لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > رومانسيات عربية > رومانسيات عربية - القصص المكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رومانسيات عربية - القصص المكتملة رومانسيات عربية - القصص المكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-13, 09:46 PM   المشاركة رقم: 411
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب التاسع

 



اقترب بهدوء من الفراش يراقبها وقد غرقت كما يبدو في نوم عميق. خمن ذلك لأنها لم تشعر به حين فتح باب الغرفة ولا حين اقترب ليشرف عليها بطوله الفارع.

ضايقته عقدة حاجبيها التي تنم عن مدى ضيقها الذي ظل ملازماً لها رغم استغراقها في النوم، ولا شك في أنه هو سبب هذا الضيق.

وكيف لا وقد تعمد أن ينام في غرفة أخيها لليلة الثانية على التوالي، وكأنه يرسل لها رسالة مبطنة بأنه لا يريد النوم إلى جانبها.

ضغط فكيه في قوة آلمته وهو ينازع أنامله كيلا تهرع لفك تقطيبة حاجبيها، وقلبه يقرعه على إصراره الغريب على إيلامها دون مبرر قوي. وفي النهاية زفر بقوة وهو يهز كتفها برفق هامساً ـ"(علا)..إنها السابعة صباحاً".

انتفضت في قوة وهي تعتدل جالسة تحدق به بنظرات تائهة قبل أن ترفع عنها الغطاء لتنهض قائلة بصوت مازال يحمل أثر النوم ـ"يا إلهي..سيتأخر (مودي) عن مدرسته و..".

قاطعها وهو يعيدها إلى الفراش برفق قائلاً بهدوء ـ"(مودي) ذهب إلى مدرسته بالفعل. أوصلته قبل قليل إلى الحافلة. واصلي أنت نومك وسأذهب أنا لأُقل دكتور (مصطفى) وزوجته إلى المطار كما اتفقت معه بالأمس. أحببت أن أنبهك لذهابنا كيلا تفزعي حينما تستيقظين".

حدقت في وجهه بنفس النظرات التائهة وهي تسأله في حيرة ـ"(مودي) ذهب إلى المدرسة؟ إنه لا يستطيع ارت..".

قاطعها بابتسامة هادئة قائلاً ـ"أنا ساعدته في ارتداء ملابسه، وأعددت له الإفطار وتناوله معي كاملاً، بل وأعددت له شطائره ليأخذها معه. لا تخافي يمكنك الاعتماد علي دائماً".

رمقته بنظرة غريبة وهي تعود للنهوض عن الفراش مغمغمة ـ"حقاً؟"

تظاهر بأنه لم يسمعها وهو يخرج من الغرفة، لتبادره قائلة ـ"انتظرني.. سأكون جاهزة خلال ...".

أجابها وهو يقترب من الباب الخارجي ـ"لا داعي..لا أريد أن أتأخر عليهما. سأقلهم إلى المطار وأعود سريعاً. إلى اللقاء".

وقبل أن يسمع ردها كان قد خرج سريعاً وأغلق الباب خلفه.



زفرت في عنف وهي تطالع الباب عقب خروجه، ثم دقت الأرض بقدمها في غضب هاتفة بثورة حقيقة ـ"هذا كثير للغاية...لم أعد أحتمل. لابد وأن يتوقف عن أسلوبه هذا. لابد".

****************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 31-03-13, 09:49 PM   المشاركة رقم: 412
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب التاسع

 


"ابنتي ليست على ما يرام... فنظرة عينيها لا تسكنها فرحة العروس. ماذا فعلت بها؟ أهذا ما وعدتني به يوم طلبتها للزواج؟"

ترددت في أذنيه كلمات دكتور(مصطفى) الحازمة وهو يصافحه قبل أن يدخل صالة المغادرة، ليزفر في ضيق وهو يدرك أنه لا يستطيع الرد.

فماذا يقول له؟

يقول إنه يعاقبها على أخطائه هو؟

يقول إنه يتعمد جرحها بغباء منقطع النظير؟

يقول إنه لا ينام الليل وهي بعيدة عن ذراعيه، ويتمزق كلما لمح الدموع بعينيها، ورغم ذلك يواصل أسلوبه السخيف معها؟

ماذا يقول له؟

يقول إنه لم يقدر النعمة التي سيقت إليه؟ وأنه لم يلتزم بوعده أمامه وأمام الله عز وجل يوم ارتبط معها بميثاق غليظ؟

يقول إنه ...

"غبي..أنت غبي يا (مازن). بل أغبى خلق الله كافة".

هكذا هتف قلبه يعنّفه وهو يلقي جسده على فراشه القديم بشقة والديه بحي الزمالك، ويحدق في سقف الغرفة فوقه وعقله يكاد ينفجر من طوفان الأفكار المتلاطمة في عنف.

زفر بقوة ثم نهض جالساً ليحيط رأسه بكفيه وضميره يقرّعه بقوة ـ"كيف لك أن تكون بهذه الخسة؟ كيف تصورت للحظة أن يكون ذلك الملاك البريء كاذباً؟ كيف صدقت أنها قد يكون لها ماضي معيب تحاول إخفاؤه خلف ستار براءتها والتزامها"؟

زفر ثانية وعقله يحاول تبرير فعلته بقوله ـ"أنا لم أتهمها بالكذب ولم أشكك في شرفها يوماً".

ليصرخ به ضميره ـ"حقاً؟ ألم تحاول بكل وسائلك أن تستقطبها لتسبر أغوارها وتكشف هالة الغموض المحيطة بها؟ وحينما فشلت في ذلك سارعت بإتمام زواجك منها لتخمد شكوكك نحوها سواء بالسلب أو الإيجاب؟"

تلعثم عقله ولم يجد إجابة سريعة تنفي ذلك، إلى أن أسعفته بديهته بدفاع سريع وهو يهتف ـ"لقد تزوجتها لأنني أحببت أخاها وأردت أن أعوضه حنان الأب المفقود".

هتف ضميره بسخرية لاذعة ـ"عذر أقبح من ذنب. أحببت الطفل لا أنكر، لكن فضولك الغبي حول حقيقة نسبه ظل كالثرثار الذي لا يمل من الوسوسة في عقلك التافه. تزوجتها لتصيد عصفورين أيها الصحافي الهمام..تضمن بقاء الطفل في كنفك وتتأكد من حقيقة كلامها. ألم تتخيل للحظة أن من تخطئ مرة قادرة على تكرار خطئها دون خجل؟ أو على الأقل يمكنها إصلاح الخطأ بجراحة صغيرة كما تفعل البعض ولن تكتشف الفارق أبداً و..".

قاطعه عقله هذه المرة مستنكراً ـ"لا..(علا) ليست كذلك. كل ردود أفعالها تثبت أنها عذراء القلب والجسد. منذ اللمسة الأولى أدركت ذلك، حتى ازداد يقيني قبل يومين".

ليتساءل قلبه في حيرة ـ"فلماذا إذاً غادرت المنزل يومها مهموماً بمجرد أن رأيت موضع نوم زوجتك؟ لماذا شعرت بجدران المنزل تطبق على صدرك لحظتها؟ لماذا جبنت عن أن تواصل يومك معها؟ بل ولماذا تعاملها بهذا الجفاء؟"

تنهد في عمق وهو ينهض من الفراش متجهاً إلى نافذة غرفته يتطلع منها إلى حديقة المنزل الصغيرة وهو يحدث نفسه بصوت مسموع ـ"لأنني شعرت ببراءتها تصفعني في قوة. حينما رأيت تلك البقعة الصغيرة شعرت بها تخترق مخي عبر عيني لتزلزل كياني هاتفة ‘أنا صادقة’. ضميري يقتلني منذ تلك اللحظة ويكتم أنفاسي حتى اضطررت للهرب بعيداً عن عينيها. كيف سألمسها ثانية دون أن أشعر بالذنب؟ كيف استحق حبها وبراءتها وأنا بهذه الوضاعة؟ كيف س..".

سأله ضميره بهدوء ـ"أتحبها؟"

ليصرخ قلبه بالإيجاب بينما هز هو رأسه قائلاً ـ"لا أدري. حقاً لا أدري كيف أصف مشاعري نحوها. أحب ابتسامتها وأحب ملامحها ولكن..".

أكمل عقله جملته الناقصة ـ"ولكنه مجرد حب جسدي في نظرك، وأنت لا تعترف بمثل هذا الحب. لقد أحببت جسد (كاميلا) من قبل لكن روحك لم تمتزج مع روحها ولهذا فشلتما في التواصل. لكنني لا أرى أي تشابه بين صبرك طيلة أسبوع كامل دون أن تتمم زواجك من (علا) وبين علاقتك مع (كاميلا) التي كادت تبدأ قبل الزواج".

ليسرع قلبه هاتفاً بلهفة ـ"صدقني تحبها وتحب روحها. لم تكن لتصبر عليها كل هذا الوقت لو لم تحبها لشخصها. لم تكن لتتألم هكذا وتقرع نفسك لو لم تكن تحبها بصدق. لكنك آلمتها أكثر بابتعادك عنها. لا تتمادى في الغباء كيلا تخسر قلبها الماسي. تخلص من عقدك القديمة قبل أن تدمر حياتك".

زفر في قوة وهو يخرج من غرفته إلى المطبخ وذكريات وقوعه في حبائل تلك الكاميلا تطارده.
****************


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 31-03-13, 09:50 PM   المشاركة رقم: 413
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب التاسع

 




تحركت من غرفتها بخمول وكأنها فقدت الرغبة في الحياة، لتعبر الردهة إلى غرفة النوم الثانية التي كانت يوماً لزوجة أبيها.

لم تتجه إلى الغرفة حباً بها، وإنما لأنها تحمل آخر ذكريات والدها.

اتجهت من فورها إلى الصوان وفتحته لتُخرج معطف والدها المنزلي وتحتضنه بشوق، ثم مدت يدها إلى رف علوي تلتقط زجاجة عطر ملكية أهداها له الزملاء حينما تزوج (بهيرة)، وصارت رائحتها تميزه أينما كان.

تناولت الزجاجة وضغطت قمتها بهدوء ليخرج رذاذ عطر العود ويلتصق بالمعطف ويعبق بأريجه الغرفة ويتغلغل داخل رئتيها ليمنحها انتعاشاً خاصاً.

تحركت لتجلس على الفراش المهجور والمعطف لا يزال بين ذراعيها وأنفها مدسوس بين طياته، وكأنها تشم فيه عبق والدها الراحل وتطالبه بالعودة لها.

والعجيب أنها شعرت وكأن روح والدها تجسدت في ذرات العطر حولها، لتشعر براحة غريبة ازدادت حينما ارتدت المعطف وأحكمت إغلاقه حول منامتها ومالت لتسند رأسها على الوسادة خلفها في سكون.

لن تبكي الآن.

لن تبكي فراق أحبتها، فالبكاء لن يعيدهم.

ولن تبكي قسوة قلبه، لأنها لن تستجدي عطفه.

لن تبكي لأنها لن تكون (عنان) بعد الآن.

فقد سأمت تلك الشخصية بهدوئها وخنوعها

وهي ليست كذلك.

من اليوم هي (علا)...فقط (علا)

بجرأتها وحدتها التي تخلت عنها كثيراً

الآن وقتها.



أراحها هذا القرار الصارم، لتمسح عينيها بحزم من أثر الدموع وتنكمش أكثر داخل معطف والدها وهي تتكور بوضعية الجنين على الفراش....

وتغط في نوم عميق

مصحوبة برائحة والدها.


******************


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 31-03-13, 09:54 PM   المشاركة رقم: 414
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب التاسع

 



أصدر غلاي الماء الكهربائي صوتاً خافتاً معلناً انتهاء مهمته ليخرجه من شروده وهو يقلب مسحوق النسكافيه برتابة في كوب خزفي. أضاف الماء المغلي وبعض الحليب الجاف إلى الكوب وأعاد تقليبهم بنفس الرتابة أثناء خروجه من المطبخ نحو غرفته ليقف في شرفتها مستمتعاً بهواء الشتاء البارد وعقله يعود به لأكثر من عشر سنوات مضت.

بالتحديد بعد الحادث المروع الذي تركه نصف إنسان.

نعم نصف إنسان.. فقد كان جانبه الأيمن بأكمله غارقاً في الجبائر لفترة طويلة بعد عدة جراحات معقدة نجح أغلبها في إعادة ساقه إلى وضعها الطبيعي، بينما فشلت في إعادة كفه الأيمن إلى قوته الأولى، ليظل عاجزاً عن التحكم فيه.

كان في أسوأ حالاته النفسية بسبب الحادث وبسبب موت رفيقه، ناهيك عن شعوره بالذنب لأنه كان سبباً في موته،

حينما ظهرت هي...

أخصائية العلاج الطبيعي التي اقترحها طبيبه المعالج لتعيد تأهيله بعد الحادث.

(كاميلا آدمز)... أو (جميلة آدم)... أمريكية مسلمة من أصل عربي لكنها لا تعترف بذلك على الإطلاق،

شعرها الأحمر المسترسل على كتفيها إلى منتصف ظهرها، وعيناها الخضراوان وقوامها الفرنسي وملابسها المتحررة أكدوا انتمائها الغربي،

لذا كان طبيعياً أن تغير اسمها إلى (كاميلا) وتتعامل مع الجميع على أنها غربية حتى النخاع.

ويبدو أنها كانت تنتهج أسلوباً خاصاً بها في إعادة التأهيل.

فرغم الوجه الصارم الذي تجيد رسمه على ملامحها، كانت عيناها تشعان خبثاً وشقاوة.... وجاذبية.

وبكل تحررها الغربي اقتحمت حصونه الهشة لتعيث بها الفساد كما يحلو لها.

هو_رغم كل ما عاناه_ كان مازال متمسكاً بلقب كازانوفا الجامعة الذي لا تعصى فتاة على سحره، ويؤلمه أن ينتهي به الحال هكذا.

لذا، ففي هذا الوقت بالذات، كان بحاجة إلى مغامرة تعيد إليه بعضاً من ثقته بنفسه.

وهي شجعته على ذلك.

لم تُبد أي اعتراض على نظراته المفعمة بالإعجاب، ولا على كلماته المعسولة،

بل على العكس تماماً، أبدت تجاوباً واستعداداً لما هو أكثر من نظرات وهمسات و...

أي شاب في وضعه كان ليرحب بهذه الدعوة الصريحة، لكنه آثر الطريق السليم وتزوجها.

فهو لم يكن لينسلخ تماماً من القيم التي نشأ عليها لمجرد أن دعته امرأة ذات جمال.

فهي بالنسبة له لم تكن ذات جمال فحسب،

وإنما امرأة نجحت في إعادة الثقة إلى روحه المهزوزة وجعلته يرى الدنيا بمنظار عينيها.

امرأة جعلته واثقاً من قدرته على العودة كما كان قبل الحادث، إن لم يكن أفضل.

لذا كان واثقاً تماماً في حسن اختياره لها، بعدما تعامى عن أي عيوب بها.



كان الخبر صادماً لأهله وعلى الأخص شقيقه الأكبر الذي كان يتابع حالته الصحية بصفته طبيباً هو الآخر.

لكنه كان عنيداً وأصر على الزواج بها، لأن رغبته بها كانت أقوى من أي منطق سليم في هذا الوقت.

وكان له ما أراد،

وأصبحت (كاميلا) زوجته شرعاً وأمام الجميع.

وفي أول يوم لهما معاً اكتشف أنه لم يكن الأول في حياتها،

وانكشفت الغمامة عن عينيه، ليقع من علياء سماء أحلامه السابعة إلى ما دون أعماق المحيط..



تنهد في عمق حينما وصل إلى هذه النقطة من ذكرياته ليرتشف بعضاً من شرابه الساخن وهو يلعن غباؤه الذي يوقعه في نفس الخطأ كل مرة.

مشكلته أنه يتوقع دوماً أموراً بعيدة تماماً عن الواقع ويؤقلم نفسه عليها، ليُصدم بعدها بالحقيقة.

هكذا كانت صدمته في (كاميلا) سبباً في تعامله المختلف معها فيما بعد، وكأنه يلومها على توقعه الغريب الذي يكشف سذاجته الفعلية، رغم أنه من البديهي أن يختلف مفهوم العذرية في الغرب عن الشرق.

كيف تعامى منذ البداية عن حقيقة أنها هي من جذبته إليها، وليس العكس؟

وبالتالي كيف تخيل أنه سيكون الأول في حياة من هي على شاكلتها؟

هذه الصدمة كانت سبباً في اختلاف مفهومه عن النساء، حتى أصبحن جميعاً بالنسبة له (كاميلا).

نعم يعترف بأنها سبب عقدته من النساء وعزوفه عن الزواج بعدها لثقته في أنه لن يجد الفتاة عذراء القلب والجسد التي تستحق قلبه.

بل إنه أصبح لا يثق أساساً في مفهوم الحب الذي يربط بين روحين ويسمو بمشاعرهما فوق أي رغبات جسدية.

لذا اكتفى بلقب كازانوفا ساحر النساء، الشاب الوسيم معسول الكلام الذي يغرق الفتيات في بحوره بنظراته المغناطيسية وابتسامته السينمائية وجاذبيته المفرطة، لكنه لا يقربهن.

حتى ظهرت هي كالملاك الرقيق وسط شياطين حياته،

كغيمة ماء عذب يروي صحراء حياته القاحلة،

لكنه للأسف كرر نفس الخطأ معها، ليتكرر الندم بشكل أشد.



منذ البداية كانت كلتاهما كتاباً مفتوحاً أمامه ولا يخطئ قراءته سوى الأعمى

وللأسف هو كان أعمى

في المرتين كان أعمى.

أفقدته الأولى الثقة في النساء، لتفقده الثانية شعوره بما تبقى لديه من نخوة...



زفر في قوة وهو يرفع ساقه المصابة على مقعد مجاور ليسند ذراعه عليها وهو يواصل مراقبة الشارع أسفله بشرود والذكريات تواصل تدفقها عبر عقله.

وضميره يواصل لسعه بسياط توبيخ قاس على غبائه الذي يكرهه.

وبسخرية مريرة تمتم لنفسه ـ"من قال إنني كازانوفا؟ لابد وأن أحدهم حسدني على هذا اللقب حتى أصبحت بهذا العته الذي سيفقدني محبوبتي".

ثم عاد ليقول بحزم ـ"لكنني لن أخسرها. أقسم أن أعوضها عن كل ما مضى".
***************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 31-03-13, 09:56 PM   المشاركة رقم: 415
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب التاسع

 

أول ما لفت انتباهه كان الصمت الغريب الذي يلف المنزل حوله. طالع ساعة يده ليجدها لم تتجاوز منتصف النهار بعد، فابتسم بخبث وهو يحمد الله في سره لأن موعد عودة الصغير لم يحن بعد.
تقدم بخطوات متسللة يتفقد غرف المنزل واضعاً يده اليسرى خلف ظهره ليخفي ما بها وهو ينتقل بين غرفتهما إلى غرفة (مودي) والمطبخ والحمام دون جدوى.
عقد حاجبيه بقلق حقيقي وهو يشعر بخلو المنزل تماماً من أثرها، قبل أن ينتبه إلى باب غرفة والدها المفتوح رغم أن الغرفة بالداخل غارقة في الظلام.
اقترب بنفس الخطوات المتسللة من الغرفة ليدخلها ويقف متجمداً أمام المشهد أمامه.
فأميرته كانت كالملاك النائم، وقد غطت خصلات شعرها الناعمة ملامحها كستار ذهبي مصنوع من خيوط الشمس اللامعة، بينما تدثرت بمعطف صوفي يعود لأبيها بالتأكيد.
بهرته برقتها وراودته رغبة عارمة في احتواء صغيرته بين ذراعيه ليعوضها ما مضى، فازدرد لعابه وهو يقترب بحذر فهد منها ليزيح خصلاتها عن وجهها في نعومة وينحني ليتأمل ملامحها من قرب.
وللمرة الثانية هذا اليوم تؤلمه عقدة حاجبيها، ليقترب ويطبع قبلة رقيقة على جبهتها، أتبعها برفرفات أكثر رقة على وجنتها الأقرب إليه حتى شعر بها تتحرك مبتعدة عن مجال قبلاته.
كان حلماً رائعاً..فأبيها وأمها وتوأمتها كانوا معها، في شاليه الفيوم كالعادة وضحكاتهم تشق سكون المكان،
حينما بدؤوا فجأة في الابتعاد عنها واحداً تلو الآخر.
في البدء كانت (عنان)...ثم أمها...ثم أبيها.
رفعت عقيرتها بالنداء علهم يستجيبون لها ويعودون.
لكنهم غابوا بين طيات الغمام الكثيف،
وفجأة اختفت رائحة والدها الحبيبة، لتحل محلها رائحته هو.
لماذا يطاردني حتى في أحلامي؟
لا أريده... حقاً لا أريده.. فهو لا يحمل سوى الآلام.
ولكن الرائحة اقتربت أكثر لتتوغل في شرايينها، وتشعر برفرفات حالمة تداعب جبهتها ووجهها.
أجفلت في البداية ثم استسلمت للأنفاس التي تداعب وجنتها وتدغدغ حواسها، لكنها سرعان ما أفاقت لتفتح عينيها في ذعر وابتعدت عنه هاتفة ـ"ماذا تفعل؟"
منحها ابتسامة ناعمة وهو يجلس في الموضع الذي غادرته هي للتو هامساً ـ"أزيل تقطيبة حاجبيك".
عقدت حاجبيها نكاية به وهي تقول بسخرية ـ"حقاً؟ أهكذا تزيلها؟ أزل أسبابها أفضل".
مال بوجهه مقترباً ليطبع قبلة أخرى بين حاجبيها هامساً بتلاعب ـ"ربما تزول إلى الأبد إذا غنيت لها قليلاً".
وقبل أن تبتعد مستنكرة سمعته يغني بصوت دافئ لا يخلو من فخامته المعتادة
يا عاقد الحاجبين...على الجبين اللجين
إن كنت تقصد قتلي...قتلتني مرتين
قتلتني مرتين..يا عاقد الحاجبين
بلغ مؤشر دهشتها ذروته وارتخت ملامحها بالفعل وهي تضحك رغماً عنها، ليغمز هو بعينه قائلاً بمرح ـ"ها قد أزلتها من الجذور".
دفعته في صدره ليبتعد عنها وهي تنهض من الفراش قائلة بدلال طفولي ـ"ابتعد عني واتركني وشأني. فأنا لا أحدثك".
نهض يتبعها في سرعة ليحاصرها أمام الصوان هامساً يدللها ـ" لا أستطيع الابتعاد عن أميرتي".
أشاحت بوجهها بعيداً عن وجهه القريب وهي تواصل دفعه في صدره بقبضتها قائلة بصوت مختنق ـ"بل استطعت الابتعاد، ولابد أن أبتعد أنا الأخرى".
دس أنفه بين خصلات شعرها وهمس في أذنها بنعومة ـ"صدقيني لم أبتعد حباً في الابتعاد. كان رغماً عني".
تخاذلت قوة قبضتها على صدره وغصة الدموع تخنق صوتها المشروخ وهي تعاتبه ـ"أنت لا تحبني. وجودي في حياتك لا يعني أي شيء لك. وحده أبي كان يحبني بصدق وأشعر معه بالأمان. حتى حينما غاب جسده ظلت رائحته تشعرني بالأمان..أ...".
اختنق صوتها أكثر بالعبرات لتصمت مرغمة كيلا تذرفها أمامه، فاحتواها هو بحنان رغم اعتراضها الهزيل هامساً ـ"من قال إنني لا أحبك؟ ربما لم أدرك مقدار حبك من قبل، لكنني أدركه وأثق به الآن. أحبك يا أميرتي، ولم أحب سواكِ".
حاولت التملص من أحضانه وهي تغمغم باختناق ـ"قلت لك دعني. لو كنت تحبني حقاً لما سالت دموعي بسببك، لما آلمتني بابتعادك وكلماتك الجارحة، لما...".
قاطعها وهو يحكم ذراعيه حولها قائلاً بصدق ـ"ششش.. أعترف بخطئي وأعتذر عنه، ولا يوجد ما يغفر لي ذنبي سوى حبك. أقسم لك أنني أحبك وأنني لن أكون سبباً في دموعك ثانية. أحبك وأعدك بأن أكون الأب والأخ والصديق والزوج ومرفأ الأمان لك. أرجوك سامحيني".
في أي وقت آخر كانت لترحب باعترافه لها بحبه، بل وكانت لتطير من فرط السعادة. لكنها لم تكن مستعدة لهذه اللحظة بعد، لذا لم تشعر بحلاوتها. بل شعرت بها مبتورة... ناقصة... لا داعي لها.
أبعدت وجهها عن كتفه بحذر لتمعن النظر في عينيه اللتان وشيتا بمدى صدق كلماته. ارتجف قلبها مع تلك النظرات التي تريد تصديقها بقوة، لكن عقلها كان كمثير الشغب داخلها وهو يزجرها كيلا تمنحه ثقتها ثانية.
وكأنما شعر ببوادر التمرد داخلها وعزم على وأده في مهده، فوجئت به يميل على وجهها ليطبع قبلاته الناعمة على وجنتيها وكأن لا شيء في الكون أهم مما يفعله.
انتقلت إرتجافة قلبها لتشمل جسدها كله وهي تحاول عبثاً الابتعاد عن مجال معذبها والعثور على صوتها الهارب أمام طوفان مشاعره. وأخيراً غمغمت بنبرات مهتزة ـ"ماذا تفعل؟"
شعرت بابتسامته على وجنتها وهو يقول بتكاسل ـ"أتساءل ماذا تضعين على وجهك ليكون مذاقه كالعسل هكذا".
اشتعلت وجنتيها تحت شفاهه وزادت محاولاتها للتملص من ذراعيه لتسمعه يهمس بنعومة ـ"أريحي نفسك. لن أفلتك حتى أصالحك أميرتي".
قالها وهو يدس يده في جيبه ليُخرج منها قالباً من الشوكولاتة بالكراميل رفعه أمام عينيها هامساً ـ"وإذا لم تشفع لي الشوكولاتة.. سأضطر للغناء ثانية".
اختطفت مغلف الشوكولاتة بحركة طفولية وهي تقول في سرعة عله يفلتها ـ"حسناً..لقد شفعت لك الشوكولاتة..ارحم (فيروز) فهي لن تحتمل سماعك تشدو بأغانيها".
ضحك بقوة وهو يشدد احتضانه لها معترضاً ـ"لاااا..اعترفي أن صوتي ليس بهذا السوء. أين تجدين صوتاً بمثل هذا الدفء؟"
فتحت مغلف الشوكولاتة ببساطة وكأنما تسبب مرآه في محو كل مشاعرها السلبية ضد زوجها الذي أخرجت له لسانها بطفولية قائلة ـ"(فيروز) كانت تغنيها لحبيبها وليس العكس. وبالتأكيد صوتها أكثر دفئاً".
شاكسها باستنكار ـ"هكذا؟ إذاً لا داعي للشوكولاتة ما دمتِ لا تقتنعين بدفء صوتي".
منحته ظهرها في سرعة وهي تسارع بقضم الشوكولاتة قبل أن ينفذ تهديده، لكنه كان أسرع وهو يختطف المغلف من يدها ويفلتها من ذراعيه ليخرج مسرعاً من الغرفة ويلوح به بصبيانية محركاً حاجبيه ليستفزها. ويبدو أنه نجح في استفزاز الطفلة المشاغبة بداخلها، إذ خرجت بخطوات متنمرة هاتفة بزئير طفولي مضحك ـ"أعدها لي يا (مازن) وأعدك ألا أقتلك".
حرك حاجبيه ثانية لتهتف بغيظ وهي تهجم عليه لتتعلق بعنقه كطفلة مشاغبة ـ"حسناً..أنت أردت هذا".
ولدهشتها فقد أحكم ذراعيه حولها وهو يغمز بعينه قائلاً بخبث ـ"تذكري أنك أنت من أتيت إلى عرين الأسد يا حلوتي".
*********************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أخضر, بقلم, رباب, فؤاد
facebook




جديد مواضيع قسم رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:25 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية