر .. و الذي له من الابناء : أسامة , و متعب , و أحلام ...
قبل سنوات تزوج والدها من والدتها ... زواج تقليدي رجل تزوج ابنت عمه ... لكن الفرق ان ابنت عمه "مغصوبة " لزواج منه .. ..
بعكس الروايات الرومانسية كان زواج با الاجبار ذو نهاية تعيسة .. فمع تقدم سنين الزواج زاد الكراهية و البغضاء بين الزوجين ..
بعد ولادة والدتها لولدها الاول "عبدالرحمن" رفضت والدتها العودة لمنزل زوجها .. او حتى تركه يزور ولده خوف ان يأخذه منها .. توجهت للمحكمة مطالبة لطلاق او خلع , او ايا كان المهم التخلص من الزواج المهزلة ..
و هنا اجبرها والدها للعودة من جديد
اضطرت لرجوع له مجبرة و غير مخيرة .. فقط لان والدها رفض تحمل مسؤوليتها ... ثم حملت بمنتهى ... عاشت حياة تعيسة فعلا ...
تنظر يوميا و تطيع الشخص الوحيد الذي تحتقره ...
عندما اصبحت منتهى بعمر السنتين ... تركت والدتها المنزل نهائيا .. تاركة خلفها طفلين صغيرين ...
و لان والدها هو من اجبرها منذ البداية على هذا الزواج ... فلجأت لجدها من جهة والدتها ..
و فعلا لم يقف مكتوف اليدين ... و قد اضطر لدفع مبلغ كبير في سبيل خلعها ...
حاولت استرجاع طفليها لكن ذالك لم ينفع .. ولان مقامها في منزل جدها قد يطول او يقصر و جدها قد يتوفى بأي لحظة .. فقد تزوجت من ابن خالتها ...
و هنا ظهرت الاشاعات ... و الصادرة من والد منتهى بأن زوجته سابقا ... كانت تخونه مع ابن خالتها .....؟
ساءت سمعتها كثيرا ... و معها حالتها النفسية ..
بعد سنتين توفي اخو منتهى الاكبر ... و عندها حضرت والدتها ... كانت حطام امرأة ...
احتضنت الطفلة الصغيرة و هي تناديها بمزاح "صهيب" لان الطفلة كانت شقراء و قد صبغ احدهم شعرها الطويل بــ الحنا ليصبح احمر براق ..
منتهى لازالت تذكر بوضوح لوالدتها رائحة جميلة و نادرة مابين هيل و قرفة و راحة عطرية نادرة و جميلة ... ربما تكون رائحة للأمهات فقط
تذكر بأن صديقاتها ذكرن اسماء امهاتهن و شعرت با الخجل لأنها لا تعرف أسم والدتها فهي حتى عندما تذكر امامها تسمى بنت سالم ... فسألت والدتها : انتي وش اسمك ؟
لم تعرف بأن سؤالها مهيض لأشجان والدتها التي بكت حينها و هي تهمس : اسمي نوره سالم ... و اكون امك ...
بعدها علمت بأن والدتها سافرت .. لكن الى اين مكة .. جدة .. الشرقية .. الجنوب ..
منذ تلك الايام لم تعد تراها .. و من هذه النقطة بدأت كراهيتها لوالدها تنمو ...
سمعت صوت متعب : وصلنا ..
نظر للخلف ثم أبتسم ببلاهة : انتظرك هنا منتهى ..
لم ترد .. هبطت من السيارة .. خرجت من الامتحان .. ثم من الجامعة متعمدة التأخر لتجده في الخارج ... فتح لها الباب سمعت صوت شخير أحلام النائمة .. بينما بعد ان صعد لسيارة
ناولها كوب قهوة جاهزة ... اخذتها ... من الاسراف رفضها لمجرد العناد
سألها هامس: كيف كان امتحانك ...؟
اجابت : ماشي الحال ...
ثبت المرآة على عينيها ثم شغل شريط موسيقى ...
مالي أراها لا ترد سلامي
هل حرمت عند اللقاء كلامي
أم ذاك شأن الغيد يبدين الجفاء
وفؤادهن من الصبابة ذامي
يا قلب ويحك ان من أحببتها
رأت الوفا في الحب غير لزامي
هي لا تبادلك الغرام فناجني
لما انت في أحضانها مترامي
ما كان يبكي يومه كي تضحكي
ما كان يسهر ليله لتنامي
بل كان ينشد في هواك سعادة
فجعلتها حلم من الاحلامي
يا ربة الطرف الكحيل تذكري
عهدي وخافي الله في أستسلامي
لولا رجائي في ودادك والوفا
لكرهت عيشي في الهوى ومقامي
ابتسمت ساخرة .. عندها تحركت أحلام متنهدة ... ثم امرته و هي منزعجة : قفل الزفت هذا ..
اقفله و هو يهمس : اعوذ با الله من العذال
اعادت منتهى نظرها لمتعب و لأول مرة تراه من منظور مختلف .. شاب طموح .. وسيم .. اجتماعي .. ذكي .... شاعري
و لكن هناك عيب فظيع في شخصيته
الــــــــــــكـــــــــــذب
«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
أرجــــــــــــــوان ...
همست : صباح الخير ... صباح الورد ... مثل العادة تشرقين على العالم ببهائك ..يا اجمل نساء الأرض .. ادري كلمة جميلة قليلة في حقك ... لأنك مبهرة ... بكل بساطة فاتنة
أخذت نفس ثم أكدت برقة : حرام عليك .. عيون الناس مستحيل تستوعب جمالك .. و حسنك ... ضروري تتواضعي .. مع ان تواضعك غرور .. فديتك .. فداك الكون
ابتسمت :حلوة و ذوق و راقية ... امووووووة يا قمر ..
الحوار السابق المتحدث فيه هي ارجوان ... تكلم صورتها المنعكسة في المرآة !
رددت بإخلاص : الله يحفظك و يرعاك و يوفقك ..اكيد معذورين الناس لو غاروا ... و ما تركوك بحالك ..
فتح الباب بطريقة عنيفة ..
كان احد اخواتها الاصغر سلمان ..ادار عينيه با الحجرة ثم سألها : بسم الله من قاعدة تكلمين
بضجر ارجوان : اصبح على نفسي ..حرام ؟
تحدث بسخرية سلمان : انتي من زمان تكلمين نفسك ..لكن شكل حالتك ساءت بعد اصابتك بيدك .. صار الحوار مع نفسك الافتراضية طويل و بصوت عالي
نظرت له باحتقار : اكيد اكلم نفسي لان ما فيه احد يفهمني .. و لا يقدر ...
بعد الحادث الذي حدث با الايام الاخيرة عاد كل شي الى طبيعته ..عرفت لاحقا ان عمر لم يعلم عن الحادث الذي حدث لها لأنه كان مسافر و لم يحب والدها ان يخيفها ... ثم اصبح موضوع لا يستحق الذكر ...
انتهت الان الدراسة .. نسبتها مرتفعة و تؤهلها لدخول اي جامعة تختارها ... و لكنها لم تكن تفكر با الدراسة ... ولكن يشغل تفكيرها البدء بمشروعها الخاص ..و تسعى للمال فقط ..
و بسبب سعيها للمال قد تكمل الدراسة باي تخصص طمعا في المكافأة ...
خف الالم الذي بيدها كثيرا ... ولذالك عادت لهوايتها و التي تتقنها و تبرع فيها كثيرا ..
لا ليست الرسم مع ان لديها خربشات جميلة .... و لا الغناء رغم صوتها الجميل .. و لا الشعر مع انها قد تؤلف ديوان لمدح نفسها ...
كانت " الـــخـــيــــاطـــة " خزانة ملابسها خير شاهد على ذالك فجميع ملابسها من خياطتها و تصميمها ... او معدل عليها لتناسب ذوقها ...
تعمل على الة الخياطة التي تعود اصلا لوالدتها"أمنة "
طرق الباب الرئيسي للمنزل ... ثم سمعت احد اخوتها يفتحه ثم صوته بضجر : هذي وش تبي على الصبح ؟... ارجوان ... جوجو ... صديقتك!
عرفت من يقصد بصديقتها ... ابنت الجيران "مناهل" سمراء طويلة درست حتى الثانوي تأتي غالبا لتتحدث و تضيع وقتها معها ... تعمل حاليا بمشغل بجوار منزلها و في نفس الحي ..
نظرت لــ ارجوان لتجد فتاة غاية في الجمال في كلا اذنيها ثلاثة اقراط متراصة ... حليقة الشعر كا العادة ... ترتدي بنطلون جينز أسود و قد اضافت اليه مثل الثعبان من الجلد البني الفاتح يلتف حول فخذها الايسر و يصل حتى منتصف ساقها ...
اما البلوزة فقد كانت خياطة كاملة دون اي اضافة بلون ابيض بقماش ثقيل تلتصق بجسدها بنعومة
سألت ارجوان و هي تبتسم : ان شاء الله تكوني افطرتي ...؟
اجابت ارجوان بخفة : ايه
اضافت مناهل : جايتك في خدمة مستعجلة !
ارجوان : من عيوني لو اقدر ...
تقدمت الفتاة و هي تفتح هاتفها المحمول و تريها صورة لفستان طويل في عرض ازياء حديث
ثم بدأت مناهل الشرح : هذا الفستان من اخر مجموعة لزهير مراد ... فيه زبونة للمشغل حبت الفستان .. و محتاجته بعد اسبوع با الكثير .. يكون طبق الاصل الصورة .. لكن على مقاسها ,,, و هذي مقاساتها ... فأنا قلت ما لها إلا ارجوان .. لان الخيطات با المشغل شغلهم اي كلام ... لكن انتي مبدعة
قطعتها ارجوان بتردد : لحظة ... لحظة مناهل .. أنا افصل بلايز ... تنانير ... بناطيل ... فساتين بسيطة ... لكن فستان سهرة و اكثر من قطعة ... لا
اغرتها مناهل : الزبونة دفيعة ... و انا واثقة في شغلك .. ليه ما عندك ثقة؟ ... يعني غيرك احسن منك ... حرام تضيعي الفرصة
تراجعت ارجوان : لا اسفة ... ما اقدر اغامر ...... صحيح حلمي يكون لي مجموعتي الخاصة للأزياء من تصميمي .. لكن حبة حبة ... هذا شغل محترفين ... و انا مبتدئة ... لو خربت الخامات من وين لي اعوضها !
شجعتها الفتاة الاخرى بإصرار : نفسك تشترين الة خياطة حديثة ... بدل ماكينة امك ... و هذي فرصتك ... و با المرة يمكن يعجب شغلك زباين غيرها و تصيري مشهورة ... و مطلوبة
و كأنها بدأت تستسيغ الفكرة :و كم راح تدفعي لي ؟
اجابت مناهل و هي تضحك : ايوه خليك كذا ... ألف ريال بعد ما تنهي الفستان ... اما فلوس الخامات ... اشتريها انتي لأنك اعرف ... و احتفظي با الفواتير و راح تدفع لك هي بعدين ...و لو حبيتي تستخدمي ماكينات الخياطة اللي با المشغل حياك بأي وقت ... لكن المهم تنهي الفستان بهذا الاسبوع ..
نظرت ارجوان حولها للجدران المهترئة و المكان الضيق ... هذه فرصتها .. اكدت بعزيمة : خلاص مناهل ... الاسبوع الجاي و هو عندك
كانت تمتلك ثلاث مائة ... كانت تجمعها حتى تشتري محمول ... اما باقي المبلغ فقد اسرت با الموضوع ل سلمان و الذي يدرس با الصف الاول ثانوي ... شجعها و شاركها في حماسها و لا تدري كيف دبر سبع مائة ... و لان الامر لابد ان يبقى سر فقد كانت زيارتها لسوق بتمويه
بألف ريال اشترت الخامات ثم بدئت تعمل با الليل فقط حتى لا يعلم والدها فيجرح او تعرف والدتها فتغضب ...
خلال اسبوع انتهى الفستان ... كان متعب ... و مجهد و مستنزف للأعصاب ...لكنه كان اجمل قطعة ملابس صنعتها
عندما ذهبت با الفستان للمشغل ... شلتها الصدمة ... لان المقاسات التي اعطيت لها غير صحيحة ... و حتى موديل الفستان لا يناسب السيدة المستهدفة ... موديل الفستان يناسب الطويلات و النحيلات بينما السيدة كانت سمينة و متوسطة الطول ...
عندما ارتدت الفستان ... الوان الفستان زادت الامر سوء ... ظهرت كــ فقمة ناقمة و غاضبة على من خاط الفستان ...
«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
عـــبـــد الـــله ...
لم يستطع التخييم با البر طويلا لأنه نسي بعض الاغراض ...
وصل منزل اخيه وقت صلاة المغرب .. يريد الدخول و تغيير ملابسه و الاستحمام ........ لكن زوجة أخيه كانت تجلس بصالة المؤديه الى غرفته
امام شاشة التليفزيون مستقرة تتابع مسلسلها المعتاد ... رفضت ان تقطع المشاهدة و تغادر و تسمح له با الدخول حتى ينتهي المسلسل او يأتي فاصل اعلاني وعدها تغادر و تسمح له با الدخول
ارسلت الخادمة لتخبره : مدام تقول انتظر شوي
كان ينتظر لمدة ربع ساعة ... مشى حتى محول الكهرباء الموجود با الخارج .. و قطع الكهرباء عن الفيلا كاملة
قطع مسلسلها تماما .. صرخت برعب ثم وقفت و في الظلام حاولت التحرك فــ ضربت الطاولة امامها و تعثرت بها ... و سقطت صارخة ...
ترك الكهرباء مقطوعة ... و ذهب للمسجد يصلي .. عاد و الكهرباء لازالت مقطوعة .. اضاءها و دخل ... استحم و غير ملابسه ..
اما زوجة اخيه فصبت غضبها على اخيه : الكهرب طفى اليوم ... علينا بس و بقية الحي شغال ..
اجابها خالد بجدية : يمكن التمس الكهرب فقطع ..
نظرت له بغضب مزاجها معكر بسبب ضياع اخر لقطات المسلسل ..: لمتى اخوك ناوي يقعد هنا ؟ .. لا شغلة و لا مشغلة ياكل و يشرب و ينام ؟
اجابها : ما ادري ...
نهرته بغضب : ابدا لمح له .. يدبر نفسه انت منت مسئول عنه ... ترا لو تعود تصرف عليه ما هو متحرك ...
برويه و هو يفكر : لكن وين يروح ! .. ما عنده شهادة كيف يشتغل ! .. حتى سيارة يكد عليها ما عنده بعتها و هو بسجن .. و ين يسكن ! اصبري شوي ..
وقفت بضجر : اعط اخوك خريج السجون مهله اسبوع و بعدها انا غير مسئولة عن تصرفاتي !
سألها بعجلة : وش ناوية تسوين ؟ .. لا تنسين بعت ارضه و هو با السجن يمكن يطلب ارجع له سعرها الحين دام حالتي المادية تسمح
رفعت اصبعها و هي تهدد : و ان شاء الله راح تعطيه ... ماله حق عندنا ... خله يطالب بحقه و بيننا و بينه المحاكم .. ذكره من طوال السنين الماضية كان يعتني و يصرف و يراعي ابوك ..
اجاب بتفكير : و إذا سألني وين راتب ابوي ؟ ... و اذا حالتك المادية كانت عدم كيف اشتريت هذي الارض و كيف بنيت هذي الفيلا و من وين لك ها السيارتين ... و هذا هو ما يدري عن المزرعة اللي شريتها .. تحسبينه راح يسكت ..
جلست بغضب : اعوذ با الله من الحسد .. كله هذا من تعبك و شقاك و استثمارك انت ؟ .. تتوقع يناشبنا فيها ؟
اجاب بتفكير : لو حب عبدالله يفتح السالفة ما اقدر اوقفه ... انتي ما تعرفينه ! ...
اجابت بتفكير : يدري عن بعك لبيت أبوك القديم ؟
رد بزفرة : ما ادري .. بس اكيد سأل ابوي عنه ! ...
نظرت بتفكير : خلاص خل خريج السجون يقعد هنا ... له مهلة شهر ... و مادري كيف راح اتحمل ... لكن بحاول
عبدالله
كان في طريقة لمقابلة صديقة و الذي يبلغ من العمر 23 سنة دخل السجن لمدة سنتين بسبب اتهامه بحيازة مخدرات كان بريء منها و خرج قبل يومين فقط ...
شاب طيب القلب و بريء للغاية .... الى حد الحماقة ... و فعلا استغله الكثير من الناس بسبب سذاجته و حسن نيته .... ذو ملامح حسنة ...انف ضخم و فم صغير و عينين ناعسة و شارب خفيف
كان اسم صديقه عبدالله ايضا ... ابن وحيد لوالديه
سأله عبدالله باستهزاء : ممكن توصف احساسك و انت خارج من السجن قبل يومين ؟ كيف احساس الحرية ؟
اجاب الشاب بانهزامية :ليتني ما طلعت ؟؟؟
سأل عبدالله بخوف : ليه عسى ما شر ... الوالد و الوالدة ان شاء الله بخير ؟
اجاب الشاب الصغير و هو يمسح وجهه بطفولة : كلهم بخير ... لكن انا ماني بخير الوالدة ناوية تزوجني ...
ابتسم عبدالله : الله يخليها لك ... مبروك ..
قطعه الشاب الاخر بس انا رافض ... ابي اكمل دراستي ... و اشتغل و افلها و اخذ راحتي بحياتي ... عندي خطط كثير ... ما تشمل زواج
نصحه عبدالله : امك تبي مصلحتك ...
زفر بضيق الشاب الاخر : مصلحتي في الزواج من عانس! ... و قبل يومين مسوية فضيحة و مختفية ليوم كامل !... و مشترطة ملكة لمدة سنه تتعرف علي فيها بعدها تقرر اما نتزوج او لا ...
سال بفضول عبدالله :كيف يعني مسوية فضيحة! ... كم عمرها ؟ و ليه أمك مختارتها هي بذات!
بدء الشاب يحكي بقهر :البنت تكون بنت جارة أمي .. مدرسة ... قبل يومين انخطفت السيارة و يوم كامل البنت ماحد يعرف وينها ... اغلب الظن تكون ضيعت شرفها ... اجبرها ولد عمها اما تتزوجه او تتزوج ولد خالها لكنها رفضت ... أكيد عشان ما تنكشف ...
و با الصدفة قابلتها أمي و بدت البنت تبكي و تتمسكن ... و قررت امي تضحي فيني .. اشترطت سنه كاملة ملكة و بعدها ممكن نتزوج او اطلقها و بكذا تكون ابعدت ولد عمها وخالها عنها ... و ممكن هي تتزوج مرة ثانية و في حال سألها زوجها ليه ؟ تحطها براسي ... ا
ابتلع الشاب ريقه بصعوبة : حياتي خربت بما فيه الكفاية ... و الزواج مسئولية حتى لو كان با الاسم ...
نظر له عبدالله بتفكير : بس هي رفضت ولد عمها و ولد خالها على قولك ... و فجأة تظهر انت طالع من السجن من يومين لا شغلة و لا شهادة ... كيف تقنع اهلها ؟ هذي كيف تفكر ؟
قطعه الشاب الاخر : أمي تقول اهلها يبون الفكه على الاغلب ماراح يسألون و يدققون ...المهم زوج والسلام .. و هي اكيد تبي تتزوج أي احد ؟ ...
سأله عبدالله بضحكة مكبوتة : و متى متفقين تتقدم لها ؟
اجاب الشاب و هو يضرب يد بيد : اليوم ...
ثم اضاف بقهر : اكيد تشبه القرود و اخلاقها صفر ,,, او ليه ما تقدم لها احد للحين
سأله عبدالله بجديه : تبي اجي معك لما تروح تخطبها ؟
امسك الشاب بيده و برجاء : تكفى تعال ... ما استغني عنك ...
في نفس اليوم ذهب الشاب الاصغر عبدالله ليحضر والده لكنه تأخر ثم اتصل : تكفي يا عبدالله تروح عند الناس و تعتذر لهم ... راح اجيهم بكرة لكن ابوي اليوم تعبان وانا الحين معه با المستشفى
أجاب عبدالله : اكيد لا تشيل هم ...
ثم توجه للعنوان الذي وصفه له الشاب الاخر ... فيلا من ثلاث طوابق تتوسط ارض واسعة هو المنزل ... بعد دخوله ... لاحظ النظرات المتفحصة من الرجلين الحاضرين ... و قبل ان يعتذر و يخرج كان بوسط حالة استجواب من الرجلين
فاجأه احدهما و هو يسأله : و متى ناوي تملك ؟
بينما غادر الأخر بدون ان يعتذر او يودع ... نوعا ما غادر بغضب
اجاب : ... انا صحيح اسمي عبدالله و كنت با السجن لكن ...
قطعه الرجل الوحيد الذي بقي "خال جواهر" : بنتنا .. امانه عندك ... ما يهمنا ماضيك و لا كم راتبك .. احنا نشتري رجال "إذا جائكم من ترضون خلقه فزوجوه" ..
اضاف و هو يبتسم : تبي تشوفها الحين .. جواهر .. يا جواهر
قبل ان يقاطع الرجل ... دخلت لتحبس كلماته ..
طويلة و جميلة .. انثى عذبة ذات شعر طويل كانت قد رفعته من احد الطرفين و اسدلته من الطرف الاخر .. لها عينين واسعة كحيلة و فم ممتلئ لامع بلون وردي مغري ... تصل بلوزتها الى منتصف ذراعيها لتظهر يد جميلة فيها ساعة فضية ...
بوسط رقبتها الطويلة بقعة حمراء .. قد تكون قرصه ناموسة او ربما السبب قبل يومين في الحادث الذي بسببه هي مضطرة لزواج ...
شعر لأول مرة في حياته بغضب ممزوج بخيبة ...
و عندها لاحظ كيف رفعت عينيها بثقة و غنج ... ثم صدمت ... تجمدت للحظة و كادت تختنق ... ثم اخفضت رأسها حتى كادت تغطي بشعرها الذي تساقط ملامحها
تحدث بجدية بعد ان حسم الموضوع : الملكة في اسرع وقت ...بكرة اذا نقدر
اجاب الرجل "خال جواهر " بضحكة : و تحاليل الدم شكلك نسيت ... الملكة بعد اسبوع ان شاء الله ..
لم ينسى ... ببساطه لم يدقق ... كان بسجن لفترة طويلة و هذا تفصيل مستحدث لم يسمع به ... ...
█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█
نــهايـــة الــــــــبارت
آللهمْ إجعلُ رآحتيُ بينْ يديكُ و لآتجعـٌلهآ بينْ يديٌ أحد ٍ منْ خلـقُكْ
|