لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > رومانسيات عربية > رومانسيات عربية - القصص المكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رومانسيات عربية - القصص المكتملة رومانسيات عربية - القصص المكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-13, 09:33 PM   المشاركة رقم: 406
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب التاسع

 




تدافعت الذكريات أمام عينيه كسيل جارف منذ ترك صديقه القديم، أو بالأحرى شقيق حبه القديم.

لا ينكر شعوره بالمفاجأة منذ رأى (رأفت) قبل قليل، وكم جاهد قلبه كيلا يؤثر على نبرة صوته وهو يسأل عنها. لا يصدق أنه نطق اسمها بهذه البساطة أمام شقيقها دون أن يختلج صوته، ودون أن تلتمع عيناه بحبها.

نعم مازال يحبها ولن يحب غيرها. فكل نساء الأرض لا يملكن زحزحتها من قلبه.

حبيبته العنيدة التي لم تتفق معه يوماً سوى على مبادلته مشاعره،

وفيما عدا ذلك كانا كقضبان قطار متوازيان لا يتقاطعان أبداً.

منذ البداية لاحظ اختلافها عن باقي الفتيات في الدفعة. فقد كانت حقاً "ثورجية".

لا شيء يقف أمامها، ونيران النشاط تقفز من بين أنهار العسل المصفى بمقلتيها.

لم تترك نشاطاً لم تشارك به، ولم تترك أستاذاً دون أن تشاكسه، حتى أصبحت أشهر طلاب الدفعة.

ورغم كل ذلك، كان احترامها لذاتها يجبر الآخرين على احترامها واحترام الحدود التي تفرضها في التعامل.

لم يكن أول من حاول اختراق تلك الحدود للفوز بقلبها، لكنه كان الوحيد الذي نجح في ذلك.

فلم تكد أول الفصول الدراسية تنتهي حتى أدرك كلاهما خلال إجازة منتصف العام مدى افتقاده للآخر.

وصارحها بمشاعره في اليوم الأول من الفصل الدراسي الثاني، ليعتبر خجلها وصمتها غير التقليدي مبادلة منها لمشاعره.

وقتها لم يكن ملتزماً، لكنه لم يكن عابثاً أيضاً.

كان كباقي الشباب في الجامعة لا يهمه سوى سماع الأغاني الحديثة وترديدها على مسامع حبيبته كل حين حتى يستمتع بتورد وجنتيها وتلعثم كلماتها الذي لا يصيبها إلا وهي معه.

وانتهى العام الأول والثاني وحبهما أمر مسلم به أمام الجميع، حتى توأمها الذي لم يعترض على مشاعرهما طالما كانت علنية ولا يوجد بها ما يعيب، وطالما كان الهدف منها هو الزواج في النهاية.

لكن عامه الدراسي الثالث كان سبباً في اختلاف جذري بحياته.

ففي هذا العام تعرف إلى بعض الشباب الملتزم في الجامعة، والذين استقطبوه ليصلي معهم في مسجدهم، وتطور به الأمر ليعتنق أفكارهم ومبادئهم التي تميل إلى التشدد أحياناً.

واختلفت حياته كثيراً مع هؤلاء الأخوة.

في البداية توقف عن الاستماع إلى الغناء، واتجه إلى حفظ القرآن وتجويده.

ثم ما لبث الأمر أن تطور لتشكيكه في مدى إيمان المقربين منه،

وهي كانت أولهم.

حاول فرض الحجاب عليها قسراً أكثر من مرة، واعترض على ملابسها التي كان يراها مثيرة للرجال، رغم أنها نفس الملابس التي كان يثني عليها من قبل.

هو يدرك الآن أن ملابسها لم تكن مثيرة على الإطلاق، بل إنها لم يكن ينقصها سوى غطاء الرأس لتصبح مثل أغلب فتيات الجامعة المحجبات في ذلك الوقت.

لكن معرفته بهؤلاء الأخوة غيرت مفاهيمه وجعلته كمن تعرض لغسيل مخ قوي.

وهنا بدأ تهدم الحلم..حلم حبهما وزواجهما.

فكما انجرف هو إلى تيار الإسلاميين، انجرفت هي إلى تيار متحرر يؤمن بحرية المرأة ومساواتها بالرجل وغيره من تلك الشعارات.

وكانت النهاية حينما قالتها له صريحة.

"طريقانا لن يلتقيا يا (وجيه). أنت اخترت أقصى اليمين وأنا اخترت أقصى اليسار. ومن المستحيل أن نتلاقى".

توقف عن السير وسيل ذكرياته حينما شعر باهتزاز الهاتف في جيبه، فأخرجه وهو يدور برأسه فيما حوله محاولاً اكتشاف إلى أين ساقته قدماه اثناء شروده. مط شفتيه وهو يحاول تحديد موقعه مقارنة بما قاله له صديقه لكنه فشل، بينما توقف رنين الهاتف. لم يكد الرنين يتوقف حتى عاد يصدح ثانية بدعاء ديني فأجاب المتصل قائلاً بتوتر ـ"السلام عليكم. آسف يا عزيزتي لتأخري عليك. يبدو أنني ضللت الطريق".

أتاه صوتها القلق من الطرف الثاني تقول بجزع ـ"لا تقولها يا (وجيه)..كيف ضللت الطريق؟ أنتظرك منذ أكثر من ساعة وأوشك دورك على الشباك و..".

قاطعها وهو يشيح بذراعه في حيرة ـ"ماذا أفعل يا عزيزتي؟ أقسم لك لم أقصد ذلك. قابلت صديقاً قديماً ووصف لي أين أذهب. ولكن يبدو أنني تعجلت الطريق كالعادة لأدخل شارعاً غير المطلوب. لا أجد الجامعة الأمريكية على يميني كما قال لي و..".

بتر عبارته وهو يقترب من إحدى اللافتات ليزفر بعدها قائلاً بضيق ـ" يا إلهي..إنه ليس شارع محمد محمود كما قال صديقي..هذا الشارع اسمه الشيخ ريحان".

قضمت أظافرها القصيرة في توتر انتقل إلى صوتها وهي تهمس برجاء ـ"حسناً عد من حيث أتيت يا (وجيه). أخبرتك منذ البداية أنني غير راضية على تركي وحيدة في هذا المكان المزدحم وأنت من أصر على الذهاب لشراء مستلزمات لحاسوبك. وكأن الإسكندرية كلها لا تكفيك. هيا عد سريعاً لأنني مللت الانتظار. وصدقني سيكون إرضائي مستحيلاً إذا تأخرت أكثر من ذلك".

ضحك من تهديدها العصبي وقال مهدئاً ـ"حسناً يا عزيزتي..سأعود أدراجي من أجلك. ابتهلي ألا أكون ابتعدت عن طريقي كثيراً و..".

بتر عبارته رغماً عنه حينما انهالت كف ثقيلة على كتفه يدرك جيداً إلى من تنتمي، وسمع صوتاً قاسياً يهتف به ـ"ماذا تفعل أمام وزارة الداخلية يا هذا؟"

وكان هذا آخر ما انتقل إلى مسامعها عبر هاتفه، قبل انتهاء المكالمة...نهائياً.

*********************


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 31-03-13, 09:35 PM   المشاركة رقم: 407
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب التاسع

 




تنحنحت في قوة كعادتها كلما بدأت الحديث عن أمر هام، وأزاحت خصلة من غرتها الجديدة خلف أذنها وهي تقول بمهنية ـ"تواصل معي بعض الشباب على صفحتى الالكترونية وطلبوا مني تبني قضيتهم في الصحافة، ونجحوا بالفعل في إثارة اهتمامي. ولذا أتيت لمناقشة الأمر وطرحه".

عقد حاجبيه في اهتمام متسائلاً ـ"وما هي قضيتهم يا أستاذة (سلمى)؟"

أجابته بثقة ـ"القضية تتلخص في دور النشر الشابة. أغلبها يسعى إلى تجاوز ما واجهه من صعوبات في نشر أعماله وكتاباته، وينجح بالفعل في تقديم أقلام واعدة للوسط الأدبي. لكن المشكلة في أن بعضهم_ إن لم يكن أغلبهم_ لا ينتمي لاتحاد الناشرين، وبالتالي لا يوجد عليه أي ضوابط قانونية إذا ما أساء لأحد الكتاب الشباب أو خالف تعاقده معهم. فلا يبقى أمام الكاتب الشاب سوى طريق القضاء، وأنت تعلم مدى بطء الإجراءات القانونية في مثل هذه الأوضاع".

مط شفتيه وهو يدرس حديثها للحظات قبل أن يقول بضيق ـ"للأسف حديثك صحيح. بعض الناشرين الجدد يرتكب مع الكُتاب الشباب نفس الأخطاء التي تعرض لها في مقتبل حياته لتصبح دائرة مفرغة من الإساءة بين من يُفترض كونهم مثالاً لرقي الكلمة والتعبير".

ثم أتبع باهتمام ـ"ما هي مقترحاتك يا أستاذة (سلمى)؟"

هزت كتفيها قائلة ـ"الأمر إليك يا سيدي. إما أن اكتفي بالإشارة إليه بشكل ساخر في أحد مقالاتي، أو أن يخصص القسم الأدبي حملة من عدة تقارير يلتقي خلالها المحررون بنماذج من هؤلاء الشباب ومن الناشرين لمعرفة أبعاد القضية وأسبابها و...".

قاطعها وهو يقول بحسم ـ" لك هذا. من الآن أنت مسؤولة عن هذه الحملة".

ارتبكت من قراره المفاجئ لتقول بتلعثم جديد عليها ـ"ولكن... ولكنني لست محررة ولا افقه كيف تُدار مثل تلك الحملات و..".

قاطعها بابتسامة واثقة هذه المرة قائلاً ـ"تعلمي يا عزيزتي. هناك دائماً مرة أولى. كما أنني لن أستطيع الاهتمام بالقسم الأدبي ورئاسة التحرير معاً بنفس الكفاءة. لذا أرى أنك ستكونين أفضل مساعد لي في الوقت الحالي".

صمت ليتابع أثر المفاجأة على ملامحها العذبة قبل أن يضيف بحسم ـ"ومن هذا المنطلق، أنت المسؤولة عن حملة دور النشر الشابة. وحينما تنتهين منها سأبحث لك عن حملة أخرى حتى ننعش مبيعات الصحيفة قليلاً. ولكن أخشى أن هذه المهام ستتطلب بقاءك في القاهرة لبعض الوقت".

زوت ما بين حاجبيها قليلاً وهي تقول بتردد ـ"سيدي.. لقد فاجأتني بهذه المهام، وأخشى ألا أستطيع الوفاء بها على الوجه الأكمل. كما أنني لا أستطيع البقاء بعيداً عن الإسكندرية لفترات طويلة كيلا أترك أمي وحدها. أرجوك اعفني من أمر هذه الحملة و..".

قاطعها بإشارة من يده وهو يقترب بوجهه عبر المكتب قائلاً بإصرار عكسته عيناه الفيروزيتان ـ"قراري نهائي يا أستاذة (سلمى)، ويمكنك الإقامة حيث تشائين. لقد اقترحت الإقامة في القاهرة لأعفيك من إرهاق السفر اليومي. أما فيما يخص العمل، فثقتي بك كبيرة، ويجب أن تقاتلي من أجل الحفاظ عليها".

استكانت ملامحها في استسلام وهي تنهض من مقعدها قائلة بهدوء ـ" أمري إلى الله يا أستاذ (حمزة). أدعو الله أن يقدرني على احتمال تلك المسؤولية. وأشكر لك ثقتك الغالية في عملي. بإذنك كيلا أتأخر على (رأفت) و(منار)، وأنت تعلم كيف يكون (رأفت) إذا تأخر عليه أحد".

منحها ابتسامة أنيقة وهو يومئ برأسه ليسمح لها بالانصراف، لتخرج هي بالفعل من المكتب وتغلق الباب خلفها هرباً من دقات قلبها المتحمسة لهذه المهمة الجديدة.


**************************


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 31-03-13, 09:38 PM   المشاركة رقم: 408
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب التاسع

 


استندت في إرهاق إلى طاولة المطبخ بعدما أنهت ترتيب المنزل بعد زيارة دكتور(مصطفى) وحرمه، ثم تمطت وهي تشعر بآلام قوية في ظهرها وباقي جسدها بسبب المجهود الذي بذلته لتلهي نفسها به منذ عودتها من اجتماع الصحيفة.

حدثتها نفسها بتعاطف تطالبها بحمام دافئ يدغدغ تلك العضلات المتيبسة ويصلح نفسيتها المرهقة بشكل لم تعهده.

فطيلة حياتها لم تمر بمثل تلك المشاعر المتقلبة. فهي دوماً إما سعيدة أو حزينة، ولا تخشى مواجهة أحد بمشاعرها تلك.

أما مع زوجها، فهي لا تدري ما الذي ينبغي أن تشعر به.

هل تسعد بوجوده في حياتها أم تشعر بالسخط لأفعاله غير المفهومة؟

هل تصبر حتى تتأقلم على أسلوبه أم تثور على تسلطه الغريب؟

بالأمس يختفي فجأة وحينما يعود يعاملها بجفاء غير مبرر ويعترض على ملابسها، بل ويؤذيها جسدياً.

نعم فعلامات أصابعه كانت واضحة بشكل مؤسف على عضدها هذا الصباح، ومرآها كذلك وترها كثيراً.

ثم تأتي (راندا) بسخافتها وحديثها المسموم لتكمل تعكير صباحها الذي انتهى بأسوأ ما يمكن مع انهيار أملها الوليد في أن يكون زوجها هو الفائز بمنصب نائب رئيس التحرير.

لا تدري لماذا تعلقت من الأساس بهذا الأمل رغم علمها بأن (حمزة) هو الأحق بالمنصب كما قال زوجها في السيارة.

ربما كانت رغبة طفولية في أن يشعر زوجها بأن وجودها في حياته كان فألاً حسناً،

وربما هذا ما تسبب في شهقتها المصدومة وقت أعلن دكتور (مصطفى) اسم نائبه، وبالتالي أشعرها بأنها ربما تكون على العكس تماماً... نذير شؤم في حياته.

رفعت كفها الأيمن تتطلع إليه وهي تعض شفتها السفلى في ندم..

فحتى الآن لا تستوعب كيف واتتها الجرأة لتضرب كفه في السيارة؟

هل فعلتها بدافع الغيظ من بروده واستهانته بغضبها من ضياع الترقية؟

أم فعلتها انتقاماً لا شعورياً من كل ما فعله معها خلال هذين اليومين؟

ما باله يخرج أسوأ ما فيها من مشاعر سلبية وردود أفعال لم تألفها هكذا؟

زفرت في ضيق لشعورها بهذه البعثرة الغريبة، والتي ازدادت حينما خرجت من الردهة لتستقبلها أصوات زوجها وأخيها المرحة وهما يلعبان بألعاب الفيديو في صخب، دون أن يلقيا لها بالاً.

شعرت بضيقها يتفاقم، فاتجهت بخطوات عصبية إلى غرفتها تخرج ملابس جديدة لها، وعادت إلى الحمام علها تُغرق همومها في مائه الدافئة.



تظاهر بأنه لم يرها تتحرك بعصبية في طريقها من المطبخ إلى غرفتهما، وواصل لعبه الصاخب مع الصغير وهو يتنهد بعمق.

مازال يشعر بالدهشة مما فعلته معه هذا اليوم،

فشهقتها المفاجئة ما زال صداها يرن في أذنيه، وصوت خطواتها العصبية مازال يرسل القشعريرة في أسنانه.

أما أكثر ما يثير غيظه فهو جرأتها في صفع يده.

كيف جرؤت على هذا؟ بل وكيف صمت هو وتمالك أعصابه ولم ينفعل عليها ليعلمها ألا تكرر فعلتها؟

بالأمس ترك كدمات واضحة بذراعها بحجة تافهة استغلها ليتخلص من غيظه.

واليوم تتعامل معه بهذه الطريقة ولا يعنفها على ما فعلت؟؟

زوى ما بين حاجبيه في حيرة وهو لا يدري ماذا أصابه، ولا ما أصابها.

لماذا يتعامل معها هكذا، بل ويستنكر عليها أي رد فعل؟

فهي التزمت الصمت تماماً منذ خرجا بالسيارة من مرأب الصحيفة، وتشاغلت في المنزل بطهي طعام الغذاء وترتيب الردهة من ألعاب (مودي) المتناثرة استعداداً لاستقبال أبيها الروحي وزوجته.

وطيلة الأمسية كانت تتعامل معه بشكل طبيعي كأي عروسين لا ينغص حياتهما شيء.

لكن ما أن غادر الضيوف حتى هربت إلى المطبخ بدعوى ترتيبه.

والآن هاهي تدلف إلى الحمام و...

قطع أفكاره صوت الصغير وهو يهتف بحماس بعد أن أحرز هدفاً في مرماه ليبتسم ويحمله قائلاً بغيظ مفتعل ـ"حسناً ما دمت انتصرت علي فقد حان وقت نومك".

قالها وهو يغلق التلفاز ويرفع (مودي) على كتفه وسط صرخاته المرحة متجهاً به إلى فراشه مقلداً زئير الأسد وهو يقول ـ"لا أحد ينتصر علي ويظل مستيقظاً. هيا إلى النوم".

وبدت حجة أكثر من مقنعة له.
*********************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 31-03-13, 09:40 PM   المشاركة رقم: 409
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب التاسع

 


جلس إلى جوارها في عربة المترو شبه الفارغة في هذا الوقت وزفر في ضيق قائلاً ـ"ألم يكن من الأفضل أن تقضي الليلة هنا؟ (منار) و(لميس) أرادتا قضاء الليل معك، لكنك تصرين على السفر إلى الإسكندرية الآن".

ربتت على كفه بابتسامة هادئة قائلة ـ"لا عليك يا حبيبي. أنت تعلم أنني لم أخبر أمي بنيتي للمبيت، كما أنني لا استطيع تركها وحدها طيلة الليل".

غمز بعينه بشقاوة وهو يسألها ـ"وماذا ستفعل أمي حينما تتزوجين؟ يوماً ما ستعتاد على غيابك يا توأمتي".

ابتسمت بفتور وهي تدير وجهها نحو النافذة تراقب كشافات النفق المضيئة التي تمر متسارعة إلى جوارها بينما تابع هو حديثه قائلاً بهدوء ـ"(أكرم) شريكي في السكن أعاد علي رغبته في خطبتك للمرة الثالثة، وأرى أنه شاب متميز وينبغي أن تجلسي معه ل..".

استدارت إليه في حدة قبل أن تتمالك نفسها وتقول بهدوء مدروس ـ"قلت لك من قبل إنني لن أتزوج بهذه الطريقة. ثم ما الذي يجعل صديقك هذا مصراً على الارتباط بي؟ ما هي الميزة في الفتاة التي تزور مقر أمن الدولة أكثر مما تزور خالاتها"؟

احتقن وجهه بدماء الغضب وهو يسألها من بين أسنانك ـ"ما الداعي لتكرار هذه القصة كل حين؟ في كل المرات التي احتجزوك بها في مقر أمن الدولة خرجت قبل منتصف الليل دون أن تتحرك شعرة من رأسك أو يُقطع زر من ملابسك. لماذا تتعمدين الإساءة لنفسك يا عزيزتي وأنت أكثر شرفاً من كثيرات يدعين العفاف؟"

رفعت أحد حاجبيها قائلة بألم مكبوت ـ"أنا وأنت نعلم ذلك. أما الباقين فلا يعلمون سوى أن (سلمى الإسناوي) تُعتقل كلما كتبت مقالاً ساخراً يمس أحد الكبار. ولا يخفى على الجميع ما يعنيه معنى اعتقال فتاة بهذه الكيفية. لذا ما الداعي للاستماتة في الدفاع عن عفتي وشرفي ما دام الجميع مقتنع بأن أفكاري الثورية كانت سبباً في ضياعهما على أيدي رجال امن الدولة؟"

ضغط كفها متعاطفاً وهو يقول بثقة ـ"الداعي هو أنك شريفة بالفعل، وأنا وأنت على ثقة من ذلك. و(أكرم) أيضاً واثق في ذلك ويريدك لشخصك أنت ولأفكارك أنت. (أكرم) معجب بك يا (سلمى) منذ حفل توقيع كتابك، وفاتحني في أمر الارتباط بك أكثر من مرة، وفي كل مرة كنت تماطلين".

مطت شفتيها بضيق قائلة ـ"صدقني أنا لا أعترض على (أكرم) ولا أعيبه في شيء. بالعكس هو إنسان رائع وراقي لكنني أشفق عليه من الارتباط بي وكل العقد التي تشكلت في حياتي. أحياناً كثيرة أشعر أنني لم أعد سوية، وصديقك يستحق من هي أفضل مني."

استشاط غضباً من تقليلها لشأن نفسها ووجد نفسه يهتف بغيظ من بين أسنانه ـ"ستكونين بالفعل غير سوية إذا ظللت على تمسكك بوهم لا يعيش سوى في عقلك أنت".

عقدت حاجبيها في استنكار من لهجته الغريبة وسحبت كفها من كفه وهي تسأله في حيرة ـ"ماذا تقصد؟ أي وهم هذا؟"

فقد سيطرته على أعصابه تماماً وهو يهتف بحنق رغماً عنه ـ" أقصد (وجيه طنطاوي) الذي اعتزلت الرجال بعده، لكنه واصل حياته دون أن يلتفت لحبك، بل وتزوج أيضاَ".

وكانت الصدمة المرتسمة على ملامحها أكبر سبب في ندمه على ما قاله.

**************


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 31-03-13, 09:43 PM   المشاركة رقم: 410
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب التاسع

 


دلف إلى شقته بعد يوم عمل مرهق، ليجد جميع الأضواء مغلقة بشكل مريب، فعقد حاجبيه قبل أن يغلق عينيه بعد اشتعال إضاءة الردهة فجأة وهو يسمع صوتها يهتف بجذل ـ"مفاجأة".

التفت إليها ليجدها واقفة بفستان أنيق وزينة رقيقة تحمل بين يديها كعكة صغيرة مزينة بقطع الفراولة الحمراء وفي منتصفها شمعة تطلق شرارات ذهبية قوية.

ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهه وهي تقترب منه بكعكتها وعيناها تلتمعان بحب هامسة ـ"أردت الاحتفال بك وحدنا...بعيداً عن الجميع".

التقط منها الكعكة ليضعها على طاولة الأنتريه، ليعود ويحتوي كفها الرقيق بين أنامله ويديرها حول نفسها ليتأمل فستانها وشعرها بإعجاب هامساً ـ"ما أحلى الاحتفال معك".

رفعت أناملها تتحسس وجهه القريب هامسة بفخر ـ"مبارك لك الترقية يا رجل المهام الصعبة".

أدار وجهه ليقبل باطن كفها وهو يلف ذراعه الآخر حول خصرها ليقربها منه قائلاً بابتسامة خاصة ـ"دعك من الترقية، فأمامنا مهام أكثر أهمية".

أراحت رأسها على كتفه وأحاطت خصره بذراعيها هامسة ـ"دعنا نحتفل أولاً. افتقد أيام زواجنا الأولى. أريد أن أرقص بين ذراعيك على نغم نبض قلبك، وكأننا وحدنا في هذا العالم".

احتواها أكثر وهو يقرب فمه من أذنها ويتمايل معها هامساً ـ"لن أمانع أبداً، المهم ألا يقاطعنا (ياسر)".

ابتسمت بخجل وهي تتمايل معه وتخفي وجهها في صدره العريض، ليدفن هو أنفه بين خصلات شعرها الفاحم ويملأ رئتيه برائحته العطرة هامساً بشغف ـ"أوحشتني كثيراً، ولولا المسؤولية لتركت الصحيفة خلفك مباشرة. فاليوم الذي لا تنامين فيه على ذراعي لا يزورني النوم إلا قليلاً".

رفعت إليه عينيها بنظرة ناعمة وهي تقول بتبرم ـ"ولا يزورني على الإطلاق ما لم أستمع لدقات قلبك تحت أذني. لو كنت أعلم أنني لن أهنأ بأوقاتنا الخاصة معاً ما تسرعت في الإنجاب".

عقد حاجبيه بتصنع واقترب يداعب طرف أنفها بأنفه هامساً ـ"أنت وصغيرنا أجمل ما في حياتي. ولو عاد بي الزمن ما تمنيت تغيير أي شيء بها. أحبك يا (راندا)".

قبلت ذقنه بنعومة وهي تغوص بين ذراعيه لتهمس بدورها ـ"أحبك حبيبي".

وللمرة الأولى، مرت ليلتهما بسلام دون غيرتها المجنونة.
********************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أخضر, بقلم, رباب, فؤاد
facebook




جديد مواضيع قسم رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:10 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية