لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > رومانسيات عربية > رومانسيات عربية - القصص المكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رومانسيات عربية - القصص المكتملة رومانسيات عربية - القصص المكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-14, 12:02 AM   المشاركة رقم: 591
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الـ 13

 






"هل أتى الأستاذ (مازن) اليوم يا عم (صبحي)؟"

نطق تساؤله وهو يستعرض عدة أوراق أمامه، ليأتيه جواب الرجل وهو يلتقط كوب الشاي الفارغ أمامه قائلاً ـ"جاء قبل نحو ساعة ثم انصرف سريعاً قبل أن يشرب قهوته".

عقد حاجبيه وهو يشكر الرجل ويشير له بالانصراف، قبل أن يلتقط هاتفه الخاص ويضغط رقم صديقه المخزن بذاكرته ليأتيه صوت (مازن) بعد قليل يقول بهدوء ـ"صباح الخير يا (حمزة)".

لاحت ابتسامة خفيفة على وجهه وهو يسأله ـ"صباح الخير يا (مازن). أين أنت يا رجل؟"

أجابه (مازن) بسخرية ـ"في الشارع".

ضحك بخفوت قائلاً ـ"أعلم أنك بالشارع أيها الظريف. فقد سألت عنك وأخبروني بمغادرتك. فيم جئت ولماذا ذهبت بالله عليك؟ ولماذا لم تمر بمكتبي؟"

صمت (مازن) للحظات قبل أن يجيبه بضيق ـ"لم أُرد إزعاجك. كما أنني لم أحظ بالنوم طيلة الليل وأحتاج إليه في شدة".

مط (حمزة) شفتيه قائلاً بسخط ـ"وأنا الذي كنت أنوي تناول الغذاء معك بالمكتب واستعادة أيام العزوبية. حسناً فلتحظ بما تريده من النوم يا صديقي و..".

قاطعه (مازن) قائلاً في سرعة ـ"أنا في طريقي الى الزمالك وليس المعادي. انته من عملك ونلتقي بعدها في شقة والدي. سأكون يقظاً حينها".

عقد حاجبيه وسأله مستنكراً ـ"الزمالك؟ هل تترك زوجتك في المعادي وحدها في تلك الظروف؟"

أجابه بضجر ـ"إنها ليست بالبيت، وليست وحدها. وتوقف عن لعب دور الصحافي معي يا (حمزة). أيقظني حينما تنتهي من عملك. سلام".

قالها وهو ينهي الاتصال بسرعة غريبة كمن لا يريد الحديث.



في المساء كان موعدهما في شقة والدي (مازن) الذي بدا بعينيه الحمراوين وكأنه لم يحظ بدقيقة نوم هانئة.

وعلى غير المعتاد تناولا طعامهما الجاهز في صمت لا يقطعه سوى صوت بندول الساعة الأثرية الضخمة في الردهة بجانبهما. وحينما نهض (مازن) لتجهيز الشاي كسر (حمزة) حاجز الصمت بالسؤال الذي يقف في حلقه منذ الصباح ـ"ماذا بك؟"

ازدرد (مازن) لعابه وهو يشعر بنفسه محاصراً بين هواجسه وتساؤل صديقه المهتم، ليقول بعد لحظات من الصمت ـ"لا شيء".

واجهه (حمزة) بحزم قائلاً ـ"وكأنني لا أعرفك ولا استطيع قراءة نظراتك...ماذا حل بكما؟ (رأفت) يختفي اليوم فجأة وأنت تتحاشى النظر في عيني منذ دخولي وكأنك تخفي عني أمراً. هل تشاجرت مع (رأفت)؟"

ضحك بقوة ليفرغ توتره حتى أدمعت عيناه وهو يقول من بين ضحكاته ـ"أنا و(رأفت)؟ لماذا تبادر هذا الخاطر الى ذهنك؟ من بين كل الأصدقاء لم تجد إلا (رأفت) لأتشاجر معه؟"

عاد ليسأله بحزم ـ"إذاً ماذا بك؟ لقد أخبرتني في العاشرة صباحاً أنك ستعود الى المنزل لتخلد الى النوم. وهاهي الساعة تتجاوز السابعة ولدي يقين بأنك لم يغمض لك جفن. بل لماذا تأتي الى منزل والديك في الأساس بدلاً من أن تكون بجانب زوجتك الآن؟"

راقب بخار الماء المتصاعد من الغلاي الكهربائي وهو يشعر بمدى الشبه بين هذا الغليان وغليان الدماء في عروقه، والذي لم يهدأ بعد.

بالفعل لم يغمض له جفن، وأفكاره تتقاذفه يمنة ويسرة، وعقله لا يكف عن رسم تصورات لما حدث بعد انصرافه عن زوجته فجراً.

كان بداخله جزء يرفض تصديق أن (علا) أجهضت طفلهما متعمدة.

لكن شيطانه كان يرسم صورة مختلفة لها، يزكيها لديه انفعالها الزائد وصراخها المتهور وتصريحها الموجع له بأنها لا تريد أطفالاً.

تصورها بعد رحيله وقد ازداد غضبها منه وحقدها عليه، ثم اعتلت مقعد السفرة _أو ربما طاولتها_ لتقفز من فوقها مرة أو عدة مرات لإجهاض الجنين كما يرى على شاشات التلفاز.

ورغم سخرية عقله وذلك الجزء الخفي من هذا التصور السخيف، لم يبد غيره منطقياً أمامه

فقد كان المقعد ملقى الى جانبها حينما وصل إليها، ولابد أن صوت قفزها عن المقعد هو الذي أيقظ (مودي) في مثل هذا الوقت من الليل

كل الشواهد كانت ضدها، وتؤكد جرمها في حقه وحق صغيره الذي لم تُكتب له الحياة

وهو لن يسامحها على ذلك، ولن....

"انتبه كيلا تحرق نفسك".

انتفض رغماً عنه على هتاف صديقه الذي جذب الغلاي من يده وهو يتابع مستنكراً ـ"كدت تحرق نفسك وأنت تسكب الماء المغلي شارداً. هيا اخرج من المطبخ قبل أن تقتل نفسك".

استجاب له بشكل آلي وهو يخرج من المطبخ ليجلس على أول مقعد صادفه دافناً رأسه بين كفيه في صمت، بينما اقترب (حمزة) حاملاً قدحي الشاي الساخن معاتباً ـ"لم أرك بمثل هذا الشرود من قبل. وأصبحت موقناً الآن أنك على خلاف مع زوجتك. لكن ابتعادك لن يحل الخلاف ولن..".

قاطعه (مازن) بخفوت وهو ما زال على وضعه ـ"صدقني لو تواجدنا في مكان واحد الآن ربما انتهى الأمر بجريمة".

عقد (حمزة) حاجبيه ومؤشر فضوله يقفز الى الذروة، لكنه لم يحاول استدراج صديقه للحديث، واكتفى بقوله ـ"لا تهول الأمور كعادتك. كثيراً ما يختلف حديثو الزواج فيما بينهم في العام الأول من الزواج، لكن الأمور سرعان ما تهدأ بينهما بمرور الوقت وازدياد التفاهم".

هز (مازن) رأسه بسخرية قائلاً ـ"أجل... ازدياد التفاهم".

مط (حمزة) شفتيه ولم يعلق، ليتبع (مازن) قائلاً بحسم وهو يتناول قدحه ـ"سأسافر الى تونس غداً صباحاً".

هنا لم يستطع (حمزة) كتم فضوله، ليهتف به في دهشة ـ"تونس؟ ألهذا الحد تريد الابتعاد؟ لا تقل لي إنهم اختاروك أنت في هذا الوقت تحديداً وأنك لم تسع الى السفر".

ارتشف بعضاً من شرابه الساخن ببطء قبل أن يجيبه ببساطة ـ"بل أنا الذي طلب السفر الآن. احتاج لإعادة ترتيب أوراقي بعيداً عن مصر. وعلى أي حال لن يطول بقائي هناك. ربما أسبوع على الأكثر".

باغته (حمزة) بسؤال طالما تجاهل إجابته ـ"وماذا عن (مودي)؟ هل ستتركه هكذا فجأة؟"

ارتجف قدح الشاي في كفه، فأعاده الى الطاولة أمامه وهو يجيب بخفوت ـ"ربما كان دخولي حياته خطئاً من البداية".

وضع (حمزة) قدحه على الطاولة بدوره ليهتف به باستنكار ـ"الآن أدركت ذلك؟ بعد أن تعلق الطفل بك وأصبح يعتبرك والده؟ الآن تتخلى عنه وتنسل خارجاً من حياته كأنك كنت مجرد سراب أب في حياة طفل قاحلة من حنان الأب؟"

ضرب مسند المقعد بكفه وهو يهتف بمرارة ـ"أتظنه قراراً سهلاً؟ ماذا افعل وعيني زوجتي لا ترمقني إلا بكل شك؟ ماذا افعل وهي لا تشعر نحوي بأي ثقة؟ أي حياة تلك؟"

هتف بحزم ـ"لا تتحدث عن الثقة وأنت أول من تعامل معها بشك. لا تنكر أنك كنت تحوم حولها في البداية وأنت واثق من أنها أم الصغير وليست أخته. لا تنكر أنك نصبت شباكك حولها حتى تتأكد شكوكك فقط".

اتسعت عيناه في استنكار وهو يهب واقفاً يهتف بحنق ـ"كيف تقول هذا؟ لقد أحببتها حقاً وحاولت تعويضها عن كل ما سبق. أحببتها وصارحتها بهذا الحب رغم أنها لم تنطقها أمامي يوماً. أحببتها لكن يبدو أنها تفضل حياتها دوني".

رفع (حمزة) احد حاجبيه متسائلاً ـ"هل تصدق نفسك؟ هل تصدق أن الفتاة التي تنطق نظراتها بحبك لا تريدك فعلاً؟ لأنني لن اصدق ذلك حتى وإن سمعته منها هي شخصياً".

زفر في عمق وهو يخلل شعره بأصابعه قائلاً في مرارة ـ"الأفعال اصدق من الأقوال يا صديقي، وهي فعلت ما لم أتوقعه منها يوماً".

عاد (حمزة) يلتقط قدحه الساخن ليقول بثبات ـ"لن أسألك عما فعلته هي. ولن أعترض على سفرك طالما أنك لن تغيب كثيراً. المهم أن تعود قبل عودة الدكتور (مصطفى)، فقد أخبرني في آخر اتصال أنه سيعود يوم 25 أو 26 يناير. ولا تنس أنك تعهدت أمامه برعايته ابنته الروحية، ولا أدري ما قد يفعل إذا علم بما حدث بينكما".

التفت إليه في حدة، وبدا له هذا التنبيه كمصباح إنذار قوي

كيف نسى دكتور (مصطفى)؟
************


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-14, 12:07 AM   المشاركة رقم: 592
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الـ 13

 




"هل ستظلين هكذا؟"

تساؤل ألقته في وجه صديقتها بغيظ، لتنكمش الأخرى في فراشها وتتكور على نفسها في صمت كجنين في بطن أمه.

ازداد غيظها فحملت وسادة صغيرة لتقذفها في وجه تلك النائمة وهي تهتف بها ـ"أفيقي بالله عليك وتحدثي معي.. منذ أسبوع وأنت على هذا الحال. أنت لست أول من تفقد جنيناً".

أزاحت (علا) الوسادة عن وجهها الشاحب ومسحت خط الدموع الذي أصبح مجراه ثابتاً على وجنتها الذابلة وهي تقول بصوت مختنق ـ"لم أفرح به ولو دقيقة. لم أعلم بوجوده من الأساس".

جلست (منار) على طرف الفراش وربتت على كتف صديقتها هامسة بتعاطف ـ"هذا ادعى ألا تحزني كل هذا القدر. فلتحمدي الله أنك لم تفقديه بعد ولادته أو حتى بعد أن هيأت حياتك لوجوده. والحياة أمامك ما زالت طويلة. قريباً بإذن الله ستنجبين غيره وتسعدين معهم."

مطت شفتيها قائلة بمرارة ـ"غيره؟ أنت لم تشاهدي نظرة الحقد في عينيه عندما أفقت من التخدير. لم تسمعي تهديده ووعيده. لقد انتهينا يا (منار) انتهينا".

جذبت صديقتها من ذراعها لتجبرها على الجلوس وهي تثبت نظراتها في عينيها التائهة قائلة بقوة ـ"انظري إلي وقولي إنك لم تدفعيه دفعاً إلى ذلك. قولي إنك لم تصرخي في وجهه وتقذفيه بعباراتك المجنونة ليكون رده هو ذلك التهديد والوعيد".

انتحبت وهي تخفي وجهها بين كفيها صارخة ـ"أقسم بالله أنني لم أصرخ في وجهه. لقد كنت مصدومة لفقد طفلي فحسب و..".

قاطعتها (منار) وهي تبعد كفيها عن وجهها قائلة بثبات ـ"لم أقل بعد إفاقتك، رغم أنني لا استبعد جنونك في أي وقت بعد ما رأيته منك واتهامك له باختطاف أخيك".

جذبت كفيها من بين كفي صديقتها هاتفة من بين دموعها ـ"لكنني لن اقتل طفلي. كيف يتهمني بهذا الاتهام البشع؟"

أجابتها بهدوء ـ"مثلما اتهمته أنت. كيف صور لك عقلك أنه قد يؤذي (مودي) الذي يعشقه؟ جنونك هذا هو الذي دفعه لاتهامك بالمثل. فلا تلوميه على أي رد فعل يبدر عنه. أي شخص في موقفه يفقد صغيره ومع زوجة مجنونة مثلك ستتقاذفه الظنون".

مسحت دموعها بعصبية وهي تهتف بصديقتها ـ"كفي عن نعتي بالمجنونة."

أخرجت لسانها بطفولية وهي تقول مغيظة ـ" بل أنت الجنون مجسداً. مجنونة هي من تملك زوجاً يحبها ك(مازن) وتفعل فيه ما تفعلين".

انهمرت دموعها ثانية وهي تعود للانكماش على فراشها هامسة بحزن غلف صوتها ـ"هذا الذي يحبني ألقاني تماماً خلف ظهره، ولم يكلف نفسه عناء السؤال عن تلك المسماة زوجته، أو عن (مودي) الذي قتلني بالحديث عنه والتساؤل عن غيابه".

ترددت (منار) قليلاً وهي تفرك أصابعها محاولة الاحتفاظ بفمها مغلقاً، في اللحظة التي دخل فيها (مودي) الغرفة حاملاً هاتف أخته وقد ارتسمت ملامح البؤس على وجهه الصغير وهو يقول بصوت تخنقه الدموع ـ"(مازن) لا يجيبني... كلما طلبته وجدت هاتفه مغلقاً".

غمغمت من بين دموعها بأسى ـ"لأنه لم يعد يريدنا".

ثم ما لبثت أن صرخت بالصغير وهي ما زالت توليه ظهرها ـ"قلت لك مليون مرة إنه لم يعد يريدنا ولا نحن نريده. كان صفحة في حياتنا وطويناها. عليك أن تنساه تماماً وأن تتوقف عن محاولة الاتصال به".

انتفض (مودي) من صراخها فألقى الهاتف بعيداً والدموع تتقافز من مقلتيه وأسرع مغادراً الى غرفته يصارع دموعه وحده.

أما (منار) فشعرت بدموعه البريئة تعتصر قلبها حزناً عليه، وهتفت بصديقتها معاتبة ـ"لم يكن عليك الصراخ في وجهه هكذا. لا ذنب له فيما حدث بينك وبين (مازن). توقفي عن تحميله ما لا يطيق، فهو ما زال طفلاً".

ثم أتبعت باندفاع ـ" ثم إن (مازن) ليس موجوداً في مصر. لقد سافر".

وكأنما صدمتها بتيار كهربائي عنيف، انتفضت (علا) جالسة على الفراش جاحظة العينين وهي تهتف بصديقتها ـ"ماذا قلت؟ سافر؟ إلى أين؟"

عضت (منار) شفتها السفلي ندماً على ما قالت، قبل أن تجيبها مضطرة ـ"لا أعرف بالضبط. كل ما سمعته من (رأفت) هو أن (مازن) سافر خارج مصر وربما يغيب أسبوعاً أو أكثر".

عقدت حاجبيها وعقلها يعمل سريعاً خلف أسباب سفره الغامض هذا

ترى الى أين ذهب؟

هل ذهب الى عائلته في نيويورك؟

أم أنه سافر بتكليف من عمله في الأمم المتحدة؟

بدا لها أن هذا هو السبب المنطقي الوحيد لسفره في هذا التوقيت، وأنه...



قطع تأملاتها تحرك كف (منار) أمام عينيها وهي تقول منبهة ـ"ما هذا البرود؟ تقفزين غضباً في لحظة وفي التالية تجلسين ساهمة وكأن شيئاً لم يحدث؟"

عادت لتتكئ بظهرها إلى ظهر الفراش وتمسح دموعها قائلة ببرود وكأن الأمر لا يعنيها ـ"فليسافر مثلما يشاء. لم يعد أمره يهمني".

ضربت (منار) كفيها والدهشة تعيد صياغة ملامحها وهي تقول بلهجة اليائس ـ"لا حول ولا قوة إلا بالله. لقد فقدت الأمل فيك تماماً. قبل قليل كنت تبكين تجاهله إياك، وتصرخين على الصغير لسؤاله المستمر عنه، والآن لم يعد أمره يهمك؟ صدقيني أنت بحاجة إلى المتابعة مع طبيب نفسي، وإلا أُصبت أنا الأخرى بالجنون مثلك."

رمقتها بنظرة شرسة، لتضيف الأخرى سريعاً ـ"لا عيب في استشارة طبيب نفسي.. لقد مررتِ بالكثير من الضغوط التي أثرت عليك وستؤثر على (مودي) سلباً. وأي شخص متزن يدرك جيداً أنه لا عيب في طلب المساعدة من الشخص المختص. أنت تحتاجين الى تلك المساعدة وبشدة، وهذا لا يعني أنك مجنونة. أنت فقط تحت ضغط وتريدين التخلص منه".



رمقتها بنظرة أخرى قبل أن تعود للاستلقاء في فراشها والتكور على نفسها

وفي أعماقها كانت تشعر بأن صديقتها على صواب...

للأسف.
*************


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-14, 12:11 AM   المشاركة رقم: 593
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الـ 13

 




ارتفعت أصوات بعض الشباب المتحمس في نقاشهم لأحداث ثورة الياسمين في تونس ونجاح ثوارها السلميين في الإطاحة بحكم رئيسهم الطاغية زين العابدين بن علي

وما بين مؤيد ومعارض لفكرة الثورة السلمية وانتقالها إلى مصر وقفت تستمع إلى آراء طلابها المتباينة بعد انتهاءهم من اختبار اليوم.

كانت سعيدة بهذا الحماس الذي يتقد في أعينهم وهم يتحدثون في ثقة عن قدرة شباب مصر على القيام بثورة مماثلة للتخلص من الفساد الجاثم على الصدور والأفواه.

ولم تخف عليها نظرات الخوف في أعين أخرى خشيت المشاركة في هذا النقاش، فآثرت الانسحاب متعللة بضرورة الاستعداد للاختبار القادم.

وبالتأكيد لم ترقها وجهات نظر أخرى رأت أن ثورات الشوارع لا تكلل دوماً بالنجاح، والدليل أن الثورة الخضراء في إيران قبل عامين لم تنجح في إعادة انتخابات الرئاسة المزورة هناك، بل وانتهت بحبس ابرز رموز المعارضة الإيرانية في منازلهم وسحق أي اثر لتلك الثورة.

ورغم ذلك راودها ذلك الهاجس.

ماذا لو ثار شباب مصر على الفساد والظلم؟

أيكون مصيره مثل مصير شباب إيران، محروماً من الحرية وأي حلم في ديمقراطية حقيقية؟

أم أنه قد ينجح ويشعل ثورة لا قبل للظالمين بها؟

أم.....



قطع تأملاتها صوت صديقتها (سحر) الذي حمل دهشتها العارمة وهي تهتف قائلة ـ"ما هذا يا ابنة (الإسناوي)؟ نيولوك جديد قبل مرور شهرين على النيولوك القديم؟ ارحمي شباب الإسكندرية يا صديقتي".

رغماً عنها توردت وجنتيها وهي تبتعد عن الطلاب معتذرة بلباقة وتقترب من صديقتها لتقرصها في ذراعها بغيظ ـ"ألن تكفي عن إثارة الفضائح أينما حللت؟ ماذا حدث لتثيري كل هذه الضجة؟"

تأوهت (سحر) وهي تمسد موضع الألم قبل أن تحرك حاجبيها قائلة بإعجاب ـ"لون الكراميل على شعرك يبدو ساحراً يا فاتنتي، ويشي بسر خلفه".

لكزتها (سلمى) في جانبها بصبيانية واللون الأحمر يغزو وجهها، قبل أن تسير إلى جوارها قائلة من بين أسنانها ـ"اخفضي صوتك أيتها الحمقاء. لم يبق أحد في كلية الآداب لم يعرف أنني غيرت لون شعري".

ضحكت (سحر) بجذل وهي تصحح المعلومة ـ"قولي لم يبق أحد في جامعة الإسكندرية يا صديقتي. بالله عليك كيف تظنين أنني عرفت بأمر النيولوك؟ الجميع يتحدث عنك على تويتر وفيسبوك".

توقفت (سلمى) فجأة وشحب وجهها وهي تسألها بجدية مفاجئة ـ"ماذا تقولين؟ هذه الأمور لا مزاح فيها".

التفتت إليها (سحر) لتفاجأ بهذا التحول السريع على وجه صديقتها، فسارعت بالابتسام قائلة ـ"لا تجزعي هكذا. إنها مزحة. ألا تجيدين المزاح يا فتاة؟"

تنفست الصعداء وهي تضرب صديقتها على ذراعها قائلة من بين أسنانها بغيظ ـ"صداقة أكثر من عشر سنوات وما زلت لا استطيع التفرقة بين حديثك الجاد والهزلي. لقد أوقعت قلبي".

ضحكت (سحر) على امتقاع وجه صديقتها قبل أن تقترب بوجهها منها هامسة بلهجة خاصة ـ"وبمناسبة صداقة العشر سنوات، استطيع أن أقول بكل ثقة هناك سر ما خلف هذه الصبغة الجديدة".

أشاحت (سلمى) بوجهها بعيداً لتقول بهدوء مصطنع ـ"أريحي نفسك.. لا توجد أسرار. إنها محاولة للتغلب على غزو المشيب كالعادة".

أدارت وجهها إليها لتقول وهي تحدق بعينيها ـ"أحقاً ما تقولين يا صديقتي؟ ظننتك تغلبت على أمر (وجيه) وانتهينا منه".

ابتسمت بارتباك قائلة ـ"لا تقلقي..انتهينا من (وجيه) منذ كان شعري أسوداً".

فرقعت إصبعيها وبرقت عيناها وهي تقول بظفر ـ"إذاً فاستنتاجي صحيح. حينما انتهيت من (وجيه) صبغت شعرك باللون الأحمر الناري. والآن بعد أقل من شهرين تعيدين تغيير لونه. هذا يعني أنك ألقيت عريساً ما على درج منزلكم قريباً يا فتاة. أليس كذلك؟"

تنهدت في عمق نقل مشاعر غريبة إلى صديقتها التي عادت تسألها بتوجس ـ"لا تقولي إن...".

رفعت رأسها ونظرت بعيداً وهي تحاول أن تبدو شامخة كمدينتها ولا يبدو أي انكسار في صوتها وهي تقول بسخرية ـ"نعم..يبدو أن وقت إلقائي بالرجال على درج منزلنا قد انتهى، وأنني أصبحت سلعة غير مرغوب بها".

ثم ما لبث صوتها أن استعاد قوته ولمعت عيناها وهي تقول بابتسامة ثقة ـ"لكنني لن أهتم. فليذهبوا جميعاً إلى الجحيم".

وكأن روح ثورة الياسمين غزتها حتى النخاع فباتت لا تخشى شيئاً.
**********


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-14, 12:13 AM   المشاركة رقم: 594
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الـ 13

 




جلس يداعب صغيره مستمتعاً بضحكاته الصافية وحروفه المتناثرة غير الواضحة، بينما تتحرك (راندا) في نشاط لتحضير سفرة الغذاء وهي تتابع مناغاة صغيرها مع والده، ومحاولات زوجها لاستنطاقه بكلمة بابا، والتي فشلت لإصرار الصغير على نطق مقطع دا دا

ضحكت وهي تتابع ملامح زوجها المتقلصة وهو يحاول عبثاً إقناع الصغير بمناداته، لتشاكسه قائلة ـ"فلترح نفسك يا حبيبي. (ياسر) سيناديني أولاً لأنني مصدر الأمن الغذائي".

استدار إليها عاقداً حاجبيه ليقول معترضاً ـ"علمياً سينطق حرف الباء أولاً لأنه يختبر به مخرج الصوت الحلقي. أما حرف الميم فسيختبر به مخرج الصوت الأنفي لاحقاً".

هزت كتفيها وهي مستمرة في إغاظته قائلة ـ"لكن بابا لن يرضعه ولن يحمله ولن يغير له ملابسه. لابد وأنه سينطق ماما أولاً".

حرك حاجبيه ليغيظها بدوره قائلاً بابتسامة واسعة ـ"ربما لن يقول بابا، لكنه قال دادا...وهي الأقرب لبابا بالانجليزية. لذا أنا اربح الرهان".

أشاحت بكفها وهي تحرك حاجبيها قائلة بثقة ـ"فلتحلم كما تريد يا حبي. العبرة بما يقوله هو وحده دون أن تستنطقه. هيا الى الغداء".

مط شفتيه وهو يشاكس الصغير ويدفن وجهه في ملابسه لينفجر الآخر بالضحك في براءة مستمتعاً بتلك الدغدغة، حتى أنه تذمر باكياً حينما أجلسه والده في مقعده الخاص وجلس بعيداً عنه.

هم بمناغاته ثانية ليتوقف عن البكاء حينما ارتفع رنين هاتفه فجأة، فعقد حاجبيه وهو يعود الى حيث كان يجلس ليلتقط هاتفه ويجيبه بترقب قبل أن يأتيه صوت نسائي متردد على الطرف الآخر ـ"أستاذ (حمزة)؟"

ازداد انعقاد حاجبيه وهو يحاول تمييز الصوت قبل أن يقول فجأة ـ" (علا)؟"

أشعل هذا الاسم إنذاراً قوياً بداخلها، فتوقفت عن وضع الطعام في طبق زوجها لترهف السمع إليه وكأن العالم خلا من أي أصوات سوى صوته وصوت تلك التي تحادثه في الهاتف.

في السابق كانت ستقفز لتقف أمامه طوال حديثه ثم تقيم الدنيا ولا تقعدها بسبب هذه المكالمة التي لا تعرف سرها، لكنها بعد مكاشفتها الأخيرة مع زوجها أصبحت أكثر هدوءاً وتعقلاً في إبراز ردود أفعالها. وهذا ما جعلها تتمسك بمقعدها، وإن كانت كل حواسها هناك معه لتستشف السر خلف المكالمة.

أما هو فما أن تأكد من هوية المتصلة حتى سألها في قلق ـ"خيراً يا (علا).. ماذا هناك؟"

أتاه صوتها المتردد وهي تغمغم بخفوت ـ"آسفة على اتصالي في هذا الوقت. ل..لكنني كنت.. الى أين سافر (مازن)؟"

لاح شبح ابتسامة على وجهه وهو يدرك مدى اهتمامها الذي ترفض الاعتراف به، فأجابها بهدوء ـ"الى تونس. لم يسافر بتكليف من الصحيفة لكنه ربما يقوم بتغطية الأحداث هناك".

سمع زفرتها القوية التي نقلت بعضاً من ضيقها، قبل أن تسأله بتردد ـ"هذا يعني أنك لا تعلم متى قد يعود".

اتسعت ابتسامته وهو يجيبها بنفس الهدوء ـ"لا أعلم بالتحديد، لكنه أخبرني أنه لن يطيل البقاء هناك. ربما أسبوع أو عشرة أيام لا أكثر. فالأوضاع هناك ليست بالسوء الذي يستلزم تدخل أممي".

ثم ما لبث أن سألها هو بشهامة بحتة ـ"هل أنت بخير؟ و(مودي)؟ إذا كنت تحتاجين شيئاً ف..".

قاطعته هي في سرعة قائلة بامتنان ـ"أشكرك على اهتمامك أستاذ (حمزة).. الحمد لله نحن بخير. لقد أردت فقط معرفة الى أين ذهب زوجي دون أن يبلغني، خاصة وهو يغلق هاتفه باستمرار رغم وجود خاصية التجوال به".

حك شعره القصير قائلاً بحرج ـ"لقد أغلقه بالفعل لأن لا أحد سيصدق وجوده في الخارج. هكذا اخبرني هو قبل سفره. على أي حال هو بخير ويمكنك التواصل معه عبر الايميل أو الماسنجر أو حتى فيس بوك. ف....".

قاطعته ثانية وقد اكتسى صوتها بنوع من الألم قائلة ـ"لا عليك. آسفة على إزعاجك مرة أخرى. أرجو إبلاغ سلامي ل(راندا). مع السلامة".

أغلق الهاتف ببطء ووقف يتأمله للحظات متعجباً مما أصاب هذا الثنائي الذي كان يبدو مثالياً حتى يوم الخميس الماضي. لقد كان الحب يتقافز من نظراتهما وكأنهما وُلدا ليكمل أحدهما الأخر.

ماذا حدث ليترك هذا الشرخ الواضح بينهما؟

خرج من أفكاره على صوتها وهي تسأله بفضول لم تستطع كبحه ـ"من هذه؟ (علا السباعي) حقاً؟"

وضع هاتفه في جيبه وهو يعود الى طاولة السفرة قائلاً ببساطة ـ"نعم هي".

فشلت في كبح غيرتها أكثر فهتفت بغيظ ـ"وكيف تهاتفك هكذا؟ كيف تسمح لنفسها ب..".

قاطعها موضحاً بحزم ـ"كانت تسأل عن زوجها لأنني آخر من رآه قبل سفره. ثم إنها لم تتصل بي بعد منتصف الليل. الساعة لم تتجاوز الرابعة عصراً بعد وهي لم تتحدث بما لا يليق. سألت عن زوجها ثم أنهت الاتصال".

ألقت بفوطتها على الطاولة في ثورة وهي تنهض هاتفة في ثورة ـ"اتصالها كله لا يليق. هل أنت الوصي على زوجها وتحركاته؟ ثم هل تقبل أن أتصل بصديقك أو زميلك لأسأله عنك حينما تغلق هاتفك؟"

ضغط فكيه في قوة وقبض على معصمها ليقول بين أسنانه ـ"لا ترفعي صوتك وعودي الى مقعدك. ثم إنني لن أسافر الى أي مكان دون أن أخبرك. وأصبحت أحمل هاتفاً خاصاً لا يعرف رقمه سواك كيلا تصابي بالقلق الهستيري المعتاد إذا تأخرت عن موعدي. لذا لا داعي لهذه الجلبة".

شعرت بمدى غضبه من تجاوزها، لكن عنادها جعلها تدق قدمها بالأرض كالأطفال وهي تتذمر قائلة "ولماذا تسألها عما بها وما تحتاجه؟ أنت لست مسؤولاً عنها أو عن أخيها و...".

قاطعها وهو يجذبها من معصمها لتجلس قائلاً بصرامة ـ"(مازن) أخي، وفي غيابه لابد أن أطمئن أن أسرته بخير، حتى وإن كان عبر اتصال هاتفي. وهو سيفعل المثل بالتأكيد إذا كنتُ غائباً".

عضت شفتها السفلى في ندم، قبل أن تمط شفتيها وتجلس على طرف المقعد متسائلة بفضول ـ" ولماذا يسافر دون أن يخبرها؟"

زفر بقوة وهو يترك معصمها ليقول بحزم ـ"لا شأن لنا بما بينهما".

ثم رفع سبابته محذراً في صرامة ـ"وإياك أن تعودي للحديث بتلك اللهجة ثانية يا (راندا). لقد أغلقنا باب غيرتك المرضية وانتهينا، ولن اسمح بفتحه ثانية. هل تفهمين؟"

مطت شفتيها ثانية وهي تهز رأسها في صمت وتلعن ذلك الداء البغيض الذي تنشط خلاياه الجرثومية بداخلها بمجرد أن يمر طيف امرأة غيرها بجوار زوجها، حتى وإن كان بشكل عارض.

ففي أعماقها، تدرك جيداً أن رجلاً بشهامة زوجها وأصوله الريفية لن يضن بمساعدته لزوجة اقرب أصدقائه في غيابه، إذا طلبت منه المساعدة. كما أنها أصبحت شبه موقنة أنه لم ولن ينظر لسواها طالما حافظت على اتزانها ولم تثر غضبه بغيرتها المجنونة.

لذا، تنحنحت بخفوت وهي تعود لتضع المزيد من الطعام في طبقه وعلى شفتيها ابتسامة واسعة.

فهو لها وسيظل لها طالما بقي ذلك الباب البغيض مغلقاً.
*************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-14, 12:17 AM   المشاركة رقم: 595
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الـ 13

 



أوقف سيارته خارج سور الحديقة وزفر في قوة عله يتخلص من بعض توتره الذي لازمه منذ الصباح استعداداً للقاءها

غريب أمره حقاً وهذا التوتر الذي لا يفارقه

ينجذب الى غموضها فيتوتر.. يحبها فيتوتر.. واليوم....

لا يستطيع تحديد كنه مشاعرها نحوها اليوم، لكنه بالتأكيد متوتر



فتح زجاج سيارته الكهربائي ليملأ رئتيه بهواء الحديقة النقي، وكأنه يتسلح به في مواجهته القادمة.

لا ينكر أنه كان بحاجة إلى الابتعاد،

عنها وعن الصغير وعن مصر كلها

لذا كان طلبه من مكتب المفوضية للسفر إلى تونس بحجة متابعة الأمور عن قرب، خشية أن تخرج الأمور عن السيطرة ويضطر البعض إلى الهرب واللجوء إلى أي من الدول المجاورة

لكنه كان محظوظاً وسرعان ما فر بن علي هارباً وانتقل الأمر بسلاسة ليفيق الثوار صبيحة 14 يناير على نبأ حريتهم التي ثاروا من أجلها.

شاركهم الفرحة وتمنى أن يرى مثلها في مصر قريباً

لكن كان هناك دائماً ما ينغصه

كان هناك دائماً شعور بالفقد والألم يعتصر قلبه كلما رأى طفلاً صغيراً

الفقد لطفله الذي لم يره، والألم لابنه الروحي الذي تخلى عنه مرغماً.

لذا لم يحتمل البقاء أكثر من أسبوع، وعاد إلى مصر مسرعاً، عله يُسكن بعضاً من وجيب قلبه

وما أن أعاد فتح هاتفه حتى تلقى اتصالاً منزعجاً من العم (عزيز) يلومه على اختفائه دون حتى أن يشكو إليه ما فعلته (علا)، ويطالبه بلقائه فوراً

وكان اللقاء الذي وضع فيه (عزيز) النقاط على الحروف.



عاد بذاكرته الى أحداث اليوم السابق، حينما تلكأت قدماه أمام بابها، ليزجرهما عقله الغاضب ويدفعهما الى الصعود الى الطابق التالي حيث شقة العم (عزيز).

استقبله الرجل في نفس الغرفة التي استقبله بها يوم جاء للتعرف عليه بعد عقد قرانه عليها، نفس الغرفة التي رآها بها حورية فاتنة أطارت صوابه ليلة الحناء وجعلته يرمي بحذره السابق عرض الحائط.

جلس على نفس المقعد منتظراً دخول الرجل، حينما تغير إيقاع قلبه فجأة وهو يشعر برائحتها تغزو المكان.

لم تكن رائحتها هي بالتحديد، وإنما الرائحة التي تميز شقتهما

هبت عليه فاستنشقها بحنين غريب في اللحظة التي انزاح فيها باب الغرفة قليلاً ليظهر خلفه (مودي) وكأنما يستأذنه في الدخول.

ما حدث في اللحظات التالية ما يزال غامضاً بالنسبة له. فهل هرع هو الى الصغير أم أن الصغير من ألقى بنفسه بين ذراعيه؟

لم يشغل نفسه بحقيقة التفاصيل لأن همه الشاغل وقتها كان احتضان (مودي) بكل ما أوتي من قوة، وكأنه يعوض بذلك افتقاد أسبوعين له.

كان عناقاً هستيرياً ما بين قبلاته المشتاقة لوجه صغيره واستنشاقه الحاد لنسمات افتقدها، وبين نشيج الصغير الذي يبكي هوانه على أبيه الذي لم ينجبه

بالفعل كان مشهد لقاء أب وابنه بعد طول غياب، حتى أن العم (عزيز) قال بصوت خنقته الدموع ـ"اجلس يا (مودي) ودع (مازن) يجلس. فهو لن يذهب بعيداً".

هز (مودي) رأسه في إصرار مطلقاً أصواتاً متذمرة وهو يتشبث برقبة (مازن) الذي جلس محتضناً إياه وتنحنح محاولاً التخلص من تلك الغصة التي تخنقه قائلاً ـ"بالتأكيد لن أذهب بعيداً عنه".

عقد الرجل حاجبيه الأشيبين مستفهماً بضيق ـ"ما الذي تطلقه على ابتعادك المفاجئ إذاً؟"

هم(مازن) بالرد، ليتابع (عزيز) بدبلوماسية ـ"استمع إلي يا بني.. حينما أتيت للتعرف على أسرتنا وطلب يد (علا)_ بعد أن أصبحت زوجتك_ لم أعترض على ما فعلته رغم عدم اقتناعي به. لكن السعادة التي رأيتها في عيني ابنة صديقي الراحل وابنتي، التي لا تقل مكانتها في قلبي عن مكانة أبنائي، جعلتني أغض الطرف عما حدث مكتفياً بجديتك التي رأيتها عليك وحبها الذي رأيته عليها. ويشهد الرب أنني لم أر منك منذ ذلك اليوم ما يسيء إليها أو الى الصغير. لذا أطالبك بتفسير اختفاءك غير المبرر قبل أن أقول تفسيري الخاص".

تنحنح (مازن) ثانية ليجد صوته الذي خرج محشرجاً رغماً عنه وهو يسأله في المقابل ـ"هل سألتها عما فعلت؟"

أومأ الرجل برأسه إيجاباً وأضاف بحزم ـ"نعم، والآن أسألك أنا.. ماذا فعلت ابنتي؟"

زفر (مازن) في قوة وهو يغمض عينيه كيلا تفضحه نظرة الألم التي استوطنتهما وهو يجيبه مغمغماً ـ"قتلت طفلي. فرطت في أمانة وهبها الله لنا لا لشيء سوى أوهام في رأسها".

سأله بنفس الحزم ـ"ولماذا لا تكون الأوهام في رأسك أنت؟"

اتسعت عيناه وهو يسأله باستنكار ـ"رأسي أنا؟ هل توهمت أنها كانت حامل؟"

أجابه الرجل بحكمة ـ"بل توهمت أنها قتلته، ناهيك عن تعمدها ذلك".

ثم ما لبث أن سأله بابتسامة هادئة رزينة ـ"أجبني بصراحة... لو أنك شعرت في لقاءك الأول بها أنها قاتلة، هل كنت ستتزوجها؟ قل لي بالله عليك كيف تقتل (علا) طفلها وهي التي ربطت مصيرها بطفل ليس لها وتحملت وحدها عبء تربيته؟ لو أنها قاتلة حقاً فيالها من قاتلة رفيعة الأخلاق".

شعر بنبرة السخرية التي غلفت صوت الرجل، لكنه تغاضى عنها وهو يجيبه متصنعاً البرود ـ"لم أقفز الى استنتاج من وحي خيالي الخصب... هي قالت بلسانها إنها لا تريد أطفالاً وإن أخيها يكفيها، وكأن شيطاناً خبيثاً تلبسها بعدما رأت تلك ال... ال(بهيرة)".

تمالك نفسه بصعوبة كيلا يسب (بهيرة) أمام طفلها، وهو الذي كان يتمنى لو يُطبق أصابعه على عنقها حتى يُزهق روحها منذ رآها وقلبت حياته رأساً على عقب.

هز (عزيز) رأسه متفهماً، ثم ما لبث أن أبرز ملفاً ورقياً من جانبه قدمه الى (مازن) قائلاً بهدوء ـ"هذه نسخة من ملف (علا) بالمستشفى يوم الحادث. مكتوب في أولى صفحاته إنها أُدخلت الى المستشفى فاقدة الوعي ومصابة بكدمة في جبهتها واشتباه في ارتجاج بالمخ. وحينما أجروا لها الفحوص الكاملة تبين أنها سليمة ولا تعاني الارتجاج ولهذا سمحوا لها بالانصراف. ولأن الضابط المكلف بالتحقيق في اختطاف (مودي) كان أول من رآها بعد إفاقتها مع (منار)، فلم يخبر الطبيب أي منهما بأمر حملها وضرورة التزام الراحة للحفاظ عليه، خاصة وأنها غادرت المستشفى سريعاً بعد أخذ أقوالها".

لاح عدم التصديق في عينيه، فتابع الرجل مؤكداً ـ"لقد التقيت الطبيب بنفسي بعدها، وأكد لي أنه لم يخبر (علا) بأمر حملها، ولم تفعل أي من الممرضات كذلك".

تنهد في عمق محاولاً السيطرة على ارتجافة غريبة غزت أوصاله وجعلته يتشبث بالصغير بين أحضانه بشكل غريزي، قبل أن يقول بألم ـ"لكنها طلبت الطلاق. راودتها نفسها لطلب الطلاق ونطقها لسانها بسهولة وكأنها تطلب البيتزا المفضلة لها".

تنهد (عزيز) بدوره وربت على ركبته في تعاطف هامساً ـ"لا تستهن بما فعلته بها عودة (بهيرة). لقد هزت أعمدة حياتها الراسخة وهي تطالبها بصفاقة باستعادة طفلها الذي سبق وتخلت عنه وعن أبيه. (علا) مهتزة بشدة، وبحاجة الى استعادة ثقتها بكل من حولها".

هز رأسه بعدم اقتناع وهو يقول بمرارة ـ"لو أن أعمدة حياتنا راسخة كما تقول لما تأثرت بعودة (بهيرة) أو أي سبب آخر. ولأزيدك من الشعر بيتاً، (علا) اتهمتني باختطاف (مودي) قبل ظهور (بهيرة). تركت شيطانها يسوغ لها هذا الاتهام مثلما تركته يدفعها لطلب الطلاق".

انتقلت المرارة الى صوت (عزيز) وهو يقول بإدراك ـ"إذاً فحياتكما بُنيت على أسس غير صحيحة، وهذا كفيل بجعلها غير مستقرة. فإما تعودان الى وضع أسس صحيحة من جديد، وإما يذهب كل منكما من حيث أتى ويجتر وحده آلامه على صفحة من حياته لم يُكتب لها أن تكتمل".

عادت الغصة تسكن حلقه وتخنقه بضراوة حتى احتقن بياض عينيه رغماً عنه وهو يتخيل أن تُهدم حياته بهذه البساطة. حاول أن ينطق لكن الحروف تاهت عنه وعجز عن استعادتها، ليتبع (عزيز) بتعاطف ـ"لقد أدركت (علا) خطأها، وبدأت في أولى خطوات إصلاحه. إنها تتبع تدريبات نفسية خاصة للتحكم في أعصابها وحدة انفعالاتها منذ أكثر من أسبوع، ويبدو أنها تحرز تقدماً ما. لذا إن كنت تشعر أنت الآخر بحاجتك الى مثل تلك التدريبات لا تتردد للحظة. فما تخاطران بفقدانه أكبر بكثير من بضع ترهات لا تحترم حاجة الإنسان الى تلقي المساعدة من مختص"...



عاد من شروده على صوت ارتطام كرة صغيرة بزجاج سيارته الأمامي، فخرج ليلتقطها ويدخل بها من بوابة الحديقة ويلقيها لبضعة أطفال يلعبون بعيداً قبل أن يأخذ شهيقاً عميقاً ويتجه نحوها.


***********

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أخضر, بقلم, رباب, فؤاد
facebook




جديد مواضيع قسم رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:39 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية