كاتب الموضوع :
رباب فؤاد
المنتدى :
رومانسيات عربية - القصص المكتملة
رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب العاشر
تحركت في المطبخ برشاقة وهي تتنقل بين البراد والموقد تنقل شيئاً هنا وتضيف شيئاً هناك وحولها تداخلت عدة روائح شهية تثير اللعاب.
ورغم ذلك شعرت برائحة عطره تحيطها قبل أن يقترب منها ليحيطها بذراعيه من الخلف ويهمس قرب أذنها بتكاسل ـ"لماذا استيقظت؟ ما زال الوقت مبكراً".
ابتسمت وهي تشدد من احتضانه لها وتعود بظهرها لتستند على ظهره هامسة بدلال ـ"لأحضر لك الإفطار. أنت لم تأكل مع (مودي) في الصباح، ولابد أنك جائع".
أدارها إليه يتأمل صفاء عينيها ولمعت عيناه وهو ينظر إلى شفتيها قائلاً بتلاعب ـ"بالتأكيد جائع".
تخضبت وجنتيها بلون وردي فتنه، بينما فرت هي بحيائها لتتابع الطعام على الموقد هاتفة ـ"سيحترق الطعام. هيا اجلس على المائدة ريثما أحضره لك".
عاد يحبسها بين ذراعيه وهو يقبل كتفها معترضاً ـ"أي إفطار الآن؟ لقد قاربت الظهيرة".
ضحكت بخجل وهي تتظاهر بتقليب فطائر البان كيك في المقلاة قائلة ـ"وهذا أدعى للاستيقاظ يا حبيبي..فقد اقترب موعد عودة (مودي) من المدرسة".
مط شفتيه وهو يزوم بصوت خافت معترضاً ويخفي وجهه بين طيات شعرها الندي يملأ رئتيه برائحته، لكنها استدارت وهي تحمل طبق الفطائر بإحدى يديها وباليد الأخرى تسحب زوجها إلى المائدة ليجلس على رأسها.
همت بالتحرك لتجلس على المقعد المجاور، لكنه باغتها بجذبها لتجد نفسها جالسة في أحضانه وتسمعه يهمس ـ"إلى أين يا حلوتي؟ ألن تطعميني بأناملك هذه؟"
حبست أنفاسها بترقب وهو يتناول سبابتها اليمنى ليغمسها في طبق العسل أمامه ثم يضعها في فمه ليتلذذ بطعم العسل مسبلاً جفنيه باستمتاع أذابها، ثم ما لبث أن فتح عينيه بنظرة غائمة يتأمل وجهها المحتقن وهمس بصوت متحشرج ـ"أيهما أكثر حلاوة؟ سبابتك أم العسل"؟
حاولت أن تجد صوتها أو أن تجذب كفها من قبضته دون جدوى، فقد كانت رهينته التي لا أمل في إطلاق سراحها.
زادت لمعة عينيه وهو يتابع هامساً بتلاعب ـ"أنا أخبرك أيهما أكثر حلاوة".
ضاعت أنفاسها معه لوقت لم تحسبه حتى شعرت بالهواء يدخل رئتيها فجأة ففتحت عينيها لتحدق في ملامحه القريبة من وجهها بأنفاس لاهثة وتسمعه يقول بجذل ـ"كنت محقاً...فأنت أكثر حلاوة".
فقدت ما تبقى من قدرة على التحكم في أعصابها وهي تدفن وجهها في تجويف عنقه لتخفي ارتجافة جسدها، فاحتواها هو أكثر هامساً ـ"من اليوم هذا مكانك طالما كنا وحدنا. لن أتناول طعامي وحدي".
ابتسمت وهي ما زالت تخفي وجهها في عنقه ليتنحنح هو قائلاً بجدية ـ" قبل أن أنسى.. هل لا يزال جواز سفرك سارياً؟"
أبعدت رأسها عنه لتواجهه متسائلة ـ"لماذا تسأل؟"
داعب وجنتها موضحاً ـ"لأننا سنحتاجه في الحصول على تأشيرة دخول أمريكا. أحتاج جوازك وجواز (مودي) حتى أبدأ في الإجراءات سريعاً. ومن يدري... ربما استطعنا قضاء ليلة رأس السنة مع والديّ".
اعتدلت لتصفق بكفيها في جذل وهي تهتف بحماس ـ"حقاً؟ يا لها من مفاجأة".
ثم ما لبثت أن نضت الابتسامة عن وجهها وهي تقول في إحباط ـ"أخشى أن جواز سفري لم يعد سارياً. و(مودي) ليس له جواز سفر".
هز كتفيه في بساطة قائلاً ـ"حسناً لا توجد مشكلة... سنذهب اليوم لتصويرك أنت و(مودي) ونبدأ في إجراءات جواز السفر حتى لا نتأخر".
أومأت برأسها موافقة وهمت بالنهوض قائلة بحماس ـ"سأبدأ بالاستعداد الآن و..".
قاطعها وهو يجذبها من ذراعها ليعيدها إلى أحضانه معترضاً ـ"إلى أين؟ لم ننته من تناول الإفطار بعد".
وكان عازماً على إنهائه بكل شهية.
|