المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
وقفت امام امرؤ القيس
بسم الله الرحمان الرحيم
طالما كنت دوما شغوفة بالشعر الجاهلي و خاصة المعلقات فتخيلت نفسي أحاور أسيادها وها أنا اليوم أقف أمام امرؤ القيس أيما وقوف اسمع شكواه ولوعته وبعدها أجادله فيما قال بعد أن قال
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ لما نسجتْها من جَنُوب وشمالِ
ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها وقيعانها كأنه حبَّ فلفل
كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ
وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ يقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل
وإنَّ شفائي عبرة ٌ مهراقة ٌ فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ
كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلها وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل
فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
قلت وقد غلفت نفسي بالقسوة رأفة به وحزنا عليه :
أيا من بكيت حومل بدمع المقل...بما يفيد بكاء على جرح لن يندمل
فانأى عن توضح والمقراة وما لم يعف...فالريحان تلطفت لكن أين لك منزل
فاترك الظباء ترعى وتنعم..............فذكرى وليفك لا تعلو عن طيف طلل
وانس يوما وقوفك حين رحيلهم....فهيهات بين التنائي والتداني المضمحل
أتأسى عن رواحل حاورتك.........وقد كنت يوما ندا لليث لا يحتمل
وهل يؤنس امرؤ القيس البكاء ؟......والبكاء للرجال ما خلق وما ارتسل
وكنت اغتديت والطير في وكناتها....وأراك اليوم على فراق لا تحتمل
فاحفظ سيل الجفن وجفف ما نزل .....وطهر نفسك من الضعف واغتسل
...........................................................ش ذى الريحان
|