كاتب الموضوع :
فضاء ..
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: رومانسية قلوب متوحشة
[COLOR="Black"]
░▒▓░▒▓░▒▓♥ ×♠♣× ☠ + ☠ ×♣♠× ♥▓▒░▓▒░▓▒░
رومــانــســيــة قــلــوب مــتــوحــشــة
الكـــاتــبــة : فــضــاء
_26_
░▒▓░▒▓░▒▓♥ ☀ ♣ ☠ + ☠♣ ☀ ♥▓▒░▓▒░▓▒░
جِيْتَك , وَأَنَا فِي داخلي زَحْمَةٍ كَلاَمَ
. . . . ....... . . . . أَلْفِ أَبُـو مْلْيُوْن .. قِـصَّه , وَ سـالـَفَــه !
شَي حُزْنَ , وَشْي بَوْح , وَ شْي مَلاَمِ
. . . . ....... . . . . وَ أَكْثـَرُه (( آَهَــــات روحَ ٍ )).. تَـالَفـُه
قُلْتُ أُسُوْلِف لَكَ عَسَاي أَقْدِر أَنَامَ
. . . . ....... . . . . وَأَسْتـَرِيحُ .. مِــنْ اِلـْعـَنَا .. وَ مِـوَالَفَــه !
طَارَتْ أَسرابَ الْحَكِي بِإِسْم السَّلاَمَ
. . . . ....... . . . . تَحْلُمُ بــ ( غُصْـنَ السَّــمَاعِ ).. تَحــَالُفِهُ
مَا تَحَقَّق حُلْمَهَا ,,, وَ مَاتَ الْحَمَامُ
. . . . ....... . . . . وَ البْقِيْه ,, بــ رَأْس ( باقِــي الْــسَـّالِفَـه ) !
█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█
خلف : بس حبيت اخبرك .. لو فقدتني .. فانا رحت اجاهد .. سامحني لو جرحتك من دون قصد ..
نظر له باسل باستهزاء : تجاهد ؟.. وين !
ليجيب خلف : سوريا .. يعني مرضيك حال اخوننا في سوريا .. و احنا جالسين نتفرج ..
نظر له ثم تعداه حتى الفصل جلس و هو لا يشعر با المكان .. المجنون هل فعلا ينوي ان يذهب ..
هل فعلا خلف وجد من يأخذه .. من زرع هذه الفكرة برأسه ..
بعد الحصة السادسة خرج على عجل و هو يبحث عن خلف ...
لم يكن با الفصل سبق و غادر ..
خرج .. و هو يفكر .. غادر جميع الطلاب و هو لم يحضر احد لتوصيله ..
قرر الذهاب .. لكن ليس لمنزل حطام و لكن لمنزل " خلف "
وصل وقف امام الباب و هو يلاحظ سيارة خلف هناك اذا هو موجود ..
وقف امام الجرس و ضربه ..
ثواني و سمع صوت نسائي على الطرف الاخر تحدث على عجل : ممكن خلف ..
سمع مثل صوت يصدر من حنجرة شخص مستنكر ..
كرر بعقله كلماته ثم تذكر ليصححها على عجل : اقصد ماجد .. وين ماجد .. انا صاحبه باسل ..
دقائق حتى فتح الباب رجل متوسط العمر تحدث برفق : لو فيه مشكله أو شي ..
يبدو ان خلف لا يجلب سوى المتاعب للمنزل ..
رد باسل بتصحيح : لا ..ما في مشاكل .. لكن .. يا ليت لو اكلمه .. دقايق ... حاب اعطيه كتابه ...
الرجل باستغراب و كأن معجزة : كتاب ماجد .. صديقه !!
دخل الرجل ثم عاد و هو يطلب من باسل الدخول و الانتظار ....
دقائق حتى حضر خلف ..
في غضون ثواني كان الغداء مجهز .. احساس با الاحراج اعتراه ..
هو اتى في وقت غداء العائلة كضيف ثقيل .. لكن والد خلف الزمه با البقاء ..
بالكاد اكل ..وهو يلاحظ ان خلف اكل و كأن لم يذق من قبل هذا الطعام
بعد ان رفع بقايا الغداء غادر والد خلف و هو يرحب با الزائر الغامض :باسل حياك الله باي وقت ..
وقف باسل باحترام : تسلم ..
تأكد من مغادرة والد خلف حتى علق باسل بسخرية : نتبادل .. خذ حطام يومين ..
رد خلف بمزح : الوالد حنون .. المشكلة الوالدة خلنا نطلع ..
باسل بنظرة ساخرة تحرك و هو يتمتم : ليه ..
ابتسم خلف و هو يعلق على سبب نهمه : في العادة مستحيل اتغداء .. اكل على الماشي .. من زمان عن طبخها .. تعرف تعذرت فيك اليوم ..
"طبخها كان يقصد والدته " علق بسخرية باسل : عشان تنتبه ما تاكل في البيت و تسألك ليه و ترد من زمان مجوع نفسك و لا احد درى عنك .. و بكذا يأنبها ضميرها على اهملها لولدها ..
خلف بضيق : لا تتمسخر
خلف اصلح جلسته ليجلس باستقامة ثم سأل بفم معوج : وش صار امس معك .. رياض كان معصب ..
ظل صامت لفترة ثم افصح و هو يشيح برأسه باسل : كبرها .. و اخر شي .. اجتمع هو و يعقوب علي
بمزيد من الفضول خلف : كبرها !!.. و ليه يكبرها !!؟.. انت ما سويت شي .. البنات هم الباديات .. غرهم المظهر .. ما يدرون الرجال مخابر ماهم مظاهر .. وجهك خسارة فيك ..
باسل بمقاطعه : لحظه .. لا تفسر على كيفك ..
خلف عبس ثم بمزيد من الفضول : السالفة مالها تفسير ثاني ..كيف اجتمعوا رياض و يعقوب ؟! .. القوا محاضرة و تحقيق ..
رد باسل بلا مبالاة : ضربوني ..
عم الصمت
ثم انفجر خلف يضحك ..
ضحك لدرجة تساقطت بعض الدموع ..
سأل و هو يمسك بقفصه الصدري الذي المه من كثر الضحك : افـــــــــا
و بمزيد من السخرية : ســطـــروك ..
وبتشفي : تستاهل جزاك و اقل من جزاك ..
همس بغيض ضاحك هو ايضا باسل متظاهر بكبرياء مجروح : اثنين و انا واحد .. كيف تضحك ؟! .. هذا و انا صديقك .. مفروض تقول انا اخذ حقك ..
تماسك ليتحدث خلف : بقول لك شي بس لا تزعل .. رياض .. ياخي يعجبني ها الادمي .. يعني لو واحد ثاني .. قال و انا شدخلني .. لكن هو غير ..
باسل بنفي حاقد : انت على بالك هو مهتم عشاني .. الاخ يتصيد مشاكل ..
ثم باسل بعجل : على فكرة ليه للحين ما قلت لي على اسمك الحقيقي ؟..
خلف بضحكة ولازال يتمتع بمزاجه المرح : احب اسم خلف .. انت طلبتني باسم خالي " خلف " .. هو اللي جاهد بأفغانستان .. الوالدة هي اللي ردت على الباب و مصدومة من سمعتك تطلبني باسمه .........
باسل بخوف : و تضحك .. امك معذورة انا و وجهي جاي و اطلب اقابل شخص متوفي شي ما يضحك .. و انا اقول اللي رد علي كان مفجوع ...
خلف بلامبالاة : و انا راح اجاهد مثله ..
باسل بجدية : انت تتكلم جد ؟
خلف بتحدي : الرحله بعد اسبوع ..
باسل بمحاولة : رايح للموت برجلك ..
خلف بدفاع : الشهادة في سبيل الله .. كان ممكن اموت و انا على معصية او موت من دون معنى ..
باسل بمحاولة و هو يتصنع الضعف : و تتركنا .. تترك امك .. و ابوك و اخواتك .. و انـــــا اللي تركت الطايف عشانك ؟!
خلف بعد ان اخذ نفس عميق : ماحد محتاجني.. امي إذا تكلمنا زادت كرهتني اكثر .. و ابوي و اخواتي ما هميتهم .. و انت .. حالك احسن بغيابي ..
باسل بهجوم : غسلوا مخك .. جهاد .. شهادة .. الحور العين ...و ..
خلف بإصرار صلب : باسل .. انا رايح رايح الله لا يعوقني بشر ..
باسل بثقة و جرأة : و تظن اتركك .. راح امنعك .. اقنعك او اجبرك .. ابلغ الشرطة .. او امك .. انت قاصر و للحين ..
خلف ابتسم : ترى انت الوحيد اللي قلت له .. لا تحسسني باالندم ..
باسل بدهشة : تندم .. اكيد ما راح تندم .. يعني انت كنت ناوي تسافر من دون تقول لي
خلف بهزة صغيرة من كتفه : رد فعلك متوقعه ..
صمت قليلا ثم بدء من جديد باسل : تجاهد ؟!.. مطلبك الاجر !؟.. تقدر تجاهد هنا .. حاول ترضي والديك .. رضا الوالدين مقدم على الجهاد .. اصلا ما تقدر تجاهد الا ب بموافقتهم ..
خلف بغضب و نفور : اقدر ..
باسل بمحاولة بائسة : خلف ..
خلف بملل : نادني ماجد .. ثم لا تحاول .. عزمت امري ..و لأول مرة ارتاح لشيء مثل راحتي الحالية ..
باسل بتغيير بصوته : خذني معك ..
خلف بنفي حازم : لا ..
باسل بسخط : ليه لا ..
خلف و هو يحرك عينيه بعيد و يعيد ترتيب اوراقه : مصيري انا الوحيد اللي يقرره .. لكن اتسبب بموتك انت لا ..
باسل ببسمة ساخرة : يعني انت خايف علي لكن ما خفت على نفسك ؟!
خلف بقناعة : انت تقدر تتكيف مع اي موقف .. انا لا .. دائما غريب .. حياتي مالها معنى .. كلامي غير مسموع و لو سمع الكل ينكره .. حاولت ..
بترجي باسل : تكفى .. خلف .. طلبتك .. قول ان الموضوع تهديد ...
خلف وقف بنفور : ليه اهدد ؟..
باسل و هو يمسك يده و حاول امتصاص غضب الشاب : افهمني .. انت واحد من الملايين .. بك او بدونك ما تقدر تصلح العالم .. ثم انت ما تدري وش معنى الموت .. ما عمرك لمست جثة .. جسد من دون روح .. قبل سنة و للحين اذكره ولا بيوم في حياتي راح انساه .. الموت ما هو بلعبة ...
خلف بصوت مرتفع لا مبالي : الموت قضاء و قدر .. و كلنا راح نموت ..
اخرج هاتفه الجوال ثم فتح بضع صور .. باسل بصدمة بينما فسر خلف : مجازر .. معظم الضحايا اطفال ..
همس بنقمة باسل : غريب امرك .. تدور على عذابك بنفسك .. موتك او حياتك ما راح تفرق بحرب راح ضحيتها الوف ..
صمتا .. قبل ان يتحدث خلف بصوت واثق : بطلبك شي .. لا تبكي .. لو قالوا مات .. اقدر اتخيل الكل يبكي .. إلا أنت و امي ..
رد ضاحك بتكبر , ضحكة لتحطيم المتحدث و هو يشعر بعدم اليأس بعد و مستبعد لموت احدهم : و من قال راح ابكي .. و الله ما ابكيك ..
ضحك الشاب الاخر و بمرح : باسل و الله احبك ..
رد باسل ببرود مقتبس كلام احدهم : عيب تقول احبك لرجال ..
عقد حاجبيه خلف ..
خلف بتأكيد باسم : احبك في الله ..
ثم بدمدمة : غيرها ما توصل المعنى .. تحسها خفيفه ..
رد باسل بوقار : احبك الله الذي احببتني فيه ..
ينوي استغلال الاسبوع في اقناع خلف با العدول عن الذهاب .. و اذا لم يستطيع فاقل ما يستطيع هو تأخيره حتى يعدل عن رأيه و الاستمتاع ببعض الوقت معه ..
باسل عاد للمنزل بعد صلاة العشاء ..
المنزل الذي يغرق با السكون .. بارد .. كئيب ..
لا احد ينتظره .. و لا احد يسأل اين كنت .. شجع نفسه هكذا افضل ..
حمل ملابس نظيفة و غير با الحمام توضئ
ثم خرج ليضيء الغرفة و يصلى الوتر
ليستلقى لينام ..
لكن صوت طرق على باب الغرفة ايقظه .
كانت رشا تقف سألت بصوت خجول : تعشيت !؟
ليرد : ايه ..
ظلت صامته لفترة ثم تحدثت : ثاني مرة لو راح تتأخر .. ممكن تعطيني خبر .. اتصل فيني .. او ارسل رسالة ..
رد و هو يشعر بحلاوة ان يفتقده احدهم : طيب ..
تراجعت ثم سمع صوت احداهن معها .. حنان .. ابتسم .. لا ليس الجميع ساخط لوجوده
با اليوم التالي ......
مبارك ..
يشعر با الملل , و الكسل و الرغبة با النوم ..
الوقت الان هو الفسحة ..
راقب بعينين ناعسة الطلاب .. جلس بجواره صديقه " ذياب "
اليوم مسخر الطالب المائع " ريان " و يحتاج للعبة اكثر تسلية الان ..
وقعت عينيه على " ماجد " المصلح الاجتماعي و المتكبر من يعتقد نفسه على صواب و الجميع على خطأ ..
نفض الملل وقرر التلاعب قليلا ..
اشار لأصدقائه للفت انظار بقية " الشلة " ..
يجلسان مستندين على حائط المدرسة و مندمجان با الحديث ..
بين يدي " ماجد " و الشاب الذي الى جواره عصير غازي ..
.. المشروبات الغازية بجميع النكهات لا تباع بمقصف المدرسة و يبدو اشترياه من الخارج
اقترب و بمزح ثقيل " مبارك "
حاول اختطاف عصير ماجد فيما كافئة بقية " القطيع " بضحك و التشجيع .. لكن ماجد وقف و هو ينظر له بغضب ..
صدم وهو يسمع صوت الشاب الجالس بجواره و هو ما يزال جالس
" باسل " : ينفع " ميرندا فراولة "
قالها و هو يرفع العلبة القابعة بين يديه و لم يفتحها بعد ..
اختطفه من يده و هو يلاحظ نظرة ماجد الغاضبة لصديقة و توبيخه : ليه تعطيه ؟!
لم يرد الشاب سواء بنظرة من عينيه ..
يبدو من النوع الجبان و الخائف من المشاكل .. ربما هو شبيه ل "ريان " فهو صديقه ..
اخذ العصير مزهو بانتصاره
جلس .. فتح العلبة بسرعة .. ليس لان ينوي شربها ..
لكنه يتعمد مضايقة ماجد .. كان ينوي شرب رشفة ثم رمي العلبة ..
لكن بمجرد ان فتح العلبة حتى انفجر العصير الغازي متناثر على ثوبه و على جميع من يجلس بجواره ليفرغ تماما من العلبة ..
رفع عينيه ليجد ماجد ضاحك بصخب و الشاب الذي الى جواره ما يزال جالس و يبتسم بمرح
تحرك بغضب وقبل ان يصل كان ذياب تدخل و امسك به .. في الجهة الاخرى ماجد وقف امام الشاب ..
ربما امسك به ذياب لأنه لا يريد مشاكل ..
و ماجد مندفع بطبعة و ليس بشرط دفاعا عن صديقه ..
لكن المفاجئ هو ريان المائع البنوتي و الذي وقف بجوار الشاب الذي لازال جالس ...!
صرخ مبارك : الله يلعنك ...
اجاب باسل بصوت هادئ و بعينيه نظرة متحدية : عسى تعود يم راسك ...
تحرك متجه للحمام ليغسل العصير و الذي دخل حتى لعينيه ليجد ذياب يتبعه و هو يمده بمناديل ..
تحدث بغضب : الحيوان كان يدري ان العصير ارتج و راح ينفجر اذا فتحته و عشان كذا عطاني ..
ذياب بهدوء : من قال لك تقرب منه ..
هدد بصدق : راح امسكه لحاله .. ووقتها امسح فيه الارض ..
ذياب بجدية : لا تقرب منه ... " باسل " مريض .. و هبة هواء تطيره ..
ذياب دون ان يشعر شجعه ... يكره هذا الصنف من يعتقد ان جميع الناس ادنى منه .. لم يرد لكن بداخله توعد باسل ...
باسل
تأخر عن الدخول للفصل بعد الفسحة لان خلف كان ما يزال يضحك ..
و ما يزال متمسك به ليشاركه الانتصار .. قبل الهبوط للفسحة سقطت علبة العصير متدحرجة فوق الدرج و التي اشتراها " خلف " خصيصا من اجله ..
و لذالك لم يفتحها و اعطاها بكل طيبة نفس لشاب الاخر ..
يمشي " خلف " بجوار باسل و يحيط كتفيه بذراع و هو يتحدث بضحك : امطرت السماء " ميرندا " .. انت شفت وجهه ... كله في كوم و القطرة الحمراء اللي كانت معلقة تحت عينه اليمين .. هههههه و يمكن دخل العصير اذنه ..
عندما وصلا للفصل يقف ..
الحصة الرابعة رياضيات ..
بباب الفصل الاستاذ فراس
..
و مع وجود طلاب متأخرين بصحبة باسل او متأخر اكثر من باسل إلا ان الاستاذ فراس ترك الجميع يدخل إلا باسل امره ان يقف خارجا و العذر التأخر عن الحصة ..
تدخل خلف بطريقة غير رسمية مع ان البقاء خارجا شيء جيد بنسبه له شخصيا عدم حضور الحصص هو النعيم بعينه ..
إلا ان الاستاذ فراس يتعمد احراج و مضايقة باسل و معاملته بتعسف : استاذ دخلت طلاب متأخرين من باسل ..؟ ..
نظر له الاستاذ فراس باحتقار و هو يتحدث ببرود : تفضل على فصلك ..
رفض خلف التحرك : ليه استاذ .. انت متقصد باسل ..
نظر له الاستاذ بتعالي : تحرك ... على صفك ...
تحرك خلف و هو ينظر بغضب ..
فيما بقي باسل بلا مبالاة ظاهرة خارج الفصل حتى انتهاء حصة الاستاذ فراس و خروجه ..
لاحقا ..
بعد ان عاد للمنزل باسل .. لم يعد يجلس ليأكل مع العائلة ..
دون ان يشعر كان يتبع نفس طريقة خلف
ينام بعد العودة من المدرسة و يستيقظ على العصر ..
يصلي ثم يخرج مع خلف ..يرفض الخروج مع ليث أو ممدوح .. او حتى التصالح مع يعقوب و رياض ..
خلف خلال اسبوع قد يغادر و لن يستطيع فعل اي شيء لردعه يجب ان يتحرك ....
حضر سريعا يوم الثلاثاء .. و بعد صلاة العصر حضر خلف ..
خلف ..لأول مرة يرتدي قميص مزرر واسع بني طويل و بنطلون جينز باهت واسع على الخصر لكن يثبته حزام جلدي بشع ..
أما الشعر المصفف على جنب .. هل هو مبلول بماء أو جل .. أو زيت .. لان البريق و اللمعان لم يكن طبيعي ؟ّ
عندما كانا با المدرسة اخبر خلف باسل : العصر قابلني ... لكن اكشخ ..
لم يفهم باسل و لذالك ارتدى كا المعتاد ثوب بلون غامق " كحلي " و شماغ ابيض ..
ارتدى نظارة طلال التي تركها سابقا .. اراد ارتدائها لشوقه لمالكها الاصلي ..
بمجرد ان وصل خلف حتى انتقد بشراسة : انا ما قلت لك ... ؟؟
سأل باسل و هو يعيد النظر لما يرتدي و يدفع النظارة الشمسية للخلف : ليه وش عيب ثوبي ..
خلف بتفسير : رايحين مطعم فخم .. الزباين كلهم ...
و تعثر با النطق : هااااي كلاااااس ..
رد باسل بسخرية : خلك فخور با الزي التقليدي ..
كان نظرة كلا منهما للأناقة و الفخامة مختلف احدهما يرى البدل الواسعة و الشعر المثبت " الله اعلم ب ماذا " هو الاناقة بعينها ؟
عندما دخلا للمطعم المعروف با الاطباق اللذيذة و جو البذخ و الاهــــــــم الفواتير الغالية كانا يحسان بأنهما من افخم و ارقى الشخصيات ..
دقائق حتى طلب خلف وجبة معينة لشخصين ؟.. مما دفع باسل لتسائل لماذا هذا الوجبة خصيصا ..
لكن لم يطل فضوله حتى وجد هذه الوجبة هي الوجبة ذات الاقل قيمة بقائمة المطعم ..
على الوجبة تحدث خلف : ليه تلبس نظارة شمسية با الليل ..
رد باسل بعبوس فهو يشعر بغرابة , مدعو و لأول مرة على حساب خلف هل هذا كمين : ليه .. خلف .. اشتقت لــ عيوني الذباحة ..
خلف بسخرية : أنا اشهد انها ذباحة بس مو من الجمال من البشاعة .. و ليه ما تناديني ماجد ؟
باسل بسخرية : ما اعرف ماجد اعرف خلف ..
رد ماجد بمحاولة : و لو مرة نادني ماجد ..
رد باسل ببسمة رافضة : لـــاــــ..
عندما كان من المفترض ان يدفع خلف الحساب اصر ان ينتظر باسل با السيارة حتى يدفع الحساب ..
لكن باسل شك ان المبلغ ليس بحوزته لذا تظاهر با الخروج و عاد ليراقب من قريب ..
ليجد خلف يعد كم ورقة نقدية و يخرج كوبون ..
كان كوبون تخفيض ... فعند الشراء لشخص يحصل على وجبة بنفس السعر لشخص الاخر ..
لم يكن الموقف مضحك و مسلي
عندما استقل السيارة ..
ابتسم خلف بمحبة و هو يتحدث و يتعمد عدم النظر لعيني باسل و يتظاهر با النظر للخلف و هو يناور بسيارة ليخرجها من المواقف : اتمنى لو ارد شي من جميلك .. ما كنت تعرفني و مع ذالك ارسلت لي فلوس .. لما قلت لك تركت بيت ابوي .. و ما معي لا عوين و لا رفيق .. جيت مسافر من الطايف لرياض .. ما دري هي شـهــامـة أو طــفـاقـة .. لكن الاكـيـد .. كنت اجمل شي حصل بحياتي ..
باسل بمشاغبة : كانت خطتي اقابلك برياض ثم اغير مسار حياتي .. انت عارف اجلت اشياء كثير عشانك ..
و اكمل : اوعدني لا تروح لمكان ما اقدر الحقك
خلف بمسكنة غير متقنة : اوعدك .. على الاقل حاليا .. لكن فهمني اول ... اجلت ؟ .. تغير مسار حياتك ! .. ثم نادني ماجد ..
ابتسم باسل و هو يجيب : خــلـــف ...
خلف و هو يعقد حاجبيه
باسل فجأة شاهد مسدس موضوع تحت قدميه !.. من يضع سلاح خطير بمكان مثل هذا ..
هبط ببطء ليلتقط السلاح لكن السلاح كان خفيف ؟<
علق خلف : لعبة ..
نظر له باسل باستغراب فيما وضح خلف : اشتريته قبل يومين .. على اساس اتدرب على سلاح ..
باسل فكر كم هو " طفولي " ..ضغط الزناد ليطلق صوت الكتروني ..
و هو يتنفس بعد ان حبس انفاسه : اوووووف .. يشبه مسدس حقيقي ..
سخر خلف : ما تعرف تفرق بين السلاح و غيره ..
ليرد باسل بثقة : و هنا المشكلة .. هذا مصنوع طبق الاصل من " مسدس " صناعة روسية كان مع واحد من الشباب ...
اوقف السيارة ب احد المواقف ..
كان الشارع يضج با العابرين .. و المحلات مضاءة ..
مع تقدم الوقت .. خف عدد العابرين .. اغلقت المحلات ..
قطع الصمت تثاؤب خلف العالي ..
ثم صوت خلف منخفض يترنم بصوت رفيع بعد ان سند جسده : اعذريني يا بعد روحي اعذريني ... واِغفِري زلّاتِ عُمري و سامحيني
ما نوَيْتُ اِجرح فُؤادك يا فُؤادي ... لكُنّ الجنّة تُناديني تبيُّني
اعذريني لا تقوُّلي أنّي جُفيتِك ... كيْف أبجفى مِن على الدُّنيا عويني
كيْف انا أقدر أستهِلُّ اعبار عيْنكِ ... و أنّتي أغلى مِن غِلّا روحي و عيْني
أنّتي أغلى مِن يُحِبُّ اليَوْمُ قلبي ... أنّتي أقدر مِن قِدرتُي تحتويني
لوْ تعرُّفيْنِ اشكثر معنًى الحقيقةِ ... ما قِدرتُي في الحقيقةِ تُعتِّبيني
اُصبُري لا تذرِفي الدّمِعة عُليا ... وإنّ ذرّفت دمعتُك لا تنقُديني
بِعتُ روحي و اِشتريْتُ الموْت ... لمّا اِشترى رِبّيُّ نُفوسِ المُؤمِنين ..
ااااا ه يا أمــــي ..
باسل بصوت متأثر : راح تودعها .. او تمشي من دون علمها ..
خلف و والدته قصة لا يمكن التنبؤ بأحداثها ...رد خلف بعد زفرة : تكرهني .. و انا ما اتحمل كرهها .. اخاف تكرهني اكثر .. هي امي .. دمعي و دمي .. نبضي .. و روحي .. لكنها ..
قطعه باسل : مستحيل ام تكره ولدها ..
لم يجب خلف فاقترح باسل : ترجع البيت تنام ..
ليرد خلف : لا .. الوقت بدري .. خلنا نسولف ..
حل الصمت من جديد .. السيارة و التي تعود ملكيتها ل " خلف " ددسن نيسان بغمارة واحدة
لذا كان خلف و باسل متقاربان ..
امال رأسه ببطأ حتى وضعه على كتف صديقه ..
تجمد باسل با البداية و هو يفكر با المادة المطلي بها رأس خلف .. لا لم تكن عادية .. كان لها رائحة عطرية و هيئة شمعية ..
و رغم كراهيته لاقتراب الاشخاص و ملامسة الاجساد ..
إلا ان معرفة بان خلف يكره ذالك اضعاف خفف ..
و لان النائم " خلف " سمح له با الاستناد ...
بقي لعدة دقائق ثم شعر به يصدر صوت يشبه الشخير .. هل نام ..
نعم نام ..
لا يعرف كم مر من الوقت ..لا يستطيع الحركة بسبب المستند على كتفه ..
و لا يريد ازعاجه و بذات الوقت كتفه تخدر و اصبح يؤلم ..
و ما زاد الامر سوء هو لعاب خلف السائل و الذي بلل كتفه
و الامور السيئة تستمر با الحدوث حشرة صغيرة دخلت من النافذة متخبطة .. حاول ضربها اكثر من مرة ..
لكنها كانت تتصف با العناد .. و نهايتها لم تكن متوقعة .. فهي اقتربت من شعر خلف ثم اختفت ..
حبس ضحكة كادت تنفلت .. شعر خلف مصيدة للحشرات لابد ان يسأله ماهية المادة اللزجة المستخدمة ..
انطلق فجأة صوت رنين هاتف جوال ..
كانت رشا .. ايقظت خلف .. و الذي استيقظ مدهش يسأل : كم الساعة ؟
ليرد باسل و هو يتخلص من ثقل رأسه و ينظر لهاتفه : وحدة و نصف ..
علق خلف بإحراج : ليه ما صحيتني ..
رد باسل بتلاعب : قلت خل اتركك ترتاح .. لكن ندمت ... انت دايم تنام و فمك مفتوح ؟؟
لكمه خلف على كتفه بمرح ..
فيما حرك السيارة متجه لمنزل باسل وقف هنالك لوهلة ثم سأل : ممكن تعرفني على إلياس ؟
نظر له باسل باستغراب .. ليفسر بمرح : إلياس و لو انك تقول انه غدر بصاحبك .. إلا ان عندي احساس ان له اسبابه ..
باسل بسخط و هو يتمعن بوجه : انت وش سالفتك مع اللي اكرههم .. رياض و إلياس .. شوي و تمدح منيرة و انت ما تعرفها ..
خلف بفضول : من منيرة ؟
باسل بفم مائل : زوجة الوالد ....
ابتسم بشقاوة خلف : حكمي على البشر ما يخيب .. رياض اخلاق لكن انت مستفز .. إلياس يا ليت اقابله .. يعقوب ما اعرفه .. ريان جبان و ابو وجهين .. ليث و ممدوح .. غريبين ..
باسل بصوت هادئ : لا تتكلم عن ريان و كأنك تعرفه .. و كيف يعني غريبين ؟
خلف بتحليل : اهتمامهم فيك غريب ..ممدوح يمكن يكون بنفس سن اخوك بدر .. لكن ليث كبير .. هو قال يدرس لكن انتساب .. يمكن يكون بعمر طلال .. ثم ليه هم يتقربون منك انت !.. ليه ما يتقربون لــ يعقوب .. هو اخو بدر الاكبر من الاب و الام و قريب من سنهم ..
باسل بتفكير و هو يدلك جبينه : ليث خطيب خالتي .. و ممدوح .. مادري ..
خلف بتفكير متعمق : ليه اثنينهم كانوا بمكان الحادث .. و كأن واحد فيهم .. أو اثنينهم كان اخر من قابل بدر ..
صمت باسل و هو يحاول مواكبة تفكير خلف ,
خلف بافتراض مكمل : و كأن يعرفون ان بدر سكران و احتمال كبير يصلح حادث .. و عشان كذا كانوا قريب من الحادث .. لو افترضنا ان واحد فيهم يعرف ان بدر سكران و كان اخر من قابله .. ليه تركه يسوق و هو عارف حالته ..؟؟
ثم و هو يتعمد طرح الاسوأ : يمكن كان متعمد .. يتركه يموت بحادث ..
باسل بنفي و دفاع : لو فرضنا .. ليه ما وقف يتفرج عن بعد .. ليه تدخل و حضر بمسرح الحادث ..
خلف بتفكير : يمكن ندم .. أو يمكن .. ما توقع احد يشك فيه .. او كان يتأكد ان بدر توفي قبل يقول اي شي ..
ثم اكمل بمزيد من الشك خلف : فيه غرابة حتى ببعض التصرفات .. ليث تقريبا كان مبسوط لانك تغازل ؟؟..و ممدوح بأخر مرة با المول .. لما تقدم الرجال و كان يصارخ .. غير ان عينه كانت على البنات .. تراجع و كأنه يتهرب لو فيه مضاربة
باسل بنفي قوي : ممدوح ما يهمه احد .. ثم من قال ليث كان مبسوط ..
خلف بتأكيد : ليث لما كنت تكلم وحدة من البنات كان يهدي رياض و يقول " عادي رجال وشي طبيعي ينجذب للبنات " و كأنها معلومة جديدة .. كلنا رجال و ننجذب للبنات لكن ما نغازل ..
و بإسهاب خلف : لـــــكـــــن ليث كان مستعد يتدخل لما الرجال كان معصب .. و رياض بعد و انا اكيد لو احد لمسك وقفت معك .. لكن ممدوح و كأن كان .... خايف يتورط ..
باسل فكر بعمق و هو يسترجع التفكير فيما اضاف خلف : الاثنين لا تــــــأممن لهم .. إلياس ثقة ذكي و يلعبها صح ...
قطعه باسل و هو يدير عينيه بسخط : وش جاب طاريه !.. اعوذ با الله منه ..
قبل ان يهبط اخبره خلف : بكرة ما راح اقابلك با المدرسة .. لكن على جدران المدرسة لك هدية .. اشوفك العصر اودعك و امشي ..
سأل بتردد مقاول هذا سؤال مهم : خلف .. امممم ..شعرك متغير صح !!
خلف بحماس و هو يدير المرأة الجانبية لينظر لنفسه : لاحظت .. تحسه انعم .. هذا جل مثبت و يعطي لمعة خفيفة ..
لمعة خفيفة ؟؟ شعرك يا عزيزي كان يبرق ..
خلف و هو يحني رأسه باتجاه باسل : و له رائحة حلوة ....
ابتعد باسل و كأن احدهم يلوح بسلاح خطير , بعد كل شي المصيدة المتنقلة قد تأذيه هو ايضا
و هو يردد : ايه .. ما شاء الله .... بس ما كأنك كثرت ..
و كأن خلف احس بعدم اعجاب باسل : لا ما كثرت ..
و بغرور : لو كنت كاشخ كذا با المول .. كان البنات انهبلن علي .. بس انا ما احب افتن بنات خلق الله ..
باسل بهزة ضاحكة : لا شك .. لا شك .. و تواضعك يزيدك جمال ...
ثم بعرفان باسل و هو يفتح الباب : شكرا على العشاء .. و تصبح على خير ..
رد خلف و هو يدير رأسه حتى لا يلاقي عينيه بنوع من الخجل : تلاقي خير ..
هبط .. وصل للمنزل و الجميع نيام ..
نام كباقي الايام على الارض .. مازال هناك امل ليغير رأي خلف ..
استيقظ .. و ككل يوم توجه للمدرسة
بمجرد وصوله لاحظ الكتابة على جدران المدرسة با البخاخ الاسود ...
خـــــــــــلــــــــــــــــــف .. هو الفاعل ..
هذا الخط الجميل و الرسومات الساخرة و كلمات القدح و الذم با الاستاذ فراس ..
هذه هي " الهدية " ..جميع الجدران مزينة بخربشات .
كم استغرق للكتابة و متى كتبها ..
و لماذا حتى و هو ضد الفكرة وجدها مضحكة و ساخرة .. الجدران كتب المجانين .. و خلف المجنون ..
مر الصباح بسرعة .. بأخر الدوام و هو خارج من المدرسة ..
وجد سيارة خلف با المواقف .. شعر و هو يقترب ان هناك مصيبة حدثت ..
بمجرد ان اغلق الباب حتى لاحظ يد خلف الممسكة با المقود بقوة حتى ابيضت مفاصل اصابعه سأل بصوت هادئ : صار شي ..؟
حرك السيارة خلف بصوت مهتز : للمرة الثالثة .. قدمت شكوى ضدي ..
والدته .. هي من بلغ .. ابتلع ريقه بصعوبة باسل : ليه ؟
خلف و هو يقود بهستيريا : امس ..رجعت البيت كانت بانتظاري .. و قومت الدنيا .. رفعت صوتي عليها و هددت .. وقفت بطريقي .. و .. و ..
بمحاولة لتبرير لنفسه : لأنها وقفت بطريقي .. و ربي كانت لحظة غضب .. تكلمني و كأني مجرم .. بدل ..
باسل بصوت مرعوب و بلا ارادة انطلقت قبضته لتضرب خلف : يا حيوان امك ضربتها .. يمكن بس تخوفك ..
خلف و هو يضرب المقود بقهر : لااااا .. عسى يدي تنكسر قبل امدها عليها .. ما وصلت لضرب .. ابعدتها عن طريقي بقوة ..
و بأسى معذب : كانت خايفة مني .. كأنها طفلة ..
اضاف بصوت متقطع : قفلت باب غرفتي .. و اخذت جوازي .. و قالت ان الشرطة تنتظرني .. هي ما تكذب .. ما تعرف تكذب ..
باسل و هو يحاول التماسك : سلم نفسك .. لا تكبرها .. اكيد سيارتك عليها بلاغ .. و لا تقدر تسافر ..
هز رأسه علامة على الرفض : لا .. باسل .. ها المرة سجن سنتين أو اكثر .. و الكل راح يعايرني بــ" عاق الوالدين " .. و ربي ما .. احبها اكثر من حبي لنفسي .. لكنها ..
تحدث باسل بثقة مكذوبة : اسمع مني .. خلنا نمر الحين أمك .. كلمها .. اعتذر .. قول ان الجهاد كان مزحة ..
خلف بمقاطعة و هو يزيد سرعة السيارة : لا ..
باسل بغضب : وقف .. وقف ..
اوقف خلف السيارة بقوة جعلت الاطار الامامي يحتك با الرصيف و تصدر صوت و رائحة مشابه للاحتراق ..
تنفس بعمق ثم تحدث بمحاولة : ارجع لامك .. اقنعها تسحب البلاغ ضدك ..
اجاب بعناد : ما راح تغير رأيها ..
باسل بثقة اكبر : لا .. راح تغير رأيها ..
و بفكرة سريعة : لو اضطر أنا اكلمها .. ارجع .. هروبك ما من ورآه فايدة .. انت مطلوب الحين .. و المسألة وقت قبل تتمسك .. كلمها ثم سلم نفسك .. راح تسامحك ..
و كأن اقتنع .. حرك السيارة عائد .. في طريق العودة .. كانت دورية شرطة تقف على جانب الطريق تنظم السير عندما تحركت خلف سيارة " خلف "
امر باسل بصوت متماسك : وقف ..
لكن خلف زاد السرعة .. نصح باسل و هو ينظر للخلف : وقف .. يمكن لاحظ ان السيارة معدلة و مرفوعة بزيادة .. مخالفة مرور و راح يتركنا ..
رد خلف بصوت خائف : لوحة السيارة منزوعة .. و فيه بلاغ على السيارة ..
زاد السرعة .. فيما دورية الشرطة زادت سرعتها ..
كانت ملاحقة صعبة .. فهو وقت خروج الطلاب من المدارس و نهاية الدوام لمعظم الموظفين ..
قطع عدة اشارات ضوئية .. متجاوز لسرعة المسموح بها ..
الوضع اصبح مجنون .. و تهور خلف قد يؤدي لقتلهما .. التفكير السليم غادره ..
من احد الشوارع انضمت سيارة دورية اخرى للمطاردة ..
لا هذه ليست مطاردة لسيارة مخالفة .. لكن مطاردة لشخص مطلوب ..
وضع يد فوق يد خلف و هو يلاحظ كيف تم حصار السيارة : هـــــــد ..
نظر له خلف بسرعة و باعتذار صادق : ورطك معي ...
اجاب باسل و هو يشد على يده : و لا يهمك ..
نظر له خلف و هو يوضح : البيت بعد شارعين .. امي .. في كلام بيننا ما انقال .. بس اطلبها تسامحني ..
لكن لم يكن هنالك امل لان الاشارة الضوئية كانت حمراء و امامها مجموعة من السيارات متوقفة ..
و لان مضطر للوقوف بسرعة خيالية قرر الصعود بسيارته فوق الرصيف و دخل بشارع الموازي و اصبح يتحرك عكس حركة السير ..
ثواني حتى اصطدم بأحد السيارات القادمة ..
و في غضون ثواني كانت سيارات الشرطة محيطة با الموقع ..
و بغضون دقائق طلب بصوت مرتفع من مكبرات الصوت الهبوط من السيارة ..
طلب خلف من باسل : انزل باسل ..
هبط باسل مستسلم و هو ينظر ل خلف و الذي كان يجري مكالمة لوالدته ..
لكن احد رجال الشرطة لم يهمله .. فقد فتح الباب و حاول سحب خلف بطريقة عنيفة ..
جـميـع من في الموقع صـــــــــدم عندما سحب خلف المسدس ..؟! ..
يريد كسب مزيد من الوقت و ربما اعتقد ان بإمكانه الهرب ..
مستخدم سلاح لم يكن سوا لعبة ..
جن جنون الشاب المرتدي لزي الشرطة و هو يرى الشاب المراهق يصوب مسدس على زميلة الشرطي الاخر ..
هو متهم با العقوق و اعتدى على احد والديه ..
و قبل قليل كانت مطاردة تدل على متهور ..
و هذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها التبليغ عنه ..
و هو الان يلوح بمسدس و على وشك قتل احد الابرياء ..
ثواني استغرق الامر سحب الشرطي لمسدسه و اطلاق الرصاص .. دفاعا عن صديقه من خلف " خلف " و امام باسل ..
ثواني صرخ بها باسل و هو محصور بيد احد رجال الشرطة على وشك تكبيل يديه : لا .. المسدس لعبة ... لا
لا يعرف كيف انفلت من رجال الشرطة أو ربما هم من تركه ..
اقترب بسرعة ....
و هو ينظر للملقي على الارض ..
شهق و يده تحاول الاقتراب من الهاتف " خلف " : أ .. مــــــ ... ــي
لا يمكن ان يموت .. لا يمكن ..
هو يريد ان ان يجاهد .. و يموت بطريقة مشرفة ..
لا يمكن ان يموت بطريقة حقيرة ..
اقترب باسل و هو يحمل رأسه و يصرخ : مـــــــاجــــــــــد ..
تمتم و صوته يخذله خلف : أمـــ. ــ. ـــي ما ســامحتني
ثواني قبل ان يلاحظ ان فــمـه قد ارتـخـى قليلا بـشـكـل مـفـتـوح ..
و عـيـنــه مـفـتـوحة مـركـزة عـلـى نقـطـة معـيـنـة .. عـلـى هـاتـفـه الـجـوال ..
اقترب احد رجال الشرطة ليغلق عينيه ..
همس للجسد المرتخي غير مصدق و مرعوب : انتظر شوي .. شوي راح توصل للمستشفى ..
وصلت سيارة الاسعاف ..
محاولة انعاش القلب لم تجدي نفعا .. لم يكن هناك ما يمكن ان يفعل ..
لان الروح فارقت الجسد ..
دقائق ..
نصف ساعة ..
ساعة ..
ساعتين ..
ثلاث ..
اربع ..
نقلت الجثة الى مغسلة الاموات ..
و كفن الجسد ..
دخل يتبع " خلف "..
الكفن الابيض الناصح متشرب بقطرات الدم .. و له رائحة بجانب رائحة المسك المستخدم للموتى .. رائحة الموت و رائحة الدم ..
تماما مثل كل شيء يمت بصلة الى خلف غير مرتب .. مشبع ببقع كوشم يميزها ..
خلف لم يعد موجود رحل من هذه الحياة ..
اختفى صوت خلف ..
اختفى ظل خلف ..
خلف الان مجرد ذكريات ..
ஓ ✱ ❆ ஓ ❆
يارب رَحْمَتَكَ مَعَ عَفْوِكَ وغفرانك
. . . . ....... . . . . ياربّْ ضَاعَ الْكَلاَمُ / وَظَلَّــتْ العبره ..!!
يارب كَبَّرَتْ مُصِيبَتـُنَا وَ سُبْــحَانَكِ
. . . . ....... . . . . قَادِرَ تُهَوِّنُ عَظِيمُ الْخُـطَبِ مِنْ كِبْرِهُ ..!!
يارب كُلَّ شَيْءَ ( لَا مُمْكِنَ ) بإمكانك
. . . . ....... . . . . ياربّْ عَبْدَكَ طلبَكَ تَسَـلُّحَهُ صبرَهُ ..!!
يارب رَجَّــحَ لَــهُ الْكـَفَّةَ بِمِــيزَانِــكَ
. . . . ....... . . . . ياربّْ إجــعـل رِيــاضَ الْجَنَّةِ بِـقَبـْرِهُ ..
يارب لُطْفَكَ وَعطفَكَ زَايَدَ إحسانك
. . . . ....... . . . . ياربّْ جيتك كَـسِيَرٍ / طَــالِبٍ جَـبْــرَهُ ..
يارب جتك الأمانة تَطَلُّبَ جِنّــَانِكَ
. . . . ....... . . . . ياربّْ هالأرض صَارَتْ { ثُقُبُ فِي إبرة ..
يارب رَحْمَتَكَ مَعَ عَفْوِكَ وَغُفْرَانَكَ
. . . . ....... . . . . ياربّْ ضَاعَ الْكَلاَمُ وَ . . { ظَلَّــتْ الْعِبَرَةُ ..
باسل
احس بان روحه ستخرج لا محالة ..
الم قوي .. ضرب قلبه ليحوله لثقب اسود ابتلع كل الوان الدنيا و احال كل شي للون الاسود ..
اقترب منه احد الرجال الحاضرين ليتحدث لكن العينين بهذه اللحظة اصبحت معتمة .. حتى الاصوات لم يعد يسمعها ..
السكون عم المكان ..
الالم اشتد .. خلف مات .... خلف المشاكس اصبح جثة ..
كيف .. لماذا .. متى .. لا ... محال ..
قبل يوم كان يضحك معه بسبب سكب العصير على مبارك ..
با الامس فقط نام على كتفه ..
كان يريد ان يكون بطل بطريقته .. محارب لجميع الاراء ..متمسك بمبادئه
حدث الجثة البيضاء الساكنة : ليه تتركني .. ليه تعرفت علي .. اللي فيني يكفيني ليه تزيد همي .. قوم ترى ابكي .. قلت لك لا تروح لمكان ما اقدر الحقك فيه .. ما اقدر الحقك .. للقبر ما اقدر الحقك .. اسمعني اناديك ماجد .. يا ذيبان .. كيف رصاصة تذبحك و انا قطعني حديد و طلعت حي .. سوريا يا ماجد .. قوم يا ماجد .. انا احتاجك .. انا يهمني امرك .. ..
لم يجب ..
خرج من الغرفة و هو يجر قدميه ليجلس على الارض رفع الهاتف ليتصل برقم بجميع اوقات الازمات يكون اول من يخطر بباله ..
ثواني حتى فتح الخط ليهمس : خــــــــــلـــــــــف تــــــــــــوفــــــــــــــى ..... خلف تركني .. خلف راح .. خلف خلاني ..
رد الطرف الاخر ببعض الكلمات و التي لم يسمعها و لم يستوعبها ..
كرر و هو يشعر بعدم الاستيعاب : انا بمغسلة الاموات بمستشفى ***** ****** ...طــــــلال .. خلف .. تــ و فــ ـي .. اليوم ..
لا يعرف كم مر من الوقت .. لكن البرد سكن اطرافه ..
كان ضائع بوسط الداخلين و الخارجين ..
حتى حضور اهل خلف و صوت بكاء والدة خلف و نواحها و هي تعاين جثة ابنها لم يعني له شيء ..
بدء يضع يده على قلبه .. و هو يشعر بألم ..
شعور ان المصيبة كبيرة .. الفاجعة عظيمة ..
هذا كسر لا يجبر .. هذا الشعور با الحزن و العجز و الغضب لا يمكن التعبير عنه ..
فقد جزء طالما حاول الحفاظ عليه مهما حدث ..
كان واثق بأنه يستطيع انقاذ احد من يحبهم .
لكنه لم يستطع .. بموت خلف ماتت الانسانية بداخلة ..
لا يعرف من هذا الذي امسك بكتفه و هو يتحدث معه ..
اغمض عينيه .. عندها شعر با اليدين القوية التي احاطت بجسده و برأسه الذي استند على كتف ..
شعر ان احدهم يسحق جسده بين يديه .. دفئ .. أمان .. بوسط الموج كان وسيلة لنجاة ..
و روحه التي على وشك المغادرة عادت با اللحظة الاخيرة ..
لكنها عادت متبلدة ..
مضى وقت طويل قبل ان يبتعد " إلــيــاس "و هو يتحدث بغم : طلال اتصل .. طلبني .. اقابلك ..
لم يستمع و لم يهتم بما كان يقال ...
فيما اكمل إلياس : تــعــال ..
اجاب باسل و هو يتمتم مجيب : ما اقدر .. جــ ــسـ.ـمــي .. مــخـــدر ..
لم يكن حتى قادر على الوقوف ..
سنده إلياس ..
اخذه على احد الحمامات ليغسل يديه و رأسه .. في محاولة لإيقاظه من الصدمة ..
فيما رفض باسل المغادرة حتى الصلاة على المتوفى ..
والد " ماجد " اراد الصلاة و دفن ابنه سريعا ..
و بعد صلاة العشاء بمقبرة قريبة للمستشفى ووري الثرى , جثمان " ماجد " ..
█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█
━╃ نـــــــــــــهـــــــــــــــــايــــــــــــة ╄━
البارت القادم يوم الثلاثاء بإذن الله
● رَمَيْتُ بَعْضُ الصبر ، فِي سَلَّةِ الْخَيْبَةِ
,,, ... وَ فِي صَدْرَي احباط ما يكفيه حِرْمَانَي
يا وَقَتَّ خَذَّ مَا تَبُّي مِنْي ، و لَا تَجِيبُهُ
[ الا رِضا وَالدِّينِيَّ .. و ضُحَكَةَ اخواني ]
|